لخّصلي

نشؤة اللغة العربٌٌة وتطورها

فاللغة العرب ة والتً اختارها الله عز وجل لتكون وعاءً لكلامه العظ م وكتابه الكرٌ م والمعجزة الخالدة لنبٌٌه الأمٌٌن صلى الله عليه وسلم وأثنى الله تعالى " وانه لتنزٌٌل من رب العالمٌٌن * نزل به الروح الأمٌٌن * على للبن لتكون من المنذرٌٌن * بلسان عربعربً مبٌٌن ) " 291 –
291 – 291 – 291 ( الشعراء.....

اللغة : ) ألفاظ ٌعبر بها كل لوم عن أغراضهم , وهً من الأوضاع البشرٌة.. (

اللغة العربٌٌة : ) إحدى اللغات السامٌٌة وهً لغة امة العرب المدٌٌمة العهد الشائعة الذكر التً كانت تسكن الجزٌٌرة المنسوبة إلٌٌها الطرف الغربً من آسٌٌا. (

• أول من أطلك علٌها هذا الاسم:
  
  اللغة العربٌة فرع من فصٌلة كبٌٌرة ٌطلك علٌٌها " اللغات السامٌة " وأول من أطلك مسمى اللغة العربٌٌة هو المستشرق " شلوتسر " اخذ ذلن الاسم من جدول تمسٌم الشعوب الموجودة فً التوراة ذلن الجدول ٌرجع لكل الشعوب التً عمرت الأرض بعد طوفان نوح إلى أولاده الثلاثة : سام - حام – ٌافث
  
  وهذه التسمٌٌة مختصرة مناسبة كما هو الواجب فً التسمٌٌات الاصطلاحٌٌة إلا أن العلم ٌفهم منها ش ئا ٌختلف إلى حد ما عمَا ٌفهمه مإلف جدول الشعوب فً التوراة لانه بنى تمسٌمه على اعتبارات س اسٌة وحدود جغرافٌة فحسب ولذلن جعل العلام ٌن واللود ٌن من أبناء سام لأنهما كانا من رعاٌا الدولة الآشورٌٌة على الرغم من انه لا توجد بٌن هذٌٌن الشعبٌٌن لرابة من ناحٌٌة كما انه لٌٌس بٌنهما وبٌٌن الآشورٌ ٌن لرابة من ناحٌة أخرى كما جعل الفٌ نٌ مٌ ٌن من أبناء حام بسبب صلتهم السٌٌاسٌة بالمصرٌ ٌن على الرغم من أنهم ألرب الشعوب إلى العبر ٌن....
  
  وتنمسم اللغات السامٌٌة إلى :


• اللغة العربٌٌة لبل الإسلام:
  
  هذه اللغة كان لها شؤن لبل الإسلام كما كان لها بعد أخر , ولبل أن نتعرف على شؤنها الثانً , ٌجدر بنا نعرف شانها الأول .
  
  لمد نشؤت هذه اللغة ونمت فً عهدها الأول _ أي لبل الإسلام _ وهً ما زالت فً حجر أمها " اللغة السامٌة " أي لبل انفصالها عن أخواتها "الكلدانٌة والعبرانٌة والف نٌ مٌٌة والآرامٌٌة والأكدٌة" بمسمٌٌها البابلً والآشوري ثم الأحرٌ تٌٌة التً هً لغة لرٌٌش نموش راس شمرا..
  
  فحٌٌن حاط السامٌٌون بالجزٌٌرة العربٌٌة كان لهذه البٌٌئة أثرها فً تلوٌن لسانهم وإمداد لغتهم بالكثٌٌر مما لم تضمه بٌٌئتهم الأولى التً خلفوها وراءهم كما كان لمن جاوروهم وخالطوهم من أمم وشعوب اثر أخر...
  
  وإذا كانت الرلعة الجدٌٌدة فسٌٌحة ممتدة مختلفة صمعا عن صمع اختلفت لغة هذه المبائل النازحة إلٌٌها لغة عن لغة فكان للحجاز لغة والٌٌمن لغة ثم لكل من الحجاز والٌمن لغات للانمسام إلى لبائل وعشائر وفصائل ٌضرب بٌٌن الكل منها وهاد وجاد ولكل هذه اللغات كلها بالرغم من اختلافها كانت تظل تحت راٌٌة واحدة ووحدة جامعة " اللغة العربٌٌة "


• اللغة العربٌٌة فً ظل الاسلام:
  
  كما أحدث الإسلام هذه الإضافة المعنوٌة الجدٌدة للتعبٌٌر عن معان جدٌٌدة او جبها التشرٌٌع الجدٌٌد واو جبتها العلوم الجدٌٌدة التً ظهرت بظهور الإسلام منبثمة منه فلمد أمات ظهور الإسلام ألفاظ الجاهلٌٌة التً كانت تسمى العمائد الجاهلٌٌة التً اختفت بظهور الإسلام كما كانت تسمى عبادات ماتت بظهور الإسلام ومن ذلن " المرباع " وهو ربع الغنٌٌمة الذي كان ٌؤخذه الرئٌٌس ومن ذلن تسمٌٌتهم فً الجاهلٌٌة لمن لا ٌحج " صرورة " إلى غٌ ر ذلن من الألفاظ والعبارات الأخرى كثٌ رة ولكن نكتفً بمَ ذكر ...
  
  أما عن المصطلحات الإدارٌة التً تبعت ظهور الإسلام ن " الخلٌٌفة والوزارة والكتابة والحجابة " إلى غٌر ذلن ولم ٌكن حظ المصطلحات العلمٌٌة بملٌٌل ولاسٌٌما بعد اتساع الرلعة الإسلامٌٌة وأظلت الراٌٌة الإسلامٌٌة حضارات مختلفة ونمل إلى العربٌٌة كتب عن لغات أخرى فً العلوم والفلسفة والدارسون لهذا والممتصون له ٌجدون من تلن المصطلحات جملة كبٌٌرة وفً الحك انه لم ٌكن ثمة شًًء له أثره فً اللغة العربٌٌة ألوى من الإسلام ولا اظهر..
  
  فمنذ أن جاء محمد صلى الله عليه وسلم لومه بالمران الكرم منزلا علٌٌه من ربه بلسان عربً مبٌٌن كانت تلن الصلة الوثٌٌمة بٌٌن اللغة والدٌٌن وكتب اللغة العربٌٌة ذلن المستمبل العظٌٌم بحصٌٌلته الباهرة فبالإسلام ونزول المران بلسان عربً مبٌٌن كانت معجزة الرسول الكرٌٌم التًتحدى بها لومه فتبوأت اللغة العربٌة مكانها بٌٌن اللغات الحٌٌة وأصبحت لغة دٌٌن وحضارة معا ثم كتب لتلن اللغة العربٌٌة التً محصورة فً بٌٌئة لا تعدوها أن تنتشر فً ب ئات مختلفة وان تجمع تحت را تها أمماً كانوا على السنة غٌ ر عربٌ ة فؤصبحوا ٌتكلمون العربٌة من اسبانٌا إلى أواسط آسٌا شرلا ولمد حظٌت اللغة العربٌٌة فً أوائل الدولة العباسٌٌة بؤجمل عناٌة بما ٌتصل بمواعدها ثم كان العصر الذهبً للأدب العربً ولم ٌزعزع ذلن الانحلال الذي منٌٌت به الدولة أواخر الدولة العباسٌة....


• أثر الإسلام على اللغة العربٌٌة وأسالٌٌبها:
  
  لمد كان لظهور الإسلام أثراً , أي أثر فً اللغة العرب ة وأسال بها وألفاظها وهذا بسبب انتعاش نفوس المسلمٌن بروح المرآن وغرامهم بؤسلوبه .
  
  من هنا كان ظهور ألفاظ المران وأسالٌبه فً لغة المسلمٌن شعرا ونثرا وكتابة وخطابة وٌٌمكن التعرف على هذا التؤثٌٌر فً شٌ ئٌٌن هما الأسلوب والألفاظ.
  
  ومن الٌ سٌٌر ملاحظته التغٌٌر فً الأسلوب فما جاء على السنة الكهنة فً الجاهلٌٌة وبٌٌن ما جرى على السنة خطباء الإسلام , فمثلا لول طرٌٌفة كاهنة الٌٌمن حٌٌن خاف أهل مآدب من سٌٌل العرم وعلٌٌهم مزٌ مٌٌاء عمرو بن عامر فإنها لالت لهم لا تإموا مكة حتى ألول وما علمنً ما ألول الحكم المحكم رب جمٌٌع الأمم من عرب وعجم.
  
  فهذان شكلُ الكتابة والأسلوب الذي أتخذه البعض فً الجاهلٌ ة .
  أما الأسلوب الذي أتخذه خطباء الإسلام فمنه هذا الشكل والتً كتبها عمر بن الخطاب رضً الله عنه إلى عمرو بن العاص لمَا بعث به إلى فتح مصر ثم تخوف فكتب إل ه :
  
  " بسم الله الرحمن الرحيم , من الخلٌٌفة عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص علٌٌكم سلام الله تعالى وبركاته أما بعد فإن أدركن كتابً هذا وأنت لم تدخل مصر فارجع عنها وأما إذا أدركن ولد دخلتها أو ش ئا من أرضها فامضِ وأعلم أنً ممدن ."
  وهكذا نجد فرلا بٌٌن أسلوب وأسلوب.
  أسلوب جاهلً فٌه ممومات الجاهلٌٌة والأسلوب الإسلامً فٌٌه ممومات الإسلام ومحاكاةالمرآن الكرٌٌم , أما التؤثٌر فً الألفاظ فهو أمر طبٌ عً التضته تلن المعانً الجدٌٌدة التً دخل الإسلام بها وحملتها ألفاظ كان لها معان غٌٌر تلن المعانً الإسلامٌٌة.
  
  إن المصطلحات الشرعٌٌة والفمهٌٌة للكثٌٌر مثل الزكاة والصلاة والسجود والركوع فهذه وغٌرها دلالات لبل الإسلام ولما جاء الإسلام حملها دلالات جدٌٌدة وأصبحت لغة المرآن عند المسلمٌٌن عامة سواء كانوا عرب ام غٌٌر عرب.
  
  ونخلص إلى المول:


• خلد الإسلام اللغة العربٌٌة حٌٌن نزل المران بلسان عربً مبٌٌن وضمن الله تعالى لها الخلود بموله " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " ) الحجر 9 ( وحفظ المران ٌستلزم حفظ لغته التً نزل بها.


• أثر الإسلام فً لغة العرب انه جعلها لغة عالمٌٌة غٌٌر ممصورة على إللٌٌم معٌٌن
  ٌحرص كل مسلم على وجه الأرض على تعلمها لٌمرأ بها المرآن فً صلاته.


• ومن أثره أٌٌضا انه دلك ألفاظها وأبعدها عن الجفاء والغلظة كما حول أسالٌبها إلى العذوبة والسلاسة.


• نشاة الفصحى:
  
  لمد نشؤت اللغة العربٌٌة المشتركة من مكة وأم المرى وبلد الله الحرام لظروف دٌ نٌٌة وسٌ اسٌٌة والتصادٌٌة.
  
  الظروف الدٌ نٌ ةوالسٌ اسٌٌة فذلن لأن بٌٌئة مكة كانت منذ عهود سحٌٌمة لبل الإسلام بٌٌئة ممدسة ٌفد إلٌٌها العرب من كل فج لٌٌحجوا إلٌٌها وٌٌإدي هذا بالطبع إلى اجتماع فرٌٌك كبٌر من العرب فً هذه البمعة المباركة وٌختلطون بؤهلها ومن هذا الاختلاط ٌنشا ما ٌسمى باللغة المشتركة ولٌس الأمر اصطلاحا شعورٌا بٌن المبائل على اختٌار لغة معٌنة كلفة لرٌٌش مثلا لغة مشتركة وإنما ذلن الأمر لا شعوري كما ٌحدث للرٌ فً الذي ٌحضر إلى المدٌٌنة وٌ عٌٌش فٌٌها مدة مثلا فانه سرعان ما ٌتؤثر باللهجة المدنٌٌة لهرا عنه ودون شعور منه , وهذه المبائل لم تفد إلى مكة للحج والعبادة فمط وإنما لٌشهدوا كذلن تلن الأسواق التً تمام حول مكة للبٌٌع والشراء وكانت تعمد فً تلن الأسواق ندوات أدبٌٌة للخطباء والشعراء وٌٌسمع فٌٌها عٌٌون الشعر وجٌٌد المول كما كانت الحال فً سوق عكاظ المشهورة التً كانت تدوم فٌٌها الندوات ما ٌمرب من الشهرٌٌن وفً هذه الأسواقكان أهل مكة ٌختلطون بالوافدٌٌن فٌٌسمعون منهم كما ٌسمع منهم هإلاء هنان نبتت البذرة الأولى للغة المشتركة بٌٌن هإلاء المبائل جمٌٌعا ونمت وازدهرت بتوالً وفود المبائل إلى هذه الأسواق ولد حملت هذه الوفود تلن اللغة المشتركة إلى مواطن لبائلها فانتشرت بٌٌن أنحاء الجزٌٌرة العربٌٌة ولكنها لم تنتشر على ما نرجح إلا بٌٌن الخاصة فمط من أبناء المبائل المختلفة وهم أولئن الشعراء والخطباء ولد ازدهرت هذه اللغة نموا وازدهارا بنزول المرآن الكرٌٌم بها ولسنا نوافك المائلٌن بان نزول المران هو الذي وحد اللغة وأوجد اللغة المشتركة , والماسم المشترن , لأن هذه اللغة نمت وازدهرت وكما للنا لبل نزول المران الكرٌٌم بها ولذا تخٌٌرها المران بنزوله لٌٌفهمه جمٌع الناس فً شتى المبائل العربٌٌة هذه هو العامل الدٌ نً.
  
  الظروف الالتصاد ة لها أهم تها فً تكو ن اللغة المشتركة فان أهل مكة كانوا تجاراً ٌنتملون بتجارتهم فً أمكان مختلفة وٌٌرتحلون بها إلى الٌٌمن فً الشتاء والى الشام فً الصٌٌف ولا ٌستمرون فً مكان إلا بممدار الزمن الذي ٌحدده لهم البٌٌع والشراء والنشاط هذا النشاط التجاري الضخم لد أتاح لهم الغنى والثراء ومن ملن المال واحتضن الدٌٌن فمد حمك له سلطان سٌ اسً لوي وكان أكثر حضارة وألوى نفوذا من غٌٌره ولهذا كله كانت اللهجة المرشٌٌة من ألوى اللهجات أثرا فً تكوٌٌن اللغة العربٌٌة الفصحى وتتمٌٌز تلن اللغة الفصحى المشتركة بصفات معٌٌنة شانها فً ذلن شان كل اللغة المشتركة.


• سبب بماء العربٌٌة :
  
  هذا وإذا كان لدَر للغة العربٌ ة الفصحى أن تعمر إلى الآن , لا ٌعنٌ نا انكماشها حٌ نا وانبساطها حٌنا آخر ولكن عنٌٌعنٌناٌنا أنها بمٌت إلى الٌوم وبمً لها ظل ممدود فهذا البماء إذا أمعنا فٌٌه النظر لم نجد ولن نجد سببا إلا المرآن الكرٌٌم محفوظا إلى الٌوم وسوف ٌظل إلى ٌوم البعث , لال تعالى : " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " الحجر9 .
  فالمرآن الكرٌم هو الذي كان سببا فً بماء اللغة العربٌة الفصحى إذ أن كل مسلم مطالب بؤن ٌطالعه وٌ حفظه أو حفظ منه لدراً , فلولا المرآن لتشتت اللغة العربٌٌة وتجزأت وكانت لغات ولهجات لكل لطر لغته ولهجته كما صارت إلٌٌه اللغة اللاتٌ نٌٌة بعد ذهاب دولة الرومان ولم ٌعد للدولة الرومانٌٌة ولا للأمة الرومانٌٌة وجود بعد ذهاب لغتها اللاتٌ نٌٌة ومثل ما حدث للرومان حدث للسرٌٌان والأنباط فً الشام.
  
  إنما اللغة العربٌة لد حفظها المرآن الكرٌم فحفظ بها التفاهم بٌن المسلمٌن كافة فً السعودٌة والكوٌت والمغرب ومصر والعراق والشام والٌمن والشام والسودان ودول الخلٌج العربً وغٌٌرها ولولا بماء العربٌة ببماء المرآن الكرٌم لأصبحت هذه الأمة أمم ذات ألسنة مختلفة ولهجات متعددة ٌصعب التفاهم ببٌنها وكان من الممكن أن تذوب لغتها فً لغة من تسلطوا علٌٌها وهذا لو تم لكان من الٌ سٌٌر اندماجها فً غٌٌرها وانسلاخها من الكٌٌان العربً والوحدة العربٌٌة , فالمرآن الكرٌٌم هو الذي أبمى هذه الشعوب أمة واحدة ذات لسان واحد عربً واحد مبٌٌن ثم لا ننسى من انطووا تحت لواء الإسلام من شعوب كما هو الحال فً باكستان واندونٌ سٌٌا وإٌران وتركٌٌا والهند والصٌٌن بل فً أمرٌٌكا وروسٌا وأوروبا وأصبح فٌهم من ٌمرأ المرآن بعد أن لرأ العربٌة , على حٌن أن النصارى والٌهود ٌمرإون التوراة والإنجٌل باللغات التً ترجمت إلٌها , وعلى أٌة حال فؤثر المرآن الكرٌٌم فً اللغة العربٌٌة لا ٌعد له اثر ٌمرب منه اثر إلى كتاب دٌ نً آخر فً لغته التً كتبت بها إذ انه لٌٌست لهذه اللغة الأخرى لدسٌٌتها التً هً للمرآن , ثم لٌٌس لها إعجازها كما هو الحال فً اللغة العربٌٌة فهً لغة تحدى الله سبحانه المعاندٌٌن أن
  ٌحاكوها وٌٌؤتوا بآٌٌة أو ببعض آٌٌة .