لخّصلي

سماحة الأديان في المقاصد بحسن الِخلق والسلام الاجتماعي، المطلب الرابع : أولاً: المقصود من سماحة الأديان في المقاصد تشمل المؤمنين وغير المؤمنين. فهي تقوم على وسائل إنسانية سمحة، كما يُذكر في كتاب "الإحكام في أصول الأحكام" لـ "الأمدي" (ت 631هـ)، الأمر الثاني: المال)، وفي عصرنا الحالي، تدعو الحاجة إلى إضافة حسن الخلق والسلام الاجتماعي ووحدة الوطن وسلامته إلى هذه المقاصد. فهذه المقاصد ضرورية لوجود استقرار الأديان وأي مجتمع. المال) إذا لم تكن كليات عامة وشاملة للإنسانية، فإن ذلك يتعارض مع عدالة الأديان المنتسبة إلى الله العادل. إذ من غير المنطقي أن تحظى فئة معينة بحفظ هذه المقاصد على حساب فئات أخرى بسبب اختلاف الأديان. من هنا كان لا بد من تعميم هذه المقاصد لتشمل الجميع، بما في ذلك حسن الخلق والسلام الاجتماعي ووحدة الوطن، إذا اقتصرت على الخمسة المذكورة، ستكون بذلك مقاصد قاصرة ولا تواكب تطورات حاجات الناس في العصر الحالي. فالأديان اليوم تدعو إلى إضافة مقاصد جديدة مثل حسن الخلق والسلام الاجتماعي ووحدة الوطن وسلامته، مما يعكس سماحة الأديان في توسيع نطاق هذه المقاصد لتشمل ما هو ضروري للاستقرار الاجتماعي. ثالثًا: الدليل النصي على سماحة الأديان في المقاصد o قوله تعالى: 2. الحديث النبوي الشريف: o قال النبي صلى الله عليه وسلم: 3. الإنجيل المقدس: o قال السيد المسيح عليه السلام: فكل ما تريدون أن يفعل الناس بكم، (سفر المزامير 34:14) رابعًا: صور سماحة الأديان في المقاصد صور سماحة الأديان في المقاصد كثيرة، 1. السماحة الذاتية في مقاصد الأديان وغيرها — تعد سمحة في ذاتها. التكليف بها يكون على قدر الاستطاعة، وترتيب هذه المقاصد في حال التعارض يتم بناءً على سلطة التقدير الخاصة بكل صاحب شأن. فلا يوجد مقصود واحد أولى بالتقديم على الآخر بشكل إجباري، لأن هذه المقاصد كليات وليست مقاصد أحادية مع فروعها. 2. السماحة التبادلية في مقاصد الأديان بمعنى أن المقاصد التي استقر عليها فقهاء الأديان من حيث التبادل بين الأديان، فإنما يثبت مثله لغيرهم. ذلك لأن المقاصد تعد حقوقًا مقررة للنفس على الغير، ________________________________________ خامسًا: ثمار سماحة الأديان في المقاصد بحسن الخلق والسلام الاجتماعي ووحدة الوطن ومنها:

1. احترام الأديان لمقاصدها الموحدة على الرغم من اختلاف الأديان في الشرائع التعبدية، فإنها تتفق في احترام المقاصد الموحدة التي تشترك فيها جميع الأديان. 2. نشر ثقافة العدالة الدينية بدلاً من نشر ثقافة الاستعلاء الديني، 3. إمكانية إضافة مقاصد كلية للأديان

سماحة الأديان في المقاصد بحسن الِخلق والسلام الاجتماعي، ووحدة الوطن
المطلب الرابع :

أولاً: المقصود من سماحة الأديان في المقاصد
يتناول هذا المطلب أمرين يتعلقان بمقاصد الأديان:
الأمر الأول:
مقاصد الأديان هي كليات إنسانية عامة، تشمل المؤمنين وغير المؤمنين. فهي تقوم على وسائل إنسانية سمحة، ولا تتحقق إلا في ظل حسن الخلق والسلام الاجتماعي ووحدة الوطن. كما يُذكر في كتاب "الإحكام في أصول الأحكام" لـ "الأمدي" (ت 631هـ)، حيث يشير إلى أن جميع الشرائع السماوية تهتم بحفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال، وهذه تعتبر الضروريات الخمس التي لا يستغني عنها أحد. وقد عدَّل "الشاطبي" (ت 790هـ) هذه الضروريات، حيث استبدل "النسل" بـ "العرض".
الأمر الثاني:
مقاصد الأديان لا تقتصر على الخمسة المعروفة قديمًا (حفظ الدين، النفس، العقل، النسل/ العرض، المال)، بل تتسع لتشمل مقاصد أخرى تزداد بحسب الحاجة. وفي عصرنا الحالي، تدعو الحاجة إلى إضافة حسن الخلق والسلام الاجتماعي ووحدة الوطن وسلامته إلى هذه المقاصد. فهذه المقاصد ضرورية لوجود استقرار الأديان وأي مجتمع.
ثانيًا: الدليل العقلي على سماحة الأديان في المقاصد
الوجه الأول:
مقاصد الأديان الخمسة (الدين، النفس، العقل، النسل/ العرض، المال) إذا لم تكن كليات عامة وشاملة للإنسانية، فإن ذلك يتعارض مع عدالة الأديان المنتسبة إلى الله العادل. إذ من غير المنطقي أن تحظى فئة معينة بحفظ هذه المقاصد على حساب فئات أخرى بسبب اختلاف الأديان. من هنا كان لا بد من تعميم هذه المقاصد لتشمل الجميع، بما في ذلك حسن الخلق والسلام الاجتماعي ووحدة الوطن، بحيث يكون الحفاظ عليها أمرًا مشتركًا بين الناس جميعًا.
الوجه الثاني:
مقاصد الأديان، إذا اقتصرت على الخمسة المذكورة، ستكون بذلك مقاصد قاصرة ولا تواكب تطورات حاجات الناس في العصر الحالي. فالأديان اليوم تدعو إلى إضافة مقاصد جديدة مثل حسن الخلق والسلام الاجتماعي ووحدة الوطن وسلامته، مما يعكس سماحة الأديان في توسيع نطاق هذه المقاصد لتشمل ما هو ضروري للاستقرار الاجتماعي.
ثالثًا: الدليل النصي على سماحة الأديان في المقاصد
توجد أدلة نصية متعددة تؤكد سماحة الأديان في المقاصد، ومنها:

1. القرآن الكريم:
   o قوله تعالى:
   (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) (سورة الحجرات: الآية 13).
   o وأيضًا قوله:
   (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلومًا جهولًا) (سورة الأحزاب: الآية 72).


2. الحديث النبوي الشريف:
   o قال النبي صلى الله عليه وسلم:
   (من ظلم معاهَدًا أو انتقض عهده أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة). (رواه أبو داود).
   o وقال أيضًا:
   (ليس منا من لا يُؤثِر ولا يُؤثَر عليه، وليس منا من لا يألف ولا يُؤلف). (رواه الطبراني عن أبي سعيد الخدري).


3. الإنجيل المقدس:
   o قال السيد المسيح عليه السلام:
   (فكل ما تريدون أن يفعل الناس بكم، افعلوا هكذا أنتم أيضًا بهم، لأن هذا هو القانون والأنبياء). (إنجيل متى 7:12).


4. التوراة المقدسة:
   o قال الكتاب المقدس:
   (جدّدوا السلام في الأرض وسعوا وراءه، لأن الله يحب صانعي السلام). (سفر المزامير 34:14)
   رابعًا: صور سماحة الأديان في المقاصد
   صور سماحة الأديان في المقاصد كثيرة، ويمكن ذكر صورتين رئيسيتين:


5. السماحة الذاتية في مقاصد الأديان
   بمعنى أن المقاصد التي حددها فقهاء الأديان — وهي حفظ الدين، النفس، العقل، النسل (أو العرض)، المال، وغيرها — تعد سمحة في ذاتها.
   التكليف بها يكون على قدر الاستطاعة، وترتيب هذه المقاصد في حال التعارض يتم بناءً على سلطة التقدير الخاصة بكل صاحب شأن. فلا يوجد مقصود واحد أولى بالتقديم على الآخر بشكل إجباري، لأن هذه المقاصد كليات وليست مقاصد أحادية مع فروعها.


6. السماحة التبادلية في مقاصد الأديان
   بمعنى أن المقاصد التي استقر عليها فقهاء الأديان من حيث التبادل بين الأديان، فما يثبت منها لأهل دين ما، فإنما يثبت مثله لغيرهم.
   ذلك لأن المقاصد تعد حقوقًا مقررة للنفس على الغير، ومن ثم يكون من حق الغير أن يعامل بالمثل وفقًا لمبدأ العدالة الفطرية.

خامسًا: ثمار سماحة الأديان في المقاصد بحسن الخلق والسلام الاجتماعي ووحدة الوطن
ثمار سماحة الأديان في المقاصد كثيرة، ومنها:

1. احترام الأديان لمقاصدها الموحدة
   على الرغم من اختلاف الأديان في الشرائع التعبدية، فإنها تتفق في احترام المقاصد الموحدة التي تشترك فيها جميع الأديان.


2. نشر ثقافة العدالة الدينية
   بدلاً من نشر ثقافة الاستعلاء الديني، تساهم سماحة الأديان في نشر ثقافة العدالة بين جميع الأديان.


3. إمكانية إضافة مقاصد كلية للأديان
   بما أن وضع المقاصد الكلية للأديان قائم على الملاحظة الفقهية ولا يرتكز على نصوص تعبدية ثابتة، فإن الأديان يمكن أن تضاف إليها مقاصد جديدة كلما دعت الحاجة