لخّصلي

ً تدخـل اإلنـاث إلـى الحلبـة بحثـا عـن رفيـق وتختـار الذكـر المناسـب وفقـا لمعاييـر مـا زلنـا ال نفهمهـا بشـكل واضـح جـدا حتـى اآلن.
وزن وحجـم الذكـر، وطـول ريـش الرقـص، وإيقـاع الرقصـة أو حـدة النـداء، هـي كل المعاييـر التـي يحتمـل أن تسـتند إليهـا اإلنـاث
فـي االختيـار.

بمجـرد أن تعبـر أنثـى حـرم ذكـر معيـن، يتـم رصدهـا علـى الفـور مـن قبـل الذكـر
الــذي يمتلــك الموقــع والــذي يجــري نحوهــا فــي وضــع رقصــة المغازلــة. إذا
لــم تقبــل، فإنهــا تطيــر بعيــدا، ويستســلم الذكــر بعــد محــاوالت قليلــة. أمــا
إذا كانــت مهتمــة، فإنهــا تقــوم علــى مــا يبــدو باإلشــارة إلــى القبــول بموكــب
رقـص قصيـر، يشـبه إلـى حـد بعيـد مـا يقـوم بـه الذكـر، علـى الرغـم مـن أنـه
يفتقـد إلـى روعـة الريـش الـذي تتحلـى بـه الذكـور. يواصـل الذكـر أداء الرقـص
ً علـى مسـافة مـن األنثـى، ويقـوم بتكـرار عرضـه الراقـص مـرارا، ويـدور راقصـا
ً مقتربـا ببـطء مـن األنثـى حتـى تتوقـف عـن التحـرك، وتجثـم علـى األرض. ومـن
ثــم يقطــع الذكــر عروضــه الراقصــة ويمــد رأســه إلــى األمــام، ويتدلــى ريشــه
الخيطــي عنــد قاعــدة العنــق إلــى الخلــف علــى الصــدر، فيمــا يبقــى الريــش
ً علــى جانبــي الرقبــة منتصب ً ــا كمــا لــو كان زوجــا مــن األجنحــة. يمشــي الذكــر
ً نحـو األنثـى الفً ـا جسـده مـن اليسـار إلـى اليميـن ومنقـرا بمنقـاره. وبعـد ذلـك
تقـوم األنثـى بتدويـر ذيلهـا وتدعـو الذكـر إلـى التـزاوج الـذي ينتهـي عـادة خـال
ٍ ثـوان قليلـة فقـط. نعلـم مـن التتبـع باألقمـار الصناعيـة أن اإلنـاث تميـل إلـى
البقــاء مــدة )12( إلــى )24( ســاعة مــع الذكــور التــي تختارهــا، ممــا يشــير إلــى
احتمـال حـدوث عـدة محـاوالت للتـزاوج، ولكـن ال تتوفـر معطيـات كافيـة لتأكيـد
ذلـك. وقـد تقـوم اإلنـاث بزيـارة ذكـر واحـد أو عـدة ذكـور )اثنيـن عـادة( خـال يـوم
واحـد أو أكثـر قبـل وضـع البيـض.
ً وبمجـرد تلقيحهـا، تتحـرك اإلنـاث عـادة بعيـدا عـن الذكـر أو الذكـور التـي تلقحـت
منهــا، وتقــوم عــادة باتخــاذ عــش لهــا علــى مســافة )3 - 4( كيلومتــرات مــن
موقـع التـزاوج. ينحصـر دور الذكـور علـى التلقيـح بالحيوانـات المنويـة، وليـس
لهــا دور آخــر فــي عمليــة التكاثــر، ولكنهــا تســتمر فــي عــروض المغازلــة خــال
الفتــرة التــي تقــوم فيهــا اإلنــاث بالحضانــة وتربيــة األفــراخ. وتفضــل األنثــى
التعشـيش علـى مسـافة بعيـدة مـن عـروض المغازلـة التـي يقـوم فيهـا الذكـر
بمواصلـة الرقـص، حيـث أن هـذه المواقـع تبـدو مكشـوفة بدرجـة عاليـة، ممـا
يحتمـل معـه أن تكـون جاذبـة للحيوانـات المفترسـة. وبالتالـي فـإن التعشـيش
ً فــي المناطــق المجــاورة لمناطــق عــروض المغازلــة يشــكل بالتأكيــد خطــرا
علـى العـش واألفـراخ المقبلـة. وعـاوة علـى ذلـك، مـن المعـروف أن الذكـور
ًّ الناشـطين جنسـيا يقومـون فـي بعـض األحيـان بالتحـرش باإلنـاث الحاضنـة غيـر
ً المتجاوبـة خـال فتـرة التغذيـة، ممـا يجعلهـا أكثـر ظهـورا للحيوانـات المفترسـة.
وال تقـوم أنثـى الحبـارى بزيـارة الذكـور خـال فتـرة وضـع البيـض وتفضـل البقـاء
بالقــرب مــن العــش. وتضــع األنثــى بيضــة كل يوميــن حتــى تصــل مجموعــة
البيـض إلـى )3 - 5( بيضـات عـادةً فـي مناطـق التكاثـر الشـمالية، خـال فتـرة
تمتــد ألكثــر مــن عشــرة أيــام تقــوم خاللهــا باالعتمــاد علــى مخــزون الحيوانــات
المنويــة الــذي تحملــه لتخصيــب البيــض بالكامــل.

أمــا القيمــة الذاتيــة للموقــع – وال ســيما مــوارده الغذائيــة – فــا يبــدو أنهــا
تحمـل قيمـة كبيـرة بالنسـبة لألنثـى التـي تقـوم عـادة بعـد التـزاوج بالتعشـيش
علــى مســافة بعيــدة مــن الذكــر أو الذكــور التــي تزاوجــت معهــا. وعليــه، فــإن
اإلنــاث ال تســعى للبحــث عــن مــوارد أو حمايــة مباشــرة مــن مناطــق الذكــور،
وليــس للذكــر دور فــي عمليــة التعشــيش أو تربيــة األفــراخ.

ً عموما، تعشش اإلناث على مسافة من الذكور التي تزاوجت معها، وتميل إلى
التعشيش إلى الخارج قلي ًال من النطاق الرئيسي ألنشطة عروض المغازلة.