لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (50%)

لم يكن حفظ القرآن جميعه شــائعا فى عهد النبى كما شــاع بعد، فكان حفظ القــرآن موزعا على الصحابة، قال أبو عبد الرحمن الســلمى: حدثنا الذيــن يقرأون القرآن كعث¦ن بن عفان وعبد الله بن مســعود وغيرما أنهم كانوا إذا تعلموا من النبى آيات لم يتجاوزوها حتى يعلموا فيها مــن العلم والعمل كان يحفظ ولا ينتقل من آية إلى آية حتى يفهم. فى القــرآن آيات كثيرة محكمة واضحة المعنى، وهى التى تتعلق بأصول الدين وأصــول الأحكام، وخاصة منها الآيات المكية التى تدعو إلى أصول الدين كســورة الأنعام؛ وهذا النوع من الآيات يســتطيع فهمه جمهور الناس ولا سيما من كانوا عربا بسليقتهم؛ وفى القرآن آيات غامضة هى التى سميت متشابهة، ولم يصل إلى معرفتها إلا الخاصة. وكان من الصحابة على العموم أقدر الناس على فهــم القرآن، ومع هذا فقد اختلفوا فى الفهم على حسب اختلافهم فى أدوات الفهم، ١ - أنهــم كانوا يعرفــون العربية على تفاوت فيما بينهــم وإن كانت العربية لغتهم، فمنهم من كان يعرف كثيرا من الأدب الجاهلى، ويستعين بذلك فى فهم مفردات القرآن، ويشــاهد الأسباب التى دعــت إلى نزول الآية، ومعرفة أســباب التنزيل من أكبر ما يع ين على فهم المقصود من الآية، والجهل بها يوقع فى الخطأ. ٣ - كذلــك اختلافهم فى معرفة عادات العرب فى أقوالهم وأفعالهم، فمن عرف عــادات العرب فى الحــج فى الجاهلية اســتطاع أن يفهم آيــات الحج أكثر ممن لم يعرف، وهكذا وكذلك الآيات التى وردت فى التنديد بمعبودات العرب وطريقة عبادتهم لا يكمل فهمها إلا لمن عرف ماذا كانوا يفعلون؟ ٤ - ومثــل هذا معرفة ما كان يفعلــه اليهود والنصارى فى جزيرة العرب وقت نزول الآيات، ففيها إشــارة إلى أعمالهم ورد عليهم، وهذا لا يتم فهمه إلا بمعرفة مــا كانوا يفعلون، من ذلك ونحــوه كان الاختلاف بين الصحابــة فى الفهم، وكان التابعون ومن بعدهم أشد اختلافا. هناك تفسير يسمى التفسير بالمنقول ويعنون به: حتــى كانت كتب التفســير المؤلفة فى العصور الأولى مقصورة على هذا النحو من التفسير. يعرف المفسر كلام العــرب ومناحيهم فى القول، ويعــرف الألفاظ العربية ومعانيهــا بالوقوف على ما ورد فى مثله من شــعر الجاهلى ونحوه، ويقف على ما صح عنده من أســباب نزول الآية مســتعينا بهذه الأدوات ويفسرها حســب ما أداه إليه اجتهاده، مثل كثير مما ورد عن ابن عباس وابن مسعود، فهذا الاختلاف نتيجة اختلاف فى الرأى، لا نتيجة اختلاف فى المنقول، وقد اختلفوا فى معانى الآيات خلافهم فى معانى الألفاظ. فإذا سمعوا قصة كلب أصحاب الكهف قالوا: ما كان لونه؟ وإذا سمعوا «فقلنا اضربوه ببعضها» تساءلوا: ما ذلك البعض الذى ضربوا به؟ وما قدر سفينة نوح؟ وما اســم الغلام الذى قتلــه العبد الصالح فى قصة مــوسى معه؟ وإذا تتلى عليهــم «فخذ أربعة من الطير «قالوا: ما أنواع هذا الطير؟ وما هى الكواكب التى رآها يوســف فى منامه؟ وكذلك إذا ســمعوا قوله تعالى فى قصة موسى مع شعيب سألوا: أى الأجلين قضى موسى؟ وهل تزوج الصغرى أو الكبرى؟. فإنما يسألون عنه أهل الكتاب قبلهم ويستفيدون منهم. وأكثر من روى عنه منهم: على بن أبي طالب، وإذا نحن ألقينا نظرة على ما روى من التفسـير عن ابن عباس وغيره وجدنا منبعه هو الأشــياء الثلاثــة التى ذكرناها ٌ قبل: نقل عــن النبى أو رواية حوادث وقعت أمامهم توضح معنى الآية، واجتهادهم فى الفهم معتمدين على الأدب الجاهلى ومعرفتهم بلغة العرب والعادات التى كانت فاشية فى الجاهلية وصدر الإسلام،


النص الأصلي

لم يكن حفظ القرآن جميعه شــائعا فى عهد النبى كما شــاع بعد، بل كان الصحابة يحفظون الســورة أو عــدة آيات ويفهمون معانيها، فــإذا حذقوا ذلك انتقلــوا إلى غيرها، فكان حفظ القــرآن موزعا على الصحابة، قال أبو عبد الرحمن الســلمى: حدثنا الذيــن يقرأون القرآن كعث¦ن بن عفان وعبد الله بن مســعود وغيرما أنهم كانوا إذا تعلموا من النبى آيات لم يتجاوزوها حتى يعلموا فيها مــن العلم والعمل كان يحفظ ولا ينتقل من آية إلى آية حتى يفهم.
فى القــرآن آيات كثيرة محكمة واضحة المعنى، وهى التى تتعلق بأصول الدين وأصــول الأحكام، وخاصة منها الآيات المكية التى تدعو إلى أصول الدين كســورة الأنعام؛ وهذا النوع من الآيات يســتطيع فهمه جمهور الناس ولا سيما من كانوا عربا بسليقتهم؛ وفى القرآن آيات غامضة هى التى سميت متشابهة، صعب فهمها،ولم يصل إلى معرفتها إلا الخاصة. وكان من الصحابة على العموم أقدر الناس على فهــم القرآن، لأنه نزل بلغتهم، ولأنهم شــاهدوا الظروف التــى نزل فيها القرآن.ومع هذا فقد اختلفوا فى الفهم على حسب اختلافهم فى أدوات الفهم، وذلك:
١ - أنهــم كانوا يعرفــون العربية على تفاوت فيما بينهــم وإن كانت العربية لغتهم، فمنهم من كان يعرف كثيرا من الأدب الجاهلى، ويعرف غريبه، ويستعين بذلك فى فهم مفردات القرآن، ومنهم من كان دون ذلك.
٢ - كان منهم من كان يلازم النبى ويقيم بجانبه، ويشــاهد الأسباب التى دعــت إلى نزول الآية، ومنهم من ليس كذلك؛ ومعرفة أســباب التنزيل من أكبر ما يع ين على فهم المقصود من الآية، والجهل بها يوقع فى الخطأ.
٣ - كذلــك اختلافهم فى معرفة عادات العرب فى أقوالهم وأفعالهم، فمن عرف عــادات العرب فى الحــج فى الجاهلية اســتطاع أن يفهم آيــات الحج أكثر ممن لم يعرف، وهكذا وكذلك الآيات التى وردت فى التنديد بمعبودات العرب وطريقة عبادتهم لا يكمل فهمها إلا لمن عرف ماذا كانوا يفعلون؟
٤ - ومثــل هذا معرفة ما كان يفعلــه اليهود والنصارى فى جزيرة العرب وقت نزول الآيات، ففيها إشــارة إلى أعمالهم ورد عليهم، وهذا لا يتم فهمه إلا بمعرفة مــا كانوا يفعلون، من ذلك ونحــوه كان الاختلاف بين الصحابــة فى الفهم، وكان التابعون ومن بعدهم أشد اختلافا.
هناك تفسير يسمى التفسير بالمنقول ويعنون به:
أولا: تفســيرا نقل عن النبى مثل الذى روى أن رسول الله قال: الصلاة الوســطى صلاة العصر، ومثل ما روى عن على قال: ســألت رســول الله عن يوم الحــج الأكبر، فقال: يوم النحر، ومــا روى أى الأجل قضى موسى؟ قال: أوفاهما وأبرهما... إلخ؛ وهذا النوع كثير ،وردت منه أبواب فى كتب الصحيح الســتة وزاد فيه القصاص والوضاع كثيرا، ونقد ذلك علماء الحديث، فمنها ما صححوه، ومنها ما ضعفوه... وبمرور الزمان تضخم هذا التفسير المنقول، فدخل فيه أيضا ما نقل عن الصحابــة والتابعين، وهكذا، حتــى كانت كتب التفســير المؤلفة فى العصور الأولى مقصورة على هذا النحو من التفسير.
ثانيا: من مصادر التفســير الاجتهاد، وإن شــئت فقل الرأى، يعرف المفسر كلام العــرب ومناحيهم فى القول، ويعــرف الألفاظ العربية ومعانيهــا بالوقوف على ما ورد فى مثله من شــعر الجاهلى ونحوه، ويقف على ما صح عنده من أســباب نزول الآية مســتعينا بهذه الأدوات ويفسرها حســب ما أداه إليه اجتهاده، وكثير مــن الصحابة كان يفسر الآيات من القرآن بهــذا الطريق، مثل كثير مما ورد عن ابن عباس وابن مسعود، فمثلا يفسر المفسرون الطور فى قوله تعالى:(وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ) بتفسيرات مختلفة: فمجاهد يفسر الطور بالجبل مطلقــا، وابن عباس بجبل بعينه، وآخر يقول: إن الطور ما أنبت من الجبال، فأما
ما لم ينبت فليس بطور؛ فهذا الاختلاف نتيجة اختلاف فى الرأى، لا نتيجة اختلاف فى المنقول، وقد اختلفوا فى معانى الآيات خلافهم فى معانى الألفاظ.
ثالثا: وهناك منبع آخر من منابع التفسير استمد منه المفسرون كثيرا، وذلك أن شغف العقول وميلها للاستقصاء دعاها عند سماع كثير من آيات القرآن أن تتساءل عما حولها، فإذا سمعوا قصة كلب أصحاب الكهف قالوا: ما كان لونه؟ وإذا سمعوا «فقلنا اضربوه ببعضها» تساءلوا: ما ذلك البعض الذى ضربوا به؟ وما قدر سفينة نوح؟ وما اســم الغلام الذى قتلــه العبد الصالح فى قصة مــوسى معه؟ وإذا تتلى عليهــم «فخذ أربعة من الطير «قالوا: ما أنواع هذا الطير؟ وما هى الكواكب التى
رآها يوســف فى منامه؟ وكذلك إذا ســمعوا قوله تعالى فى قصة موسى مع شعيب سألوا: أى الأجلين قضى موسى؟ وهل تزوج الصغرى أو الكبرى؟... وهكذا كانوا إذا سمعوا إشارة إلى بدء الخليقة طلبوا بقية القصة، وإذا تليت عليهم آية فيها إشارة إلى حادثة لنبى لم يقتنعوا إلا باستقصائها، وكان الذى يسد هذا الطمع هو التوراة وما علق عليها مــن حواش وشروح. يقول ابن خلدون: «إن العرب لم يكونوا أهل كتــاب ولا علم، وإنما غلبت عليهم البداوة والأمية، وإذا تشــوفوا إلى معرفة شىء ما تتشوف إليه النفوس البشرية فى أسباب المكونات وبدء الخليقة وأسرار الوجود، فإنما يسألون عنه أهل الكتاب قبلهم ويستفيدون منهم.
وقد اشتهر عدد غير قليل من الصحابة بالقول فى تفسير القرآن، وأكثر من روى عنه منهم: على بن أبي طالب، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن مســعود، وأبي بن كعب، وأقل من هؤلاء: زيد بن ثابت، وأبو موسى الأشــعرى، وعبد الله بن الزبير.وإذا نحن ألقينا نظرة على ما روى من التفسـير عن ابن عباس وغيره وجدنا منبعه هو الأشــياء الثلاثــة التى ذكرناها ٌ قبل: نقل عــن النبى أو رواية حوادث وقعت أمامهم توضح معنى الآية، واجتهادهم فى الفهم معتمدين على الأدب الجاهلى ومعرفتهم بلغة العرب والعادات التى كانت فاشية فى الجاهلية وصدر الإسلام، والإسرائيليات وما إليها.


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

In recent years...

In recent years, working part-time job for student has considered one of the most debated and though...

Colombia Nariño...

Colombia Nariño is one of those coffees that instantly wakes up your senses—in the best way. It's br...

Borrowing Borro...

Borrowing Borrowing is simply one language taking words directly from another and using them as its ...

أحد، وقالوا له:...

أحد، وقالوا له: اخرج من بلادنا وأغروا به سفهاءهم، فلما أراد الخروج تبعه السفهاء والصبيان والعبيد يسب...

تَضارَبَتِ الآر...

تَضارَبَتِ الآراء حينَ أَعْلَنَ خَادِمُ بن زَاهِرٍ استياءَهُ مِن حُسَينِ صاحِبِ (البوم ) قائلا: «إِم...

المبحث الأول: م...

المبحث الأول: ماهية محاسبة التكاليف يتناول هذا المبحث الإطار العام لمحاسبة التكاليف من حيث المفاهيم ...

-في مجال الفكر ...

-في مجال الفكر الفلسفي ،اتجه هذا التيار إلى تخليص الفرد من هيمنة أفكار ومبادئ كانت مفروضة عليه من قب...

العوامل البشرية...

العوامل البشرية تعتبر العوامل البشرية عوامل مهمة للتخطيط الإقليمي، فالإنسان هو الذي يعطي العناصر ال...

أصبحت القصص الر...

أصبحت القصص الرقمية اليوم أداة تعليمية مهمة لمساعدة الأطفال على تطوير اللغة والتفكير. إن رواية القصص...

التجارة كما أسه...

التجارة كما أسهمت الدولة العباسية في دفع النشاط التجاري قدما إلى الأمام فعملت على توطيد النظام الداخ...

تعتبر الحياة ال...

تعتبر الحياة البحرية أساسية لكوكبنا ولنا نحن البشر على حد سواء، وتتجلى أهمية الحفاظ عليها في جوانب ع...

Tout d'abord, l...

Tout d'abord, la routine quotidienne, entre les études, le travail et la pression sociale, pèse lour...