لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (100%)

الفصل الاول:الامن الاجتماعي
مفهوم الامن الاجتماعي:
يعتبر مفهوم الامن الاجتماعي من المفاهيم الشائعة التدوال والاستخدام ومع ذلك يتسم عملياً بالغموض وعدم التحديد شأنه في ذلك شأن معظم المفاهيم الانسانية التي تدور حول الانسان ومجتمعه لذا فهو يعد احد اعقد مصلحات العلوم الانسانية واصعبها حيث ان فهم المصطلح يختلف وفقاً للمجال الذي يستخدم فيه ومن هنا قد احتل مفهوم الامن الاجتماعي مكاناً بارزاً لدى الباحثين والمتخصصين لاتصاله المباشر بالحياة اليومية وعليه فهناك بعض الباحثين من يستخدمون هذا المفهوم مقترناً بالجريمة والانحراف فظهر المفهوم الشرطي للامن و باحثون آخرون يستخدمونه مرتبطاً بمخاطر الحرب والسلام فظهر المفهوم العسكري للامن وبعض الباحثين يرونه ارتباطه بالتفكك والانهيار الاجتماعي او بالمخاطر الاقتصادية. ويقصد بالامن المجتمعي :
الاطمئنان والسكينة ففي المعجم الوجيز أمن أمنا، وأطمأن ولم يخف، فهو آمن، والامن ضد الخوف والامانة تعني الوفاء وهي ضد الخيانة والايمان تعني التصديق وهو ضد الكفر)
الامن في الاصطلاح وكما جاءت معانيه في القرآن الكريم وهو ضد الخوف الذي هو (الفزع)فهو الطمأنينة والاطمئنان بعدم توقع مكروه في الزمن الحاضر والاتي وهو ضد الخوف الذي يعني الفزع وفقدان الاطمئنان
وبالرغم من اختلاف مفهوم الامن باختلاف مجالاته، فأن الجميع يتفق على أن للمقاصد الخمسة التي حددها الاسلام هي المفهوم الاساسي للامن فحماية الدين والنفس والعقل والعرض والمال من اهم مقومات الحياة الانسانية
الفرق بين الامن والامان:
الامن شعور مرتبط أكثر بالبيئة الخارجية للانسان بما فيها استقرار وحماية ونظام توفر له فعندما يتحقق للمجتمع الامن الداخلي مثل استقرار الاوضاع، ونسب جرائم قليلة وخدمات شرطية عالية) فأن الانسان يشعر بالامن
اما الامان فهو مرتبط اكثر بالبيئة الداخلية للانسان
ويعرف الامن شعور الفرد الذي يعيش في مجتمع ما في اي وقت من الاوقات باطمئنان على نفسه وماله وعرضه هو واسرته وكل من حوله من افراد المجتمع وعدم الخوف من التعدي عليهم عليهم بأي شكل من الاشكال الاعتداء
حيث يعد الامن الاجتماعي احد منظومة الامن بمفهوم واسع فالامن يعني الشعور الذي يسود الفرد أو الجماعة بامكانية اشباع الحاجات الاساسية لهم
ابعاد مفهوم الامن الاجتماعي:
البعد الصحي :ويستدل عليه من خلال توفر الخدمات الصحية وتقديمها بجوده عاليه والتوعية الصحي
البعد الغذائي :ويتحقق من خلال حصول الفرد على ما يكفيه من الغذاء بصورة مستمره
البعد البيئي :ويتحقق من خلال حماية مخاطر البيئة والاهتمام بنظافة البيئة وحمايتها من التلوث والحصول على خدمات بيئية نظيفة عن طريق حل مشکلات المياة
البعد الاجتماعي والرعائي :ويتمثل في تقديم خدمات اجتماعية ورعاية للفئات الاكثر احتياجا مثل الايتام والارامل والمطلقات واسر المسجونين وكبار السن
البعد السياسي :يتحقق من خلال توعيه الفرد في المجال السياسي
مفهوم الأمن الغذائي:
يقصد بالأمن الغذائي أن تكون لدى جميع الناس في كل الأوقات إمكانية الحصول ماديا واقتصاديًا على الغذاء الأساسي، والمشكلة الخاصة بهذا الأمن الغذائي لا تعني مجرد توافر الغذاء في المجتمع وضمان ذلك للأفراد الذين لا تمكنهم دخولهم من الحصول عليه، وإنما المشكلة الأساسية هي في توزيع المواد الغذائية وتوافر القدرة الشرائية لدى الأفراد
مفاهيم مرتبطه بالأمن الاجتماعي :
مفهوم الأمن البشري (الإنساني): يعد مفهوم الأمن الإنساني هو أحد المفاهيم التي برزت في فترة ما بعد الحرب الباردة، وذلك كمحاولة الإدماج البعد الإنساني في إطار الدراسات الأمنية من خلال إتخاذ الفرد كوحدة التحليل الأساسية لأي سياسة أمنية ؛ إذ يتخذ مفهوم الأمن الإنساني من الفرد وحدته الأساسية في التحليل
وذلك بالتركيز على أمن الأفراد داخل وعبر الحدود، بدلاً من التركيز فقط على أمن الحدود ذاته، وهو ما جاء انعكاساً لمجموعة كبيرة من التحولات التي شهدتها البيئة الدولية في فترة ما بعد الحرب الباردة
حيث ظهر مفهوم الأمن الإنساني من خلال تقرير التنمية البشرية للعام ١٩٩٤م الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ويركز هذا المفهوم على صون كرامة البشرية وكرامة الإنسان، وتلبية احتياجاته المادية والمعنوية، ويتحقق الأمن الإنساني من خلال التنمية الاقتصادية والمستدامة والحكم الرشيد والمساواة الاجتماعية، وسيادة القانون، وانعدام التهديد والخوف بأشكاله المختلفة
وإذا كان أمن الدولة يعني أساسا بحماية الحدود بواسطة القوات المسلحة، فإن مفهوم الأمن الإنساني يُضيف إلى قضية حماية حدود الدولة قضايا أخرى مثل حماية الأفراد داخل الدولة من كل ما يهددهم أو يهدد مصالحهم. إن كمفهوم الأمن الإنساني أشمل وأعم. مفهوم الأمن القومي:
الأمن القومي في معناه الواسع يُقصد به حالة من الاستقرار والشعور بالاطمئنان من الأخطار الخارجية والداخلية، والحفاظ على هذه الحالة عن طريق استخدام الدولة للوسائل والأساليب التي تحقق لها ذلك بما يضمن لها سلامتها دون أن تلجأ في هذا إلى دولة أخرى، ودون ما يُعرض الدولة للخطر أو ما يُعرف بأنه اعتداء على أمن الدولة
مفهوم الأمن الداخلي :
ومكافحتها بوضع الخطط التي في المجتمع منها ، وكذلك المتابعة والتصدي للمشكلات والانحرافات التي تؤدي إلى المساس بأمن واستقرار الأوضاع في الدولة مما يؤثر على الوضع الداخلي فيها
مفهوم الأمن الخارجي:
يهدف الأمن الخارجي إلى الحفاظ على كيان الدولة ، وذلك من خلال الاستعدادات العسكرية وتكوين جيش قوى مدرب على أحدث الأسلحة والأساليب الحربية ويتمثل الأمن الخارجي في التصدي المحاولات الدول الأخرى التي تستهدف الإغار على الوطن في جوا جوانبه المختلفة ، سواء كانت عسكرية أم سياسية أم اقتصادية أم اجتماعية
مفهوم الأمن الاقتصادي:
يهدف الأمن الاقتصادي إلى توفير أسباب العيش الكريم وتلبية الاحتياجات الأساسية، مع العمل على تحسين ظروف المعيشة، وخلق فرص عمل لمن هو في سن العمل
ومن الجدير بالذكر أن عدم توافر الأمن من أهم معوقات استغلال الموارد المتاحة - مثل السياحة والموارد الطبيعية - للنهوض بالاقتصاد، الأمر الذي ينتج عنه عدم توافر الأمن الاقتصادي، وغالبا ما قد تلجأ الدول التي تعاني من ذلك إلى القروض الدولية
وضع أفلاطون مؤلفات عديدة أهمها الجمهورية»، وقد ذهب أفلاطون إلى أولى المراحل في تكوين الدولة هو مجتمع الناس لسد حاجاتهم المادية بوسائل بدائية وتقسيم العمل، وتبدأ المدينة في الاتساع وتزداد حاجة سكانها إلى التوسع إلى أرض جديدة، وإلى تطور أساليب جديدة للمعيشة مثل التجارة، وقد تؤدي التجارة إلى نمو الحرف وتضخم المدينة، ويسعى سكانها إلى الترف وإشباع الحاجات الكمالية، ومن هنا فإن اكتمال الدولة يحتاج إلى جهود لن تتحقق في نظر أفلاطون إلا في الصورة
الإدارة والأمن والإنتاج وبذلك يتضح مما سبق كيف تبلورت في ذهن أفلاطون اسس المدينة الفاضلة والأمنة التي تقوم على العدل والفضيلة
رسطو (۲۲۲ ق م)
كانت فلسفة أرسطو متأثرة بفلسفة أستاذه أفلاطون، ورد فعلا لها في الوقت نفسه وكان أكثر تلمسا للحياة الواقعية، . وأشد وأشد اعتماداً ا : على التجربه بوجه عام، سواء في بحوثه الاجتماعية أو الفلسفية، ويري أن للدولة وظيفتين هما: ان توفير أسباب الحياة المادية، وتحقيق السعادة، كما أن لها مقومات أدبية هي الثقافة والتعليم والاستقرار والامن والسلام أن أرسطو قد تعرض في هذا السياق لقضية
الأمن الاجتماعي من خلال مناداته بضرورة قوة الدولة وقدرتها على تحقيق أمن أفرادها بكل ما تملك من وسائل وآليات حيث يعد توفير أسباب الحياة المادية وتحقيق السعادة والقدرة على الاكتفاء الذاتي والعدالة في توزيع الثروة وعدم السماح بالتفاوت الطبقي ، ما هي إلا آليات لتحقيق الأمن الاجتماعي للمجتمع وأفراده
الفارابي (٨٧٣ - ٩٥٠م):
يشير التراث الإسلامي إلى العديد من المفكرين الذين اهتموا بالمجتمع الإسلامي، ويأتي في مقدمتهم الفارابي الذي احتل مكانة مرموقة ة في الفلسفة الإسلامية
سعى إلى نوع من المصالحة بين الفكر الفلسفي وأحكام الإسلام وتعاليمه، وقد مهد الفارابي للمدينة الفاضلة في كتابه أهل المدينة الفاضلة، وتحدث فيه عن حاجة الإنسانية إلى الاجتماع والتعاون، وأثر هذه الحاجة في نشأة المجتمعات الإنسانية ولا شك في أن آراء الفارابي عن المدينة الفاضلة التي تقوم على التعاضد والتعاون وسيادة المحبة والعدل بين أفرادها، هي دعائم أساسية ينتج عنها تحقيق درجات عالية من الأمن الاجتماعي بين أفراد المجتمع
التصورات الفكرية للأمن الاجتماعي عند الفلاسفة والمفكرين العرب:
الماوردي (١٠٥٨٩٧٤م)
بين الماوردي معالم النظرية العامة للأمن
الاجتماعي في المدينة انطلاقا من تنمية مواهب الفرد، إذ لا صلاح للمدينة إلا بصلاح الفرد، وصلاح الفرد يتم بتحقيق سبل العيش الكريم وفرص التعلم. وتنمية الأخلاق وزرع الدين في النفوس. وقد حدد الماوردي أن ما تصلح به الدنيا ويصلح به الإنسان فيها يتحدد من خلال ست قواعد هي : دين متبع. وسلطان قاهر، وعدل شامل، وأمن عام، وخصب دائم، وأمل فسيح، فأمن الإنسان على نفسه، وأمن المجتمع على كيانه كل منهما مرتبط بالآخر
عبد الرحمن بن خلدون (١٣٣٢ - ١٤٠٦م)
امتاز این خلدون عما سيقود أمثال أفلاطون وأرسطو بأنه انتقال بأفكاره وكتاباته من مستوى الواجب أو المفترض إلى مستوى الواقع المعاش في التجربة التاريخية، وقد تضمنت تلك الأفكار والكتابات عن السياسة والدولة العديد من القضايا المرتبطة بالأمن الاجتماعي سواء كان ذلك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة حيث طرح العديد من المقولات والأفكار التي بلورت مفهوم الأمن الاجتماعي بأبعاده حيث يعتبر ابن خلدون من أوئل العلماء الذي قالوا إن الاجتماع الإنساني ضروري للدولة، وهو ما عبر عنه بقوله الإنسان مدني بطبعة. أي لا بد من الاجتماع
كما يشير ابن خلدون إلى الارتباط بين التقدم والرفاهية والتنمية وبين استقرار الدولة ونمو حضارتها التي يصاحبها شيوع الأمن والاستقرار اما اذا ما انهارت الدوله ولم تعد تقوم بوظائفها من خلال أفرادها. وتنتهي الدولة وتنتهي معها الحضارة، ومن جانب آخر ربط ابن خلدون بين أهمية الاتفاق على معايير وقيم سلوكية قويمة والعمل بها، وبين شيوع الأمن ونمو الحضارة
وفي النهاية يتبين مما سبق أن تراث ابن خلدون في تحليله للظواهر الاجتماعية استطاع أن يساهم بشكل كبير في بلورة مفهوم الأمن الاجتماعي وآليات تحقيقه على كل مستوياته وأبعاده
الإمام محمد عبده (١٨٤٩ - ١٩٠٥م)
يعد الإمام محمد عبده علامة مضيئة في تاريخ الفكر المعاصر، فالدين الإسلامي يمثل منهاجاً شاملاً للبناء والتأسيس والتقدم والنهوض والاستقرار والصلاح بصفة عامة، وهنا فلا بد أن يكون للدين الإسلامي دولة تقيمه وتحرسه وتلتزم بمنهاجه في ضوء مستجدات العصر ومتطلباته وكانت دعوة الإمام محمد عبده الإصلاحية هي دعوة إلى تغيير أخلاق البشر
فلا شك أنه بسيادة الحرية التي تضمن الإرادة الشعبية وتقييد اختصاص السلطة الحاكمة باتباع الشورى، وإعلاء شأن القانون وتطبيقه يتحقق الأمن الاجتماعي للافراد وللمجتمع
التصورات الفكرية للأمن الاجتماعي عند علماء الغرب
يضاف إلى جهود العلماء والمفكرين العرب والمسلمين في لطور مفهوم الأمن الاجتماعي، أيضاً جهود ملموسة ومؤثرة في تطور هذا المفهوم لدى بعض العلماء من أمثال توماس هوبز» و «جون لوك» و«جان جاك روسو
توماس هوبز Thomas Hobbes
١٥٨٨ - ١٦٧٨م) بعد تصور توماس هوبز عن العقد
الاجتماعي بمثابة حلقة في تطور مفهوم الأمن الاجتماعي : من حيث العوامل التي أدت إلى ضرورة تواجده، وآليات تحقيقه التي أقرها الأفراد والدولة لحظة قيام العقد، وكانت أفكار هويز رد فعل للظلم والتوتر السياسي في عصره
جان جاك روسو (۱۷۱۲ - ۱۷۷۸)
يرى روسو أن الناس يتنازلون ويفتربون عن حقوقهم نتيجة لانعدام أمتهم وانعدام قدرتهم على حماية أنفسهم في حال الطبيعة. فالاغتراب مع أمن وحرية مقيدة هو بديل للحرية المطلقة مع انعدام الأمن، وهكذا وضع روسو تصوره القيام التوافق بين الناس على العيش جماعه . جون لوك John Lock (١٦٣٢ - ١٧٠٤)
وأشار إلى أنه بموجب هذا العقا هذا . العقد ينقل الأفراد . د سلطانهم إلى ن شخص أو بـ أو بضعة أشخاص يكونون حكومة ملكية. وتكون مهمة هذه السلطة السياسية هي المحافظة على الحقوق الطبيعية للأفراد (۱۷) . فقد تناول لوك في كتابه مقال يتعلق بالفهم
الإنساني موضوع الحكومة كما عرض لوك في كتابه نظاما التعليم الرسمي. يؤكد في كد فيه موضوع الضبط الذاتي وأهميته في تحقيق التقدم، ويؤكد أن هناك أسبابا ثلاثة لـ للاستقرار هي :
۱ - قانون مستقر واضح 2- قاض عادل يحكم بين الأفراد 3- قوة تنفيذ تستطيع تنفيذ القانون
البنائيه الوظيفية وقضية الأمن الاجتماعي
تتمثل الفكره الأساسية للاتجاه البنائي الوظيفي في التركيز على البناء الاجتماعي والعلاقات المتبادلة والتساند الوظيفي بين النظم الاجتماعية
وقد ركزو انصار هذا على ان استمرار الحياة الاجتماعية داخل أي مجتمع يتحقق عن طريق قيام المجتمع بخلق مجموعه من الوسائل التي يمكن من خلالها تحقيق الحاجات أو لداء الوظائف
لذلك فان المجتمع يمثل بناء متكاملاً يشتمل على مجموعة من الانساق الاجتماعيه، وان كل نسق يؤدي وظيفته لكي تتكامل مع وظائف الانساق الاخرى بهدف الحفاظ على استمرارية البناء فقضية الامن الاجتماعي لا تعتمد في تحقيقها على نسق واحد بل تتعدد الأليات والانساق التي تعمل على تحقيقها دخل المجتمع کمؤسسات المجتمع المدني والأسره والجامعة
وان كل نسق من أنساق المجتمع يعمل على تحقيق عنصر من عناصر الأمن الاجتماعي المختلف ك الأمن الاقتصادي والأمن السياسي والأمن الصحي
ومما لا شك فيه أنه لا يستطيع أين نسق من هذه الإنساق أن يعمل منفردا مثلا لا يستطيع الإنسان أن يشعر بالأمن الاجتماعي في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية وعدم الاستقرار سياسي
وأخيرا ينصح لنا ان الامن الاجتماعي يمثل حالة الاستقرار والتوازن والتماسك الاجتماعي
الامن الاجتماعي واهداف التنمية البشرية:
لقد اتسع مفهوم الأمن واصبح يشمل القضايا الاقتصادية والبيئية والمجتمع وفي هذا السياق المفهوم التقليدي للأمن انتقادات عديدة فلم يعد مفهوم الأمن القائم على البعد العسكري ملائم للتحولات . العالمية بل لابد من مفهوم جديد يشتمل جميع الأبعاد السياسية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية والثقافية وهذا هو السبب في اعلاء شأن الجوانب الاجتماعية لمفهوم الامن
والعلاقة بين قضية الامن الاجتماعي وبين مضامين التنمية البشرية إلى ما يعانيه العالم من مظاهر قاسية كالحرمان والفقر وظهور مشكلات جديدة وقديمة على السواء من بينها العجز والمجاعات وانتهاك الحريات السياسية فهذه النماذج من الحرمان تعبر عن أنخفاض معدلات التنمية البشرية. لكي يحيا البشر في أمن واستقرار لذا من المتوقع ان اكبر تحدي للامن الاجتماعي هو الحرمان والتفاوت الاجتماعي والاقتصادي المتزايد ولتحقيق الامن يكم في التنمية وليس فيما تملك الدوله
رأس المال الاجتماعي وعلاقته بالأمن الاجتماعي:
ويشير رأس المال الاجتماعي إلى تلك الأسهم من الثقة الاجتماعية، ونماذج السلوك وشبكات العمل بين هؤلاء الناس الذين يمكن أن يساهمو في حل المشكلات العامة في شبكة العمل المنخرطة في العمل المدني هي تكوينات ضرورية لراس المال الاجتماعي فكلما زادت كثافة هذه الشبكات زاد تعاون أعضاء المجتمع المحلي في المنفعة المتبادلة
ویری بعض المتخصصين في علم الاجتماع أن يمكن القول أن رأس المال الاجتماعي هو قدرة المجتمع على إقامة علاقات مشترك تعاونية في الجماعات البشرية أي العمل الجماعي من خلال المجتمع المدني حيث يسهم المجتمع المدني في تطوير إمكانات البشر، ويتيح شبكة واسعة من الاتصالات. وفرص للإنتاج، للتغلب على المشكلات الاقتصادية والاجتماعية من خلال المشاركة الفعالة مع الدولة
نظرية ماسلو عن تدرج الحاجات الأنسانية:
تعتبر من اشهر التصنيفات وترجع شهرتها إلى أن ماسلو قام على فكرة محورية تقوم على التدرج في اشباع الحاجات ، وتوجد خمس مراتب للحاجات وهي:
1- الحاجة الفسيولوجية
كالحاجة إلى الماء والطعام والهواء فهي ضرورية والانسان يحتاج إلى اشباعها. دائما وفي هذا الوقت لا يمكن تحقيقها الا يدفع الأجور للعاملين أو التوسع في التأمينات الاجتماعية الأشباع حاجات الناس
2- الحاجة إلى الأمن والسلامة
وهي من أهم ما يحتاجة الأنسان احساسه بالامان وتعمل الدول المتحضرة في اشباع حاجة الانسان مثل دفع المعاش للموظفين عند التقاعد وتقديم التعويضات في مواسم البطالة
3- الحاجة إلى الانتماء والحب
حيث بعدما يتمكن من اشباع حاجاته السابقة تأتي حاجتة الاجتماعية مثل الحب والتقبل الاجتماعي في الظهور نتيجة لذلك تنمو العلاقات الأنسانية
4- الحاجة إلى التقدير والاحترام
يعمل الفرد على اشباع الحاجة الى التقدير والاحترام من خلال شعورة بالثقة بالنفس وانه كأنسان يمكن الاستفادة منه
5- الحاجة إلى تحقيق الذات
وهي تنبع من أهمية الرغبة التي يريدها الأنسان لتحقيق هدف معين وفي الوقت الحاضر تتحقق عن طریق اتاحة الفرصة لكل فرد ليشارك في إتخاذ القرارات المتعلقة في عملة ونشاطة
الوحده الثالثه : قراءة سوسيولوجية حول محددات الأمن الاجتماعي
جذوره التاريخية مستوياته، سماته، موسساته منهج الإسلام في تحقيقه)
الجذور التاريخية للأمن الاجتماعي:
الحاجه إلى الأمن هي حاجة قديمة قدم البشرية ذاتها ، فمنذ ظهور الإنسان على سطح الأرض وهو يبحث عن امنه في الحياة ومن الجدير بالذكر هنا أنه في ذلك التاريخ البعيد كانت الأسرة والعائلة والقرابة هي أساس تحقيق الأمن الاجتماعي للإنسان، وهنا كان ظهور الدولة بالمعنى المتعارف عليه الآن ضرورة لازمة لتحقيق الأمن الاجتماعي، وهي التي تقوم أساسا على مؤسسات قانونية واجتماعية تقيمها الدولة من أجل تنظيم المجتمع الإنساني ويجب الإشارة هنا إلى أن الإنسان في رحلة بحثه عن الأمن والاستقرار مقابل التنازل عن جزء من حريته بموجب العقد الاجتماعي بينه وبين الدولة،


النص الأصلي

الفصل الاول:الامن الاجتماعي


مفهوم الامن الاجتماعي:
يعتبر مفهوم الامن الاجتماعي من المفاهيم الشائعة التدوال والاستخدام ومع ذلك يتسم عملياً بالغموض وعدم التحديد شأنه في ذلك شأن معظم المفاهيم الانسانية التي تدور حول الانسان ومجتمعه لذا فهو يعد احد اعقد مصلحات العلوم الانسانية واصعبها حيث ان فهم المصطلح يختلف وفقاً للمجال الذي يستخدم فيه ومن هنا قد احتل مفهوم الامن الاجتماعي مكاناً بارزاً لدى الباحثين والمتخصصين لاتصاله المباشر بالحياة اليومية وعليه فهناك بعض الباحثين من يستخدمون هذا المفهوم مقترناً بالجريمة والانحراف فظهر المفهوم الشرطي للامن و باحثون آخرون يستخدمونه مرتبطاً بمخاطر الحرب والسلام فظهر المفهوم العسكري للامن وبعض الباحثين يرونه ارتباطه بالتفكك والانهيار الاجتماعي او بالمخاطر الاقتصادية.


ويقصد بالامن المجتمعي :
شعور الفرد بانتمائه للجماعة والمجتمع سواء كانت أسرة او مجتمعاً محلياً أو منظمه او جماعة عنصريه او عرقيه يمكن أن توفر لاعضائها هوية ثقافيه ومجموعة قيم تطمئنه وتوفر المساندة العملية له.


مفهوم الامن في اللغة:
الاطمئنان والسكينة ففي المعجم الوجيز أمن أمنا، وأطمأن ولم يخف، فهو آمن، والامن ضد الخوف والامانة تعني الوفاء وهي ضد الخيانة والايمان تعني التصديق وهو ضد الكفر)


الامن في الاصطلاح وكما جاءت معانيه في القرآن الكريم وهو ضد الخوف الذي هو (الفزع)فهو الطمأنينة والاطمئنان بعدم توقع مكروه في الزمن الحاضر والاتي وهو ضد الخوف الذي يعني الفزع وفقدان الاطمئنان


وبالرغم من اختلاف مفهوم الامن باختلاف مجالاته، فأن الجميع يتفق على أن للمقاصد الخمسة التي حددها الاسلام هي المفهوم الاساسي للامن فحماية الدين والنفس والعقل والعرض والمال من اهم مقومات الحياة الانسانية


الفرق بين الامن والامان:
الامن شعور مرتبط أكثر بالبيئة الخارجية للانسان بما فيها استقرار وحماية ونظام توفر له فعندما يتحقق للمجتمع الامن الداخلي مثل استقرار الاوضاع، ونسب جرائم قليلة وخدمات شرطية عالية) فأن الانسان يشعر بالامن


اما الامان فهو مرتبط اكثر بالبيئة الداخلية للانسان
ويعرف الامن شعور الفرد الذي يعيش في مجتمع ما في اي وقت من الاوقات باطمئنان على نفسه وماله وعرضه هو واسرته وكل من حوله من افراد المجتمع وعدم الخوف من التعدي عليهم عليهم بأي شكل من الاشكال الاعتداء


حيث يعد الامن الاجتماعي احد منظومة الامن بمفهوم واسع فالامن يعني الشعور الذي يسود الفرد أو الجماعة بامكانية اشباع الحاجات الاساسية لهم


ابعاد مفهوم الامن الاجتماعي:


البعد الاقتصادي :ويستدل عليه من خلال المؤشرات المتعلقه بالحصول على فرصة عمل ثابتة الدخل وجوداً وكفاية ملائمة الدخل للاسعار


البعد الصحي :ويستدل عليه من خلال توفر الخدمات الصحية وتقديمها بجوده عاليه والتوعية الصحي


البعد الغذائي :ويتحقق من خلال حصول الفرد على ما يكفيه من الغذاء بصورة مستمره


البعد التعليمي:ويتحقق البعد التعليمي من خلال توافر الخدمات التعليميه لمن هو في المراحل التعليميه وبالاضافه لمحو الامية للكبار


البعد الثقافي :فيتمثل في رفع المستوى الثقافي للفرد والحث على التسامح وقبول الآخر والسعي نحو التمسك بالقيم والاخلاق الحميدة


البعد البيئي :ويتحقق من خلال حماية مخاطر البيئة والاهتمام بنظافة البيئة وحمايتها من التلوث والحصول على خدمات بيئية نظيفة عن طريق حل مشکلات المياة


البعد الاجتماعي والرعائي :ويتمثل في تقديم خدمات اجتماعية ورعاية للفئات الاكثر احتياجا مثل الايتام والارامل والمطلقات واسر المسجونين وكبار السن


البعد السياسي :يتحقق من خلال توعيه الفرد في المجال السياسي


مفهوم الأمن الغذائي:
يقصد بالأمن الغذائي أن تكون لدى جميع الناس في كل الأوقات إمكانية الحصول ماديا واقتصاديًا على الغذاء الأساسي، والمشكلة الخاصة بهذا الأمن الغذائي لا تعني مجرد توافر الغذاء في المجتمع وضمان ذلك للأفراد الذين لا تمكنهم دخولهم من الحصول عليه، وإنما المشكلة الأساسية هي في توزيع المواد الغذائية وتوافر القدرة الشرائية لدى الأفراد


مفاهيم مرتبطه بالأمن الاجتماعي :


مفهوم الأمن البشري (الإنساني): يعد مفهوم الأمن الإنساني هو أحد المفاهيم التي برزت في فترة ما بعد الحرب الباردة، وذلك كمحاولة الإدماج البعد الإنساني في إطار الدراسات الأمنية من خلال إتخاذ الفرد كوحدة التحليل الأساسية لأي سياسة أمنية ؛ إذ يتخذ مفهوم الأمن الإنساني من الفرد وحدته الأساسية في التحليل


وذلك بالتركيز على أمن الأفراد داخل وعبر الحدود، بدلاً من التركيز فقط على أمن الحدود ذاته، وهو ما جاء انعكاساً لمجموعة كبيرة من التحولات التي شهدتها البيئة الدولية في فترة ما بعد الحرب الباردة


حيث ظهر مفهوم الأمن الإنساني من خلال تقرير التنمية البشرية للعام ١٩٩٤م الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ويركز هذا المفهوم على صون كرامة البشرية وكرامة الإنسان، وتلبية احتياجاته المادية والمعنوية، ويتحقق الأمن الإنساني من خلال التنمية الاقتصادية والمستدامة والحكم الرشيد والمساواة الاجتماعية، وسيادة القانون، وانعدام التهديد والخوف بأشكاله المختلفة


وإذا كان أمن الدولة يعني أساسا بحماية الحدود بواسطة القوات المسلحة، فإن مفهوم الأمن الإنساني يُضيف إلى قضية حماية حدود الدولة قضايا أخرى مثل حماية الأفراد داخل الدولة من كل ما يهددهم أو يهدد مصالحهم. إن كمفهوم الأمن الإنساني أشمل وأعم.


مفهوم الأمن القومي:
الأمن القومي في معناه الواسع يُقصد به حالة من الاستقرار والشعور بالاطمئنان من الأخطار الخارجية والداخلية، والحفاظ على هذه الحالة عن طريق استخدام الدولة للوسائل والأساليب التي تحقق لها ذلك بما يضمن لها سلامتها دون أن تلجأ في هذا إلى دولة أخرى، ودون ما يُعرض الدولة للخطر أو ما يُعرف بأنه اعتداء على أمن الدولة


مفهوم الأمن الداخلي :
لم يعد يقتصر الأمن الداخلي على الدور التقليدي الذي يدو في ضبط الجرائم التي تقترف وتمس الفرد في نفسه وعرضه وماله وعقيدته ، ومكافحتها بوضع الخطط التي في المجتمع منها ، وكذلك المتابعة والتصدي للمشكلات والانحرافات التي تؤدي إلى المساس بأمن واستقرار الأوضاع في الدولة مما يؤثر على الوضع الداخلي فيها


مفهوم الأمن الخارجي:
يهدف الأمن الخارجي إلى الحفاظ على كيان الدولة ، وذلك من خلال الاستعدادات العسكرية وتكوين جيش قوى مدرب على أحدث الأسلحة والأساليب الحربية ويتمثل الأمن الخارجي في التصدي المحاولات الدول الأخرى التي تستهدف الإغار على الوطن في جوا جوانبه المختلفة ، سواء كانت عسكرية أم سياسية أم اقتصادية أم اجتماعية


مفهوم الأمن الاقتصادي:
يهدف الأمن الاقتصادي إلى توفير أسباب العيش الكريم وتلبية الاحتياجات الأساسية، ورفع مستوى الخدمات، مع العمل على تحسين ظروف المعيشة، وخلق فرص عمل لمن هو في سن العمل


ومن الجدير بالذكر أن عدم توافر الأمن من أهم معوقات استغلال الموارد المتاحة - مثل السياحة والموارد الطبيعية - للنهوض بالاقتصاد، الأمر الذي ينتج عنه عدم توافر الأمن الاقتصادي، وغالبا ما قد تلجأ الدول التي تعاني من ذلك إلى القروض الدولية


الفصل الثاني: الجذور الفكرية المؤصلة لقضية الأمن
الاجتماعي عند المفكرين العرب والغرب


التصورات الفكرية للأمن الاجتماعي عند الفلاسفة والمفكرين العرب:


أفلاطون (٤٢٨ - ٣٤٧ ق.م)
وضع أفلاطون مؤلفات عديدة أهمها الجمهورية»، وفي هذا الكتاب تبلورت أراء أفلاطون عن الأمن الاجتماعي بشكل غير مباشر في حديثه عن إرساء دعائم المدينة الفاضلة. وقد ذهب أفلاطون إلى أولى المراحل في تكوين الدولة هو مجتمع الناس لسد حاجاتهم المادية بوسائل بدائية وتقسيم العمل، وتبدأ المدينة في الاتساع وتزداد حاجة سكانها إلى التوسع إلى أرض جديدة، وإلى تطور أساليب جديدة للمعيشة مثل التجارة، وقد تؤدي التجارة إلى نمو الحرف وتضخم المدينة، ويسعى سكانها إلى الترف وإشباع الحاجات الكمالية، ومن هنا فإن اكتمال الدولة يحتاج إلى جهود لن تتحقق في نظر أفلاطون إلا في الصورة
المثالية للدولة ويخلص أفلاطون إلى تصور دور المدينة أنها تقوم بثلاثةأدوار هي :


الإدارة والأمن والإنتاج وبذلك يتضح مما سبق كيف تبلورت في ذهن أفلاطون اسس المدينة الفاضلة والأمنة التي تقوم على العدل والفضيلة


رسطو (۲۲۲ ق م)
كانت فلسفة أرسطو متأثرة بفلسفة أستاذه أفلاطون، ورد فعلا لها في الوقت نفسه وكان أكثر تلمسا للحياة الواقعية، . وأشد وأشد اعتماداً ا : على التجربه بوجه عام، سواء في بحوثه الاجتماعية أو الفلسفية، ويري أن للدولة وظيفتين هما: ان توفير أسباب الحياة المادية، وتحقيق السعادة، كما أن لها مقومات أدبية هي الثقافة والتعليم والاستقرار والامن والسلام أن أرسطو قد تعرض في هذا السياق لقضية


الأمن الاجتماعي من خلال مناداته بضرورة قوة الدولة وقدرتها على تحقيق أمن أفرادها بكل ما تملك من وسائل وآليات حيث يعد توفير أسباب الحياة المادية وتحقيق السعادة والقدرة على الاكتفاء الذاتي والعدالة في توزيع الثروة وعدم السماح بالتفاوت الطبقي ، ما هي إلا آليات لتحقيق الأمن الاجتماعي للمجتمع وأفراده


الفارابي (٨٧٣ - ٩٥٠م):
يشير التراث الإسلامي إلى العديد من المفكرين الذين اهتموا بالمجتمع الإسلامي، ويأتي في مقدمتهم الفارابي الذي احتل مكانة مرموقة ة في الفلسفة الإسلامية


سعى إلى نوع من المصالحة بين الفكر الفلسفي وأحكام الإسلام وتعاليمه، وقد مهد الفارابي للمدينة الفاضلة في كتابه أهل المدينة الفاضلة، وتحدث فيه عن حاجة الإنسانية إلى الاجتماع والتعاون، وأثر هذه الحاجة في نشأة المجتمعات الإنسانية ولا شك في أن آراء الفارابي عن المدينة الفاضلة التي تقوم على التعاضد والتعاون وسيادة المحبة والعدل بين أفرادها، هي دعائم أساسية ينتج عنها تحقيق درجات عالية من الأمن الاجتماعي بين أفراد المجتمع


التصورات الفكرية للأمن الاجتماعي عند الفلاسفة والمفكرين العرب:


الماوردي (١٠٥٨٩٧٤م)
بين الماوردي معالم النظرية العامة للأمن
الاجتماعي في المدينة انطلاقا من تنمية مواهب الفرد، إذ لا صلاح للمدينة إلا بصلاح الفرد، وصلاح الفرد يتم بتحقيق سبل العيش الكريم وفرص التعلم. وتنمية الأخلاق وزرع الدين في النفوس.


وقد حدد الماوردي أن ما تصلح به الدنيا ويصلح به الإنسان فيها يتحدد من خلال ست قواعد هي : دين متبع. وسلطان قاهر، وعدل شامل، وأمن عام، وخصب دائم، وأمل فسيح، وخلص إلى أنه إذا تحققت هذه الشروط ساد الأمن في المدينة، فأمن الإنسان على نفسه، وأمن المجتمع على كيانه كل منهما مرتبط بالآخر


عبد الرحمن بن خلدون (١٣٣٢ - ١٤٠٦م)
امتاز این خلدون عما سيقود أمثال أفلاطون وأرسطو بأنه انتقال بأفكاره وكتاباته من مستوى الواجب أو المفترض إلى مستوى الواقع المعاش في التجربة التاريخية، وقد تضمنت تلك الأفكار والكتابات عن السياسة والدولة العديد من القضايا المرتبطة بالأمن الاجتماعي سواء كان ذلك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة حيث طرح العديد من المقولات والأفكار التي بلورت مفهوم الأمن الاجتماعي بأبعاده حيث يعتبر ابن خلدون من أوئل العلماء الذي قالوا إن الاجتماع الإنساني ضروري للدولة، وهو ما عبر عنه بقوله الإنسان مدني بطبعة. أي لا بد من الاجتماع


كما يشير ابن خلدون إلى الارتباط بين التقدم والرفاهية والتنمية وبين استقرار الدولة ونمو حضارتها التي يصاحبها شيوع الأمن والاستقرار اما اذا ما انهارت الدوله ولم تعد تقوم بوظائفها من خلال أفرادها. فتهم حالة من الفوضى والانحلال، وتنتهي الدولة وتنتهي معها الحضارة، ومن جانب آخر ربط ابن خلدون بين أهمية الاتفاق على معايير وقيم سلوكية قويمة والعمل بها، وبين شيوع الأمن ونمو الحضارة


وفي النهاية يتبين مما سبق أن تراث ابن خلدون في تحليله للظواهر الاجتماعية استطاع أن يساهم بشكل كبير في بلورة مفهوم الأمن الاجتماعي وآليات تحقيقه على كل مستوياته وأبعاده


الإمام محمد عبده (١٨٤٩ - ١٩٠٥م)
يعد الإمام محمد عبده علامة مضيئة في تاريخ الفكر المعاصر، ورائدا من الرواد الكبار الذين سعوا إلى التجديد والتحديث إذ يرى أن الإسلام كدين عقلاني يقدم دعائم المجتمع الحديث الأمن المستقر


حيث أقر بأن ما يجلب الأمن ويحقق الاستقرار للأفراد هو تطبيق الدين الاسلامي والالتزام بمبادئه، فالدين الإسلامي يمثل منهاجاً شاملاً للبناء والتأسيس والتقدم والنهوض والاستقرار والصلاح بصفة عامة، وهنا فلا بد أن يكون للدين الإسلامي دولة تقيمه وتحرسه وتلتزم بمنهاجه في ضوء مستجدات العصر ومتطلباته وكانت دعوة الإمام محمد عبده الإصلاحية هي دعوة إلى تغيير أخلاق البشر


فلا شك أنه بسيادة الحرية التي تضمن الإرادة الشعبية وتقييد اختصاص السلطة الحاكمة باتباع الشورى، وإعلاء شأن القانون وتطبيقه يتحقق الأمن الاجتماعي للافراد وللمجتمع


التصورات الفكرية للأمن الاجتماعي عند علماء الغرب


يضاف إلى جهود العلماء والمفكرين العرب والمسلمين في لطور مفهوم الأمن الاجتماعي، أيضاً جهود ملموسة ومؤثرة في تطور هذا المفهوم لدى بعض العلماء من أمثال توماس هوبز» و «جون لوك» و«جان جاك روسو


توماس هوبز Thomas Hobbes
(١٥٨٨ - ١٦٧٨م) بعد تصور توماس هوبز عن العقد
الاجتماعي بمثابة حلقة في تطور مفهوم الأمن الاجتماعي : من حيث العوامل التي أدت إلى ضرورة تواجده، وآليات تحقيقه التي أقرها الأفراد والدولة لحظة قيام العقد، وكانت أفكار هويز رد فعل للظلم والتوتر السياسي في عصره


جان جاك روسو (۱۷۱۲ - ۱۷۷۸)
يرى روسو أن الناس يتنازلون ويفتربون عن حقوقهم نتيجة لانعدام أمتهم وانعدام قدرتهم على حماية أنفسهم في حال الطبيعة. فالاغتراب مع أمن وحرية مقيدة هو بديل للحرية المطلقة مع انعدام الأمن، وهكذا وضع روسو تصوره القيام التوافق بين الناس على العيش جماعه .


جون لوك John Lock (١٦٣٢ - ١٧٠٤)
حاول جون لوك تطوير أفكار هويز عن العقد الاجتماعي، وأشار إلى أنه بموجب هذا العقا هذا . العقد ينقل الأفراد . د سلطانهم إلى ن شخص أو بـ أو بضعة أشخاص يكونون حكومة ملكية. وتكون مهمة هذه السلطة السياسية هي المحافظة على الحقوق الطبيعية للأفراد (۱۷) .


فقد تناول لوك في كتابه مقال يتعلق بالفهم
الإنساني موضوع الحكومة كما عرض لوك في كتابه نظاما التعليم الرسمي. يؤكد في كد فيه موضوع الضبط الذاتي وأهميته في تحقيق التقدم، ويؤكد أن هناك أسبابا ثلاثة لـ للاستقرار هي :
۱ - قانون مستقر واضح 2- قاض عادل يحكم بين الأفراد 3- قوة تنفيذ تستطيع تنفيذ القانون


البنائيه الوظيفية وقضية الأمن الاجتماعي
تتمثل الفكره الأساسية للاتجاه البنائي الوظيفي في التركيز على البناء الاجتماعي والعلاقات المتبادلة والتساند الوظيفي بين النظم الاجتماعية


وقد ركزو انصار هذا على ان استمرار الحياة الاجتماعية داخل أي مجتمع يتحقق عن طريق قيام المجتمع بخلق مجموعه من الوسائل التي يمكن من خلالها تحقيق الحاجات أو لداء الوظائف


لذلك فان المجتمع يمثل بناء متكاملاً يشتمل على مجموعة من الانساق الاجتماعيه، وان كل نسق يؤدي وظيفته لكي تتكامل مع وظائف الانساق الاخرى بهدف الحفاظ على استمرارية البناء فقضية الامن الاجتماعي لا تعتمد في تحقيقها على نسق واحد بل تتعدد الأليات والانساق التي تعمل على تحقيقها دخل المجتمع کمؤسسات المجتمع المدني والأسره والجامعة


وان كل نسق من أنساق المجتمع يعمل على تحقيق عنصر من عناصر الأمن الاجتماعي المختلف ك الأمن الاقتصادي والأمن السياسي والأمن الصحي


ومما لا شك فيه أنه لا يستطيع أين نسق من هذه الإنساق أن يعمل منفردا مثلا لا يستطيع الإنسان أن يشعر بالأمن الاجتماعي في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية وعدم الاستقرار سياسي


وأخيرا ينصح لنا ان الامن الاجتماعي يمثل حالة الاستقرار والتوازن والتماسك الاجتماعي


الامن الاجتماعي واهداف التنمية البشرية:


لقد اتسع مفهوم الأمن واصبح يشمل القضايا الاقتصادية والبيئية والمجتمع وفي هذا السياق المفهوم التقليدي للأمن انتقادات عديدة فلم يعد مفهوم الأمن القائم على البعد العسكري ملائم للتحولات . العالمية بل لابد من مفهوم جديد يشتمل جميع الأبعاد السياسية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية والثقافية وهذا هو السبب في اعلاء شأن الجوانب الاجتماعية لمفهوم الامن


والعلاقة بين قضية الامن الاجتماعي وبين مضامين التنمية البشرية إلى ما يعانيه العالم من مظاهر قاسية كالحرمان والفقر وظهور مشكلات جديدة وقديمة على السواء من بينها العجز والمجاعات وانتهاك الحريات السياسية فهذه النماذج من الحرمان تعبر عن أنخفاض معدلات التنمية البشرية.


لكي يحيا البشر في أمن واستقرار لذا من المتوقع ان اكبر تحدي للامن الاجتماعي هو الحرمان والتفاوت الاجتماعي والاقتصادي المتزايد ولتحقيق الامن يكم في التنمية وليس فيما تملك الدوله


رأس المال الاجتماعي وعلاقته بالأمن الاجتماعي:


ويشير رأس المال الاجتماعي إلى تلك الأسهم من الثقة الاجتماعية، ونماذج السلوك وشبكات العمل بين هؤلاء الناس الذين يمكن أن يساهمو في حل المشكلات العامة في شبكة العمل المنخرطة في العمل المدني هي تكوينات ضرورية لراس المال الاجتماعي فكلما زادت كثافة هذه الشبكات زاد تعاون أعضاء المجتمع المحلي في المنفعة المتبادلة


ویری بعض المتخصصين في علم الاجتماع أن يمكن القول أن رأس المال الاجتماعي هو قدرة المجتمع على إقامة علاقات مشترك تعاونية في الجماعات البشرية أي العمل الجماعي من خلال المجتمع المدني حيث يسهم المجتمع المدني في تطوير إمكانات البشر، ويتيح شبكة واسعة من الاتصالات.. وفرص للإنتاج، للتغلب على المشكلات الاقتصادية والاجتماعية من خلال المشاركة الفعالة مع الدولة


نظرية ماسلو عن تدرج الحاجات الأنسانية:


تعتبر من اشهر التصنيفات وترجع شهرتها إلى أن ماسلو قام على فكرة محورية تقوم على التدرج في اشباع الحاجات ،وتوجد خمس مراتب للحاجات وهي:


1- الحاجة الفسيولوجية
كالحاجة إلى الماء والطعام والهواء فهي ضرورية والانسان يحتاج إلى اشباعها. دائما وفي هذا الوقت لا يمكن تحقيقها الا يدفع الأجور للعاملين أو التوسع في التأمينات الاجتماعية الأشباع حاجات الناس


2- الحاجة إلى الأمن والسلامة
وهي من أهم ما يحتاجة الأنسان احساسه بالامان وتعمل الدول المتحضرة في اشباع حاجة الانسان مثل دفع المعاش للموظفين عند التقاعد وتقديم التعويضات في مواسم البطالة


3- الحاجة إلى الانتماء والحب
حيث بعدما يتمكن من اشباع حاجاته السابقة تأتي حاجتة الاجتماعية مثل الحب والتقبل الاجتماعي في الظهور نتيجة لذلك تنمو العلاقات الأنسانية


4- الحاجة إلى التقدير والاحترام
يعمل الفرد على اشباع الحاجة الى التقدير والاحترام من خلال شعورة بالثقة بالنفس وانه كأنسان يمكن الاستفادة منه


5- الحاجة إلى تحقيق الذات
وهي تنبع من أهمية الرغبة التي يريدها الأنسان لتحقيق هدف معين وفي الوقت الحاضر تتحقق عن طریق اتاحة الفرصة لكل فرد ليشارك في إتخاذ القرارات المتعلقة في عملة ونشاطة


الوحده الثالثه : قراءة سوسيولوجية حول محددات الأمن الاجتماعي


(جذوره التاريخية مستوياته، سماته، موسساته منهج الإسلام في تحقيقه)


الجذور التاريخية للأمن الاجتماعي:


الحاجه إلى الأمن هي حاجة قديمة قدم البشرية ذاتها ، فمنذ ظهور الإنسان على سطح الأرض وهو يبحث عن امنه في الحياة ومن الجدير بالذكر هنا أنه في ذلك التاريخ البعيد كانت الأسرة والعائلة والقرابة هي أساس تحقيق الأمن الاجتماعي للإنسان، وهنا كان ظهور الدولة بالمعنى المتعارف عليه الآن ضرورة لازمة لتحقيق الأمن الاجتماعي، وهي التي تقوم أساسا على مؤسسات قانونية واجتماعية تقيمها الدولة من أجل تنظيم المجتمع الإنساني ويجب الإشارة هنا إلى أن الإنسان في رحلة بحثه عن الأمن والاستقرار مقابل التنازل عن جزء من حريته بموجب العقد الاجتماعي بينه وبين الدولة، ومن هنا ظهرت المؤسسات ذات الطابع المحلي والدولي حيث وبدا واضحا للعالم بأسرة أن تحقيق الأمن الاجتماعي لأفراد المجتمع هو الركيزة الأساسية لعملية التنمية


حيث أن الإنسان هو محور التنمية واساسها في الوقت نفسه وقد جاءت فكرة الضمان الاجتماعي في المجتمعات الغربية كقرار أساسي لمواجهة ضغوط اجتماعية شكلت تهديداً الأمن المجتمع و استقراره، أما بالنسبة على المستوى الإقليمي فمن الجدير بالذكر أنه المؤتمر السادس لوزراء الشؤون الاجتماعية العرب قد أدرك الحاجة الماسة بوضع استراتيجية العمل الاجتماعي وقد ظل مفهوم الأمن الاجتماعي لفترات طويلة من الزمن مرتبطة بالصراع بين الدول والتهديدات الحدودية ولكن تغير هذا الأمر و أصبح الأمن من أهم القضايا التي تفرض نفسها بقوة


بعد انتهاء الحرب الباردة كشف الستار عن حجم معاناة البشر في العالم حيث تأكد أن اهمال امن البشر يمكن أن يمثل تهديدا لكيان الدولة ووجد أن خروج الدول من تلك الأزمات لا يمكن أن يكون من خلال السلاح وإنما من خلال التنمية وتلبية احتياجات الأساسية للبشر


مستويات الأمن الاجتماعي:


1- الامن الاجتماعي على مستوى الفرد: وهو مدى ما يشعر به الفرد من إمكانية وقدرة ذاتية وغير ذاتيه تمكنه من مواجهة متغيرات يمكن أن تحدث في المستقبل


2-الامن الاجتماعي على مستوى الدولة :ما أمن الدولة فمنوط بأجهزتها المتعدده التي تسخر كل إمكاناتها لحماية رعاياها ومنجزاتها ومرافقها الحيوية من الاخطار الخارجية والداخلية


3-الامن الاجتماعي على المستوى الإقليمي :ويتحقق الأمن الاجتماعي الإقليمي من خلال تعاون مجموعة من الدول التي ترتبط بوحدة إقليمية لحماية مصالحها تحددها الاتفاقيات والمواثيق


4- الامن الاجتماعي على المستوى الدولي: وهو اللذي تتولاه المنظمات الدولية، كالجمعية العامة للأمم المتحدة ، او مجلس الامن الدولي ، وما يصدر عنهما قرارات ومايتم اقراره من اتفاقيات ومواثيق للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين


سمات الأمن الاجتماعي :
بداية يتسم الأمن بأنه حالة شعورية لا قيمة له إن لم يوجد الإحساس به ، وهو تعبير عن سنن الله في خلقه وتدبيره للكون وتيسيره للحياة


1 - يتسم الأمن الاجتماعي بأنه منبثق من مفهوم عالمي أكبر وهو مفهوم الأمن الإنساني


2- من سماته أنه حالة مجتمعية ضرورية


3- يتسم الأمن الاجتماعي بالشمول والتكامل


4 - يتسم مضمون الأمن الاجتماعي بالتباين


5 - يتسم الأمن الاجتماعي بالنسبية والتغير


6- من سمات الأمن الاجتماعي أنه لا ينعزل عما يحدث من تغيرات وتحولات محلية وعالمية


7- واخيرا يتسم الأمن الاجتماعي بأن مسؤولية تحقيقه ليست مسؤولية فردية بل هي مسؤولية مشتركة تقوم بها مختلف الأجهزة والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية في إطار تكاملي وتنسيقي


مؤسسات تحقیق الأمن الاجتماعي:
الامن الاجتماعي بمفهومه الشامل هو عباره عن تفاعل وتجانس وتناغم بين جميع أبعاده وعلى جميع مستوياته، ولذا فهو يُعد المطلب الأساسي الذي تسعى جميع الدول والحكومات الى تحقيقه، وتسعى في استراتيجياتها لتحقيق ذلك من خلال خطط التنمية الشاملة التي تتناول جميع مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية وغيرها


مؤسسات تحقيق الأمن:


-دور الأسرة في تحقيق الامن الاجتماعي:
الاسرة هي الخلية الاولى في بناء المجتمع، بل تعتبر الاساس الذي يقوم عليه المجتمع بأكمله ، فللأسرة دور كبير في غرس القيم الاجتماعية وأهمية القدوة في حياه الابناء واحترام الغير وعدم الاعتداء على حقوقهم فلا شك في أن الاسرة بادائها لواجباتها هي خط الدفاع الاول عن أمن المجتمع



  • دور المدرسة والجامعة في تحقيق الامن الاجتماعي:
    تأتي المدرسة والجامعة لتكملة ما بدأت به الأسرة من اعداد وغرس للقيم والفضائل وتزويد للأجيال بالمعرفة والخبرة . فللمؤسسات التعليمية دورها الكبير في انشاء جيل صالح متعلم واعي برسالته فيسمو بنفسه ويرتفع بمستوى مجتمعه


-دور وسائل الاتصال والاعلام في تحقيق الأمن الاجتماعي :بعد الاعلام احد الدعامات الاساسية للامن الاجتماعي والتمنية فالاعلام هو الاداة التي تستخدم في مختلف المجتمعات المتطورة والنامية لتطوير وتدريب ورفع الوعي والكفاءة البشرية ويساعد على تدعيم الاتجاهات أو تغييرها او تعديلها وتعديل السلوك الانساني بما يتوافق مع الامن الاجتماعي والاعلام مسؤول عن تطوير وتحديث المجتمع والحفاظ على امنه الاجتماعي والقومي


-دور المسجد في تحقيق الامن الاجتماعي: لما كانت رسالة الإسلام السامية تهدف إلى تغيير نمط الحياة من الجهل الى العلم، ومن الزيغ والزيف إلى الحق والاصلاح والاستقامة وارساء الأخلاق النبيلة والخصال الحميدة وذلك يلزم المعرفة القائمة على العلم فكان المسجد هو أول مؤسسة التعليم الاخلاق والتوازن في السلوك والوسطيه فرسالة المسجد شاملة ومتنوعة من خلال الادوار المتعددة والمجالات المختلفة التي يضطلع بها المسجد لتحقيق الأمن الاجتماعي


الجذور التاريخية للعمل الخيري في العصر الإسلامي :


العمل الخيري ظاهرة اجتماعية مستمرة على مر العصور منذ بدء الخلق، ولكنها تختلف في أشكالها ومجالاتها وطريقة أدائها وفق توجيهات وعادات وتقاليد لكل عصر ودولة .


ويعود العمل الخيري إلى أعمال البر والإحسان التي تنطلق من منطلقاً دينية توجب مساعدة الضعفاء، فقبل الإسلام في العصر الجاهلي انطلقت أعمال البر والإحسان والكرم من منطلق الأخلاق الحميدة، حتى جاء الإسلام شجع وحث عليها فقال : إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق))


فالإسلام كرسالة خاتمة شاملة أرسى قيم الإحسان والبر والتكافل الاجتماعي، ومن هنا بدأت تظهر ملامح جديدة للرعاية الاجتماعية. مثل الحث على بر الوالدين ورعاية الأيتام والفقراء والمساكين، والصدقات ووجوب الزكاة، وحل الحنيف قواعد للعدالة الاجتماعية. وقدم للإنسانية نموذجا رائعا للتكافل الاجتماعي، كما حارب الإسلام الفقر وهو من أهم الأمراض الاجتماعية بأن جعل العمل عبادة وفرضًا على المجتمع حماية للفقراء والمحتاجين فقال تعالى : ( وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَق لِلسَّائِلِ والمحروم )


كما أكدت السنة النبوية المطهرة أن التعاطف والتراحم والتكافل بين أفراد المجتمع يحمي المجتمع ويحقق الأمن الاجتماعي . افقال : مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى


ولقد ضرب الرسول ﷺ وصحابته أروع الأمثلة في العمل التطوعي والبذل والعطاء ابتغاء مرضاة الله تعالى ونصرة - الضعفاء واليتامى والأرامل والمساكين : وبذلك يتضح كيف تجسد الأمن الاجتماعي في أروع صوره وأصبح واقعاً ملموساً خلال فترة الحكم الإسلامي، فعلى سبيل المثال:


كان مجتمع المدينة في عهد النبي ﷺ مثالاً للمجتمع الآمن، بدءًا من تكوين الدولة والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار كمؤثر في الترابط الاجتماعي ومقوم أساسي للأمن الاجتماعي وجدير بالذكر أنه كان لبيت المال في عصر النبوة دور مهم في تحقيق الأمن الاجتماعي


فهو يسعى إلى حد ما إلى تحقيق نفس الأهداف التي تسعى الجمعيات الخيرية إلى تحقيقها حالياً، ولا يجب أن ينسى عهد الأمير عمر بن العزيز والذي يُعد من أزهى العصور في تحقيق الأمن الاجتماعي حيث امتلأت الخزائن بالمال، حتى أن الصدقة لم تكن تجد من يأخذها ، حيث كان لبيت المال في عهده دور فعال وإيجابي شمل المسلم وغيره من أهل الذمة.


ثالثا منهج الاسلام في تحقيق الامن الاجتماعي :
لقد تميز الاسلام بنظرته الشامله للامن عن غيره من النظم الوضعية الاخرى كما شمل الاسلام جميع الناس بغض النظر عن عقيدتهم وجنسهم وموطنهم فان الرؤيه الاسلاميه لم تقف عند درجة الحقوق بل ارتفعت الى درجة الفرائض والضروريات التي لا يجيب التنازل عنها كالضروريات الخمس : الحفاظ على الدين والنفس والعقل والعرض والمال


الحفاظ على الدين:
حفظ الدين هو الاساس الاول في تحقيق الامن للفرد والمجتمع . كما يتناول حفظ الدين حماية عقيدة الانسان واماکن اقامتها وعدم اكراهه على تغييرها او التخلي عنها


الحفاظ على النفس:
حفظ النفس احد اهم مقاصد الشريعة الاسلامية فالشريعه الاسلامية تستهدف حماية النفس بحق الحياة وحق الانسان في عدم الاعتداء على جسمه او نفسه دون حق وقد رتبت الشريعه اقصى العقوبات للاعتداء على النفس وهي جريمة القصاص


الحفاظ على العقل :
العقل اساس التقدم والرقي وقد اكدت الشريعه الاسلاميه على وجوب الحفاظ على العقل من خلال تحريم شرب الخمر وغيرها ويجب على المجتمع ان يضع الاساليب والوسائل التي تمنع تعرض العقل للمخاطر


الحفاظ على العرض :
الاسره هي اساس المجتمع وهي الموسسة التربويه الاولى التي تمد المجتمع باعضاء شرعيين وتهدف الشريعه الاسلاميه الى حماية الاعراض وحفظ الانساب ورعاية الاسره من الانهيار. الامر الذي يودي بدوره الى تحقيق الامن الاجتماعي داخل المجتمع


الحفاظ على المال:
حرص الاسلام على حماية مال الانسان من الاعتداء حيث تضمنت الشريعة الاسلامية احكاما تقضي بحمايته من السرقه او الاستيلاء وغيرها كما تضمنت ايضا وجوب الاعتدال في الانفاق


مظاهر تحقيق الامن في الاسلام :


1- التكافل الإجتماعي :يعرف بأنه تساند ابناء المجتمع سواء كانوا افراد او جماعات أو منظمات على اتخاذ مواقف ايجابيه كرعاية اليتيم والعطف من القادرين.


ويعتبر التكافل احد اهم الاسس والركائز الجوهرية التي يقوم عليها النظام الاجتماعي الاسلامي وذلك من خلال نظرة الاسلام على انه واجب شرعي وضرورة اجتماعيه تقع على عاتق جميع افراد المجتمع من اجل مساعدة المحتاجين والعجزة والقدره على العيش في امان.


٢- الزكاة: لا تستقر الحياة مع وجود طبقات فقيرة ومحتاجة فقد عالج الاسلام ظاهرة الفقر في اسلوب فريد فالزكاة احد اركان الاسلام وهدفها تحقيق مبدأ التكافل.


3-الوقف: يراد بالوقف اخراج المال من ملك صاحبه الى ملك الله وينقسم الى ثلاث اقسام :


أ- الوقف خيري :ويقصد به الوقف التصدق على وجوه البر ، اشخاص كالفقراء او جهه كالمساجد


ب الوقف الأهلي أو الذري: وهو ما جعل استحقاق الربع فيه أولاً إلى الواقف مثلاً ثم أولاده أو أقاربه، ثم لجهة بر لا تنقطع حسب إرادة الواقف .


ج الوقف المشترك الخيري والأهلي: ويُقصد به الوقف الذي ابتدأ على الذرية وعلى جهة من جهات البر في وقت واحد بمعنى أن الواقف قد جمعهما في وقفه، فجعل لذريته نصيبا من العين الموقوفة، وللبر نصيباً محدداً أو مطلقاً أو العكس.


ويتضح مما سبق أن الوقف من أهم وأبرز صور التكافل الاجتماعي داخل المجتمع ، وهو بذلك يُعد من أهم دعائم الأمن الاجتماعي وأكثر الموارد الفاعلة في تحقيقه : حيث أصبح الوقف معاونا ومشاركًا للدولة في مواجهة التحديات والمشكلات


الضمان الاجتماعي:
الضمان الاجتماعي السائدة في الدول الغربية بأيديولوجياتها المختلفة، ففلسفة مفهوم الضمان الاجتماعي في الإسلام ليست رأسمالية ولاشيوعية وليست حتى في الاشتراكية الأوروبية، لكنها مزيج متناغم للمادة والروح معا، وتعد المفاهيم الأخرى لنظم الضمان الاجتماعي نتيجة للعقل البشري، لكن يعد نظام الضمان الاجتماعي في الإسلام إلهيا يعتمد بشكل كلي على القرآن الكريم والسنة النبوية؛ لذا فهو نظام لتحقيق معيار مرتفع من الأخلاق،


وكان الخليفة عمر بن الخطاب أول حاكم في تاريخ العالم قام بإدخال نظام الضمان الاجتماعي في دولته، وتأسست دائرة الضمان الاجتماعي حسب تعداد وسجل المواطنين : لضمان توفير المستلزمات الأساسية لحياة المعدمين في المجتمع.


ويوجد في سجل توفير الضمان الاجتماعي فئات مختلفة، وكانت العطايا ثابتة للمجاهدين والمتطوعين من الفيء، بينما تم دفع مخصصات للمحتاجين والمعدمين من الزكاة «العشر والصدقة»


ولا شك أن الضمان الاجتماعي حاجة إنسانية رئيسية ، وفيما يلي عرضاً للملامح الرئيسية لنظام الضمان الاجتماعي أثناء عهد الخليفة عمر بن الخطاب : سادت العدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. شمل نظام الضمان الاجتماعي جميع المواطنين بصرف النظر عن طبقتهم وعقيدتهم .


هدف نظام الضمان الاجتماعي في عهد الخليفة عمر بن الخطاب إلى تلبية جميع الحاجات الإنسانية الممكنة سواء كانت جاجات أساسية أو ثانوية


الصدقات: وهي من أهم مظاهر الإسلام في تحقيق الأمن الاجتماعي؛حيث إنها تُعطى أو يتم إنفاقها على الفقراء والعجزة والمحتاجين والأرامل والأيتاما وغيرهم من الفئات المستحقة لها ، ويقدم الفرد الصدقات وهو على قناعة تامة بما وعده الله سبحانه وتعالى به من زيادة في الرزق وفي المال الذي أنفق منه،قال تعالى ( وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ )


الكفارات: لا شك أن الكفارات على اختلاف أنواعها في الفقه الإسلامي تساهم بقدر كبير وبدور فعال في تحقيق الأمن الاجتماعي،بالإضافة إلى تعدد مظاهره في تحقيق الأمن الاجتماعي داخل المجتمع


الضمان الاجتماعي في عهد الخليفة عمر بن الخطاب : طبقت المجتمعات الإسلامية صور ومظاهر الأمن الاجتماعي منذ وقت مبكر ، فنظام الضمان الاجتماعي في الإسلام يتمتع بطبيعة ومدخل مختلف مقارنة بأنظمة إلى جانب الرعاية الطبية اللازمة


أما بالنسبة للحاجات الثانوية فقد قام عمر بن الخطاب رضي الله عنه بتوفير الضمان الاجتماعي من خلال التعليم والضمان الاجتماعي من خلال مخصصات الزواج حيث كان يتم في هذا الوقت مساعدة الفقراء غير المتزوجين من كلا الجنسين ماديا من دائرة الخزانة لإعالتهم للزواج، كما تم إعطاء رواتب للمسلمين وغير المسلمين من الفقراء والمحتاجين


والضمان الاجتماعي من خلال معاش الشيخوخة : فلم تفتح دائرة الضمان الاجتماعي بابها للمسلمين فقط ولكن لغير المسلمين أيضا، وفي واقع الأمر كان ذلك بمثابة نظام كامل للتأمين الاجتماعي.


وفي النهاية يتضح مما سبق أن جذور الأمن الاجتماعي في التاريخ الإسلامي عرفتها المجتمعات الإسلامية منذ وقت مبكر. وتجسد ذلك فيوجود العديد من المؤشرات المهمة التي لم تكن ظرفية أو مؤقتة، بل رسختها ونظمتها تعاليم الدين الإسلامي،وحولتها إلى مؤسسات تعد من أهم المعالم المميزة للحضارة الإسلامية.


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

التطور المستمر ...

التطور المستمر التقدم العلمي و العملي سعى الإنسان ليعلم ما في هذا الكون من موجودات، و يعلم نفسه ف...

أوقفوا الموكب !...

أوقفوا الموكب ! ولأن السائق لم يفهم على ما يبدو كرر زايد الأمر. رأيت في مرآة الخلفيات الموكب يتوقف و...

جاءت بيانات الت...

جاءت بيانات التضخم لمارس في الولايات المتحدة لتثير الشكوك مجددا حول قدرة الفيدرالي على الوصول إلى مس...

لخص النص خامسا...

لخص النص خامسا- تقنية االستبصار و التفسير قلب تدخل المحلل النفسي التفسوير يشومل تقوديم كول موا كوان...

إِنَّ أفضلَ الأ...

إِنَّ أفضلَ الأشياءِ أعاليها، وأعلى الرِّجالِ مُلوكُها، وأفضلَ الملوكِ أعَمُّها نفعًا، وخيرَ الأزمنة...

رابعا: معايير ا...

رابعا: معايير الاختيار : يخضع اختيار موضوع البحث إضافة إلى المؤثرات والعوامل السالفة الذكر إلى مجموع...

Like plants gro...

Like plants growing in nature, bread mold needs material on which to feed and grow, but the method o...

لم يهتم مكيو مو...

لم يهتم مكيو موتو بما تنبأ به الناس عن إخفاقه ورفض قول من قال: ان تلك المحاولة اذا نجحت كفكره فإنها ...

1. Cumbersome I...

1. Cumbersome Implementation Process Employers get trapped in the whirlwind of spending significant ...

Human beings ne...

Human beings need to change their lifestyle from time to time. Travel is one of the means to do so. ...

ولا يقتصر دور ا...

ولا يقتصر دور الوطن على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية فحسب، بل يمتد إلى الدفاع عن القيم والمبادئ ال...

Consider a simp...

Consider a simple solid containing $N$ atoms. Now, atoms in solids cannot translate (unlike those in...