لخّصلي

في العصر الحالي، يشهد العالم تحولات وتطورات ملحوظة في جميع المجالات، ولا سيما الاقتصادية، حيث يتزامن هذا التطور مع تغيرات في أساليب الحياة وأشكال العمل نتيجة التطور المستمر في التكنولوجيا وتقدم وسائل الاتصال. وأصبحت هذه التقنيات جزءًا لا يتجزأ من حياة البشر وتفاعلاتهم، مما ساهم في توسع نطاق البيئة الخارجية وتعقيداتها ، بحيث تلعب هذه التطورات دورًا مهمًا في تشديد المنافسة وزيادة التنافسية في جميع القطاعات، سواء في القطاع العام أو الخاص، حيث تعتمد المؤسسات على مصادر متعددة لتحقيق أهدافها وتلبية احتياجات عملائها.
تحفز التطورات السريعة في البيئة الاقتصادية المؤسسات على إعادة النظر في استراتيجياتها وتكييفها مع التغييرات، وتعزز الحاجة إلى تحقيق التواصل الفعّال بين العملاء والمؤسسات. تتبنى المؤسسات في هذا السياق ما يعرف بإستراتيجيات ريادة الأعمال، والتي تُعتبر عمودًا أساسيًا في تطوير الاقتصادات، سواءً كانت ذلك في البلدان الصناعية أو النامية ،إستراتيجيات ريادة الأعمال تُعتبر الحافز الرئيسي لنجاح المؤسسات وأساس عملياتها الفعّالة، حيث تدفعها نحو تحقيق رغبات واحتياجات العملاء المتنوعة والمتطلبة، وذلك من خلال الاهتمام الأساسي بالحفاظ على حصتها في السوق واستقطاب المزيد من العملاء ، كما يتمثل دور إستراتيجيات ريادة الأعمال في توجيه المؤسسات نحو الابتكار والتفوق في السوق، وبناء علاقات متينة مع العملاء، وتلبية احتياجاتهم بشكل فعّال. وتتطلب هذه الاستراتيجيات التوجه نحو التغيير المستمر والتكيف مع المتغيرات في البيئة السوقية لتحقيق النجاح والاستمرارية في العمل.
من خلال هذا السياق الذي يرتكز على استراتيجيات ريادة الأعمال، والتي أصبحت ذات أهمية بالغة بالنسبة للمؤسسات التي تواجه تحديات اقتصادية ومالية وغيرها، تبرز أهمية برزت في إعادة هيكلة الوحدات الصناعية وتعزيز الميزات التنافسية. وتعزز هذه الاستراتيجيات الاستدامة من خلال تشجيع استخدام التقنيات الحديثة وتعظيم الكفاءة. تتطلب هذه العملية قدرة المؤسسة على مواجهة التحديات التي تواجهها في السوق ووضع استراتيجيات تنافسية مناسبة.
في الفترة الأخيرة، أدركت الجزائر أهمية استراتيجيات ريادة الأعمال وتأثيرها على الاقتصاد الوطني، خاصة فيما يتعلق بالمؤسسات التي تعمل في هذا المجال. تبنت الجزائر عدة آليات وبرامج لتطوير المؤسسات وزيادة فرص العمل، ورغم ذلك، فإن هذه المساهمات لا تزال غير كافية مقارنة بالأهداف المرسومة. تواجه رواد الأعمال والمقاولين الجزائريين عدة عراقيل، مثل الإجراءات الإدارية المعقدة، وضعف التمويل، ونقص المهارات والتدريب.
لقد اتسع نطاق استخدام مفهوم استراتيجيات ريادة الأعمال من قبل المؤسسات وتعددت التوجهات التي تفسرها وهذا تماشيا مع التغيرات المعاصرة التي تفرض تطبيق هذه الاستراتيجيات التي تمكن المؤسسات من التنافس والاستجابة لهذه التغيرات الحاصلة فهي في الأخير تعتبر معيار للمؤسسات الناجحة. ومن هنا وعلى ضوء ما سبق يمكن طرح إشكالية الموضوع ، وفق السؤال الرئيسي التالي :
• "ماهي العلاقة بين الوصول المتصور إلى التمويل ونية ريادة الأعمال في الجزائر؟"