لخّصلي

بعضهم للأسف يدخلنا عالم الزواج دون أن يبين لنا أن المباراة التي ستلعبها مع الحياة تحتاج إلى أن تشكل فريقاً واحداً مع شركاتنا، تلعب معا، فلا تعنت

ولا تصلب في العقل أو تزمت في الفهم.

لا يغيروننا أن الندية أسوأ شيء في الزواج، وأن الوقت الذي سيلعب فيه أحدنا المباراة وحده، ويسدد لكياته إلى الطرف الآخر تعني أن حياتنا على مشارف الأخيار، ذلك أن الزواج ليس به رابح وخاسر، وإنها تريح جميعا أو تخسر جميعا

لو نطقت الأرقام لقالت لك إن جل حالات الطلاق كان اللاعب الرئيسي فيها هو عدم النضج، والذي ظهر جليا في سلوك عنيف صلب، وندية

شديدة، جعلت كل طرف يحاول جاهدا أن يثبت سوء الطرف الآخر ويظهر سوءة تفكيره وسلوكه، واعوجاج

تربيته، وفقر إبداعه، وقلة نضجه، وتفاهة حكمتها نعم، يفعلون هذا وأكثر ...

يظنون أنهم بهذا ينتصرون على شريكهم، وأن نصرهم هذا سيوفر لهم غيرا ما، وللأسف لا يجدون من يخبرهم

أنهم يتحدرون نحو الهاوية، وأن حياتهم إن استمرت فستفقد الكثير من الاحترام والتقهم، والحوار

في معركة الحياة إما أن يكون المرء منا عونا لشريكه على الأيام، وإما أن يكون عونا للأيام عليه.

ولن يكون عونا له إلا إذا أتقن من التفاعل عما يكره، وتحرير ما لا يستسيغ من السلوك، وتهوين شأن الخطأ وجعله سهل الإصلاح

نحن لسنا ملائكة، ستخطی، سنجرح، ستؤلم...

وعلى كل منا أن يتعامل مع ما يسيته من الطرف الآخر بشكل واع، تسبق فيه عقولنا مشاعرنا، وتطغى فيه مصلحة المشروع على مصلحتنا الشخصية القربية

لا أقول إن على المرء منا أن يقبل بهقسم حقه، ولا بابتلاع الإهانات، وإنها علينا أن تمرر بعضها، تغفر بعضها، تسامح في بعضها، لا تسجن الآخر في

أعطاك وتستدعيها كل وقت وآخر التثبت له أن لنا بذا محليا عليه، وأنه يجب أن لا ينسى فضلنا وعظمتنا وكرمنا. صداني، لا أحد يجب أن يذكره الآخر بأخطائه، وكلنا ،

إلا المرضى النفسيين. يستن لمن تغافل وتناسى وسامح. ستريح جميعا لعبة الحياة إذا تفهم كل منا أن شريكه في المباراة قد يسدد ركلات

غير موفقة وسيحتاج إلى الدعم، وأننا ستسدد كذلك كرات طائشة ويجب أن تعتذر

ستريح جميعا حينما تتوقف لتشكر الطرف الآخر على تعبه من أجلنا ولن يعدم شريكك مزية ما تشكره عليها كل البشر يا صاحبي يبحثون عن التقدير

والشكر، قدمه الشريكك وستريح الكثير. لا أحد يعلمنا قبل الزواج من التضحية، قد يعلم و ننا كيف تكون ضحايا، كيف تشتكي كالضحايا.

كيف تتعامل كالضحايا، ولكن كيف نضحي ؟ لا أحد يعلمنا هذا.
وفن التضحية هو في حقيقته فن الإحسان، فن الاحتساب، فن الادخار في حساب الأيام، فن الاستثمار في الضمير، فن من الفنون الجالبة للراحة

والرضا عن النفس، ذلك أن من يُضحي بوعي يدرك أن ما يفعله يليق به وبتربيته وبنظرته السامية لنفسه، وأن تضحيته لا تضيع حتى وإن تغافل

عنها الآخر لبعض الوقت، فالأيام قادرة على أن تنضج التضحية، وتظهرها بشكل أكثر بهاء، هذا فوق أن الله لا يغفل، حاشاه، وإن أنكر الناس

وتغافلوا، وأن كل ما ةنفعله سنجد مرده في الدنيا عاجلا أو آجلا وفي الآخرة مسجلا محفوظً