لخّصلي

دار الثقافة العربية - القاهرة، )، وظلت شامخة بشموخ هذا الكتاب، د أثر القرآن الكريم في الأدب الأدب ينقسم إلى شعر ونثر الشعر هو الكلام المنظوم، ذلك أنه عندما نزل قول الله تعالى ﴿ وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُون الشعراء : ٢٢٤ ، حرص الشعراء المسلمون كل الحرص على أن يكونوا في عداد الطائفة المستثناة، والفخر المبالغ فيه ( ينظر : د/ عيسى محمد الأدب في صدر الإسلام. أفاد القرآن الكريم الشعراء والكتاب والأدباء بأسلوبه العذب، وضمنوا كلامهم شيئًا من مفرداته وجمله، النبي محمدا - -: هَجَوْتَ مُحَمَّدًا فَأَجَبْتُ عَنْهُ وَعِنْدَ اللهِ في ذاك الجَزَاءُ أتَهْجُوْهُ وَلَسْتَ لَهُ بِكُفْءٍ ؟! فَشَرُّكُمَا لِخَيْرِكُمَا الفِدَاءُ هَجَوْتَ مُبَارَكًا بَرًا حنيفًا أمين اللهِ شِيْمَتُهُ الوَفَاءُ فَمَنْ يَهْجُوْ رَسولَ اللهِ مِنكُمْ وَيَمْدَحُهُ وَيَنْصُرُهُ سَوَاءُ حسان بن ثابت الأنصاري (الديوان) ص ۲۰ ،

ص ۱۸ ، دار الثقافة العربية - القاهرة، ١٩٨٥م.)، وظلت شامخة بشموخ هذا الكتاب، وباقية ببقائه، وخالدة

بخلوده.

د أثر القرآن الكريم في الأدب الأدب ينقسم إلى شعر ونثر الشعر هو الكلام المنظوم، الموزون المقفى بقصد، والذي يعبر عن شعور قائله، ويصور ما بداخله، ويجسد أحاسيس كيانه، ونبض وجدانه، أما النثر فهو الكلام المنثور الذي يؤثر في متلقيه، ويجذب انتباهه، ويسلب فؤاده في أسلوب جميل، وكلام منمق، وعبارات شيقة والمتأمل في تاريخ الأدب العربي في عصر صدر الإسلام يجد أن للقرآن الكريم أثرًا واضحًا في الأدب

شعرا ونثرًا، ويمكن إيجاز هذه المظاهر في النقاط الآتية:

26

أن القرآن الكريم قد وجة الشعر والشعراء وجهة إسلامية، من حيث الدين والخلق؛ ذلك أنه عندما نزل قول الله تعالى ﴿ وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُون الشعراء : ٢٢٤ ، حرص الشعراء المسلمون كل الحرص على أن يكونوا في عداد الطائفة المستثناة، وهم الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وذكروا الله كثيرا، وانتصروا من بعد ما ظلموا، فكثفوا جهودهم في الدفاع عن الإسلام، والذب عن رسوله - - والحث على اتباعه ونصرته، والالتزام بكل ما جاء به هذا الدين من أخلاق وقيم، فابتعدوا عن الفحش من القول، ونأوا بأنفسهم عن كل ما ينافي الأخلاق الإسلامية، والقيم الدينية وأقلعوا عن الأغراض التي لا يرضاها الإسلام، كصف الخمر والحث على احتسائها، والغزل الفاحش الذي يهتك العورات، ويخدش الحياء، والمديح الزائف، والفخر الكاذب، وغير ذلك (ينظر : أ. د/ محمد مختار جمعة الحياة الأدبية في عصر صدر الإسلام ص (۲۰) ، وسخروا أنفسهم للدفاع عن

تعاليم الدين وأخلاقه.

٢- كان للشعر في الجاهلية مكانة سامقة، فلما نزل القرآن الكريم رفع من مكانة النثر وشأنه، بعد أن كانت الغلبة للشعر ؛ فقد كان للعرب في الجاهلية ميل للشعر من بين فنون الأدب، فلما جاء القرآن على طبيعته النثرية الخاصة، وتضمن بعض ألوان السرد؛ انعكس الوضع، فأصبح للنثر المكانة الأولى، ومن هنا أحيا القرآن فنونا أدبية جديدة، كالقصص وأدب الزهد، وأدب التاريخ وأبطل سجع الكهان، والهجاء المقذع، والفخر المبالغ فيه ( ينظر : د/ عيسى محمد الأدب في صدر الإسلام...) ص (۲۲)، وغير ذلك من الألوان الأدبية والنثرية التي حاربها الإسلام، وعمل على نقاء

المجتمع منها.

أفاد القرآن الكريم الشعراء والكتاب والأدباء بأسلوبه العذب، وصوره الأخاذة، وحججه المقنعة الداحضة، فتأثروا به، وضمنوا كلامهم شيئًا من مفرداته وجمله، واقتبسوا كثيرا من كلمات القرآن ومن أبرز النماذج على هذا قول حسان بن ثابت ردا على أبي سفيان بن الحارث حينما هجا

النبي محمدا - -:

هَجَوْتَ مُحَمَّدًا فَأَجَبْتُ عَنْهُ وَعِنْدَ اللهِ في ذاك الجَزَاءُ أتَهْجُوْهُ وَلَسْتَ لَهُ بِكُفْءٍ ؟! فَشَرُّكُمَا لِخَيْرِكُمَا الفِدَاءُ هَجَوْتَ مُبَارَكًا بَرًا حنيفًا أمين اللهِ شِيْمَتُهُ الوَفَاءُ فَمَنْ يَهْجُوْ رَسولَ اللهِ مِنكُمْ وَيَمْدَحُهُ وَيَنْصُرُهُ سَوَاءُ

حسان بن ثابت الأنصاري (الديوان) ص ۲۰ ، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، الطبعة الثانية ١٤١٤هـ ١٩٩٤م.)

27