لخّصلي

ومن العرب المحدثين مصطفي صادق الرافعي في كتابه تاريخ اداب العرب الذي طبعه سنه 1911 من أقوله التي تعد صدي لآراء القدماء ما ذكره حين عرض لما أسماه باتساع الروايه علي يد بعض الرواه الذين يضعون علي السنه فحول الشعراء قصائد لم يقولوها ويذيدون في قصائدهم التي تعرف لهم ويدخلون من شعر الرجل في شعر غيره هونا وتعنتا ورأس هذا الأمر حماد الروايه الكوفي توفي سنه 155 وقد لقب بالراويه لاتساع روايته كما أشار الرافعي الي خلف الاحمر معاصر حماد وقرينه وهذا القول صدي لقول إن سلام "وكان أول من جمع اشعار ينحل شعر الرجل غيره وينهله غير شعره ويذيد ف الاشعار " ومن المستشرقين المستشرق الألماني تيودور نيلدكه توفي سنه 1931 ميلادي الذي ختم ملحوظاته بعبارات فيها اعجاب بالشعر الجاهلي برغم تعرضه لبعض التحريفات يقول "ومهما يكن من شده التحريفات والتغييرات التي أصابت نصوص القصائد القديمه الجاهليه ومهما تعرضت له فإنه تفوح من هذه الشذرات روح منعشه تدل علي أن قوه الشعر العربي البدوي وجماله لم يضيعا تعرض الشعر الجاهلي إذن خلال رحله الطويله الي أخطاء في الروايه لابد منها وإن كانت صورته العامه باقيه فيما وصل إلينا منه وقد حرص العلماء القدماء علي تنقيته مما علق به من شوائب ووصلوا الي نتائج اعتمد عليها اللاحقون حتي مطلع العصر الحديث عصر بعث هذه القضيه ونتوقف عند واحد من المستشريق ويعد تسوء من تناول هذه القضيه من حيث المنهج والمقصد المستشرق الانجليزي ديفيد صمويل اما سوء المنهج وفساد المقدمات والنتائج فيكي للدلاله عليها أن نشير الي تفنيد كثير من المستشرقين لمقاله المشهور نشاه الشعر العربي الذي نشره سنه 1925 في مجله الجمعيه الاسيويه بلندن وممن تولوا تفنيد ارائه وضحضها المستشرق ليال وذلك في مقدمه المفضليات حيث يقول واما أن نذهب كما ذهب أحد العلماء المحدثين الي أن جميع ما نسميه بالشعر العربي القديم منحول فهذا منهج مخالف لجميع وجوه هذه القضيه واحتمالاتها" ثم يناقش ليال فرضيه وجود وضاعين بهذا الشعر ونسبته الي شعراء جاهليين فيقول " ولكن هذه الحقيقه نفسها اي المحاكاه تدل علي وجود اصل يحاكا اما ان نذيع أن ما بين ايدينا لا يعدو أن يكون الصوره المحكيه وأنه لم يبقي شي من الأصل نفسه فذلك أمر لا يقره الفهم السليم علي ضوء هذه الظروف " والحق أن شهره مقال مرجليوث يرجع إلي تشابه ما بها من آراء مع اراء طه حسين في كتابه في الشعر الجاهلي الذي اصدره سنه 1926 ولولا كتاب طه حسين وما قوبل به من هجوم دفع بعض الخصوم الي البحث عن جذور هذا الشك المتطرف لمر مقال مرجليوث دون أن يلتفت إليه كثيرون ودون أن يترك أثرا في ميدان الدراسات الادبيه الجاهليه وقد اختلف الباحثون هل تأثر طه حسين بمقال مرجليوث أم أن هذه الآراء من عنده ولم يتطلع علي مقال مرجليوث والارجح أن طه حسين قد تاثر بمقال مرجليوث وان هذه الآراء قد أحدثت ضجه في الأوساط الثقافيه عامه والأدبية خاصه ولا نكاد نجد باحثا واعيا يقف مع آراء طه حسين في خندق واحد عدا الدكتور عبد الرحمن بدوي الذي أخطأ حين ظن أن آراء طه حسين هي نفسها آراء محمد بن سلام الجمحي وشتان بين الرجلين فابن سلام يصحح ما أجمع عليه العلماء وهو كثير إذ يقول " وقد اختلف العلماء بعد في بعض الشعر كما اختلفت في ثائر الاشياء فا اما ما اتفقوا عليه فليس لأحد أن يخرج منه "اما طه حسين فيتهم الكثره المطلقه مما روي من الشعر الجاهلي إذ يقول "أن الكثره المطلقه مما نسميه أدبا جاهليا ليس من الجاهليه في شي " وقد بني طه حسين شكه علي دعامتين اساسيتين هما ١/ أن لغه الشعر الجاهلي ذات وحده ظاهره وهي نفس لغه القرءان الكريم التي اشاعها في العرب فضلا عن عدم وجود اثر لاختلافات اللهجات
٢/ أن الشعر الجاهلي الذي قرأه لل يمثل حياه الوثنين أو النصاري وانما يمثل حياه المسلمين والإسلام وقد غير طه حسين كثيرا من آراء مستهل حياته العلميه وخفف كثيرا من نبره الشك التي كانت لديه وذلك بعد مضي مايقرب من مضي عشر سنوات من ظهور كتاب في الشعر الجاهلي بل إنه اظهر حبا واعجابا بالشعر الجاهلي وقام بدراسه شعر عدد من الشعراء الجاهليين حيث نجد هذه الدراسه في كتابه حديث الاربعاء الجزء الاول .