لخّصلي

تتناول هذه النصوص تاريخ بعض القبائل العربية قبل الإسلام، بدءًا من عاد وثمود. فقد ذكر النص كيف أن عاد، رغم تقدمها الحضاري، انحرفت عن الحق فبعث الله هودًا نبيًا إليهم، لكنهم كذبوه فأهلكهم الله برياح صرصر. ثم ذكر ثمود التي ازدهرت بعد زوال عاد، فقد بنوا دورًا وقصورًا، لكنهم عبدوا النجوم فبعث الله صالحًا، فكذبوه فأهلكهم الله بالرجفة. ثم قسم النص العرب إلى قحطانيين (جنوبيين) سكنوا اليمن وحضرموت، ومن أهم قبائلهم جرهم ويعرب، وعدنانيين (شماليين) سكنوا الحجاز، ومنهم قريش. أما عن انتشار المسيحية بين العرب، فقد تنافست مع اليهودية في الشام واليمن، وانتشرت في مناطق مثل نجران ودومة الجندل، وقد اعتنق بعض القبائل العربية المسيحية كقضاعة وتغلب ولخم. كما ذكر النص اعتناق بعض الشخصيات القرشية للمسيحية مثل ورقة بن نوفل و عثمان بن الحويرث. ويرجع فشل انتشار المسيحية بين العرب إلى خلافاتهم حول المسيح وعدم اتفاقهم على أصول دينهم.

واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح " ، وسكنت اليمن وحضرموت فبلغت عاد درجة
كبيرة من الرقي والقوة إال أنها انحرفت وانغمست في الظلم والعسف والجور .
وشرح القرآن الكريم كيف أراد هللا لعاد أن تعود إلى الحق بعد الضالل، فبعث إليها
رسوال منهم وهو هود يدعوهم إلى سواء السبيل ، ولكن عاد ا أصرت على استكبار ها
وكذبت رسول هللا ، فقال تعالى : " ﴿فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات لنذيقهم
عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب اآلخرة أخرى وهم ال ينصرون ﴾" وكانت عاصمتهم
إرم .وعن قوم ثمود فقد نزلت في شمال بالد العرب ولم يرتفع شأن ثمود إال بعد زوال مجد
عاد لقوله تعالى عن ثمود :" ﴿واذكروا اذ جعلكم خلفاء من بعد عاد ﴾ .
حضارة ثمود بدأت حوالي سنة 1800 ق،م وظلت زاهرة إلى سنة 1600 ق،م ،
فبلغوا درجة كبيرة من الرقي الحضاري فقد أقاموا الدور والقصور والقبور من الحجارة في
قلب الجبال إال إنهم تمادوا في طغيانهم حين انصرفوا عن عبادة هللا الواحد القهار ، وأخذوا
يعبدون النجوم والكواكب ، فبعث هللا إليهم برسول صالح يدعوهم إلى عبادة هللا لكنهم أبوا
فأصبتهم الرجفة لقوله تعالى في سورة األعراف اآلية 77 79- ."فأخذتهم الرجفة فأصبحوا
في دارهم جاثمي فتولى عنهم وقال :" يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن ال
تحبون الناصحين .
-2العرب العاربة : وهم عرب الجنوب ويعرفون بالقحطانيين نسبة إلى قحطان بن
عاثر أو عابر ، سكن القحطانيون اليمن وحضر موت ، بعد حادثة سد مأرب ، ومن أهم
قبائلهم جرهم ويعرب ، ومن يعرب ظهرت كهالن وحمير ، وأشهر قبائل كهالن األوس
والخزرج .
-3العرب المستعربة :وهم عرب الشمال وعرفوا بالعدنانيين سكان الحجاز ، ومنهم
قبيلة قريش التي سكنت مكة ، وسميوا بذلك ألن اسماعيل كان يتكلم العبرانية ، فلما نزلت
جرهم من القحطانية بمكة وسكنوا مع اسماعيل وأمه هاجر تزوج منهم وتعلم هو وأبناؤه
العربية فسموا بذلك العرب المستعربة.في ربوعها الشمالية، وكذا تطلعهم إلى النبي المبشر به ، في التوارة واإلنجيل وأن مهجره
يثرب ذات النخيل ...فنزلوا ديار الحجاز الشمالية رجاء أن يبعث نبي آخر الزمان فيؤمنوا
به ، ويقاتلوا معه أعداءهم ، ويستردوا ملكهم المسلوب منهم ،منذ قرون .
حيث انتشرت بين جماعات من العرب ، منهم الغساسنة في الشام ، وكان لهم هناك دولة-
النصرانية : لقد تنافست النصرانية مع اليهودية في االنتشار في بالد الشام واليمن ،
نصرانية . كما انتشرت أيضا من اللخميين في بالد العراق الجنوبية ، فعرف العرب
النصرانية في دومة الجندل ، وأيلة وتيماء وغيرها .
ويذكر أن نصارى الحيرة أنشأوا عددا من األديرة . ومن أشهر القبائل التي كانت
تدين بالنصرانية من العرب قبيلة قضاعة التي أخذت النصرانية عن الروم ، وكذلك بعض
القبائل األخرى مثل تغلب ولخم ومذحج وتنوح وطيئ، فضال عن نجران كانت من أهم
مراكز النصرانية في الجنوب ، حيث كثرت الكنائس في ظفار وعدن وصنعاءومأرب ،
وإن لم تدل كثرتها على زيادة الموالين لها في بالد اليمن بقدر ماكانت تدل على وجود
التكتالت – المسيحية – بهذه البالد البعيدة ورغبتها في اإلعالن عن وجودها أمام الناس .
والمعلوم لدينا أن ورقة بن نوفل وهو قريشي اعتنق النصرانية ودان بها ، وهو الذي
لجأت إليه السيدة خديجة في شأن ماحدث لزوجها محمد عليه السالم ، حينما نزل عليه
الوحي ألول مرة وقد مات ورقة بن نوفل على األرجح قبل بد انتشار الدعوة . ومن قبيلة
قريش أيضا اعتنق عثمان بن الحويرث النصرانية حينما ذهب إلى الشام وكانت له منزلة
عند قيصر الروم النصراني ، وكان متزوجا من أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان التي تزوجها
بعده النبي محمد عليه السالم رحمة بها .
وربما كان من أسباب فشل المسيحيين في بالد العرب ، أن آراؤهم حول المسيح
وأمه ، ورآهم الناس جماعات ال تتفق على أصول دينها ، فانصرفوا عنهم وتركوهم
لخالفاتهم العقيمة .