لخّصلي

الًرُغم من المنافع العديدة التي جنتها البشرية جًارء التطور التقني السريع والُمريع الذي حدث بنهاية القرن العشرين ومطلع القرن الحادي والعشرين والذي طال مجالات الحياة المختلفة كالإتصالات والعلوم والتجارة وغيرها ، إلاً أًنه في المقابل قد أدخل العديد من العادات والتقاليد والممارسات التي لم تكن بهذا الشيوع من قبل خاصة بالدول الإسلامًية كالتحرر والمجون وتعاطي المنك ارت و التطرف وغيرها ، مخالفة بذلك ُلُعرى الدين والقيم والأخلاق بما تنطوي عليه تكنولوجيا المعلومات من مضار ومخاطر تُستخدم جميعا في تدمير المجتمع وتهديد أمنه واستقارره وإفساد عقول أبنائه عبر إلهائهم بما تقدمه لهم من مواد مستهدفين بها جميع أفارد المجتمع خاصة اليافعين منه ، هذه المخالفات ترعاها مجموعة من سماسرة التخريب كشكل حديث ومبتدع من الإستعمار والهيمنة الفكرية والثقافية الجديدة على الشعوب والتي شكلت أحد است ارتيجيات الغرب ال ُمتفق عليها بين دوله بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية في أعقاب الحرب العالمية الثانية وانتصار الحلفاء وإنهاء الإنتداب على كثير من الدول ، والتخطيط لإستعمار جديد في عصر الحرب الباردة والتي سلاحها { نشر فكر المستعمر وثقافته عبر الكلمة والصورة والصوت } وترسيخ ما ُيسمى بالنظام الدولي الجديد وحكم الرجل الواحد والذي شًكل حدا تأريخيا فاصلا بين مرحلتين مختلفتين من م ارحل العلاقات الدولية حسبما جاء في ( أبو أصبع وآخرون ، 1998 : 56 ) تشًكُل وسائط الإعلام المختلفة فيه عاملا رئيسا وحاسما في وجود الإنترنت والأجهزة الذكية وشاشات العرض الحر التي تعرض ثقافة الغرب دون رقابة أو غربلة عبر اليوم والليلة بعكس ما كان يحدث من قبل ، حتى ُشغل بها الجميع سًيما اليافعين ،وانصرفوا بها عن القارءة والتحصيل والإ ًطلاع والتمسك بالأُصول وُعرى الدين وقيمه وأخلاقه فتشبثوا بالعالم الإفتارضي حتى ذابت هويتهم بين ُهويات الغرب ولم يبق منها إلأً شبحاً ضعيفاً مهدداً بالإنجارف بقوة تيار ثقافة الغرب ومصادرها ووسائلها
لال التربية بالبيت والمجتمع والمدرسة ووسائل الإعلام ودور العبادة ، وهذا كله قد ضاع أو كاد مع غلبة تقنية المعلومات التي أحاطت بالمجتمعات الإسلامية إحاطة السوار بالمعصم .

تنوي الباحثة من خلال هذه الورقة العلمية تسليط المزيد من الضوء على خطر تكنولوجيا المعلومات على النمو المعرفي والقيمي
والأخلاقي لليافعين وعلى أمن المجتمع ككل وذلك بصرفهم عن تحصيل المعارف في التعاطي معها ، واكتساب ما تعرضه عليهم من
سلوك أثر في قدرتهم على التعلم والإطلاع ، فلم تشهد و ازرة التربية والتعليم تد ٍن في مستويات الدارسين وضعف في مقد ارتهم الق ارئية
والكتابية والتعبيرية وضعف إلمامهم بثقافة أُمتهم وت ارثها كما في هذا العصر من تاريخ البلاد ، كما أدت تقنيات المعلومات إلى تغيير ّْ ْ
اتجاهاتهم القيمية والأخلاقية عبر الإستخدام المتكرر لها حتى ساد العنف في التعامل بين الناس ، فليس أظهر من الحروب والتطرف
الإرهاب على الساحة اليوم ، ولما كان اليافع حسبما ذكر( هاريمان ) في مرحلة نمو فسيولوجي يتحول خلالها من كائن لا جنسي
إلى كائن جنسي قادر على المحافظة على نوعه واستمارر سلالته ( مخيمر، 2012 : 151 ) ووهو كما ذكر ( أبوسيف وآخرون ،
237:2016)ضمنهذهالمرحلةيتأثربالأحداثوالخبارتالحسيةالتييمربهاسَيماالقاسيمنهاوالشاذوبتركه لتلكالأجهزة
دون رقابة - تعرض له الممنوع وتهيج وتشحذ غارئزه بما تعرضه عليه من عنف وفجور ، وهو مقامر ومجرب ومتمرد على سلطة
المجتمع بحكم خصائصه النمائية وما يحدث له من تبدلات عضوية ونفسية ودوافع تطلب الإشباع - صار أسي ار لها . كل هذا يجعل ً
بحث هذا الموضوع في هذه الشريحة الخاصة من المجتمع وفي هذا التوقيت الخاص من التردي المعرفي والأخلاقي أم ار ضروريا ، ًً
ولتحقيق هذه الغاية استخدمت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي مستندة على مسًلمة الإنتشار العام لتقنية المعلومات بكل البلدان ،
ومستشهدة ببعض البحوث والد ارسات والنظريات التي تثبت آثارها السلبية على اليافعين ممن لم يحظوا بالإهتمام التربوي اللازم مما ُُ َُْْ جعلهم لا يملكون المعلومات التي يقارعون بها ال ُحجج التي تحصنهم ضد سموم الميديا ومخاطرها