لخّصلي

منطقة الجوف وعلاقتها
بالامبراطورية الرومانية
(قراءة في التاريخ والآثار)
آيات عفيفي*
«أعلم أن فن التاريخ فن عزيز المذهب، جمّ الفوائد،شريف الغاية؛ إذهو يوقفنا
على أحوال الماضين من الأمم في أخلاقهم، والأنبياء في سيرهم، والملوك في
دولهم وسياساتهم، حتى تتم فائدة الاقتداء في ذلك لمن يرومه في أحوال الدين
والدنيا»(١).
أثرت أن أبدأ بتلك المقولة الشهيرة أهمية تلك الدراسات للاستفادة
لابن خلدون لقناعتي بمضمونها منها فى معرفة الماضي.. وصياغة
وقيمتها. تلك القيمة التى تأكدت وتخطيط الحاضر والمستقبل.
لمنذ زمن بعيد بعدما عكفت الأقسام
وتعد الامبراطورية الرومانية واحدة .
المتخصصة والمعنية بدراسة الآثار من أهم وأضخم الإمبراطوريات
والتاريخ في الكثير من الجامعات التي حكمت أجزاء عديدة من العالم
والمعاهد في العالم على دراسة التاريخ القديم، بما في ذلك الكثير من دول
الإنساني والحضارات والإمبراطوريات «الشرق الأوسط» الحالي وشبه
القديمة المختلفة، إدراكًا منها بمدى الجزيرة العربية لعدة قرون. ولذا، فقد
8
الجوبة - خريف ١٤٣٨ه (٢٠١٦)

الأمبراطورية الرومانية بنصيب لا (القرن السابع ق.م.) تحت اسم ((دومات)).حظيت
به من الدراسات الأثرية والتاريخية حيث كان شمالى المملكة العربية السعودية،بأس
يومنا هذا- وذلك لعدة أسباب، الواقع في شمالي شبه الجزيرة العربية،حتر
أهمها: معرفة الكيفية التي أدارت بها تلك داخل دائرة اهتمام الآشوريين من أجل
اطورية المترامية الأطراف البلدان إحكام السيطرة على طرق التجارة البرية.الأمبر
العديدة المختلفة التي دخلت تحت لوائها، ففي عام (٦٩١ ق.م) شنَّ ((سنحريب)) م
رغم تعدد واختلاف الثقافات والديانات الآشوريين آنذاك حملة على شمالي شبه
والأعراق بتلك البلدان، لتصبح كل واحدة الجزيرة العربية، ملاحقًا جيوش الملكة
لى النهاية مجرد ((ولاية رومانية)) تحت «تلخونو» ملكة العرب - فى ذلك الوقتمنها ف

• حتى «أدوماتو» وهى دومة الجندل أو
  حكم امبراطورية واحدة.
  الجوف الحالية. وهذه كانت المرة الأولى
  وقد كان لمنطقة الجوف/ دومة الجندل
  التي يُذكر فيها اسم واحة الجوف كثاني
  في شمالي المملكة العربية السعودية
  واحة يرد ذكرها بعد واحة تيماء في
  نصيبًا من الوجود الحضاري والتاريخي في
  النصوص الآشورية(٢). وفى دراسة أخرى،
  الكيان الروماني، كجزء من إحدى ولايات
  ذُكر أيضا أن شمالي شبه الجزيرة العربية
  الامبراطورية الرومانية.. والتي سُميَت
  كان يوجد به مملكتان تقومان بدورٍ رئيسٍ
  «ولاية بلاد العرب الرومانية». وفي ظل
  في تجارة البخور والعطور، هما مملكتا
  المصادر والكتابات التاريخية المتاحة،
  أدوماتو «الجوف/دومة الجندل» ودادان
  وكذلك اللُقى - المعثورات - الأثرية
  ((العلا حاليًا))(٢).
  المُكتَشفة. أحاول إلقاء الضوء على علاقة
  وقد ذكرت العديد من الدراسات أهمية
  منطقة الجوف/دومة الجندل بالامبراطورية
  الرومانية وأهميتها في تلك الفترة(١).
  منطقة (الجوف/دومة الجندل) في ذلك
  الوقت، لوجودها في مسار أحد الطرق
  الجوف في الكتابات والوثائق
  التجارية المهمة. إحدى تلك الدراسات كان
  التاريخية قبل الامبراطورية
  الرومانية
  عنوانها «طرق البخور»، حيث جاء بها أن
  القوافل التجارية كانت تعبر أحد المسارات
  ثَبُت تاريخيًا أن المرة الأولى التي ذُكر
  الذي كان يبدأ من نجران، مرورًا بقرية
  اسم «واحة الجوف»، كانت استنادًا إلى
  الفاو، حتى تصل القوافل إلى شمال شرقي
  ما يشير إليه أحد النصوص الآشورية
  الجزيرة العربية. وفى تيماء يفترق جزء من
  المُكتَشفة إلى وجود واحة الجوف في
  9
  الجوبة - خريف ١٤٣٨ه (٢٠١٦)

الطريق الغربي أيضاً نحو الشرق ليصل إلى حول التاريخ والجغرافيا الخاصة بدولة
واحة دومة الجندل ووادى الفرات(

٤