لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (55%)

476% تكبير عودة 12:23 صفحة 7 لم تظهر محاكم التفتيش في أوربا إلى حيز الوجود بين عشية وضحاها. ويحدثنا هنری تشارلس لي - وهو ثقة في تاريخ محاكم التفتيش - أن الكنيسة أسندت إلى الأكليروس مهمة اكتشاف المهرطقين وإماطة اللثام عن هرطقتهم التي بدأت في الانتشار في القرن الحادي عشر، ثم استفحلت وتفاقمت في القرن الثاني عشر . وقد وجد رجال الدين صعوبة بالغة في الكشف عن الهرطقة . ومما زاد في صعوبة اكتشافها أن القانون المعمول به حتى ذلك الوقت كان لا يسمح بتعذيب المتهمين والمشكوك في أمرهم لحملهم على الاعتراف بذنبهم. كما أن الكثيرين في رجال الكنيسة بدوا عاجزين أمام المهرطقين الذين تفوقوا عليهم في العلم والذكاء والقدرة على النقاش والحوار . وعندما استبدت الحيرة برجال الكنيسة لم يجدوا حلا لهذه المشكلة غير الالتجاء إلى ما يعرف في تاريخ القانون بالمحاكمة عن طريق وضعهم في محنة Trial by Ordeal للتأكد من براعته إذا اجتازها أو عدم براعته إذا فشل في اجتيازها . ورغم أن هذا الأسلوب في المحاكمة يرجع إلى الفترة السابقة على ظهور المسيحية فقد أقرته الكنيسة ووافقت على قيام رجال الاكليروس بتطبيقه. ونحن نرى في القانون الانجلو ساكسوني أربعة أنواع من هذه المحاكمات التي تضع المتهم في امتحان، أولها وضع كرة ملتهبة أو قطعة من الحديد المحمي في يدى المتهم ليسير بها لمسافة تسع خطوات فإذا تقيحت جروحه فهذا دليل على إدانته . وثانيها وضع يده في الماء المغلى حتى يصل إلى معصمه أو كتفه طبقا الخطورة الجرم المرتكب، وفي كلتا الحالتين يقوم القسيس بتقييد المتهم لمدة ثلاثة أيام يفحص القسيس بعدها يدى المتهم فإذا ظهرت أية أعراض للتقيح فهي إشارة من الله إلى أن المتهم مذنب. وإذا لم تظهر أعراض التقيح فهي دلالة على برائته . والنوع الثالث من هذه المحاكمات فيتلخص في القاء المتهم في ماء مثلج فإذا غاص فيه فهو برئ وإذا طفا فوقه فهو مذنب . أما النوع الرابع فيتلخص اعطاء المتهم لقمة خبر كبيرة تزن أوقية فإذا عجز عن ابتلاعها ووقفت في زوره فهو مذنب وإذا ابتلعها دون مشاكل فهو برئ . وكانت هذه الاختبارات خارج العالم الانجلو ساكسوني انجلترا وألمانيا) تتخذ أشكالا أخرى منها وضع عصابة على عينى المتهم حتى يسير معصوب العينين بين محاريث ملتهبة مثل الجمر . فإذا كان المتهم بريئا وفقه الله ألا يحترق بجمرها وإذا لم يوفق واصابته الحروق بالأذى فإن المحكمة تعتبره مذنبا وتوجه الاتهامات إليه وكانت هذه الاختبارات جميعا تتم دائما بعد القداس وبعد أن يكون المتهم قد أخذ التناول في يد الكاهن . ورغم أن الكنيسة أباحت استخدام هذا الأسلوب في المحاكمة V- صفحة 8 نحن نظهر لك هذه الرسالة لأننا نحترم خصوصيتك. بإستخدامك هذا الموقع أنت توافق لنا على جمع ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لتقديم تجربة مستخدم أفضل المزيد من التفاصيل. موافق رفض 12:23 تكبير عودة 76% صفحة 8 فقد جاء مجمع لاتيران الرابع المنعقد في روما عام ۱۲۱٥ لينص على تحريمه ومنع رجال الكنيسة من الاشتراك فيه أو ممارسته


النص الأصلي

476%


8


تكبير


عودة


12:23


صفحة 7


لم تظهر محاكم التفتيش في أوربا إلى حيز الوجود بين عشية وضحاها. ويحدثنا هنری تشارلس لي - وهو ثقة في تاريخ محاكم التفتيش - أن الكنيسة أسندت إلى الأكليروس مهمة اكتشاف المهرطقين وإماطة اللثام عن هرطقتهم التي بدأت في الانتشار في القرن الحادي عشر، ثم استفحلت وتفاقمت في القرن الثاني عشر . وقد وجد رجال الدين صعوبة بالغة في الكشف عن الهرطقة . ومما زاد في صعوبة اكتشافها أن القانون المعمول به حتى ذلك الوقت كان لا يسمح بتعذيب المتهمين والمشكوك في أمرهم لحملهم على الاعتراف بذنبهم. كما أن الكثيرين في رجال الكنيسة بدوا عاجزين أمام المهرطقين الذين تفوقوا عليهم في العلم والذكاء والقدرة على النقاش والحوار . وعندما استبدت الحيرة برجال الكنيسة لم يجدوا حلا لهذه المشكلة غير الالتجاء إلى ما يعرف في تاريخ القانون بالمحاكمة عن طريق وضعهم في محنة Trial by Ordeal للتأكد من براعته إذا اجتازها أو عدم براعته إذا فشل في اجتيازها . ورغم أن هذا الأسلوب في المحاكمة يرجع إلى الفترة السابقة على ظهور المسيحية فقد أقرته الكنيسة ووافقت على قيام رجال الاكليروس بتطبيقه. ونحن نرى في القانون الانجلو ساكسوني أربعة أنواع من هذه المحاكمات التي تضع المتهم في امتحان، أولها وضع كرة ملتهبة أو قطعة من الحديد المحمي في يدى المتهم ليسير بها لمسافة تسع خطوات فإذا تقيحت جروحه فهذا دليل على إدانته . وثانيها وضع يده في الماء المغلى حتى يصل إلى معصمه أو كتفه طبقا الخطورة الجرم المرتكب، وفي كلتا الحالتين يقوم القسيس بتقييد المتهم لمدة ثلاثة أيام يفحص القسيس بعدها يدى المتهم فإذا ظهرت أية أعراض للتقيح فهي إشارة من الله إلى أن المتهم مذنب. وإذا لم تظهر أعراض التقيح فهي دلالة على برائته . والنوع الثالث من هذه المحاكمات فيتلخص في القاء المتهم في ماء مثلج فإذا غاص فيه فهو برئ وإذا طفا فوقه فهو مذنب . أما النوع الرابع فيتلخص اعطاء المتهم لقمة خبر كبيرة تزن أوقية فإذا عجز عن ابتلاعها ووقفت في زوره فهو مذنب وإذا ابتلعها دون مشاكل فهو برئ . وكانت هذه الاختبارات خارج العالم الانجلو ساكسوني انجلترا وألمانيا) تتخذ أشكالا أخرى منها وضع عصابة على عينى المتهم حتى يسير معصوب العينين بين محاريث ملتهبة مثل الجمر . فإذا كان المتهم بريئا وفقه الله ألا يحترق بجمرها وإذا لم يوفق واصابته الحروق بالأذى فإن المحكمة تعتبره مذنبا وتوجه الاتهامات إليه


وكانت هذه الاختبارات جميعا تتم دائما بعد القداس وبعد أن يكون المتهم قد أخذ التناول في يد الكاهن . ورغم أن الكنيسة أباحت استخدام هذا الأسلوب في المحاكمة V-


<


صفحة 8


نحن نظهر لك هذه الرسالة لأننا نحترم خصوصيتك. بإستخدامك هذا الموقع أنت توافق لنا على جمع ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لتقديم تجربة مستخدم أفضل


المزيد من التفاصيل.


موافق


<


رفض 12:23


<


تكبير


عودة


76%


9


صفحة 8


فقد جاء مجمع لاتيران الرابع المنعقد في روما عام ۱۲۱٥ لينص على تحريمه ومنع رجال الكنيسة من الاشتراك فيه أو ممارسته


والجدير بالذكر أن بعض القديسين مثل القديس سان برنارد ( ۱۰۹۰ - ١١٥٣) وافقوا على اتباع هذا الأسلوب في التحقيق والاستجواب كما أن مجمع ريمز بفرنسا اجتمع عام ١١٥٧ ليقرر ضرورة استخدام هذه الطريقة الوحشية مع كل المشتبه في هر طقتهم . وليس أدل على وحشيتها من أن تهمة الهرطقة الكاثارية وجهت إلى امرأة مسكينة طلب منها القسيس أن تثبت براحها عن طريق امساكها بقطعة من الحديد الملتهب . فلما أصيبت يداها بالحروق نتيجة الامساك بها تأكد القسيس من أنها مذنبة فقرر أنها تستوجب الحرق حية وهي موثوقة ومعلقة على عامود . ويذهب الدارسون إلى أن البابا المستنير انسونت الثالث ( ١١٦٠) - (۱۲۱٦) هو الذي أمر رجال الكنيسة عام ۱۲۱۲ - بالاقلاع عن استخدام هذا الأسلوب الوحشى مع الخارجين على الكنيسة . وليس أدل على حيرة الكنيسة في التعامل مع الهرطقة من أن اسقفا طيب القلب هو أسقف بيسانكون لم يجد وسيلة للكشف عن المهرطقين غير الاستعانة بأحد القساوسة المشهورين بحذقه بممارسة السحر . ومن الغرابة أن يقال إن هذا القسيس الساحر تمكن بفضل مهارته السحرية من أبطال قدرة بعض المهرطقين على الاتيان بالمعجزات الأمر الذي جعل اتباعهم ينفضون


عنهم وينقلبون عليهم ويقومون بالقائهم في النار .


لقد كان المهرطقون في بادئ الأمر يمثلون أمام محاكم كنسية ، وكانت فرص الأقوياء والأغنياء والقادرين في التحايل على القوانين الكنسية والافلات من العقاب أكبر بكثير من قدرة الفقراء والضعفاء على ذلك - ففى عام ۱۲۱۱ وجهت تهمة الهرطقة إلى قسيس اسمه لانجر ولكنه امتنع عن المثول أمام المحكمة متعللا بخشيته من اعتداء الغوغاء عليه وحرقه المجرد الاشتباه في هر طقته ثم ناشد أنسونت بابا روما للتدخل لحمايته حتى يتمكن من السفر إلى المقر البابوي لتطهير نفسه مما علق بها من ذنوب وأثام فأجابه البابا إلى طلبه. وتدل هذه الحادثة على أية حال أن الكنيسة ظلت حتى منتصف القرن الثاني عشر تقريبا عاجزة عن إحكام قبضتها على أتباعها، فضلا عن أن قدرتها على عقاب الخارجين عليها كانت محدودة. وهناك حوادث مماثلة تدل على حيرة الكنيسة وارتباكها في كيفية معاملة المهرطقين. ففي عام ١١٤٤ اعترف مهرطق من أتباع المذهب الكاثاري في مدينة لييج بفرنسا بأنه مذنب. وكاد الجمهور يفتك به ويحرقه حيا لولا أن تدخلت الكنيسة لانقاذ حياته بصعوبة بالغة . ولم يعرف رجال الاكليروس المحليون كيف يتصرفون معهم فالتجأوا إلى السلطات الكنيسية العليا لارشادهم إلى ما عساهم يفعلون .


-۸-


نحن نظهر لك هذه الرسالة لأننا نحترم خصوصيتك. بإستخدامك هذا الموقع أنت توافق لنا على جمع ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لتقديم تجربة مستخدم أفضل


المزيد من التفاصيل.


رفض


موافق


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

تسعى مختلف الدو...

تسعى مختلف الدول الى تحقيق درجات الكفاءة الاقتصادية لتحقيق مستويات عالية من التشغيل في ظل سياسة اقتص...

 Ensemble de p...

 Ensemble de processus de transformation des aliments dans l’organisme lui permettant de se mainten...

مقدمة بات الإعل...

مقدمة بات الإعلام في العصر الراهن من أكثر الأجهزة المستعملة لصناعة الرأي العام، وتوجيهه وفق ما يخدم ...

السؤال الذي يتب...

السؤال الذي يتبادر إلى الذهن عند الحديث عن تاريخ المشاريع هو: ما هو أول وأقدم مشروع أُنشئ على وجه ال...

رفع ملوحة الترب...

رفع ملوحة التربة لدرجة يصعب على العديد من الأصناف النباتية تحملها، حيث يؤدي رفع التركيز الكلي للأملا...

الدراسة هذي بين...

الدراسة هذي بينت بلي خدمة المرأة تقدر تعاون في التوافق داخل الدار، خاصة كي تكون سبب في زيادة المداخي...

أوال – البحث ال...

أوال – البحث العلمي: إن البحث العلمي هو الدراسة الموضوعية التي يقوم بها البحاث في أحد االختصاصات ال...

محاضرة رقم 11 -...

محاضرة رقم 11 - الخالفة الراشدة )40-11ه643-632/م ( الخالفة :بمعنى ا لنيابة عن الغير ،إ ّما لغيبة الم...

انبثقت فكرة تأس...

انبثقت فكرة تأسيس "منتدى الدول المصدرة للغاز من فكرة تشكيل تجمع يضم منتجي الغاز يماثل "أوبك"، وخير م...

Communication O...

Communication Orale : Si la communication écrite se réfléchit naturellement de par sa nature, un or...

المحاضرة الأولى...

المحاضرة الأولى: مدخل إلى دراسة الشعر المغاربي إن المتتبع للتجربة الشعرية المغاربية المعاصرة في الثم...

alent acquisiti...

alent acquisition is essential for organizational sustainability and growth. A strategic and adaptiv...