خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة
القاضي عند مكتبه يتفحص أوراقاً من ملف كبير. القاضي: (مناديا) الشاكي الموالي! يدخل الوحش يجر الجميلة من شعرها. الوحش: العدالة سيدي القاضي. لقد ديس شرفي. القاضي: أترك هذه الفتاة أولا. ليس من الكياسة جر فتاة من شعرها. الوحش يمسك دائماً بالجميلة التي تحاول الإفلات منه. القاضي)آمراً ( أترك هذه الفتاة. ولتطمئن. أنت هنا في أمان. فلا تخرج من مكتبي ضحية دون أن تنال حقها ولا مجرم دون عقاب. الوحش: (( يدفع الجميلة بعيداً عنه( أبداً سيدي القاضي الوحش: أبداً سيدي القاضي. القاضي: هل ضربتك؟ (الوحش ينفي برأسه) هل قتلت أمك؟ ابنك؟ إبتزتك؟ الوحش: لا سيدي القاضي. بل أرذل من ذلك. أرذل من الرذالة. الوحش: أبداً. بل صديقتي. الجميلة:)ترمي بنفسها على الوحش ( كذاب القاضي: (آمراً) ابقي في مكانك. يا لها من حميمية. الوحش: انها ترفض الزواج مني. القاضي: ولد البشر احراراً، سيدي، ثم إعتبارا لفارق السن بينكما فذلك ليس غريباً منها. الوحش: تكذب. بل سبعة عشر سنة فقط. وبعض الغبار. (يبحث في جيبه. يمد أوراقاً للقاضي) تفضلوا. هذه أوراقها الشخصية. القاضي: (يتأمل الأوراق) سبعة عشر سنة وغبار قليل. (للجميلة) لماذا تكذبين آنستي؟. الجميلة: من حقي أن يكون لي العمر الذي أريد. القاضي: شيء يضمنه القانون. ولكن ليس ذالك في مصلحتك. كلما زاد عمرك، زادت حظوظه في الفوز بالقضية (لنفسه) رغم أن الفارق ما زال كبيرا. (يعيد الأوراق للوحش). القاضي: (للوحش). إذاً فهي ترفض الزواج منك. الوحش: رغم انني فعلت كل شاء لأستحق ذلك. الجميلة: لا تصدقه سيدي القاضي. انه يكذب كما يتنفس. القاضي: المسألة تستحق التأمل. الوحش: (مخفضاً البصر) الحقيقة انني مزقت زهرتها. الوحش: نعم سيدي القاضي. اعترف. لقد ضربتها أيضاً. واهنتها وقيدتها. بل كدت اقتلها. الجميلة: يكذب. يكذب. يكذب. أنظر إليه سيدي القاضي. إنه وديع ولطيف. ولا يقدر على إيذاء ذبابة. فما بالك بإغتصاب فتاة في العشرين. (الجميلة تمد له لسانها ساخرة) الوحش: عدلاً سيدي القاضي. القاضي: العدل العدل. ليس سهلا. حتى الآن لا تعترف بالوقائع. ثم لا تنس أنك أنت الجلاد. الوحش: القانون واضح سيدي القاضي. وأرجو منكم تطبيقة. عندما يغتصب رجل إمرأة عليه أن يتزوجها. القاضي: أو خمس سنوات سجناً. إن رفض تزوجها طبعاً. الوحش: أقبل أن تكون زوجتي. والله يعلم انني لم أكن أنوي الزواج ثانية بالخصوص بفتاة في عمرها. الوحش: مطلق سيدي القاضي ولي طفلان. أمهم كانت غاشمة. وجنابكم من صرح لي بالطلاق للضرر منذ سنوات. القاضي: ربما. فالطلاق خبزي اليومي. ويمكنني أيضا أن أخطئ. القاضي: هذه المرة لا استطيع مساعدتك. إن رفضت أن تتزوجك فالسجن في انتظارك. إن رفعت شكوى طبعاً. الوحش: تتحداني. ولن ترفع شكوى. القاضي) للجميلة) تنكرين دائماً إذاً؟ الجميلة: لم يحدث ما يدعي أبداً. القاضي) للوحش) وأنت؟ هل لك أدلة على ما تدعي؟ الوحش: طبعا طبعا. وشهّاد أيضا. ولكن دعوني أروي لكم ما جرى أولاً. الوحش: كان ذلك منذ حوالي شهر. قريبة لي أتت لزيارتي وكانت هذه القاسية تصحبها. القاضي: ( للجميلة) هل تعرفين قريبته؟ الجميلة: (حزينة) نعم. التقيتها مرة أو مرتين. كنا في نادي الرقص معاً. الوحش: هل تأكدتم سيدي القاضي انني لا أكذب. الوحش: كانت الساعة العاشرة مساء تقريبا. تعودت قريبتي أن تمر عندي من حين لحين. كنا ألفين قليلاً. شربنا بعض الشيء. القاضي: (مشيراً للجميلة) هي أيضاً؟ الوحش: لا. كانت تنام عل الأريكة متعبة من حصة الرقص. دخنا بعض الشيء أيضاً. الوحش: اعترف بأنه شيء مخالف قليلا للقانون. ولكن تفهمون سيدي القاض. القاضي: أفهم أفهم. كثير من الأشياء للفهم في الوقت نفسه. الوحش: أنا واع بذلك سيدي القاضي، ولا أطلب رحمة. مضى الوقت بسرعة. كانت الساعة تقارب الثانية صباحا. قريبتي دخلت بيت الأطفال، تاركة في الهواء نظرة غير بريئة. القاضي: تركتك بمفردك معها؟ الوحش: نعم سيدي القاضي. ولا يخلو رجل بإمرأة إلا وكان الشيطان قريباً. كان صدرها. القاضي:(مقاطعاً) وفر علي هذه الجزئيات. الوحش: اقتربت منها. لامست يدي بطنها. كنت احترق سيدي القاضي. عندها أفاقت. ابتسمت. ثم تحولت نظرتها البريئة الى نظرات توسل. كدت أعود الى الخلف. ولكن هنالك شيء دفعني نحوها. الوحش: أبداً. أبداً. بل كان شيئاً يأتي من داخلي. رغبة مجنون. مررت يدي على فخذها، كانت تبكي. الوحش: ثم قالت لي متوسلة أنها عذراء. لا استطيع أن أقول أنني لم أصدقها. صار جسدي كرة من الرغبة. توقف عقلي عن التفكير. ولكن لا شيء يعذرني في ما فعلت. ارادت أن تقاوم. ولكنني سيطرت عليها وطبقت على فمها وانا اعريها. ثم أحسست بسائل دافئ بيننا. عندها أيقنت انني وضيع وبغيض. القاضي: ذالك أدنى ما يمكن قوله. الوحش: سمعت صوتها المستسلم يقول لي: لماذا فعلت هذا. ثم أغمي عليها. كل اسئلة حياتي حامت بفكري وأنا أراها ممددة على الأريكة. لماذا فعلت ذلك؟ عادت قريبتي الى قاعة الجلوس. في البداية ابتسمت وهي تراها ممددة. وعندما لاحظت اضطرابي أدركت انني كنت منزعجاً. لم أكن أعرف أنها عذراء. قالت لي. كانت تقفز وترقص كولد. ثم نادت سيارة تاكسي ومضت. الوحش: بقيت معها مع خزيي. كنت أرقبها وأفكر . عندما فتحت عينيها كانت أولى كلماتي: أتزوجك. ولكنها اشارت برأسها أن لا. ثم إنهارت باكية. حاولت أن أحضنها ولكنها كانت تدفعني. قلت لها (يركع أمام الجميلة): أنا رجل محترم. عملي محترم ولست طاعناً في السن إلى هذا الحد. فلتسامحي سخافتي وتزوجيني. يمكنك أن تطلقي متى أردت. (ينهض. للقاضي) لم أكن أخشى الفضيحة جناب القاضي. ولكنها كانت مليحة وجميلة وبريئة وكان يؤلمني أن أكون سببا في تحطيم حياتها. ساعدني سيدي القاضي على التخلص من هذا العبء. القاضي: إنتظر. قصتك. (يبحث عن الكلمات) لنقل مؤثرة. ولكن لابد أن أن استمع إلى روايتها. (للجميلة) اقتربي صغيرتي (تقترب الجميلة من القاضي) هل (متردداً) تعترفين بروايته لما حصل. الجميلة: (حزينة وحالمة) كان كأخ كبير. صديق حقيقي. هل تعرفون الصداقة سيدي القاضي. انها شعاع شمس يضيء حياتك في النهار ويواصل تدفئتها عندما يدلهم الليل. كان يأخذني إلى السينما. يشتري لي الشوكولاتة. وفي عيد ميلادي أهداني باقة ورد بيضاء وأخذني إلى مطعم راق. الوحش: (متعجباً) لم أفعل ذلك أبداً. الجميلة: أحياناً أؤنب نفسي بعد أن قبلته على جبينه لأشكره على نبله دون طمع في. لن أنسى أبداً وجهه الشاحب عندما فاجأني خارجة عارية من الحمام. إعتذر ألف مرة. رغم انني كنت المذنبة. كنت أظن أنه ترك البيت. إنه خجول سيدي القاضي. ذات ليلة أحسست بالوحدة، فذهبت لأنام بجانبه في فراشه. حضنت جسده الدافئ (تنتابها نوبة ضحك). إبتعد عني. كاد أن يسقط. كان حنونا (تبكي). الوحش: كنت وحشاً (متوسلاً للجميلة) سامحيني. الجميلة:( حالمة دائما) كل الفتيات يحلمن برجل مثله، سيدي القاضي. ولكن بين عشية وضحاها صار مجنوناً: أراد أن يتزوجني. طلبت منه التريث. أن لا يستعجل الأمور (تنظر إلى الوحش) اعطني بعض الوقت لأحبك (تجهش بالبكاء) دعني أحبك حسب إيقاعي. لماذا تريد أن تخنق الحب الذي أُكبر في جسدي لك. (للقاضي) كان يحبني وكان صادقاً ولكن الزواج شيء آخر. كنت أريد أن أخرج معه. كنت اتمنى أن أقبله في مقهى. أن يجري خلفي على الشاطئ. أن يحملني على كتفيه. أن نسافر معاً. كنت اتمنى (تنتحب). الوحش:(حزيناً)اغتصبتها على أريكة. وكنت بالكاد أعرفها. الجميلة: كنت آمل أن يتريث. ولكن ها هو يجرني من شعري في المحاكم. انني أتألم. أتألم. أتألم (تبكي وتقترع شعرها). تهدأ. صمت. القاضي: (مفكراً) إذا كنتما الإثنان الضحية، فمن هو المجرم إذاً. الجميلة: كنت غير مسؤولة. كنت أضع تنورات قصيرة. كنت فخورة بصدري الذي يكبر كل يوم. كنت أحب أن أبرق شفتي. القاضي: تلك هي الحياة. لماذا نؤنب أنفسنا عندما نكون مليئين بالحياة. الجميلة: ولكن الرجال حساسون. القاضي: بل هم يريدون دائما تملك الجمال ولا يقبلون بأن يروه يتفتح حراً. الجميلة: انني الآن ملعونة إلى الأبد )صمت( سيكرهني الرجال لأنني لم أحسن أن أحب رجلا أراد أن يتزوجني القاضي: لو أن ابنتي التي هي في سنك تحملت مثل هذا الضرر لكن قتلت. القاضي : (مشيراً إلى الوحش) بل أقتله. الجميلة: ولكنك قاض، سيدي القاضي. القاضي: مسندان جيداً. أعرف. ولكن إذا كان هذا يحررك من نيرك، يمكنني القيام به من أجلك. الجميلة) تصرخ كبنية): تقتله؟ القاضي: لا تصرخي هكذا)يشير إليها بالإقتراب( سأقوم بذلك دون ضجة. سأكلف من يؤدي المهمة. هنالك دائماً طريقة للتخلص من شيطان. الوحش) يقترب منهما( هل تتآمران علي؟. القاضي (للوحش) اخرس. أحاول أن أجد حلاً لمشكلتك، أيها القذر. صدقني، مشكلتك شائكة جداً يا عزيزي. الوحش: أنا أثق بكم سيدي القاضي لإسترداد حقوقي. (القاضي يشير للوحش بالابتعاد). القاضي:(للجميلة)إذاً صغيرتي، ماذا قررت. هل (يقلد حركة الذبح). عين بعين، سن بسن ودم بدم. الجميلة: هل تستطيعون ذلك فعلا؟ القاضي: إذاً؟ ليس عليك سوى أن تحددي جرعات ألمه، وانني أثق في عدالتك. الجميلة: ثم لماذا قتله وانا مازلت أحيا. القاضي: الزمن كفيل بذلك إذاً. الجميلة: اتمنى أن يعيش طويلاً القاضي: (غاضباً) انك قاسية في نهاية الأمر. ماذا تريدين من هذا المسكين؟ انظري إليه. (الوحش يقضم أصابعه) إنه يتألم. دعني أتم عليه. الوحش: خلصني. لم أعد أقدر. الجميلة: لو أن لي أمنية لكانت. القاضي: قولي. قولي. سأقوم بكل شيء من أجلك. الجميلة: بعد التفكير. ربما ما زال في عمري ستون أو سبعون سن. وعشرون أو ثلاثون سنة في عمره. القاضي )ينظر في كتاب امال الأعمار(. هذا صحيح. لن نختلف حول بضع سنوات. أمامي المعادلات. الوحش)يصرخ متوجساً مؤامرة( أكره الرياضيات. القاضي: (للجميلة) تكلمي يا بنيتي . القاضي: انت تحبينه إذاً؟ الجميلة: سأحبه كما أحبني القاضي: (بصوت خافت) أفهم (يخاطب قلمه) وأنت هل تفهم؟ أقسم لك انني ضائع. أنا أقاضي منذ عشرين سنة وقد أحسنت دائما التفرقة بين الأبيض والأسود. ولكن عندما يختلط الحب بالحقد، أعجز عن إتخاذ قرار. ولكن لابد من قرار قبل حلول الليل)للإثنين( لنكن واقعيين. انستي، سيدي. القاضي: برغم أنك اغتصبتها؟ الوحش: مدة شهر كامل الوحش: صباحاً مساء. شتمتها ايضا. القاضي: أتصور ذلك)للجميلة( هل تعترفين بذلك؟ الجميلة: كذب وبهتان سيدي القاضي. القاضي: (للوحش) هل لك شهود؟ الوحش: ابنائي، سيدي القاضي. لقد فاجآني كم مرة بصدد تعنيفها. الجميلة: أطفاله قصر. ولن تقبلوا بشهادتهم. بل إن ابنته التي لم تبلغ العاشرة معتوهة بعض الشيء. كانت تأتي إلى غرفتي وتزعم انني أبكي في الليل. لم يحدث ذل. فانا لا أبكي أبداً. ابنه لطيف أيضاً. كثيرا ما كان يحمل لي الأكل في غرفتي ولكن في كل مرة كان يقول لي كلاماً فظاً. لماذا ابي يضربك. لماذا وجهك شاحب. ذلك الطفل سيكون ذات يوم مجرماً. تصوروا أنه إقترح علي ذات يوم أن أقفزمن النافذة. جمع كل شراشف البيت وعقدها ببعضها وحاول أن يقفز أمامي في الفراغ ليقنعني بسداد رأيه. منعته طبعا. هل أترك طفلاً في السابعة يقفز في الفراغ من الطابق السابع؟ تصوروا العاقبة. القاضي: إذاً كنت عنده بمحض ارادتك. الجميلة: نعم، سيدي القاضي. بمحض إرادتي. انظروا كم هو لطيف وجذاب. ( يقوم الوحش بتكشيرات ليبدو بشعاً) القاضي: وبالطبع فهو لم يغتصبك. الجميلة: أبداً سيدي القاضي. الوحش: عندي الدليل القاطع على ما ادعي)لنفسه( فلنستعمل اعتى الوسائل. )ينشر شرشفا كان يديره حول حزامه ويريه للقاضي. الوحش: انظروا سيدي القاضي. الجميلة:اعترف بأنه دمي. ولكن )بحرج(. سيدي القاضي. المرأة يمكن. أن تنزف. من حين لآخر. وقد بقيت كثيرا عنده. كنت عنده على ما يرام. القاضي للوحش: لقد غلبتك. الوحش: هذا إحتيال. أتذكر جيداً وضعها ذلك اليوم. كانت جميلة جداً. و.. و.. طازجة. اطلب تقرير طبيب مختص للتثبت مما أقول. هكذا تتاح أخيراً الفرصة للعلم لخدمة قضية نبيلة. القاضي:(غاضباً) ولما لا نطلب مساعدة مصالح النازا. يا ابنائي . برغم ألمكما فمشكلتكما تافهة ولا تهم أحداً سواي. لأنني مسخر لذل. أما في الخارج فهنالك آلام أخرى ترن في الممرات. أكثر تقطيعاً من ألمكما ويجب علي كذلك أن اهتم بها. أنتما ودودا. ولكن لا يمكن أن أقضي عمري أخمن من الجلاد ومن الضحية. يجب أن احسم الأمر. هنا والآن. الجميلة: (تفكر) إناء مكسور. القاضي: لست خزافاً وابنتي تنتظرني أمام مدرستها. الجميلة: (تشير الوحش) يمكنه أن يأتيك بها. إنه يعتني جيداً بالبنات. الوحش: (صارخاً) لا. جنبوني هذا الألم. كأسي فاضت ولم أعد أقدر على النظر إلى بنت. القاضي:ستبصق في وجهك بمجرد أن تثبت نظرك عليها. الجميلة: هل تحسن ذلك فعلاً؟ القاضي: البصاق؟ نعم. بدون شك. علمتها ذلك منذ نعومة أظافرها. الجميلة:( بأسف). ابي لم يكن يعير أهمية لهذه الأشياء. كان يفضل أن يداعبني. القاضي: يجب الأخذ من كل شي بنصيب. القاضي: لا يفوت الأوان أبداً. انها مسألة تدرب. الجميلة: كنت أحب أن أرقص. أن ادفع بجسدي في إتجاهات لم يعرفها من قبل. أن افاجئه بحركات لا يتحكم فيها ويفرضها عليه عقلي. تبدأ في الرقص. حركاتها تصيرعنيفة شيئاً فشيئاً. الجميلة: (متقطعة الأنفاس) ولكن في بعض الأحيان هو الذي يوجهني. نحن كسيد وعبد. عادةً ما نتبادل الأدوار. أحياناً أنا التي أسقط منهارة أمام حائط لامبال. وأحياناً هو الذي يدفعني في إتجاه جبل جليدي . يقطّعني. يداعب الوحش شعرها. تتركه يفعل. سائل أحمر يسري على خشبة المسرح. تبتعد الجميلة بعنف وتسقط على بضعة أمتار. جسدها يواصل الإرتعاش. يلتحق بها السائل الأحمر. في الخلال يمد الوحش يديه محاولاً أن يمسك بها ولكنه لا يستطيع الحراك. الجميلة: (تضرب جسدها) توقف. لم أعد أقدر. انك تقرفني. تضرب جسدها بعنف حتى تنطفئ حركاتها. تسقط الجميلة وجهها ضد خشبة المسرح. يقترب منها القاضي ويوقفها. وجهها ملطخ بالسائل الأحمر. القاضي:( يمسح وجهها بثنايا معطفه) يمكن أن نرقص وأن نبصق في الوقت . نفسه. الجميلة: (ساخرة) حركة أخرى . أنا بعد منهكة هكذا. القاضي: يمكن إعتبار ذلك كقوةٍ تُوازين بها جسدك عندما يجمح. الجميلة: لن استطيع ذلك أبداً، سيدي القاضي. هنالك حركات تقاومني. القاضي: بل الأمر يسير جداً. ابنتي تحكمت فيه في حصص قليلة. يشد رأسها ويرفعه. الجميلة تنصاع له. القاضي: أكثر إستقامة. حسناً هكذا. الجميلة تقوم ببعض الحركات. لكن رأسها يميل للإنخفاض. القاضي يصلح من وضعيته. القاضي: الرأس منخفض لن تستطيعي أبداً البصاق. انظري إلى الأمام من فضلك. حسناً. الجميلة ترقص بضع خطوات. القاضي يعبر عن رضائه. الجميلة: هل استطيع أن أبصق الآن. القاضي:بالطبع. ولكن لا بد لك من هدف. القاضي: أكثر من ضروري. كل الناس ترغب في البصاق. الحياة ملأى بالقوى السلبية حتى اننا لا نستطيع تصورها بدون بصاق. بل يمكن القول أن الإنسان حيوان بصّاق ، ما دام يحيا ويرقص. ولكن أن نبصق بدون غاية. تصوري الفوضى إذا صار الناس يبصقون في أي مكان وفي أي إتجاه. خمسة مليارات من البُصَق في الثانية تصير انهارا. لا يا صغيرتي. لا بد لك من هدف. الجميلة: علمني سيدي القاضي. القاضي: لا بد لك من شريك. الجميلة: في قاعة الرقص كنا نستعمل المرايا. القاضي: ذلك ممكن. ولكن سيكون الأمر كما لو كنت تبصقين على نفسك. رغم أنك لا تلومين نفسك على شيء. الجميلة: قليلاً. هذه الرغبة التي تهز جسدي غير صحية. القاضي: توقفي عن تأنيب نفسك. كل الناس ترقص هذه الأيام. الجميلة: (تتلوى ألماً) لا يمكنني التحكم فيه. القاضي: مسألة توازن. لا بد لك من هدف. الوحش: أرشح نفسي لذلك. القاضي: (منتبهاً إليه). هه. على الأقل يمكنك أن تكون مفيداً ولو لمرة. القاضي: سنرى. أما الآن فقم بدورك كمواطن صالح. الجميلة: (تتلوى) الشياطين تثيرني. ربما كنت ساحرة. القاضي: قريبا سترتاحين ما دام قد صار لك شريك. القاضي يمسك بها يصلح من وضعيتها الجميلة: بسرعة. انني أفرغ. القاضي يقرّب الجميلة من الوحش بحيث تقابله. القاضي: لا تنسي أبداً. انظري أمامك. القاضي: (غاضباً) دعها تركز يبتعد القاضي فاحصاً حركاتها الوحش يحاول أن يضع نفسه في موضع متناسق مع حركات الجميلة. القاضي: كل شيء على ما يرام. (كمايسترو) الآن. الجميلة ترقص بقوة و رشاقة، رأسها مرفوع. ونظراتها إلى الأمام. القاضي يصاحب الحركات ويبدي رضاه. القاضي: (يفرك يديه). كل شيء عاد إلى نصابه. يحيى العدل. الآن استطيع أن أنام قرير العين. (منادياً) من التالي.
القاضي عند مكتبه يتفحص أوراقاً من ملف كبير.
القاضي: (مناديا) الشاكي الموالي!
يدخل الوحش يجر الجميلة من شعرها.
الوحش: العدالة سيدي القاضي. لقد ديس شرفي.
القاضي: أترك هذه الفتاة أولا. ليس من الكياسة جر فتاة من شعرها.
الوحش يمسك دائماً بالجميلة التي تحاول الإفلات منه.
القاضي)آمراً ( أترك هذه الفتاة..ولتطمئن. أنت هنا في أمان. فلا تخرج من مكتبي ضحية دون أن تنال حقها ولا مجرم دون عقاب. ما شكواك؟ هل سرقتك؟
الوحش: (( يدفع الجميلة بعيداً عنه( أبداً سيدي القاضي
القاضي: هل خانتك؟
الوحش: أبداً سيدي القاضي.
القاضي: هل ضربتك؟ (الوحش ينفي برأسه) هل قتلت أمك؟ ابنك؟ إبتزتك؟
الوحش: لا سيدي القاضي...بل أرذل من ذلك. أرذل من الرذالة.
القاضي: هل هي ابنتك؟
الوحش: أبداً
القاضي: أختك؟
الوحش: لا
القاضي: موظفة عندك؟
الوحش: أبداً..بل صديقتي.
القاضي: صديقة صديقة؟
الوحش: حميمية.
الجميلة:)ترمي بنفسها على الوحش ( كذاب
القاضي: (آمراً) ابقي في مكانك..يا لها من حميمية. (للوحش: ماذا تعيب عليها؟
الوحش: انها ترفض الزواج مني.
القاضي: ولد البشر احراراً، سيدي، ثم إعتبارا لفارق السن بينكما فذلك ليس غريباً منها. كم عمرك آنستي؟
الجميلة: عشرون سنة.
الوحش: تكذب..بل سبعة عشر سنة فقط..وبعض الغبار. (يبحث في جيبه..يمد أوراقاً للقاضي) تفضلوا..هذه أوراقها الشخصية.
القاضي: (يتأمل الأوراق) سبعة عشر سنة وغبار قليل..(للجميلة) لماذا تكذبين آنستي؟.
الجميلة: من حقي أن يكون لي العمر الذي أريد.
القاضي: شيء يضمنه القانون...ولكن ليس ذالك في مصلحتك. كلما زاد عمرك، زادت حظوظه في الفوز بالقضية (لنفسه) رغم أن الفارق ما زال كبيرا. (يعيد الأوراق للوحش).
القاضي: (للوحش)..إذاً فهي ترفض الزواج منك..
الوحش: رغم انني فعلت كل شاء لأستحق ذلك.
القاضي: آه آه..احك إذاً
الوحش: لقد اغتصبتها.
الجميلة: لا تصدقه سيدي القاضي..انه يكذب كما يتنفس.
القاضي: المسألة تستحق التأمل.
الوحش: (مخفضاً البصر) الحقيقة انني مزقت زهرتها.
القاضي: جريمتان في جريمة.. في الوقت نفسه؟
الوحش: نعم سيدي القاضي. اعترف. لقد ضربتها أيضاً. واهنتها وقيدتها. بل كدت اقتلها.
الجميلة: يكذب..يكذب..يكذب. أنظر إليه سيدي القاضي..إنه وديع ولطيف. ولا يقدر على إيذاء ذبابة..فما بالك بإغتصاب فتاة في العشرين.
الوحش: سبعة عشر.
(الجميلة تمد له لسانها ساخرة)
القاضي: كفى لعباً
الوحش: عدلاً سيدي القاضي.
القاضي: العدل العدل..ليس سهلا. حتى الآن لا تعترف بالوقائع..ثم لا تنس أنك أنت الجلاد.
الوحش: القانون واضح سيدي القاضي..وأرجو منكم تطبيقة..عندما يغتصب رجل إمرأة عليه أن يتزوجها.
القاضي: أو خمس سنوات سجناً..إن رفض تزوجها طبعاً.
الوحش: أقبل أن تكون زوجتي..والله يعلم انني لم أكن أنوي الزواج ثانية بالخصوص بفتاة في عمرها.
القاضي: هل أنت...
الوحش: مطلق سيدي القاضي ولي طفلان..أمهم كانت غاشمة. وجنابكم من صرح لي بالطلاق للضرر منذ سنوات.
القاضي: ربما..فالطلاق خبزي اليومي. ويمكنني أيضا أن أخطئ.. ومنذ ذلك الحين؟
الوحش: كل شيء كان على ما يرام، حتى ألتقي هذه المصيبة (يشير للجميلة)
القاضي: هذه المرة لا استطيع مساعدتك. إن رفضت أن تتزوجك فالسجن في انتظارك. إن رفعت شكوى طبعاً.
الوحش: تتحداني.. ولن ترفع شكوى.
الجميلة: لم يلمسني قط.
القاضي) للجميلة) تنكرين دائماً إذاً؟
الجميلة: لم يحدث ما يدعي أبداً.
القاضي) للوحش) وأنت؟ هل لك أدلة على ما تدعي؟
الوحش: طبعا طبعا.. وشهّاد أيضا..ولكن دعوني أروي لكم ما جرى أولاً.
القاضي: تفضل.
الوحش: كان ذلك منذ حوالي شهر. قريبة لي أتت لزيارتي وكانت هذه القاسية تصحبها..
القاضي: ( للجميلة) هل تعرفين قريبته؟
الجميلة: (حزينة) نعم..التقيتها مرة أو مرتين..كنا في نادي الرقص معاً.
الوحش: هل تأكدتم سيدي القاضي انني لا أكذب.
القاضي: واصل
الوحش: كانت الساعة العاشرة مساء تقريبا. تعودت قريبتي أن تمر عندي من حين لحين. كنا ألفين قليلاً..شربنا بعض الشيء..
القاضي: (مشيراً للجميلة) هي أيضاً؟
الوحش: لا..كانت تنام عل الأريكة متعبة من حصة الرقص. دخنا بعض الشيء أيضاً..
القاضي: أيضاً..
الوحش: اعترف بأنه شيء مخالف قليلا للقانون..ولكن تفهمون سيدي القاض..
القاضي: أفهم أفهم..كثير من الأشياء للفهم في الوقت نفسه.
الوحش: أنا واع بذلك سيدي القاضي، ولا أطلب رحمة. مضى الوقت بسرعة.. كانت الساعة تقارب الثانية صباحا. قريبتي دخلت بيت الأطفال، تاركة في الهواء نظرة غير بريئة.
القاضي: تركتك بمفردك معها؟
الوحش: نعم سيدي القاضي..ولا يخلو رجل بإمرأة إلا وكان الشيطان قريباً. كان صدرها...
القاضي:(مقاطعاً) وفر علي هذه الجزئيات.
الوحش: اقتربت منها..لامست يدي بطنها..كنت احترق سيدي القاضي..عندها أفاقت.ابتسمت..ثم تحولت نظرتها البريئة الى نظرات توسل.كدت أعود الى الخلف..ولكن هنالك شيء دفعني نحوها..
القاضي: ربما كان الشيطان.
الوحش: أبداً..أبداً.بل كان شيئاً يأتي من داخلي.رغبة مجنون..مررت يدي على فخذها، كانت تبكي..
الجميلة: لا أبكي أبداً
الوحش: ثم قالت لي متوسلة أنها عذراء.لا استطيع أن أقول أنني لم أصدقها.صار جسدي كرة من الرغبة.توقف عقلي عن التفكير. ولكن لا شيء يعذرني في ما فعلت..ارادت أن تقاوم.ولكنني سيطرت عليها وطبقت على فمها وانا اعريها.ثم أحسست بسائل دافئ بيننا.عندها أيقنت انني وضيع وبغيض.
القاضي: ذالك أدنى ما يمكن قوله.
الوحش: سمعت صوتها المستسلم يقول لي: لماذا فعلت هذا..ثم أغمي عليها. كل اسئلة حياتي حامت بفكري وأنا أراها ممددة على الأريكة..لماذا فعلت ذلك؟ عادت قريبتي الى قاعة الجلوس.في البداية ابتسمت وهي تراها ممددة.وعندما لاحظت اضطرابي أدركت انني كنت منزعجاً. لم أكن أعرف أنها عذراء.قالت لي. كانت تقفز وترقص كولد.ثم نادت سيارة تاكسي ومضت.
القاضي: يالها من قريبة!
الوحش: بقيت معها مع خزيي.كنت أرقبها وأفكر .عندما فتحت عينيها كانت أولى كلماتي: أتزوجك. ولكنها اشارت برأسها أن لا.ثم إنهارت باكية. حاولت أن أحضنها ولكنها كانت تدفعني. قلت لها (يركع أمام الجميلة): أنا رجل محترم..عملي محترم ولست طاعناً في السن إلى هذا الحد.فلتسامحي سخافتي وتزوجيني.يمكنك أن تطلقي متى أردت.(ينهض. للقاضي) لم أكن أخشى الفضيحة جناب القاضي. ولكنها كانت مليحة وجميلة وبريئة وكان يؤلمني أن أكون سببا في تحطيم حياتها. ساعدني سيدي القاضي على التخلص من هذا العبء.
القاضي: إنتظر..قصتك..(يبحث عن الكلمات) لنقل مؤثرة.ولكن لابد أن أن استمع إلى روايتها.(للجميلة) اقتربي صغيرتي (تقترب الجميلة من القاضي) هل (متردداً) تعترفين بروايته لما حصل.
الجميلة: (حزينة وحالمة) كان كأخ كبير.صديق حقيقي.هل تعرفون الصداقة سيدي القاضي.انها شعاع شمس يضيء حياتك في النهار ويواصل تدفئتها عندما يدلهم الليل.كان يأخذني إلى السينما.يشتري لي الشوكولاتة. وفي عيد ميلادي أهداني باقة ورد بيضاء وأخذني إلى مطعم راق.
الوحش: (متعجباً) لم أفعل ذلك أبداً.
الجميلة: أحياناً أؤنب نفسي بعد أن قبلته على جبينه لأشكره على نبله دون طمع في. لن أنسى أبداً وجهه الشاحب عندما فاجأني خارجة عارية من الحمام. إعتذر ألف مرة..رغم انني كنت المذنبة.كنت أظن أنه ترك البيت. إنه خجول سيدي القاضي. ذات ليلة أحسست بالوحدة، فذهبت لأنام بجانبه في فراشه. حضنت جسده الدافئ (تنتابها نوبة ضحك).إبتعد عني.كاد أن يسقط.كان حنونا (تبكي).
الوحش: كنت وحشاً (متوسلاً للجميلة) سامحيني.
الجميلة:( حالمة دائما) كل الفتيات يحلمن برجل مثله، سيدي القاضي. ولكن بين عشية وضحاها صار مجنوناً: أراد أن يتزوجني. طلبت منه التريث.أن لا يستعجل الأمور (تنظر إلى الوحش) اعطني بعض الوقت لأحبك (تجهش بالبكاء) دعني أحبك حسب إيقاعي. لماذا تريد أن تخنق الحب الذي أُكبر في جسدي لك. (للقاضي) كان يحبني وكان صادقاً ولكن الزواج شيء آخر. كنت أريد أن أخرج معه.كنت اتمنى أن أقبله في مقهى. أن يجري خلفي على الشاطئ.أن يحملني على كتفيه.أن نسافر معاً. كنت اتمنى (تنتحب).
الوحش:(حزيناً)اغتصبتها على أريكة..وكنت بالكاد أعرفها.
الجميلة: كنت آمل أن يتريث..ولكن ها هو يجرني من شعري في المحاكم..انني أتألم..أتألم..أتألم (تبكي وتقترع شعرها).
تهدأ.. صمت.
القاضي: (مفكراً) إذا كنتما الإثنان الضحية، فمن هو المجرم إذاً.
الوحش: اعترف بجرمي.
الجميلة: كنت غير مسؤولة. كنت أضع تنورات قصيرة. كنت فخورة بصدري الذي يكبر كل يوم. كنت أحب أن أبرق شفتي.
القاضي: تلك هي الحياة..لماذا نؤنب أنفسنا عندما نكون مليئين بالحياة.
الجميلة: ولكن الرجال حساسون.
القاضي: بل هم يريدون دائما تملك الجمال ولا يقبلون بأن يروه يتفتح حراً.
الجميلة: انني الآن ملعونة إلى الأبد )صمت( سيكرهني الرجال لأنني لم أحسن أن أحب رجلا أراد أن يتزوجني
القاضي: لو أن ابنتي التي هي في سنك تحملت مثل هذا الضرر لكن قتلت..
الجميلة: (تقاطعه) هل تقتلها...
القاضي : (مشيراً إلى الوحش) بل أقتله.
الجميلة: ولكنك قاض، سيدي القاضي.
القاضي: هذا صحيح
الجميلة:يداك طويلتان
القاضي: قليلا
الجميلة: وكتفاك..
القاضي: مسندان جيداً..أعرف. ولكن إذا كان هذا يحررك من نيرك، يمكنني القيام به من أجلك.
الجميلة) تصرخ كبنية): تقتله؟
القاضي: لا تصرخي هكذا)يشير إليها بالإقتراب( سأقوم بذلك دون ضجة. سأكلف من يؤدي المهمة...هنالك دائماً طريقة للتخلص من شيطان.
الوحش) يقترب منهما( هل تتآمران علي؟.
القاضي (للوحش) اخرس..أحاول أن أجد حلاً لمشكلتك، أيها القذر. صدقني، مشكلتك شائكة جداً يا عزيزي.
الوحش: أنا أثق بكم سيدي القاضي لإسترداد حقوقي.
(القاضي يشير للوحش بالابتعاد).
القاضي:(للجميلة)إذاً صغيرتي، ماذا قررت..هل (يقلد حركة الذبح)..عين بعين، سن بسن ودم بدم..
الجميلة: هل تستطيعون ذلك فعلا؟
القاضي: مئة بالمئة
(الجميلة تفكر)
القاضي: إذاً؟ ليس عليك سوى أن تحددي جرعات ألمه، وانني أثق في عدالتك.
الجميلة: ليس الدم نفسه.
القاضي: هذا صحيح، لسوء الحظ
الجميلة: ثم لماذا قتله وانا مازلت أحيا.
القاضي: الزمن كفيل بذلك إذاً.
الجميلة: اتمنى أن يعيش طويلاً
القاضي: (غاضباً) انك قاسية في نهاية الأمر.ماذا تريدين من هذا المسكين؟ انظري إليه..(الوحش يقضم أصابعه) إنه يتألم..دعني أتم عليه.
الوحش: خلصني.لم أعد أقدر.
الجميلة: لو أن لي أمنية لكانت.
القاضي: قولي..قولي..سأقوم بكل شيء من أجلك.
الوحش: بسرعة..
الجميلة: بعد التفكير.. ربما ما زال في عمري ستون أو سبعون سن..وعشرون أو ثلاثون سنة في عمره.
القاضي )ينظر في كتاب امال الأعمار(..هذا صحيح.. لن نختلف حول بضع سنوات.أمامي المعادلات..
الوحش)يصرخ متوجساً مؤامرة( أكره الرياضيات.
القاضي: (للجميلة) تكلمي يا بنيتي ..سألبي كل امنياتك
الوحش)حالما( اتمناها!
القاضي)للوحش( اخرس
الجميلة)للقاضي( أطل في عمره...حتى يوم مماتي وليكن دائما بصحة جيدة
القاضي: انت تحبينه إذاً؟
الجميلة: سأحبه كما أحبني
الوحش: أي عقاب إلا هذا.
القاضي: (بصوت خافت) أفهم (يخاطب قلمه) وأنت هل تفهم؟ أقسم لك انني ضائع. أنا أقاضي منذ عشرين سنة وقد أحسنت دائما التفرقة بين الأبيض والأسود.ولكن عندما يختلط الحب بالحقد، أعجز عن إتخاذ قرار.ولكن لابد من قرار قبل حلول الليل)للإثنين( لنكن واقعيين..انستي، سيدي. ولنطرح جيداً المشكلة: من الضحية؟
الوحش: (صارخاً) أنا...
القاضي: برغم أنك اغتصبتها؟
الوحش: اعترف.
القاضي: وحبستها
الوحش: مدة شهر كامل
القاضي: ضربتها
الوحش: صباحاً مساء. شتمتها ايضا.
القاضي: أتصور ذلك)للجميلة( هل تعترفين بذلك؟
الجميلة: كذب وبهتان سيدي القاضي.
القاضي: (للوحش) هل لك شهود؟
الوحش: ابنائي، سيدي القاضي.لقد فاجآني كم مرة بصدد تعنيفها.
الجميلة: أطفاله قصر.ولن تقبلوا بشهادتهم. بل إن ابنته التي لم تبلغ العاشرة معتوهة بعض الشيء. كانت تأتي إلى غرفتي وتزعم انني أبكي في الليل.لم يحدث ذل.. فانا لا أبكي أبداً.ابنه لطيف أيضاً. كثيرا ما كان يحمل لي الأكل في غرفتي ولكن في كل مرة كان يقول لي كلاماً فظاً.لماذا ابي يضربك.لماذا وجهك شاحب.ذلك الطفل سيكون ذات يوم مجرماً. تصوروا أنه إقترح علي ذات يوم أن أقفزمن النافذة. جمع كل شراشف البيت وعقدها ببعضها وحاول أن يقفز أمامي في الفراغ ليقنعني بسداد رأيه. منعته طبعا.هل أترك طفلاً في السابعة يقفز في الفراغ من الطابق السابع؟ تصوروا العاقبة.
القاضي: إذاً كنت عنده بمحض ارادتك.
الجميلة: نعم، سيدي القاضي. بمحض إرادتي.انظروا كم هو لطيف وجذاب.
( يقوم الوحش بتكشيرات ليبدو بشعاً)
القاضي: وبالطبع فهو لم يغتصبك.
الجميلة: أبداً سيدي القاضي..كيف يمكن له أن يتسبب لي في مثل ذلك الألم الفظيع؟
الوحش: عندي الدليل القاطع على ما ادعي)لنفسه( فلنستعمل اعتى الوسائل.
)ينشر شرشفا كان يديره حول حزامه ويريه للقاضي. الشرشف ملطخ ببقع حمراء(
الوحش: انظروا سيدي القاضي..أليس هاذا دمها؟ لتأمروا بالتحاليل إن كنتم لا تصدقونني
القاضي)للجميلة( لقد غلبك.
الجميلة:اعترف بأنه دمي..ولكن )بحرج(..سيدي القاضي..المرأة يمكن...أن تنزف..من حين لآخر.. وقد بقيت كثيرا عنده. كنت عنده على ما يرام.
القاضي للوحش: لقد غلبتك.
الوحش: هذا إحتيال. أتذكر جيداً وضعها ذلك اليوم. كانت جميلة جداً..و..و..طازجة..اطلب تقرير طبيب مختص للتثبت مما أقول.هكذا تتاح أخيراً الفرصة للعلم لخدمة قضية نبيلة..
القاضي:(غاضباً) ولما لا نطلب مساعدة مصالح النازا..يا ابنائي ..برغم ألمكما فمشكلتكما تافهة ولا تهم أحداً سواي..لأنني مسخر لذل...أما في الخارج فهنالك آلام أخرى ترن في الممرات.أكثر تقطيعاً من ألمكما ويجب علي كذلك أن اهتم بها.أنتما ودودا..ولكن لا يمكن أن أقضي عمري أخمن من الجلاد ومن الضحية. يجب أن احسم الأمر..هنا والآن.
الوحش: الآن.
القاضي: (غاضباً) كفى.
الجميلة: (تفكر) إناء مكسور.
القاضي: لست خزافاً وابنتي تنتظرني أمام مدرستها.
الجميلة: (تشير الوحش) يمكنه أن يأتيك بها..إنه يعتني جيداً بالبنات.
الوحش: (صارخاً) لا...جنبوني هذا الألم...كأسي فاضت ولم أعد أقدر على النظر إلى بنت..
القاضي:ستبصق في وجهك بمجرد أن تثبت نظرك عليها.
الوحش يمسح وجهه.
الجميلة: هل تحسن ذلك فعلاً؟
القاضي: البصاق؟ نعم..بدون شك. علمتها ذلك منذ نعومة أظافرها.
الجميلة:( بأسف)..ابي لم يكن يعير أهمية لهذه الأشياء. كان يفضل أن يداعبني.
القاضي: يجب الأخذ من كل شي بنصيب.
الجميلة: فات الأوان.
القاضي: لا يفوت الأوان أبداً..انها مسألة تدرب.
الجميلة: كنت أحب أن أرقص. أن ادفع بجسدي في إتجاهات لم يعرفها من قبل. أن افاجئه بحركات لا يتحكم فيها ويفرضها عليه عقلي.
تبدأ في الرقص. حركاتها تصيرعنيفة شيئاً فشيئاً...
الجميلة: (متقطعة الأنفاس) ولكن في بعض الأحيان هو الذي يوجهني. نحن كسيد وعبد. عادةً ما نتبادل الأدوار. أحياناً أنا التي أسقط منهارة أمام حائط لامبال..وأحياناً هو الذي يدفعني في إتجاه جبل جليدي .. يقطّعني.
تسقط عند أقدام الوحش.
يداعب الوحش شعرها. تتركه يفعل. سائل أحمر يسري على خشبة المسرح. تبتعد الجميلة بعنف وتسقط على بضعة أمتار. جسدها يواصل الإرتعاش. يلتحق بها السائل الأحمر. في الخلال يمد الوحش يديه محاولاً أن يمسك بها ولكنه لا يستطيع الحراك.
الجميلة: (تضرب جسدها) توقف...لم أعد أقدر..انك تقرفني.
تضرب جسدها بعنف حتى تنطفئ حركاتها.
تسقط الجميلة وجهها ضد خشبة المسرح.
يقترب منها القاضي ويوقفها.
وجهها ملطخ بالسائل الأحمر.
القاضي:( يمسح وجهها بثنايا معطفه) يمكن أن نرقص وأن نبصق في الوقت .نفسه.
الجميلة: (ساخرة) حركة أخرى ...أنا بعد منهكة هكذا..
القاضي: يمكن إعتبار ذلك كقوةٍ تُوازين بها جسدك عندما يجمح.
الجميلة: لن استطيع ذلك أبداً، سيدي القاضي. هنالك حركات تقاومني.
القاضي: بل الأمر يسير جداً..ابنتي تحكمت فيه في حصص قليلة..يجب أن تكوني دائماً مرفوعة الرأس لكي تبصقي
يشد رأسها ويرفعه. الجميلة تنصاع له.
القاضي: أكثر إستقامة.. حسناً هكذا.
الجميلة تقوم ببعض الحركات..لكن رأسها يميل للإنخفاض. القاضي يصلح من وضعيته.
القاضي: الرأس منخفض لن تستطيعي أبداً البصاق..انظري إلى الأمام من فضلك. حسناً..
الجميلة ترقص بضع خطوات..القاضي يعبر عن رضائه.
الجميلة: هل استطيع أن أبصق الآن.
القاضي:بالطبع...ولكن لا بد لك من هدف..
الجميلة: هل ذلك ضروري؟
القاضي: أكثر من ضروري...كل الناس ترغب في البصاق..الحياة ملأى بالقوى السلبية حتى اننا لا نستطيع تصورها بدون بصاق. بل يمكن القول أن الإنسان حيوان بصّاق ، ما دام يحيا ويرقص. ولكن أن نبصق بدون غاية.تصوري الفوضى إذا صار الناس يبصقون في أي مكان وفي أي إتجاه. خمسة مليارات من البُصَق في الثانية تصير انهارا. لا يا صغيرتي.لا بد لك من هدف..
الجميلة: علمني سيدي القاضي.
القاضي: لا بد لك من شريك.
الجميلة: في قاعة الرقص كنا نستعمل المرايا.
القاضي: ذلك ممكن...ولكن سيكون الأمر كما لو كنت تبصقين على نفسك..رغم أنك لا تلومين نفسك على شيء.
الجميلة: قليلاً.. هذه الرغبة التي تهز جسدي غير صحية.
القاضي: توقفي عن تأنيب نفسك. كل الناس ترقص هذه الأيام.
تضرب جسدها.
الجميلة: (تتلوى ألماً) لا يمكنني التحكم فيه.
القاضي: مسألة توازن.. لا بد لك من هدف.
الوحش: أرشح نفسي لذلك.
القاضي: (منتبهاً إليه)..هه..على الأقل يمكنك أن تكون مفيداً ولو لمرة.
الوحش: بشرط أن أتزوجها.
القاضي: سنرى..أما الآن فقم بدورك كمواطن صالح.
الوحش: سأكون مرآتها
الجميلة: (تتلوى) الشياطين تثيرني..ربما كنت ساحرة.
القاضي: قريبا سترتاحين ما دام قد صار لك شريك.
الجميلة: (تتلوى) بسرعة
القاضي يمسك بها يصلح من وضعيتها
القاضي: الرأس مرفوعة
الجميلة: بسرعة..انني أفرغ.
الوحش: سأكون قابِلَتَها.
القاضي يقرّب الجميلة من الوحش بحيث تقابله.
القاضي: لا تنسي أبداً..انظري أمامك..
الوحش: زوجتي!
القاضي: (غاضباً) دعها تركز
يبتعد القاضي فاحصاً حركاتها
الوحش يحاول أن يضع نفسه في موضع متناسق مع حركات الجميلة.
القاضي: كل شيء على ما يرام...(كمايسترو) الآن..
صراخ حاد..
الجميلة ترقص بقوة و رشاقة، رأسها مرفوع..ونظراتها إلى الأمام.
الوحش يحاول أن يصاحبها. صرخات حادة ترتفع من حين لحين
القاضي يصاحب الحركات ويبدي رضاه.
يعود إلى مكتبه.
يواصلان الرقص.
القاضي: (يفرك يديه)..كل شيء عاد إلى نصابه..يحيى العدل..الآن استطيع أن أنام قرير العين...(منادياً) من التالي.
تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص
يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية
يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة
نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها
يتفق الباحثون بشكل عام على أن تنمية مهارات إدارة المعرفة تتطلب التفاعل المشترك بين الأفراد واستخدام ...
بما أن الفلسفة والعلم حقلان معرفيان مختلفان، ولكل منهما خصائص تختلف عن الآخر، فقد برزت الدعوة الى ا...
1-بذلت أنا والأم جهود لا تقدر بثمن لتلبية احتياجات أبنائنا الاثنين عبدالله واليازية وبالإضافة إلى ت...
With such sadness occupying her thoughts,Erika, a poor single mother of two, struggles to sleep at n...
1. طوير برامج متكاملة: ينبغي تصميم وتصميم برامج تأهيل متكاملة تشمل التعليم والتدريب المهني والفنون، ...
تُعتبر المملكة العربية السعودية واحدة من أهم الدول في العالم العربي والإسلامي، حيث تحتل موقعًا جغراف...
This study explores university students' experiences and perceptions of using artificial intelligenc...
1 تجارب تهدف الى اكتشاف الظواهر الجديدة 2 تجارب التحقق تهدف لاثبات او دحض الفرضيات وتقدير دقتها 3 ال...
علق رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، على صورته المتداولة والتي أثارت الجدل برفقة نظيره الإثيوبي آبي...
تعاني المدرسة من مجموعة واسعة من المخاطر التي تهدد سلامة الطلاب والطاقم التعليمي وتعوق العملية التعل...
يهدف إلى دراسة الأديان كظاهرة اجتماعية وثقافية وتاريخية، دون الانحياز إلى أي دين أو تبني وجهة نظر مع...
تعريف الرعاية التلطيفية وفقا للمجلس الوطني للصحة والرفاهية ، يتم تعريف الرعاية التلطيفية على النح...