لخّصلي

2( الفحم الحجري وهو ناتي دفن نباتات ضخمة عاشت في مستنقعات عصور جيولوجيية أميا تعدينه العميق فمرتفع التكلفة ويصاحبه إطلاق غازات ملوثة. فيما يسبب البنزين الذي يحتوي على الرصا أمراض اً وأضرار اً عصبية متنوعة Neurological Damages، وذليك بفعيل ذوبان المادة المضافة إلى البنزين في الماء فضلاً عن تطايرها في الهواء في الظروف الاعتيادية لتصل إلى الإنسان مباشرة عن طريق الرئتين. الأمير اليذي ييؤدي إلى تعيريض الميواطنين للإصيابة بييأمراض الربييو المييزمن وسييرطان الرئيية ومشييكلات والتهابييات متعييددة فييي الجهيياز التنفسي بمجمله)4(. ويتم فيما بعد استخراج الينفط ثيم تشيرع مصيافي الينفط فيي عمليية التقطيير CO2 ، كما تنتشر أكاسيد الحديد من مصانع إنتاج الحديد والصيلب، وإذا أضفنا إلى ذلك ما تطلقه المركبات من غازات مماثلة لميا ذكرنياه سيابقاً، فضيلاً عين برومييدات وكلورييدات الرصيا والهييدروكربونات ومركبيات الكبرييت، نستنشق الهواء الملوث ونأكل الخضروات التي يتم زراعتهيا فيي أراض ملوثيية تييـ روى بمييياه سييطحية ملوثيية، فأين هيي البيئة النظيفة والتنمية المستدامة التي نتحدث عنها؟ كذلك يؤدي الرصا بمقادير مرتفعة إلى الضعف العام في الجسم وإلى حدوث تش نجات عص بية ق د تنته ي بالوف اة، وإجهاض الحوامل والتشوه الخلقيي عنيد حيديثي اليولادة، ويقول المختصون أن أكثر من 70 بحثياً طبيياً متخصصياً ينشير سينوياً يؤكيد الصيلة بيين تليوث الهيواء والمرضين الأخيرين، بعد أن كان في المرتبة السادسة عام 1990. وفي دراسة أجرييت عيام 2001 فيي السيلط وعيين الباشيا اتضيح أن 15% من عينة الطلاب )الذكور والإناث( مصابين بأعراض ضيق التنفس Wheezing و9% مص يابين بيييالربو، ونتي عن ذليك تحسن في هواء مدينة العقبة، ويجدر بنا أن نتساءَل عن أسباب هذه التجربية الناجحية ولمياذا لا نرى محاولات لتكرارها في مناطق أخرى؟ كما نتساءَل عن أسباب عدم امتداد الامتيازات التي يتمتع بها سكان العقبة إلى باقي مناطق المملكة؟ وقد وضعت إحداها على الشارع العام بين فندق أكوامارينيا 2 ومطعيم التشيلي هاوس، كما وضعت محطات ثابتة في المنطقية الصيناعية وغيرهيا، فضيلاً عين محطيات متنقلية عليى مركبيات تطيوف مواقيع أخيرى. بدءَاً من المواقع الأكثر تلوث اً. إ ن فائدة هذه المحطات تتجاوز المراقبة الدقيقة لمستوى تلوث الهيواء إلى نشير اليوعي البيئي العام لدى الناس كافة، أما إذا زادت النسبة عن الحيد المسيموح بيه فيإ ن لمبية الإشيارة الحميراء تبيدأ فيي العميل فتشير إلى خطورة الوضع وتجياوز الحيدود، وربما يذهب إلى بيته ويغلق النوافيذ بإحكيام حتيى ييزول الخطير. وضيرورة وضيع شيروط للمشياريع الجدييدة بحيث تيز ود نفسيها ذاتيياً بالطاقية النظيفية وبالميياه، والشروع في حملية توعيية لترشييد الطاقية والميياه، فمن شأن ذلك كله خفض التلوث بنسب أكبر، فيإن اسيتهلاك الغياز الطبيعيي عوضياً عين زييت الوقيود الثقيل الشديد التلويث للبيئة هو أمر في غاية الإيجابيية، وهو أول مشروع ي نشئه ويقوم بإدارته القطاع الخيا وفقياً لقيانون الكهربياء العام لعام 2002 الذي فتح باب الاستثمار للقطاع الخا . ودخليت ضيمن آليية التنميية النظيفية التي مكنتها من الاستفادة من اتفاقية كيوتو، وبذلك حققت عوائد تخفيض الغيازات التيي تيؤدي إلى ظاهرة الانحباس الحراري وارتفاع درجة حرارة الأرض، فميين يتحمييل مسييؤولية هييذا التقصير؟ يستورد الأردن نحو 95 % مين إجميالي احتياجاتيه مين مصيادر الطاقية التقليديية، وقيد ارتفعت فاتورة النفط باضطراد من 610 مليون دينارفي عام 2002 إلى 1776 مليون دينيار خلال عام 2005، فأصبح يشكل استيراد النفط نحو 9, وهذه الفاتورة الضخمة - من مادة استهلاكية واحدة فقط - تشكل حافزاً كبييراً للبحيث عن مصادر جديدة للطاقة، وإلى جانيب ترشييد اسيتهلاك الطاقية ينبغيي البحيث عين مصيادر بديلية، ويمكننا معرفة حجم التلوث الناجم عن استخدام الوقود الثقيل أو الديزل في إنتاج الكهرباء بإجراء مقارنة سريعة عن إنتاج الكربون لكيل طين واحيد منهيا،

يمكن الحصول على الطاقة من المصادر التقليدية التالية:-
1( الوقود العضوي كالأخشاب والمخلفات الزراعية كالقش وجفت الزيتون وغيرها، والدهون الحيوانية وهي ميواد تقليديية كانيت تسيتعمل فيي الماضيي قبيل اكتشياف الفحيم والنفط، وما زالت تستخدم في الأرياف والدول الفقيرة وفي المواقد التقليدية.
2( الفحم الحجري وهو ناتي دفن نباتات ضخمة عاشت في مستنقعات عصور جيولوجيية
مغرقة في القيدم، فتحوليت إلى فحيم نتيجية الضيغط المرتفيع والحيرارة العاليية فيي ظيل انعدام وجود الأكسجين.
إ ن تعيدين الفحيم الحجيري السيطحي يشيوه سيطح الأرض ويسياهم فيي التعريية السطحية للغطاء النباتي الحاضن للحياة المتنوعية والمثبيت للتربية مين الانجيراف، أميا تعدينه العميق فمرتفع التكلفة ويصاحبه إطلاق غازات ملوثة.
إن احتراق الفحم الحجري يؤدي إلى إطلاق كميات كبيرة من غياز ثياني أكسييد الكبريت وأكاسيد النيتيروجين الكربيون وغيرهيا، فضيلاً عين رمياد متطياير فيي الجيو، الأمر اليذي ييؤدي إلى سيقوط أمطيار حامضيية تليوث التربية والميياه وتضير بالنباتيات وتصييبه بيالتلون Colored necrotic symptoms ونحيو ذليك. وليه دور كبيير فيي تلويث البيئة ورفع درجة حرارة الأرض، وما يترتب على ذلك مين نتيائي كارثيية قمنيا بدراستها في الفصل الثاني.
فيما يسبب البنزين الذي يحتوي على الرصا أمراض اً وأضرار اً عصبية متنوعة Neurological Damages، كذلك تؤدي المواد المضافة إلى البنزين كميادة MTBE بدلاً من الرصا لرفع كفاءَة الاحتراق ورقم الاوكتان إلى تلوث بالبيئة.
وقد بدأ استخدام هذه المادة في العالم منذ أواخر السبعينيات لتحسين نوعية هواء المدن، وقد تم إدخالهيا فيي الأردن مين دون القييام بدراسيات تقيييم الأثير البيئيي واتخياذ إجيراءَات فيي البنيى التحتيية للمرافيق في مصفاة البترول كي تضمن عدم ضررها بالمياه الجوفية، وبالمحاصيل الزراعيية، كميا نب هيت وزارة الميياه واليري، وذليك بفعيل ذوبان المادة المضافة إلى البنزين في الماء فضلاً عن تطايرها في الهواء في الظروف الاعتيادية لتصل إلى الإنسان مباشرة عن طريق الرئتين.
وقد أشار تقريير الهيئية القوميية الأمريكيية للعليوم والتكنولوجييا فيي عيام 1997 عن الأعراض الصحية الحادة التي أصيب بها المواطنون في المناطق التي اسيتخدمت فيها مادة MTBE على البنزين، وعن وصول هذه المادة إلى مناسيب المياه السيطحية والجوفية، ومنذ ذلك الوقيت والولاييات فيي أمريكييا تتسيابق لمنيع اسيتخدام هيذه الميادة .ونحن شرعنا في إنتاجها عام 2008 مين دون سيابق إنيذار لتضييف إلى تليوث الهيواء بالديزل الأردني، السيء اليذكر، الأمير اليذي ييؤدي إلى تعيريض الميواطنين للإصيابة بييأمراض الربييو المييزمن وسييرطان الرئيية ومشييكلات والتهابييات متعييددة فييي الجهيياز التنفسي بمجمله)4(.
3( الص خر الزيت ي أو الرم ل الزيت ي، وه و مص در لل نفط المختب ئ ب ين ثناي ا الرم ال أو الص خور بنس بة نح و 10 %، كم ا هييي الح ال ف ي الأردن. وتعدين ه يص احبه تشييويه لسطح الأرض، كما أن استخراج النفط منه ملوث كبيير للبيئية ويسيتهلك كمييات كبييرة من المياه، وقد شرعت بعض الأبحاث في تطوير وسائل تقلل من استخدام المياه بإعادة استخدامها مرة أخرى حماية للبيئة من التلوث.
ومن المتوقع بدء إنتاج الطاقة الكهربائية بيالحرق المباشير للصيخر الزيتيي عيام 2015 بطاقة توليدية تتراوح ما بين 600 إلى 900 ميجاواط، ومع حليول عيام 2020 سيبدأ إنتاج النفط بمعدل 37000 برميل يومي اً)5(.
4( النفط، الذي تك ون نتيجة ترسب الكائنات البحرية والبكتيريا على قاع المحيطيات وردم هذه الكميات الهائلة في الطيين، إذ تح ولهيا الطبيعية بفعيل قيوتي الضيغط والحيرارة إلى نفط وغاز، ويتم فيما بعد استخراج الينفط ثيم تشيرع مصيافي الينفط فيي عمليية التقطيير
وتكسييير المييواد الهيدروكربونييية؛ لاسييتخراج البنييزين والييديزل والكيياز وغيرهييا ميين المشتقات.
وتطلق المركبات التي تعمل على الوقود التقلييدي غيازات NO2 ،SO2 ،CO2 ،CO، H2S، وجزيئات عالقة في الهواء وغيرها. يتحد غياز أول أكسييد الكربيون ميع الهيموغليوبين في الدم ويمنع الأكسجين من الاتحاد به، لذلك هو غاز سام، إذ يخفض كمية الأكسجين الضرورية للوظائف الحيوية في الجسم. أما غياز كبريتيدالهييدروجين، وهيو غياز سيام كحيال أول أكسيد الكربون، فيتحد مع هيموجليوبين اليدم محيدثاً نقصياً فيي الأكسيجين ويمنيع وصيوله بكفاءَة إلى خلايا الجسم المختلفة.
وتيؤدي صيناعة الينفط إلى تليوث الهيواء بأكاسييد النتيروجين والكبرييت والنشيادر وكبريتيد الهيدروجين وكبريتيد الهيدروجين وأول أكسيد الكربون وغيره من الغازات السيامة الملوثة للبيئية، وتطليق صيناعات الألومنييوم والأسيمدة الفوسيفاتية العدييد مين مركبيات الفليور الضارة بالبيئة وبطبقة الأوزون، وتطلق مكبات النفاييات غيازات الميثيان والنشيادر وكبريتييد الهيدروجين وأكاسيد الكربون وما إلى ذلك.
كما تنتشر أكاسيد الحديد من مصانع إنتاج الحديد والصيلب، وينبعيث غياز الميثيان مين مزارع الأبقار، وإذا أضفنا إلى ذلك ما تطلقه المركبات من غازات مماثلة لميا ذكرنياه سيابقاً، فضيلاً عين برومييدات وكلورييدات الرصيا والهييدروكربونات ومركبيات الكبرييت، فإننيا نعيش اليوم في عالم ملوث، نستنشق الهواء الملوث ونأكل الخضروات التي يتم زراعتهيا فيي أراض ملوثيية تييـ روى بمييياه سييطحية ملوثيية، ونأكييل الأسييماك التييي تعيييش فييي بحييار ملوثيية، والمواشي التي تقتات بالنباتات والحشائش الملوثة بالرصا على جوانب الطرق، فأين هيي البيئة النظيفة والتنمية المستدامة التي نتحدث عنها؟
ويؤدي تلوث الهواء بغاز أول أكسييد الكربيون إلى ضيعف الرؤيية ليدى الإنسيان وإلى الإرهاق والإضرار بالجهاز العصبي والجهاز التنفسية وخلايا الدماغ، وقد ييؤدي زيادتيه فيي الدم إلى انسداد الأوعية الدموية، بفعل اتحاده مع هيموغلوبين الدم، وقد تؤدي إلى الوفاة. إلى هذه الدرجة يمكن أن تصل تأثيرات التلوث في الهواء.
وتساهم بعض الغازات في صعوبة التنفس والتهابات في الجهاز التنفسي، مثل غازات كبريتيد الهيدروجين وثاني أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت والأمونيا، فيميا قيد ييؤدي غاز الأمونيا إلى العقم لشدة تأثيره على بعض أنزيمات الجسم، وتؤدي الجرعيات العاليية مين غاز ثاني أكسيد الكبريت إلى التشني والموت المفاجئ خنقاً.
كذلك يؤدي الرصا بمقادير مرتفعة إلى الضعف العام في الجسم وإلى حدوث تش نجات عص بية ق د تنته ي بالوف اة، كم ا يس بب التخل ف العقل ي وش لل الم خ عن د الأطف ال ،وإجهاض الحوامل والتشوه الخلقيي عنيد حيديثي اليولادة، ناهييك بالمركبيات السيامة الأخيرى ،كمركبات الرصا والزرنيخ والفوسفور والزئبق وغيرها والتي يؤدي بعضها إلى الإصابة بالسرطانات المتعددة الأنواع.
إذا علمنا أن الإنسان يحتاج من الماء لبقائيه ميا يقيارب لتيرين إلى ثلاثية لتيرات يوميياً، فإنه يحتاج إلى 8000 –9000 لتي مر مين الهيواء يوميي اً كي يمارس وظائفه الحيوية بنشاط .ويمكننا أن نتخيل مقدار الضرر الناجم عن تلوث الهواء، ومقدار التلوث الذي يصيب الرئتين وما يرتبط بهما من أنشطة بيولوجية.
إن انبعاث غاز ثاني أكسيد الكبريت يؤدي إلى الإصابة بالربو Asthma ومرض الانسداد الرئوي المزمن COPD، كما الحساسية والالتهابات وغيرها، ويقول المختصون أن أكثر من 70 بحثياً طبيياً متخصصياً ينشير سينوياً يؤكيد الصيلة بيين تليوث الهيواء والمرضين الأخيرين، وبخاصة بفعل غاز ثياني أكسييد الكبرييت والجزيئيات العالقية التيي تنفثهيا مركبيات الديزل والمصانع فيي الأجيواء. وإذا تأملنيا كميية الكبرييت فيي اليديزل الأردنيي فيمكننيا تخييل حجم الضرر على الإنسان.
ومرض COPD في تزاييد مسيتمر، وسيوف يصيبح الميرض القاتيل رقيم 3 فيي العيالم بحلول عام 2020؛ بعد أن كان في المرتبة السادسة عام 1990.
وإذا كانت نسبة الإصيابة بميرض COPD نحيو 3.5% للرجيال فيوق سين السيتين فيي نهاية التسعينيات مقارنة بنحيو 2% للربيو Asthma، فيإن فيي الأردن نحيو 20000 ميريض يتلقى العلاج من مرض COPD ويكلف علاجهم المباشر قرابة 25 ملييون دينيار سينوياً، وتنوف التكلفة غير المباشرة عن مئة مليون دينار سنوياً.
إ ن نسبة مرض COPD من إجمالي المرض فيي بليد مثيل اليدنمارك هيي 3.7%، أميا في الأردن فتبلغ 5.2%. وفي دراسة أجرييت عيام 2001 فيي السيلط وعيين الباشيا اتضيح أن 15% من عينة الطلاب )الذكور والإناث( مصابين بأعراض ضيق التنفس Wheezing و9% مص يابين بيييالربو، فيم يا كشيييفت الدراسييية أن أعل يى هيييذه النسيييب كان يت فيييي ميييدارس UNRWA)6(، ربما لأنها تقع في أكثر المناطق ازدحاماً وتلوثاً.
هذه أمثلة فقط عن حجم الأضرار الناتجة عن التلوث في الهواء، وعناصر تلوث الهواء هي أكثر مما ذكرنا، وأضيرارها بالإنسيان تمتيد إلى كيل جيزء مين أجزائيه البيولوجيية الحية، ولكن هذه التفصيلات لا تدخل في نطاق هذا الكتاب.
أما الغاز الطبيعي فيحتوي على غاز الميثان Methane وبعيض البيروبين Propane والإيثان Ethane، ويحترق الغاز الطبيعي بدون دخان ي ذكر. ويستخدم الغاز المضغوط فيي المركبات كوقود ويؤدي إلى تقليل حجم التلوث، وقد شرع يدخل في تدفئة المنازل في الأردن ميؤخراً، وقد شرعت محطات توليد الكهرباء في استخدام الغاز الطبيعي، كما حدث في تحويل المحطة الحرارية في العقبة عام 2004 من الديزل إلى الغاز الطبيعي، ونتي عن ذليك تحسن في هواء مدينة العقبة، بنسبة تفوق نصف التلوث الذي كيان موجيوداً فيي أجيواء العقبية قبل استخدام الغاز الطبيعي القادم من مصر.
وقد تم إنشاء سلطة إقليم العقبة الاقتصيادية الخاصية عيام 2001، وتضيم مفوضيية مين أصل خمس مفوضيات للعنايية بالشيأن البيئيي، وهيي صياحبة تجربية رائيدة فيي المنطقية، وقيد غيرت من معالم مدينة العقبة وضواحيها في غضون بضع سنين على نحو لم نعهيده مين قبيل في المدن الأردنية، من حييث التنظييم وتنسييق المواقيع والحيدائق والسياحات ومميرات المشياة والزراعة والحفاظ على البيئة. ويجدر بنا أن نتساءَل عن أسباب هذه التجربية الناجحية ولمياذا لا نرى محاولات لتكرارها في مناطق أخرى؟ كما نتساءَل عن أسباب عدم امتداد الامتيازات التي يتمتع بها سكان العقبة إلى باقي مناطق المملكة؟
أخذت العقبية تخطيو خطيى بيارزة فيي تثبييت محطيات مراقبية لنوعيية الهيواء، بعضيها ثابت واتخر متحرك، وقد وضعت إحداها على الشارع العام بين فندق أكوامارينيا 2 ومطعيم التشيلي هاوس، مقابل شركة Trust للنقل، كما وضعت محطات ثابتة في المنطقية الصيناعية وغيرهيا، فضيلاً عين محطيات متنقلية عليى مركبيات تطيوف مواقيع أخيرى. وهنياك مشيروع لوضع نقياط مراقبية فيي ع ميان وضيواحيها وبعيض الميدن الصيناعية الملوثية الأخيرى نتطليع بلهفة إلى رؤيتها تعمل في القريب العاجل، بدءَاً من المواقع الأكثر تلوث اً.
إ ن فائدة هذه المحطات تتجاوز المراقبة الدقيقة لمستوى تلوث الهيواء إلى نشير اليوعي البيئي العام لدى الناس كافة، فاتن بإمكان المواطن أو السائح معرفة محتوى الهواء من أكاسييييد الكربيييون وأكاسييييد النيتيييروجين والكبرييييت وفلورييييد الهييييدروجين وغييياز الأمونييييا والجزيئات العالقة في الهواء وغيرها من الغازات السامة، كما يمكن مقارنتها بالكميات المسموح بها عالميا ً، بحيث تقوم اللوحة بإنارة إشارة كهربائية إلى جانب كيل غياز عليى حيدة باللون الأخضر، وذلك إذا كانت نسبة التلوث مقبولة وضمن المعايير المسموحة.
أما إذا زادت النسبة عن الحيد المسيموح بيه فيإ ن لمبية الإشيارة الحميراء تبيدأ فيي العميل فتشير إلى خطورة الوضع وتجياوز الحيدود، وتلفيت بيذلك الانتبياه إلى زييادة التليوث، فيشيعر المواطن بذلك الخطر، وربما يذهب إلى بيته ويغلق النوافيذ بإحكيام حتيى ييزول الخطير. وفيي الوقت نفسه تقوم الجهات المختصة في مركز ابن حي ان للمختبرات في العقبة بتحلييل النتيائي، الأمر الذي يفسح المجال لتوقع أمياكن التليوث ومصيادرها ومحاولية حصيرها ومراقبتهيا عين كثب.
نتمنى أن تنتقل هذه التجربة الناجحية فيي مراقبية تليوث الهيواء إلى ميدن المملكية كافية وألا تبقيى حكييراً عليى العقبيية، فقيد شييرعت وزارة البيئيية بالتعياون مييع أمانية ع مييان الكبييرى بالتحضير لمشروع مماثل، نأمل ألا يأخذ وقتياً طيويلاً حتيى نشياهد هيذه الأجهيزة فيي شيوارع ع مان، كما نأمل أن يتم توسيع نطاق ذلك المدن الأخرى، كالفحيص وإربيد والسيلط والزرقياء والرصيييفة وغيرهييا، فضييلاً عيين ضييرورة وضييعها فييي بييؤر التلييوث الحساسيية، كييالفحيص والهاشمية وغيرهما في أقرب سانحة.
ولا بد من الإشارة إلى أن جمعية حفيظ الطاقية واسيتدامة البيئة، وبالتعياون ميع جامعية الزيتونة الخاصة – كلية الصييدلية، قيد عقيدت نيدوة ييوم الاثنيين 23 / 7 / 2007 فيي رحياب جامعة الزيتونة الواقعة على طريق مطيار الملكية عليياء اليدولي، بعنيوان: "نحيو بيئية أنظيف: العقبة نموذجياً" واستضيافت خبيراء مين سيلطة إقلييم العقبية الاقتصيادية الخاصية لشيرح ميدى التقدم الذي وصلت إلييه أجهيزة سيلطة الإقلييم فيي مراقبية نوعيية الهيواء، ووضيعت توصييات لتحسين نوعيية الهيواء فيي الأردن بعامية، وبخاصية لمراقبية الخطيوات التيي سيتتبعها مصيفاة البترول في إنتاج الديزل، بما يخضع للمواصفات القياسية الأردنية.
كما ركزت التوصيات عليى ضيرورة شيمول المشياريع القائمية بدراسيات الأثير البيئيي وليس وقف ذلك عليى الأبنيية الجدييدة المقترحية، وضيرورة وضيع شيروط للمشياريع الجدييدة بحيث تيز ود نفسيها ذاتيياً بالطاقية النظيفية وبالميياه، وذليك مين خيلال تولييد حاجاتهيا باسيتخدام مصادر الطاقة المتجددة من خلال الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح والطاقة الحرارية الجوفيية ،وتحلية مياه البحر، إما بالغاز الطبيعي أو بالطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء كما هي حال التجربة الناجحة في منطقة الصناعات الخفيفة بالعقبة.
فضلاً عما سلف ينبغي التطلع إلى ضرورة اسيتخدام الطاقية الموجيودة فيي ميياه البحير الأحمر والبحر الميت للتدفئة والتبريد، وبخاصة في المشاريع الإسكانية الهائلة التي تقام هناك، والشروع في حملية توعيية لترشييد الطاقية والميياه، وبخاصية فيي الفنيادق والمؤسسيات الكبيرة، وإعادة استخدام المياه العادمة للزراعة. فمن شأن ذلك كله خفض التلوث بنسب أكبر، وتحقيق الاستدامة الطويلية الأميد وبليوغ الاكتفياء اليذاتي؛ بغيية تيرك ميياه الديسيي غيير المتجددة بحالها للأجيال القادمة كما تركتها الأجيال السابقة فوصلت إلينا. فالاقتصاد في المياه وترشيدها أولى من نقلها من الديسة إلى العقبة أو إلى ع مان، وهيدرها فيي الشيبكات المهترئية التي بلغ الفاقد منها في عام 2008 نحو 40 – 50%. كذلك، فإن الترشيد في استهلاك الطاقة الكهربائية أولى من زيادة قدرة إنتاج الكهرباء، أو على الأقل ينبغي أن يتحايث معه.
إن تحويل محطات توليد الكهرباء إلى الغاز في محطة العقبة الحرارية منذ نيسان عيام 2004 كان له آثارٌ طيبة على البيئة، فيإن اسيتهلاك الغياز الطبيعيي عوضياً عين زييت الوقيود الثقيل الشديد التلويث للبيئة هو أمر في غاية الإيجابيية، إذ ينيتي زييت الوقيود الثقييل 3.5 ميرة تقريباً ما ينتجه الغاز الطبيعي من الكربون.
كذلك الأمر في تحويل محطة الريشة عام 2005 وتحويل محطتي تولييد الكهربياء فيي رحاب ثم السمرا؛ فضلاً عن محطة توليد كهرباء المناخر فيي شيرقي ع ميان المتوقيع تشيغيلها بنظام مركب 2008/2009، حيث يكون الغاز الطبيعي هو الوقود الرئيسي والديزل هو الوقود الثانوي، وهو أول مشروع ي نشئه ويقوم بإدارته القطاع الخيا وفقياً لقيانون الكهربياء العام لعام 2002 الذي فتح باب الاستثمار للقطاع الخا .
هذه كلها إجراءَات في غاية الأهمية نتيجة نوعية الديزل الرديئة جداً التي تـ ـ نتي محلياً، حيييث تتجيياوز نسييبة الكبريييت فييي الييديزل مئييات المييرات المواصييفات العالمييية، فالمواصييفة الأوروبية لليديزل مين حييث محتيوى الكبرييت، عليى سيبيل المثيال، سيوف تصيبح 10 أجيزاء بالمليون في عام 2009 بينما الحد المسيموح بيه فيي المواصيفة الأردنيية منيذ عيام 2005 هيو 350 جزءا ً، فيما يحتوي الديزل الأردني وميا ي نيتي فيي بعيض اليدول العربيية والعالميية عليى حوالى عشرة آلاف جزء بالمليون من الكبريت.
لقد تم إضافة توربين ثالث لمحطة السمراء عيام 2007 بقيدرة 100 ميجيا واط، وعلييه أصبحت قدرتها المركبة )الغاز والديزل( 400 ميجا واط، أي ما يعادل 20% من حاجة المملكة الحالية م ن الطاقة الكهربائي ة )نحو 2GW(. وق د أصبحت محط ة السمرا ش ركة مساهمة مملوكة بالكامل للحكومة منذ نهايية عيام 2004، ودخليت ضيمن آليية التنميية النظيفية التي مكنتها من الاستفادة من اتفاقية كيوتو، وبذلك حققت عوائد تخفيض الغيازات التيي تيؤدي إلى ظاهرة الانحباس الحراري وارتفاع درجة حرارة الأرض، وقد اشترت هذا اليوفر شيركة أمريكية بحيث يذهب جزء من هذا التعويض لوزارة البيئة.
كما أفادت محطة رحاب من آلية التنمية النظيفية لبييع كميية غياز ثياني أكسييد الكربيون التيي ييتم تخفيضيها بيالتحول مين السيولار إلى الغياز، وذليك وفقياً لاتفاقيية كيوتو. وتبليغ قيمة الانتفاع من هيذا التخفييض نحيو تسيعة ملاييين ييورو .وتيـ نتي محطية رحياب نحيو رب يع حاجية الأردن م ن الكهرب اء، أي م ا يع ادل 360 ميج ا واط، ف ي ح ين زاد الحم ل الأقص ى للنظ ام الكهربائي عام 2006 عن 2 جيجا واط / ساعة.
والتوجه صوب تشغيل 80% مين محطيات تولييد الكهربياء بالغياز بحليول عيام 2015 هيو أمير إيجيابي، ولكننيا نتسياءَل ميرة أخيرى: مياذا سيتكون مواصيفات اليديزل عنيد ذاك بعيد انته اء امتي از المصييفاة، والحم د ا، ف ي نهاييية الرب ع الأول م ن عييام 2008؟ وم اذا سيينفعل بالوقود الثقيل الذي سوف تنتجه المصيفاة واليذي يعيادل ثليث إنتاجهيا، فهيل نسيتمر فيي تزوييد محطة الحسين الحرارية به؟ وقد اتضيح الييوم وبعيد انتهياء امتيياز المصيفاة أنيه لين ييتم إنتياج ديييزل وفقيياً للمواصييفات الأردنييية فييي السيينوات القليليية القادميية، فميين يتحمييل مسييؤولية هييذا التقصير؟
يستورد الأردن نحو 95 % مين إجميالي احتياجاتيه مين مصيادر الطاقية التقليديية، وقيد ارتفعت فاتورة النفط باضطراد من 610 مليون دينارفي عام 2002 إلى 1776 مليون دينيار خلال عام 2005، فأصبح يشكل استيراد النفط نحو 9,23 % من مجموع مستوردات الأردن السلعية. وهذه الفاتورة الضخمة - من مادة استهلاكية واحدة فقط - تشكل حافزاً كبييراً للبحيث عن مصادر جديدة للطاقة، وبخاصة في ضوء أن النفط يشيكل ثلثيي خلييط الطاقية فيي الأردن بمجمله وأن سعر البرميل الواحد قد وصل حدود 140 دولاراً في منتصف عيام 2008، فيميا لم يتجاوز نصف هذه القيمة قبل عام.
وإلى جانيب ترشييد اسيتهلاك الطاقية ينبغيي البحيث عين مصيادر بديلية، إذ تشيير الإحصاءات الأخيرة أن نحو 13% مين سيكان الأردن اسيتخدموا الأجهيزة الكهربائيية للتدفئية في عام 2007)7( ويتوقع لهذه النسبة أن تزيد بوتيرة مرتفعة.
وفي ضوء تنامي الطلب على الطاقة الكهربائية بمعدل يفوق كثيراً ما كيان متوقعياً ليه، وذلك لازدياد الطلب على الكهرباء في مواجهة ارتفاع أسعار مشتقات البتيرول، بيات ضيمان ثبات أسعار الكهرباء أمراً مهماً آخر. ومن المعلوم أن المصدر الرئيسي لإنتياج الكهربياء فيي الأردن أصبح من الغاز الطبيعي المستورد من مصر )إضافة إلى الديزل كنظام تشغيل احتي اط(. إذ دخل الغ از الطبيع ي ع ام 2004 ف ي خدمة محط ة العقبة الحرارية، ثم تلاه ا اسيتخدام الغياز الطبيعيي فيي محطيات الريشية ورحياب والسيمرا والمنياخر فيي شيرقي ع ميان وغيرها، كما ذكرنا سابق اً.
ويمكننا معرفة حجم التلوث الناجم عن استخدام الوقود الثقيل أو الديزل في إنتاج الكهرباء بإجراء مقارنة سريعة عن إنتاج الكربون لكيل طين واحيد منهيا، فيإن طين واحيد مين الغاز الطبيعي ينتي نحو طن واحد مين الكربيون ،وترتفيع هيذه الكميية إلى 1.9 طين بفعيل ميا يرافق استخراج وتصنيع ونقل مادة الغاز من نشاطات مستهلكة للطاقية، أميا إنتياج طين واحيد من الديزل للكربون فهو نحو 2 – 3 مرات ما يطلقه الغاز الطبيعي من الكربيون، وينيتي طين الوقود الثقيل نحو 3 – 4 مرات ما يطلقه الغياز الطبيعيي مين الكربيون، هيذا ناهييك بالغيازات الأخرى الذي يطلقها الديزل والوقود الثقيل بكثافة، كأكسيد الكبريت على سبيل المثال.