لخّصلي

رغم الأضرار التي لحقت العالم بسبب فيروس كورونا المستجد 19-Covid والتي من أهمها تهديد التعليم والاقتصاد العالمي بالركود في مختلف القطاعات الحيوية الأمر الذي جعل الدول تتخذ من الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية بفعل التباعد الاجتماعي والبقاء بالمنازل تجنباً لانتشار الوباء بين الطلاب، ومن هنا كان لزاما على الدول تغيير استراتيجيتها بالاعتماد على الرقمنة كأحد أهم التوجهات والأدوات لإدارة الأزمة لضمان استمرار القطاعات الحيوية وتقديم الخدمات للمواطنين وكان للتعليم الدور الأكبر في توفير احتياجات الطلاب من خلال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فكان التعليم عن بعد خلال فترات توقف المدارس والجامعات، وعلى ذلك أظهرت جائحة كورونا أهمية التكنولوجيا الرقمية لتحقيق أهداف التعليم والخروج من الأزمة ومن ثم كان لزاماً على الدول تسريع وتيرة التحول الرقمي في جميع المجالات (بسيوني، 2022).
وقد أشار (السواط، و الحربي، 2022 بناء على المطرف ، 2020م) أنه لم يعد استخدام التقنية الرقمية في التعليم نوعاً من الرفاهية أو إضافة تتميز بها بعض الجامعات العالمية بل أصبح من الضروريات الأساسية التي تعتمد عليها كافة القطاعات الاكاديمية والتعليمية وقطاعات التدريب المهني فأصبحت لغة العصر ومن الوسائل الأساسية في التعليم وخاصة التعليم الجامعي حيث أصبحت طرق التعليم التقليدية لا تواكب الكم الهائل من المعلومات والبيانات بالإضافة لمتطلبات العصر والتطور المتسارع مما أوجب وجود استراتيجيات وآليات حديثة لاحتواء المعلومات والسيطرة عليها والاستفادة القصوى منها، ولتحقيق التحول الرقمي بصوره تتوافق مع أهدافه لابد لكافة العناصر في الجامعات التكاتف وإدراك مفهوم التحول الرقمي والتعرف على أبعاده وأهدافه والعمل على تحقيقها كمنظومة متكاملة وموحدة وخاصة في مجال العمل الأكاديمي.
كما أن التحول الرقمي لا يتحقق إلا عندما تفهم المنظمة بأكملها أهمية التحول الرقمي وتحتضن ثقافته وعناصره وتعي أهدافه فالتحول الرقمي ليس مجرد استخدام للتقنيات أو مشكلة تقنية بل يتعلق بالبنى التحتية والأشخاص والهياكل التنظيمية.
وقد برزت أهمية العنصر البشري في أواخر الألفية في مختلف المنظمات صغيرة وكبيرة وعلى مستوى الدول، فالموارد البشرية هي رأس المال وأحد أهم أنواع الثروة التي تؤدي إلى توفير وتوليد ثروة أكبر، وتسعى المنظمات على تحقيق الميزة التنافسية من خلال تطوير أداء العاملين، وتوفير الأدوات اللازمة للتميز من خلال تطوير الأداء الوظيفي للعاملين بالكلية لضمان البقاء والاستمرار والنمو وتحقيق الأهداف (حياصات، 2022).
وهناك تنوع في الإدارات في عالم الحداثة والتكنولوجيا اليوم، فقد أصبح لزامًا على الجامعات للتطور والتقدم أن تجعل الإدارة الإلكترونية جزءًا أساسيًا في عملية بناء خططها الاستراتيجية وأنشطتها اليومية، والذي بدوره يؤثر على أداء العاملين بالكلية سواء أعضاء هيئة التدريس أو الإداريين من مناح كثيرة وستركز هذه الدراسة على بعض الأبعاد المتعلقة بأداء العاملين من حيث الدقة والسرعة وجودة الأداء والالتزام والانضباط (ياقتى، 2019).
ولقد وجدت الباحثات العديد من الدراسات حول هذا الموضوع ولكن لم تركز هذه الدراسات على تطوير أداء العاملين في مؤسسات التعليم العالي ومثال لهذه الدراسات (السواط، والحربي، 2022)، و (حماد، 2020) ولذلك جاءت هذه الدراسة لتتعرف على دور التحول الرقمي في تطوير أداء العاملين بكلية الشريعة والحقوق بشقراء.