خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة
(1) كتب التاريخ المحلي الديني وهي الكتب التي اهتمت بتاريخ وخطط المدن الإسلامية المقدسة وأخبارها منذ نشأتها حتى العصر الذي عاش فيه المؤلف. وقد شمل التاريخ المحلي الديني مدن مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس الشريف. نشير هنا إلى كتاب الأزرقي ( ت ٢٤٤هـ) في أخبار مكة والفاسي (ت ٨٣٢هـ) وعنوانه شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام) ، والواسطي فضائل بيت المقدس والمقدسي وكتابه (فضائل بيت المقدس) ومجير الدين العلمي الحنبلي (ت (۹۲۸هـ) وكتابه الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل. وهناك نوع ثاني من كتب التاريخ المحلي تغلب عليه الصبغة الدينية أيضاً من خلال حصر اهتمام المؤلف بتراجم علماء الدين المتخصصين بالحديث والتفسير والفقه وغيرها من العلوم الدينية دون غيرهم من الرجال، وكتب أبو زكريا الأدزدي (ت ٣٣٤هـ) عن تاريخ الموصل وكتب أحمد بن محمد بن موسى الرازي (ت ٣٢٤هـ ) عن وصف قرطبة وخططها. أما القسم الثاني (التاريخ المحلي الدنيوي فالباحث يجد نفسه أمام خيارات كثيرة من كتب المدن والأقاليم، عبد الرحمن الدباغ وابن عيسى بن ناجي (ت ۸۳۹ هـ / ١٤٣٥م) وكتابهما معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان)، ومع ذلك تبقى المؤلفات في التاريخ المحلي كثيرة ومتنوعة مما حمل بعض الباحثين إلى تقسيمها إلى تواريخ محلية دينية وتواريخ محلية دنيوية كما سنتناول ذلك فيما بعد. بداية نشوء الكتابة التاريخية المحلية: اختلفت بدايات نشوء الرغبة لدى المؤرخين لكتابة تاريخ مدنهم أو أقاليمهم من منطقة إلى أخرى كما تنوعت أسبابها: وقد توافد الأخباريون والرواة والقصاص على دمشق باعتبارها عاصمة للدولة الإسلامية المركزية وشجعهم على ذلك رغبة الخلفاء الأمويين والأمراء في الاطلاع على الثقافة التاريخية بالإضافة إلى المفاخرات بين القبائل وإبراز مآثرها ودورها قبل الإسلام وبعده وخاصة في الفتوحات، وفي رواية تاريخية عن معاوية بن أبي سفيان: "أنه كان ينام ثلث الليل ثم يقوم فيقعد فيحضر دفاتر فيها سير الملوك وأخبارها والحروب والمكايد فيقرأ ذلك غلمان له مرتبون فتمر بسمعه كل ليلة جمل من الأخبار والسير والآثار وأنواع السياسات ". لقد شكل مجموعة من الأخباريين نواة النزعة الإقليمية للتدوين التاريخي في بلاد الشام لا يسعنا أن نذكرهم جميعاً بل نشير إلى عبيد بن شرية الجرهمي الأخباري المخضرم والذي يعد كتابه الموسوم (كتاب الملوك وأخبار الماضين (1)) أول تدوين تاريخي واضح في الإسلام وقد طبع سنة ١٣٥٧ هـ / ۱۹۳۸ م و له مؤلفات تاريخية أخرى منها كتاب أخبار اليمن وأشعارها وأنسابها ) . بقد سقوط الأمويين ومجيء العباسيين اتجهت هذه النزعة إلى تدوين التاريخ الأموي ومناقب الأمويين فكتب خالد بن هشام الأموي كتابه ( أخبار الأمويين ومناقبهم) وكتب مؤلف مجهول ( البراهين في إمامة الأمويين ونشر ما طوى من فضائلهم) وكتب غيرهم عن سير معاوية ويزيد ابنه (٢). ونضيف إليهم وهب ابن منبه اليمني (ت ١١٤هـ) وكتابه ( التيجان المعرفة ملوك الزمان) وعبد الملك ابن هشام الحميري (ت ٢١٣هـ) وكتابه ( التيجان في ملوك حمير) (٢) . ومن رواد هذه الحركة عبد الله بن المقفع ( ت ١٤٢هـ ) الذي ترجم عدة كتب في هذا المجال مثل (خداي نامة) سير الملوك و آيين نامه) المراسم والتقاليد، وترجم أبان بن عبد الحميد اللاحقي (ت آخر القرن الثاني الهجري) سيرة أنو شروان وأردشير. وتناول الفرس المناقب والمثالب كذلك وبرز في هذا الباب علان الشعوبي وأبو عبيدة معمر بن المثنى. ومما تجدر الإشارة إليه أن بدايات النزعة الإقليمية الفارسية تحددت في ميدان الترجمة و النقل بالدرجة الأولى، أما في الجزيرة الفراتية فلعل من أبرز كتب التاريخ المحلية الأولى كتاب تاريخ الموصل لأبي زكريا الأزدي (ت) ٣٣٤هـ) وعز الدين ابن شداد (ت ٦٨٤هـ) في كتابه الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة). وأخيراً وليس آخراً فإن بدايات النزعة التاريخية المحلية لمدن العراق وإن غطت عليها المؤلفات التاريخية العالمية العامة التي ظهرت في العراق في القرن الرابع فإن هذه النزعة ظهرت مبكرة في كتابات عن تاريخ بغداد لابن أبي طاهر طيفور (ت) (۲۸۸ هـ ) وقبله عن خطط البصرة وقطائعها وسككها لعمر بن شبه (ت) (٢٦٣هـ) وعن واسط وخططها ورجالاتها لبخشل الواسطي ت ۲۸۸ هـ ) . وقد أشرنا سابقاً إلى ما قاله السلامي في كتابه أخبار ولاة (خراسان لتبرير هذا النمط في التدوين التاريخي عند المسلمين. ويرى المقريزي (۳) أن أهل كل قطر أعرف بأخباره ومؤرخو مصر أدرى بما جرياته. (طبقات الهمذانيين) "ينبغي لطالب الحديث ومن عني به أن يبدأ بكتب حديث بلده ومعرفة أهله. وقد لعب التنافس بين المدن والتفاخر بينها حول كثرة رواة الحديث ورجال العلم وكثرة الحفاظ أثره في ظهور مثل هذه المؤلفات وذلك من أجل إبراز دور مدنهم وعلمائها في التأليف وإثبات فضلهم في العلوم والدينية منها بصفة خاصة. فقد ظلت إلى حد ما منفتحة على الأحداث التي حولها في دار الإسلام ولذلك نجد في هذه التواريخ المحلية أخباراً عن أقطار أخرى وعلماء آخرين خارج حدود المدينة أو الإقليم الذي يتكلم عنه المؤلف.
(1) كتب التاريخ المحلي الديني وهي الكتب التي اهتمت بتاريخ وخطط المدن الإسلامية المقدسة وأخبارها منذ نشأتها حتى العصر الذي عاش فيه المؤلف. وقد شمل التاريخ المحلي الديني مدن مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس الشريف. وقد ألف المؤلفون أعداداً كبيرة من الكتب والرسائل حول هذه المدن لا مجال لحصرها. نشير هنا إلى كتاب الأزرقي ( ت ٢٤٤هـ) في أخبار مكة والفاسي (ت ٨٣٢هـ) وعنوانه شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام) ، وابن النجار (ت (٦٤٧هـ ) وكتابه (الدرة الثمينة في تاريخ المدينة المنورة")، ')، والسمهودي (ت ۹۱۱هـ ) وكتابه (وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى). والواسطي فضائل بيت المقدس والمقدسي وكتابه (فضائل بيت المقدس) ومجير الدين العلمي الحنبلي (ت (۹۲۸هـ) وكتابه الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل. وغيرها كثير.
وهناك نوع ثاني من كتب التاريخ المحلي تغلب عليه الصبغة الدينية أيضاً من خلال حصر اهتمام المؤلف بتراجم علماء الدين المتخصصين بالحديث والتفسير والفقه وغيرها من العلوم الدينية دون غيرهم من الرجال، ويأتي في هذا المجال كتاب بحشل الواسطي (ت ۲۸۸هـ تاريخ واسط، وكتاب الخشني ٣٦١هـ (تاريخ قضاة قرطبة). وأبو نعيم الأصبهاني ( ت ٤٣٠ هـ ) وكتابه تاريخ أصبهان والسهمي (ت ٤٢٧هـ) (تاريخ جرجان) وغيرها. والغالب على هذا النوع الثاني من الكتب أن المؤلف يبدأ بمقدمة عن تاريخ المدينة وخططها وأخبارها ثم يتناول تراجم العلماء المتخصصين بالعلوم الدينية.
(۲) كتب التاريخ الحولي الدنيوي: وهذه الكتب تعنى بتاريخ المدن الإسلامية عامة وتناولت أخبارها وفتوحها وخططها وأهميتها عبر العصور، ثم تتناول رجالاتها وتترجم لهم بغض النظر عن نشاطاتهم وفعالياتهم سواء كانت دينية أم دنيوية. ومن هنا نتعرف على إنجازات الرجال وأحياناً النساء الذين ولدوا وعاشوا أو زاروا أو استقروا لفترة من الزمن في هذه المدن في مختلف مجالات العلوم والمعارف والسياسة والإدارة وغيرها
وكتب التاريخ المحلي الدنيوية كثيرة وقد بدأت منذ زمن مبكر نسبياً، فقد كتب عمر بن شبه (ت ٢٦٣هـ) عن خطط البصرة وعن خطط الكوفة، وكتب أبو طاهر طيغور (ت ٢٨٨هـ) في تاريخ بغداد متطرقاً إلى خططها وأخبارها السياسية. وكتب أبو زكريا الأدزدي (ت ٣٣٤هـ) عن تاريخ الموصل وكتب أحمد بن محمد بن موسى الرازي (ت ٣٢٤هـ ) عن وصف قرطبة وخططها. وكتب الهمداني (ت ٣٣٤ هـ) كتابه (الإكليل) عن اليمن وغيرها.
وسنتناول فيما يلي نماذج من القسمين الديني والدنيوي، وقد اخترنا من القسم الأول: شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام للفاسي، ووفاء الوفا بأخبار دار المصطفى للسمهودي، والأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل للعليمي الحنبلي. وهؤلاء الثلاثة يمثلون النوع الأول من القسم الأول. أما النوع الثاني من القسم الأول فقد اخترنا تاريخ جرجان للسهمي وتاريخ أصبهان لأبي نعيم الأصفهاني.
أما القسم الثاني (التاريخ المحلي الدنيوي فالباحث يجد نفسه أمام خيارات كثيرة من كتب المدن والأقاليم، وقد اخترنا الكتب التالية:
الهمداني وكتابه الإكليل في تاريخ اليمن)، لسان الدين بن الخطيب وكتابه (الإحاطة بتاريخ غرناطة)، السيوطي وكتابه (حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة).
المؤرخون الفرس ومصنفاتهم في التواريخ المحلية للمدن والأقاليم الفارسية ابن حيان القرطبي وكتابه ( المقتبس من أنباء أهل الأندلس)، عز الدين ابن شداد الأنصاري وكتابه ( الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة)، المقريزي وكتابه المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار)، المقري التلمساني وكتابه (نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب)، عبد الرحمن الدباغ وابن عيسى بن ناجي (ت ۸۳۹ هـ / ١٤٣٥م) وكتابهما معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان)، الأزكوي وكتابه (كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة) " عن تاريخ إقليم عمان".
ومع ذلك تبقى المؤلفات في التاريخ المحلي كثيرة ومتنوعة مما حمل بعض الباحثين إلى تقسيمها إلى تواريخ محلية دينية وتواريخ محلية دنيوية كما سنتناول ذلك فيما بعد.
بداية نشوء الكتابة التاريخية المحلية:
اختلفت بدايات نشوء الرغبة لدى المؤرخين لكتابة تاريخ مدنهم أو أقاليمهم من منطقة إلى أخرى كما تنوعت أسبابها:
ففي بلاد الشام :بدأت هذه النزعة المحلية في الكتابة التاريخية منذ عهد الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان، وقد توافد الأخباريون والرواة والقصاص على دمشق باعتبارها عاصمة للدولة الإسلامية المركزية وشجعهم على ذلك رغبة الخلفاء الأمويين والأمراء في الاطلاع على الثقافة التاريخية بالإضافة إلى المفاخرات بين القبائل وإبراز مآثرها ودورها قبل الإسلام وبعده وخاصة في الفتوحات، ومن هنا كان يقال: "إذا أردت المغازي فعليك بأهل الشام".
لقد اهتم الخليفة معاوية بن أبي سفيان بأخبار اليمن وبأخبار الفرس والروم، وكان عبيد بن شرية الجرهمي ودغفل النسابة من المقربين إليه. وفي رواية تاريخية عن معاوية بن أبي سفيان: "أنه كان ينام ثلث الليل ثم يقوم فيقعد فيحضر دفاتر فيها سير الملوك وأخبارها والحروب والمكايد فيقرأ ذلك غلمان له مرتبون فتمر بسمعه كل ليلة جمل من الأخبار والسير والآثار وأنواع السياسات ".
لقد شكل مجموعة من الأخباريين نواة النزعة الإقليمية للتدوين التاريخي في بلاد الشام لا يسعنا أن نذكرهم جميعاً بل نشير إلى عبيد بن شرية الجرهمي الأخباري
المخضرم والذي يعد كتابه الموسوم (كتاب الملوك وأخبار الماضين (1)) أول تدوين تاريخي واضح في الإسلام وقد طبع سنة ١٣٥٧ هـ / ۱۹۳۸ م و له مؤلفات تاريخية أخرى منها كتاب أخبار اليمن وأشعارها وأنسابها ) .
وقد استمرت هذه الحركة على يد الإمام الأوزاعي (ت ١٥٧هـ) الذي عد أعلم الناس بالسير، وكان أبو زرعة الدمشقي من ممثليها رغم أنه انتقل بالكتابة التاريخية إلى التاريخ الحولي العام العالمي.
بقد سقوط الأمويين ومجيء العباسيين اتجهت هذه النزعة إلى تدوين التاريخ الأموي ومناقب الأمويين فكتب خالد بن هشام الأموي كتابه ( أخبار الأمويين ومناقبهم) وكتب مؤلف مجهول ( البراهين في إمامة الأمويين ونشر ما طوى من فضائلهم) وكتب غيرهم عن سير معاوية ويزيد ابنه (٢).
أما في اليمن فقد غذى هذه النزعة الإقليمية حضارة اليمن القديمة قبل الإسلام ووجود إشارات في القرآن الكريم إلى اليمن لا بد من شرحها وتفسيرها. هذا بالإضافة إلى التنافس القبلي الحاد في الدخول والصراع مع القيسية في الخارج. ويعد كل من كعب الأحبار (ت) (٣٥هـ ) وكتابه تاريخ اليمن القديم ودغفل السدوسي وكتابه في النسب، وعبيد بن شرية الجرهمي وما دونه عن أخبار اليمن من الرواد في الكتابة الإقليمية اليمانية. ونضيف إليهم وهب ابن منبه اليمني (ت ١١٤هـ) وكتابه ( التيجان المعرفة ملوك الزمان) وعبد الملك ابن هشام الحميري (ت ٢١٣هـ) وكتابه ( التيجان في ملوك حمير) (٢) .
أما في بلاد فارس (4) فقد حاول رواد النزعة المحلية الفارسية نقل صورة من تاريخ الفرس. ولم تكن بلاد فارس بل كان العراق في العصر العباسي الأول مركزاً لهذا النشاط. ومن رواد هذه الحركة عبد الله بن المقفع ( ت ١٤٢هـ ) الذي ترجم عدة كتب في هذا المجال مثل (خداي نامة) سير الملوك و آيين نامه) المراسم والتقاليد، و(الكاه نامه) طبقات العظماء، كما كتب الهيثم بن عدي (ت ٢٠٦هـ) كتاباً في أخبار الفرس، وأبو عبيدة معمر بن المثنى (ت ٢۱۱هـ) كتاباً في فضائل الفرس.
وترجم أبان بن عبد الحميد اللاحقي (ت آخر القرن الثاني الهجري) سيرة أنو شروان وأردشير. ونظم كليله ودمنه شعراً في أربعة عشر ألف بيت. وتناول الفرس المناقب والمثالب كذلك وبرز في هذا الباب علان الشعوبي وأبو عبيدة معمر بن المثنى. ومما تجدر الإشارة إليه أن بدايات النزعة الإقليمية الفارسية تحددت في ميدان الترجمة و النقل بالدرجة الأولى، ثم كان التأليف في التاريخ المحلي للمدن والأقاليم الفارسية.
وتظهر بدايات النزعة المحلية في مصر مع عبد الرحمن بن عبد الحكم (ت ٢٥٧هـ) وكتابه تاريخ مصر وفتوح المغرب. وازداد الشعور بالتفاخر بالتاريخ المصري عند الحسن بن زولاق (ت ۳۸۷هـ) في كتابه تاريخ مصر وفضلائها. وتلاه المؤرخ محمد بن عبد الله المسبحي ( ٤٢٠هـ ) وكذلك محمد بن علي بن ميسر (ت ٣٢٤هـ) وكتابه في (صفة قرطبة وخططها ومنازل الأعيان بها). ثم تتابعت الكتابات التاريخية المحلية على يد ابن القوطية القرطبي وابن حيان ( ٤٦٩هـ ) والرقيق والقيرواني (ت ٤٢٣هـ)..
أما في الجزيرة الفراتية فلعل من أبرز كتب التاريخ المحلية الأولى كتاب تاريخ الموصل لأبي زكريا الأزدي (ت) ٣٣٤هـ) وعز الدين ابن شداد (ت ٦٨٤هـ) في كتابه الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة).
وأخيراً وليس آخراً فإن بدايات النزعة التاريخية المحلية لمدن العراق وإن غطت عليها المؤلفات التاريخية العالمية العامة التي ظهرت في العراق في القرن الرابع
الهجري العاشر الميلادي خاصة، فإن هذه النزعة ظهرت مبكرة في كتابات عن تاريخ بغداد لابن أبي طاهر طيفور (ت) (۲۸۸ هـ ) وقبله عن خطط البصرة وقطائعها وسككها لعمر بن شبه (ت) (٢٦٣هـ) وعن واسط وخططها ورجالاتها لبخشل الواسطي ت ۲۸۸ هـ ) .
ولعل ظهور هذه النزعة التاريخية المحلية أو الإقليمية للمدن والأقاليم دلالة واضحة على شعور سكان هذه المدن بدورهم وأهمية إسهاماتهم في مجال التراث العربي الإسلامي المشترك. كما وأنه يعكس تحول أنظار المؤرخين إلى النشاط الفكري والعلمي لهذه المدن من خلال إبراز اللامعين لرجالاتها في شتى مجالات العلوم وخاصة الدينية منها. وبمعنى آخر فإن هؤلاء المؤرخين اعتبروا رجال العلم والفكر هم التاريخ وهم أولى باحتلال صفحاته دون رجال السياسة أو على الأقل أكثر بكثير من رجال السياسة ... وهو دلالة على الإدراك للقيم الفكرية الخالدة وتقدير لقيمة الإنسان وعمله ومسئوليته عن ذلك العمل "(1).
والملاحظ أن هذه النزعة المحلية تطورت ونضجت بمرور الزمن، وبدأ المؤرخون أنفسهم يقدمون المبررات تلو المبررات لها. وقد أشرنا سابقاً إلى ما قاله السلامي في كتابه أخبار ولاة (خراسان لتبرير هذا النمط في التدوين التاريخي عند المسلمين. ونشير هنا إلى ما ذكره المسعودي (٢) . من أن لكل قطر عجائب يقتصر على علمها أهله. ويرى المقريزي (۳) أن أهل كل قطر أعرف بأخباره ومؤرخو مصر أدرى بما جرياته.
لقد وجد المؤرخون المحليون أن هناك في المدن والأقاليم من الأخبار والأحداث ما يستحق التسجيل والتفصيل، وهو شيء لم يعطه مؤرخو التاريخ العام الاهتمام الذي يستحقه. وفي هذا المجال كذلك يقول صالح بن أحمد التميمي (ت ٣٨٤هـ) في كتابه
(طبقات الهمذانيين) "ينبغي لطالب الحديث ومن عني به أن يبدأ بكتب حديث بلده ومعرفة أهله... ثم يشتغل بعد بحديث البلدان والرحلة فيه "(1).
وقد لعب التنافس بين المدن والتفاخر بينها حول كثرة رواة الحديث ورجال العلم وكثرة الحفاظ أثره في ظهور مثل هذه المؤلفات وذلك من أجل إبراز دور مدنهم وعلمائها في التأليف وإثبات فضلهم في العلوم والدينية منها بصفة خاصة.
ولا بد من الإشارة أن هذه المؤلفات في التاريخ المحلي رغم تركيزها على أحداث وعلماء مدنها، فقد ظلت إلى حد ما منفتحة على الأحداث التي حولها في دار الإسلام ولذلك نجد في هذه التواريخ المحلية أخباراً عن أقطار أخرى وعلماء آخرين خارج حدود المدينة أو الإقليم الذي يتكلم عنه المؤلف. وعلى سبيل المثال نجد في تاريخ مصر لابن ميسر أخباراً عن بلاد الشام والعراق وغيرهما، كما يشير تاريخ الموصل للأزدي إلى أخبار الخوارج في أقاليم أخرى بعيدة عن الموصل والجزيرة الفراتية. كما أضحت كتب التراجم المحلية تحوي رجالات من العلماء في كل إقليم أو مدينة. وأشهر دليل على ذلك تاريخ بغداد للخطيب البغدادي الذي أصبح تاريخاً لتراجم علماء المسلمين من كل صوب وصقع. ومن هنا جاء التداخل الذي أشرنا إليه سابقاً بين التاريخ المحلي وتاريخ الأسر الحاكمة، أو الدويلات الإقليمية وكذلك بين كتب التاريخ والتراجم بحيث أدى إلى اختلاف الباحثين المحدثين في تصنيف المؤلفات المختلفة والتي تجمع بين أكثر من نمط واحد في الكتابة التاريخية.
تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص
يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية
يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة
نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها
ﺍﻤﻟﺮﺍﺟﻌـــــــــــﺔﺍﻟﺸﻬــﺮﻳﺔ ﺍﻷﻭﻟـﻰ ﺃ / ﻣﺤﻤــﺪ ﺻـــﻼﺡ ـ ﻣﻌﻠــــﻢ ﺍﻟﻠﻐــــﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴـــــﺔ ـ...
ا. تعريف عقد الإيجار في الفقه الإسلامي: تعددت تعريفات عقد الإجارة في الفقه الإسلامي وذلك على النحو ...
تسعى الإبستمولوجيا التكوينية إلى توضيح المعرفة، والمعرفة العلمية بصفة خاصة وذلك استناداً إلى تاريخها...
الفصل الأول الرسوم التعلیمیة • تعر�ف الرسوم التعل�م�ة • أهم�ة الرسوم التعل�م�ة • أنواع الرسوم التعل...
قدمة : التعبير عن اإلرادة ضرورة تفتضيها الرغبة في إظهارها وبيانها والتدليل على وجودها لتصبح حقيقة مل...
يرى أصحاب النظريات السياقية أن فهم المعنى لا يتأتى من مجرد رؤية المشار إليه أو وصفه أو تعريفه، بل من...
الواقعي (الحقيقي) في اللسانيات والعلوم الطبيعية يقدم واينبرق Weinberg وصفاً للواقعي (الحقيقي) في ال...
شهد العالم خلال العقود الأخيرة تطورا هائلا في مجال التكنولوجيا والإتصالات، حيث أصبح الأنترنت جزءا أس...
تسعى وظيفة التموين إلى توفير كل متطلبات النشاط الاستغلالي للمؤسسة، فيما يخص المشتريات: سلع خدمات، مو...
حنظلة ۱ "١" وحيدي حنظلة. هذا هو شهر أغسطس من عام ۲۰۰۰ .. فيه حاصرتني مشاعر الوداع. هي المرة الأو...
(3.2.3) The magnetic susceptibility is defined as x = M / H Using Eq. (3.2.2), we derive for the ma...
الصلح المسقط للقصاص ينتج أثره بمجرد انعقاده ويؤدي إلى انقضاء الخصومة في الحق الشخصي وسقوط القصاص بعد...