لخّصلي

اعتقدت أنني سمعت. تقيأت الماء المالح وسعلت إلى الخارج. ارتعد جسدي حتى تحطمت عضلاته. ألم كبير سحق صدري. كان أحدهم يفرك جسدي بقوة لتدفئته.من انت؟ سألت وأنا أفتح عيني بضعف. أنا ملاك الموت، تعال أخبرك أن الجحيم قد اكتمل في هذه اللحظة، أجابني صوت أجش. تحت ضوء القمر، تمكنت من رؤية وجه رجل في الخمسينيات من عمره متجعد ومشوه. تم قص شعره الأبيض. كانت العين اليسرى ميتة، لكن النظرة الدخانية في العين الأخرى كانت حية بشكل مخيف. ماذا تشاهد؟ لقد أُرسلت على عجل؛ لم يكن لدي الوقت لاختيار أجمل مظهر بشري! ثم أضاف بشيء من الإهانة: نعم أعرف ! أنا قبيح مثل كلب مات منذ ثلاثة أيام! وماذا في ذلك؟ أعتذر... لم يكن هذا ما اعتقدته... اعتقدت أنني ميت. حسنًا، إنه ليس يومك المحظوظ! لقد جئت لتطلب الموت أمام عيني، أنا التي أقسمت لنفسي ألا أتخلى أبدًا عن شخص معرض لخطر الموت، حتى لو كنت أخاطر بحياتي! لقد تمكنت من النهوض بمساعدة مخلصي. هل أنت خفر السواحل؟ انفجر الرجل ضاحكاً، وأظهر سناً ذهبية-أنا، خفر السواحل؟ هذا هو أفضل واحد سأخبر أصدقائي عنه. وسوف تجعلهم شخ يضحك! تعال، انهض. ساعدني الرجل على النهوض واتجهنا نحو مكان رملي بين الصخور. قال الرجل: اجلس هناك. أشعل النار وجلس بجانبي. بقينا صامتين لبضع دقائق. أشعل الرجل سيجارة ثم سأل: فما الذي يجعل رجلاً شاباً وسيماً مثلك يريد إنهاء الأمور قبل وقته؟ لم أجب. وجهت نظري نحو البحر. الرجل لم يصر. دخن سيجارته في صمت. اسمي صلاح، قال الخمسيني أخيراً. أنا نبيل. نهضت بصعوبة. نظر صلاح إلي. إلى أين تذهب؟ سأل. ليس الأمر أنني أكره صحبتك يا صلاح، لكن يجب أن أغادر. يترك! أعتقد أن شخصًا ما يجب أن يأتي ويأخذك إلى المنزل. ربما يجب عليك حتى الذهاب إلى المستشفى. لا أريد أن أرى مثل هذا. سأفعل ذلك بنفسي.للإجابة على سؤالك، يجب أن أخبرك بكل شيء من البداية؛ والآن ليس لدي القوة الكافية لذلك. نظرت أصالة إليّ للحظات، وكأنها تقيس صدقي، ثم استدارت فجأة وتسلقت صخرة. لقد كان مفعمًا بالحيوية مثل شاب في العشرين من عمره. كان لديه ظهر وذراعان عريضان مثل المصارع. كشفت سرواله القصير عن عجول وأقدام قوية تبدو وكأنها كانت عليها آلاف الأميال. وعاد بعد دقيقتين ومعه دلو صغير. انظر إلى هذا! قال وهو يريني السمكات الخمس أو الستة ذات الأحجام المختلفة الموجودة في الدلو. لو لم تخيف كل الأسماك بسلوكك المجنون، ربما كان بإمكاني اصطياد المزيد. ركع أمام النار، وشوى السمك وبدأ في طهيه. ليس هناك أفضل من السمك ليعطي القوة ويرفع المعنويات، قال دون أن يلتفت. ماذا تفعل من أجل لقمة العيش يا صلاح؟ انا سألت. لدي قارب صيد صغير عندما لا يكون هناك سمك، أدعو الأصدقاء للقيام برحلة إلى البحر. -هل انت متزوج ؟ بدا الوجه الذي استدار نحوي قاسياً في ضوء النار، لكن ابتسامة صغيرة سرعان ما أضاءت الملامح المتقشفة. بالطبع أنا متزوج! نادى علي.صمت للحظات ثم أضاف: في الواقع، لا أعرف حقًا إذا كنت لا أزال كذلك. كان ينظر إلى البحر، ولم أفهم ما يقصده، لكنني منعت نفسي من طلب المزيد من التوضيح. أتيكا هي حورية البحر! قال صلاح بنبرة حالمة كأنه مناجاة. شعره الأسود المستقيم طويل جدًا لدرجة أنه يخفي ظهره الصغير عني. تستدير عندما تشعر بنظرتي إليها، وتخبرني عيناها الكبيرتان الداكنتان بخجل بما أريد أن أعرفه. صلاح فاجأني بكلامه. لم أتخيله قادرًا على التحدث بهذه الدقة عن زوجته. هل تسكن قريبا من هنا؟ من، لدي منزل قريب جدًا من هنا. لكن أتيكا لا تعيش معي. آخر مرة رأيتها، كان شعرها مختلطًا بأوراق الشجر الميتة. لقد وعدتني بأن