لخّصلي

تتشكل الهوية وما يتبعه من ولاء وانتماء للوطن لدى الافراد من المصادر الوطنية المشتركة التي تجمعهم بالدرجة الأولى لتشكل هويتهم الوطنية المشتركة: ترتبط العلاقة بين هوية الأفراد والجنسية والمواطنة والهوية الوطنية بشكل كبير، يمكن القول إن الجنسية والمواطنة والهوية الوطنية تشكل أساسا أساسيا لتحديد هوية الفرد. • الحقوق المشتركة: يجمع أبناء المجتمع والوطن الواحد نفس الحقوق التي تكون ممتدة لجميع الافراد علة اختلاف مواقعهم ضمن البلد الجغرافي الواحدـ وهذه الحقوق تشكل هويتهم الوطنية المشتركة المتجسدة في شعورهم بالتساوي والعدل بين أبناء المجتمع الواحد. وتظهر هذه الصورة بشكل واضح من خلال أبعاد الهوية الوطنية التي تؤثر بشكل كبير على تحديد معالمها بين أفراد المجتمع الاماراتي مما يساعدهم على التميز بالقيم والمبادئ المشكلة لهويتهم الخاصة والشعور بالولاء والانتماء للوطن وبناء روح المواطنة لديهم من خلال هذه الأبعاد: الأمر الذي أدى لضرورة الإصلاح والتعامل مع متطلبات التنمية الوطنية والمواطنة بشكل إيجابي وفعال، الأمر الذي يساعد على الوصول للأمان النفسي مع تأسيس الاتجاهات السياسية مع المجتمعات الأخرى الخارجية.

مفهوم الهوية الوطنية هو الشعور بالانتماء والولاء للوطن، وهو جزء أساسي من الهوية الشخصية للفرد. تتألف الهوية الوطنية من عدة عناصر منها اللغة والثقافة، والتاريخ، والدين، والتقاليد. يعتبر تعزيز الهوية الوطنية أمرا هاما لتعزيز الشعور بالانتماء للوطن وتعزيز الوحدة الوطنية بين أفراد المجتمع.
أحد أبعاد الهوية الوطنية هو الاحتفاء بالتنوع الثقافي واللغوي في الوطن، حيث يساهم هذا التنوع في إثراء الهوية الوطنية وتعزيز الانفتاح على الآخر. بالإضافة إلى ذلك، يجب على المجتمع تعزيز القيم المشتركة التي توحد الأفراد مهما كانت اختلافاتهم. وبالتالي، يلعب التربية الوطنية والتعليم دورا حيويا في بناء الهوية الوطنية وتعزيزها.
على الرغم من أهمية الهوية الوطنية، يجب أن نتذكر أنها يجب أن تكون مفتوحة ومتسامحة، حتى نتمكن من العيش بسلام مع الآخرين الذين ينتمون لثقافات وديانات وأعراف مختلفة. يتطلب تعزيز الهوية الوطنية الوعي بالموروث الثقافي والاجتماعي للوطن والاحتفاء به وترويجه، وذلك من خلال المشاركة في الأنشطة الوطنية والثقافية والاجتماعية التي تعكس تراث الوطن وقيمه.
تعتبر الهوية انعكاس لطبيعة الدولة أو المؤسسة من الجمهور الداخلي والخارجي وخاصة اذا كانت الهوية متعلقة بتكوين هوية الدولة بكونها عملية معقدة تعتمد على تفاعلات الذاكرة بخصوص المشاعر والخبرات والعلاقات والأفكار (Wang, 2014)، وقد تكون مرتبطة بالمكونات المكانية (Campelo، 2014)، كارتباط الهوية المصرية بالأهرامات، لان الهوية تتميز عن السمعة فالهوية الوطنية هي سمعة الدولة وسماتها الأساسية المميزة التي تستخدمها الدولة للتعبير عن نفسها في المحافل الداخلية والخارجية المختلفة مما يكون الانطباع والسمعة. (الصالحي، 2020)
تمثل العلاقات العامة الانتقال من مرحلة الانتقال من الهوية الفردية الى الهوية الوطنية أو ما يعرف بالمواطنة من خلال التركيز على الابعاد التي تقوم عليها الهوية والركائز التي تعززها في نفوس الأفراد/ الأمر الذي ينعكس على سلوكيات الفرد وشعوره بالانتماء والولاء والشعور بالأمن النفسي. (خلوف، 2018).
تضـع الدولـة عمليـات البنـاء كركيـزة أساسـية نحـو جمهوريتنـا الجديـدة وعمليـة التنميـة السـليمة لا تبــدأ بالمظاهـر والمؤشرات الكميــة، وإمنــا تبــدأ بالمضمـون والجوهـر وهـو الانسـان، فبـدون أن يتطـور الانسـان في ثقافتـه ونظرتـه وعقليتـه تبقـي عمليـة التنميـة ظاهريـة – شـكلية – مزيفـة لا تعكـس الواقـع بأمانـة، فأسـاس التنميـة هـو الانسـان والنظـام القيمـي الـذي يتحكـم فيـه عــلى المسـتوي الشـخصي والاجتماعي، وهــذا يعنـي ان البدايــة الحقيقيـة لمـشروع التنميــة تبـدأ وتعتمـد عــلى تفعيـل القـدرات الذاتيـة للمواطنين وتوظيفهـا بما يخـدم التطلعـات التنمويـة بالمجتمـع. (عدلي، 2023)
وشـغلت قضيـة التنميـة الفكـر البـشري عـبر الزمـن، وإن اختلفـت المصطلحـات الدالـة عـلى ذلــك فــي الشـكــل تــارة، وفي المضـمــون تــارة أخــري. ففي البدايـة فــرض مفهـوم “ التنميـة الاقتصادية “ نفسـه علـي الســاحة ، ونـال مزيـداً مـن الاهتمـام السـياسي والاجتماعي والأيديولوجـي والثقـافي ، كـام أعلـت الـدول والمؤسسـات والهيئـات والأفـراد مـن شـأن هـذا المفهـوم، وبالتـالي ركـزت عـلي التكلفـة والعائـد الاقتصـادي والدخـل والإنتـاج ، ولكـن هـذا المفهـوم أهمـل الأبعـاد الاجتماعية، والإنسـان المنتـج نفسـه ، والسـياق الاجتماعي للتنميـة ، والمـردود النهائي لهـا، وعـلي هـذا ظهـر مفهـوم “ التنميـة الاجتماعية “ ليحـل محــل التنميــة الاقتصاديــة ويــبرز الأبعــاد الاجتماعية والعائــد الاجتماعي والفئــات والشرائــح الاجتماعية المســتهدفة والأولي بالرعايـة . (عدلي، 2023).
علينــا أن نعمــق معرفتنــا وهويتنــا الوطنيــة لفهــم أكــرث لأســباب انتمائنا إلى وطننــا مــرة وبعدنــا عنــه وإنــكاره مــرة أخــري ولنتذكــر دائما أن حــب الوطــن مــن الإيمان (الإيمان بالعمــل، الإيمان بالحــب، الإيمان بالحيــاة، الإيمان بإرثنــا وحضارتنــا، الإيمان بالمســتقبل) فمــن لا يؤمــن لا يحــب ومــن لا يحــب لا ينتمــي ومــن لا ينتمــي لا يبنــي. إن مــا ينبغــي قولــه هنــا أن ثقافـة المراهـق ليسـت مجـرد تبسـيط أو تسـطيح للثقافـة العامـة التـي تشـمل المعـارف والمعتقـدات والفـن والقانـون والأخـلاق والتقاليـد والعـادات وجميـع القـدرات، والإمكانيـات التـي يكتسـبها الفـرد بصفتـه عضـوا في المجتمـع. إمنـا ينبغـي أن تتوفـر فيهـا عنـاصر ومضامين ثقافيـة خاصـة بالمراهقين سـواء كان ذلـك في محدداتهـا أم في انتظامهـا البنائي. (عدلي، 2023).
من المفاهيم التي كانت محط اهتمام واسع وخاصة مفهوم الهوية الوطنية، ومن التعريفات تعريف " أنها رابطة اجتماعية تحمل في طياتها طابعاً ثقافياً مميزاً، وتنشأ هذه الرابطة بإقامة الافراد على مجتمع متوحد إقامة متميزة بالاستقرار. أما الطابع الثقافي المتميز لتلك الرابطة فهو مثل اللغة، والدين، والعادات، والتقاليد. وهذه العناصر الثقافية تصب جميعاً في اتجاه واحد وهو تشكيل الهوية الوطنية لافراد المجتمع والتي تترجم في ان بعلو الانتماء الى الدولة على الانتماء الى قبيلة. (حسن، 2012)
والهوية الوطنية أيضاً عبارة عن كل شي متجانس من مجموعة من المكونات، التي بتحققها تظهر حقيقة الانسان وشخصيته ومكانته وكيانه المقاوم لكل التغيرات الطارئة (المطوع، 2019). فالهوية الوطنية هي الإطار المشترك الذي يجمع أبناء الوطن الواح والمتمثل فيما يمارسونه من عادات وتقاليد، وما يمتلكونه من تراث وتاريخ، الأمر الذي يقودهم الى الانتماء لذلك الوطن ويدفعهم الى حيه، وتقديره، والذود عنه، والحفاظ على كل ما يحتويه من أمور مشتركة تؤدي الى تماسك المجتمع. (والعامر، 2020).
الهوية الوطنية لدولة الامارات العربية المتحدة هي الانتماء الشعوري والولاء للوطن بكونك جزء لا يتجرأ منه مما يشكل العوامل والقيم الوطنية المشتركة، فالهوية الوطنية الإماراتية هي الصورة الذهنية الإيجابية الراسخة في ذهن كل افراد المجتمع الاماراتي من خلال الابعاد المتعددة والمؤثرة بشكل كبير في تحديد ملامح الهوية الوطنية متشكلة في النمط المميز والفريد عن غيره.
الهوية الوطنية متمثلة في إحساس القرد بالذات وامتلاك الخصائص المميزة التي تبني الكيان المميز بالعلاقة مع الوطن بحيث يصبح جزءاً من شخصيته المعروفة (صاموئيل، 2005). فالهوية تتكوم من مجموعة من الخصائص التاريخية واللغوية والنفسية التي تميز جماعة عن جماعة أخرى مما يجعلها ثابتة ومتعاقبة بين الأجيال تحت جملة من الشروط في المراحل والتحولات المجتمعية، مما يسبب نوع من اختلال التوازن والاستقرار بين الموروث القديم والمكتسب الجديد لتأكيد وجوده، مما يفرض علينا معرفة التاريخ القديم والعوامل التي كان لها السبب في وجود التغير والتطور الجديد. (شغلين، 2015)
مفهوم الهوية
الهوية هي مفهوم شامل ومعقد يعكس من خلاله كل فرد أو مجموعة من الأفراد مجموعة من العوامل الثقافية والاجتماعية والنفسية التي تحدد شخصيتهم وتميزهم عن الآخرين. تشمل الهوية العديد من الجوانب الرئيسية مثل الجنسية، الدين، اللغة، العرق، والانتماء الثقافي. وتلعب الهوية دورًا هامًا في تحديد كيفية تصرف الفرد وتواصله مع الآخرين وفهمه للعالم من حوله.
تتشكل الهوية من خلال تفاعلات مختلفة مع البيئة والمجتمع والعلاقات الاجتماعية، وتتطور بمرور الوقت مع تجارب الفرد وتعلمه ونموه المستمر. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر العوامل الخارجية مثل التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية على بناء الهوية وتطورها. وعلى الرغم من أن الهوية تعبر عن الهوية الفردية لكل شخص، إلا أنها قد تتعدى ذلك لتشمل الهوية الجماعية لمجموعات معينة مثل القبيلة، الدين، الجنسية، أو الأقليات العرقية.
في النهاية، يعد فهم مفهوم الهوية أمرًا بالغ الأهمية في تحقيق التواصل الفعال وبناء علاقات صحية ومستدامة مع الآخرين. من خلال فهم واحترام الهوية الخاصة بكل شخص، يمكن تقدير مجتمعاتنا المتنوعة والمتعددة الثقافات وتعزيز التضامن والتعايش السلمي بين جميع أفراد المجتمع. وبهذه الطريقة، يمكن لمفهوم الهوية أن يسهم في خلق بيئة إيجابية ومواتية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع بأسره.
• الهوية في اللغة مشتقة من كلمة (هو) فيما معناه ما هو؟ والمقصود لغةً بالهوية بماهية الشيء أي بمعنى وجوده.
• أما اصطلاحاً فالهوية كما عرفها علماء الاجتماع "مجموعة من التصنيفات الانتمائية التي يرى بواسطتها الانسان نفسه ومحيطه، بحيث تكون العلاقة بين الهوية والوطن في أنها مرجعية تتأسس عليها القاعدة الدستورية وليس العكس، فالوطن هو الذي يحدد نوع الهوية التي ينتسب الانسان اليه وذلك لكون الوطن الواحد تتعاقب عليه الأجيال بالنظم المختلفة والمتناقضة أحياناً.
• الهوية هي الشيء من جهة ما هو واحد وتسمى الهوية العددية.
• الهوية هي الشخص أو هوية الأنا ما يعرف بهوية الفاعل وهي الهوية الشخصية.
• الهوية الكيفية أو الهوية النوعية بصفة موضوعين من موضوعات الفكر باختلاف الزمان والمكان والتشابه في كيفيات واحدة.
• الهوية في كونها علاقة منطقية بين شيئين متحدين.
وعند ربط الهوية بالهوية الوطنية وتعزيز الهوية الوطنية، فانه يمكننا القول:
الهوية: هي الصفات والسمات التي يتميز بها الفرد وتعبر عن شخصيته وانتمائه واعتزازه، فهي تشكل الصورة التي تعكس معتقدات الفرد وعاداته وقيمه واتجاهاته، وثقافته، وحضارته، وفكره.
أما الهوية الوطنية: هي مجموع القيم والعادات واللغة والدين والتاريخ والأشياء المادية المشتركة والتي تكون مصدراً للوفاق والتضامن الاجتماعي بين الأفراد. وهي ما يميز أفراد مجتمع عن غيرهم في جوانب متعددة مبنية على مشاعر التماسك بين الجماعة التي تعيش في مكان واحد وأرض معينة ينتمون اليها في ظل قيام دولة يتبعونها بالاستناد الى عقد المواطنة المتوحد فيها اللغة والتاريخ والثقافة والمخاطر التي تهددها.
"الهوية الوطنية مرتبطة بمفهوم الوطن وما معناه السكن والاستقرار وهو المتحد الجغرافي الذي تعيش فيه مجموعات بشرية متنوعة ومختلفة في الجوانب المادية كاللغة، والجنس، والسلالة، وغيرها. ترتبط الهوية الوطنية بمصطلح المواطنة: أي صفة المواطن الذي يتمتع بالحقوق ويلتزم بالواجبات المفروضة عليه مقابل انتماؤه الى وطنه، بذلك تكون العلاقة بين الهوية الوطنية والمواطنة علاقة تلازميه. الهوية الوطنية متمثلة في الجانب الروحي من الحب والولاء والإخلاص والشعور بالانتماء الى الأرض والعادات والتقاليد والافتخار بالتاريخ والتراث، بينما المواطنة تمثل الجانب السلوكي العملي المنعكس عن الشعور. فالعلاقة بين الهوية الوطنية والمواطنة في ان الهوية ملازمة للمواطنة بكونها سمة العضوية القانونية والسياسية للمواطنين المنتسبين تحتها، بينما الهوية الوطنية هي المعيار الذي يرى من خلاله المواطنون أنفسهم في وطنهم." (عدلي، 2023)
ويمكننا القول بأن تعزيز الهوية الوطنية: تنمية الشعور بالانتماء بالتعلق والحب نحو الرموز الثقافية الدالة على الهوية الوطنية للمجتمع الذي ننتمي اليه، بحيث يصبح هذا الانتماء للوطن جزء من هوية الشخص التي تميزه وتفرده عن باقي الافراد في المجتمع المحيط. (زكي والحارثي والروقي والسلامات وإبراهيم، 2020).
تتشكل الهوية وما يتبعه من ولاء وانتماء للوطن لدى الافراد من المصادر الوطنية المشتركة التي تجمعهم بالدرجة الأولى لتشكل هويتهم الوطنية المشتركة:
• الخصائص الشخصية: متمثلة في القرابة (قرابة الدم والعرق) و العمروالعمر والسلالة والجنس.
• الخصائص الثقافية: العشيرة والقبيلة والدين واللغة التي تربطهم.
• الخصائص الإقليمية: الموقع الجغرافي وما يقع في حدوده من قرية ومدينة.
• الخصائص السياسية: الانتماء للجماعات ذات المصالح المشتركة.
• الخصائص الاقتصادية: القطاع الاقتصادي والمالي والعمالي الذي يجمعهم مهنياُ او صناعياً.
• الخصائص الاجتماعية: العلاقات الاجتماعية المحيطة من الأصدقاء. (مهدي، 2009).
الهوية والجنسية والمواطنة والهوية الوطنية
الهوية الفردية هي مجموعة من العوامل التي تميز كل فرد عن الآخرين، وتشمل العوامل الاجتماعية والثقافية والجنسية. الجنسية والمواطنة تعتبران جزءا مهما من هوية الأفراد، حيث تحدد كيفية تعاملهم مع الحكومة والمؤسسات العامة وحقوقهم وواجباتهم كمواطنين. بالإضافة إلى ذلك، تلعب الهوية الوطنية دورا كبيرا في تعريف الشخص بمجتمعه وتاريخه وقيمه.
ترتبط العلاقة بين هوية الأفراد والجنسية والمواطنة والهوية الوطنية بشكل كبير، حيث يكون لكل منها تأثيره الخاص على تشكيل الشخصية والهوية للفرد. فالشخص الذي يعيش في بيئة ثقافية واجتماعية معينة سيكون تأثير هذه البيئة واضحا على هويته وطريقة تفكيره وسلوكه. وبالتالي، يمكن القول إن الجنسية والمواطنة والهوية الوطنية تشكل أساسا أساسيا لتحديد هوية الفرد.
إن العلاقة بين الهوية الفردية والجنسية والمواطنة والهوية الوطنية تعكس تناغما وتكاملا بين مختلف العوامل التي تؤثر على ثقافة الفرد وتشكيله. ومن هنا يصبح من الضروري أن نفهم هذه العلاقة ونعمل على تعزيزها وتطويرها لتعزيز الانتماء والشعور بالهوية الوطنية والانتماء إلى الدولة.
الهوية هي المفهوم الذي يحدد من هو الشخص وما هي معتقداته وقيمه وتصرفاته. وتشمل الهوية عدة جوانب مختلفة مثل الهوية الفردية والجنسية والمواطنة والهوية الوطنية. الهوية الفردية هي الطابع الذي يميز الإنسان عن الآخرين ويحدد شخصيته وسلوكه وميوله. بينما الجنسية والمواطنة تعبران عن الانتماء لدولة معينة وحقوقها وواجباتها. وأما الهوية الوطنية فتعبر عن الانتماء للوطن والولاء له والتفاخر به.
الفرق بين الهوية الفردية والجنسية والمواطنة والهوية الوطنية يكمن في أن الهوية الفردية تعبر عن شخصية الإنسان وميوله الشخصية واهتماماته، بينما الجنسية والمواطنة تعبران عن ارتباطه بدولة معينة وحقوقه وواجباته تجاهها. أما الهوية الوطنية تعبر عن الانتماء والولاء للوطن والتفاخر بالانتماء إليه وثقافته وتاريخه.
فإن فهم الهوية الفردية والجنسية والمواطنة والهوية الوطنية ضروري لكل إنسان، لأنها تحدد منهج حياته وتوجهاته وتصرفاته. وبمعرفة هذه الهويات يمكن للإنسان الاحترام للآخرين وفهم انتمائهم وتفاعلهم معهم بشكل إيجابي. وبالتالي، يمكن أن نعيش في مجتمع متنوع ومتسامح ومتعايش بسلام.

عناصر الهوية الوطنية وأبعادها
يعتبر الهوية الوطنية من أهم العناصر التي تميز الفرد والمجتمع، وتعتبر هذه الهوية أساسية في تحديد الهوية الشخصية والانتماء الاجتماعي. تتكون الهوية الوطنية من عدة عناصر تعكس القيم والمبادئ التي يتمسك بها الفرد داخل المجتمع، وتعكس أيضاً العلاقة بين الفرد، والوطن، والانتماء للوطن، ولمحيطه.
تتضمن عناصر الهوية الوطنية اللغة والتاريخ والثقافة والأديان والقيم الاجتماعية. تعتبر هذه العناصر مكونات أساسية في بناء الهوية الوطنية وتعزيزها، وتسهم في تعزيز الانتماء والولاء للوطن. من خلال الحفاظ على هذه العناصر وترسيخها، يمكن للفرد أن يشعر بالانتماء والانفتاح على المجتمع المحيط والاحتفاظ بالهوية الوطنية.
من المهم الحفاظ على الهوية الوطنية والعناصر المكونة لها، حيث تعتبر هذه العناصر رافداً هاماً للتماسك الاجتماعي وتعزيز الهوية الوطنية والشعور بالولاء والانتماء. لذلك، يجب على الفرد أن يعتز بثقافته وتاريخه ولغته، وأن يسعى للمحافظة على هذه العناصر وتعزيزها، من أجل بناء مجتمع متماسك ومترابط يحقق التطور والازدهار.
تتشكل الهوية الوطنية من خلال تجمع مجموعة من العناصر المكملة لبعضها البعض والتي يشترك فيها مجموعة من الأفراد ضمنها لتشكيل هويتهم الوطنية:
• المكان والموقع الجغرافي: يشترك الأفراد في هوية الوطنية من خلال مشاركة الموقع الجغرافي المحدد الذي يجمعهم على ارض واحدة. مما يشكل الهوية المكانية المشتركة.
• التاريخ الواحد: يعد التاريخ والماضي المشترك الذي يربط الأفراد ببعضهم فيشكل هويتهم الوطنية الواحدة، بحيث يشمل أحداث الماضي التي عاشوا فبها وانتقلت بين الأجداد والاباء وصولاُ الى الأبناء والاجيال التي تعاقبت عليها بصفتهم الجماعية على هذه الأرض المشتركة، مما شكل هويتهم الوطنية التاريخية المشتركة.
• الاقتصاد المشترك: يعد الاقتصاد المشترك والنظام المالي الموحد من اهم العناصر التي تربط الافراد في المجتمع الواحد، الأمر الذي يجعلهم يتعاملون اقتصاداً ومالياً بالعملات الموحدة والمشتركة. الأمر الذي يشكل الهوية الوطنية المالية المشتركة.
• العلم الواحد المشترك: هو الرمز المعنوي الذي يجمع كل أفراد المجتمع الواحد والقضية المشتركة، بحيث بكون ماديات وملموساً بالشكل واللون المحدد ليرمز الى القيمة المعنوية التي يشعر بها الأفراد متفاخرين بانتمائهم لوطن واحد وهويتهم الوطنية المشتركة.
• الحقوق المشتركة: يجمع أبناء المجتمع والوطن الواحد نفس الحقوق التي تكون ممتدة لجميع الافراد علة اختلاف مواقعهم ضمن البلد الجغرافي الواحدـ وهذه الحقوق تشكل هويتهم الوطنية المشتركة المتجسدة في شعورهم بالتساوي والعدل بين أبناء المجتمع الواحد.
• الواجبات المشتركة: تشمل الواجبات الفردية والمجتمعية ككل، بحيث يتعين على افراد المجتمع الواجد القياك بها دون استثناء، قيام الافراد بخدمة الوطن والجماعات والمؤسسات بخدمة المواطنين وفق الاليات والسياسات المحددة من قبل المسميات الوطنية المختلفة، ولكنها مجتمعة فب روح العمل الجماعية التي تخدم الوطن والمواطن/ الامر الذي يجعل هذه الواجبات التزاماً وواجباُ يجب القيام به على وجه يعبر عن الهوية الوطنية المشتركة لخدمة الوطن. (العبيدي، 2024).
الصورة الذهنية للهوية الوطنية الإماراتية هي الصورة الإيجابية المحفورة في نفوس وأذهان الافراد عن الوطن، وتظهر هذه الصورة بشكل واضح من خلال أبعاد الهوية الوطنية التي تؤثر بشكل كبير على تحديد معالمها بين أفراد المجتمع الاماراتي مما يساعدهم على التميز بالقيم والمبادئ المشكلة لهويتهم الخاصة والشعور بالولاء والانتماء للوطن وبناء روح المواطنة لديهم من خلال هذه الأبعاد:
• الابعاد القيمية للهوية الوطنية: متمثلاً في القيم والمبادئ التي تكون الأساس لبناء شخصية الانسان كفرد من افراد المجتمع الوطني، وهذه القيم تشكل أحد ابعاد الهوية الوطنية بمقدار ما يكتسبه الفرد من القيم التي تنمي روح الولاء والانتماء للوطن، مما يشكل الهوية الفردية والمجتمعية التي تكون مرجع للسلوك الفردي، حيث تحدد السمات والملامح الشخصية للمجتمع بما يميزه عن غيره من المجتمعات بقدر الثقافة والتفكير المشترك لأفراده، الامر الذي يكون محفز ومشجع للعمل لكونها قاعدة الانطلاق ومقياس لأعمال البناء. يتضمن البعد القيمي السلوكيات البناءة، وقيم الولاء والانتماء، والالتزام بالقوانين المجتمعية لخدمة الوطن والعمل على تحقيق التطور والرقي.
• الابعاد الوطنية للهوية الوطنية: الهوية الوطنية هي جزء لا يتجزأ من كينونة الفرد وشخصيته بمجموع ما يكتسبه الفرد الاماراتي من القيم والمبادئ التي شكلت شخصيته في المجتمع ونمت مشاعر الولاء والانتماء للوطن باحترام القوانين والحفاظ علبه، يتضمن تنمبة الشعور بالانتماء والاعتزاز بالوطن، الارتباط بالتراث والافتخار بالماضي والتاريخ الاماراتي وحضارته، وخدمة الحكام والوطن والتوعية بأهمية العمل على نهضة الوطن والمحافظة على كنوزه.
• الابعاد الثقافية للهوية الوطنية: مبنية على الغلاقة بين الهويو والثقافة التي تعد الأساس في بناء و تشكيل الهوية الوطنية التي تستند الى هوية الانسان اللغوية والتاريخية والفكرية ومكونات العادات والتقاليد، باعتبار الثقافة وعاء لتاريخ الامة وتراثها الفكري والادبي الذي يعد من عناصر بناء الثقافة المجتمعية التي تشكل شخصية الأمة وهويتها المتطورة بفعل ظروف الزمان والمكان ومختلف الاحداث التي تمر علة المجتمع، مما يشكل الروابط بين أفراد المجتمع الواحد وغيره من المجتمعات. (كريبة، 2021). يتضمن البعد الثقافي تقبل الاختلاف الفكري والتشجيع على الحوار والتسامح، والدعوة الى التطور والابتكار والمحافظة على الثقافة العربية في ظل المتغيرات الثقافية نتيجة للتطور في وسائل الاعلام والتواصل مما يساعد على زيادة المخزون اللغوي للفرد والمجتمع.
• الابعاد الاجتماعية للهوية الوطنية: المبني على العلاقات الاجتماعية بين افراد المجتمع واهمية الارتباط بينهم، والتعامل بأسلوب القيم والمبادئ الاجتماعية للحفاظ على الامن المجتمعي واستقراره مما يعزز التماسك الاجتماعي مما يبرز هوية المجتمع الاماراتي. يتضمن البعد الاجتماعي تقوية الروابط الاجتماعية بين الافراد مما يحقق وحدة الامة ونظامها الاجتماعي المكون من العادات والتقاليد وكل ما يربط المبادئ الاجتماعية ويعزز الالفة والمحبة والتماسك الاجتماعي. (كربية، 2021).
تعزيز الهوية الوطنية ومهامها
تعتبر تعزيز الهوية الوطنية واحدة من أهم المهام التي ينبغي تحقيقها في المجتمع، حيث تساهم في تعزيز الوحدة والتلاحم بين أفراد المجتمع وتعزيز الثقافة والقيم الوطنية. وتتضمن مهام تعزيز الهوية الوطنية تعزيز الوعي بالهوية الوطنية وتأكيد الانتماء الى الوطن وحب الوطن واحترام العلم والعلماء ورفع الروح الوطنية والتفاعل مع الأحداث الوطنية ودعم القيم المجتمعية والأخلاقية.
كما تحقق تعزيز الهوية الوطنية الوحدة بين أفراد المجتمع وتقوي الانسجام والاخوة والتعاون بينهم، حيث يكون لديهم وعي واضح بالهدف المشترك الذي يسعون اليه والمصلحة الوطنية التي يسعون لتحقيقها. وبالتالي تقليل الانقسامات والخلافات وتعزيز الروابط الاجتماعية وتشجيع العمل الجماعي والتضحية من اجل الوطن.
وبالتالي، يمكن القول إن تعزيز الهوية الوطنية من أهم الأهداف التي يجب التركيز عليها في تطوير المجتمعات والحفاظ على الوحدة والاستقرار. ويجب على الجميع المساهمة في تحقيق هذه المهمة من خلال بناء وتعزيز القيم والمبادئ الوطنية وتنمية الروح الوطنية لدى الافراد منذ الصغر، وتعزيز التفاعل الاجتماعي والروابط الاجتماعية بين افراد المجتمع وتعزيز الشعور بالانتماء والفخر بالوطن.
تواجه دولة الامارات الانفتاح الثقافي والعالمي من خلال وسائل الاعلام والاتصال التي تعزز الهوية الوطنية والمواطنة عن طريق الاندماج والانفتاح وغياب الحدود مما يشكل تحدياً لرفع المواطنة المتمثلة في دور المواطن تجاه الوطن، بحيث أصبحت المواطنة تتضمن الجانب التقليدي والافتراضي، فالمواطنة التقليدية تمثل علاقة قانونية بين الانسان والدولة فيتمتع الفرد بالحقوق والواجبات في المجال المجتمعي والثقافي وغيرها، فالمواطنة تتضمن الالتزام الأخلاقي تجاه الوطن بداية بالحب ونهاية بالولاء والإخلاص والشعور بالانتماء، اما الجانب الافتراضي تكون مزيج من المواطنة المقننة والحرة عن طريق التواصل الاجتماعي متجاوزاً حواجز اللغة والدين واللغة و الأصل.
لقد شهدت دول العالم تطوراً مما جعل تعزيز الهوية الوطنية في عصر التغيير الذي اتسم باختلاف الفيم والمبادئ تفكك العلاقات وتشابك المصالح في المجتمعات نتج عنه تحديات اجتماعية وثقافية وفكرية وسياسية واقتصادية، الأمر الذي أدى لضرورة الإصلاح والتعامل مع متطلبات التنمية الوطنية والمواطنة بشكل إيجابي وفعال، لكون الهوية الوطنية أساس كيان المجتمع وتماسكه، وتعزيز مبدا الهوية الوطنية لتجنب التأثيرات السلبية للعوامل المختلفة على الهوية الوطنية.
مهام الهوية الوطنية
تشكل الهوية الوطنية الموروثات الحضارية المكونة لسلوك الفرد والمعايير الأخلاقية المرتبطة بالعادات والتقاليد والتراث الثقافي للمجتمع، شاملة المكونات الأساسية لها من الوطن، والدين، واللغة، والثقافة، والتاريخ، والمؤشرات الموجودة لدى الافراد، الأمر الذي يجعل دور الهوية الوطنية مهم داخل المجتمع من خلال الجوانب الاتية:
• الأهمية الاجتماعية للهوية الوطنية: الدور الذي تلعبه في تحديد القيم والمبادئ السائدة في المجتمع وترسم المعالم الفكرية والأخلاقية والدينية والسلوكية للأفراد ضمن المجتمع، فالهوية الوطنية هي القاعدة الأساسية لجميع البرامج التطويرية للمجتمع والافراد، بما يحقق وصوح الرؤية الادراكية للخصائص المجتمعية التي ينتمي اليها الفرد مما يحقق استقراراُ نفسياً واجتماعياً لهم. لقدرة القرد على الشعور بدوره الفعال في تحقيق التكيف الاجتماعي والمواطنة الصالحة القائمة على القيم والمبادئ المشكلة للهوية الوطنية.
• الأهمية السياسية للهوية الوطنية: قائمة على لغة الحوار الفعال والمصير المشترك بما يحقق الاستقرار والأمان النفسي بين الافراد والمؤسسات بعيداً عن النزاع والاضطرابات الأمنية، لكون الهوية الوطنية مصدر لتنمية الانتماء والولاء للمجتمع بما يعزز التماسك المجتمعي بين فئات المجتمع باعتبارها المخزن الرئيس الذي يغذي جميع الفئات المجتمعية على أساس التساوي بالحقوق والواجبات، الأمر الذي يساعد على الوصول للأمان النفسي مع تأسيس الاتجاهات السياسية مع المجتمعات الأخرى الخارجية.
العوامل المؤثرة في قيم المواطنة وتعزيز الهوية الوطنية
المواطنة والهوية الوطنية هما عنصران حاسمان في بناء الدولة وتعزيز الانتماء الوطني. تعد القيم التي يتم تمثيلها من خلال المواطنة والهوية الوطنية أمراً بالغ الأهمية، إذ تلعب دوراً فعالاً في تعزيز الوحدة الوطنية وتعزيز الانسجام والتفاعل بين الأفراد.
تعد العديد من العوامل تؤثر في قيم المواطنة وتعزيز الهوية الوطنية، حيث تشمل عوامل اجتماعية، وثقافية، واقتصادية، وسياسية. على سبيل المثال، يمكن للتعليم الوطني والتاريخ الوطني أن يلعبا دوراً حاسماً في تعزيز وتعميق قيم المواطنة، بالإضافة إلى تعزيز الانتماء الوطني.
أخيرا، يجب على المجتمع أن يحقق التوازن بين الحفاظ على القيم والتقاليد الوطنية وفي الوقت نفسه اتباع تطورات العصر الحديث. إذ يعتبر الاحترام المتبادل والتفاهم الثقافي بين الأفراد من أهم العوامل التي يمكنها أن تساهم في تعزيز الهوية الوطنية وبناء مجتمع متناغم ومزدهر.
مع وجود العديد من العوامل والقوى التي كان لها التأثير الكبير على قيم ومبادئ المواطنة والهوية الوطنية بما يؤثر على فعاليتها في الأفراد والمجتمع ككل:
• القوى الأسرية: المرتبطة بالعلاقات الاسرية والبيولوجية بين الافراد.
• القوى البيئية: المرتبطة بالتطورات في البيئة الاسرية والمحلية والممتدة الى مجتمع الوطن والمجتمع العالمي.
• القوى العرقية: المرتبطة بالأعراق الجنسية كاللون.
• القوى الثقافية: المرتبطة بالمتغيرات التاريخية، والمعتقدات، وفهم الماضي، والحاضر.
• القوى الدينية: المرتبطة بالانتماء الروحي وموائمة معتقدات الفرد والمجتمع.
• القوى الاقتصادية: المرتبطة بالأمن الاقتصادي والأمني وتوزيع الثروة. (ميخائيل، 1992)