لخّصلي

ومن خلال ما سبق كان يتوجب على الدراسة أن تعمل على عرض مشكلة الدراسة بشكل واضح بالاستناد إلى أدبيات منهجية تمت الحديث عن موضوع الدراسة وإبراز أهداف الدراسة بشكل واضح وأهميتها وأسئلتها وكذلك صياغة مجموعة من الفرضيات وبيان حدود ومحددات الدراسة والتعريفات الإجرائية للكلمات المفتاحية في الدراسة التي تتصل بالعنوان.
وقد تم تحدي منهج وطريقة الدراسة وتمثلت في المراجعات المنهجية والتحليل التلوي، وقد بحثت الدراسة في العديد من الاضطرابات والتي تمثلت في ("اضطراب المزاج" أو "اضطرابات المزاج" أو "الاكتئاب" أو "الاكتئاب الشديد" أو "اضطراب الاكتئاب الشديد" أو "نوبة الاكتئاب" أو "اكتئاب المزاج" أو "اضطراب ثنائي القطب" أو" "الاضطرابات ثنائية القطب" أو "الهوس" أو "الهوس" أو "الهوس الخفيف") وعلاقة تلك الاضطرابات بالمرونة النفسية.
وقد تم استخراج البيانات من المواقع وفحص جودتها وتحديد الاختبارات الاحصائية المستخدمة في التوصل إلى النتائج زكان باستخدام برنامج Review Manager.
وخلال عرض النتائج عمل الباحثون على الطريقة التي تم اختيار المقالات فيها فقد تم فحص 15749 مقالة كان مكرر منها 5846 مقالة، كما تم استبعاد 9802 مقالة لأن الملخصات لم تكن ذات صلة بموضوع البحث مما ترك 101 دراسة مؤهلة لفحص النص الكامل. بعد هذه المرحلة، لم تستوف 78 دراسة معايير الاشتمال، وتم تضمين ما مجموعه 23 دراسة في المراجعة المنهجية، وقد تم وصف خصائص الدراسات المشمولة في البحث.
كان يتوجب على الباحثون أن يتم وضع البيانات السابقة تحت عنوان مجتمع وعينة الدراسة وليس تحت عنوان النتائج لأن البيانات السابقة تصف طريقة اختيار عينة الدراسة من مجمعها المتمثل في جمع المقالات ذات الصلة بموضوع البحث.
وقد أظهرت نتائج الدراسات المقطعية أن سبعة عشر دراسة مقطعية المرونة النفسية بين الأفراد الذين يعانون من اضطرابات المزاج (الاكتئاب أو BD) بما في ذلك النساء الحوامل والأطفال والبالغين والأفراد الذين يواجهون مواقف مرهقة/صادمة. وجدت جميع الدراسات الـ 17 أن الأفراد الذين يعانون من اضطرابات المزاج كانوا أقل مرونة من الأفراد الذين لا يعانون من اضطرابات المزاج.
أظهرت جميع الدراسات الطولية أن المرونة النفسية تحمي من تطور اضطرابات المزاج، وقد وجدت إحدى الدراستين التداخلية أن التدخل زاد من درجة المرونة النفسية ووجدت أن المرونة النفسية الأساسية الأعلى تشير إلى انخفاض أعراض الاكتئاب عند المتابعة بين الأفراد الذين تم تشخيص إصابتهم بالاضطراب الاكتئابي الرئيسي.
وقد تم فحص تقييم الجودة للدراسات المقطعية والطولية والتداخلية، كما أن النتائج كانت بشكل سلس وواضح للقارئ بحيث يتم فهمها بشكل واضح دون وجود أي لبس بحيث كان اللغة التي تم عرض النتائج فيها بطريقة دقيقة وواضحة.
وقد تمت مناقشة نتائج الدراسة حيث أظهر تحليلنا التلوي للبيانات المقطعية أن الأفراد الذين يعانون من اضطرابات المزاج لديهم درجات مرونة نفسية أقل من الأفراد الذين لا يعانون من اضطرابات المزاج. علاوة على ذلك، أظهرت نتائج دراسة (Wu et al, 2017) ودراسة (Hiyoshi et al, 2017) ودراسة (Hoorelbeke et al, 2019) ودراسة (Navrady et al, 2018) إلى أن المرونة النفسية العالية تحمي من تطور اضطرابات المزاج. أشارت بعض الدراسات التداخلية إلى أن تدخلات العلاج النفسي قد تحسن الحالة النفسية.
وأظهرت إحدى الدراسات التداخلية وهي دراسة (Konradt et al, 2019) أن المرونة النفسية الأساسية الأعلى تشير إلى انخفاض أعراض الاكتئاب عند المتابعة لدى الأفراد المصابين بالاضطراب الاكتئابي الرئيسي. المرونة النفسية هي القدرة على التعامل بفعالية مع ضغوطات الحياة للحفاظ على صحة نفسية جيدة
وخلصت 22 دراسة من أصل 23 مدرجة في المراجعة المنهجية الحالية إلى أن الأفراد الذين يعانون من اضطرابات المزاج لديهم درجات مرونة نفسية أقل من الأفراد الذين لا يعانون من اضطرابات المزاج أو المرونة النفسية المحمية ضد تطور اضطرابات المزاج.
أظهر (Windle et al, 2011) ومن المعروف أن اضطرابات المزاج لها مسببات مرضية متعددة العوامل. على سبيل المثال، أن صدمة الطفولة توسطت جزئيًا في تأثير تاريخ العائلة على تشخيص اضطراب المزاج في مرحلة البلوغ، مما يشير إلى أن صدمة الطفولة قد تكون بمثابة محفز بيئي، من خلال التفاعل مع خلفية وراثية ضعيفة، يمكن أن يؤدي إلى بداية المرض.
والمرونة النفسية تعمل على تخفيف العلاقة بين الإجهاد والاكتئاب في مرحلة الطفولة، مما يشير إلى أن الأفراد الذين عانوا من التوتر ولكنهم كانوا أكثر مرونة، كانوا أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب. وأكد على هذه النتيجة (Vieira et al, 2020) حيث أظهروا أن المرونة النفسية تتوسط العلاقة بين صدمات الطفولة واضطرابات المزاج لدى الشباب اتجاهات الطب النفسي، تعزز هذه البيانات أهمية دراسة المرونة النفسية في سياق اضطرابات المزاج.
وأن التدخلات مثل اليقظة الذهنية تشير إلى زيادة المرونة النفسية وهذا ما أكدت عليه دراسة (Galante et al, 2018)، وتشير النتائج التي توصلوا إليها إلى أن دورات اليقظة الذهنية زادت بشكل فعال القدرة على التكيف مع التوتر لدى طلاب الجامعات. وأن التدخلات القائمة على مزيج من العلاج السلوكي المعرفي وتقنيات اليقظة الذهنية يبدو أنها تؤثر على المرونة الفردية بشكل إيجابي.
ومن خلال ما سبق توصلت الدراسة إلى الاستنتاجات الآتية:
أولاً، شملت المراجعة المنهجية فقط دراستين تدخليتين كانت لهما نتائج متضاربة. ومن ثم، فإن النظر إلى المزيد من الدراسات التداخلية كان من شأنه أن يعزز الاستنتاجات التي تم التوصل إليها بناءً على التدخلات.
ثانيًا، تم تضمين أربع دراسات طولية فقط، ولا تزال العلاقة السببية بين المرونة النفسية واضطراب المزاج ذات مستوى ضعيف من الأدلة.
وأخيرا، لم يتم إجراء التحليل التلوي للدراسات التداخلية والطولية مع الأخذ بعين الاعتبار عدم تجانس الدراسات المشمولة. على الرغم من هذه القيود، ضمت المرجعة المنهجية مجموعة متنوعة من السكان، بما في ذلك الأطفال والبالغين الذين عانوا من عدة أنواع من المواقف العصيبة (مثل صدمة الطفولة، والهجرة، والحمل، والتعامل مع جائحة كوفيد-19، وما إلى ذلك). هذا سمح لنا بوصف تأثير المرونة النفسية في اضطرابات المزاج في سياق المواقف العصيبة المختلفة التي قد يواجهها الأفراد.
وفي الختام فإن هذه المراجعة المنهجية هي الأولى في مجالها التي تبحث في العلاقة بين المرونة واضطرابات المزاج من خلال الظروف المختلفة التي يعاني منها الأفراد. أظهرت النتائج أن الأفراد الذين يعانون من اضطرابات المزاج لديهم درجات مرونة نفسية أقل من الأفراد الذين لا يعانون من اضطرابات المزاج.
بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي درجات المرونة النفسية المرتفعة إلى انخفاض معدلات اضطرابات المزاج في سياق العديد من الاتجاهات السلبية.
فيما يتعلق بالأبحاث المستقبلية حول تأثير المرونة النفسية على اضطرابات المزاج، نوصي بالبحث في المزيد من الدراسات الطولية لإقامة علاقة سببية بين المرونة النفسية واضطرابات المزاج. كما أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث حول التدخلات التي يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي على الأفراد الذين يعانون من اضطرابات المزاج.
ومن خلال ما سبق نجد أن هناك عرض ومناقشة للنتائج بكل دقة وربطها بالعديد من المراجعات الدبية وكذلك تم إبراز الاستنتاجات في هذه الدراسة، وكما تم إبراز ما يميز هذه الدراسة عن المراجعات المنهجية السابقة وإظهار القيود وكذلك الاختتام بأهم التوصيات والمقترحات في هذه الدراسة.
أما بالنسبة لقائمة المراجع فلم تكن تتبع نظام (APA) وتم رصدها بناءً على ورودها في النص دون الالتزام بالترتيب الأبجدي في نهاية البحث، وكانت جميعها مرصودة بدقة بما يتوافق مع المتن.
وقد كان البحث بشكل عام ضمن إطار الواقع وبحث في موضوع وتم وضع الهدف ومن ثم تم الخروج بالنتيجة بما يتوافق مع هدف الدراسة وكذلك تم التأكيد على النتيجة مناقشتها والخروج بالعديد من التوصيات والمقترحات في نهاية البحث.