خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة
عن قصة "حي بن يقطان" ، ولم يكن تعليم العلوم هو القصد الوحيد لعلى مبارك من كتابه ولكنه حاول المقارنة بين بعض العادات الشرقية والغربية ولذلك كان على مبارك ينظر في كتابه إلى طلبة في المدارس المدنية الخرى إلى مشايخ الزهر ، ولذلك اختار في روايته شي ًخا أزهر ًيا وسماه وعلى مبارك يقدم لنا بهذه الصورة المقارنة بين العادات الشرقية والوروبية وهي المحاولة التي سنلتقي بها في صورة أكثر وقد مر الفن القصصي إبان عصر النهضة العربية وفي بداية استقبالنا للعصر الحديث بثالث مراحل ، مثلت الميالد الجديد لألجناس القصصية وتحدي ًدا وهذه المراحل الثالث كانت المؤشر الرئيس على أن الفن القصصي العربي لديه من المقومات ما يؤهله للسير في ركاب الفن القصصي أما المراحل فهي (مرحلة البعث واإلحياء /مرحلة التعريب /مرحلة وكانت المرحلتان الولى والثانية ممهدتان بشكل أساسي لمرحلة االنطالق -التي كانت بدايتها كما تقرر (رواية زينب) ولم تتوقف محاوالت التجريب والكتابة وفق تقنيات سردية جديدة ، 38 أــ مرحلة البعث واإلحياء وفك العقل من أسره ، التفتوا إلى الموروث ليسترفدوا وينهلوا من وانعكس ذلك في الدب فبعد أن بدأت المفاهيم الغربية تتسلل إلى مجتمعاتنا وأوساطنا الفكرية في مجال القصة والرواية كان االلتفات والعودة إلى الساطير والخرافات في القصص العربية القديمة ، لذا كان بده ًيا أن تظهر المالمح الولي لفن القصص متأثرة بشكل كبير بهذا التراث 1 وبذا 2 تارة ، وإلى التخلص منه تارة أخرى -واهتمامها بالمحسنات تارة ومحاوالتها وبدهي أن مرحلة اإلحياء هذه -المتمثلة في استلهام الماضي -مرت هي ذاتها بعدة درجات صعود وترقي 14 72 ابن هشام". وكان مما ألف في تلك الفترة على سبيل التمثيل: عبد القادر مراد وعبد الحليم محفوظ 1899م . لنخلة صالح 1872م. الفتاح المصري1788م. لمحمد التميمي 1888م . لعائشة التيمورية 1888م. يمكن أن يستعرض الباحث منها ما يلي: على مبارك 1823م – 1893م ومحاولته القصصية المسماة "علم الدين" ، وهي رحلة تقع في أربعة أجزاء قام رحال إلى بالد اإلنجليز ً خليل أفندي الخوري 1836م – 1907م كتب رواية بعنوان "وي إذن لست بإفرنجي" عام 1860م ، صاحب جريدة "حديقة الخبار" التي كانت تنشر الروايات المؤلفة والمعربة -منذ ليطرح تساؤل كبير في النهاية من هو اإلفرنجي؟ أوائل المحاوالت القصصية -وكذا نجاحها النسبي في تجسيد الحداث والشخصيات ً عمال "ذو فهي إذًا كمحاولة روائية قديمة في عصر النهضة تمثل على مستوي الكتابة أهم المراحل االنتقالية لوال تهميش وعدم إدراك النقاد لهذا الكاتب الفذ أو لهذا الرائد المجهول المجدد"(. 1 ولد محمد المويلحي "في القاهرة لسرة ثرية ، تأخذ بحظها من الثقافة ، فعكف على وسار على نهجه محمد ابنه لكنه وظف في الحكومة، واختلف إلى دروس الفغاني ومحمد عبده، ضا نشاط صحفي وكان له أي ً 1980ص. ً ممثال من امتزاج الثقافتين. والغربية الحديثة فال بدع إذا جاء أدبه وقد تجلي ذلك في كتابه "حديث عيسى بن هشام" ، الذي بدأ بنشره منج ًما في جريدة "مصباح الشرق" منذ1898/11/17م ، العربي القديم والدب الغربي ، فهو يجري على أسلوب المقامة في كثير من فقراته 2ولعل الدور اإلحيائي الذي مفاسد أشياء ينقمها على مجتمعه. فقد جمع بين السجع واستلهام التراث وبين الترسل واالحتذاء بالسمات الفنية الحديثة ولم يخلص أي عمل من أعمال تلك المرحلة لواحد من هذين االتجاهين. ونكتفي بهذه النماذج الثالثة ، ولكن في اإلطار العام فقد برزت مجموعة رائدة المشترك بينهم هو االستلهام القوي لشكل ما من الشكال التراثية العربية القديمة مع وعلى الجانب اآلخر كسر هذا الجمود الذي ران على الحياة الدبية ، وتأتي هذا لهم بعد ط ، 10القاهر ، دار الفكر العربي ، القاهرة ، 42 الكريم سليمان ). ــ ومن الشام (أديب اسحاق -إبراهيم اليازيجي -نجيب حداد -ناصف اليازجي- البستاني). ب ــ مرحلة الترجمة واالنطالق وهذا الدور بدأ فعليا منذ أواخر القرن التاسع عشر ، حيث بدأ التحرر من القديم أسلوب ًيا بقدر ما يقترب من السمات الحديثة والممثلة في الجناس الروائية والقصصية في أوروبا ، الناضجة في اآلداب الخرى ، حتى تساير جمهور القراء ولذا سنجد خصائص في هذه العمال تسمها عن غيرها من الشكال فمن هذه السمات نجد ما يلي: للنص الصلي ، ومن ثم فالمعول يكون على المعني اقترا ًبا أو ابتعا ًدا ، فكان من المناسب أن يستخدم بديال للترجمة. يجمع بين أمرين أولهما :االستهداء بالصل الجنبي في مجموعه وكليته كسمات 43 أو السماء ، في نفوس قرائه ومعجبيه. وهذا الدور سار فيه رواد منهم رفاعة الطهطاوي بتعريبه "مغامرات تليماك" وسماها الطهطاوي "وقائع الفالك في حوادث تليماك"، ومن بعده سار على الدرب محمد عثمان جالل بترجمته "بول وفرجيني" لبرناردين سان بيير ، وهنا يبرز نجم مصطفي لطفي المنفلوطي كرأس لهذا الجيل ممن ارتقوا بالفن وتكمن أهمية ما عمله المنفلوطي في هذا الوقت: ً فلم يعد المر مجرد محسنات يعتبر بداية عصر في الفن القصصي يعتمد السلوب بجانب المضمون ، في إطار من السمات الحديثة ال ُمؤطرة لهذا الفن في أي مكان. عمال سرد ًيا من إبداعه وروحه وأسلوبه في العمل ، ممتز ًجا من ذلك جميعه. ــ أن المنفلوطي يعتبر أبرز الدباء هذا الدور ، دورا وسي ً في فن الترجمة الصحيحة التي تلته مباشرة ، فكان دور المنفلوطي ً منه في هذه المرحلة واالمتداد بها في عمر الرواية العربية. وكذا المترجمة ، فأسدي للغة ولفن النثروللفن القصصي ي ًدا عظيمة ، ووضع مع غيره الرواية العربية والفن القصصي في مكانة احتلت ـ فيما بعد ـ قمة االبداع الدبي ، وقمة النضج الفني ، القصصي بأجناسه المتعددة شجرة ذات فروع عديدة ، تستلهمه في المضمون واللغة والسلوب ، ولذلـك نجـد محـاوالت متنـوعة ممزوجة بعضها ببعض ، متمثال في فن المقامة ، تراثنا القصصي مثلما نجـد عنـد إبراهيـم اليازجي ومحمد المويـلحي. وبعـض الدبـاء أخذوا يقتبسون ألوانا من القصة في الدب الغربـي ، طريـق تعريب أنـواع مـن القصـص الغـربي كما فعل البستاني والمنفلوطي وحافظ في فترة الحقة عندما بدأ هذا اللون يعرف الرواج والذيوع ويعرف إقباال متزايدا من فظهــر العديد من الكتاب الذين عكفوا على ترجمة ألوان من القصة الغربية، مثل إبراهيم عبد القادر المازني وأحمـد حسن الزيات ومحمد عوض وغيرهم كثيرين. أهميـة كبيـرة تمثـلـت في إنتـاج عـدد كبيـر من النمـاذج القصصيـة المقتبسـة مـن الدب الغربي ، شكله المعرب أم في شكله المترجـم ، قـام بهـا البعض في تطوير أشكال من القصص العربي القديم وخاصة فن المقامة. فقد أكد التطور الذي عرفه المجتمع العربي الحديث عدم الحاجة إلى مثل هذا اللون الذي لم يعد يستجيب للمتطلبات االجتماعية الجديدة . اإلقبال عليه ينـمو ويتزايد ، كـان بمثابـة إرهـاص وتمهيــد لالنتقــال إلى مـرحلـة جديــدة تتجـاوز المستوي الذي بلغه تطور الفن في مرحلة االقتباس . التأليف ، لالستعمار الغربي . هي الرواية التاريخية . وال يمكن أن نفصل بصورة مطلقة هذه المرحلة بما سبقها، بـل هي تتويج للمكتسبات التي تحققت في المرحلة السابقة وتطوير لها . الفن القصصي الغربـي ظـل يمارس تأثيره بشكل واسع في اللون التاريخي للرواية. ظهرت فـي هـذه الفتـرة ، وأشهـر من ألف في الرواية التاريخية الديب والعالم الشهير جورجي زيدان ، فـقـد وضع
بأن رحلة كل منهما التعليمية ،كانت رحلة متخيلة ،وإن كان ذلك ال يميزها
ض ا.
عن قصة "حي بن يقطان" ،التي كانت أحداثها متخيلة أي ً
ولم يكن تعليم العلوم هو القصد الوحيد لعلى مبارك من كتابه ولكنه حاول
المقارنة بين بعض العادات الشرقية والغربية ولذلك كان على مبارك ينظر في كتابه
إلى طلبة في المدارس المدنية الخرى إلى مشايخ الزهر ،الذين رفضوا محاوالته
إلدخال العلوم الحديثة في الزهر ،ولذلك اختار في روايته شي ًخا أزهر ًيا وسماه
"علم الدين" ،وعلى مبارك يقدم لنا بهذه الصورة المقارنة بين العادات الشرقية
تطورا في حديث
والوروبية وهي المحاولة التي سنلتقي بها في صورة أكثر
ً
"عيسى بن هشام.
مراحل التطور
وقد مر الفن القصصي إبان عصر النهضة العربية وفي بداية استقبالنا
للعصر الحديث بثالث مراحل ،مثلت الميالد الجديد لألجناس القصصية وتحدي ًدا
"الرواية والقصة القصيرة" ،وهذه المراحل الثالث كانت المؤشر الرئيس على أن
الفن القصصي العربي لديه من المقومات ما يؤهله للسير في ركاب الفن القصصي
الحديث بكل سماته وخصائصه الفنية.
أما المراحل فهي (مرحلة البعث واإلحياء /مرحلة التعريب /مرحلة
االزدهار والريادة) ،وكانت المرحلتان الولى والثانية ممهدتان بشكل أساسي
لمرحلة االنطالق -التي كانت بدايتها كما تقرر (رواية زينب) ولم تتوقف محاوالت
التجريب والكتابة وفق تقنيات سردية جديدة ،وتكنيكات حديثة حتى لحظتنا هذه التي
نحياها.
38
أــ مرحلة البعث واإلحياء
عندما بدأت الوساط الفكرية في العالم العربي -في عصر النهضة -محاولة
التجديد واإلبداع ،وفك العقل من أسره ،التفتوا إلى الموروث ليسترفدوا وينهلوا من
معينه -ونلمح هذا في مجاالت عدة.
وانعكس ذلك في الدب فبعد أن بدأت المفاهيم الغربية تتسلل إلى مجتمعاتنا
وأوساطنا الفكرية في مجال القصة والرواية كان االلتفات والعودة إلى الساطير
والخرافات في القصص العربية القديمة ،وكذا التراث الشعبي وإلى القصص الدينية،
لذا كان بده ًيا أن تظهر المالمح الولي لفن القصص متأثرة بشكل كبير بهذا التراث
الضخم وأن نري استلها ًما لهذه العمال مثل سيرة عنترة والظاهر بيبرس...إلخ(.)1
هذا االستلهام يعد بمثابة التأسيس الول لألعمال السردية بشكلها الحديث،
ولعل مما ساعد على هذا االستلهام والرجوع إلى ذلك هو انتشار الطباعة ،وبذا
صارت الكتب القديمة بما تحويه من أخبار وقصص ومرويات سردية وقصص
ً
كبيرا بين تلك
تماثال
وتراجم في متناول الجميع ،سهلة لكل أحد ،فكان أن رأينا
ً
الجزاء المطبوعة من تلك الموروثات ،وما ألف في تلك الحقبة من قصص
وروايات(.)2
كبيرا بين الحوادث والشخصيات وكذا اللغة وميلها إلى السجع
فنلمس تشاب ًها
ً
تارة ،وإلى التخلص منه تارة أخرى -واهتمامها بالمحسنات تارة ومحاوالتها
التخلص منه تارة أخرى وترك المجال مفتوحا للترسل ،وبدهي أن مرحلة اإلحياء
هذه -المتمثلة في استلهام الماضي -مرت هي ذاتها بعدة درجات صعود وترقي
- 1انظر إبراهيم السعافين :تحوالت السرد "دراسات في الرواية العربية ،ص.14
- 2انظر محمد سيد عبد التواب :بواكير الرواية العربية ،ص ص.71، 72
39
حتى تصل لذروتها على ما نراه في كتابات محمد المويلحي وبخاصة "حديث عيسى
ابن هشام".
وكان مما ألف في تلك الفترة على سبيل التمثيل:
ــ "غرام الحبة في صدق المحبة" ،لمحمود خليل الجرداني 1884م .
ــ "غادة الزاهرة" ،لزينب فواز 1899م .
ــ "الغادة المصرية" ،عبد القادر مراد وعبد الحليم محفوظ 1899م .
ــ "قصة فؤاد ورفقة محبوبته" ،لنخلة صالح 1872م.
ــ "نجاح السيد غندور وخيابة السطي طرطور والصنعة حكمت" ،لمحمد عبد
الفتاح المصري1788م.
ــ "الدر النظيم في أم حكيم" ،لمحمد التميمي 1888م .
ــ "نتائج الحوال في القوال والفعال" ،لعائشة التيمورية 1888م.
وفي هذا الدور اإلحيائي نلمح أسماء عدة برزت في هذه الحقبة ،يمكن أن يستعرض
الباحث منها ما يلي:
على مبارك 1823م – 1893م
ومحاولته القصصية المسماة "علم الدين" ،وهي رحلة تقع في أربعة أجزاء قام
بها الشيخ علم الدين مع مستشرق إنجليزي ،فطوفا م ًعا بجوانب الحياة المصرية ،ثم
مصورا لمشاهداتهما هنا وهناك ،ووضعت الرحلة في شكل
رحال إلى بالد اإلنجليز
ً
مسامرات بلغت ( )125مسامرة ،فالعنصر التراثي المستوحى ظاهر وبارز بشكل ال
تخطئه العين.
40
خليل أفندي الخوري 1836م – 1907م
كتب رواية بعنوان "وي إذن لست بإفرنجي" عام 1860م ،وخليل أفندي هو
صاحب جريدة "حديقة الخبار" التي كانت تنشر الروايات المؤلفة والمعربة -منذ
بداية صدورها في عام 1858م .وقضية الرواية المحورية تسأل من هو البطل؟
ومن يكون؟ فبعد محاوالت كثيرة لكي يكون إفرنج ًيا ال يستطيع ،ليطرح تساؤل كبير
في النهاية من هو اإلفرنجي؟
سا لكونها من
فرواية (وي إذن لست بإفرنجي) تميزت في العموم بالعمق قيا ً
أوائل المحاوالت القصصية -وكذا نجاحها النسبي في تجسيد الحداث والشخصيات
ً
عمال "ذو
تجسي ًدا واقع ًيا ،فهي إذًا كمحاولة روائية قديمة في عصر النهضة تمثل
مالمح خاصة تتمثل أهميته في وضوح طريق جديد للكتابة ،على مستوي الكتابة
الروائية -بحيث يمثل مرحلة مهمة جدا في تاريخ الرواية ،وكان يمكن أن يكون من
أهم المراحل االنتقالية لوال تهميش وعدم إدراك النقاد لهذا الكاتب الفذ أو لهذا الرائد
المجهول المجدد"(.)1
*محمد إبراهيم المويلحي 1858م 1930 -م
ولد محمد المويلحي "في القاهرة لسرة ثرية ،تأخذ بحظها من الثقافة ،فكان
أبوه إبراهيم يشتغل بالتجارة إال أنه كان يجد في نفسه ً
ميال شدي ًدا لألدب ،فعكف على
القراءة ،واشتغل بالصحافة ،وسار على نهجه محمد ابنه لكنه وظف في الحكومة،
وفصل منها لمشاركته في ثورة عرابي ،واختلف إلى دروس الفغاني ومحمد عبده،
ضا نشاط صحفي
ويزور باريس وإيطإلىا ويتقن الفرنسية واإليطالية ،وكان له أي ً
كأبيه وله مشاركات كثيره في الدب والمقاالت الصحفية ،ورسائل في أدب
1ـ مارون عبود :المؤلفات الكاملة ،مجلد ،3دار مارون عبود ،بيروت ،1980ص.113
41
النفس"( .)1وإذا كان محمد المويلحي ممن يجمعون بين الثقافة العربية العميقة،
ً
ممثال من امتزاج الثقافتين.
والغربية الحديثة فال بدع إذا جاء أدبه
وقد تجلي ذلك في كتابه "حديث عيسى بن هشام" ،الذي بدأ بنشره منج ًما في
جريدة "مصباح الشرق" منذ1898/11/17م ،فهذا الكتاب "يجمع بين سمات الدب
العربي القديم والدب الغربي ،فهو يجري على أسلوب المقامة في كثير من فقراته
في أسلوب قصصي ويعالج موضوعات اجتماعية"( ،)2ولعل الدور اإلحيائي الذي
قام به المويلحي دور عظيم فهو قد أخذ قال ًبا تراث ًيا وصب فيه بأسلوب قصصي بديع
مفاسد أشياء ينقمها على مجتمعه.
والمويلحي بأسلوبه في "حديث عيسى بن هشام" يدل على فترة االنتقال التي
نتحدث عنها ،فقد جمع بين السجع واستلهام التراث وبين الترسل واالحتذاء بالسمات
الفنية الحديثة ولم يخلص أي عمل من أعمال تلك المرحلة لواحد من هذين
االتجاهين.
ونكتفي بهذه النماذج الثالثة ،ولكن في اإلطار العام فقد برزت مجموعة رائدة
حملت لواء التجديد والبعث للنثر بعامة -وكذا الفن القصصي بخاصة -ولعل القاسم
المشترك بينهم هو االستلهام القوي لشكل ما من الشكال التراثية العربية القديمة مع
عدم التقيد التام به وال بلغته ،وعلى الجانب اآلخر كسر هذا الجمود الذي ران على
الحياة الدبية ،وعلى العقل االبتكاري لألدباء في المرحلة السابقة ،وتأتي هذا لهم بعد
اطالعهم على الثقافة الغربية وما فيها من أشكال أدبية لها سمات فنية وخصائص
محددة تنقص أعمال المشرق العربي.
1ـ شوقي ضيف :الدب العربي المعاصر في مصر ،دار المعارف ،ط ،10القاهر ،1992ص ص.236-235
2ـ عمر الدسوقي :نشأة النثر الحديث وتطوره ،دار الفكر العربي ،القاهرة ،2007ص.132
42
فمن هؤالء الرواد:
ــ من مصر (رفاعه الطهطاوي -محمد عبده -عبد ౫ಋالنديم -حمزه فتح - ౫ಋعبد
الكريم سليمان ).
ــ ومن الشام (أديب اسحاق -إبراهيم اليازيجي -نجيب حداد -ناصف اليازجي-
البستاني).
ب ــ مرحلة الترجمة واالنطالق
وهذا الدور بدأ فعليا منذ أواخر القرن التاسع عشر ،حيث بدأ التحرر من
القديم أسلوب ًيا بقدر ما يقترب من السمات الحديثة والممثلة في الجناس الروائية
والقصصية في أوروبا ،وبدأ الوعي العربي يستقي البناء الفني للقصة من مواردها
الناضجة في اآلداب الخرى ،وكانت البداية لهذا الدور هو تعريب القصص
الوربية وتكييفها بما يطابق ويناسب الميول الشعبية ،حتى تساير جمهور القراء
والمثقفين ،ولذا سنجد خصائص في هذه العمال تسمها عن غيرها من الشكال
السردية ،فمن هذه السمات نجد ما يلي:
ــ كان المعرب أو الديب العربي ال يحفل بدقة الترجمة أو مطابقة نصه
للنص الصلي ،فلم يكن ث َمة قيمة علمية للترجمة المينة ،لنه إن نقلها كما هي في
لغتها الصلية -فسوف يباعد ذلك بينه وبين جمهور القراء وجمهور المتذوقين،
ومن ثم فالمعول يكون على المعني اقترا ًبا أو ابتعا ًدا ،فكان من المناسب أن يستخدم
مصطلح االقتباس ً
بديال للترجمة.
ــ أن المعرب أو الكاتب كان يخلق الموضوع خلقًا من جديد فكأنه بهذا العمل
يجمع بين أمرين أولهما :االستهداء بالصل الجنبي في مجموعه وكليته كسمات
فنية وحبكة قصصية ،ثانيهما إباحته التغيير لنفسه في كل ما يريد سواء في
43
السلوب ،أو السماء ،أو الماكن -بل وإضافة كل ما يراه مناس ًبا من حدث يؤثر
في نفوس قرائه ومعجبيه.
وهذا الدور سار فيه رواد منهم رفاعة الطهطاوي بتعريبه "مغامرات تليماك"
لفنلون الكاتب الفرنسي ،وسماها الطهطاوي "وقائع الفالك في حوادث تليماك"،
ومن بعده سار على الدرب محمد عثمان جالل بترجمته "بول وفرجيني" لبرناردين
سان بيير ،تحت عنوان "الماني والمنة في حديث قبول وورد جنة".
وهنا يبرز نجم مصطفي لطفي المنفلوطي كرأس لهذا الجيل ممن ارتقوا بالفن
القصصي في هذا الدور ،وتكمن أهمية ما عمله المنفلوطي في هذا الوقت:
ــ أنه بأسلوبه المتفرد أعلن رسم ًيا وفاة الساليب التي كانت تشد سابقيه،
ً
مزيال ما ران على جمالها من سواد العصور السابقة ،فلم يعد المر مجرد محسنات
لفظية او بديعية أو ألغاز وأحاج لفظية فارغة.
فأعمال المنفلوطي القصصية وأشكالها السردية -الموضوع منها والمقتبس-
يعتبر بداية عصر في الفن القصصي يعتمد السلوب بجانب المضمون ،في إطار
من السمات الحديثة ال ُمؤطرة لهذا الفن في أي مكان.
جوا من اإلشراق -يُظهره أسلوبه الذي تميز به،
ــ أن المنفلوطي كان يضفي ً
وحرصه على مراعاة ومجاراة واقعه ومتذوقيه ،واستطاع أن يضفي على الموروث
ً
عمال سرد ًيا
من إبداعه وروحه وأسلوبه في العمل ،آخذًا منه بحساب ،فيخرج لنا
ممتز ًجا من ذلك جميعه.
ــ أن المنفلوطي يعتبر أبرز الدباء هذا الدور ،وهو أيضا بداية دور الرواد
دورا وسي ً
طا ال بد
في فن الترجمة الصحيحة التي تلته مباشرة ،فكان دور المنفلوطي ً
منه في هذه المرحلة واالمتداد بها في عمر الرواية العربية.
44
فال بد أن يذكر للمنفلوطي كرائد أسهم في تطور الرواية العربية الموضوعة
وكذا المترجمة ،فالمنفلوطي مهد وعبد الطريق لمن تاله ،فأسدي للغة ولفن النثروللفن القصصي ي ًدا عظيمة ،ووضع مع غيره الرواية العربية والفن القصصي في
مكانة احتلت ـ فيما بعد ـ قمة االبداع الدبي ،وقمة النضج الفني ،ليصير الفن
القصصي بأجناسه المتعددة شجرة ذات فروع عديدة ،شجرة لها أصل من تراث
تستلهمه في المضمون واللغة والسلوب ،ثم لها أغصان وأوراق وارفة من سمات
وأصول فنية مقررة ،وعناصر سردية تأخذ نفسها بها.
وتمثل هاتان المرحلتان بداية نمو هذا الفن في منتصـف القـرن التاسـع
عشـر ،ولذلـك نجـد محـاوالت متنـوعة ممزوجة بعضها ببعض ،فنجد المقتبس من
ً
متمثال في فن المقامة ،ويطالعنا بعـض الدبـاء محاولين إحيـاء هـذا
تراثنا القصصي
الفـن وتوظيفه في خدمة أهداف إصالحيـة ،مثلما نجـد عنـد إبراهيـم اليازجي ومحمد
المويـلحي.
وبعـض الدبـاء أخذوا يقتبسون ألوانا من القصة في الدب الغربـي ،إما عن
طريـق تعريب أنـواع مـن القصـص الغـربي كما فعل البستاني والمنفلوطي وحافظ
إبراهيم وغيرهم ،وإما عن طريق الترجمـة الدقيقـة كمـا فعـل العـديـد مـــن الدباء
في فترة الحقة عندما بدأ هذا اللون يعرف الرواج والذيوع ويعرف إقباال متزايدا من
القراء ،فظهــر العديد من الكتاب الذين عكفوا على ترجمة ألوان من القصة الغربية،
مثل إبراهيم عبد القادر المازني وأحمـد حسن الزيات ومحمد عوض وغيرهم
كثيرين.
وكان لهذه المرحلـة المبكرة من عمر الرواية العربية ،أهميـة كبيـرة تمثـلـت
في إنتـاج عـدد كبيـر من النمـاذج القصصيـة المقتبسـة مـن الدب الغربي ،سواء في
شكله المعرب أم في شكله المترجـم ،فـي الوقـت الـذي اختـفـت المحـاوالت التـي
45
قـام بهـا البعض في تطوير أشكال من القصص العربي القديم وخاصة فن المقامة.
فقد أكد التطور الذي عرفه المجتمع العربي الحديث عدم الحاجة إلى مثل هذا اللون
الذي لم يعد يستجيب للمتطلبات االجتماعية الجديدة .
ونجد أن هذا اإلنتاج القصصي الناجم عن التأثر بالدب الغربي ،والذي أخذ
اإلقبال عليه ينـمو ويتزايد ،سـواء مـن جـانب الكتـاب أو مـن جـانب القـراء ،كـان
بمثابـة إرهـاص وتمهيــد لالنتقــال إلى مـرحلـة جديــدة تتجـاوز المستوي الذي بلغه
تطور الفن في مرحلة االقتباس .وقد أطلق الدارسون على هذه المرحلة مرحاـة
التأليـف واإلبداع.
وتتجلي هذه المرحلة في االنتقال من مرحلة االقتباس والترجمة إلى مرحلة
التأليف ،وهذه المرحلة فرضتها االحتياجات الجديدة للمجتمع وتطوره ومواجهته
لالستعمار الغربي .وقد بدأت هذه المرحلة بتأليف نوع معين من القصة والرواية،
هي الرواية التاريخية .وال يمكن أن نفصل بصورة مطلقة هذه المرحلة بما سبقها،
بـل هي تتويج للمكتسبات التي تحققت في المرحلة السابقة وتطوير لها .كما أن تأثير
الفن القصصي الغربـي ظـل يمارس تأثيره بشكل واسع في اللون التاريخي للرواية.
وليس في مقدورنا الحديث بالتفصيل عن كل أشكال الرواية التاريخية التي
ظهرت فـي هـذه الفتـرة ،لذلــك سنقتصر على إيراد نماذج منها .وأشهـر من ألف
في الرواية التاريخية الديب والعالم الشهير جورجي زيدان ،فـقـد وضع
سلسلة من الروايات التاريخية استوحي موضوعاتها وأحداثها من التاريخ العربـي
اإلسالمـي .
وقـد حدد هدفه من تأليف هذا اللون من القصص ً
قائال :إن الغـرض منهــا
تعليم التاريـخ للناشئـة بطريقة مشـوقـة وجذابـة ،فاستخـدم الشكـل القصصي كوسيلـة
لجذب الناشئـة إلى قـراءة التـاريـخ عـن طـريق صب أحداثــه في قالـب قصصي
46
تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص
يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية
يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة
نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها
يعتبر فول الصويا من المحاصيل الغذائية والصناعية الهامة على المستوى العالمي نظراً لاحتواء بذوره على ن...
Traffic Padding: inserting some bogus data into the traffic to thwart the adversary’s attempt to use...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اليوم ذهب إلى دورة القرآن وتعلمت القرآن ثم عدت إلى منزلي ومكتبي قلي...
يجمع نظام التكاليف بجوار المحاسبة على الفعليات،التوفيق في ظروف حدوثها وأسبابها ومدى الكفاءة في التنف...
نطاق البحث يركز هذا البحث على تحليل الأطر القانونية والمؤسساتية لعدالة الأحداث، مع دراسة النماذج الد...
نفيد بموجب هذا الملخص أنه بتاريخ 30/03/1433هـ، انتقل إلى رحمة الله تعالى المواطن/ صالح أحمد الفقيه، ...
العدل والمساواة بين الطفل واخواته : الشرح اكدت السنه النبويه المطهرة علي ضروره العدل والمساواة بين...
آملين تحقيق تطلعاتهم التي يمكن تلخيصها بما يلي: -جإعادة مجدهم الغابر، وإحياء سلطانهم الفارسي المندثر...
Network architects and administrators must be able to show what their networks will look like. They ...
السيد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، يجيب عن أسئلة شفوية بمجلس النواب. قدم السيد مح...
حقق المعمل المركزي للمناخ الزراعي إنجازات بارزة ومتنوعة. لقد طوّر المعمل نظامًا متكاملًا للتنبؤ بالظ...
رهف طفلة عمرها ١٢ سنة من حمص اصيبت بطلق بالرأس وطلقة في الفك وهي تلعب جانب باب البيت ، الاب عامل بسي...