لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (50%)

عندما تكونُ مُنطلِقًا بالسّيارةِ في رُبوعِ الصَّحراءِ، فإنَّ (ديفيد ستراير) هوَ مِثالُ الرَّجُلِ الّذي ستَرغَبُ في أنْ يَتوَّلى قيادةَ السّيارةِ؛ ذلكَ أنَّـهُ يَتحاشى تمامًا إجراءَ مُكالمـةٍ هاتفيّـةٍ، وعالِمُ النَّفْسِ هذا مُتخصِّصٌ في عِلْمِ الانتباهِ، وهوَ يَعلمُ أنَّنا عندما نُنجِزُ عدَّةَ مَهامٍّ في آنٍ واحدٍ فإنَّ أدْمِغَتَنا تميلُ إلى ارتكابِ الأخطاءِ؛ لأنَّها تكونُ في حالـةٍ مِنْ مُقاوَمةِ التَّشتُّتِ، وقدْ أظهرَتْ دِراستُـهُ أنَّ استعمالَ الهاتفِ النَّقّالِ يوهِنُ أداءَ جُلِّ السّائقينَ بقَدْرِ ما يفعلُـهُ تناوُلُ المشروباتِ الكحوليّـةِ. بلْ إنَّها مُعرَّضةٌ للإصابـةِ بالإعياءِ بسهولـةٍ، ونغمُرُ أنفُسَنا في أجواءِ الطَّبيعـةِ الجميلـةِ الّتي تُحيطُ بنا، فإنَّنا لا نَشعُرُ بأنَّنا قدِ استعَدْنا عافيتَنا ونشاطَنا فحسْبُ، وهُمْ يَحمِلونَ أمتِعَتَهمْ على ظُهورِهِمْ. إنَّ القُدرةَ على تركيزِ الانتباهِ بصِفَـةٍ إراديّـةٍ، وتجاهُلِ عواملِ التَّشتُّتِ وصَرْفِ النَّظَرِ مسألـةٌ حاسمـةٌ لحَلِّ المُشكِلاتِ، وما إنْ تُستَنزَفُ حتّى يؤدّيَ المجهودُ المُطوَّلُ والمُركَّزُ إلى إرهاقِ الذِّهْنِ، وفُقدانِ الفعاليّـةِ والإجهادِ. وتَقْضي نظريّـةُ استعادَةِ الانتباهِ بأنَّ قضاءَ بعْضِ الوقتِ في أحضانِ الطَّبيعـةِ يُريحُنا مِنَ التَّوتُّرِ والإجهادِ الذِّهنيِّ النّاتِجَيْنِ عن «الانتباهِ المُوجَّـهِ » الّذي يتطلَّبُـهُ العملُ وحياةُ المُدنِ. فما زَعَمَـهُ لمْ يَكُنْ مُرتكِزًا على العِلْمِ، بقَدْرِ ما كانَ مُستنِدًا إلى حَدْسِـهِ الشَّخصيِّ، فقدْ عبَّرَ (باراسيلسوس) الجرّاحُ السّويسريُّ الألمانيُّ في القرْنِ السّادسَ عشرَ عنْ ذلكَ الحَدْسِ نفْسِـهِ عندما كَتَبَ: «إنَّ فنَّ الشِّفاءِ هوَ مِنَ الطَّبيعـةِ، وهوَ يجلِسُ على ضِفافِ نهرِ (واي) كيفَ أنَّ «العَيْنَ الّتي تُقِرُّ بتأثيرِالانسجامِ الموجودِ في الطَّبيعـةِ توفِّرُ الخلاصَ مِنْ حُمّى العالَمِ»، وجنبًا إلى جَنْبِ (أومستد) «مُهندِسِ المَناظِرِ الطَّبيعيَّـةِ»، وتأسيسًا على بعضِ التَّطوُّراتِ في مجالَيِ العلومِ العَصبيّـةِ وعِلْمِ النَّفْسِ، وهذهِ القياساتُ-الّتي تَشمَلُ كُلَّ شيءٍ ابتداءً مِنْ هرموناتِ الإجهادِ مرورًا بمُعدَّلِ نَبْضِ القلبِ، فالأمواجِ الدِّماغيّـةِ، وانتهاءً بعلاماتِ البروتينِ- تُشيرُ إلى أنَّنا عندما نُمضي بعضَ الوقتِ في الطَّبيعـةِ فإنَّ «شَيئًا عظيمًا يَنتُجُ عنْ ذلكَ» على حدِّ قَوْلِ (ستراير). وقدْ حلَّلَ باحثونَ مِنْ كُليَّـةِ الطِّبِّ في جامعـةِ (إكستر) بانجلترا مؤخَّرًا بياناتِ الصِّحَّـةِ النَّفْسيّـةِ لِعَشَرةِ آلافِ شخصٍ مِنْ سُكّانِ المُدنِ، وفي عامِ 2009 وَجدَ فريقٌ مِنَ الباحثينَ الهولنديّينَ مُعدَّلاتٍ أقَلَّ لظهورِ خمســةَ عشرَ مرضًا- تَشمَلُ الاكتئابَ والقلقَ ومرضَ القلبِ والسُّكَّريَّ والرَّبوَ والصُّداعَ النِّصفيَّ - لدى النّاسِ الّذينَ لا تَبعُدُ منازلُهمْ أكثرَ مِنْ كيلومترٍ واحدٍ عنِ المِساحاتِ الخضراءِ. وفي عامِ 2015 جَمعَ فريقُ بحْثٍ دوليٍّ الإجاباتِ الواردةَ في استِبانَـةٍ صحيَّــةٍ شَمِلَتْ واحدًا وثلاثينَ ألفَ شخصٍ مِنْ سُكّانِ مدينــةِ تورنتو الكنديّــةِ، فربطوا تلكَ الإجاباتِ معَ خريطــةِ المدينــةِ-مُربَّعًا سَكَنيًّا بمُربَّعٍ سَكَنيٍّ- ووَجَدوا أنَّ مَنْ يعيشونَ في مُربَّعاتٍ سَكَنيّــةٍ تَضُمُّ عددًا أكبرَ مِنَ الأشجارِ كانوا يُظهِرونَ ارتفاعًا في مستوى صحَّتِهمُ القلبيّـةِ والأيْضيّـةِ تُعادِلُ ما يَشهَدُهُ المرءُ عندما يَحصُلُ على زيادةِ دَخْلٍ بواقعِ عشرينَ ألفَ دولارٍ، كما وُجِدَتْ علاقـةٌ بينَ مُعدَّلاتٍ أدنى للوفيّاتِ، وهرموناتِ إجهادٍ أقَلَّ في الدَّمِ، ويَصعُبُ على المرءِ أنْ يَستخلِصَ مِنْ هذهِ الدِّراساتِ الشَّيءَ الّذي يَجعَلُ النّاسَ يَشعُرونَ بمزيدٍ مِنَ السَّعادةِ: أَتُراهُ الهواءُ النَّقيُّ؟ أَمْ أنَّ بعْضَ الألوانِ والأشكالِ المُتشعِّبـةِ تُحفِّزُ على تَشكُّلِ مَوادَّ كيميائيّـةٍ عصبيّـةٍ مُحدَّدةٍ في القِشرةِ البَصَريّـةِ لأدْمِغَتِنا؟ أَمْ أنَّ الموضوعَ ببساطـةٍ هوَ أنَّ النّاسَ الّذينَ يعيشونَ في أحياءٍ أكثرَ خُضرَةً يَستعمِلونَ الحدائقَ العامَّـةَ لمُمارَسـةِ الرّياضـةِ أكثرَ ممّا يَستعمِلُها غيرُهمْ؟ وكانَ هذا ما يَعتقِدُهُ (ريتشارد ميشيل)
وهوَ اختصاصيُّ وبائيّاتٍ لدى جامعـةِ (جلاسكو) في اسكُتلندا، يقولُ: «لقدْ كنتُ أشُكُّ بوجودِ أسبابٍ أُخرى» ولكنَّـهُ أَجرى بعْدَ ذلكَ دراسـةً كبيرةً أظهرَتْ مُعدَّلاتٍ أقلَّ للوفيّاتِ والأمراضِ لدى النّاسِ الّذينَ يعيشونَ على مَقرُبـةٍ مِنَ الحدائقِ العامّـةِ والمِساحاتِ الخضراءِ الأُخرى، إذِ اكتَشفَ ميتشيل أنَّ وجودَ المرءِ إلى جَنْبِ الطَّبيعـةِ في المُدنِ يَرفعُـهُ درجاتٍ في السُّلَّمِ الاجتماعيِّ. ما يَظنُّـهُ ميتشل وباحثونَ آخرونَ هوَ أنَّ الطبيعـةَ تؤَثِّرُ فينا بالدَّرجـةِ الأولى بخَفْضِ مستوياتِ الإجهادِ لدَينا. بلْ وسُلوكًا أقَلَّ عُدوانيّـةً في الأحياءِ الّتي يَكثُرُ فيها العُنْفُ، إذْ تشيرُ قياساتُ كُلٍّ مِنْ هرموناتِ الإجهادِ والتَّنفُّسِ ونبْضِ القلبِ والتَّعرُّقِ إلى أنَّ جُرعاتٍ قليلـةً مِنَ الطَّبيعـةِ -بلْ وحتّى صُوَرٍ مِنَ عالَمِ الطَّبيعـةِ- لدَيها القُدرةُ على تهدئـةِ نفوسِ النّاسِ وتَحسينِ أدائهِمْ. وقدْ قامَتِ الطَّبيبـةُ (ماتيلا فان دن بوش) في السُّوَيْدِ، فاكتشفَتْ أنَّ تفاوُتَ مُعدَّلِ خفَقانِ قلوبِهمُ (الّذي يَنقُصُ عادةً عندَ الإجهادِ) كانَ يعودُ إلى طبيعتِـهِ بسُرعـةٍ، وثبَتَ أنَّ المشيَ لمدَّةِ خمسَ عشْرةَ دقيقـةً في الغابـةِ يُنتِجُ تَغيّراتٍ لَدى الأشخاصِ تكونُ قابلـةً للقياسِ مِنَ النّاحيـةِ الفسيولوجيّـةِ، على حينِ جعلوا عددًا مُماثِلًا مِنَ المُتطوِّعينَ يَتمشَّونَ في مراكزِ المُدنِ، إذْ حدَثَ عندَهمْ هبوطٌ إجماليٌّ في مُستوى هِرمونِ الإجهادِ (الكورتيسول) بواقع 16 %، وهبوطٌ بواقعِ 2% في ضغْطِ الدَّمِ، ويَعتِقدُ ميازاكي أنَّ أجسامَنا تَسترخي في الأجواءِ الطَّبيعيَّـةِ اللَّطيفـةِ؛ ولذا فإنَّ حواسَّنا مهيّأةٌ لتَفسيرِ المَعلوماتِ ذاتِ الصِّلـةِ بالنّباتاتِ والجداولِ المائيّـةِ، كما أنَّ الأمريكيّينَ البالغينَ يُمضون وقتًا أقلَّ خارجَ بيوتِهمْ والمباني عمومًا ممّا يُمضونَـهُ داخلَ سيّاراتِهمْ أيْ أقلَّ مِنْ 5% مِنْ يومِهمْ. فنحنُ إجمالًا نُفكِّرُ أنَّ السَّعادةَ تَتَأتّى مِنْ أشياءَ أُخرى مِثْلِ التَّسوُّقِ أو مُشاهدةِ التِّلفازِ. تُشجِّعُ الجهاتُ الحكوميّـةُ على الارتماءِ في أحضانِ الطَّبيعـةِ، ففي فنلندا مثلًا -وهيَ بلادٌ تعاني معدَّلاتٍ مرتفِعـةً للاكتِئابِ- طلَبَ باحثونَ تُموِّلهمُ الحكومـةُ إلى آلافِ الأشخاصِ تقييمَ مشاعرِهمْ ومستوياتِ الإجهادِ لدَيهمْ بعْدَ زيارةِ مناطقَ طبيعيّـةٍ وأُخرى حضَريّـةٍ، فإنَّ فريقَ مَعهَدِ فنلَندا للمَصادِرِ الطَّبيعيّـةِ يوصي بقضاءِ وقتٍ في الطَّبيعـةِ لا يقِلُّ عن خمسِ ساعاتٍ في
كما يَرى بروفيسورُ عِلْمِ النَّفْسِ (كاليفي كوربيلا) أنَّ المشيَ مدَّةً تَتراوحُ بينَ أربعينَ وخمسينَ دقيقـةً يبدو كافيًا لإحداثِ تغييراتٍ نفْسيّـةٍ و تغييراتٍ في المِزاجِ، وقدْ ساعدَ هذا البروفيسورُ في تَصميمِ نحْوِ ستّـةِ دُروبٍ للطَّبيعـةِ يُسمّيها «دروبَ التَّقويـةِ » تُشجِّعُ على المَشيِ والانتباهِ والتَّفَكُّرِ، فكثيرٌ منهمْ يُعاني إجهادَ العملِ، إذْ تَشتهِرُ بكَونِها تتطلَّبُ ساعاتٍ طويلـةً مِنَ العَملِ. ممّا يعني أنَّ جُلَّ المُدنِ الكبرى ستكونُ على مَقرُبـةٍ مِنْ إحداها. أمّا اليومَ فهُمْ أيضًا يُقَطِّرونَ الزُّيوتَ العِطْريّـةَ مِنْ بعضِ أشجارِها ويَدرُسونَها ليكتِشفوا قُدرتَها على خَفْضِ مُعدَّلاتِ هِرموناتِ الإجهادِ، 4 مليونِ زائرٍ عامَ 2010 إلى 12. إنَّ التَّفاعُلَ معَ الطَّبيعـةِ هوَ عِلاجٌ لا يَحمِلُ أيَّ آثارٍ جانبيّـةٍ، ويُمكنُهُ تحسينُ وظائفِكَ الإدراكيّـةِ بِلا أيِّ تكاليفَ ماديّـةٍ على الإطلاقِ، وفي المُحصِّلـةِ إنّنا نَخرُجُ إلى الطَّبيعـةِ لا لأنَّ العِلْمَ يُخبِرُنا بأنَّ لها تأثيرًا مُعيَّنًا فينا،


النص الأصلي

عندما تكونُ مُنطلِقًا بالسّيارةِ في رُبوعِ الصَّحراءِ، فإنَّ (ديفيد ستراير) هوَ مِثالُ الرَّجُلِ الّذي ستَرغَبُ في أنْ يَتوَّلى قيادةَ السّيارةِ؛ ذلكَ أنَّـهُ يَتحاشى تمامًا إجراءَ مُكالمـةٍ هاتفيّـةٍ، أوْ كتابـةَ رسائلَ قصيرةٍ على هاتفـهِ النَّقّالِ، أوْ تناوُلَ الطَّعامِ. وعالِمُ النَّفْسِ هذا مُتخصِّصٌ في عِلْمِ الانتباهِ، وهوَ يَعلمُ أنَّنا عندما نُنجِزُ عدَّةَ مَهامٍّ في آنٍ واحدٍ فإنَّ أدْمِغَتَنا تميلُ إلى ارتكابِ الأخطاءِ؛ لأنَّها تكونُ في حالـةٍ مِنْ مُقاوَمةِ التَّشتُّتِ، وقدْ أظهرَتْ دِراستُـهُ أنَّ استعمالَ الهاتفِ النَّقّالِ يوهِنُ أداءَ جُلِّ السّائقينَ بقَدْرِ ما يفعلُـهُ تناوُلُ المشروباتِ الكحوليّـةِ.
يقولُ (ستراير): إنَّ أدْمِغَتَنا ليسَتْ آلاتٍ حاسِبةً لا تَعرِفُ الكَلَلَ، بلْ إنَّها مُعرَّضةٌ للإصابـةِ بالإعياءِ بسهولـةٍ، لكنَّنا عندَما نَتمهَّلُ، وننتهي عمّا يَشغَلُنا، ونغمُرُ أنفُسَنا في أجواءِ الطَّبيعـةِ الجميلـةِ الّتي تُحيطُ بنا، فإنَّنا لا نَشعُرُ بأنَّنا قدِ استعَدْنا عافيتَنا ونشاطَنا فحسْبُ، بلْ نكونُ قدْ حسَّنّا أداءَنا الذِّهنيَّ كذلكَ.
وهذا ماعرضَـهُ (ستراير) عمليًّا معَ مجموعـةٍ مِنَ الطَّلبـةِ المُخيِّمينَ: إذْ إنَّ أداءَهمْ تحسَّنَ بمقدارِ 50 % في مَهامَّ مُتعلِّقـةٍ بحَلِّ المُشكِلاتِ بطرائقَ إبداعيَّـةٍ بعْدَ ثلاثـةِ أيّامٍ مِنَ التِّرحالِ، وهُمْ يَحمِلونَ أمتِعَتَهمْ على ظُهورِهِمْ.
إنَّ القُدرةَ على تركيزِ الانتباهِ بصِفَـةٍ إراديّـةٍ، وتجاهُلِ عواملِ التَّشتُّتِ وصَرْفِ النَّظَرِ مسألـةٌ حاسمـةٌ لحَلِّ المُشكِلاتِ، وإتمامِ المَهامِّ، لكنَّ الحياةَ العصريّـةَ تتطلَّبُ أحيانًا مِنْ هذهِ القُدرةِ أكثرَ ممّا نمتلِكُ، وما إنْ تُستَنزَفُ حتّى يؤدّيَ المجهودُ المُطوَّلُ والمُركَّزُ إلى إرهاقِ الذِّهْنِ، وفُقدانِ الفعاليّـةِ والإجهادِ. الطَّبيعةُ تتعهَّدُنا، ثُمَّ إنَّها تَرفَعُ معنويّاتِنا، وتُحَسِّنُ مِزاجَنا، وتَقْضي نظريّـةُ استعادَةِ الانتباهِ بأنَّ قضاءَ بعْضِ الوقتِ في أحضانِ الطَّبيعـةِ يُريحُنا مِنَ التَّوتُّرِ والإجهادِ الذِّهنيِّ النّاتِجَيْنِ عن «الانتباهِ المُوجَّـهِ » الّذي يتطلَّبُـهُ العملُ وحياةُ المُدنِ.
وفي عامِ 1865 ، نَظَرَ مُهندِسُ المَناظِرِ الطَّبيعيَّـةِ العظيمُ (فريدريك لو أومستد) مِنْ فوقِ «وادي يوسيميتي » فَرَأى مكانًا جديرًا بأنْ يُحافَظَ عليهِ، وكانَ على قناعةٍ بضرورةِ وجودِ طبيعـةٍ خضراءَ جميلـةٍ كيْ يَستمتِعَ بها النّاسُ، فكَتَبَ في ذلكَ يقولُ: «إنّها لَحقيقـةٌ علميّـةٌ أنَّ تأمُّلَ المناظرِ الطّبيعيّـةِ الخلّّابـةِ بينَ حينٍ وآخرَ... مُستحسَنٌ لِصحَّـةِ الرِّجالِ ونشاطِهِمْ، وبخاصَّـةٍ لِصحَّـةِ أذهانِهِمْ وتَحسُّنِ وظيفتِها.
كانَ (أومستد) يُبالِغُ حينَها، فما زَعَمَـهُ لمْ يَكُنْ مُرتكِزًا على العِلْمِ، بقَدْرِ ما كانَ مُستنِدًا إلى حَدْسِـهِ الشَّخصيِّ، لكنَّ حَدْسَـهُ ذاكَ كانَ لـهُ تاريخٌ طويلٌ؛ فقدْ عبَّرَ (باراسيلسوس) الجرّاحُ السّويسريُّ الألمانيُّ في القرْنِ السّادسَ عشرَ عنْ ذلكَ الحَدْسِ نفْسِـهِ عندما كَتَبَ: «إنَّ فنَّ الشِّفاءِ هوَ مِنَ الطَّبيعـةِ، لا الطّبيبِ »، وفي عام 1798 تعجَّبَ الشّاعرُ الإنجليزيُّ)ويليام وردسميث)، وهوَ يجلِسُ على ضِفافِ نهرِ (واي) كيفَ أنَّ «العَيْنَ الّتي تُقِرُّ بتأثيرِالانسجامِ الموجودِ في الطَّبيعـةِ توفِّرُ الخلاصَ مِنْ حُمّى العالَمِ»، كما وَرِثَ كُتّابٌ آخرونَ وجهـةَ النَّظرِ تلكَ، وجنبًا إلى جَنْبِ (أومستد) «مُهندِسِ المَناظِرِ الطَّبيعيَّـةِ»، فقَدْ أوجدَ هؤلاءِ الأساسَ الرّوحانيَّ والعاطفيَّ للمُطالَبـةِ بإنشاءِ المُتنزَّهاتِ الوطنيّـةِ الأولى في العالَمِ، زاعمينَ أنَّ للطَّبيعـةِ قُوًى شافيـةً.
لمْ تكُنْ هناكَ أدلَّـةٌ دامغـةٌ حينَها، أمّا اليومُ فالأدلَّـةُ موجودةٌ، فمَشاكِلُ الصِّحَّـةِ العامَّـةِ المُستشريَـةِ مِثْلِ البَدانـةِ، والاكتئابِ، وظاهرةِ قِصَرِ النَّظَرِ واسعـةُ الانتشارِ، جميعُها مُرتبِطٌ ارتباطًا واضحًا بالأوقاتِ الّتي يُمضيها النّاسُ في الأماكنِ المُغلقَـةِ.
تلكَ الأمراضُ قدْ حفَّزَتْ (ستراير) وغيرَهُ مِنَ العلماءِ على البحْثِ باهتمامٍ مُتجدِّدٍ في موضوعِ تأثيرِ الطَّبيعـةِ في أدْمِغَتِنا وأجسامِنا، وتأسيسًا على بعضِ التَّطوُّراتِ في مجالَيِ العلومِ العَصبيّـةِ وعِلْمِ النَّفْسِ، فقَدْ بَدؤوا بقياسِ ما كانَ سابقًا مُقدَّسًا وغامضًا، وهذهِ القياساتُ-الّتي تَشمَلُ كُلَّ شيءٍ ابتداءً مِنْ هرموناتِ الإجهادِ مرورًا بمُعدَّلِ نَبْضِ القلبِ، فالأمواجِ الدِّماغيّـةِ، وانتهاءً بعلاماتِ البروتينِ- تُشيرُ إلى أنَّنا عندما نُمضي بعضَ الوقتِ في الطَّبيعـةِ فإنَّ «شَيئًا عظيمًا يَنتُجُ عنْ ذلكَ» على حدِّ قَوْلِ (ستراير).
وقدْ حلَّلَ باحثونَ مِنْ كُليَّـةِ الطِّبِّ في جامعـةِ (إكستر) بانجلترا مؤخَّرًا بياناتِ الصِّحَّـةِ النَّفْسيّـةِ لِعَشَرةِ آلافِ شخصٍ مِنْ سُكّانِ المُدنِ، واستَعمَلوا خرائطَ شديدةَ الدِّقَّـةِ لِتَتَبُّعِ المناطقِ الّتي سكنَها هؤلاءِ الّذين شملَتْهمُ الدِّراسـةُ على مدى ثمانيَ عشْرةَ سَنـةً، وقدْ توصَّلوا إلى أنَّ الأشخاصَ الّذين يعيشونَ في مَناطقَ أقربَ للمِساحاتِ الخضراءِ كانوا أقلَّ شكوى مِنَ الغَمِّ، وذلكَ بعدَ تعديلِ النَّتائجِ ليأخذوا في الاعتبارِ مستوياتِ الدَّخْلِ والثَّقافـةِ والوظيفـةِ)وكُلٌّ منها عاملٌ مؤثِّرٌ في الصِّحَّـةِ).
وفي عامِ 2009 وَجدَ فريقٌ مِنَ الباحثينَ الهولنديّينَ مُعدَّلاتٍ أقَلَّ لظهورِ خمســةَ عشرَ مرضًا- تَشمَلُ الاكتئابَ والقلقَ ومرضَ القلبِ والسُّكَّريَّ والرَّبوَ والصُّداعَ النِّصفيَّ - لدى النّاسِ الّذينَ لا تَبعُدُ منازلُهمْ أكثرَ مِنْ كيلومترٍ واحدٍ عنِ المِساحاتِ الخضراءِ.
وفي عامِ 2015 جَمعَ فريقُ بحْثٍ دوليٍّ الإجاباتِ الواردةَ في استِبانَـةٍ صحيَّــةٍ شَمِلَتْ واحدًا وثلاثينَ ألفَ شخصٍ مِنْ سُكّانِ مدينــةِ تورنتو الكنديّــةِ، فربطوا تلكَ الإجاباتِ معَ خريطــةِ المدينــةِ-مُربَّعًا سَكَنيًّا بمُربَّعٍ سَكَنيٍّ- ووَجَدوا أنَّ مَنْ يعيشونَ في مُربَّعاتٍ سَكَنيّــةٍ تَضُمُّ عددًا أكبرَ مِنَ الأشجارِ كانوا يُظهِرونَ ارتفاعًا في مستوى صحَّتِهمُ القلبيّـةِ والأيْضيّـةِ تُعادِلُ ما يَشهَدُهُ المرءُ عندما يَحصُلُ على زيادةِ دَخْلٍ بواقعِ عشرينَ ألفَ دولارٍ، كما وُجِدَتْ علاقـةٌ بينَ مُعدَّلاتٍ أدنى للوفيّاتِ، وهرموناتِ إجهادٍ أقَلَّ في الدَّمِ، والعَيشِ إلى جَنْبِ المِساحاتِ الخضراءِ.
ويَصعُبُ على المرءِ أنْ يَستخلِصَ مِنْ هذهِ الدِّراساتِ الشَّيءَ الّذي يَجعَلُ النّاسَ يَشعُرونَ بمزيدٍ مِنَ السَّعادةِ: أَتُراهُ الهواءُ النَّقيُّ؟ أَمْ أنَّ بعْضَ الألوانِ والأشكالِ المُتشعِّبـةِ تُحفِّزُ على تَشكُّلِ مَوادَّ كيميائيّـةٍ عصبيّـةٍ مُحدَّدةٍ في القِشرةِ البَصَريّـةِ لأدْمِغَتِنا؟ أَمْ أنَّ الموضوعَ ببساطـةٍ هوَ أنَّ النّاسَ الّذينَ يعيشونَ في أحياءٍ أكثرَ خُضرَةً يَستعمِلونَ الحدائقَ العامَّـةَ لمُمارَسـةِ الرّياضـةِ أكثرَ ممّا يَستعمِلُها غيرُهمْ؟ وكانَ هذا ما يَعتقِدُهُ (ريتشارد ميشيل)
وهوَ اختصاصيُّ وبائيّاتٍ لدى جامعـةِ (جلاسكو) في اسكُتلندا، أوّلَ الأمرِ.
يقولُ: «لقدْ كنتُ أشُكُّ بوجودِ أسبابٍ أُخرى» ولكنَّـهُ أَجرى بعْدَ ذلكَ دراسـةً كبيرةً أظهرَتْ مُعدَّلاتٍ أقلَّ للوفيّاتِ والأمراضِ لدى النّاسِ الّذينَ يعيشونَ على مَقرُبـةٍ مِنَ الحدائقِ العامّـةِ والمِساحاتِ الخضراءِ الأُخرى، حتّى إنْ لَمْ يكونوا يَستعمِلونها، ويضيفُ ميتشيل: «تُظهِرُ دِراستُنا فضْلًا عنْ دِراساتِ غيرِنا وجودَ هذهِ التّأثيراتِ المُجدِّدةِ للصِّحَّـةِ سواءٌ أكانَ هؤلاءِ النّاسُ يُمارِسونَ المشيَ في الطَّبيعـةِ أَمْ لا يُمارِسونَـهُ »، علاوةً على ذلكَ، فقَدْ بدا أنَّ أكبرَ
المنافعِ كانتْ لدى النّاسِ الأدنى دَخْلًا؛ إذِ اكتَشفَ ميتشيل أنَّ وجودَ المرءِ إلى جَنْبِ الطَّبيعـةِ في المُدنِ يَرفعُـهُ درجاتٍ في السُّلَّمِ الاجتماعيِّ.
ما يَظنُّـهُ ميتشل وباحثونَ آخرونَ هوَ أنَّ الطبيعـةَ تؤَثِّرُ فينا بالدَّرجـةِ الأولى بخَفْضِ مستوياتِ الإجهادِ لدَينا. وقدْ أظهرَ النّاسُ الّذين يستطيعونَ رؤيـةَ الشَّجرِ والعُشْبِ مِنْ نوافذِهِمْ -مُقارَنَـةً بمَنْ لَديهمْ مَشاهِـدُ رديئـةٌ- سُرعـةً أكبرَ في استعادةِ عافيتِهِمْ في المستشفياتِ وأداءً أفضلَ في المدارسِ، بلْ وسُلوكًا أقَلَّ عُدوانيّـةً في الأحياءِ الّتي يَكثُرُ فيها العُنْفُ، وتَنسِجمُ هذهِ النّتائجُ معْ مُحصِّلاتِ الدِّراساتِ التَّجريبيّـةِ للجهازِ العَصبيِّ المَركزيِّ؛ إذْ تشيرُ قياساتُ كُلٍّ مِنْ هرموناتِ الإجهادِ والتَّنفُّسِ ونبْضِ القلبِ والتَّعرُّقِ إلى أنَّ جُرعاتٍ قليلـةً مِنَ الطَّبيعـةِ -بلْ وحتّى صُوَرٍ مِنَ عالَمِ الطَّبيعـةِ- لدَيها القُدرةُ على تهدئـةِ نفوسِ النّاسِ وتَحسينِ أدائهِمْ.
وقدْ قامَتِ الطَّبيبـةُ (ماتيلا فان دن بوش) في السُّوَيْدِ، بدراسـةِ مجموعـةٍ مِنَ الأشخاصِ كانَتْ قدْ كلَّفتْهمْ بحَلِّ مسألـةٍ رياضيّـةٍ مُجهِدةٍ، فاكتشفَتْ أنَّ تفاوُتَ مُعدَّلِ خفَقانِ قلوبِهمُ (الّذي يَنقُصُ عادةً عندَ الإجهادِ) كانَ يعودُ إلى طبيعتِـهِ بسُرعـةٍ، عندما كانَتْ تُجلِسُهمْ خمسَ عشْرةَ دقيقـةً في غُرفـةِ للواقعِ الافتراضيِّ، تَعرِضُ فيها صُوَرًا ثلاثيّـةَ الأبعادِ لِمشاهدَ طبيعيّـةٍ مصحوبـةٍ بتغريدِ الطُّيورِ بدلًا مِنَ الجلوسِ في غُرفـةٍ عاديّـةٍ.
وثبَتَ أنَّ المشيَ لمدَّةِ خمسَ عشْرةَ دقيقـةً في الغابـةِ يُنتِجُ تَغيّراتٍ لَدى الأشخاصِ تكونُ قابلـةً للقياسِ مِنَ النّاحيـةِ الفسيولوجيّـةِ، فلقَدْ قامَ باحثونَ يابانيّونَ برئاسَـةِ(يوشيفومي ميازاكي) في جامعـةِ (تشيبا) بإرسالِ أربعـةٍ وثمانينَ شخصًا مُتطوِّعًا إلى سبعِ غاباتٍ مختلِفـةٍ ليَتمشّوا فيها، على حينِ جعلوا عددًا مُماثِلًا مِنَ المُتطوِّعينَ يَتمشَّونَ في مراكزِ المُدنِ، وقدْ كانَ مَكسَبُ الّذينَ استَرخَوا نتيجـةَ المَشيِ في الغابَـةِ هائلًا؛ إذْ حدَثَ عندَهمْ هبوطٌ إجماليٌّ في مُستوى هِرمونِ الإجهادِ (الكورتيسول) بواقع 16 %، وهبوطٌ بواقعِ 2% في ضغْطِ الدَّمِ، وهبوطٌ بواقعِ 4% في نبْضِ القلبِ، ويَعتِقدُ ميازاكي أنَّ أجسامَنا تَسترخي في الأجواءِ الطَّبيعيَّـةِ اللَّطيفـةِ؛ لأنَّنا كُنّا قدْ نشَأْنا فيها في الأصلِ بصفَتِنا بشَرًا؛ ولذا فإنَّ حواسَّنا مهيّأةٌ لتَفسيرِ المَعلوماتِ ذاتِ الصِّلـةِ بالنّباتاتِ والجداولِ المائيّـةِ، لا الحركـةِ المروريّـةِ وناطحاتِ السَّحابِ على حدِّ قولِـهِ.
وقدْ أظهرَ استِطلاعٌ للرَّأيِ خاصٌّ بالمَحميّاتِ الطَّبيعيّـةِ أُجريَ مؤخَّرًا أنَّ نسبةَ المراهقينَ الأمريكيّينَ الّذينَ يُمضونَ بعْضَ وقتِهمْ في الهواءِ الطَّلْقِ كُلَّ يومٍ لا تَتجاوزُ 10 % تقريبًا، كما أنَّ الأمريكيّينَ البالغينَ يُمضون وقتًا أقلَّ خارجَ بيوتِهمْ والمباني عمومًا ممّا يُمضونَـهُ داخلَ سيّاراتِهمْ أيْ أقلَّ مِنْ 5% مِنْ يومِهمْ. إنَّ النّاسَ لا يُقدِّرونَ مدى تأثيرِ وجودِهمْ في الخارجِ في مستوى سعادتِهمْ، فنحنُ إجمالًا نُفكِّرُ أنَّ السَّعادةَ تَتَأتّى مِنْ أشياءَ أُخرى مِثْلِ التَّسوُّقِ أو مُشاهدةِ التِّلفازِ.
وفي بعضِ الدُّولِ، تُشجِّعُ الجهاتُ الحكوميّـةُ على الارتماءِ في أحضانِ الطَّبيعـةِ، بوصفِها سياسـةً للصِّحَّـةِ العامَّـةِ، ففي فنلندا مثلًا -وهيَ بلادٌ تعاني معدَّلاتٍ مرتفِعـةً للاكتِئابِ- طلَبَ باحثونَ تُموِّلهمُ الحكومـةُ إلى آلافِ الأشخاصِ تقييمَ مشاعرِهمْ ومستوياتِ الإجهادِ لدَيهمْ بعْدَ زيارةِ مناطقَ طبيعيّـةٍ وأُخرى حضَريّـةٍ، وبناءً على نتائجِ تلكَ الزّيارةِ، فإنَّ فريقَ مَعهَدِ فنلَندا للمَصادِرِ الطَّبيعيّـةِ يوصي بقضاءِ وقتٍ في الطَّبيعـةِ لا يقِلُّ عن خمسِ ساعاتٍ في
الشَّهرِ، كما يَرى بروفيسورُ عِلْمِ النَّفْسِ (كاليفي كوربيلا) أنَّ المشيَ مدَّةً تَتراوحُ بينَ أربعينَ وخمسينَ دقيقـةً يبدو كافيًا لإحداثِ تغييراتٍ نفْسيّـةٍ و تغييراتٍ في المِزاجِ، وعلى الأرجَحِ تغييراتٍ في التَّركيزِ أيضًا، وقدْ ساعدَ هذا البروفيسورُ في تَصميمِ نحْوِ ستّـةِ دُروبٍ للطَّبيعـةِ يُسمّيها «دروبَ التَّقويـةِ » تُشجِّعُ على المَشيِ والانتباهِ والتَّفَكُّرِ، وتوجَدُ على هذهِ الدُّروبِ لافتاتٌ تَحمِلُ رسائلَ مِثلَ «اجلسِ القُرفُصاءَ والمسْ نباتًا.
وربّما لا يوجدُ أَحَدٌ أكثرُ شغَفًا بالتَّطبيبِ بالطَّبيعـةِ مِنَ الكوريّينَ الجَنوبيّينَ، فكثيرٌ منهمْ يُعاني إجهادَ العملِ، وإدمانَ الأجهزةِ الرَّقْميَّـةِ، والضُّغوطاتِ الدِّراسيّـة الشّديدة، ووَفْقَ استطلاعٍ أجرَتْـهُ شَركـةُ (سامسونج) فإنَّ أكثرَ مِنْ 70 % مِنْ هؤلاءِ يقولونَ إنَّ وَظائفَهمْ تُصيبُهمْ بالاكتئابِ؛ إذْ تَشتهِرُ بكَونِها تتطلَّبُ ساعاتٍ طويلـةً مِنَ العَملِ.
وإلى غابـةِ سانيوم للاستشفاءِ الواقِعـةِ شَرقَ العاصمـةِ سيؤول يَفِدُ الزّائرونَ الحَضَريّونَ الّذينَ اجتذبَتْهمُ الأشجارُ المُكتسيـةُ برداءٍ زاهٍ مِنَ الأوراقِ مُتغيِّرةِ الألوانِ، وكذلكَ الهَواءُ المُنعِشُ، ويَتراصُّ بعضُهمْ فوقَ مِنَصّاتٍ خَشبيَّـةٍ في فُسحَـةٍ وسْطَ الأحراجِ. كما نَجِدُ مَجموعـةً مِنَ الرِّجالِ يُمضونَ الصَّباحَ في المَشيِ الاستجماميِّ، ثمَّ يُمارِسونَ (اليوغا)، ويَدهَنونَ سواعِدَهمْ ويُدَلِّكونها بزيتِ الخُزامى، ويَصنَعونَ لوحاتٍ مِنَ الأزهارِ الجافَّـةِ.
وتُعَدُّ غابـةُ سانيوم واحدةً مِنْ ثلاثِ غاباتٍ مخصصَّـةٍ رسميًّا للاستشفاءِ في كوريا الجنوبيّـةِ، ومِنَ المُزمَعِ تخصيصُ أربعٍ وثلاثينَ غابـةً أُخرى للغَرَضِ نفْسِـهِ في أفقِ عام 2017 ، ممّا يعني أنَّ جُلَّ المُدنِ الكبرى ستكونُ على مَقرُبـةٍ مِنْ إحداها. وتُقدِّمُ جامعـةُ (تشونغبوك) بَرنامَجًا دراسيًّا يَنالُ فيـهِ الطَّلبـةُ شهادةَ «علاجٍ بالغاباتِ » إذْ تتوقَّعُ دائرةُ الغاباتِ الكوريّـةُ أنْ تُوظِّفَ خَمسَمئـةِ حارسِ غابـةٍ صِحّيٍّ في السَّنتَينِ المُقبلتَينِ.
فيما مضى كانَ عُلماءُ (دائرةِ الغاباتِ الكوريّـةِ) يُجرونَ بُحوثًا على مَحصولِ غاباتِهمْ مِنَ الخَشبِ؛ أمّا اليومَ فهُمْ أيضًا يُقَطِّرونَ الزُّيوتَ العِطْريّـةَ مِنْ بعضِ أشجارِها ويَدرُسونَها ليكتِشفوا قُدرتَها على خَفْضِ مُعدَّلاتِ هِرموناتِ الإجهادِ، وأعراضِ الرَّبْوِ. وبفَضْلِ السّياساتِ الجديدةِ فقَدْ ازدادَ عَدَدُ زُوّارِ غاباتِ كوريا مِنْ 9.4 مليونِ زائرٍ عامَ 2010 إلى 12.8 مليونِ زائرٍ عامَ 2013 .
إنَّ التَّفاعُلَ معَ الطَّبيعـةِ هوَ عِلاجٌ لا يَحمِلُ أيَّ آثارٍ جانبيّـةٍ، ويُمكنُهُ تحسينُ وظائفِكَ الإدراكيّـةِ بِلا أيِّ تكاليفَ ماديّـةٍ على الإطلاقِ، وفي المُحصِّلـةِ إنّنا نَخرُجُ إلى الطَّبيعـةِ لا لأنَّ العِلْمَ يُخبِرُنا بأنَّ لها تأثيرًا مُعيَّنًا فينا، بلْ بسببِ ما تُثيرهُ فينا مِنْ أحاسيسَ ومشاعرَ.


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

overview of App...

overview of Apple! Apple Inc. is a multinational technology company known for its innovative produc...

2 نبذة عن السو...

2 نبذة عن السوسيولوجي بيير بورديو عد بيير بورديو من أهم السوسيولوجيين الفرنسيين الملتزمين في منتصف...

‏حوالي 75 سنة م...

‏حوالي 75 سنة من الاحتلال الصهيوني في فلسطين لكن ايش قصة الاحتلال فلسطين كانت حكم مجموعات زي مثلا ال...

ثانيا: مرحلة ما...

ثانيا: مرحلة ما قبل العمليات ( Pre – Operational Stage) : تمتـد مـن نهايـة العـام الثـاني وحتـى ا...

This view was e...

This view was expanded by students of Gibson (Lee & Young, 1986; Reed, 1982) and became known as the...

كما أشار أسيمبل...

كما أشار أسيمبلي Assembly, 2021) (، وهيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة (٢٠٢٤) على اتخاذ الدول المتقدمة ...

شكلت الفترة الت...

شكلت الفترة التاريخية ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية مرحلة هامة من مراحل تطور حركة التربي...

تَعَرَّضَ عَلَا...

تَعَرَّضَ عَلَاءُ لِحَادِثِ مُرُورِي مُحْزَنِ، وَذَلِكَ عِنْدَمَا كَانَ عائدًا مِنْ مَدْرَسَتِه إِلى...

فلسطين لإمداده ...

فلسطين لإمداده بالعتاد والسلاح، وكان لديه نقص شديد في المدافع الرشاشة وبعض القنابل وغيرها، وعبثا حاو...

French serves a...

French serves as an official language in international organizations such as the United Nations and ...

ثاني أكسيد الكر...

ثاني أكسيد الكربون (CO2): يتم إطلاق ثاني أكسيد الكربون (وهو عنصر ثانوي ولكنه مهم للغاية في الغلاف ال...

الواقع الافتراض...

الواقع الافتراضي غير الغامر: نظام الواقع الافتراضي الفريد غير الغامر لتعزيز تجربة الزائر. بدلاً من ا...