لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (51%)

ويحكى أنه ذات مرة خرج مع وزيره “جعفر” وسيافه “مسرور” متخفين متجولين بشوارع بغداد، ساروا حتى وصلوا لإحدى الأزقة بأسواق بغداد، جذب انتباه الخليفة “هارون الرشيد” إليه، لقد كان ذو تأثير بليغ في قلوب ثلاثتهم، فسأله أمير المؤمنين: “ما الذي يحزنك بهذا القدر أيها الشيخ فجعلك حزينا تنشد شعرا آسرا للقلوب يصيبها بالحزن والهم؟
وما الذي يجعلك تسير بهذا الوقت المتأخر في هذ”. حملت شبكتي وذهبت للنهر باحثا عن رزقي، فقال له الخليفة هارون الرشيد: “هلا رجعت بنا لنهر دجلة، وأي شيء خرج بها ولو كان سمكة واحدة اشتريتها منك بمائة دينار؟!”
لقد سر الصياد المسكين كثيرا بسماعه ذلك الكلام من الخليفة شخصيا، وإذا بها يجذبها فيجدها ثقيلة للغاية، وعندما تمكنوا من إخراجها وجدوا ما أدهشهم جميعا، لقد خرجت الشبكة وبها صندوق ضخم للغاية محكم الغلق!
أعطى الخليفة “هارون الرشيد” المائة دينا للصياد كما وعده، وأمر وزيره وسيافه بحمل الصندوق المغلق للقصر، وأول ما وصلوا القصر أمر الخليفة “هارون الرشيد” وزيره جعفر وسيافه مسرور بفتح الصندوق، لقد بكاها “هارون الرشيد” بحرقة، وأقسم ليأخذن بحقها ويقتص ممن قام بقتلها وفعل بها ما فعل. صرخ في وزيره جعفر قائلا: “لابد أن أقتص لهذه الصبية وأقتل من قتلها لقتلها، اذهب وأحضر لي من قتلها حتى أقتله وإن لم تأتني بالقاتل قتلتك مكانه”. فرد عليه وزيره جعفر: “سمعا وطاعة يا أمير المؤمنين لك كل ما تريد، ولكن أطلب منك أن تمهلني في أمري ثلاثة أيام حتى أتمكن من البحث عن القاتل وأتمكن من إحضاره إليك يا مولاي”. قال “هارون الرشيد”: “أمهلك ثلاثة أيام كما طلبت”. وعلى الفور هم الوزير “جعفر” بمغادرة القصر، وقد كان حاله حزينا مهموما لا يدري ما الذي من الممكن أن يفعله بهذه المصيبة التي حلت على رأسه، لقد صار يتحدث إلى نفسه: “ومن أين لي أن أحضر له قاتل الصبية؟!، وإن أحضرت له شخصا خاطئا مكانه أمر بقتله وصار دمه معلق برقبتي ليوم الدين، مكثها بالمنزل حيث أنه لا يدري كيف يحضر قاتل الصبية وهو لا يعلم عنه أي معلومة على الإطلاق. وبعد انقضاء الثلاثة أيام وباليوم الرابع أرسل الخليفة “هارون الرشيد” في طلبه. هارون الرشيد: “أين قاتل الصبية الذي أحضرته يا جعفر؟!”
فرد عليه جعفر مترددا في القول: “يا أمير المؤمنين وهل كنت أعلم الغيب حتى أعلم قاتل الصبية؟!”
وعلى الفور أمر بصلبه على بوابة قصره
وبعد انقضاء الثلاثة أيام وباليوم الرابع أرسل الخليفة “هارون الرشيد” في طلبه. هارون الرشيد: “أين قاتل الصبية الذي أحضرته يا جعفر؟!”
فرد عليه جعفر مترددا في القول: “يا أمير المؤمنين وهل كنت أعلم الغيب حتى أعلم قاتل الصبية؟!”
كان كل الحراس على استعداد لتنفيذ أمر الخليفة بمجرد أن يأذن لهم بذلك، لقد جهزوا كل شيء وحتى الناس في انتظار ذلك. ولكن بينما كان الشاب واقفا مع الوزير إذا بشيخ كبير في السن يشق الزحام حتى وصل لهما، إنني قاتل الصبية الحقيقي وليس هو، وراح كل منهما الشاب والشيخ الكبير ينفي تهمة ارتكاب جريمة القتل عن الآخر ويلحقها بنفسه، بل ويطالب الوزير أيضا بالإسراع في تنفيذ حكم الإعدام حتى يستريح. لذلك أخذهما للخليفة حتى يرى من أمرهما العجيب، ويحكم بينهما وفي أمرهما. الوزير جعفر: “يا مولاي لقد أحضرت لك اثنين يدعي كل منهما أنه من قتل الصبية التي وجدناها بالصندوق في نهر دجلة”. نظر إليهما “هارون الرشيد” بتمعن وقال بأسلوب جاف يبعث الخوف للنفس: “أي منكما قتل الصبية؟!”
أصر كل منهما أنه من قتل الصبية، ومره أن ينفذ حكم الإعدام في كليهما”. صرخ الشاب وبدا الصدق بوضوح في كلامه: “أقسم بالله الذي رفع السماء بغير عمد، وبسط الأرض على ماء جمد أنني من قتلت الصبية”، وبدأ في وصف ملامحها والملابس التي كانت ترتديها والأشياء التي كانت بحوزتها أثناء وضعها بالصندوق حتى أنه أعطى علامات تميز الصندوق الذي وجدوها به دونا عن غيره من بقية الصناديق. أيقنا أنه بالفعل من قام بقتل الصبية، ومن شهر مضى مرضت زوجتي مرضا شديدا وأصابها الإعياء، وأحضرت لها العديد من الأطباء وأذن لها الله سبحانه وتعالى لها بالشفاء. وعندما استفاقت من مرضها وشفيت اشتهت التفاح، فقالت لي إنني أشتهي أن آكل التفاح، ولكني لم أعثر ولا حتى على تفاحة واحدة على الإطلاق لأشتريها لها وأحقق أمنيتها بأكله؛ إنني في الأساس يا مولاي من بغداد، لذلك قمت بالسفر لمدينة البصرة و…”
الشاب قاتل الصبية الحقيقي: ” وعندما استفاقت من مرضها وشفيت اشتهت التفاح، فقالت لي إنني أشتهي
لقد بحثت طويلا في الأسواق بالمدينة وفي كل البساتين التي بها، ولكني لم أعثر ولا حتى على تفاحة واحدة على الإطلاق لأشتريها لها وأحقق أمنيتها بأكله؛ حيث أن التفاح لا يتواجد بمثل هذا الوقت إلا بقصر الخليفة القائم بالبصرة، وجدت أن إعياءها قد اشتد بها مجددا، وأن حمة قد أهدت جسدها، تركتهن كما وضعتهن بجانبها. مكثت بجانبها عشرة أيام حتى تعافت من إعيائها، ومن بعدها ذهبت لمتجري لأعمل، هرعت إليه وسألته: “من أين اشتريت هذه التفاحة حتى أشتري مثلها؟!”
قاطعه الخليفة قائلا: “أكمل وماذا حدث بعد ذلك؟!”
أغلقت متجري وهرعت لمنزلي، وما إن وصلت المنزل حتى نظرت للتفاحات الثلاث ولكني لم أجد سوى تفاحتين اثنتين فحسب، فسألت زوجتي عن التفاحة الثالثة، بإجابتها هذه تحققت من كل كلمة أخبرني بها العبد الأسود، وعندما رجعت منزلي وجدت ابني الكبير يبكي بحرقة، ونزلت بها للشارع لألعب مع أصدقائي وألهو معهم، ومر عبد أسود فاقتلع التفاحة من بين يدي، وسألني قائلا: “من أين أحضرت هذه التفاحة”، وقد اشتريتهن بثلاثة دنانير من الذهب، وأنا الآن خائف من والدتي لتضربني”
وانهالت دموع غزيرة من عينيه، فجئت لتعجل بي حكم الإعدام وتريحني أيها الخليفة”. فلما سمع الخليفة بقصته أمر قائلا في غضب: “أقسم بالله ألا أقتل غير العبد الخبيث، الذي تسبب بكذبه وخبثه في قتل إنسانة بريئة”. نظر إلى وزيره جعفر قائلا: “أريدك أن تحضر لي ذلك العبد الخبيث حتى أقتله وأقتص للزوجة البريئة التي قتلت ظلما بسببه، أمهك ثلاثة أيام”. أصاب الوزير جعفر الهم والحزن مجددا، انتهت الأيام الثلاثة وجعفر لم يضع يده على أثر للعبد الأسود، وباليوم الرابع جاءه رسول الخليفة،


النص الأصلي

يحكى أن “هارون الرشيد” كان مشهورا عنه كثرة تنكره وتخفيه وتركه لقصره ليلا، كان كثيرا ما يفعل ذلك لتفقد أحوال رعيته وتفقد أحوال الحكام، لقد كان حريصا كل الحرص على رد المظالم لأهلها، كان حريصا على نصرة المظلوم وحساب الظالم الجائر.
ويحكى أنه ذات مرة خرج مع وزيره “جعفر” وسيافه “مسرور” متخفين متجولين بشوارع بغداد، ساروا حتى وصلوا لإحدى الأزقة بأسواق بغداد، وجدوا شيخا كبيرا في السن يحمل شبكة على ظهره وقفة فوق رأسه، ويمسك بيده عصا، كان يبدو على هيئته الفقر والبؤس، كان حزينا للغاية وينشد شعرا حزينا مؤثرا.
جذب انتباه الخليفة “هارون الرشيد” إليه، لقد كان ذو تأثير بليغ في قلوب ثلاثتهم، أمر وزيره “جعفر” بإحضار الشيخ إليه في الحال، وبالفعل أحضره “جعفر”..
فسأله أمير المؤمنين: “ما الذي يحزنك بهذا القدر أيها الشيخ فجعلك حزينا تنشد شعرا آسرا للقلوب يصيبها بالحزن والهم؟
وما الذي يجعلك تسير بهذا الوقت المتأخر في هذ”.
فقال الشيخ: “إنني صياد يا سيدي ولي أبناء كثيرين، وقد فارقت المنزل وأبنائي وزوجي منذ الصباح الباكر، حملت شبكتي وذهبت للنهر باحثا عن رزقي، ومنذ الصباح وحتى الآن لم يقسم الله سبحانه وتعالى لي رزقا، وحزين لأنني كرهت أن أرجع المنزل دون طعام لأبنائي”.
فقال له الخليفة هارون الرشيد: “هلا رجعت بنا لنهر دجلة، وألقيت بشبكتك على حظي، وأي شيء خرج بها ولو كان سمكة واحدة اشتريتها منك بمائة دينار؟!”
لقد سر الصياد المسكين كثيرا بسماعه ذلك الكلام من الخليفة شخصيا، لقد كان العرض مغريا للغاية، وكان الصياد في أمس الحاجة للأموال من أجل عياله.
عاد الصياد لشاطئ دجلة وألقى بشبكته، وإذا بها يجذبها فيجدها ثقيلة للغاية، لم يستطع الصياد جذبها بمفرده، لذلك ساعده الوزير جعفر والسياف مسرور في جذبها، وعندما تمكنوا من إخراجها وجدوا ما أدهشهم جميعا، لقد خرجت الشبكة وبها صندوق ضخم للغاية محكم الغلق!
أعطى الخليفة “هارون الرشيد” المائة دينا للصياد كما وعده، وأمر وزيره وسيافه بحمل الصندوق المغلق للقصر، وأول ما وصلوا القصر أمر الخليفة “هارون الرشيد” وزيره جعفر وسيافه مسرور بفتح الصندوق، وعندما قاموا بفتحه وجدوا بداخله ما أبكاهم جميعا وجعل الدموع تسيل من أعينهم.
لقد وجدوا بداخله صبية جمالها كجمال البدر في ليلة تمامه، وجدوها مقتولة وموضوعة بداخل الصندوق وقد أغلق عليها، لقد بكاها “هارون الرشيد” بحرقة، وأقسم ليأخذن بحقها ويقتص ممن قام بقتلها وفعل بها ما فعل.
صرخ في وزيره جعفر قائلا: “لابد أن أقتص لهذه الصبية وأقتل من قتلها لقتلها، اذهب وأحضر لي من قتلها حتى أقتله وإن لم تأتني بالقاتل قتلتك مكانه”.
فرد عليه وزيره جعفر: “سمعا وطاعة يا أمير المؤمنين لك كل ما تريد، ولكن أطلب منك أن تمهلني في أمري ثلاثة أيام حتى أتمكن من البحث عن القاتل وأتمكن من إحضاره إليك يا مولاي”.
قال “هارون الرشيد”: “أمهلك ثلاثة أيام كما طلبت”.
وعلى الفور هم الوزير “جعفر” بمغادرة القصر، وقد كان حاله حزينا مهموما لا يدري ما الذي من الممكن أن يفعله بهذه المصيبة التي حلت على رأسه، يفكر في مخرج منها، لقد صار يتحدث إلى نفسه: “ومن أين لي أن أحضر له قاتل الصبية؟!، وكيف لي أن أعلمه وأعلم مكانه؟!
وإن أحضرت له شخصا خاطئا مكانه أمر بقتله وصار دمه معلق برقبتي ليوم الدين، فماذا أفعل يا ربي؟!”
عاد لمنزله محزون القلب ومشوش الأفكار، ولكنه مستسلم لأمر ربه سبحانه وتعالى، انقضت الثلاثة أيام المدة التي طلبها من الخليفة، مكثها بالمنزل حيث أنه لا يدري كيف يحضر قاتل الصبية وهو لا يعلم عنه أي معلومة على الإطلاق.
وبعد انقضاء الثلاثة أيام وباليوم الرابع أرسل الخليفة “هارون الرشيد” في طلبه..
هارون الرشيد: “أين قاتل الصبية الذي أحضرته يا جعفر؟!”
فرد عليه جعفر مترددا في القول: “يا أمير المؤمنين وهل كنت أعلم الغيب حتى أعلم قاتل الصبية؟!”
وما إن سمع منه هذا الرد حتى اشتعل غيظا، وعلى الفور أمر بصلبه على بوابة قصره


وبعد انقضاء الثلاثة أيام وباليوم الرابع أرسل الخليفة “هارون الرشيد” في طلبه..


هارون الرشيد: “أين قاتل الصبية الذي أحضرته يا جعفر؟!”


فرد عليه جعفر مترددا في القول: “يا أمير المؤمنين وهل كنت أعلم الغيب حتى أعلم قاتل الصبية؟!”


وما إن سمع منه هذا الرد حتى اشتعل غيظا، وعلى الفور أمر بصلبه على بوابة قصره، كما أنه أمر المنادين أن يخرجوا بكل شوارع بغددا وينادوا: “على كل من أراد مشاهدة وزير الخليفة جعفر البرمكي وهو يعدم فعليه بالخروج لقصر الخليفة أمير المؤمنين”.


وبالفعل خرجت طائفة كبيرة من الناس ليشاهدوا تنفيذ حكم أمير المؤمنين بوزيره جعفر، كان كل الحراس على استعداد لتنفيذ أمر الخليفة بمجرد أن يأذن لهم بذلك، لقد جهزوا كل شيء وحتى الناس في انتظار ذلك.


وبينما كان الجميع يترقب الحدث إذا بشاب يشق الزحام إلى أن وصل للوزير، فقال: “يا أيها الوزير إنني قاتل الصبية التي وجدتموها بنهر دجلة، إنني أنا الفاعل الذي كنت تبحث عنه”.


فرح الوزير كثيرا بخلاصه من الموت المحتوم والمصيبة التي حلت برأسه، وما إن وجد القاتل الحقيقي تراجع الخليفة عن قراره بقتله لعدم إيجاده للقاتل الحقيقي للصبية الجميلة، وبذلك يمكنه الاقتصاص لها من قاتلها الحقيقي وليس منه.


ولكن بينما كان الشاب واقفا مع الوزير إذا بشيخ كبير في السن يشق الزحام حتى وصل لهما، فقال: “أيها الوزير جعفر لا تصدق هذا الشاب، إنني قاتل الصبية الحقيقي وليس هو، أطلقوا سراحه وأمسكوا بي لأنال جزائي على ما قدمت يداي”.


وراح كل منهما الشاب والشيخ الكبير ينفي تهمة ارتكاب جريمة القتل عن الآخر ويلحقها بنفسه، بل ويطالب الوزير أيضا بالإسراع في تنفيذ حكم الإعدام حتى يستريح.


تعجب الوزير جعفر من حالهما، لذلك أخذهما للخليفة حتى يرى من أمرهما العجيب، ويحكم بينهما وفي أمرهما.


وما إن وصلوا للخليفة “هرون الرشيد”..


الوزير جعفر: “يا مولاي لقد أحضرت لك اثنين يدعي كل منهما أنه من قتل الصبية التي وجدناها بالصندوق في نهر دجلة”.


نظر إليهما “هارون الرشيد” بتمعن وقال بأسلوب جاف يبعث الخوف للنفس: “أي منكما قتل الصبية؟!”


ومثلما يفعلان، أصر كل منهما أنه من قتل الصبية، وأن الآخر لا علاقة له بالأمر.


فقال هارون الرشيد بصوت عال: “يا جعفر خذ الاثنين للسياف مسرور، ومره أن ينفذ حكم الإعدام في كليهما”.


صرخ الشاب وبدا الصدق بوضوح في كلامه: “أقسم بالله الذي رفع السماء بغير عمد، وبسط الأرض على ماء جمد أنني من قتلت الصبية”، وبدأ في وصف ملامحها والملابس التي كانت ترتديها والأشياء التي كانت بحوزتها أثناء وضعها بالصندوق حتى أنه أعطى علامات تميز الصندوق الذي وجدوها به دونا عن غيره من بقية الصناديق.


ولما تحقق الخليفة أمير المؤمنين “هارون الرشيد” ووزيره “جعفر” من صدق الشاب، أيقنا أنه بالفعل من قام بقتل الصبية، ولكن سأله هارون الرشيد قائلا: “ولكن لم قتلتها؟!”
فشرع الشاب في سرد حكايته مع الصبية قائلا والدموع شرعت في الانهمار من عينيه: “يا أمير المؤمنين إن الصبية هي زوجتي وابنة عمي، وأن هذا الشيخ هو والدها، وأن الله سبحانه وتعالى قد من علي بثلاثة أولاد منها؛ ومن شهر مضى مرضت زوجتي مرضا شديدا وأصابها الإعياء، وأحضرت لها العديد من الأطباء وأذن لها الله سبحانه وتعالى لها بالشفاء.


وعندما استفاقت من مرضها وشفيت اشتهت التفاح، فقالت لي إنني أشتهي أن آكل التفاح، لقد بحثت طويلا في الأسواق بالمدينة وفي كل البساتين التي بها، ولكني لم أعثر ولا حتى على تفاحة واحدة على الإطلاق لأشتريها لها وأحقق أمنيتها بأكله؛ وبيوم من الأيام دلني أحد بائعة التفاح بأن بستان بقصر الخليفة ببغداد يوجد به التفاح، حيث أن التفاح لا يتواجد بمثل هذا الوقت إلا بقصر الخليفة القائم بالبصرة، إنني في الأساس يا مولاي من بغداد، لذلك قمت بالسفر لمدينة البصرة و…”


الشاب قاتل الصبية الحقيقي: ” وعندما استفاقت من مرضها وشفيت اشتهت التفاح، فقالت لي إنني أشتهي
أن آكل التفاح، لقد بحثت طويلا في الأسواق بالمدينة وفي كل البساتين التي بها، ولكني لم أعثر ولا حتى على تفاحة واحدة على الإطلاق لأشتريها لها وأحقق أمنيتها بأكله؛ وبيوم من الأيام دلني أحد بائعة التفاح بأن بستان بقصر الخليفة ببغداد يوجد به التفاح، حيث أن التفاح لا يتواجد بمثل هذا الوقت إلا بقصر الخليفة القائم بالبصرة، إنني في الأساس يا مولاي من بغداد، لذلك قمت بالسفر لمدينة البصرة وقابلت بستاني القصر، وقمت منه بشراء ثلاثة تفاحات بثلاثة دنانير من الذهب.


وعندما عدت فرحا لزوجتي وقد حملت الثلاثة تفاحات لأجلها، وجدت أن إعياءها قد اشتد بها مجددا، وأن حمة قد أهدت جسدها، أعطيتها التفاحات ولكنها لم تأكل منهن شيئا، تركتهن كما وضعتهن بجانبها.


مكثت بجانبها عشرة أيام حتى تعافت من إعيائها، ومن بعدها ذهبت لمتجري لأعمل، وبينما أنا بالعمل لفت انتباهي عبد أسود يلعب بتفاحة حمراء بيده، هرعت إليه وسألته: “من أين اشتريت هذه التفاحة حتى أشتري مثلها؟!”


فضحك العبد وقال: “إنني كنت في سفر بعيد، وعندما رجعت من سفري ذهبت على الفور إلى حبيبتي فوجدتها مريضة وبجوارها ثلاثة تفاحات، أخبرتني أن زوجها قطع مسافة بعيدة لبلاد البصرة حتى يأتي بهن، وقد اشتراهن بثلاثة دنانير من الذهب فأخذت منهن هذه التفاحة التي بيدي”.


توقف الشاب عن الحديث وأجهش بالبكاء، قاطعه الخليفة قائلا: “أكمل وماذا حدث بعد ذلك؟!”


الشاب واصل حديثه والدموع سجينة في عينيه: “وما إن سمعت كلام العبد حتى اسودت الدنيا بأسرها في عيني، وضاق صدري وامتلأ بالغضب والغل والسواد، أغلقت متجري وهرعت لمنزلي، وما إن وصلت المنزل حتى نظرت للتفاحات الثلاث ولكني لم أجد سوى تفاحتين اثنتين فحسب، فسألت زوجتي عن التفاحة الثالثة، أجابتني قائلة: “لا أدري أين ذهبت”.


بإجابتها هذه تحققت من كل كلمة أخبرني بها العبد الأسود، فانقضضت عليها فقتلتها ووضعتها داخل الصندوق، وألقيت بالصندوق بنهر دجلة حيث وجدتموه.


وعندما رجعت منزلي وجدت ابني الكبير يبكي بحرقة، والغريب أنه لم يكن ليعلم بعد بأمر فقده لأمه، فسألته عن سبب بكائه فأجابني قائلا: “يا أبتي إنني أخذت تفاحة من التفاحات الثلاث التي أحضرتهن لأمي، ونزلت بها للشارع لألعب مع أصدقائي وألهو معهم، ومر عبد أسود فاقتلع التفاحة من بين يدي، وسألني قائلا: “من أين أحضرت هذه التفاحة”، فأجبته بأنك أحضرت ثلاثة تفاحات من البصرة لوالدتي المريضة، وقد اشتريتهن بثلاثة دنانير من الذهب، وتوسلت إليه ليعيد إلي التفاحة غير أنه أبى وأخذها ورحل، وأنا الآن خائف من والدتي لتضربني”


وانهالت دموع غزيرة من عينيه، وأكمل حديثه: “حينها علمت بأن العبد الأسود قد كذب علي، وأنني قتلت زوجتي وابنة عمي ظلما؛ لقد بكيتها بكاءا مريرا حارا، وعندما جاء عمي فسردت له ما حدث، فبكى ابنته أحر البكاء؛ وعندما جاءني خبر إعدام الوزير جعفر كرهت أن يقتل هو الآخر ظلما بسببي، فجئت لتعجل بي حكم الإعدام وتريحني أيها الخليفة”.


فلما سمع الخليفة بقصته أمر قائلا في غضب: “أقسم بالله ألا أقتل غير العبد الخبيث، الذي تسبب بكذبه وخبثه في قتل إنسانة بريئة”.


نظر إلى وزيره جعفر قائلا: “أريدك أن تحضر لي ذلك العبد الخبيث حتى أقتله وأقتص للزوجة البريئة التي قتلت ظلما بسببه، وإن لم تأتني به قتلتك مكانه، أمهك ثلاثة أيام”.


أصاب الوزير جعفر الهم والحزن مجددا، لم يكد لينتهي من المصيبة الأولى التي حلت على رأسه حتى يؤتى مصيبة أخرى مجددا، فمن أين له أن يأتي الخليفة بهذا العبد الخبيث؟!


عاد لمنزله مفوضا أمره لخالقه سبحانه وتعالى راجيا إياه سبحانه أن ينجيه بهذه المرة كما نجاه بالمرة الأولى.


انتهت الأيام الثلاثة وجعفر لم يضع يده على أثر للعبد الأسود، وباليوم الرابع جاءه رسول الخليفة، كان “جعفر” موقنا بأنه ذاهب للخليفة وهو مستعد للموت، لذلك قام يودع أهله ويسلم عليهم واحدا واحدا، وعندما جاء ليحمل ابنته الصغيرة ويقبلها وجد بجيبها تفاحة حمراء، فسألها من أين أحضرت هذه التفاحة؟!


فأجابتها: “لقد اشتريتها من عبدنا ريحان بدينارين”.


فسأل العبد ريحان عن التفاحة، فحكا له قصة الطفل الصغير الذي أخذها من يدي، وقصة والده الذي اشتراها من البصرة، فأيقن “جعفر” أن ريحان هو نفس العبد المطلوب.


فأخذه للخليفة “هارون الرشيد” ليلقى جزائه على ما قدمت يداه.


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

جرائم معالجنحي ...

جرائم معالجنحي التلبسي عدد ،73831/85 على أساس الفصل 521 من ق.ج المتعلق بالاختلاس العمدي لقوى كهربائ...

يكمن هدف التدري...

يكمن هدف التدريس في تحقيق النموّ في الجانب المعرفيّ، والجانب النفسيّ، والحركي، والوجدانيّ للفرد، وتم...

نشاط : مشاركة ا...

نشاط : مشاركة المرأة في الاحزاب السياسية. اختر أحد الأحزاب السياسية التي ترغب في الانضمام إليها أو ...

in their state ...

in their state of language acquisition. If they use the plural marker and answer “wugs”, which is pr...

ثانياً: الدولة ...

ثانياً: الدولة والمجتمع المدني: علاقات التكامل: لاشك أن فهم العلاقة بين الدولة والمجتمع المدني على أ...

Caitlin Clark G...

Caitlin Clark Gets New Nickname From Stephen A. Smith Amid WNBA Hype.Numbers don't lie, which is why...

- دعت باكستان ط...

- دعت باكستان طاجيكستان لاستخدام ميناء كراتشي لتجارة الترانزيت حيث اتفق البلدان على تعزيز التعاون، و...

كانت العلاقة بي...

كانت العلاقة بين الإمبراطورية العثمانية وبريطانيا العظمى جيدة في القرن التاسع عشر، ولكن في أوائل الق...

سبق وأن قام وال...

سبق وأن قام والدي المؤرخ المرحوم (عبدالرحمن بن سليمان الرويشد) بتكليف من الأمير المرحوم فهد بن محمد ...

في علم النفس كا...

في علم النفس كان هناك صراع بين التحليل النفسي و العلاج السلوكي، حيث ركز كلاهما على البؤس والصراع، مع...

وأعظم الأسباب ل...

وأعظم الأسباب لذلك وأصلها وأسها هو الإيمان والعمل الصالح، قال تعالى : مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَ...

Showing kindnes...

Showing kindness is a crucial human trait. When someone is facing hardship or difficulty, extending ...