لخّصلي

واهل هذه الأوطان أكثرهم صباحية الآغا ، وهم عسكره الخيالة ويتميزون على أخوانهم العرب من الرعية ، فانهم لا تلحقهم المطالب المخزنية الا العشور ، ولا يلحقهم القواد ، وكبراؤهم قواد العشور خوجة الخيل وسلطته : اما خوجة الخيل فان له رعية من عرب الصحراء ، ونجع اليواعيش ، وكثير من النجوع الأخرى ، ولخوجة الخيل قائد يسمونه قائد العرب ، ومستقره متيجة ، وله أعوان وهو المتصرف على هذه النجوع ، وعليهم كبراء يسمونهم المقاديم ، وهم مع خوجة الخيل ، ويقفون بين يديه وقت الحكم لأجل الاشتغال ، وكاهيته ، وباش علام ، وباش مكاحلي ، يقفون بين يديه في الحكومة ، والاتيان باللصوص وقطاع الطرق ، وكبراء الآغا ومقاديم خوجة الخيل كلهم من العرب . صالح باي ، ومقتل الخزناجي : بعدما وقع الصلح بين محمد باشا والاصبانيول قدم البايات لتهنئته على حسب عادة دنوشهم ، وفي فصل الصيف ، قدم صالح باي قسنطينة ، ودخل الجزائر ، وهناه بالنصر ، وفي يوم من الأيام ، اختلى الباشا بالباي ، وكان الباشا قد أوصى البايات من قبل ، فأجابه الباي أن الوسق قد وقع بالفعل ، فقال له الباشا : ألم يصلك كتابي ؟ قال : بل وصلني لكن بعد ذلك وصل لي كتاب من الخزناجي يأمرني فيه بأن نترك الوسق حرا لمن بيده كتاب منه ، فكل من يأتيني بكتاب منه نسمح له يوسق العدد المذكور في الكتاب .

واهل هذه الأوطان أكثرهم صباحية الآغا ، يركبون معه أينما يتوجه ، وهم عسكره الخيالة ويتميزون على أخوانهم العرب من الرعية ، فانهم لا تلحقهم المطالب المخزنية الا العشور ، ولا يلحقهم القواد ، وكبراؤهم قواد العشور

خوجة الخيل وسلطته : اما خوجة الخيل فان له رعية من عرب الصحراء ، وهم نجوع فأولهم : نجع رحمان ، ونجع الزناخرة ، ونجع اليواعيش ، وكثير

من النجوع الأخرى ، فيدفعون له الخراج والزكاة الا أنهم يمنعون الزكاة . ولخوجة الخيل قائد يسمونه قائد العرب ، ومستقره متيجة ، وله أعوان وهو المتصرف على هذه النجوع ، وله أشياخ لجمع المطالب المخزنية ، ولخوجة الخيل اتباع يركبون الخيل ويسمونهم السرارجة ، وعليهم كبراء يسمونهم المقاديم ، وهم مع خوجة الخيل ، ويقفون بين يديه وقت الحكم لأجل الاشتغال ، واذا اراد امرا فانه يعين رجلا او اثنين من السرارجة ليأتوا بخصم المشتكي

أو يرسلهم لحمل المكاتيب للرعية .

كما أن للآغا اربعة كبراء : باش شاوش ، وكاهيته ، وباش علام ، وباش مكاحلي ، يقفون بين يديه في الحكومة ، ويفهمونه أمور الشكاية ويعينون الصبائحية للأشغال أو المكاتب والتخليص الحقوق ، والاتيان باللصوص وقطاع الطرق ، وكبراء الآغا ومقاديم خوجة الخيل كلهم من العرب ....

صالح باي ، ومقتل الخزناجي : بعدما وقع الصلح بين محمد باشا

والاصبانيول قدم البايات لتهنئته على حسب عادة دنوشهم ، فقدم محمد باي الغرب ، في الخريف كمثل عادته فهناه بنصر الله ، وأوصاه الأمير على

وهران أن لا يترك عنها القتال ولا يهني من فيها من الاصبانيول

وفي فصل الصيف ، قدم صالح باي قسنطينة ، ودخل الجزائر ، وقابل الباشا ، وهناه بالنصر ، وفي يوم من الأيام ، اختلى الباشا بالباي ، وساله عن أمر وسق الزرع ( (128) والبقر لأرض النصارى من مرسي عنابة ، وكان الباشا قد أوصى البايات من قبل ، أن لا يبيعوا . فأجابه الباي أن الوسق قد وقع بالفعل ، فقال له الباشا : ألم يصلك كتابي ؟ قال : بل وصلني لكن بعد ذلك وصل لي كتاب من الخزناجي يأمرني فيه بأن نترك الوسق حرا لمن بيده كتاب منه ، فكل من يأتيني بكتاب منه نسمح له يوسق العدد المذكور في الكتاب . وهذه هي كتب الخزناجي . فغضب الأمير على الخزناجي ، واشتد غضبه عليه ، وأمر الباي بان لا يسمح لأحد من ذلك اليوم بالوسق الا بكتاب منه . وأمره بأن يكتم هذا الأمر ، ولا يطلع عليه أحدا من الوزراء ،

49