لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (85%)

نحن هنا أمام حالة إبداع خاصة لمخرج مصري موهوب قلّ نظيره، استطاع أن يحفر اسمه بمداد من ذهب في تاريخ السينما المصرية، بل نجح في إخراج السينما المصرية من حالتها التقليدية الجامدة وحواديتها السخيفة إلى حالة جديدة تحاكي الواقع وتلمس شغاف الجمهور المثقف ببراعة وتقنية عالية. لم يكن ذلك إلا ثمرة لعشق مخرجنا الفذ حسين كمال للسينما منذ أن كان طفلاً صغيرًا مرافقًا لإسرته في ترددها على دور السينما، وهو ما جعله مبهورًا بذلك العالم وخائفًا في الوقت نفسه من ولوجه. وكي يتحدى خوفه صمم على دراسة السينما أكاديميًا بعد الانتهاء من تعليمه النظامي، لكن والده كان معارضًا للفكرة ويريد له اكمال تعليمه في تخصص التجارة. رضخ صاحبنا لرغبات والده فدرس التجارة وحصل على دبلومها المتوسط من مدرسة الفرير، والذي سافر من أجله إلى باريس، حيث التحق بمعهد العالي للسينما (الأديك) وتخرج منه عام 1954، ليعود إلى وطنه ويواجه حالة من الإحباط واليأس لعدة سنوات بسبب سيطرة حفنة من المخرجين على عالم السينما المصرية بأفكارهم ورؤاهم التقليدية. إلى أن تم تدشين التلفزيون المصري في عام 1960، فقدم أوراقه واجتاز امتحان القبول بتفوق. ونظرًا لإجادته لخمس لغات أرسله جهاز التلفزيون إلى روما في بعثة تدريبية. وحينما عاد إلى مصر عمل مخرجا تلفزيونيا لبرامج وتمثيليات كثيرة، فاز بعضها في مسابقات داخلية بالتلفزيون عامي 1963 و 1964. أي بعد 11 عامًا من انهائه لدراسته السينمائية، وهو ما أتاح له فرصة إخراج أول أفلامه وهو فيلم «المستحيل» من بطولة نادية لطفي وكمال الشناوي عن قصة للأديب مصطفى محمود. حشد مخرجنا كل طاقاته وعلمه وتجاربه في هذا العمل، ووجه عناية خاصة بكل التفاصيل الدقيقة لجهة إدارة الكوادر والتصوير وتوزيع الظل والضوء والملابس والديكورات والإكسسوارات ليخرج فيلمًا يتناول مشكلة اجتماعية نفسية عاطفية بأسلوب جديد وغير مسبوق في السينما المصرية. كان ظهور «المستحيل» وإشادة النقاد والجمهور الواعي به بمثابة شهادة لميلاد مخرج عبقري يختلف عن مجايليه وكل من سبقه في الكثير من الأشياء. وقد حافظ حسين كمال المولود في 17 أغسطس 1932 على نجاحه الكبير وأسلوبه الجديد هذا من خلال معظم أفلامه التالية، واستمر كذلك حتى رحيله، باستثناء عملين من أعماله اللذين قوبلا بانتقادات بسبب تحوله فيهما من مخرج يخلق أعمالاً جادة ومتميزة وخاصة إلى مخرج يسعى وراء الكسب السريع من خلال أعمال تجارية قوامها حواديت عاطفية تقليدية مغلفة بالاستعراضات الغنائية الراقصة على نحو ما فعله في فيلم «أبي فوق الشجرة» (1969) عن قصة لإحسان عبدالقدوس من بطولة عبدالحليم حافظ وميرفت أمين ونادية لطفي، وفيلم «مولد يادنيا» (1975) عن قصة ليوسف السباعي من بطولة عفاف راضي ومحمود يس، اعتنى كمال كثيرًا بمواضيع ومضامين أعماله السينمائية، فكان دائم اللجؤ إلى روايات مشاهير الأدب المصري، بدليل أنه حول روايات لإحسان عبدالقدوس ويوسف السباعي ونجيب محفوظ ومصطفى محمود وثروت أباظة ويحيى حقي ويوسف إدريس وجلال الدين الحمامصي إلى أفلام سينمائية خالدة ببراعة بعد أن أضفى عليها فلسفته ورؤيته الخاصة وعمق شخصياتها وجعل أحداثها متماسكة. وقد فعل الرجل الشيء ذاته في الأعمال المسرحية الست التي أخرجها وهي: «ثم غاب القمر» (1969)، «الواد سيد الشغال» (1985)، تجربته السينمائية الثانية بعد «المستحيل» تمثلت في إخراجه فيلم «البوسطجي» في 1968 عن رواية «دماء وطين» ليحيى حقي، وهو الفيلم الذي اعتبره النقاد علامة فارقة في تاريخ السينما المصرية. وفي هذا السياق أخبرنا المخرج بأنه وجد نفسه فعلاً في فيلمه الثاني وأن «البوسطجي» مثل له لحظة تنوير من بعد عامين من التفكير الطويل والتأمل العميق. أما الناقد السينمائي البحريني حسين الحداد فقد قال عنه: «استطاع حسين كمال أن يحقق استخدامًا متقنًا للمونتاج بقيادة المونتيرة رشيدة عبدالسلام والتي عملت معه في أغلب أفلامه فيما بعد. وحقق أيضا توازنًا موفقًا وملحوظًا بين السيطرة على أدواته الفنية والتقنية كمخرج وبين المضمون الذي يطرحه الفيلم». توالت بعد ذلك تجارب وأعمال مخرجنا السينمائية المدهشة فقدم في 1969 فيلم «شيء من الخوف» للكاتب ثروت أباظة، بدأ به تعاونه مع القطاع الخاص بعد سنوات من العمل مع القطاع العام، وقيل وقتها أن مخرج البسطاء حسين كمال أزعج بفيلمه هذا الرئيس عبدالناصر، قبل أن تثور القرية على ظلمه وجبروته، إنما يرمز إلى الرئيس عبدالناصر ونظامه. وقدم في العام التالي الميلودراما من خلال فيلم «عندما نزرع الشوك» عن قصة ليوسف السباعي، ولم يضف له هذا العمل أي إضافة باعترافه حينما قال: «كان لا بد أن أجرب الميلودراما، أنا حتى الآن أدخل تجارب ولم أصل إلى شيء. نحن لا نزرع الشوك ميلودراما رسمي، ثم قدم في 1971 فيلم «ثرثرة فوق النيل» للأديب نجيب محفوظ من بطولة عماد حمدي وأحمد رمزي وماجدة الخطيب وميرفت أمين وعادل أدهم وسهير رمزي. والفيلم طبقًا لحسين الحداد «يقدم رؤية ضبابية بلا موقف فكري، بل يكرس فئة من الناس للمتاجرة بالنكسة (هزيمة حزيران 67) على نحو سيء ومبتذل» ويرى الحداد أن الفيلم ظهر بشكل مختلف تماما عن رواية محفوظ لأنه أظهر أنماطًا بشرية عابثة وغارقة في الجنس والمخدرات دون وجود مبرر اجتماعي منطقي قوي مقنع لتصرفاتها وهروبها من الواقع. ثم قدم في 1972 فيلمه الجميل «امبراطورية ميم» للأديب إحسان عبدالقدوس وسيناريو وحوار نجيب محفوظ من بطولة فاتن حمامة وأحمد مظهر ومجموعة من الوجوه الشابة الجديدة، وفيه تناول مسألة الديمقراطية من وجهة نظر عائلة برجوازية. وفي العام نفسه أخرج فيلم «أنف وثلاث عيون» الذي لم يكن سوى فيلم من أفلام الحواديت باعتراف مخرجه الذي صرح بأنه أخرجه من أجل بطلتيه، ماجدة ونجلاء فتحي. وفي 1973 أخرج الفيلم الشاعري الجميل «دمي ودموعي وابتسامتي» الذي أدان فيه عالم رجال الأعمال والطبقة الثرية، ليتبعه في 1975 بأربعة أفلام دفعة واحدة وهي: «لا شيء يهم» عن قصة لإحسان عبدالقدوس طرح فيها أفكارًا سياسية متناثرة، و«الحب تحت المطر» عن قصة لنجيب محفوظ حول صور الفساد ضمن الطبقة البرجوازية في فترة الغليان السياسي التي سبقت حرب أكتوبر، وفيلم «النداهة» عن قصة ليوسف إدريس حول إلتهام المدينة الكبيرة وسحقها لأبناء الريف، وفيلم «على ورق سيلوفان» عن قصة ليوسف إدريس أيضا حول مثلث الحب التقليدي (الزوج والزوجة والعشق). وفي 1979 أخرج فيلم «احنا بتوع الأوتوبيس» والذي عرض فيه فكرة أن هزيمة حزيران كانت طبيعية ومتوقعة بسبب طبيعة النظام السياسي الحاكم آنذاك. وفي العام نفسه أخرج فيلم «حبيبي دايما» الميلودرامي الرومانسي من بطولة نور الشريف وبوسي عن قصة حب حقيقية عاشها العندليب عبدالحليم حافظ. ورغم ان قصة الفيلم تقليدية جدا وتناولتها السينما عشرات المرات حول علاقة عاطفية بين شاب فقير وفتاة ثرية، إلا أن الجديد فيه كان المشاهد الخارجية المصورة في أوروبا وغير المسبوقة في الفيلم المصري وقتذاك. فيلمه التالي كان «أرجوك أعطني الدواء» في سنة 1984، وهو فيلم جريء أثار ضجة كبيرة لأنه تناول قضية مثيرة وحساسة هي حق المرأة الشرقية الجنسي وموقفها منه، ثم قدم في عام 1986 فيلم «قفص الحريم» الذي تصدى لقضية الرجل الشرقي، فإنه يرفض أن تأخذ المرأة دورها أو تمارس حقوقها، وفي العام نفسه أخرج فيلم «آه يابلدنا آه» من بطولة فريد شوقي عن قصة كتبها للسينما سعد الدين وهبه، وجاء مليئا أيضا بالمعاني الاجتماعية والسياسية من خلال دعوة الشباب المصري بعدم الهجرة والبقاء في الوطن لتعميره وبناء مستقبله. وقال النقاد عنه أنه فيلم تأثر كثيرًا بفكرة وأجواء فيلم «زوربا اليوناني» الأمريكي. لأنه كان رافضًا لفكرة الزواج بدعوى أنه أحب امرأة واحدة هي أمه التي ظل يبحث عنها في كل امرأة قابلها، فلم يجد نموذجها في أي منهن.


النص الأصلي

نحن هنا أمام حالة إبداع خاصة لمخرج مصري موهوب قلّ نظيره، استطاع أن يحفر اسمه بمداد من ذهب في تاريخ السينما المصرية، بل نجح في إخراج السينما المصرية من حالتها التقليدية الجامدة وحواديتها السخيفة إلى حالة جديدة تحاكي الواقع وتلمس شغاف الجمهور المثقف ببراعة وتقنية عالية.
لم يكن ذلك إلا ثمرة لعشق مخرجنا الفذ حسين كمال للسينما منذ أن كان طفلاً صغيرًا مرافقًا لإسرته في ترددها على دور السينما، وهو ما جعله مبهورًا بذلك العالم وخائفًا في الوقت نفسه من ولوجه. وكي يتحدى خوفه صمم على دراسة السينما أكاديميًا بعد الانتهاء من تعليمه النظامي، لكن والده كان معارضًا للفكرة ويريد له اكمال تعليمه في تخصص التجارة. رضخ صاحبنا لرغبات والده فدرس التجارة وحصل على دبلومها المتوسط من مدرسة الفرير، لكنه ظل متمسكًا بحلم التخصص في السينما. والذي سافر من أجله إلى باريس، حيث التحق بمعهد العالي للسينما (الأديك) وتخرج منه عام 1954، ليعود إلى وطنه ويواجه حالة من الإحباط واليأس لعدة سنوات بسبب سيطرة حفنة من المخرجين على عالم السينما المصرية بأفكارهم ورؤاهم التقليدية. لذا اكتفى في تلك السنوات الحرجة من حياته بالعمل في تصميم ملابس وديكورات فندق هلتون النيل، إلى أن تم تدشين التلفزيون المصري في عام 1960، فقدم أوراقه واجتاز امتحان القبول بتفوق. ونظرًا لإجادته لخمس لغات أرسله جهاز التلفزيون إلى روما في بعثة تدريبية. وقد استفاد الرجل من تلك البعثة ومن إقامته في إيطاليا. وحينما عاد إلى مصر عمل مخرجا تلفزيونيا لبرامج وتمثيليات كثيرة، فاز بعضها في مسابقات داخلية بالتلفزيون عامي 1963 و 1964.
وفي 1965، أي بعد 11 عامًا من انهائه لدراسته السينمائية، تم افتتاح مؤسسة السينما بهدف دعم المخرجين المصريين الشباب، وهو ما أتاح له فرصة إخراج أول أفلامه وهو فيلم «المستحيل» من بطولة نادية لطفي وكمال الشناوي عن قصة للأديب مصطفى محمود. حشد مخرجنا كل طاقاته وعلمه وتجاربه في هذا العمل، ووجه عناية خاصة بكل التفاصيل الدقيقة لجهة إدارة الكوادر والتصوير وتوزيع الظل والضوء والملابس والديكورات والإكسسوارات ليخرج فيلمًا يتناول مشكلة اجتماعية نفسية عاطفية بأسلوب جديد وغير مسبوق في السينما المصرية.
كان ظهور «المستحيل» وإشادة النقاد والجمهور الواعي به بمثابة شهادة لميلاد مخرج عبقري يختلف عن مجايليه وكل من سبقه في الكثير من الأشياء. وقد حافظ حسين كمال المولود في 17 أغسطس 1932 على نجاحه الكبير وأسلوبه الجديد هذا من خلال معظم أفلامه التالية، واستمر كذلك حتى رحيله، باستثناء عملين من أعماله اللذين قوبلا بانتقادات بسبب تحوله فيهما من مخرج يخلق أعمالاً جادة ومتميزة وخاصة إلى مخرج يسعى وراء الكسب السريع من خلال أعمال تجارية قوامها حواديت عاطفية تقليدية مغلفة بالاستعراضات الغنائية الراقصة على نحو ما فعله في فيلم «أبي فوق الشجرة» (1969) عن قصة لإحسان عبدالقدوس من بطولة عبدالحليم حافظ وميرفت أمين ونادية لطفي، وفيلم «مولد يادنيا» (1975) عن قصة ليوسف السباعي من بطولة عفاف راضي ومحمود يس، والذي جمع فيه المواقف الكوميدية والتراجيدية والمغامرات والأغاني.
اعتنى كمال كثيرًا بمواضيع ومضامين أعماله السينمائية، فكان دائم اللجؤ إلى روايات مشاهير الأدب المصري، بدليل أنه حول روايات لإحسان عبدالقدوس ويوسف السباعي ونجيب محفوظ ومصطفى محمود وثروت أباظة ويحيى حقي ويوسف إدريس وجلال الدين الحمامصي إلى أفلام سينمائية خالدة ببراعة بعد أن أضفى عليها فلسفته ورؤيته الخاصة وعمق شخصياتها وجعل أحداثها متماسكة. وقد فعل الرجل الشيء ذاته في الأعمال المسرحية الست التي أخرجها وهي: «ثم غاب القمر» (1969)، «ريا وسكينة» (1983)، «الواد سيد الشغال» (1985)، «علشان خاطر عيونك» (1987)، «أنا والنظام وهواك» (1993)، و«الجميلة والوحش» (1996).
تجربته السينمائية الثانية بعد «المستحيل» تمثلت في إخراجه فيلم «البوسطجي» في 1968 عن رواية «دماء وطين» ليحيى حقي، وهو الفيلم الذي اعتبره النقاد علامة فارقة في تاريخ السينما المصرية. وفي هذا السياق أخبرنا المخرج بأنه وجد نفسه فعلاً في فيلمه الثاني وأن «البوسطجي» مثل له لحظة تنوير من بعد عامين من التفكير الطويل والتأمل العميق. أما الناقد السينمائي البحريني حسين الحداد فقد قال عنه: «استطاع حسين كمال أن يحقق استخدامًا متقنًا للمونتاج بقيادة المونتيرة رشيدة عبدالسلام والتي عملت معه في أغلب أفلامه فيما بعد. كذلك استفاد كثيرًا من التفاصيل الصغيرة والشخصيات الثانوية في إغناء الخط الدرامي الرئيسي وتعميقه، وحقق أيضا توازنًا موفقًا وملحوظًا بين السيطرة على أدواته الفنية والتقنية كمخرج وبين المضمون الذي يطرحه الفيلم».
توالت بعد ذلك تجارب وأعمال مخرجنا السينمائية المدهشة فقدم في 1969 فيلم «شيء من الخوف» للكاتب ثروت أباظة، وهو فيلم، بدأ به تعاونه مع القطاع الخاص بعد سنوات من العمل مع القطاع العام، واثار جدلاً كبيرًا، وقيل وقتها أن مخرج البسطاء حسين كمال أزعج بفيلمه هذا الرئيس عبدالناصر، لأن بطل الفيلم «عتريس» (محمود مرسي) الذي يسيطر على القرية الصعيدية ويتزوج فؤادة (شادية) رغمًا عنها، قبل أن تثور القرية على ظلمه وجبروته، إنما يرمز إلى الرئيس عبدالناصر ونظامه.
وقدم في العام التالي الميلودراما من خلال فيلم «عندما نزرع الشوك» عن قصة ليوسف السباعي، ولم يضف له هذا العمل أي إضافة باعترافه حينما قال: «كان لا بد أن أجرب الميلودراما، أنا حتى الآن أدخل تجارب ولم أصل إلى شيء. نحن لا نزرع الشوك ميلودراما رسمي، ولكنه ليس فيلمًا عبيطا».
ثم قدم في 1971 فيلم «ثرثرة فوق النيل» للأديب نجيب محفوظ من بطولة عماد حمدي وأحمد رمزي وماجدة الخطيب وميرفت أمين وعادل أدهم وسهير رمزي. والفيلم طبقًا لحسين الحداد «يقدم رؤية ضبابية بلا موقف فكري، بل يكرس فئة من الناس للمتاجرة بالنكسة (هزيمة حزيران 67) على نحو سيء ومبتذل» ويرى الحداد أن الفيلم ظهر بشكل مختلف تماما عن رواية محفوظ لأنه أظهر أنماطًا بشرية عابثة وغارقة في الجنس والمخدرات دون وجود مبرر اجتماعي منطقي قوي مقنع لتصرفاتها وهروبها من الواقع.
ثم قدم في 1972 فيلمه الجميل «امبراطورية ميم» للأديب إحسان عبدالقدوس وسيناريو وحوار نجيب محفوظ من بطولة فاتن حمامة وأحمد مظهر ومجموعة من الوجوه الشابة الجديدة، وفيه تناول مسألة الديمقراطية من وجهة نظر عائلة برجوازية. وفي العام نفسه أخرج فيلم «أنف وثلاث عيون» الذي لم يكن سوى فيلم من أفلام الحواديت باعتراف مخرجه الذي صرح بأنه أخرجه من أجل بطلتيه، ماجدة ونجلاء فتحي.
وفي 1973 أخرج الفيلم الشاعري الجميل «دمي ودموعي وابتسامتي» الذي أدان فيه عالم رجال الأعمال والطبقة الثرية، ليتبعه في 1975 بأربعة أفلام دفعة واحدة وهي: «لا شيء يهم» عن قصة لإحسان عبدالقدوس طرح فيها أفكارًا سياسية متناثرة، و«الحب تحت المطر» عن قصة لنجيب محفوظ حول صور الفساد ضمن الطبقة البرجوازية في فترة الغليان السياسي التي سبقت حرب أكتوبر، وفيلم «النداهة» عن قصة ليوسف إدريس حول إلتهام المدينة الكبيرة وسحقها لأبناء الريف، وفيلم «على ورق سيلوفان» عن قصة ليوسف إدريس أيضا حول مثلث الحب التقليدي (الزوج والزوجة والعشق).
وفي 1979 أخرج فيلم «احنا بتوع الأوتوبيس» والذي عرض فيه فكرة أن هزيمة حزيران كانت طبيعية ومتوقعة بسبب طبيعة النظام السياسي الحاكم آنذاك. وفي العام نفسه أخرج فيلم «حبيبي دايما» الميلودرامي الرومانسي من بطولة نور الشريف وبوسي عن قصة حب حقيقية عاشها العندليب عبدالحليم حافظ. ورغم ان قصة الفيلم تقليدية جدا وتناولتها السينما عشرات المرات حول علاقة عاطفية بين شاب فقير وفتاة ثرية، إلا أن الجديد فيه كان المشاهد الخارجية المصورة في أوروبا وغير المسبوقة في الفيلم المصري وقتذاك.
فيلمه التالي كان «أرجوك أعطني الدواء» في سنة 1984، عن قصة لمجيد طوبا. وهو فيلم جريء أثار ضجة كبيرة لأنه تناول قضية مثيرة وحساسة هي حق المرأة الشرقية الجنسي وموقفها منه، ثم قدم في عام 1986 فيلم «قفص الحريم» الذي تصدى لقضية الرجل الشرقي، الذي مهما كان متعلمًا ومتحررًا، فإنه يرفض أن تأخذ المرأة دورها أو تمارس حقوقها، حيث تناول القضية من خلال 3 نماذج للرجل الشرقي. وفي العام نفسه أخرج فيلم «آه يابلدنا آه» من بطولة فريد شوقي عن قصة كتبها للسينما سعد الدين وهبه، وجاء مليئا أيضا بالمعاني الاجتماعية والسياسية من خلال دعوة الشباب المصري بعدم الهجرة والبقاء في الوطن لتعميره وبناء مستقبله. وقال النقاد عنه أنه فيلم تأثر كثيرًا بفكرة وأجواء فيلم «زوربا اليوناني» الأمريكي.
وأخيرًا، رحل مخرجنا في 24 مارس 2003 دون زوجة أو ذرية؛ لأنه كان رافضًا لفكرة الزواج بدعوى أنه أحب امرأة واحدة هي أمه التي ظل يبحث عنها في كل امرأة قابلها، فلم يجد نموذجها في أي منهن.


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

Lakhasly. (2024...

Lakhasly. (2024). وتكمن أهمية جودة الخدمة بالنسبة للمؤسسات التي تهدف إلى تحقيق النجاح والاستقرار. Re...

‏ Management Te...

‏ Management Team: A workshop supervisor, knowledgeable carpenters, finishers, an administrative ass...

تسجيل مدخلات ال...

تسجيل مدخلات الزراعة العضوية (اسمدة عضوية ومخصبات حيوية ومبيدات عضوية (حشرية-امراض-حشائش) ومبيدات حي...

My overall expe...

My overall experience was good, but I felt like they discharged me too quickly. One night wasn't eno...

- لموافقة المست...

- لموافقة المستنيرة*: سيتم الحصول على موافقة مستنيرة من جميع المشاركين قبل بدء البحث. - *السرية*: سي...

تعزيز الصورة ال...

تعزيز الصورة الإيجابية للمملكة العربية السعودية بوصفها نموذجًا عالميًا في ترسيخ القيم الإنسانية ونشر...

وصف الرئيس الأم...

وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء، الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بأنها "مأساوية"، متعه...

Mears (2014) A ...

Mears (2014) A system of justice that could both punish and rehabilitate juvenile criminals was the ...

تراجع مكانة الق...

تراجع مكانة القضية الفلسطينية في السياسة الدولية فرض على الجزائر تحديات كبيرة، لكنه لم يغيّر من ثواب...

أيقونة الكوميدي...

أيقونة الكوميديا والدراما بقيمة 100 مليون دولار. قابل عادل إمام ولد عام 1940 في المنصورة، مصر، وبدأ ...

أتقدم إلى سموكم...

أتقدم إلى سموكم الكريم أنا المواطن / أسامة سلطان خلف الله الحارثي، السجل المدني رقم/١٧٣٧٣٨٣ ، بهذا ا...

[1] الحمد لله ...

[1] الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا أخذه ورسوله صلى ...