لخّصلي

بحثنا كثيرا عن اصل كلمة مسرح ومفهومها لغويا , وحاولنا ان نعثر على اجابة وافية
لغة : لجميع تساؤلاتنا الكثيرة حول الموضوع , مع ان كلمة المسرح كلمة يلفها الغموض , لانها كلمة معاصرة , ولكن رغم كل تلك الصعوبات وجدنا ان ال كلمة مسرح من الكلمة اليونانية (تياترون) , والتي اطلقوها على المكان الذي كان يجلس فيه العامة في وقتهم ويشاهدون عروض كوميدية ودرامية وسموها ي وقتنا هذا بالمسرح , لانه في ذلك الوقت لم يكونوا يعيرون اهتماما لهذا الفن الا جزئيا , بالعكس عن هذا الوقت الذي اصبح المسرح فيه فنا وعلما قائمل بذاته .
إصطلاحا :لم يعرف المسرح في بداياته ذلك الصراع الذي احتدم في القرن العشرين وخاصة في نصفه الثاني بين مؤلف النص المسرحي ومخرج المسرحية وكان شرط وجود احدهما هو غياب الاخر , او ذلك الفصل الساذج بين النص الدرامي الذي يكتب للمسرح وبين الاداء التمثيلي للنص الذي يحوله الى عرض مسرحي حي امام الجمهور)).

لقد كان المسرح منذ البداية على الدوام نشاطا جماعيا تكامليا يتحقق من خلال اتحاد وتناغم مجموعة من العناصر يمثل النص اللغوي الحواري المنطوق احداها فقط , وتتناغم جميعها لانتاج التجربة المسرحية )).
المقصود بالتعريف السابق ان المسرح ليس كتلة واحدة بل هو اجتماع مجموعة من العناصر تتالف معا لتشكل التجربة المسرحية او الفن المسرحي , والحوار هو احداهاوالنص ايضا الذي يتم تاليفه من قبل المؤلف لكي يترجم على شكل عرض مسرحي هواحدى عناصر المسرح وهناك خشبة المسرح والجمهورومؤلف النص ومخرج المسرحية . كلهم عناصر تجتمع وتتالف لكي تشكل لنا المسرح الذي نعرفه .
كان هذا هو حال المسرح في بداياته الشعبية في كل انحاء العالم او بداياته الرسمية في المسابقات المسرحية التي كانت تعقد في الاحتالات الدينية الموسمية .
اما الان قد تغير الوضع بعض الشيء واخذ في التحسن بفضل بعض المناهج النقدية الحديثة , وظهورها يسمى بنظرية العرض المسرحي التي طرحت نفسها كبديل للنظرية الدرامية الحديثة , وجعلت من العرض المسرحي موضوعها وثورة اهتمامها , ويمكن ان تقول ايضا ان المسرح هو نشاط انساني يهدف الى استرجاع الوعي لتجربة حدثت او تمثيل افتراضي لتجربة محتملة الحدوث , وتشكيل عرض رمزي ملموس يهدف بدوره الى انتظام تجارب حياتية جديدة )).المقصود من التعريف السابق ان المسرح نشاط انساني الهدف منه زرع قيم انسانية في المجتمع , قد يتحدث عن تجربة حدثت من قبل من اجل زرع الوعي حول تلك التجربةخاصة ان كانت اخلاقية بالدرجة الاولى , او عن تجربة يمكن ان تحدث مستقبلا لكي يتم تنبيه المجتمع حولها عن طريق عرض مسرحي , وقد يكون العرض من اي نوع كوميدي او درامي او اي كان نوعه , ولكن هذا لا يمنع امتلاكه رمز يسعى اليه وذلك الرمز هو الاشارة الى قضية اجتماعية ما لنشر الوعي بين الجمهور حول فكرة ما او تجربة حياتية عن طريق عرض مسرحي على خشبة المسرح .
:تعريف المسرح المدرسي
وردت عدة تعريفات للمسرح المدرسي اهمها (( المسرح المدرسي هو المكان المهيا لتقديم عروض مسرحية او تمثيلية كتبت واخرجت خصيصا للطفال المتمدرسين , وقد يكون اللاعبون او الممثلون كلهم من الاطفال او الراشدين او خليط بين الاثنين , وعلى هذا فالمعول الاساسي في التخصيص هو جمهور الاطفال الذين انتجت من اجلهم العملية المسرحية نصا واخراجا)).
يقصد بهذا التعريف ان المسرح المدرسي هو المكان الذي يتم انشاؤه خصيصا لتقديم عروض مسرحية تمثيلية من قبل ممثلي المسرح , وهذا المسرح يقدم خصيصا للاطفال المتمدرسين الذين يرتادون المدرسة , وبناء على ذلك يتم مراعاة اشياء كثيرة في النص المسرحي بما انه موجه للاطفال , وقد يكون الممثلون فيه من الاطفال من اجل زيادة المتعة للطفل المشاهد او الراشدين عندما يكون المسرحة للطفل ولكن لا يستطيع الطل تمثيل ادواره , واحيانا يكون خليط بين الاثنين راشدين واطفال معا لانتاج جو من التناسق على اجواء المسرح , واستنتاجا على ما ذكر الاساس ومن يتم التخصيص لهم في هذا المسرح المدرسي هم جمهور الاطفال خصيصا الذين تم انتاج النص المسرحي خصيصا لاجلهم نصا واخراجا وتمثيلا .
ويمكن ان نعرفه بتعريف اخر (( المسرح المدرسي لاطفال المدرسة خصيصا يقدم فيه راشدون محترفون اعمال مسرحية ينفعل بها الاطفال الذين يستمتعون بالمشاهدة , وهذا المسرح يكتبه مؤلف متخصص ويخرجه كذلك , ويخرجه ممثلون متخصصون )). يقصد بالتعريف السابق ان المسرح المدرسي وجد خصيصا لاطفال المدارس يقدم النص المسرحي راشدون محترفون تم اختيارهموفقا لبراعتهم التمثيلية ,وفي هذا العرض المسرحي ينفعل الاطفال الذين يشاهدون العروض انفعالات جسب العرض كالغضب والفرح والحزن وغيرها من الانفعالات... , وهذا النص المسرحي يكتبه مؤلف متخصص ويخرجه كذلك لذلك نجد في غالب المسرحيات ان مؤلف النص ومخرج المسرحية نفس الشخص ويمثل العرض المسرحي ممثلون محترفون متخصصون في الفن المسرحي على خشبة المسرح امام الجمهور الذين هم الاطفال .
وبما ان لديه تعريفات كيرة يمكننا تعريفه ايضا (( هو ذلك المسرح الذي يستخدم التمثيل داخل المؤسسة التربوية كيفما كان الطور الذي ينتمي اليه التلميذ بواسطة تقنية مسرحية, لاجل تحقيق الاهداف المسطرة تربويا , سواء كانت اهدافا عامة او خاصة , لانها تستهدف الجوانب الفكرية والوجدانية والحسية والحركية , وباعتباره وسيلة اصلاحية تطهيرية وعلاجية وجمالية ابداعية ,فانه لا يعتمد على الارتجال ,بل يتسلح بعدة معارف كعلوم التربية وعلم النفس وعلم الاجتماع , نظرا لكونه وسيلة تلقين ونقل للمعرفة والمهارة قصد اشباع حاجات التلميذ الفكرية والنفسية والاجتماعية والعضوية لخلق التوازن لدى الطفل للتكيف مع الذات والموضوع,وتحقيق النمو البيولوجي )).
يقصد بالتعريف السابق ان المسرح هو ذلك الفن الذي يستخدم فيه التمثيل في المدارس كتقنية لتنمية عل الطفل مهما كان الطور الذي يدرس فيه , ويقدم ذلك المسرح من اجل تحقيق اهداف تربوية بالدرجة الاولى , وتختلف حسب شموليتها وتكون اما عامة او خاصة لان المسرح يستهدف مواضيع متعددة وجوانب مختلفة فكريو ووجدانية او حسية ,ويمكنه اعتباره وسيلة للابداع واضافة جماليةعلى نمو الطفل ,لانه يشتمل على عدة مواضيع ومعارف كمواضيع تربوية او اجتماعية او نفسية نظرا لانه وسيلة تعليم ونقل للمعارف وللرسائل وزرع الوعي والمهارات المختلفة في الاطفال , ذلك لان الطفل في سن الصغرعدة ما يكون عبارة عن صفحة بيضاء ويحب تقليد ما يراه وياخذ تجاربه من خلال ما يتم تلقينه له من دروس تنمي عقله وفكره ويخلق توازن بين ذاته وبين المواضيع التي يراها ونتيجة لذلك ينمو نموا بيولوجيا سليما .
مهما قدمنا من تعريفات للمسرح المدرسي لن نشتمل على تعريف جامع شامل له , يمكن ان نقول ايضا في تعريف اخر (( يشكل المسرح المدرسي فنا اصيلا يشارك مع بقية الفنون في تقديم مجموعة من الافكاروالمواقف والاحداث التي تسهم في بناء الانسان وتغير توجهاته الفكرية والثقافية وتساهم في نشر العلم والثقافة بين صفوف الطلبة على مستوى المدارس باختلاف مراحلها , ويشرف على هذا المسرح المشرف الفني او المدرس المختص وذلك بتخصيص التمثيل الطي يقوم به الطلبة داخل المدرسة في المناسبات الدينية
والوطنية )).
يقصد بالتعريف السابق ان المسرح يشبه باقي الفنون في ان الهدف منه تقديم افكار ومواقف قد تكون خيالية او واقعية تسهم في بناء الانسان عامة والطفل بشكل خاص وتسهم في تغيير توجهاته الفكرية والثقافية , وينشر الثقافة بين الطلبة بمختلف توجهاتهم الدراسية ويشرف عليه المشرف على المسرح وهو مخرج المسرحية في غالب الاحيان , او قد يكون مدرس متخصص لتعليم الطلبة الانشطة التمثيلية داخل المدرسة لكي يمارسوها في المناسبات الوطنية والدينية .
:خصائص المسرح المدرسي
كما اكتشفنا ان فن المسرح فن عزيز المذهب , جم الفوائد , شريف الغاية , اذ يمكن ان نكشف من خلال هذا الفن قصص عن الاخلاق , سير عن الانبياء , اساطير عن البشرحتى تعم فائدة الاقتداء من ذلك , ولكي نكشف كل خبايا المسرح المدرسي بعد ان تحدثنا عن مفهومه سنتحدث الان عن خصائصه بالتفصيل ونحاول ان نشتمل على خصائص المسرح المدرسي التي تنقسم الى قسمين خصائص تكون على مستوى النص المسرحي ولا يمكن ان يكتمل النص من دونها وخصائص على مستوى العرض المسرحي الذي يقدم امام الجمهور.
على مستوى النص :
_ مراعاة خصائص المرحلة العمرية .
_ تبادل الخبرات والتفاعل في جميع المراحل العمرية .
_ مراعاة خصائص النمو الجسمية , الانفعالية ,العقلية والاجتماعية .
_ تجري المسرحيات في عالم الحيوان والطيور لانها خاصة بمرحلة الطفولة .
_ تستخدم الرسوم المتحركة والكرتون في بناء النص المسرحي .
_ ان تكون المسرحية مشوقة وفيها نوع من المغامرة .
_ ان تراعي عقل الطفل خاصة الطفل في المرحلة الاعدادية مثلا يمكن بناء النص المسرحي بحيوانات و زهور و طيور تتكلم و تبكي و تحزن و غير ذلك ...
_ في مرحلة الطفولة الاعدادية يعتمد مؤلف النص المسرحي على مسرح العرائس بافكار سهلة بسيطة تكون في متناول عقل الطفل و يمكنه استيعابها .
_ الاعتماد على الخيال المطلق والابتعاد عن الواقعية في مسرحيات الطفل في المرحلة الاعدادية خاصة لان الواقعية و افكار المجتمع المعاش بعيدة عن فهمه وهو في هذا السن.
_ الاخذ في عين الاعتبار ان الطفل في المرحلة الاعدادية يحب الانتقال بخياله الى عوالم اخرى غير عالم البشر مثل عالم الحوريات والاقزام والملائكة و الجنيات والكثير من العوالم التي تثير انتباه عقله في هذا السن .
_ في سن الطفل في المرحلة المتوسطة الاعتماد على قصص البطولة في النص المسرحي لان مواضيع البطولة والشجاعة تستلهم الطفل في هذه المرحلة .
_ الميل قليلا الى الواقع اكثر من الخيال .
_ حب الطفل في هذه المرحلة لاكتساب الخبرة من الواقع الذي نعيشه .
_ الميل الى الاحداث التاريخية .
_ اتخاذ القدوة في الشخصيات التي تعتمد البطولة والشجاعة .
_ ادراج بعض المعلومات العلمية من اجل الجانب التثقيفي .
_ في المرحلة المتوسطة يحب الاولاد اتخاذ القدوة من اشخاص اخرين غير الوالدين .
_ الميل الى قصص الصعاب و العوائق الكبيرة التي يعيشها البطل من اجل الوصول الى حقيقة من الحقائق او الدفاع عن قضية عادلة .
_ الميل ايضا الى القصص البوليسية .
_ من الجانب الاخلاقي والديني يفضل ان يكون النص المسرحي بعيد عن الخرافات والاساطير المخالفة للدين والعقيدة .
_ بعيد عن العنف ومناظر الدماء خاصة النص الموجه للاطفال الصغار في المرحلة الابتدائية .
الافضل اضافة نظرة تفائلية للنص والدعوة فيه الى الخير.
_ يحث على المبادرة والعمل لتحقيق اهداف مستقبلية .
_نشر روح التعاون والقيم الحميدة في روح الطفل .
_ يكون نص خالي من المشاهد الغير مناسبة للطفل .
_خالي من المشاهد التي تدعوا الى الافات الاجتماعية كالتدخين والمخدرات وغيرها ...
_رسم نص يحتوي على الكوميديا والدراما اللطيفة لكي نرسم الابتسامة على وجه الطفل
والابتعاد عن النصوص الحزينة ونصوص الاكتئاب للطفل في المرحلة الابتدائية خاصة .
:على مستوى العرض
_ ان ياخذ المسرح شكل الالعاب و التمرينات التي تنمي ادراك الطفل .
_ مراعاة سرعة حركة الطفل و تصرفاته الطفولية اناء العرض المسرحي والعمل على شد انتباه الطفل طوال العرض لان الطفل بطبعه لا يحب البقاء ثابتا في مكان واحد .
_ العرض المسرحي الموجه للطفل في المرحلة الاعدادية يعتمد على الحركة اكثر من الكلام .
_ يستخدم فيه العرائس والالعاب المختلفة الموجهة للطفل .
_ تستخدم الرسوم المتحركة والشخصيات الكرتونية عن طريق التحريك .
_ ان تكون واضحة بسيطة تعتمد على المحسوسات .
_ ان تكون فيها نوع من الابهار بالاضاءة والاشكال و الديكور للفت انتباه الطفل .
_ يندرج العرض في طابع المغامرات .
_ افضل مسرح يناسب الطفل في المرحلة الاعدادية هو مسرح العرائس لان افكاره سهلة واضحة في مستوى استيعابه .
_ كما ذكرنا في الخصائص على مستوى النص الطفل في المرحلة الاعدادية ينبهر بعوالم الجنيات والاقزام والحوريات وغيرهم لذلك اذا تضمن العرض هذه الافكار سيجذب انتباه الطفل فهو يعشق القصص الخيالية في هذه المرحلة العمرية .
_ في المرحلة المتوسطة ينبغي ان يكون العرض المسرحي يحمل رسالة فيها قيمة دينية
واخلاقية للطفل ففي هذه المرحلة يبدا الطفل في استيعاب الحياة الواقعية من حوله .
_ اكثر المسرحيات التي يتشوق الطفل في المرحلة المتوسطة الى رؤيتها على مستوى العرض المسرحي هي مسرحيات تقوم بتمثيلها شخصية رومانتيكية تواجه صعاب الحياة والعوائق المتعددة الموجودة في الواقع الاجتماعي .
_الافضل مشاركة الاطفال مع البالغين في التمثيل معا لكي يكون هناك جو من التناسق في
.في العرض المسرحي .
_ على مخرج المسرحية حسن اختيار الشخصية المحورية او البطل كما نحب تسميته لانها
الشخصية التي تدور حولها كل احداث المسرحية .
ان يتم ادراج بعض المرح والفكاهة اثناء المواقف التمثيلية , حتى لا يشعر الاطفال بالملل.
:المطالب التربوية للمراحل العمرية
العلاقة السابقة بين شخصية التلميذ والمسرح المدرسي تبنى على ما توحي به القصص المسرحية او مضامين المسرحيات المؤلفة للمتعلمين او المقدمة في المدرسة , هذه المضامين تحمل في طياتها مختلف القيم التي تسهم في تكوين شخصيته اجتماعيا وانسانيا لان الامم التي تهتم بتربية ابناءها تسعى الى غرس قيمها من منظور التوجه العام للنظام التربوي الذي تسير عليه مدرستها ووفق الاهداف العامة التي تسطرها هذه الامة حتى تستطيع غرسها في نفوس الناشئين .
هذه القيم تخص مناحي الحياة المختلفة فهي تشكل منظومة متكاملة الاجزاء تقوم على مرتكزين اساسيين احدهما مادي والاخر معنوي , لذلك كانت المسؤولية الملقاة على عاتق الكتاب المسرحيين وغيرهم من الادباء والذين يتوجهون بكتاباتهم الى فئة الاطفال بمختلف مراحلهم العمرية وحسب اطوارهم التعليمية كبيرة وشاقة بحيث اذا لم يحسنوا الاختيار, وصب المضامين المطلوبة من هذه المنظومة من القيم في قوالب يحسنون تركيبها كانت النتيجة وبالاعلى الامة باسرها ,هذه المنظومة يجملها الدارسون في ثلاث مجموعات فنية
1_القيم المعرفية والثقافية .
2_القيم الاجتماعية , وتكامل الشخصية الوطنية والقومية .
3_القيم العلمية الاقتصادية والاخلاقية والجسمانية والروحانية )).
ان معرفة مراحل النمو عند الطفل لها اهمية بالغة في معرفة الاعمال المسرحية التي تتلاءم والمرحلة العمرية الخاصة بكل طور ,حتى يكون المجال واسعا لدراسة العلاقة بين المسرح والتطور العمري للتلميذ, اختلف الدارسون في كيفية تحديد هذه المراحل لانه ليس بالامكان فصل الطفل عن مجتمعه الصغير وهوالاسرة او الكبير بمختلف تفرعاته
ولهذا السبب نجد علما التربية والنفس يراعيان مستويات الادراك والقابلية النفسية في بناء المنهاج ,سعة من جهة المضامين واهدافا من جهة التوقعات ,وحتى لا يتولد النفورمما يلقى على التلميذ او يتم تعليمه اياه في اي مرحلة عمرية كانت , وبالتالي فطبيعة علم النفس تبحث في وعي الطفل وادراكه , وتتبع نمو شخصيته .
لذلك جعلوا مراحل حياته اقساما حسب درجة نموخ الجسمي وما يصاحبه من نمو عقلي وما تتميز به كل مرحلة عن الاخرى , حيث توصل علماء النفس الى تجديد عام لنمو الطفل وتحديدها بمراحل تاخذ صفة التراتبية على النحو التالي
مرحلة الواقعية والخيال المحدود : وتشمل الاطفال الذين تتراوح اعمارهم بين ثلاثة الى خمس سنوات مرحلة الخيال المطلق : وتشمل الاطفال بين ست الى ثماني سنوات
مرحلة البطولة : وتشمل الاطفال بين تسعة الى اثنا عشر سنة
مرحلة المثالية : وتشمل الاطفال بين اثني عشر الى خمسة عشر سنة ويمكن ان تمتد اكثرمن ذلك حسب طبيعة الشخص .
مرحلة الخيال المطلق (مرحلة الاطفال في المرحلة الابتدائية ):
تشمل هذه المرحلة ما كان يسمى قديما في تقسيمات الهيكلة التربوية بالطور الاول من التعليم الابتدائي , حيث تنطلق عمليات تعلم القراءة واليات الكتابة المختلفة , وتحرص طرق التربية في هذه المرحلة على اعتماد الربط بين الصور والكلمات لترسخ في ذهن التلميذ وتتشكل اساسيات الخيال الاولى ويصبح لديه قاموس متنوع من الكلمات وتركيباتها المختلفة ,فيتحرر من ازدواجية التعامل والربط بين عالمه الخاص والعالم الخارجي في تشكيلات اللغة وتفرعاتها .
ان الملاحظة البارزة في هذا الشان تتمثل عند ملاحظة مجتمع الاطفال وهم يتصرفون بفطرة وعفوية فيكلمون الجماد , ويتخذون من الصور اشخاص نتكلم معهم ويتفاعلون مع لعبهم الخاصة التي تكون على شكل حيوانات او طيور , فيبون لها احاسيسهم المختلفة وعواطفهم الملتهبة يبكون , يضحكون , ينامون معها ,كانها من عالم الواقع الذي يعيشونه, كما يمكن اعتبارها مرحلة انتقالية في عالم الطفولة , حيث حيث تبدا بالتدريج في الانتقال الى التصور بعد التوهم , تصور يدخل في باب الحلم او الامنية بعد ان كان خيالا ملتصقا بالواقع , فبدلا من ان يتخيل طائرة ورقية كان يداعبها وتثير عواطفه , فانه ينتقل الى رغبته في ان يركب هذه الطائرة .
مرحلة البطولة (تخص الاطفال الذين هم في سن المرحلة المتوسطة ) :
هي مرحلة الاندفاع والمغامرة او الطفولة المتاخرة وتمتد الى السنة الثانية عشر تقريبا وفيها ينتقل الاطفال من عالم القصص الخيالية الامتاعية الى عالم اقرب الى الواقع , وهذا مرتبط بالادراك حيث تبدا مرحلة التمييز بين الاشياء وتنضج قليلا في اذهانهم كما انها تمتاز بالجمع الانتقالي وليس العشوائي فيقومون بجمع الاشياء ذات القيمة والفائدة بالموازاة مع خلق مجتمعات صغيرة تتشكل فيها الرغبات وتبدا فيها الصدقات والعداوات واظهار الذات , اذا نظرنا الى الاطفال فاننا قلما نجد طفل في هذا السن الا وهو مغرم بان يملا جيوبه باشياء مختلفة مثل طوابع البريد والريش والحصى وغيرها وهو في اول امره يجمع كل هذه الاشياء وغيرها بصرف النظر عما لها من قيمة وفائدة ودون ان يقوم بترتيبها او تنظيمها , ثم في اواخر هذه المرحلة يتجه الى الاهتمام بجمع الاشياء ذات الفائدة , مع العناية بتنظيمها .
ترتبط مرحلة البطولة بالتمثيل وتقليد الاخرين في مختلف الحركات او المواقف التي يقومون بها , لانها سمة طبيعية فطرية في الانسان الذي يعيد صياغة الحياة في نظره في شكل يحاول فيه استعادة شريطه, او الرضى عن الموقف المعبر عنه لذا فان الطفل في هذه المرحلة يكون ميالا الى حب الظهور ومن ثم يكون شديد الرغبة في التمثيل , لانه يجد لذة عميقة في الاشتراك مع رفاقه في بعض اوجه النشاط والعمل )).
ان هذه المرحلة من ادق المراحل في حياة الطفل , لا من حيث كونها ترتبط بفترة المراهقة وبداية النضج الجنسي , بل من ناحية انها تتوسط مرحلة التعليم المتوسط ,الذي يكون فيه التلميذ معتمدا في امور كثيرة على معلمه , فينتقل الى هذه المرحلة التي تتزامن من حيث النمو مع مرحلة التعليم الثانوي , فيبدا في الاستقلال الفكري والعاطفي وتبدا وظائف اللغة واساساتها تتشكل بصورة تاخذ طابع الاستقلالية في عمومها , ومنها ينتقل الى مرحلة التعليم الثانوي اين يجد نفسه ملزما بتوظيف جميع المهارات السابقة .
مرحلة المثالية (تخص الاطفال الذين هم في سن المرحلة الثانوية ):
تكون هذه المرحلة تقريبا في التعليم الثانوي , وهي تصاحب فترة المراهقة , حيث تطرا على الولد في هذه المرحلة تغيرات فيزيولوجية واخر نفسية , وهي مرحلة انتقالية تحتاج من الجميع دراية في كيفية التعامل مع الابناء , يبدا الجنس في هذه المرحلة في السيطرة على عقول الشباب ,فتحدث تغييرات جسمية واضحة يصحبها شيء من الاضطراب والانفعال , ةتحدث للشباب بعض الازمات النفسية التي سرعان ما تزول بعد هذه المرحلة ويشعر فيها بشيء من التمرد والعنف ,ويلاحظ عليه قليل من التوجه الى رفض الاوامر.
ترتبط هذه المرحلة العمرية من الناحية الفنية والادبية بالميل الى القصص التي لها صلة بالعاطفة والجنس والتمرد والقوة وكذلك الميل الى التوجه الديني ,وهنا يتدخل دور الاسرة والمدرسة لتوجيه هذا السلوك فيما له صلة بالفن والادب خاصة , وفي هذا الشان يمكن ان ينصب الاهتمام بمواصفات المسرحية التي يمكن تقديمها للذين هم في هذا السن والتي يمكن انجازها كالاتي
أولا : ان تؤكد المسرحية المقدمة على القيم والمثل العليا , وهذه افضل وسيلة تثقيفية تساعد التلميذ على تنمية الجانب الروحي لديه .
ثانيا : ان تكون للمسرحية اهداف تربوية لا سيما وان مسرحة المناهج التعليمية تقوي قدرة التلميذ على استيعاب المنهج الذي يدرسه كما تمكنه من استخلاص الدروس من كتب التنشئة الاجتماعية المقررة في مناهج التعليم ,وتساعده على الاستفادة من المعطيات التاريخية والاجتماعية وبطريقة حضارية يجب ان تخاطب العقل فيه .
:انواع المسرح المدرسي
ينقسم مسرح الطفل من حيث الشكل الى قسمين بشري وعرائس ومن حيث المضمون الى ديني ,تاريخي ,تربوي ,كوميدي, غنائي , وتتنوع اشكال وانماط مسرح الطفل بحيث يمكن تصنيفها فيما يلي
_ مسرح العرائس والدمى وفيها تقوم العرائس القفازية والدمى العصرية والماريونيت وخيال الظل والاقنعة باداء الادوار بحيث هي التي تظهر وحدها على المسرح دون مشاركـة الاطفال او الكبـار .
_ مسرح العرائس والاطفال ويتم فيه العرض المسرحي اعتمادا على الاطفال بمشاركة العرائس .
_مسرح يعتمد على الاطفال وحدهم في العروض المسرحية دون مشاركة العرائس او الكبار .
_ مسرحيات تعتمد على مشاركة الاطفال والكبار معا .
وينقسم مسرح الطفل على اساس المشاركين في التمثيل (الممثل) الى
_ مسرحيات يمثل فيها الاطفال بمفردهم .
_مسرحيات يمثل فيها الكبار بمفردهم .
_مسرحيات يمثل فيها الكبار والطفال معا .
وقد كشفت التجارب المتعددة في مختلف الدول ان انجح المسرحيات هي التي يقدمها الكبار البالغون للاطفال لان المسرح الذي يقدمه الكبار للاطفال هو المسرح القادر على تقديم قيم فنية مرتفعة , وهو المسرح الذي يمكنه ان ينقل فكروفن المؤلف والمخرج للمشاهدين الصغار .
ويرى الكاتب ان يتم التمثيل بين الاطفال والكبار لكي يستفيد الطفل من اداء الكبار وفي الوقت ذاته يكون الكبار عامل مساعد للطفل اذا تعرض لمشكلة اثناء اداء دوره على خشبة المسرح , وهذا لا يعني ان يحرم الاطفال من ممارسة التمثيل المسرحي , لان للتمثيل دوره في تنمية قدرات الطفل , ولكن المجال المناسب لقيام الطفل بهذا النشاط هو المسرح المدرسي الذي يمكن ان يساهم فيه اكبر قدرممكن من الاطفال , بل قد يساهم الاطفال جميعا من خلال مشاركتهم الفعلية في التمثيل .
وايضا يؤكد الكثير من الخبراء على صحة ذلك , وهو الراي الذي يرى ان المجموعة المشتركة من الممثلين الاطفال والكبار هي افضل الصيغ من ناحية المظهر , وان اكثرالمسارح التي جربت الصيغ الثلاثة في اختيار الممثلين اهتدت الى ان المجموعة المشتركة هي خير ما يرضي المتفرجين , ولكن هناك مسرحيات لا يصح الا ان يمثلها الكبار وحدهم .ولمسرح العرائس انواع عديدة
_ عرائس اليد او العرائس القفازية فيها المتعة واللعب لانها تتحرك وتصفق وتقفز وتلبس في اليد بواسطة اصبع السبابة ثم يحرك الابهام والوسطى ذراعي العروسة وهيئة القفاز هو ارتكاز راسه على عصاه من قطعتين الاولى مستطيل طويل والقطعة الثانية توضع خلف الاولى من الجلد وتصنع اليدان من الخشب .
_ عرائس العصا وهي تعتمد في الحركة على قضبان بدلا من الايدي والاذرع .
_ عرائس الماريونيت او الخيط وهي عرائس يحركها الممثل بخيوط مثبتة في الاجزاء المراد تحريكها حسب دورها .
_ عرائس خيال الظل وهو مسرح يجمع بين فن التشخيص بالاشارات وبين الموسيقى والتصوير والشعر , وهو شاشة بيضاء وراءها مصباح كبير وتتحرك بين المصباح والشاشة كرسوم من الجلد فتظهر ظلال هذه الرسوم الى جانب اداء الحوار .
ولمسرح العرائس قيم تربوية حيث ان العروسة فيها تحقيق لذواتهم ولشخصياتهم ,ولهذا فان مسرح العرائس يحقق تاير في الطفل اكثر من اي وسيلة اخرى من وسائل الفنون كالسينما والمسرح البشري . اضف الى ذلك مراعاة توظيف اللغة التي تتلاءم مع الطفل خاصة طفل الروضة وان تكون شخصيات المسرحية قليلة لا تتجاوز اصابع اليد الواحدة ,وان يراعي موضوع السرحية سن الاطفال , وان يكون العرض في مدة زمنية لا تتجاوز خمسة عشر دقيقة وان يستهدف المتعة مع تقديم اشارات تاريخية وقيم دينية وفنية وتاريخية واجتماعية .
ومن انواع مسرح الطفل ما يعرف باسم المسرح التربوي الدراما والتعليم , وقد ارتاى التربويون اهمية مسرح المناهج في التربية واهمية توظيف الدراما في العملية التعليمية من اجل ذلك قامت منظمة مسرح الطفل الامريكي بوضع تعريف شامل لهذا النوع من المسرح ويضم الافكار التالية
_ المسرح التربوي شكل درامي ارتجالي لا يهدف الى الاستعراض يؤدسه الطفل بارشاد من المعـلم .
_يقوم المشاركون باشراف من المعلم بتمثيل ادوار متخيلة من شانها توسيع فكرهم وتجربتهم الانسانية .
_هذا النوع من المسرح مقصور على الاطفال والشباب , وقد تصلح العملية المسرحية نفسها لكل الاعمار ومن هنا ظهر دورها .
_المسرح المدرسي نشاط يقوم فيه المدرس بمساعدة الطلاب في الكشف عن المواقف والتعبير عن افكارهم ومساعرهم من خلال التمثيل .
_ يقوم الطلاب بارتجال الحدث والحوار المناسب للقضية المطروحة او التي يراد اكتشاف مدلولاتها , وذلك باستعمال عناصر الدراما لاعطائها شكلا ومعنى .
_ الهدف الرئيسي من المسرح التربوي تنمية الشخصية وتسهيل التعليم للمشاركين وليس الهدف منه اعداد ممثلين محترفين .
_ يمكن استعمال المسرح التربوي كوسيلة توضيحية في تدريس مادة الدراما او اي فرع من فروع المعرفة .
_ يساعد عنصر المشاركة على تنمية قدرات التلاميذ اللغوية وعلى تنمية مهاراتهم في حل المشاكل والابداع , مما يعطيهم صورة مرضية عن النفس ويقوي لديهم الوعي الاجتماعي والتعاطف مع الاخرين , ويوضح لهم القيم والمواقف المختلفة .
_ عندما تقدم للاطفال المادة التعليمية بمثل هذه الطريقة الدرامية التشويقية الجذابة , فانها نسهل للطفل فهم المادة التعليمية بكل يسر ومتعة , لانه في حالة تفاعل وتعايش مع الحركة والحوار مما يحث الطقل على اطلاق خياله وابداعه , ويرى الكاتب ان كثيرا من قنوات التعليم الان اخذت هذا الشكل الفني البديع .