لخّصلي

تعددت دوافع إنشاء القنوات المتخصصة، بدءاً من عدم قدرة القنوات الشاملة على تلبية احتياجات المشاهد المتنوعة، سواءً من حيث ضيق الحيز الزمني المخصص لبرامج محددة كبرامج الأطفال أو الأخبار، أو عدم مواءمة مضامينها مع تطور المعارف والاهتمامات المتزايدة. كما ساهم التطور التكنولوجي، واتساع التغطية الإعلامية الجغرافية، وتعقد الأحداث العالمية، في تعذر معالجة القضايا بشكلٍ شاملٍ ومُعمّق من قبل القنوات العامة، ما دفع إلى ضرورة التخصص. أدى انتشار التعليم والتطور الحضاري، بالإضافة إلى التقدم التكنولوجي في تقنيات البث (كالبث المباشر) وإنتاج الصورة، إلى زيادة الحاجة للقنوات المتخصصة. كما لعبت المنافسة الشديدة بين القنوات الحكومية والخاصة، والعربية والأجنبية، دوراً حاسماً في هذا الانفجار. وأخيراً، برزت قنوات الطبخ كمثال على القنوات المتخصصة التي تحقق أهدافاً تجارية وثقافية، من خلال إبراز هوية مجتمعات معينة، وجذب السياحة والاستثمار، وتعزيز التقارب بين الشعوب، في إطار ما يُعرف بالديبلوماسية الطبخية والغذائية.

دوافع إنشاء القنوات المتخصصة:
بالرغم من محاولة القنوات الشاملة من تحقيق التوازن من خلال صياغة برامج متخصصة و أخرى تستهدف جمهورا متجانسا، فإن الحيز الضيق لهذه البرامج كبرامج الأطفال مثلا أو البرامج الإخبارية وكذا مواقيت بثها، أصبحت لا تتلاءم مع الجمهور ما أدى إلى البحث عن إنشاء قنوات متخصصة، لكي تلبي رغباته و أذواقه.
إن مضامين القنوات الشاملة أصبحت لا تتلاءم مع الحاجيات المعرفية للمشاهد، لاسيما مع اتساع مجالات المعرفة. و كذا تنوع الاهتمامات و الاختصاصات.
كما أن التطور التكنولوجي وتطبيقاته في مجال الإعلام و كذا اتساع الرقعة الجغرافية الذي تشملها التغطية الإعلامية، أدى إلى اتساع مجال اهتمام الإعلام ما جعل الإعلام الشامل يرتبك في تقديم المعالجة الإعلامية المناسبة لها، ويدفع إلى إنشاء قنوات متخصصة.
و من جهة أخرى تعقد و تنوع الأحداث والظواهر و بعدها عن البساطة في وقتنا الحاضر، أدى إلى عقم القنوات الشاملة في تفسيرها، ما أدى إلى التفكير في إنشاء قنوات متخصصة في معالجة تلك الأحداث و الظواهر بصفة معمقة.
انتشار التعليم في أوساط المجتمعات و التطور الحضاري ، أدى إلى ضرورة تجاوز الإعلام الشامل ليظهر الإعلام المتخصص.
ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺎﻫﻤﺕ ﻓﻲ ﺘﻁﻭﺭ ﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﺙ ﺨﺎﺼﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﻟﺒﺙ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ﻭ ﺍﻟﺭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ في مجال إنتاج الصورة و تسويقها.
و هناك عامل مهم يتمثل في المنافسة الشديدة في مجال البث الفضائي بين القنوات الحكومية و الخاصة من جهة، و بين القنوات العربية و الغربية من جهة أخرى، ما أدى إلى انفجار القنوات المتخصصة بشكل رهيب في كل أنحاء المعمورة.
و بخصوص إنشاء قنوات الطبخ التي اكتسبت مكانة كبيرة من الاهتمام الجماهيري، إلى جانب هدفها التجاري، تهدف إلى التعريف بثقافة بلد ما و تبرز عادات و تقاليد و تراث مجتمع ما ذلك أن الطبخ يعكس هوية المجتمع و يؤدي ذلك من جهة أخرى إلى جلب السياح و المستثمرين و أكثر من ذلك التقارب بين الشعوب و احترام التنوع الثقافي في وقت أصبح فيه الحديث عن ديبلوماسية الطبخ و عن الديبلوماسية الغذائية و عن جيوسياسة الذوق و أصبحت عدة دول تلجأ إلى إنشاء قنوات الطبخ من أجل بسط نفوذها و قوتها الناعمة أو على الأقل تخصيص مساحة كبيرة في قنواتها الجامعة لميدان الطبخ.