لخّصلي

قانون الإرادة
النمو لا يحدث من تلقاء نفسه
جلسة الحياة منعقدة الآن، فهل أنت حاضر فيها ؟

"هل لديك خطة بشأن نموك الشخصي؟" انتظر كيرت كامبماير، الذي ألقى علي هذا السؤال، ردي بصبر. كان سؤالا من شأنه أن يغير حياتي.
تلعثمت بحثا عن إجابة سردت إنجازاتي في السنوات الثلاث الماضية. وتحدثت عن مدى اجتهادي في العمل. عرضت أهدافي بشكل محدد ووضحت الأشياء التي كنت أقوم بها الأصل إلى عدد أكبر من الناس. جميع إجاباتي كانت قائمة على النشاط، وليس التطوير. وأخيرا كان علي الاعتراف بذلك. ليس لدي خطة لأصبح شخصا أفضل.
كان شيئا لم يمر بذهني من قبل، وقد كشف خللا كبيرًا في أسلوبي فيما يتعلق بالعمل والنجاح. عندما بدأت مهنتي، كان مرادي هو العمل، وتحقيق أهدافي، والوصول إلى النجاح. وكان لدي استراتيجية: وهي العمل بجد. كنت أمل أن تصل بي إلى ما أردت الوصول إليه. لكن العمل الجاد لا يضمن النجاح. والأمل لا يصلح أن يكون استراتيجية عمل.
كيف تصبح أفضل فيما تقوم به؟ وكيف تحسن علاقاتك؟ وكيف تصبح أكثر عمقًا وحكمة؟ وكيف تصبح صاحب رؤية؟ وكيف تتغلب على الصعاب؟ هل الحل هو العمل بجد أكثر؟ أم العمل لوقت أطول ؟ أم انتظار الأمور أن تتحسن؟
أجرينا هذا الحوار على مائدة الغداء في مطعم "هوليداي إن" عام ۱۹۷۲. في ذلك الوقت، كنت قد حظيت للتو بفرصة للتقدم في مهنتي. كان قد عرض على قيادة أفضل دار عبادة في الطائفة التي أنتمي إليها. فكر في أن يعرض عليك منصب القيادة العليا في المكان الأفضل في شركتك. هذا ما كنت أشعر به حيال الأمر. كانت المشكلة أن عمري ٢٤ عاما ، كنت في موقف أكبر من قدراتي، وعرفت أنني لو لم أنهض لأصبح على قدر المسئولية، فسأفشل فشلا ذريعا.
كان "كيرت" رجل مبيعات وكان يبيع عدة أدوات للنمو خطة مدتها عام كامل مع مواد صممت لتساعد الشخص على النمو. ألقى "كيرت" المنشور الدعائي إلى عبر الطاولة. كانت التكلفة ۷۹۹ دولارًا ، أي ما يقارب راتب شهر كامل بالنسبة لي في ذلك الوقت.
كان عقلي يعمل بسرعة كبيرة أثناء عودتي بالسيارة إلى المنزل. كنت أؤمن أن النجاح سيتحقق لأي شخص يتفانى في مهنته. ساعدني كيرت لأدرك أن المفتاح لذلك هو النمو الشخصي. لقد خطر الأمر في بالي بهذا الشكل: إذا ركزت على الأهداف فربما تحققها؛ لكن ذلك لا يضمن النمو. أما إذا ركزت على النمو، فستنمو وستحقق أهدافك دائما.
أثناء قيادتي للسيارة خطرت في ذهني مقولة لجيمس ألين من كتابه As a Man Thinketh. كنت قد قرأت هذا الكتاب لأول مرة في الصف السابع وقرأته بعد ذلك ١٢ مرة تقريبا. كتب ألين: يحرص الناس على تحسين ظروفهم لكنهم لا يرغبون في تحسين أنفسهم ولذلك يبقون مكتوفي الأيدي". لم يكن بمقدرتي تحمل تكاليف ما يعرضه كيرت. رغم أنني كنت أعلم في داخلي أنه كشف المفتاح لإمكانية مواجهة تحدي القيادة القادم الخاص بي والارتقاء المستويات أعلى في مهنتي تمكنت من رؤية الفجوة بين المكانين حيث أقف أنا وحيث أرغب أن أكون؛ حيث أحتاج أن أكون كانت فجوة نمو، وكنت في حاجة لاكتشاف طريقة لعبورها.

شراك فجوة النمو
إذا كان لديك أحلام، أو أهداف، أو طموحات، فأنت في حاجة لأن تنمو لتتمكن من تحقيقها. لكن إذا كنت كما كنت أنا وإذا كنت كأغلب الناس فلديك واحد أو أكثر من المعتقدات الخاطئة التي تخلق فجوة تمنعك من النمو وتحقيق قدراتك. ألق نظرة على الأفكار الثماني الخطأ التالية عن النمو والتي قد تكون سببا في سلبك الإرادة التي تحتاجها.

1. فجوة الافتراض : "أفترض أنني سأنمو بشكل تلقائي"
   عندما كنا أطفالا، كانت أجسامنا تنمو بشكل تلقائي. يمر عام، فنصبح أطول، وأقوى، وأكثر قدرة على فعل أشياء جديدة ومواجهة تحديات جديدة. أعتقد أن العديد من الأشخاص يحملون حتى سن البلوغ اعتقادا غير واع بأن النمو العقلي والروحي والعاطفي يتبع نمطا مشابها . يمر الوقت، فتصبح أفضل ببساطة. نحن نشبه شارلي براون في القصص الكرتونية Peanuts الشارلي شولز ، والذي قال ذات مرة: "أظنني اكتشفت سر الحياة عليك فقط أن تستمر في الحياة إلى أن تعتاد عليها". المشكلة تكمن في أننا لا نتطور بمجرد البقاء على قيد الحياة فقط. يجب أن نتعمد ونقصد النمو.
   علق الموسيقار بروس سبرنجستين على ذلك قائلا: "يأتي وقت تحتاج فيه لأن تتوقف عن انتظار الرجل الذي تريد أن تصبح عليه وتبدأ في أن تكون الرجل الذي تريد أن تكون عليه". لا يتطور أحد مصادفة. والنمو الشخصي لا يحدث من تلقاء نفسه. وبمجرد أن تنتهي من تعليمك الأساسي، يجب أن تتولى بنفسك كامل المسئولية فيما يتعلق بعملية النمو لأنه لن يقوم أي شخص بهذا العمل نيابة عنك. كما لاحظ ميشيل دي مونتين: "لن تكون أي رياح مواتية لمن ليس لديه ميناء يقصده". إذا أردت لحياتك أن تتطور، يجب أن تطور من نفسك. يجب أن تجعل ذلك هدفًا ملموسًا .

2- فجوة المعرفة : "لا أعرف كيف أنمو"
بعد لقائي مع كيرت كامبماير، تحدثت مع كل من أعرفهم وطرحت نفس السؤال الذي طرحه علي كيرت: "هل لديك خطة بشأن النمو؟". كنت أمل أن يكون أحدهم قد اكتشف ذلك ويمكنني ببساطة أن أتعلم منه. ولكن لم يرد شخص واحد بالإيجاب. لا أحد في عالمي لديه خطة للنمو والتطور. لم أكن أعرف كيف أنمو، ولا هم كانوا يعرفون.
تقول المصممة، والفنانة، والمستشارة لوريتا ستابلس: "إذا كنت واضحا فيما يتعلق بما تريد، فسيستجيب لك العالم بشكل واضح". كنت أعرف ما أريده. كنت أريد أن أنمو في العمل الجديد الذي توليته. كنت أريد أن أصبح شخصا قادرا على تحقيق الأهداف الكبيرة التي وضعتها لنفسي كنت أريد فقط طريقة لأفعل بها كل ذلك.

العديد من الناس يتعلمون فقط من مدرسة المحن القاسية. تعلمهم التجارب الصعبة دروسا "بالطريقة القاسية"، ومن ثم يتغيرون أحيانًا للأفضل، وأحيانًا للأسوأ، وتكون الدروس عشوائية وصعبة. من الأفضل جدًا أن تخطط لنموك بإرادتك. قرر بنفسك أين تحتاج أو تريد أن تنمو، اختر بنفسك ما سوف تتعلمه، وتابع ذلك بانضباط، مع السير بالسرعة التي تحددها.
بعد أن التقيت كيرت وأدركت أنني لا أعرف شخصًا آخر يمكنه مساعدتي، تحدثت أنا وزوجتي مارجريت عن الطرق التي يمكننا من خلالها أن نقتصد، وندخر، وما يمكننا التخلي عنه لنتدبر مبلغ ۷۹۹ دولارًا يجب أن تتذكر أن ذلك كان قبل معرفة البطاقات الائتمانية). تخليت عن بعض وجبات الغداء. ألفينا العطلة التي كنا قد خططنا لها. وقد نجحنا. استغرق الأمر ستة أشهر، لكننا في النهاية نجحنا. لا يمكنك أن تتخيل حجم حماسي عندما فتحت مجموعة أدوات النمو وبدأت أطلع على المجالات الخمسة التي تتناولها : التوجه، والأهداف، والانضباط، والقياس، والالتزام.
أنظر الآن لما مضى وأتمكن من إدراك كم كانت أساسية تلك الأشياء التي علمتني إياها هذه المجموعة. ولكن كان هذا ما أحتاجه. تعلم هذه الدروس فتح أمامي باب النمو الشخصي قليلا. ومن خلال تلك الفتحة الضيقة، بدأت أرى فرص النمو في كل مكان. بدأ عالمي ينفتح. زادت إنجازاتي. تعلمت أمورًا أكثر. كنت قادرا على أن أقود آخرين وأساعدهم بشكل أكبر.
بدأت فرص أخرى تطرح نفسها علي. امتد عالمي وتوسع فضلا عن إيماني، قرار النمو أثر على حياتي أكثر من أي قرار آخر.

3- فجوة التوقيت: "ليس الآن وقتا مناسبا لأبدأ".
عندما كنت طفلا صغيرًا، كان أحد ألغاز أبي المفضلة التي يخبرنا بها هو: خمسة ضفادع جالسة على قطعة خشب. قرر أربعة منها أن تقفز. كم ضفدع تبقى؟
في المرة الأولى التي سألني فيها، كانت إجابتي: "ضفدع واحد".
قال أبي: "لا، الإجابة الصحيحة هي خمسة ضفادع لماذا؟ لأنه هناك فرق بين اتخاذ القرار وتنفيذه".
كانت تلك فكرة يرغب أبي في ترسيخها داخلنا . قال السياسي الأمريكي فرانك كلارك "ما الإنجازات العظيمة التي كنا سنحققها لو أن كل شخص قام بما يفترض أن يقوم به". أغلب الناس لا ينجزون أمورهم بالسرعة التي ينبغي أن ينجزوها بها. هم يجدون أنفسهم خاضعين لقانون تناقص العزم، والذي يقول: "كلما ماطلت في القيام بأمر ينبغي عليك القيام به الآن، زاد احتمال عدم القيام به أبدا".
من قبل عندما كنت أقرر إذا كنت سأجرب شراء خطة النمو الشخصي الأولى هذه أو لا، كنت محظوظا بطريقة ما لأنني عرفت أنني توليت وظيفة أكبر من قدراتي. سأواجه تحديات أكبر من كل ما واجهته من قبل. سأكون تحت الميكروسكوب، وكل شخص عرفني وضع لي تطلعات عالية بعضها بهدف أن أنجح فيها وبعضها بهدف أن أفشل فيها). وعرفت أنني لو لم أصبح قائدًا أفضل، فربما سأفشل. وقد دفعني ذلك لأعمل بأقصى سرعة لدي.
قد تكون تحت ضغط شخصي أو مهني مشابه الآن. إذا كنت كذلك، فغالبا ستكون تواقا للبدء في النمو والتطور. ولكن ماذا لو لم تكن كذلك؟ سواء شعرت بدافع أو لا، فالآن هو الوقت المناسب لتبدأ في النمو يؤكد المؤلف والأستاذ الجامعي ليو باسكاليا أن: "الحياة التي تعيشها للاستمتاع بالغد ستكون دائمًا على بعد يوم من تحقيقها". الحقيقة هي أنك لن تنجز الكثير ما لم تمض قدمًا وتقوم بالأمر قبل أن تكون مستعدا له. إذا لم تكن بالفعل تنمو بإرادتك، فأنت في حاجة لأن تبدأ اليوم. وإذا لم تفعل، فقد تحقق بعض الأهداف، الأمر الذي يمكنك أن تسعد به كثيرًا، لكنك في النهاية ستصل إلى نهاية مسدودة وستتوقف. ولكن بمجرد أن تبدأ في النمو بإرادتك، يمكنك أن تستمر في النمو وتستمر في طرح السؤال "وماذا بعد ؟".

4- فجوة الخطأ: "أخشى ارتكاب الأخطاء"
قد يكون النمو عملا مربكا. إنه يعني اعترافك بعدم امتلاك الأجوبة. وهو يتطلب ارتكاب أخطاء. وقد يجعلك تبدو أحمق. أغلب الناس لا يحبون ذلك. ولكن هذا هو ثمن القبول لو كنت ترغب في التطور.
قرأت منذ سنوات مقولة لروبرت إتش. شولر، والذي قال: "ما الذي ستجرب القيام به لو عرفت أنك لن تفشل ؟". شجعتني هذه الكلمات لتجربة أشياء كنت أعتقد أنها أبعد من قدراتي. وألهمتني كذلك لتأليف كتاب "الفشل البناء". عندما تسلمت النسخة الأولى من هذا الكتاب من الناشر، كتبت فورا كلمة شكر إلى الدكتور شولر ووقعت له عليها. وقمت برحلة قصيرة إلى "جاردن جروف" لأتمكن من تقديمها له وشكره على التأثير الإيجابي الذي كان له على حياتي. والصورة التي تم التقاطها لنا في ذلك اليوم تقبع فوق المنضدة الموجودة بمكتبي كتذكار لاستثماره في.
إذا أردت أن تنمو، فأنت في حاجة إلى التغلب على أي خوف لديك من ارتكاب الأخطاء. وكما يؤكد المؤلف والأستاذ الجامعي وارن بينس: "الخطأ هو مجرد طريقة أخرى للقيام بالأمور". لتمتلك إرادة للنمو، توقع ارتكاب الأخطاء كل يوم، واسعد بها كعلامة على أنك تسير في الاتجاه الصحيح.

5- فجوة الكمال : " يجب أن أجد أفضل طريقة للقيام بالأمر قبل أن أبدأ
فجوة الكمال تشبه فجوة الخطأ التي تحدثنا عنها في الفقرات السابقة، وهي تدور حول الرغبة في إيجاد "أفضل طريقة للبدء في خطة النمو عندما عرض علي كيرت فكرة خطة النمو، ذهبت للبحث عن أفضل طريق. ولكن ما اكتشفته أنني كنت أعمل بشكل معكوس. فقد كان علي أن أبدأ إذا كنت أريد أن أجد أفضل طريق الأمر يشبه قيادة سيارة على طريق غير مألوف في الليل من الناحية المثالية، سترغب في رؤية طريقك كاملا قبل بداية السير فيه لكنك لن تراه سوى تدريجيًا. وكلما تقدمت للأمام، انكشف لك جزء أكبر من الطريق. إذا أردت أن ترى المزيد من الطريق، فعليك بمتابعة السير فيه.
6- فجوة الإلهام : "لا أشعر بالرغبة في فعل هذا "
منذ عدة سنوات، كنت عالقًا في غرفة انتظار الطبيب لوقت طويل، طويل جدا، في الحقيقة، لدرجة أنني أنهيت كل العمل الذي أحضرته معي من أجل وقت الانتظار وكنت أبحث عن شيء مثمر لأقوم به. تصفحت جريدة طبية ووجدت النص التالي، والذي أصبح أحد أفضل أمثلتي على خمول الدوافع وبالمناسبة، كان ذلك قبل أن تستخدم شركة "نايكي" نفس العبارة ) :

فقط افعلها
نحن نسمع هذه الكلمات تقريبا كل يوم؛ (تنهيدة).
أنا لا أشعر بالدافع لكي ... ( أقلل وزني، أجري اختبار سكر الدم، إلخ)
ونسمع عددًا مساويًا من التنهيدات من مدربي مرضى السكرى الذين لا يستطيعون تحفيز مرضاهم للقيام بالأمور الصحيحة من أجل داء السكري ومن أجل صحتهم.
لدينا خبر لأجلك. الدافع لن يهبط عليك من السماء مثل البرق. والدافع ليس من نوع الأشياء التي يمكن لشخص آخر - الممرضة، أو الطبيب، أو أحد أفراد العائلة - أن يمنحك إياه أو أن يجبرك عليه. فكرة التحفيز كلها مجرد فخ انس التحفيز. فقط افعلها .
مارس التمارين الرياضية، وافقد وزنك، وأجر اختبار سكر الدم، أو أي أمر آخر. قم بالأمر دون تحفيز ثم احزر ماذا؟ بعد أن تبدأ في القيام بالأمر، يأتي عندها التحفيز والدافع ويجعل الاستمرار في القيام به سهلا. التحفيز يشبه الحب والسعادة. إنه نتيجة ثانوية. عندما تقوم بأمر ما بنشاط، فإنه يتسلل ويداهمك في أكثر وقت لا تتوقع ظهوره فيه. كما يقول جيروم برونر عالم النفس بجامعة هارفاد: "أن تتصرف أولا ثم يأتيك الشعور أكثر احتمالاً من أن تنتظر حتى يأتيك الشعور فتتصرف". لذلك ابدأ بالعمل أيا كان ما تعلم أنه ينبغي عليك فعله، افعله.
عندما أشار كيرت إلى احتياجي لأن أحظى بإرادة للنمو، كان لدي آلاف الأسباب لعدم فعل ذلك. لم يكن لدي الوقت، والمال، والخبرة، وما إلى ذلك. كان لدي سبب واحد للقيام بهذا الأمر. كنت أعتقد أنه ينبغي علي فعل ذلك لأنني كنت أمل أن يحدث ذلك فرقًا. وهذا بالتأكيد لم يشعرني بالإلهام لكنني بدأت ولدهشتي، بعد عام من النمو المتفاني، بدأت في التفوق على بعض أبطالي سبب قيامي بالعمل تغير من محاولة البدء إلى الاستمرار في الأمر، لأنه أحدث فرقا بالفعل. بعد ذلك، لم أكن أرغب في إهدار يوم واحد!
قد لا تشعر بالإلهام لتنفيذ خطة النمو بنشاط إذا لم تكن قد بدأت بعد. إذا كانت هذه حالتك، فمن فضلك ثق بي عندما أقول إن أسباب الاستمرار في النمو تفوق كثيرا أسباب البدء في النمو. وستكتشف أسباب الاستمرار في النمو فقط إذا التزمت بذلك لفترة طويلة بما يكفي لتبدأ في جني الفوائد. لذلك ألزم نفسك بالبدء والتزم بخطة نمو لمدة ١٢ شهرًا على الأقل. إذا فعلت ذلك، فستحب العملية التي تقوم بها ، وستصبح قادرا على النظر إلى الخلف في نهاية ذلك العام ورؤية مدى تقدمك.

7- فجوة المقارنة : "الآخرون أفضل مني"
في وقت مبكر إلى حد ما في مهنتي، حضرت جلسة تبادل أفكار مع ثلاثة قادة آخرين في أورلاندو، فلوريدا. ذهبت هناك لأنني في ذلك الوقت أدركت احتياجي للتعرض لقادة أكبر وأفضل خارج دائرتي الصغيرة. في البداية عندما وصلت كنت أشعر بالرهبة. وعندما تحدثنا وتشاركنا الأفكار، أصبح واضحا في وقت قصير أنني لم أكن على نفس مستواهم. كانت منظماتهم أكبر ست مرات من منظمتي، وكانت لديهم أفكار أكثر وأفضل كثيرا مما كان لدي. شعرت أنني أغرق في موقف أكبر مني وأحاول السباحة. على الرغم من ذلك شعرت بتشجيع لماذا؟ لأنني اكتشفت أن هناك رجالا عظماء راغبين في مشاركة أفكارهم مع الآخرين. وكنت أتعلم كثيرًا. يمكنك أن تتعلم فقط إذا كان الآخرون يسبقون خطاك. أول عشرة أعوام كنت أتابع فيها بشكل إرادي عملية نموي الشخصي، كنت دائما في المؤخرة محاولا اللحاق بالركب. كان علي التغلب على فجوة المقارنة. كان علي أن أتعلم كيف أشعر بالارتياح بوجودي خارج منطقة راحتي. كانت فترة انتقال صعبة، لكنها كانت تستحق الجهد بحق.

8- فجوة التوقعات : "ظننته سيكون أسهل من ذلك"
لا أعرف أي شخص ناجح يعتقد أن النمو يأتي سريعًا، أو أن التسلق إلى القمة مسألة سهلة. الأمر لا يحدث كذلك الناس يخلقون حظهم بأنفسهم. كيف؟ إليك المعادلة:

التحضير ( النمو) + التوجه الذهني + الفرصة

• العمل (فعل شيء ما بشأن ما تريد ) = حظ
  الأمر كله يبدأ بالتحضير لسوء الحظ، هذا الأمر يستغرق بعض الوقت. ولكن إليك الخبر الأفضل. كما قال جيم رون: "لا يمكنك تغيير وجهتك بين عشية وضحاها، لكنك تستطيع تغيير اتجاهك بين عشية وضحاها". إذا كنت ترغب في الوصول إلى أهدافك وتحقيق قدراتك، يجب أن تحظى بإرادة بشأن نموك الشخصي. هذا الأمر سيغير حياتك.

عملية الانتقال إلى النمو الإرادي
كلما كنت أسرع في الانتقال إلى مرحلة النمو الشخصي بشكل إرادي، كان ذلك أفضل؛ لأن النمو يتضاعف ويتسارع إذا استمررت في أداء العملية بشكل إرادي. وإليك طريقة إحداث التغيير:

1- اطرح السؤال المناسب الآن
في العام الأول الذي دخلت فيه مرحلة النمو الشخصي بشكل إرادي، اكتشفت أنها عملية ستستمر مدى الحياة خلال ذلك العام، تغير التساؤل في ذهني من: "ما المدة التي ستستغرقها هذه العملية؟" إلى "إلى أي مدى يمكنني التقدم فيها ؟" وهذا هو السؤال الذي ينبغي عليك طرحه على نفسك الآن ولكن طرحه لا يعني أنك ستتمكن من الإجابة عنه. لقد بدأت رحلة النمو هذه منذ أربعين عامًا، وحتى الآن لم أجد له جوابًا. ولكنه سيساعدك على تحديد اتجاهك، حتى لو لم يمكنك من تحديد المسافة.
إلى أين تريد أن تذهب بك الحياة؟
أي الاتجاهات ترغب في سلوكها ؟
ما أبعد مدى يمكنك تخيل الوصول إليه؟
إجابتك عن هذه الأسئلة ستبدأ بك رحلة النمو الشخصي. أفضل ما يمكنك أن تأمل حدوثه في حياتك هو تحقيق الاستفادة القصوى من كل ما تمنحك إياه الحياة. ويمكنك فعل ذلك عن طريق الاستثمار في نفسك. اجعل نفسك في أفضل وضع يمكنك الوصول إليه. كلما زادت دائرة عملك، زادت قدراتك وتوجب عليك التقدم أكثر. اعتاد والدي أن يكرر على مسامعي عندما كنت طفلا : "كلما منح الشخص أكثر ، طلب منه أكثر". ابذل كل ما في وسعك من أجل النمو لتصبح أفضل ما يمكن.

2- افعلها الآن
في عام ١٩٧٤ ، حضرت ندوة في جامعة دايتون، حيث تحدث دبليو. كليمنت ستون في موضوع الشعور بالإلحاح. كان ستون رجل أعمال ثريا للغاية وقد حقق ثروته من مجال التأمين. كانت محاضرته بعنوان "افعلها الآن"، وكان أحد الأشياء التي أخبرنا إياها هي: قبل أن تنهض من سريرك كل صباح، قل: افعلها الآن خمسين مرة. وفي نهاية اليوم قبل أن تخلد للنوم، آخر شيء ينبغي عليك القيام به هو أن تقول: "افعلها الآن خمسين مرة". أظن أنه كان هناك حوالي ثمانية آلاف شخص حاضرين في ذلك اليوم، ولكنني شعرت أنه يتحدث إلى شخصيا. عدت إلى المنزل، ولمدة ستة أشهر بعد ذلك اتبعت نصيحته بالفعل، كان أول شيء أفعله في الصباح وآخر شيء أفعله قبل أن أخلد للنوم، هو أن أكرر هذه الكلمات: "افعلها الآن". وقد منحني ذلك شعورًا هائلا بالإلحاح.
أكبر خطر تواجهه في هذه اللحظة هو فكرة أنك ستمنح أمر النمو بشكل إرادي الأولوية لاحقا . لا تقع في هذا الفخ قرأت مؤخرًا مقال الجنيفر ريد في مجلة SUCCESS. كتبت فيه:
هل هناك كلمة أكثر خبنا من لاحقا ؟ كما في قولنا : "سأفعل ذلك لاحقا".
أو: "لاحقا، سأحدد وقتًا لتأليف هذا الكتاب الذي أضعه في اعتباري منذ خمس سنوات". أو: "أعلم أنني في حاجة لضبط أموري المالية ... سأفعل ذلك لاحقا".
كلمة "لاحقا" هي إحدى الكلمات القاتلة للأحلام، وأحد المعوقات العديدة التي نضعها في طريقنا لتعرقل فرصنا في النجاح الحمية التي تبدأ "غدا"، البحث عن عمل الذي يحدث في نهاية المطاف"، السعي وراء حلم الحياة الذي يبدأ "يوما ما تندمج مع العقبات الأخرى التي تفرض نفسها وتجعلنا نستسلم لها.
لماذا نفعل ذلك في أنفسنا، على أية حال؟ لماذا لا نتخذ خطوات الآن؟ دعونا نواجه الأمر: الأمور المألوفة يسهل القيام بها الطريق غير المعروف يكون مليئا بالشكوك !
بالبدء في قراءة هذا الكتاب، أنت بدأت العملية بالفعل. لا تتوقف عند هذا الحد! اتخذ خطوات أكثر. اختر مصدرًا يساعدك على النمو وابدأ التعلم منه اليوم.
3- واجه عامل الخوف
قرأت مؤخرا مقالا يتحدث عن المخاوف التي تمنع الناس من تحقيق النجاح العوامل الخمسة التالية تدخل في الأمر:
الخوف من الفشل
الخوف من المجازفة بالأمن من أجل شيء مجهول
الخوف من التوسع بإفراط في الأمور المادية
الخوف مما سيقوله أو يظنه الآخرون
الخوف من أن النجاح سيبعد الأقران
أي من هذه المخاوف يؤثر عليك بشكل أكبر؟ بالنسبة لي كان الأخير هو ما يؤثر علي: إبعاد أقراني. أنا بطبيعتي أحب الاختلاط بالناس، وأرغب أن يحبني الجميع. لكن حقا لا يهم أي المخاوف يؤثر عليك بشكل أكبر. جميعنا لديه مخاوف. ولكن إليك الخبر السار. جميعنا أيضًا لديه ثقة. السؤال الذي يجب أن تطرحه على نفسك هو: "أي شعور سأدعه يكون أقوى؟" إجابتك مهمة؛ لأن الشعور الأقوى هو الذي يربح. أريد أن أشجعك أن تغذي ثقتك وتجوع خوفك.

4- تغير من النمو بالمصادفة إلى النمو بشكل إرادي
يميل الناس إلى السير بشكل روتيني في الحياة. فهم يعتادون على عادة سهلة، ولا يحاولون التخلص منها حتى عندما تجرفهم في الاتجاه الخاطئ. بعد فترة، يتجاهلون ذلك. إذا تعلموا شيئًا ما، فالسبب في ذلك هو صدفة سعيدة ليس أكثر. لا تدع هذا يحدث لك إذا كان ذلك هو التوجه الذي تبنيته، فسيكون من الجيد أن تتذكر أن الفارق الوحيد بين الحفرة والقبر هو الطول!
كيف تعرف أنك انزلقت في حفرة؟ ألق نظرة على الفروق بين النمو بالمصادفة والنمو بشكل إرادي:
من يعتمد على النمو بالمصادفة من يعتمد على النمو بشكل إرادي
يخطط ليبدأ في الغد يصمم على البدء اليوم
ينتظر النمو ليأتي بنفسه يتخذ كامل المسئولية لتحقيق النمو
يتعلم من الأخطاء فقط يتعلم قبل ارتكاب الأخطاء غالبا
يعتمد على الحظ الجيد يعتمد على العمل بجد
ينسحب مبكرا وكثيرا يصمد طويلا ومليا
يستسلم للعادات السيئة يقاوم من أجل العادات الجيدة
يكثر الكلام يتابع العمل
يتجنب المخاطر يجازف
يفكر كضحية يفكر كمتعلم
يعتمد على الموهبة يعتمد على الشخصية
يتوقف عن التعلم بعد التخرج لا يتوقف عن النمو أبدا

قالت إليانور روزفلت: "اختيارات الإنسان وليست كلماته هي الوسيلة الفضلى للتعبير عن فلسفته على المدى البعيد، نقوم بتشكيل حياتنا وتشكيل أنفسنا. ولا تنتهي هذه العملية إلا بموتنا والاختيارات التي نصنعها هي في النهاية مسئوليتنا الشخصية".
إذا كنت ترغب في أن تحقق قدراتك وتصبح الشخص الذي خلقت لتكون عليه، يجب أن تفعل شيئًا أكبر من مجرد تجربة الحياة على أمل أن تتعلم ما تحتاجه بطول الطريق. يجب أن تخرج من طريقك المألوف لتقتنص فرص النمو كما لو كان مستقبلك يعتمد عليها. لماذا؟ لأنه يعتمد عليها بالفعل النمو لا يحدث مصادفة ليس لي، ولا لك، ولا لأي شخص. عليك بالسعي للحصول عليه!
1- أي الفجوات التي تمت مناقشتها خلال الفصل كانت السبب في تجاهلك للنمو بالطريقة التي ربما اتبعتها ؟

 فجوة الافتراض: "أفترض أنني سأنمو بشكل تلقائي"
 فجوة المعرفة: "لا أعرف كيف أنمو"
 فجوة التوقيت: "ليس الآن وقتا مناسبا لأبدأ"
 فجوة الخطأ: "أخشى ارتكاب الأخطاء"
 فجوة الكمال: "يجب أن أجد أفضل طريقة للقيام بالأمر قبل أن أبدأ"
 فجوة الإلهام: "لا أشعر بالرغبة في فعل هذا "
 فجوة المقارنة: "الآخرون أفضل مني"
 فجوة التوقعات: "ظننته سيكون أسهل من ذلك"
والآن بعد أن أصبحت على دراية بالفجوات ما الاستراتيجيات التي يمكنك بناؤها وتنفيذها لتتمكن من عبور تلك الفجوات؟ اكتب خطة محددة لكل فجوة تنطبق عليك واتخذ الخطوة الأولى في هذه الخطة اليوم.

2- لا يستطيع أغلب الناس تحديد أهمية الأشياء المختلفة في حياتهم، لذلك يتشتت انتباههم بسهولة. ولذا تجدهم يتعاملون مع النمو كأمر ثانوي، وإذا نموا، يكون ذلك بالمصادفة لا بشكل إرادي. ألق نظرة على جدولك للاثني عشر شهرا القادمة. كم من الوقت خصصته تحديدا للنمو الشخصي؟ إذا كنت كأغلب الناس، فسيكون جوابك لا وقت على الإطلاق، أو قد تكون خططت لحضور حدث ما في العام المقبل. وهذا لن يكفي.
عدل جدولك بحيث يتاح لك موعد مع نفسك للنمو الشخصي كل يوم، خمسة أيام في الأسبوع، خمسون أسبوعًا في العام. ربما تقول: ماذا؟ لا يوجد لدي وقت لذلك من المحتمل أن يكون هذا صحيحًا. ولكن افعلها على أي حال. إذا كنت ترغب في النجاح، فعليك القيام بكل ما يتطلبه الأمر. استيقظ ساعة مبكرًا. اسهر ساعة أكثر. تخل عن الساعة التي تخصصها لغدائك. خصص وقتا أكثر من أجل النمو في عطلاتك الأسبوعية. إذا لم تفعل فسيتعين عليك الاستعداد للتخلي عن أحلامك وأي أمل لديك في تحقيق قدراتك الكامنة.
3- ابدأ الآن. لا يهم في أي وقت من اليوم تقرأ هذه الكلمات، ألزم نفسك بالبدء في النمو اليوم. ابدأ في الساعة الأولى قبل الخلود إلى النوم الليلة. خصص الوقت اليوم وللخمسة الأيام القادمة. من المحتمل ألا تشعر بالرغبة في فعل ذلك. ولكن افعله على أي حال.