لخّصلي

إجراءات أغسطس التي تدل على مكانة مصر المتميزة وأهميتها
في الإمبراطورية الرومانية
تعد مصر من أهم الولايات الرومانية لمكانتها الاقتصادية حيث تمد روما سنويا بثلث احتياجاتها من القمح.
بعد انتصار أغسطس في أكتيوم دخل الإسكندرية و ألقى خطابا باليونانية إظهارا لتقديره للحضارة الإغريقية، و زار مقر جثمان الاسكندر وأغدق عليه مظاهر التكريم والتقدير بينما رفض زيارة قبور الملوك البطالمة ورؤية المعبودات المصرية.
منع جنوده من نهب المدينة احتراما لمؤسسها الإسكندر، ووضع فرقة رومانية كاملة لإحكام السيطرة على سكان الإسكندرية.
تم تقسيم الولايات بينه وبين مجلس الشيوخ "السناتو" فجعل القيادة العسكرية فى يده، وكانت مصر تابعة للإمبراطور، كما أعلن خضوع مصر لسلطان الشعب الروماني، كما ورد في نقش أنقرة "لقد ضممت مصر لسلطان الشعب الرومانى".
أصدر قرارا باعتبار اليوم الذي دخل فيه إلى الاسكندرية عيدا وطنيا. ويوافق اليوم الأول من شهر أغسطس من عام 30 ق.م، كما أصدر أمرا بصك عملة بهذه المناسبة كتب عليها عبارة "فتح مصر".
رفض الالتماس الذي تقدم به السكندريون لتكوين مجلس للشورى، وأصدر قرارا يعفيهم من دفع ضريبة الرأس التي فرضت على كافة الفئات الأخرى، بينما سمح لليهود بتشكيل مجلس للشيوخ (جيروسيا) وممارسة شريعتهم وعاداتهم مع فرض ضريبة الرأس.
وضع تأمينات عسكرية لمصر تتمثل في فرقة عسكرية بالقرب من الإسكندرية وثانية في منف وثالثة في طيبة ووضع قوات مرابطة على حدود مصر الجنوبية وبعض المراكز التجارية.
رفض تعيين والي على مصر من طبقة السناتو "الشيوخ" لعدم ثقته بهم، وعين عليها واليا من طبقة الفرسان ويأتي على قمة الإدارة العسكرية والمدنية ويستمد سلطانه من كونه ممثل الإمبراطور في الولاية ويتمتع بسلطة الإمبريوم (القيادة العسكرية) التي تمكنه من قيادة القوات الرومانية التي تعسكر في مصر.
أصدر قانونا يحرم على رجال السناتو البارزين من دخول مصر إلا بإذن من الإمبراطور لضمان عدم إحراج الوالي وإضعاف مكانته بين مرؤوسيه.
قسم مصر إلى ثلاثة أقاليم إدارية: إقليم طيبة (مصر العليا) وإقليم المديريات السبعة وأرسينوي (مصر الوسطى) و(إقليم الدلتا)، وعلى رأس كل إقليم موظف يدعى ابستراتيجوس يتم اختياره عن طريق الإمبراطور ولابد أن يكون مواطنا رومانيا. وينقسم كل إقليم لوحدات أصغر تسمى مديريات ويتولى إدارتها موظف يحمل لقب استراتيجوس.
مصر في عهد الامبراطور تيبيريوس:
أهم الأحداث التي شهدتها مصر في عهد الإمبراطور تيبيريوس ، هي: زيارة جرمانيكوس ابن شقيق الامبراطور للإسكندرية في عام 19م، وبرر جرمانيكوس قيامه بتلك الزي برغبته في معالجة أزمة اقتصادية كانت تمر به مصر بسبب انخفاض فيضان النيل،لكنه لم يستأذن الامبراطور بزيارة مصر خالفا بذلك العرف الذي وضعه أغسطس.
مصر في عهد الامبراطور جابوس كاليجولا :
كان من أهم الاحداث في عهده فتنة 38م، وترتبط هذه الحادثة بموضوع: الصراع السكندري:
أسابا الصراع:
ان الاسكندريين يكرهون اليهود بسبب مواقفهم المؤيدة للرومان
احساسهم بان اغسطس ميز اليهود وسمح لهم بتطبيق قوانينهم وانشاء مجلس شيوخ لهم، بينما بينما حرم السكندريين من ان يكون لهم مجلس شيوخ، فانتقم السكندريين من اليهود لانهم لا يستطيعون المجاهرة بالعداء للرومان.
أهم مراحل الصراع اليهودي السكندري:

كانت الشرارة التي أطلقت الصراع بين اليهود والسكندريين، هي: وصول أمير يهودي إلى الإسكندرية، وكان هذا الأمير يدعى أجريبا وهو حفيد هيرود الملك اليهودي. فهلل اليهود لوصول أجريبا إلى الإسكندرية، واستقبلوه استقبالاً ملكياً، مما أثار غيظ السكندريين، وجعلهم يقررون إفساد احتفال اليهود. واصدر الوالي الروماني منشوراً ذكر فيه ان اليهود دخلاء على الإسكندرية وألقى القبض على بعض أعضاء مجلس الشيوخ اليهود وامر بجلدهم فقدم اليهود شكوى للامبراطور ضد الوالي فقبض على الوالي وحوكم واعدم بعد ذلك.
سارع كلا من اليهود والسكندريين بإرسال سفارة إلى روما، لشرح وجهة نظر كل منهما للإمبراطور، وكانت البعثة اليهودية بقيادة الكاتب اليهودي فيلون، أما بعثة السكندريين فقد كان يرأسها أبيون أحد زعماء المدينة. وعندما التقى الوفدان بالامبراطور بادر بتوجيه اللوم لليهود ونعتهم بالكفرة لانهم لايؤمنون بألوهيته لأن بلغه ان اليهود دمروا معبدا كان الاغريق شيدوه لعبادته في فلسطين. ولم ينقذ اليهود منغضبه سوى اغتياله عام 41م..
مصر في عهد الإمبراطور كلوديوس :
بعث رسالة الى الإسكندرية، وتنقسم الى قسمين الأول يتعلق بمطالب السكندريين والثاني يختص باليهود.
في القسم الأول قبل تكريم السكندريين له لكن رفض مطلبهم بتأليهه واقامة معابد لعبادته- ولم يستجب لمطلبهم بانشاء مجلس للشورى – وفي اخر الرسالة (القسم الثاني) وجه تحذير للسكندريين أن يكفوا عن التحرش باليهود، كما حذر اليهود من محاولة الحصول على امتيازات اكثر مما يتمتعون به وان لايتدخلون في معاهد الجمنازيوم والا ينسوا انهم يقيمون في مدينة ليست مدينتهم وان لايستجلبوا يهودا الى الاسكندرية.
مصر في عهد الإمبراطور نيرون:
اندلعت الثورة اليهودية في أورشليم الأمر الذي أدى إلى توتر العلاقة بين السكندريين واليهود. حيث انعكست حالة الاضطراب التي كان يعاني منها الإمبراطور على كافة نواحي الحياة في الإمبراطورية، فاندلعت حركات التمرد في الولايات، وكان أخطرها ثورة اليهود في فلسطين عام 66 م التي كان لها تأثيرها على الأحوال في مصر، وفي الإمبراطورية الرومانية بأسرها.
كان لثورة اليهود في فلسطين أصداء في مصر. حيث بادر الاسكندريين بارسال بعثة الى الامبراطور ليعلنوا ولائهم له لكنهم إكتشفوا وجود بعض اليهود بينهم فقاموا بالاعتداء عليهم ، وكان الوالي الروماني آنذاك يهودي سكندري في الأصل حاول ان ينصح زعماء اليهود بوقف النزاع لكنهم اعرضوا عن نصائحه فاستخدم القوة ضدهم واستعان بالقوات الرومانية وقتل خمسين الفا من اليهود في هذه الاحداث.
وفي فلسطين نجح القائد الروماني تيتوس في القضاء على ثورة اليهود، وتدمير معبد أرشليم في عام 70م. وأصبحت مملكة يهوذا ولاية رومانية وأمر تيتوس بحل كافة التنظيمات اليهودية، وفرض على اليهود أن يدفعوا ضريبة الرأس.
مصر في عهد الامبراطور فسبسيان: تأييد الجيش الروماني في مصر له. واعتبار تأريخ تأييد مصر له بداية حكمه.عُدت زيارة الإمبراطور فسباسيان لمصر أول زيارة لإمبراطور روماني بعد أغسطس، وكان الهدف منها جباية مستحقات الدول وفرض ضرائب جديدة.اهتمت الأسرة الفلافية التي ينتمي لها الامبراطور بالمعبودات المصرية كان بظهورها على العملة، وإنشاء معابد خاصة في روما لإيزيس وسرابيس «اعتراف رسمي».
مصر في عهد الإمبراطور الروماني تراجان: عانت مصرفي عهده من مجاعة بسبب انخفاض فيضان النيل، فأرسل الإمبراطور أسطولا محملا بالغلال، كما شهدت المنطقة في عهد تراجان صراعا داميا بين اليهود والإمبراطورية الرومانية، بدأ بين اليهود والإغريق في قورينائية، قام اليهود خلالها بأعمال وحشية ضد الإغريق وامتدت إلى مناطق أخرى منها مصر مما دفع السلطات الرومانية إلى تجنيد الأهالي لمقاومة هذه الثورة والتي تم إخمادها.
مصر في عهد الإمبراطور هادريان: زار مصر عام 130م، وأسس مدينة أنتينوبوليس «الشيخ عبادة» رابع مدينة يونانية بمصر، وزار تمثالي ممنون، وزار دار العلم الموسيون.
مصر في عهد الإمبراطور الروماني سبتيميوس سيفيريوس: قام بإجراء أول تعديلات في النظم الإدارية التي وضعها أغسطس، فمنح الإسكندرية وباقي المدن المصرية مجالس تشريعية بهدف توحيد النظم في سائر أرجاء الإمبراطورية الرومانية.
مصر في عهد الإمبراطور كراكلا: في عهده تم منح حقوق المواطنة الرومانية لكافة رعايا الإمبراطورية بما فيهم المصريين.
كان مكروها عند المصريين. وعند زيارته لمصر سخر منه الناس، فأمر بقتل عدد كبير من الشباب وأمر جنوده بنهب الإسكندرية وأصدر قرارا بطرد كافة المصريين الذين يقيمون في الإسكندرية والذين هربوا من موطنهم إلى الريف وتهربهم من أداء التزاماتهم تجاه الدولة.