لخّصلي

🔴 ماقبل اليورو.. !🔴

قبل كل يورو أو أي بطولة كبيرة ينتشر السؤال بين المتابعين او الجماهير عن الفريق الذي من الممكن أن يفوز باللقب، أو ما هي الفرق المرشحة للمنافسة. ومن الطبيعي أن يتم ترشيح المنتخبات التي تبدو جاهزة فنيا ولديها كفاءة وعمق بالعناصر اكثر على الورق. ولكن كثير من الأحيان يفوز فريق مخالف للتوقعات ولم يكن من المرشحين الأوائل قبل بدء البطولة وفي هذا اليورو هناك بعض المقومات لحدوث نفس التجربة من جديد.

نظريا فالمنتخبات الأقوى من حيث العناصر هي المنتخبين الإنجليزي والفرنسي وبالطبع يجب اعطائهما الأولوية لأن كرة القدم تحتاج مقومات معينة لتمنح فريقا ما الفوز وهذه المقومات عندما تتوفر في منتخب معين فلا يجب اهمالها. ولكن من ناحية اخرى فبطولة اليورو بالتحديد عودتنا على المفاجئات بدليل أن بعد يورو 2000 لم يفز منتخب مرشح مسبقا باستثناء المنتخب الاسباني الذي كان فريقا لامعا عندئذ. وبالحديث عن المنتخبين الإنجليزي والفرنسي فالمنتخب الإنجليزي المدجج بنجوم تتألق في كبار الأندية الأوروبية والذي يمر بواحدة من أقوى فتراته هناك إحصائية قد تكون طريفة ولكنها غير سارة وتشكل عائقا بالنسبة له. فمنذ عام 1992 عندما فازت الدنمارك بالبطولة للمرة الأولى أصبحت بطولة اليورو تقدم بطلا جديدا كل 12 عاماً، 2004 اليونان و2016 البرتغال، فإذا أراد التاريخ أن يعيد نفسه فيبدو أن الإنكليز لديهم حظوظ أوفر في البطولة القادمة أكثر من الحالية. أما المنتخب الفرنسي الذي يملك في اغلب المراكز عناصر ذات كفاءة تحسده عليها المنتخبات الأخرى وأكثر من حاجته في بعض الأحيان، فقد فاز بكأس العالم ولكن عجز عن الفوز بالبطولة الأوروبية رغم أنه استضافها في إحدى المرات وبنفس أغلب اللاعبين الذين شكلوا قوام المنتخب المونديالي. فليس من المؤكد إن كان النجوم الفرنسيين زملاء مبابي سيفرضون سطوتهم هذه المرة أم أن المفاجئات ستتكرر مجدداً كما حدث أمام البرتغال وسويسرا ..!

منتخبا ألمانيا وإيطاليا يبدو وضعهما متشابها من ناحية الغموض وعدم استقرار المستوى، ألمانيا تمر بفترة بائسة يعلمها الجميع وتسعى لمراضاة جماهيرها بعد سنين من المعاناة والظهور بمستوى سيء ، ولكن هذه الغاية لاتبدو أنها ستتحقق بسهولة، أو بالأحرى يمكن القول أنها ستتطلب جهودا مضاعفة عن أي فريق آخر من المنافسين ذلك لأن التحسن الطفيف الذي أظهره المنتخب الألماني في مبارياته الاستعدادية لا يبدو كافياً لبطولة قوية بحجم اليورو، بالإضافة إلى أن المباريات الودية لا تعتبر تحضيرا جدياً كمباريات التصفيات أساسا. وهنا تبدو كحالة خاصة استضافة ألمانيا للبطولة في هذا التوقيت بالذات نقطة سلبية. من ناحية أخرى يمكن تعويض جزء من هذه السلبية بدعم الجماهير على ارضه من جهة ولإنه عادة في بطولة اليورو فالمنتخب المستضيف غالبا ما يظهر بقوة، كما أن المنتخب الألماني عودنا أنه عندما يضعف فإن ذلك لا يدوم طويلا ويعود فجأة للمنافسة من بعيد كما فعل في مونديال 2002 ، منتخب إيطاليا بالمقابل يبدو أمره غريبا فبعد أن فاز ببطولة أوروبا 2021 وظهر بفريق صلب متماسك، فإنه لم يتمكن من التأهل حتى لكأس العالم ،وقد مر بنفس الفترة التي يمر بها المنتخب الألماني حالياً ولكنه لا يُظهر بشكل واضح إن كان تخطى تداعيات تلك المرحلة أم ليس بعد ففي كل عام يُبدي إشارات مختلفة ، ولكن من حسن حظه أن نقطة ضعفه هي نفسها إحدى نقاط قوته فعندما يفوز ببطولة، يتقدم بهدوء خلال المباريات معتمدا على الانضباط الفائق والصلابة الدفاعية...

منتخبات هولندا واسبانيا والبرتغال ليس عليها الكثير من الجدل. هي منتخبات مستقرة قد تظهر بشكل أقل من المتوقع وتخيب الآمال بين الفينة والأخرى ولكنها لا تُظهر فوارقا كبيرة بالمستوى بين البطولات، المنتخبات الثلاثة لديهم عناصر جيدة تمكنهم من المنافسة وتضعهم في مكان خلف المنتخبين الإنكليزي والفرنسي مع أفضلية على ألمانيا وإيطاليا. في ظل مفاجآت اليورو فإن أحدهم يبدو قادرا على إقصاء إنجلترا أو فرنسا إذا قدم على أرض الميدان ما يشفع له ، فكرة كرة القدم بالنهاية تلعب على الأرض وليس على الورق وتستند الى جزيئات تغير الكثير من التحليلات المتوقعه ومن يملك القرار هم اللاعبون مع المدرب وليس الجماهير ولا الإحصائيات التحليلية والتاريخية...