لخّصلي

جوهرة مسقط الخميس / الرابع عشر من إبريل / عام ٢٠١١ وسجلت سرعة الجوهرة رقما قياسيا جديدا بلغ (۷, ۸) عقدات. أعطى القبطان صالح تعليماته إلى فريق الميمنة ليتولى (إريك) المسؤولية، وعاد إلى أسفل سطح السفينة لرسم مسار الجوهرة والإحداثيات. هناك خطاً ما . تذكر صالح أيامه الأولى وتجاربه مع البحر عندما كان يستيقظ بفطرته إذا توقف شيء ما، أو تغير الإيقاع، واسترق السمع ليكتشف أن هذا الصوت غير المُعتَادِ كَانَ قادمًا مِنَ الدَّفة، ويبدو أنها تصارع أمواجا أو تيارات قوية. كانت الرياح والأمواج تضرب السفينة بشدة، ودق جرس الإنذار؛ وأظلمتِ السماء على الرغمِ مِنْ أَنَّنا كنا في وقت الظهيرة؛ وبدأ الشراع الرئيسي يضرب بقوة، أنزلوا الشراع الرئيسي". فَمِنْ دون الشراع، لكن نظرًا لحالة الصاري - يبدو أن هذا الإجراء هو الأفضل من ناحية السلامة والأمان. طار حبل مِنْ حِبال السفينة في الهواء وبدأ يضرب بعنف، حاول فهد السيطرة عليه. في هذه اللحظة التفت عارضة الشراعحول الشراع الرئيسي. صرخ يحيى: " خَمْسٌ وثلاثون عقدة ". صوب، صرح يحيى مَرَّةً أخرى: " أربعون عقدة، أربعون". لم يستطع صالح رؤية مقدمة الجوهرة من مكانه الذي يقفُ فِيهِ قُرْبَ آخرها، وأصدر أوامره بإنزال الشراع قائلا: "هذا هُوَ الحَلُّ، شوية شوية يا شباب". ظهرت من تحت غطاء أَحَدٍ معاطف المطر أسنان مُطْبِقَةٌ عَلَى حَبْلِ الشَّراعِ، كان (إياز) يحاول حماية الحبل من التآكل، انحنى آدم بزاوية (٤٥) درجة مستخدمًا ثقل جسمه بالكامل لإنزال الشراع، وكانت الرِّياح تهب بسرعة ثلاث وأربعين عقدة، مما أدى إلى التفاف الشراع على الصاري مثل الورقة، وفجأةً فقد (إيار) توازنه ارتفعت الأمواج حتى سبعة أمتار وضربت أشرعة الجوهرة وميمنتها وميسرتها في وقت واحد، افعلوا أي شيء لإنزال الشراع . وبدأ أفراد الطاقم تقطيع الحبال الحبل تلو الآخر؛ للمحافظة على توازن السفينة ومنع الصاري من السقوط. وفجأة سمع الجميع صوت صدع تردد صداه في الهواء، وفي لحظة غيرت الرياح اتجاهها لتضرب كل شخص وكُلُّ شيء على متن السفينة، وتشابك الشراع والتف حول الصاري وصرخ صالح موجها كلامه إلى يحيى على الدقة؛ لكي يعمل على مواءمة الجوهرة مع الرياح على أمل أن تنجح هذه المناورة في فك الشراع، كان الجميع يعمل عمل الرجل الواحد، وأصوات دعائهم وتضرعهم لله عز وجل - تسأله أن وكانت الجوهرة منهكة، وظلت تترنح وتتأرجح وسط الأمواج لفترة طويلة بعد انتهاء العاصفة، وكان جميع أفراد الطاقم يرتجفون على سطح السفينة؛

جوهرة مسقط

الخميس / الرابع عشر من إبريل / عام ٢٠١١

شَهِدَتِ الليلة قبل البارحة هبوب عاصفتين قويتين، وصلت سرعة الرياح إلى دون العشرين عقدة. وسجلت سرعة الجوهرة رقما قياسيا جديدا بلغ (۷,۸) عقدات.

أعطى القبطان صالح تعليماته إلى فريق الميمنة ليتولى (إريك) المسؤولية، وعاد إلى أسفل سطح السفينة لرسم مسار الجوهرة والإحداثيات. جلس القبطان ساعة أو أكثر

يفحص الخرائط وحسابات الملاحة. وهز رأسه للأعلى ... هناك خطاً ما .

تذكر صالح أيامه الأولى وتجاربه مع البحر عندما كان يستيقظ بفطرته إذا توقف شيء ما، أو تغير الإيقاع، هناك شيء في داخله يجعله يستشعر أي تغيير في سرعة الرياح أو اتجاهها أو الأحوال الجوية، ربما كُلُّ هذه العوامل أكسبته هذه الثقة التي يتمتع بها .شعر صالح أن هناك ارتجافا في حركة السفينة، كما لو أنَّ هزة أرضية ضربت البدن . واسترق السمع ليكتشف أن هذا الصوت غير المُعتَادِ كَانَ قادمًا مِنَ الدَّفة، يبدو أن عمود المقود يحتك في مجراه. قال صالح لنفسه: إن الدفة ثقيلة في الماء، ويبدو أنها

تصارع أمواجا أو تيارات قوية. بعد ذلك، حدث انفجار في الجزء العلوي، هرع صالح وصَعَدَ السُّلَّمَ ليجد أَنَّ أفراد طاقم المُقدِّمة يُجاهدون لإنزال الشراع الرئيسي. كانت الرياح والأمواج

تضرب السفينة بشدة، ودق جرس الإنذار؛ ليصعد الجميع على السطح. كانت العاصفة قادمة من الجنوب الشرقي، وأظلمتِ السماء على الرغمِ مِنْ أَنَّنا كنا في وقت الظهيرة؛ إِلَّا أَنَّ الوقت بدا وَكَأَنَّهُ الغَسَقے وقت عرم السمر صاح يحيى مِنْ أمام الدفة: السرعة الرياح تزيد على خمس وعشرين عقدة. وبدأ الشراع الرئيسي يضرب بقوة، فَكَرَ صالح بسرعة: هلموا يا شباب، أنزلوا الشراع الرئيسي". وكان هذا مِنَ الإجراءات النادرة المحفوفة بالمخاطر، فَمِنْ دون الشراع، تكون السفينة تحت رحمة الأمواج. لكن نظرًا لحالة الصاري - يبدو أن هذا الإجراء هو الأفضل من ناحية السلامة والأمان.

طار حبل مِنْ حِبال السفينة في الهواء وبدأ يضرب بعنف، حاول فهد السيطرة عليه. صاح يحيى قائلا : "يا فهد، انتبه للحبل. في هذه اللحظة التفت عارضة الشراعحول الشراع الرئيسي. مال فهد إلى الأمام بشدَّة للإمساك بالحَبْلِ الضَّال. فانزلق غطاء رأسه إلى الوراء ودخلت في جسمه إبر باردة وحادة. صرخ يحيى: " خَمْسٌ وثلاثون عقدة ". وفي هذه اللحظة كان الماء يأتي مِنْ كُلِّ

صوب، صرح يحيى مَرَّةً أخرى: " أربعون عقدة، أربعون". لم يستطع صالح رؤية مقدمة الجوهرة من مكانه الذي يقفُ فِيهِ قُرْبَ آخرها،

وأصدر أوامره بإنزال الشراع قائلا: "هذا هُوَ الحَلُّ، شوية شوية يا شباب". ظهرت من تحت غطاء أَحَدٍ معاطف المطر أسنان مُطْبِقَةٌ عَلَى حَبْلِ الشَّراعِ، كان (إياز) يحاول حماية الحبل من التآكل، انحنى آدم بزاوية (٤٥) درجة مستخدمًا ثقل جسمه بالكامل لإنزال الشراع، وكانت الرِّياح تهب بسرعة ثلاث وأربعين عقدة، مما أدى إلى التفاف الشراع على الصاري مثل الورقة، وفجأةً فقد (إيار) توازنه

لينزلق على سطح السفينة المترنح.

ارتفعت الأمواج حتى سبعة أمتار وضربت أشرعة الجوهرة وميمنتها وميسرتها في وقت واحد، والتف الشراع على الصاري وتمايلت السفينة ومال الصاري بدرجة خطيرة جدا.

أصدر صالح الأوامر : " اقطعوا الحبال ، افعلوا أي شيء لإنزال الشراع .. وبدأ أفراد الطاقم تقطيع الحبال الحبل تلو الآخر؛ للمحافظة على توازن السفينة ومنع الصاري من السقوط.

وفجأة سمع الجميع صوت صدع تردد صداه في الهواء، وفي لحظة غيرت الرياح اتجاهها لتضرب كل شخص وكُلُّ شيء على متن السفينة، ومد كل واحد يديه مُمْسكًا بأقرب جزء ثابت في السفينة؛ ليحمي نفسه من السقوط في البحر .استمرت الرياح على حالها بالقوة نفسها، وتشابك الشراع والتف حول الصاري وصرخ صالح موجها كلامه إلى يحيى على الدقة؛ لكي يعمل على مواءمة الجوهرة مع الرياح على أمل أن تنجح هذه المناورة في فك الشراع، كان الجميع يعمل عمل الرجل الواحد، وأصوات دعائهم وتضرعهم لله عز وجل - تسأله أن

يحفظهم وينجيهم من خطر العاصفة.

أخيرًا، توقفت الأمطار بعد غروب الشمس، وكانت الجوهرة منهكة، وظلت تترنح وتتأرجح وسط الأمواج لفترة طويلة بعد انتهاء العاصفة، وكان جميع أفراد الطاقم يرتجفون على سطح السفينة؛ بسبب الرِّياح الباردة التي حلَّتْ مَحَلَّ حرارة

الشمس الحارقة في الصباح.

لم تتعرض الجوهرة لأي أضرار في بدنها وسطحها، لكن قائم القيادة العلوي تعرَّض للخلع. وأعاد أفراد الطاقم تثبيت القائم في مكانه مرةً أُخرى، بيد أن المزيد

مِنَ المُعاينة والفحص لمختلف أجزاء الجوهرة كشفت أن هناك مشكلة أكثر خطورة؛ هناك صدع عرضي كبير في الصاري الرئيسي على ارتفاع نصف متر فوق سطح

السفينة، وَلَمْ يَعُدْ مُمكنا رفع الشراع على الصاري الرئيسي مرة أخرى. ما زالت الجوهرة في عرض البحر حيث تبعد عن

أقرب نقطة من اليابسة بحوالي مائتي ميل وينبغي لأفراد الطاقم إيجاد طريقة لإصلاح

الصاري الرئيسي.