لخّصلي

وتحليل. خاتمة البحث ونتائجه. المطلب الأول الإيمان بالقضاء والقدر مفهومه ومقتضاه أولاً: القضاء والقدر في اللغة والاصطلاح القضاء لغة من قضى بمعني حكم، والقضاء الحكم، قال تعالى: (وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب / الإسراء)، أي حكمنا حكما لا رجعة فيه، ويأتي في اللغة والتنزيل بمعان عدة منها الحكم والأمر، كقوله تعالى وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه) قضاء، / الإسراء، ١٧ بمعنى أي صنعه أمر وقدره، ربك ومنه وحتم، قوله ويأتي تعالى بمعنى القضاه الصنع . والتقدير، يقال: قضى الشيء سبع سماوات في يومين) إليه وأبلغناء أي صنعهن وأحكم خلقهن، وقد يأتي بمعنى: الأداء والإنهاء، يقال: قضيت ديني، ومنه قوله تعالى وقضينا ! إليه ذلك الأمر ( الحجر . اي انهيناه ذلك، وقوله تعالى: (تم الضوا إلى [ يونس، يعني أمضوا إلى، وقوله تعالى: (فلما أي: فلما أمضينا قضاءنا على سليمان عليه السلام بالموت رت وقد يكون بمعنى الفراغ، تقول: قضيت حاجتي أي فرعت منها (1)، قال ابن فارس: "القاف والضاد والحرف المعتل أصل صحيح يدل على إحكام أمر، وإتقانه، وإنفاذ لجهته، قال الله تعالى: (فقضاهن سبع سماوات في يومين) [۱۲ فصلت)، أي أحكم خلقهن، والقضاء [۷۲/ الحكم، قال الله سبحانه في ذكر من قال الفاقض ما ما ا أنت قاض طه]، أي: اصنع واحكم وقال (۳)، ابن منظور: القضاء الحكم، وأصله قضاي لأنه من قضيت، إلا أن الياء لما جاءت بعد الألف الزائدة طرفا همزت..... في الحديث ذكر القضاء. حكم وفصل، وقضاء وقد تكرر وأصله القطع والفصل، يقال: قضى يقضي قضاء، فهو قاص: أنا . الشيء إحكامه وإمضاره والفراغ منه )... وأما القدر لغة الدال وتسكينها لغتان معناه القضاء والحكم يفتح مشهورتان وهو ما يقدره الله عز وجل من القضاء ويحكم به. من الأمور وم، وقدر الشيء: مبلغة )، قال ابن فارس القاف والدال والراء اصل صحيح يدل على مبلغ . ى مبلغ الشيء وكنهه ونهايته، فالقدر: مبلغ كل شيء، يقال: قدره كذا، أي مبلغه، وكذلك القدر، وقدرت التنيء أقدره واقدره من التقدير، وقدرته أقدره والقدر قضاء الله تعالى الأشياء على مبالغها ونهاياتها التي أرادها ايضا، وقال ابن حجر: "القدر بوضعه يدل. على القدرة وعلى المقدور لها، و حال وهو القدر أيضا الكائن بالعلم ويتضمن الإراد ادة عقلا والقول : العلم والإرادة والقول، وقدر الله الشيء بالتشديد قضاء، ويجوز بالتخفيف ، وقال الله تعالى: (وما قدروا الله حق قدره) (٦٧ / الزمر، أي ما عظموا الله حق تعظيمه. يوفق الـ - ٢٧٢ - الغلو في القضاء والقدر بين القدرية والجهمية دراسة في دلالة المفهوم والمصطلحات علي عبد الله حسن الفواز وفي الاصطلاح: قال الكرماني: "القضاء هو الحكم الكلي الإجمالي في الأزل والقدر: هو جزيئات ذلك الحكم وتفاصيله التي تقع في لا يزال )، ونقله الحافظ ابن حجر بعبارته، قال: "القضاء الحكم بالكليات على . سبيل الإجمال فيا الأزل، والقدر هو الحكم بوقوع الجزئيات التي لتلك الكليات على سبيل التفصيل ، و وقال السفاري ريني: القضاء هو إرادة الله الأولية المتعلقة بالأشياء على ما هي عليه فيما لا يزال (۱۱)، والقدر التقدير الله تعالى للكائنات، حسب ما سبق به علمه واقتضته حكمته )، والمراد أن الله تعالى علم مقادير الأشياء وأزمانها قبل إيجادها، ثم أوجد. ما سبق في علمه أنه يوجد، فكل محدث صادر عن علمه وقدرته وإرادته ، وقال الجرجاني: "القدر" خروج الممكنات من العدم إلى الوجود واحدا بعد واحد مطابقا للقضاء، والقضاء في الأزل، والقدر فيما لا يزال. والفرق بين القدر والقضاء هو أن القضاء وجود جميع الموجودات في اللوح المحفوظ مجتمعة، والقدر وجودها. متفرقة . في الأعيان بعد حصول شرائطها ، والحقيقة لا يوجد دليل صريح من كتاب أو سنة في التفريق بينهما، إلا أنهما أمران متلازمان وقد يستخدم أحدهما بمعنى الآخر، قال الخطابي: "جماع القول في هذا الباب . أي القضاء والقدر، أنهما امران لا ينفك أحدهما عن الآخر؛ لأن أحدهما بمنزلة الأساس والآخر بمنزلة البناء، فمن رام الفصل بينهما فقد رام هدم البناء ونقضه (۱). ثانياً: مفهوم الإيمان بالقضاء والقدر في الشرع اتفق العلماء على أن الإيمان بالقضاء والقدر بهذا المعنى، ركن من أركان الإيمان قال النووي: "واعلم أن مذهب أهل الحق إثبات القدر، ومعناه أن الله تبارك وتعالى قدر الأشياء في القدم، وعلم سبحانه أنها ستقع في أوقات معلومة عنده سبحانه وتعالى وعلى صفات مخصوصة، فهي تقع على حسب ما قدرها سبحانه وتعالى (19)، وقال الكرماني ومذهب أهل الحق أن الأمور كلها من ذلك بقضاء الله وقدره، ولا يجري في ملكه إلا مقدرانه (1)، وقال ابن . كل شيء لا يقع في الوجود إلا وقد سبق به علم الله ومشيئته (۱۰) والإيمان بالقضاء والقدر على هذا النحو يتضمن أولا: الإيمان بأن أعمال العبادة الإيمان والكفر والخير والشر والنفع والضر وغير حجر: ومعناه أن خيرا كانت أو شراء طاعة أو معصية، تجري على ما سبق به الأزل قبل خلقها، إذ علم أهل الجنة نة . وعلم أهل النار قبل علم الله : تعالى وكتابه منذ لهم التواب والعقاب جزاء لهم بما كانوا يعملون، وأنه تعالى كتب ذلك وأحصاه في إمام مبين، وثانيا الإيمان أن الله تعالى خالق كل شيء خلق العباد وأعمالهم كلها خيرها وشرها، ومشيئته نافذة فما شاء الله كان وما : لم يشأ لم يكن. يحبها ومقتضى ذلك الإيمان بأن الله تعالى عالم منذ الأزل بالأمور المقدرة قبل كونها، وفي ذلك رد على من يذكر علمه القديم، وأنه تعالى يعلم الجزئيات كما يعلم الكليات، خلافا لمن قال: يعلم الكليات دون الجزئيات، وأنه تعالى مختار لما يفعله، محدث له بمشيئته وإرادته، وأنه تعالى مريد الجميع الكائنات، على معنى الله خالقها ومقدرها لا أنه ويرضاها، وأن الخير والشر بتقديره تعالى وإيجاده، قال البغوي: "الإيمان بالقدر فرض لازم وهو أن يعتقد أن الله تعالى خالق أعمال العباد خيرها و وشرها كتبها عليهم في اللوح أن يخلقهم، قال تعالى: (والله خلقكم وما تعملون [٩٦/ الصافات، وقال تعالى: (قل الله خالق كل شيء) [١٦ / الرعد، وقال تعالى: (إذا كل شيء خلقناه بقدر ) ٤٩) القمر، فالإيمان والكفر، والطاعة والمعصية، كلها بقضاء الله وقدره وإرادته ومشيئته غير أنه يرضى الإيمان والطاعة ووعد عليهما الثواب، ولا يرضى الكفر والمعصية