لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (التلخيص باستخدام خوارزمية التجزئة)

المبحث الأول: تعريف الرواية:
جاء في معجم الوسيط (روی) على البعير ريا استقى وَالْقَوْمِ وَعَلَيْهِم وَلَهُم استقى لَهُم المَاء وَالْبَعِير شدّ عَلَيْهِ بِالرَّوَاءِ وَيُقَال روى على الرجل بِالرَّوَاءِ شده عَلَيْهِ لِئَلَّا يسقط من ظهر البعير عِنْد غَلَبَة النوم والحديث أو الشعر رِوَايَة حمله ونقله فَهُوَ راو (ج) رواة وَالْبَعِيرِ المَاء رِوَايَة حمله ونقله وَيُقَال روى عَلَيْهِ الْكَذِب كذب عَلَيْهِ وَالحبل ريا أنعم فتله وَالزَّرْعَ سَقَاهُ
(روي) من الماء ونحوه ريا وَرُوِيَ شرب وشبع وَيُقَال روى الشجر والنبت تنعم فَهُوَ رَيَّان وَهِي ريا وريانة (ج) رواء
(أرواه) جعله يروى وَفُلَانًا الحديث والشعر حمله على روايته
(الراوية) مؤنث الراوي والمستقي ومن كثرت روايته (وَالتّاء للمُبَالَغَة) والمزادة فِيهَا المَاء وَالدَّابَّةِ الَّتِي يستقى عَلَيْهَا
(الرواية) الْقِصَّة الطويلة (محدثة).
وفي حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ترووا شعر حجية بن المضرب فإنه يعين على البر".
فأنا راو في الماء و الشعر من قوم رواة و رويته الشعر تروية أي حملته على روايته ،
و تقول أنشد القصيدة يا هذا و لا تقل ! أروها إلا أن تأمره بروايتها أي باستظهارها.
ولعلها باختلافها ذاك لا تقربنا إلى ماهية الرواية بقدر ما تصعب عملية الاقتراب تلك .
فما سبب هذا التعدد الدلالي؟ هل يرجع إلى مجرد اختلاف في النظر إلى المفهوم؟ ا نعتقد ذلك؛
إذ لعل السبب الأصلي يرجع إلى اختلاف في ما صدق المفهوم ذاته،
حيث إن هذا الماصدق لا يثبت على حال حتى يقبل الاتفاق في وسمه ووصفه .
رغم اختلافهم في تحديد مدلولها ؛
تجدهم متفقين على الاعتراف بحراكها وتغير بنيتها.
وقد يكون ابسط تعريف لها هو أنها : فن نثري تخيلي طويل نسبيا،
لدى نهاية المطاف شكلا ادبيا جميلا يعتزي الى هذا الجنس الحظي،
وتعريف عزيزة مريدان: هي أوسع من القصة في أحداثها وشخصياتها،
من أوفى واشمل تعاريف الرواية.
وهناك تعريف اخر: بأنها جنس أدبي يشترك مع الأسطورة و الحكاية في سرد أحداث معينة،
وتعطي مساحة للكاتب بالتعبير عن الاحداث والمشكلات وحتى الشخصيات،
قد تبدأ بقراءة رواية وعمر أحد الابطال في العشرين وتنتهي وهو في الثلاثينات.
وتتعدد تعاريف الرواية لذا نجد انه من الصعب ان نحصر الرواية بتعريف واحد او أثنين.
المبحث الثاني: هل الرواية فن قديم ام جديد:
ظهرت الرواية في بداياتها عند العرب بأشكالها القصصية المحددة في الاحداث والتحول والتصوير والزمن،
وان كانت لها دلالات أخرى قد تكون ذات صلة قريبة او بعيدة بتلك الدلالات المستحدثة الجديدة.
وتقول: انشد القصيدة يا هذا ولا تقل ارْوها الا ان تأمره بروايتها أي باستظهارها.
في حين يرى بعض الباحثين ضرورة البحث عن أصول الرواية العربية غير النقل والترجمة عن الادب الغربي،
وعندئذ سيكون من المعتذر عن التفكير العلمي ان يقبل ما يسرده الكثيرون من ان هذا الفن مستحدث في أدبنا العربي,
نقلناه مع من نقلنا من صور الحضارة الغربية وقلدناه محاكيين ما نلقاه,
ومن الجهود التي بذلها الباحثون لتأصيل هذا الفن بمحاولة إيجاد جهود تربطه بتراثنا العربي بما فيه من فائدة أدبية فكرية،
ومن الذين يرون ان الرواية فن عربي أصيل فاروق خورشيد في كتابه ( في الرواية العربية - عصر التجميع ) إذ يشير إلى أن الشواهد تدل على أن الأدب العربي عرف القصة في مختلف عصوره،
ففي العصر الجاهلي كانت لهم قصص كثيرة وكانوا مشغوفين بالتاريخ والحكايات التي تدور حول أجدادهم وملوكهم وفرسانهم وشعرائهم وكتاب الأغاني خير شاهد،
عبر التاريخ العربي كما تخيله البعض مثل (التيجان) لوهب بن منبه الذي يعبتر المرجع لكثير من الروايات العربية التي تلت عصره .
وقد تأثروا بما نقلوه عن الأمم الأخرى مما امتلأت به كتب الأيام والأخبار وقد نظر إليها الدارسون المحدثون من زاوية تاريخية محضة،
ولم ينظروا إليها من الزاوية الفنية كقصة الزباء المروية عن هشام بن محمد الكلبي وذلك لورودها في كتب الأدب كالأغاني والعقد الفريد والأمالي.
وقد استدل الباحث على أصالة الفن القصصي لدى العرب بما ورد في القرآن الكريم من قصص إذ أشار إلى أنه إدراك لخطر القصة وأثرها في نفوس العرب مما يدل .
على رسوخ هذا الفن في تراثهم ومن كبار القصاصين وهب بن منبه وكعب الأحبار وكتاب الأول التيجان شاهد على ميراث القصة عند العرب كانت تحظى بالمقام الأول،
غير أن التراث القصصي العربي الذي توافر في جانب منه خصائص فنية وقيم جمالية أضافت إلى التراث الإنساني في هذا المجال يظل حقيقة مائلة ولا يضهرنا في شيء أن تكون الرواية الحديثة مختلفة في تقنيتها عما ورثناه ،
وبالتالي فليس ثمة قضية تقتضى أن نحتشد لها هذا الاحتشاد فأصحاب الرأي الثاني الذين يرون خلاف ما يرى الفريق الأول لم يتنكبوا طريق الصواب ،
المبحث الثالث: الرواية ونشأتها في الأدب العربي:
وبعد العصر العباسي وبداية الحكومة العثمانيّة وبعده في القرون الثلاثة التي سيطر عليها الحكم التركي على مصر ( أغلقت المدارس بل هدمت وانتهت …وتعطلت الحركة الأدبية،
ليس وراءه أي صدق إحساس أو فنية تعبير … وقد كان أغلب النتائج الأدبي لتلك الفترة تدور حول المدائح النبوية والأمور الإخوانية والمراثي الباردة والمواعظ المباشرة…).
وهنا اختلاف طرق وأساليب عيش قديمة مما أدى هذا الاختلاف الى اختفاء بعض الاجناس الأدبية،
وقد اخذت الر واية ابعادا متشابكة في نشأتها وتطورها عبر مختلف الأمكنة والازمنة.
مراحل نشأة وتطور الرواية في المشرق العربي:
قطعت الرواية العربية شوطا كبيرا في الأدب العربي –خاصة بمصر حيث ولدت- ويمكن القول أنها مرت بمراحل ،
و أطلقت عليها مرحلة (التحول و الاستكشاف) و تبقى مرحلة ما بعد1967م و هي مرحلة التجديد والاستمرار.
فالطنطاوي كان سابق عصره وزمانه متقدما في نظرته إلى السياسة والديمقراطية و المرأة والعلم اكتفى بنقل ما رآه في فرنسا إبان الثلث الأول من القرن الماضي.
و الغريب أن هيكل لم يجرؤ علي أن يضع اسمه عليها " كما انه لم يطلق عليها لفظ رواية و لكنه نشرها على اعتبار أنها " مناظرة و أخلاق ريفية "بقلم ( مصري فلاح) و لم يفعل ذلك إلا بعد أربعين عاما على كتابته للرواية حين تقديمه لروايته الثانية ( هكذا خلقت)،
وكذلك من رواد هذه المغامرة الروائية " محمود خيرت " في ( الكنز المصري 1932م) و محمد عفيفي شاهيب (ضياء 1929م) و محمد رضا ( القرش الأبيض 1939م) و غير ذلك مما لم يثبت في الميدان لضعفه فنيا و لعدم استقرار مؤلفيه في الكتابة،
ومنه فإن كتّاب الرواية الكبار حاولوا اقتحام ميدان الرواية الطويلة و الأرجح أن روايتهم كانت مقصورة لذاتها معظمها دار في تلك ذواتهم أو حلق في أفاق خيالية رومانسية كما أن شروط الفن لم تكن متوفرة فيها كتب ،
نجد أن الرواية عند " طه حسين " تمثل (صدأ أو الواحة ) تخلو فيها إلى الذات ذات نفسه كلما ضاقت به الحياة أو كلما ذاق هو بمشاكلها المختلفة،
والرواية عند ( توفيق الحكيم) محاولة لنقل الشخصيات الجافة التي كانت تحمل أفكاره و شطحاته الذهنية كي تختلط بالقارئ .
إن رواية (حواء بلا آدم ) لطاهر فقد تحولت الرواية على يده فهي تمثل مرحلة أكثر تطورا من الناحية الفنية إذا ما قيست بمحاولات تيمور عيسى عبيد ن بعد إن كانت مجرد عرض لمجموعة من الصور و المواقف فقد التفتت ( حواء بلا ادم) بذكاء إلى التناقضات الطبقية وانعكاساتها في علاقات الناس و سلوكياتهم إذ تمثل رؤية اجتماعية .
وإن من أهم كتب عباس محمود العقاد و الذي كتبه في الثلاثينيات من القرن العشرين وهي قصته الشهيرة في الحب لـ "سارة "و الذي كان في سنة 1926م،
وإذا انتقلنا إلى ( إبراهيم الكاتب ) 1931مللمازني و هي رواية اتصفت ببعض صفات السيرة الذاتية إلا أنها تحمل نقدا للعادات الاجتماعية و لم تكن ميزتها في السرد القصصي بقدر ما كانت في التشخيص .
لم يساهم المازني إلا بهذه الرواية وان كان قد قدم ما يمكن اعتباره الجزء الثاني من هذه الرواية في روايته (إبراهيم الثاني) وهي لا تقدم لنا جديد فيما يتصل بتطور الرواية الفنية عما قدمه سابقا.
إن كل الذين تمت الإشارة إليهم كروائيين مغامرين فردين لم يكونوا إلا كذلك وغلب على معظم رواياتهم جانب الإصلاح والتعليم ولتوجيه وافتقادهم الإحكام الروائي من حيث البناء الفني.
و مما لا شك فيه أن تلك المرحلة بكل ما اتسمت به من طابع الفردية و النزوع الرومانسي و عدم النضج الفني قد مهدت الطريق – روائيا – لما صدر في الفترة ما بين 1939-1952م،
وفي هذه الفترة بدا التحول الحقيقي نحو اعتبار الرواية فنا يمكن توفر جهود الكاتب عليه استنادا إلى تجارب سبقته على الطريق ،
والى أسس ينطلق منها معاصروه من الكتاب و لم تنفصل الرواية بشكل أو بآخر عن تلك الظروف و العوامل المحيطة و لثورة 1952 و بالتحديد مع الإرهاصات التي سبقت الثورة ارتباطا عضويا بالواقع ،
و لعل من أهم كتاب هذه المرحلة نجد أمثال عبد الحميد جودة السحار الذي كتب ( أحمس بطل الاستقلال) 1943 و أميرة قرطبة 1949مو هي كلها روايات تاريخية ،
و كذا نجد نجيب محفوظ الذي ساهمت رواياته مساهمة رهيبة حقا في عظمتها و تميزها " فعلى امتداد نصف قرن بما يزيد عن ثلاثين عمل روائي له،
كفاح طيبة 1944 و نجده ابدع في الروايات التي تحمل طابعا اجتماعيا ك : القاهرة الجديدة 1945م و خان يونس 1946م وزقاق المدق 1947م ،
و محمد جبريل و غيرهم في مصر لنتجه الى بلاد الشام فنجد: صدقي إسماعيل في (العصاة) وغيرها،


النص الأصلي

المبحث الأول: تعريف الرواية:
أ- لغـة
جاء في معجم الوسيط (روی) على البعير ريا استقى وَالْقَوْمِ وَعَلَيْهِم وَلَهُم استقى لَهُم المَاء وَالْبَعِير شدّ عَلَيْهِ بِالرَّوَاءِ وَيُقَال روى على الرجل بِالرَّوَاءِ شده عَلَيْهِ لِئَلَّا يسقط من ظهر البعير عِنْد غَلَبَة النوم والحديث أو الشعر رِوَايَة حمله ونقله فَهُوَ راو (ج) رواة وَالْبَعِيرِ المَاء رِوَايَة حمله ونقله وَيُقَال روى عَلَيْهِ الْكَذِب كذب عَلَيْهِ وَالحبل ريا أنعم فتله وَالزَّرْعَ سَقَاهُ
(روي) من الماء ونحوه ريا وَرُوِيَ شرب وشبع وَيُقَال روى الشجر والنبت تنعم فَهُوَ رَيَّان وَهِي ريا وريانة (ج) رواء
(أرواه) جعله يروى وَفُلَانًا الحديث والشعر حمله على روايته
(الراوية) مؤنث الراوي والمستقي ومن كثرت روايته (وَالتّاء للمُبَالَغَة) والمزادة فِيهَا المَاء وَالدَّابَّةِ الَّتِي يستقى عَلَيْهَا
(الرواية) الْقِصَّة الطويلة (محدثة).
وفي معجم لسان العرب لابن منظور تعريف الرواية: "الروايا جمع رواية للبعير، وشاهد الرواية للمزادة، وقال ابن السكيت يقال: رويت القوم أرويهم إذا استقيت لهم، ويقال من أين ريتكم أي من اين تروون الماء، وقال غيره: الرواء الحبل الذي يروي به عن الرواية وروى الحديث والشعر يرويه رواية وترواه، وفي حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ترووا شعر حجية بن المضرب فإنه يعين على البر".
و قال الجوهري : رويت الحديث و الشعر رواية ، فأنا راو في الماء و الشعر من قوم رواة و رويته الشعر تروية أي حملته على روايته ، أو روايته أيضا ، و تقول أنشد القصيدة يا هذا و لا تقل ! أروها إلا أن تأمره بروايتها أي باستظهارها.


اصطلاحا:
لا تتعدد التعاريف فحسب؛ بل تختلف وتتباين. ولعلها باختلافها ذاك لا تقربنا إلى ماهية الرواية بقدر ما تصعب عملية الاقتراب تلك . فما سبب هذا التعدد الدلالي؟ هل يرجع إلى مجرد اختلاف في النظر إلى المفهوم؟ ا نعتقد ذلك؛ إذ لعل السبب الأصلي يرجع إلى اختلاف في ما صدق المفهوم ذاته، أي اختلاف موضوع النظر، أي الرواية. حيث إن هذا الماصدق لا يثبت على حال حتى يقبل الاتفاق في وسمه ووصفه . ولا أدل على ذلك من أن نقاد ومنظري السرد، رغم اختلافهم في تحديد مدلولها ؛ تجدهم متفقين على الاعتراف بحراكها وتغير بنيتها.
وقد يكون ابسط تعريف لها هو أنها : فن نثري تخيلي طويل نسبيا، بالقياس الى فن القصة.
ويقول عبدالملك مرتاض: الرواية من حيث هي جنس ادبي راق، ذات بنية شديدة التعقيد، متراكبة التشكيل؛ تتلاحم فيما بينها وتتضافر لتشكل، لدى نهاية المطاف شكلا ادبيا جميلا يعتزي الى هذا الجنس الحظي، كما انها ذات طبيعة سردية قبل كل شي.
وفي معجم المصطلحات الأدبية لفتحي إبراهيم: الرواية سرد قصصي نثري يصور شخصيات فردية، من خلال سلسلة من الاحداث والافعال والمشاهد، والرواية تشكيل أدبي جديد لم تعرفه العصور الكلاسيكية الوسطى، نشأ مع البواكير الأولى لظهور الطبقة البرجوازية، وما صاحبها من تحرير الفرد من التبعيات الشخصية.
واجد تعريف ادوارد الخراط الذي يقول فيه: الرواية في ظني هي اليوم الشكل الذي يحتوي على الشعر والموسيقى وعلى اللمحات التشكيلية، الرواية في ظني عملا حرت والحرية من الموضوعات الأساسية التي تنسل الى كل ما كتب.
وتعريف عزيزة مريدان: هي أوسع من القصة في أحداثها وشخصياتها، عدا أنها تشغل حيزا أكبر، وزمن طويل وتتعدد مضامينها، كما هي في القصة فيكون منها: الروايات العاطفية والفلسفية والنفسية، والاجتماعية والتاريخية.
من أوفى واشمل تعاريف الرواية.
وهناك تعريف اخر: بأنها جنس أدبي يشترك مع الأسطورة و الحكاية في سرد أحداث معينة، تمثل الواقع وتعكس مواقف إنسانية ، و تصور ما بالعالم من لغة شاعرية ، و تتخذ من اللغة النثرية تعبيرا التصوير الشخصيات ، و الزمان والمكان و الحدث يكشف عن رؤية للعالم
وهكذا نرى ان الرواية أكبر من القصة، من حيث تعدد شخصياتها وابعادها، والرواية تستوعب أكثر من حدث، وتعطي مساحة للكاتب بالتعبير عن الاحداث والمشكلات وحتى الشخصيات، قد تبدأ بقراءة رواية وعمر أحد الابطال في العشرين وتنتهي وهو في الثلاثينات.
وتتعدد تعاريف الرواية لذا نجد انه من الصعب ان نحصر الرواية بتعريف واحد او أثنين.
المبحث الثاني: هل الرواية فن قديم ام جديد:
ظهرت الرواية في بداياتها عند العرب بأشكالها القصصية المحددة في الاحداث والتحول والتصوير والزمن، وفي موضوعاتها الخيالية والوهمية، ثم برزت بشكل القصص الطويلة بصفة غير محددة من الشمول و الاحداث ، وكانت موضوعاتها على أساس الغيبية و الوهمية لأرضاء قراءها ،والتطابق بالشرائط المسيطرة على المجتمع ، ثم يميل الى الحديث عن وقائع الحياة العادية، فصارت تعالج الواقع الإنساني والنفسي و الاجتماعي.
ان مصطلح الرواية كلمة متحدثة، وان لم تكن مستخدمة في اللغة العربية القيمة بمعناها الحالي. وان كانت لها دلالات أخرى قد تكون ذات صلة قريبة او بعيدة بتلك الدلالات المستحدثة الجديدة.
ولقد عرفها الجوهري بقوله رويت الحديث و الشعر رواية ، فأنا ارو في الماء والشعر من قوم رواة. ورويته الشعر تروية أي حملته على روايته، لو روايته ايضا، وتقول: انشد القصيدة يا هذا ولا تقل ارْوها الا ان تأمره بروايتها أي باستظهارها.
في حين يرى بعض الباحثين ضرورة البحث عن أصول الرواية العربية غير النقل والترجمة عن الادب الغربي، وعندئذ سيكون من المعتذر عن التفكير العلمي ان يقبل ما يسرده الكثيرون من ان هذا الفن مستحدث في أدبنا العربي, لا جذور له، نقلناه مع من نقلنا من صور الحضارة الغربية وقلدناه محاكيين ما نلقاه, ثم بدأنا ننتج بعد هذا الوانا منفردة من هذا الفن الجديد على ادبنا.
ومن الجهود التي بذلها الباحثون لتأصيل هذا الفن بمحاولة إيجاد جهود تربطه بتراثنا العربي بما فيه من فائدة أدبية فكرية، وهذا جاء نتيجة التغيرات التي حدثت على المجتمع العربي، منها ظهور البورجوازية العربية النامية التي كانت في حاجة ماسة الى أسلوب جديد تعبر به عن نفسها، وطموحاتها يكون شبيها او مثيلا للبورجوازية الغربية الحديثة، ولم يكن بإمكان التراث على ما فيه من روعة وطرافة واصالة ان يرضي البورجوازية الجديدة النامية.
فالرواية العربية ثمرة من ثمرات اتصال المثقفين العرب بثقافة الغرب، وهي اكثر الفنون الأدبية طرحا ونقاشا لقضية الغرب في عمق الثقافة العربية الحديثة.
ومن الذين يرون ان الرواية فن عربي أصيل فاروق خورشيد في كتابه ( في الرواية العربية - عصر التجميع ) إذ يشير إلى أن الشواهد تدل على أن الأدب العربي عرف القصة في مختلف عصوره، ففي العصر الجاهلي كانت لهم قصص كثيرة وكانوا مشغوفين بالتاريخ والحكايات التي تدور حول أجدادهم وملوكهم وفرسانهم وشعرائهم وكتاب الأغاني خير شاهد، وقد عرف العرب في الجاهلية ألواناً من القصص، قصص الأنبياء وقصص الشعوب وقصص الأمكنة وقصص الملوك والأبطال، وقصص الهوى كقصة المنخل اليشكري والمتجردة زوجة النعمان مما ملأ الكثير من صفحات الأغاني . كما أن هناك حكايات تتعلق بنشأة الخلق عن آدم ( عليه السلام ) وعن . عبر التاريخ العربي كما تخيله البعض مثل (التيجان) لوهب بن منبه الذي يعبتر المرجع لكثير من الروايات العربية التي تلت عصره . وقد كان للعرب ترائهم الأسطوري، وقد تأثروا بما نقلوه عن الأمم الأخرى مما امتلأت به كتب الأيام والأخبار وقد نظر إليها الدارسون المحدثون من زاوية تاريخية محضة، ولم ينظروا إليها من الزاوية الفنية كقصة الزباء المروية عن هشام بن محمد الكلبي وذلك لورودها في كتب الأدب كالأغاني والعقد الفريد والأمالي.
وقد استدل الباحث على أصالة الفن القصصي لدى العرب بما ورد في القرآن الكريم من قصص إذ أشار إلى أنه إدراك لخطر القصة وأثرها في نفوس العرب مما يدل . على رسوخ هذا الفن في تراثهم ومن كبار القصاصين وهب بن منبه وكعب الأحبار وكتاب الأول التيجان شاهد على ميراث القصة عند العرب كانت تحظى بالمقام الأول، وأنها كانت الفن المفضل عند الغالبية العظمى، بينما احتفلت أقلية خاصة بأمر الشعر والخطابة، وربما اعتبرها المسلمون من الخرافات الجاهلية فأهملوها خوفاً على دينهم .
وقد تابع خورشيد حديثه المدعم بالشواهد عن أصالة الرواية العربية ، وليس من شك في أن الرواية بمفهومها العام ، وكذلك القصة القصيرة من الفنون الأصيلة في أدبنا العربي القديم ، ولكن الرواية كفن له تقاليده ، وقيمة الجمالية المعاصرة وتعبيره عن أوضاع اجتماعية بعينها، بحيث يرى كثير من الباحثين أنه ارتبط بنشأة الطبقة المتوسطة في أوروبا يعتبر حديثاً، غير أن التراث القصصي العربي الذي توافر في جانب منه خصائص فنية وقيم جمالية أضافت إلى التراث الإنساني في هذا المجال يظل حقيقة مائلة ولا يضهرنا في شيء أن تكون الرواية الحديثة مختلفة في تقنيتها عما ورثناه ، فلكل عصر ضروراته ومتطلباته ، وبالتالي فليس ثمة قضية تقتضى أن نحتشد لها هذا الاحتشاد فأصحاب الرأي الثاني الذين يرون خلاف ما يرى الفريق الأول لم يتنكبوا طريق الصواب ، بل نظروا إلى القضية من زاوية أخرى ، ولكن الخطورة تكمن في النوايا ، فهناك من يتعصب للرأي الثاني حقداً وكراهية ، وليس توخياً للحق والإنصاف ، وهؤلاء هم الجديرون بالرد عليهم وفضح ادعاءاتهم.
المبحث الثالث: الرواية ونشأتها في الأدب العربي:
إنّ نشأة الرواية في الأدب العربي ترتبط ارتباطاً مباشراً بالأوضاع السياسيّة والاجتماعيّة والثقافيّة في العالم العربي خاصة مصر، وبعد العصر العباسي وبداية الحكومة العثمانيّة وبعده في القرون الثلاثة التي سيطر عليها الحكم التركي على مصر ( أغلقت المدارس بل هدمت وانتهت …وتعطلت الحركة الأدبية، بل تحجرت وانحرفت اللغة، بل فسدت … ومن هنا أصبح الأدب في حالة من السقم تقارب الموت فكانت تمثله نماذج نثرية وشعرية، ليس وراءه أي صدق إحساس أو فنية تعبير … وقد كان أغلب النتائج الأدبي لتلك الفترة تدور حول المدائح النبوية والأمور الإخوانية والمراثي الباردة والمواعظ المباشرة…).
ويعد ظهور وتطور الفن الروائي في أدبنا العربي لاتصالنا بآداب الغرب، وهنا اختلاف طرق وأساليب عيش قديمة مما أدى هذا الاختلاف الى اختفاء بعض الاجناس الأدبية، منها المقامة والشعر العمودي وأساليب الكتابة القديمة، ومعالم ظهور العالم الجديد، وظهرت القصة القصيرة والسينما والرواية.
وقد اخذت الر واية ابعادا متشابكة في نشأتها وتطورها عبر مختلف الأمكنة والازمنة.
مراحل نشأة وتطور الرواية في المشرق العربي:
قطعت الرواية العربية شوطا كبيرا في الأدب العربي –خاصة بمصر حيث ولدت- ويمكن القول أنها مرت بمراحل ، لعل المرحلة الأولى " كانت مرحلة ( المغامرة الفردية) وتضم كل ما كتب من روايات في 1939م، أي حتى بداية الحرب العالمية الثانية ، وقد أثرت عالما و عربيا، أما المرحلة الثانية ، فإنها تبدأ بقيام ثورة يوليو 1952م، و أطلقت عليها مرحلة (التحول و الاستكشاف) و تبقى مرحلة ما بعد1967م و هي مرحلة التجديد والاستمرار.
فالمرحلة الأولى شهدت تجارب و محاولات: رفاعة الطنطاوي وعلي مبارك و حافظ إبراهيم و أحمد شوقي، جل الروايات صدر أواخر القرن الماضي وكانوا جميعا يحاولون تعليم القراءة ،فالطنطاوي كان سابق عصره وزمانه متقدما في نظرته إلى السياسة والديمقراطية و المرأة والعلم اكتفى بنقل ما رآه في فرنسا إبان الثلث الأول من القرن الماضي.
أما في عام 1914م كانت رواية ( زينب ) لمحمد حسين هيكل بالقاهرة و هي أول رواية غير تاريخية ،حيث يقول يحي حقي:" أن مكانة قصة "زينب" لا ترجع فحسب إلى أنها أول القصص في أدبنا الحديث ، بل إنها لا تزال إلى يومنا أفضل القصص، في وصف الريف وصفا مستوعبا شاملا، وكانت تحمل هذه الرواية الكثير من الرومانسية و المغامرة الفردية و القدر الأكبر من الذاتية ، و الغريب أن هيكل لم يجرؤ علي أن يضع اسمه عليها " كما انه لم يطلق عليها لفظ رواية و لكنه نشرها على اعتبار أنها " مناظرة و أخلاق ريفية "بقلم ( مصري فلاح) و لم يفعل ذلك إلا بعد أربعين عاما على كتابته للرواية حين تقديمه لروايته الثانية ( هكذا خلقت)، وكذلك من رواد هذه المغامرة الروائية " محمود خيرت " في ( الكنز المصري 1932م) و محمد عفيفي شاهيب (ضياء 1929م) و محمد رضا ( القرش الأبيض 1939م) و غير ذلك مما لم يثبت في الميدان لضعفه فنيا و لعدم استقرار مؤلفيه في الكتابة، و يذكر بعض الدارسين أن رواية محمود تيمور( رجب أفندي ) 1928م " على إنها رواية فنية و جاءت كردة فعل لكل من الرواية التعليمة و التسلية و الترفيهية، ومنه فإن كتّاب الرواية الكبار حاولوا اقتحام ميدان الرواية الطويلة و الأرجح أن روايتهم كانت مقصورة لذاتها معظمها دار في تلك ذواتهم أو حلق في أفاق خيالية رومانسية كما أن شروط الفن لم تكن متوفرة فيها كتب ، و إن كانت مضطربة قلقة ، و البعض يعتبرها جزءا من دوره الريادي .
نجد أن الرواية عند " طه حسين " تمثل (صدأ أو الواحة ) تخلو فيها إلى الذات ذات نفسه كلما ضاقت به الحياة أو كلما ذاق هو بمشاكلها المختلفة، والرواية عند ( توفيق الحكيم) محاولة لنقل الشخصيات الجافة التي كانت تحمل أفكاره و شطحاته الذهنية كي تختلط بالقارئ ...وهي عند العقاد بصفة الديك التي لم يلد غيرها.
إن رواية (حواء بلا آدم ) لطاهر فقد تحولت الرواية على يده فهي تمثل مرحلة أكثر تطورا من الناحية الفنية إذا ما قيست بمحاولات تيمور عيسى عبيد ن بعد إن كانت مجرد عرض لمجموعة من الصور و المواقف فقد التفتت ( حواء بلا ادم) بذكاء إلى التناقضات الطبقية وانعكاساتها في علاقات الناس و سلوكياتهم إذ تمثل رؤية اجتماعية .
وإن من أهم كتب عباس محمود العقاد و الذي كتبه في الثلاثينيات من القرن العشرين وهي قصته الشهيرة في الحب لـ "سارة "و الذي كان في سنة 1926م، حيث ادخل عليها عنصر التحليل النفسي، و لم يوقف العقاد تجربته في ميدان الرواية و ظل يتابع بعبقرياته التي كشف عن قدراته و موهبته فيها، وإذا انتقلنا إلى ( إبراهيم الكاتب ) 1931مللمازني و هي رواية اتصفت ببعض صفات السيرة الذاتية إلا أنها تحمل نقدا للعادات الاجتماعية و لم تكن ميزتها في السرد القصصي بقدر ما كانت في التشخيص .
لم يساهم المازني إلا بهذه الرواية وان كان قد قدم ما يمكن اعتباره الجزء الثاني من هذه الرواية في روايته (إبراهيم الثاني) وهي لا تقدم لنا جديد فيما يتصل بتطور الرواية الفنية عما قدمه سابقا.
أما كتاب "الأيام" لطه حسين فطبع الجزء الأول منه سنة 1929م لتسهم في تطور النثر الأدبي، وكان لأسلوبها الرائق الواضح السلس أثر عظيم جعل منها تحفة فنية في الأدب العربي الحديث وقد كتبت بلسان الغائب مما أضفى عليها طابعا قصصيا.
إن كل الذين تمت الإشارة إليهم كروائيين مغامرين فردين لم يكونوا إلا كذلك وغلب على معظم رواياتهم جانب الإصلاح والتعليم ولتوجيه وافتقادهم الإحكام الروائي من حيث البناء الفني.
و مما لا شك فيه أن تلك المرحلة بكل ما اتسمت به من طابع الفردية و النزوع الرومانسي و عدم النضج الفني قد مهدت الطريق – روائيا – لما صدر في الفترة ما بين 1939-1952م،وفي هذه الفترة بدا التحول الحقيقي نحو اعتبار الرواية فنا يمكن توفر جهود الكاتب عليه استنادا إلى تجارب سبقته على الطريق ، والى أسس ينطلق منها معاصروه من الكتاب و لم تنفصل الرواية بشكل أو بآخر عن تلك الظروف و العوامل المحيطة و لثورة 1952 و بالتحديد مع الإرهاصات التي سبقت الثورة ارتباطا عضويا بالواقع ، و هذا ما يفسر لنا عدد المناحي و تباين الموضوعات و الأساليب الفنية و اختلاف رؤى الكتاب ، و لعل من أهم كتاب هذه المرحلة نجد أمثال عبد الحميد جودة السحار الذي كتب ( أحمس بطل الاستقلال) 1943 و أميرة قرطبة 1949مو هي كلها روايات تاريخية ، و كذا نجد نجيب محفوظ الذي ساهمت رواياته مساهمة رهيبة حقا في عظمتها و تميزها " فعلى امتداد نصف قرن بما يزيد عن ثلاثين عمل روائي له، أنجز نجيب محفوظ أكير عمارة فنية شهدها تاريخنا الأدبي الحديث، و قد أسهم بمجموعة من الروايات ك : عبث الأقدار 1939 ، رادويس 1943 ، كفاح طيبة 1944 و نجده ابدع في الروايات التي تحمل طابعا اجتماعيا ك : القاهرة الجديدة 1945م و خان يونس 1946م وزقاق المدق 1947م ،ثم يتوقف إلى ما بعد الثورة بأربع سنوات ليواصل الكتابة في هذا الميدان .
و كذا نجد بعد الثورة كتاب منهم: يوسف إدريس و صالح حافظ ، لطيفة الزيات ، إحسان عبد القدوس ، نوال السعداوي ، و محمد جبريل و غيرهم في مصر لنتجه الى بلاد الشام فنجد: صدقي إسماعيل في (العصاة) وغيرها، حيدر حيدر في (الزمن الموحش) و(وليمة لأعشاب البحر).
عبد الكريم ناصيف في (الحلقة المفرغة) و(تشريقة آل المر) في سورية، ونجد غسان كنفاني في فلسطين في( رجال تحت الشمس ) و( عائد إلى حيفا ).


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

1 In today's ...

1 In today's globalized world, you may be surprised to learn that there are still some tribes, or ...

قيمة التسامح في...

قيمة التسامح في الإسلام تعتبر أساسية للفرد والمجتمع، ولها تأثيرات إيجابية عديدة تؤدي إلى تعزيز السلا...

لخص النص التالي...

لخص النص التالي بنفس ترتيب فقراته واحداثه وجعله اكثر تبسيطا النص هو . ( 6 ) موقف الثورة السوفيتية من...

The competition...

The competition lasts a week starting at the beginning of next month on june 2 on the first day the ...

التصميم الداخلي...

التصميم الداخلي هو مهنة متعددة الأوجه يتم فيها تطبيق الحلول الإبداعية والتقنية ضمن إطار واحد هيكل لت...

تلخيص النص: الن...

تلخيص النص: النص يتحدث عن رجل يدعى ستيف أيروين المعروف بـ "رجل التماسيح" والذي كان يعيش حياة خطرة وم...

The goal of phy...

The goal of physiology is to explain the physical and chemical factors that are responsible for the ...

أبسط نهج هو است...

أبسط نهج هو استخدام الإنترنت كوسيلة لاستبدال فان باستخدام حزمة EDI المتاحة تجاريا على الإنترنت. EDI،...

عنا ادرثسا اثوة...

عنا ادرثسا اثوةكالماثو ي دان ايها ا نام ا عا ة ايراةاا اثو هوا اماها اراثأ ا ع لاثو ا ا ن هو ا حثاثل...

بين تتكلم عن ال...

بين تتكلم عن البعد الأخلاقي للفلسفة، فإننا نتكلم عن . مبدأ إيجابي يقوم عليه سلوك الفرد والجماعة، إنه...

Showcasing the ...

Showcasing the downsides of technology highlights the challenges and drawbacks that come with our ev...

الاستحسان في ال...

الاستحسان في اللغة مصدر استحسن مأخوذ من الحسن والسين والتاء فيه لاعتقاد صفة الحسن ومعناه عد الشيء حس...