لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (100%)

(تلخيص بواسطة الذكاء الاصطناعي)

تتناول هذه المحاضرات ظهور الإنسان وتطوره، بدءًا بشرح ظاهرة التطور للكائنات الحية عمومًا، باعتبار الإنسان جزءًا منها. ولئن اشتهر داروين بنظرية التطور، إلا أن مفكرين إغريقًا وعربًا ومسلمين سبقوه، كأرسطو وإخوان الصفا وبن مسكويه وابن خلدون، فقد شرحوا عملية التطور عبر ملاحظاتهم للعلاقات بين الكائنات وترتيبها، دون الخوض في اشتقاق الأنواع بعضها من بعض. أما في أوروبا، فقد هيمن تاريخ الإنسان القائم على النصوص الدينية حتى القرن السابع عشر.

يُعرّف التطور بأنه عملية تعديلات بنيوية للكائنات عبر الزمن نتيجة تفاعلها مع البيئة. من أهم النظريات التطورية: نظرية لامارك (1802م)، التي تُرجع التطور إلى التأثير البيئي ووراثة الصفات المكتسبة؛ والنظرية الداروينية، التي تُبرز "صراع البقاء" و"الانتخاب الطبيعي" و"الانتخاب الجنسي" كعوامل أساسية للتطور، مع التركيز على تطور الإنسان من أصول حيوانية في كتاب "أصل الأنواع" و"نزول الإنسان واختياره الجنسي"، مع الإقرار بوجود "هوة سحيقة" بين أدنى البشر وأرقى القردة. أما نظرية التطور الشاملة ("الداروينية الحديثة" أو "النظرية التركيبية الحديثة")، فهي تضيف "الطفرات" كعامل لتغيرات مفيدة، مع اعتبارها آلية مُنتقِدة من قبل الباحثين لعدم قدرتها على تفسير التطور التدريجي.

ينتمي الإنسان إلى الرئيسيات، وهي حيوانات ثديية غالبيتها شجرية، ظهرت في نهاية العصر الجيولوجي الثاني. يتشابه الإنسان مع القردة العليا (الغوريلا، الشمبانزي، الأورانجوتان) التي ظهرت قبل حوالي 11 مليون سنة، لكنه انفصل عن الأصل المشترك وتطور بشكل مستقل. يُعتقد أن االختلاف بدأ بين 10 و5 ملايين سنة. اكتشافات في مصر (أوليجوبيثيك، إيجببتوبيثيك، بروبليوبيثيك) تعود لـ36 مليون سنة تمثل سلفًا بدائيًا للقردة الحالية المشابهة للإنسان (بروكونسول، دريوبيثيك). تطورت دريوبيثيك في أوروبا وآسيا وإفريقيا، منها سيفابيثيك ورامابيثيك (الذي كان محل جدال حول نسبته كجد للإنسان، قبل تصنيفه ضمن سلالة الأورانجوتان).

مع نهاية الميوسين وبداية البليوسين، ظهرت الأسترالوبيثيكوس (رئيسيات غير شجرية، قادرة على الاستقامة)، وتنقسم إلى نوعين: النحيف (Gracile) والخشن (Robustus)، اللذان عاشا في تنزانيا، إثيوبيا، وجنوب إفريقيا، ويُعتقد أن النوع النحيف هو الذي صنع أدوات حجرية وتطور نحو الهومو هابيليس. الهومو هابيليس ("الإنسان الصانع") يعتبر أول كائن حقق الشرطين الأساسيين للإنسنة: الانتصاب وصناعة الأدوات الحجرية، اكتشفت بقايا له في جنوب إفريقيا، تنزانيا، وإثيوبيا، وأقدمها في حضر (جيبوتي) وتركانا (كينيا)، يُقدّر عمرها بـ 2-2.5 مليون سنة. حجمه حوالي 150 سم، حجم دماغه 650-750 سم مكعب، أكثر انتصابًا من الأسترالوبيثيكوس، وسار على قدميه بشكل يشبه الإنسان الحالي، استخدم أدوات حجرية (حضارة الحصى أو حضارة ألدوفاي).

تطور الإنسان بيولوجيًا تدريجيًا خلال البليستوسين، مع ظهور الهومو سابينس ("الإنسان العاقل") قبل انتهاء العصر. مراحل تطور الإنسان: الأسترالوبيثيكوس (اكتشفه ريمون دارت في كهف تونغ، 1925م)، يمتلك صفات قردية وبشرية، قامة قصيرة، مخ صغير (450-550 سم مكعب)، فك عريض، أسنان بشرية، أطراف بشرية، كان يعيش في مناطق عشبية. أقدم أنواعه راميدوس (4.4 مليون سنة)، يليه أنامنسيس (4.2 مليون سنة)، أشهرها العفاري (3.5 مليون سنة)، Garhi، وقد دخل مرحلة متطورة قبل 3 ملايين سنة. الهومو إريكتوس ("الإنسان المنتصب") ظهر منذ 1.5 مليون سنة، حجم دماغه 800-1000 سم مكعب، أكثر انتصابًا، جمجمة أكثر تدورًا، ابتكر الثقافة الأشولية (الفؤوس اليدوية)، استخدم النار، كان صيادًا ماهرًا. نياندرتال (ظهر منذ 150 ألف سنة)، جمجمة كبيرة، حاجبان كبيران، جبهة متراجعة، فك بارز، أسنان كبيرة، قامته منحنية، حجم مخه 1000-1200 سم مكعب، أنشأ الثقافة الموستيرية، كان معاصرًا للهومو سابينس، وانقرض بنهاية العصر الباليوليتي المتوسط. الهومو سابينس ("الإنسان العاقل") ظهر منذ حوالي 30 ألف سنة، حجم مخه 1450 سم مكعب، قبة جمجمة مقببة، وجه صغير، قامة طويلة، طور أدوات فنية، اهتم بالفن والنحت، علم تدجين الحيوانات، اكتشف الزراعة، بنى القرى والمدن. يُذكر أخيرًا المراجع المُستَخدمة في هذه المحاضرات.


النص الأصلي

محاضرات حول:ظهور اإلنسان وتطوره
قبل التطرق إلى موضوع أصل وتطور اإلنسان يستوجب التحدث عن ظاهرة التطور
للكائنات الحية بصفة عامة، وهذا اعتمادا على أن اإلنسان جزء من هذه الكائنات الحية بصفة
عامة مهما اختلف عنها، سواء من الناحية الفيزيولوجية أو السلوكية إلى غير ذلك من
االختالفات األخرى.
لم يكن داروين أول من اكتشف نظرية التطور- على الرغم من شهرته في هذا المجال-
بل سبقه بصورة عامة بعض مفكري اإلغريق أمثال أرسطو )322-383ق.م(، والعرب
والمسلمين أمثال إخوان صفا وبن مسكويه وبن خلدون، الذين أسهموا كثيرا في شرح عملية
التطور من خالل مالحظتهم العالقة بين الموجودات وترتيبهم للكائنات النباتية والحيوانية
قربا أو بعدا عن بعضها البعض في الزمان والصفات، ولكنهم تجنبوا الخوض في اشتقاق أو
ارتقاء األنواع بعضها عن بعض.
أما في أوروبا فقد سيطر تاريخ اإلنسان القائم على اعتماد النصوص الدينية، وهو ما
استمر إلى القرن السابع عشر، وكانت الكنيسة تعلم الناس أن اإلله قد خلق اإلنسان على
صورته خلقا ال يكون بطبيعة الحال إال من قبيل اإلعجاز: فا1( تعريف التطور وأهم نظرياته:
أ- تعريف التطور: أجمعت كثير من اآلراء والنظريات على أن التطور هو عملية التعديالت
البنيوية التي يخضع لها نوع أو فصيل من الكائنات العضوية عبر الزمن،ونتيجة لعمليات
التفاعل مع البيئة.
ب- النظريات التطورية: ومما يلي نستعرض بإيجاز أهمها
*النظرية الالمركية: تنسب هذه النظرية إلى ج. باتيست المارك)(Lamarck Baptiste.J
1744-1829)م(،وقد وضع هذا األخير نظريته حول التطور سنة 1802م، والتي برهن
عليها بما تجمع لديه من معرفة عن النباتات والحيوان،وأكد أن أنواع األحياء جميعا قد
تطورت خالل أحقاب طويلة من الزمن وارتقت من البسيط إلى المركب، وضمن نظريته في
كتاب صغير اسمه "بحوث في تكوين األجسام الحية".وكان يرى أن البيئة هي السبب في
حدوث التطور من مناخ وظروف مكان، وهذه االختالفات الكبيرة التي يظهر بها وجه
الطبيعة كلها تؤثر في المادة الحية وتغيرها وتشكلها، وذهب أبعد من ذلك فقال أن الصفات
المكتسبة تورث. وبهذا يعتبر المارك أول من عرف العاملين األساسين للتطور العامل البيئي
والعامل النشوئي.



  • النظرية الداروينية: صاحب هذه النظرية هو تشارلز داروين )(Darwein Charles
    1908-1882)م(، الذي استطاع بعد تجواله والكثير من التجارب الوصول إلى نتيجتين:



  • النتيجة األولى: وهي أن هناك صراعا على البقاء، فالغذاء ال يمكن أن يكفي هذه الماليين
    المتكاثرة من نبات أو حيوان ، وهو صراع بين النوع والنوع،وصراع بين أفراد كل نوع
    على حدا، وليس الصراع بالمخلب والناب فقط، بل أن كل نوع يصارع ليبقى )مقاومة مع
    الذات(، كالنبات الذي يقاوم الجفاف الصحراء إنما هو في الحقيقة يصارع ليبقى.

  • النتيجة الثانية: وهي االنتخاب الطبيعي أو الصطفاء الطبيعي أو البقاء لألصلح،هذا
    االصطفاء يلعب دورا خطيرا ودقيقا في تكيف الفرد للبيئة و تكيف أفراد األنواع المختلفة
    بعضها للبعض اآلخر. ويعاون االنتخاب الطبيعي عامل آخر ال يقل عنه أهمية وهو االنتخاب
    الجنسي، فالذكور األقوى تستحوذ على اإلناث وتنقل صفاتها الممتازة المتالئمة مع البيئة منالسلف إلى الخلف،والذكور التي تقل فرصتها في الحصول على اإلناث يقل نسلها شيئا فشيئا
    حتى تنقرض، وبذلك ال يقوى على البقاء إال نسل أصلح الذكور وأصلح اإلناث.
    كما ركز داروين في بحثه على تطور اإلنسان في كتاب "ساللة واالنتقاء المتصل
    بالجنس" إلى إدراج الساللة اإلنسانية ضمن فصيلة الرئيسيات وحاول أن يوضح كيف تطور
    اإلنسان من أصوله الحيوانية، وذكر ما يميز اإلنسان من الحيوان كالوقوف على قدمين
    واستخدامه اليدين والذراعين استخداما حرا طليقا، وذكر العديد من الصفات األخرى كصغر
    الفك واألسنان وغيرها.
    وعلى الرغم من تفسير داروين للتركيب الجسمي لإلنسان الذي حقق فيه نقلة نوعية،
    لكنه لم يفسر كيف تطورت قوى اإلنسان العقلية والروحية، وقد اعترف بهذا وقال:"إن هناك
    هوة سحيقة بين أدنى البشر وبين أرقى القردة".



  • نظرية التطور الشاملة: أطلق عليها عدة تسميات منها "النظرية التركيبية الحديثة" أو
    وهي التسمية األكثر شيوعا،تعتبر هذه النظرية أحدث نظرية للتطور
    "الداروينية الحديثة"
    " لداروين ،عامل
    البيولوجي،وقد أضافت هذه النظرية إلى جانب آلية "االنتخاب الطبيعي
    "الطفرات" كعامل في حدوث التغيرات المفيدة، والطفرات هي التشوهات التي تسببها بعض
    العوامل الخارجية كاإلشعاعات على جينات األحياء أو في أثناء عمليات االستنساخ.
    وتدعي هذه النظرية أن االنتخاب الطبيعي ال يتم خالل التنوعات كما يتصور داروين ،
    بل إنه يتم خالل الطفرات، فالطبيعة المتغيرة باستمرار تقدم من حين إلى آخر عينات جديدة
    أو طفرات جديدة ، فإن كانت غير صالحة لم تمنح أصحابها أي عون في معترك الحياة،
    وتنتهي به إلى الموت، وتختفي بموت صاحبها، وإن كانت صالحة منحت أصحابها قوة أكبر
    في معترك الحياة ، وال تلبث أن تظهر في أفراد أكثر عددا يصبحون هم األصلح للحياة، أي
    بعبارة أخرى تنتخبهم الطبيعة وتثبت صفاتهم الطافرة بالوراثة، إذا فالصفات الطافرة هي
    المجال الذي يتم منه االنتخاب الطبيعي.
    ولكن هناك حقيقة علمية واضحة وصريحة تقف أمام هذا اإلدعاء، وهي أن الطفرات ال
    تتطور وال تحسن األحياء بمضي الزمن، بل هي تخربها وتضر بها. وال ريب أن آلية مخربة
    ال يمكن أن تكون آلية للتطور، أما االنتخاب الطبيعي فهو – كما اعترف بذلك داروين- اليستطيع وحده فعل أي شيء، وهذه الحقيقة تبين لنا أنه ال يوجد في الطبيعة أي تطور . وإلى
    جانب ذلك لقيت هذه النظرية العديد من االنتقادات منها ما يتعلق بسجل المتحجرات ،إذ لم يتم
    العثور في أي بقعة من العالم على أي من األشكال االنتقالية التي من المفترض أن تظهر
    التطور التدريجي للكائنات الحية من األنواع البدائية إلى األنواع المتقدمة حسب ما تزعم به
    هذه النظرية، وعليه علينا أن ندرك أن التطور ليس أمرا حتميا بل هو نظرية مما يحتم علينا
    الوصول إلى الحقيقة عن طريق االستقصاء.
    2(الرئيسيات:
    هي حيوانات ثدية تعيش في وسط غابي أغلبها شجري، وحسب المعطيات العلمية فإن
    أول ظهور لها يعود إلى نهاية العصر الجيولوجي الثاني، وتشعبت فيما بعد إلى عدة أجناس
    وأنواع. ويعتبر علماء الحيوان أن اإلنسان ينتمي إلى عالم الحيوان، وصنفوه ضمن نظام
    الرئيسيات نظرا للتشابه بينه وبين أعضاء هذا النظام خاصة من الناحية البيولوجية
    والفيزيائية، ويتم تصنيفه وفق المخطط التالي:وبهذا فحسب نظرية التطور أن األحياء جميعا تشترك في أصل واحد ووحدة طبيعية
    واحدة،وأن الكائنات الحية قد تتابعت أيضا في ظهورها وكانت باستمرار تتطور، ومن ثم فقد
    تطورت من كائنات حية فطرية بسيطة أول األمر إلى حيوانات راقية فيما بعد، وقد توج
    اإلنسان العاقل هذه السلسلة من التطور في األحياء على سطح األرض. و لكي ندرس
    اإلنسان ال بد من دراسة تطور المملكة الحيوانية، وخصوصا الحيوانات الثديية والفروع التي
    تطورت منها.
    ومن هذه الحيوانات الثديية يهمنا أكثر القردة العليا )Apes )مثل الغوريلال والشمبانزي
    واألورانج بوتان، ألن هذه الحيوانات تشترك مع اإلنسان في نواحي تشابه كثيرة، والتي يعود
    ظهورها إلى أواخر الزمن الثالث )في عصر الباليوسين( أي منذ حوالي 11مليون سنة . إال
    أن ذلك ال يعني بالضرورة أن اإلنسان الحالي قد ولد من قرد، إذ أن الجنس البشري قدانفصل عن هذا األصل المشترك وسار في طريق خاص،أخذ يكتسب منه صفات متخصصة
    يختلف فيها عن القردة العليا.
    وقد تصور بعض العلماء أن اإلنسان والقرد قد بدآ في االختالف عن األصل المشترك
    منذ فترة تعود إلى ما بين 10ماليين سنة و5ماليين سنة، وللعثور على أقدم بقايا القرود ذات
    الشبه الكبير باإلنسان ينبغي االنتقال إلى مصر ، أين كانت هذه الجهة منذ قرابة 36مليون
    سنة تعيش فيها تباعا ثالث أنواع من القردة وهي قردة األوليجوتيك)Oligopithèque)
    وقردة مصر)Aegyptopithèque )وقردة ما قبل األخيرة )Propliopithèque)، وهي
    تمثل الساللة البدائية التي أدت إلى المجموعة األولى من القردة الحالية المشابهة لإلنسان في
    شكلها، وهي قردة البروقنصل )Proconsuls )وقردة دريو )Dryopithèque)،التي كانت
    تعيش في إفريقيا الشرقية ما بين 25-20مليون سنة،والتي ستنحدر منها مجموعة من القردة
    المتطورة أو القردة العليا التي إليها ينتسب القرد السلف المشترك للغوريال و للشمبانزي
    واإلنسان.
    واصلت قردة دريو تطورها في أوروبا وآسيا وإفريقيا ، واكتسبت عددا من الخصائص
    التي أتاحت لها التميز خاصة في آسيا ، وهو ما ينطبق على القردة المسماة: قردة السيفا
    )Sivapithèque)، كما يوجد نوع آخر ظهر منذ 15مليون سنة وهو قرد الراما
    )Ramapithèque)،الذي تعمم اكتشافه في أوروبا وإفريقيا وآسيا، والذي وقع حوله جداال
    النسابه كجد لإلنسان . ولكن تم حسم هذا الجدال بين الباحثين ، وتم إدراجه في ساللة قردة
    "األورانج بوتان" باعتباره يمثل أنثى قردة السيفا . وقد كان لهذا التفسير عواقب مهمة فيما
    يتعلق بالبحث عن أصل اإلنسان.3( اآلدميات الحفرية:
    مع نهاية فترة الميوسين وبداية فترة البليوسين تنبثق عن الرئيسيات عناصر جديدة
    تسمى اآلدميات، في حين تستمر الرئيسيات في التطور والتعدد لحسابها الخاص.
    واآلدميات عبارة عن رئيسيات غير شجارية ولها القدرة على اكتساب االستقامة منذ
    الصغر.وتنقسم عائلة اآلدميات من الناحية التصنيفية إلى جنسين: الجنس األول يسمىالباحثين نوعين: األول يسمى األسترالوبيتك اإلفريقي النحيف )Gracile)، والثاني يسمى
    األسترالوبيتك الخشن )Robustus)، وقد عاش هذين النوعين في تنزانيا وإثيوبيا وجنوب
    إفريقيا. يشترك النوعان بالتشابه في بنية الجمجمة إلى جانب جهاز مضغ متطور جدا ولكن
    هذه الصفات واضحة بشكل أفضل لدى النوع الخشن.
    وتشير األبحاث إلى أن النوع المسمى األسترالوبيتك اإلفريقي النحيف هو الذي صنع
    األدوات الحجرية فيما بعد وتطور نحو اإلنسان الهوموهابيل .
    -2اإلنسان الصانع)الهوموهابيليس Habilis Homo,): يتفق معظم الباحثين في مجال علم
    اإلنسان والمتتبعين لتطور البنية الهيكلية لإلنسان على أن الهومو هابيليس هو الحلقة األولى
    من حلقات التطور البشري المعروفة حتى اآلن، ويعد أول كائن حي استطاع أن يحقق
    الشرطين األساسين لألنسنة وهما الشرط الفيزيولوجي المتمثل بانتصاب القامة والشرط
    الحضاري المتمثل في تصنيع األدوات الحجرية.عثر على بقايا هذا اإلنسان في جنوب إفريقيا
    وفي مواقع في تنزانيا وكذلك في نهر األومو في أثيوبيا ،ولكن تعتبر أقدم مواقعه في كل من
    حضر )Hadar)في جيبوتي و تركانا في شرق كينيا والمؤرخة تباعا 2-2.5مليون سنة،
    وكانت أكثر حداثة من بقايا األسترالوبيتك مما دفعت كل من لويس ليكي وفيليب توبياس
    وجون نابير سنة 1964م إلى تسمية بقايا هذه الهياكل بالهوموهبيليس، جمجمته قليلة التدور،
    الوجه أقل بروزا مما عند األسترالوبيتك وأقواس الوجنة متوسطة، جبهته مائلة نحو الخلف
    وذقنه غير واضح، فكاه وأسنانه غليظة، عظام حواجبه بارزة ومتصل بعضها ببعض، كما
    أن أسنانه األمامية أصبحت أكثر قوة قياسا لألسنان الجانبية ، ولحجم الفك وأسنانه الجانبية
    أبسط وأصغر منها لدى األسترالوبيتك وتشكل جميعها قوسا مستمرا ومنسجما، يبلغ طوله
    حوالي 150سم وحجم دماغه يتراوح ما بين 750-650سم
    3
    . تشير دراسة الهيكل العظمي
    لدى اإلنسان الصانع أنه كان أكثر انتصابا من األسترالوبيتك، كما أنه كان يسير على قدميه
    بشكل يشبه اإلنسان الحالي.
    إن أفضل موقع تمت دراسته لهذا اإلنسان هو ألدوفاي الواقع شمال تنزانيا، إذ عثر
    فيه على الدليل الحضاري لألنسنة وهو صناعة األدوات الحجرية التي أطلق عليها البعض
    اسم حضارة الحصى أو حضارة ألدوفاي وهي عبارة عن حصى بازلتية مطروقة من جانباألوسترالوبتيكوس)Australopithecus )والجنس الثاني يدعى الهومو )اإلنسان(
    .)Homo(
    ومهما يكن فإن اإلنسان قد تطور بيولوجيا بشكل تدريجي خالل عصر الباليستوسين،
    وربما في عصور سابقة إذا حاولنا ربطه بأنواع أخرى من الحياة، وما أن قرب عصر
    الباليستوسين على االنتهاء حتى ظهر االنسان العاقل )Sapiens Homo )جد االنسان
    الحالي ، ومما يلي نحاول تتبع بإيجاز مراحل تطور اإلنسان :



  • األسترالوبيتك)Australopithecus): كانت مكتشفات السيد ريمون دارت )Dart .R)
    في كهف تونغ )Taungs )في تيسوانا بجنوب إفريقيا سنة 1925م أول إشارة لمخلوق جمع
    بين صفات قردية وصفات بشرية ال تدخله في صنف البشرية تماما وبنفس الوقت ترفعه عن
    مستوى القردة وسمي هذا المخلوق القرد الجنوبي )Australopithecus). وتوالت بعد هذا
    التاريخ اكتشافات بقايا هذا المخلوق . ويستنتج من دراسة بقايا العظام المكتشفة أن أصحابها
    كانت لهم قامة قصيرة ومخ ال يزيد حجمه على حجم مخ القرد، إذ يتراوح ما بين -450
    550سم
    3
    في حين عند الغوريال 650 سم
    ، وفك عريض وبارز فيه أسنان بشرية تخلو من 3
    األنياب البارزة الموجودة عند القرود ولكن أضراسه كبيرة الحجم ، جمجمته أقرب في
    تفاصيلها إلى جماجم اإلنسان منها إلى القرود ، وأطراف تتمثل فيها صفات بشرية ، إذ كان
    يمشي على قدميه دون مساعدة األيدي منتصب القامة.وأغرب ما في هذا المخلوق هو الجمع
    بين مخ القردة وأطراف البشر مما يدل على أن التطور في األطراف قد سبق التطور في
    الدماغ. ويظهر أن هذا المخلوق كان يعيش في مناطق عشبية ولذلك تكيفت صفاته لتالئم
    الحياة على األرض ال التسلق على األشجار .
    يتبين لنا من االكتشافات العديدة والمتناثرة ألجزاء من الهياكل العظمية ألنواع
    األسترالوبيتك أن أقدم أنواعه هو أسترالوبيتك راميدوس )Ramidus )الذي يؤرخ على
    حوالي 4.4 مليون سنة، يليه األسترالوبيتك أنامنسيس )Anamensis)الذي يؤرخ على
    حوالي 4.2مليون سنة. أما أشهر األنواع فهو العفاري )Afarnsis )الذي يؤرخ على حوالي
    3.5مليون سنة ويعاصره كل من أوسترالوبيتك بحر الغزال وكارهي )Garhi). ويعتقد
    الباحثين أن األسترالوبيتك العفاري دخل في حوالي 3مليون سنة مرحلة متطورة يميز فيهاواحد وتسمى قواطعأ أو من جانبين لتكون أكثر فعالية وتسمى أدوات قاطعة.إن اإلشارات
    المتناثرة التي عثر عليها في المواقع اإلفريقية لإلنسان الماهر،تبين أنه عاش علي الصيد
    وااللتقاط واستطاع أن يتكيف مع محيطه بإقامة جدران واقية من الحجارة شكلت سكنا له .
    -3اإلنسان المنتصب)Erectus Homo): يعد هومو إريكتوس الحلقة الثانية من حلقات
    التطور البشري.وجدت أولى بقايا هياكله المتحجرة سنة 1891م من قبل الطبيب الهولندي
    يوجين ديبوا بالقرب من قرية ترينيل الواقعة وسط جزيرة جاوة، لتتوالى بعد ذلك اكتشافات
    عديدة لبقايا هذا اإلنسان في مناطق متفرقة من العالم سواء في إفريقيا أو آسيا أو أوروبا،
    وأخذ تسميات محلية من المواقع التي عثر عليه فيها: كإنسان جاوة، شوكوتين )أو بكين( ،
    وهيدلبرغ وغيرها.ظهر الهومو إريكتوس منذ حوالي 1.5مليون سنة، يمتلك صفات
    فيزيولوجية أكثر تطورا من سلفه اإلنسان الماهر، فحجم دماغه يتراوح مابين
    1000-800سم
    3
    ذو قامة أكثر انتصابا وجمجمة أكثر تدورا، عظام حاجبيه بارزة
    ومتصلة،عظام الجبهة منخفضة ومائلة نحو الخلف،أسنان كبيرة وأنف عريض، قصير
    القامة.ابتكر هذا اإلنسان الثقافة األشولية التي تتميز بالفؤوس اليدوية،، كما أنه اهتدى لمعرفة
    النار، إلى جانب أنه كان صيادا ماهرا.
    -4إنسان نياندرتال)Neanderthalensis):ظهر هذا اإلنسان في حدود 150ألف سنة ،وهو
    أكثر تطور من هومو إريكتوس الذي سبقه. وسمي بهذا االسم نسبة إلى واد نياندر الذي يقع
    بالقرب من مدينة ديسلدروف حيث عثر على بقاياه في أحد كهوفها سنة 1857م من قبل
    الدكتور يان فوهلروت ،وتوالت الكشوف بعد ذلك لبقايا هذا النوع أو لسالالته في مناطق
    مختلفة من العالم سواء في فرنسا أو إسبانيا أو إيطاليا أو كرواتيا أو جنوب روسيا أو سبيريا
    أو شمال إفريقيا أو جنوبها أو فلسطين أو العراق أو إيران ،والتي أسهمت إلى التعرف على
    الكثير من الصفات البنيوية العامة لهذا اإلنسان:فجمجمة إنسان نياندرتال كبيرة وجدارها
    سميك وهي تتميز بعظمتي حاجبين كبيرتين وجبهة متراجعة جدا للخلف ومسطحة ،وعظام
    مؤخرة الرأس قوية ومدببة والرأس منكفئ إلى األمام قليال، وله فك علوي بارز واألسنان
    كبيرة وعظام األطراف غير متناسقة ونهايتها كبيرة جدا والبناء العام يدل على وقفة منحنيةأي أنه لم يكن كامل االنتصاب،وحجم مخه ما بين 1200-1000سم
    3
    ، وقد أنتج ثقافة واحدة
    هي الثقافة الموستيرية.
    كان إنسان نياندرتال حتى عهد قريب يعتبر مرحلة من مراحل تطور اإلنسان الحديث
    من القردة العليا ولكن العثور على متحجرات بشرية تسبق في الزمن العصر الموستيري
    تابعة لإلنسان العاقل ألقى الشك على هذه النظرية، إذ بينت أن اإلنسان العاقل كان سابقا في
    ظهوره إلنسان نياندرتال بل وعاصره ،مما يؤكد الرأي القائل بأن كالهما تطورا من أصل
    مشترك واحد هو هومو إريكتوس وفي مناطق مختلفة وأزمنة متقاربة، فالنياندرتال ظهر
    في أوروبا منذ حوالي 200ألف سنة خلت بينما اإلنسان العاقل ظهر في إفريقيا في زمن
    متقارب.
    وبهذا عرف إنسان نياندرتال تطورا جانبيا أو تطورا موازيا ومعاصرا لإلنسان العاقل
    ولكنه انقرض عند نهاية العصر الباليوليتي المتوسط.
    -5 اإلنسان العاقل)Sapiens Homo): ظهر اإلنسان العاقل منذ حوالي 30ألف سنة ،وهو
    صاحب حضارات العصر الحجري القديم األعلى التي تميزت بصناعة النصال. ولم يقتصر
    وجوده على قارات العالم القديم بل هاجرت مجموعات منه إلى قارات العالم الجديد إذ
    وصلت مجموعة منه إلى أستراليا من شرق أسيا منذ 40 ألف سنة ووصلت مجموعة أخرى
    لقارة أمريكا الشمالية . ومن أقدم النماذج التي عرفناها عن اإلنسان العاقل: إنسان كرومانيون
    الذي تم اكتشاف بقاياه سنة 1868م بالدردوني بجنوب فرنسا في مكان اسمه كرومانيون.
    وبعد ذلك تتابعت االكتشافات وتالحقت والتي بينت وجود عدة سالالت له وهي :ساللة
    شانسالد ، وكوم كابل ، وغريمالدي .
    وسمحت الدراسات التي أجريت عليها بتكوين فكرة جيدة عن هذه األقوام ذات
    المالمح الخاصة التي تميزها عن غيرها وتبديها وكأنها مكملة للعملية التطورية البشرية،
    فحجم المخ لم يكن يختلف عن حجمه عندنا اليوم إذ كان يبلغ 1450سم
    ، وقبة الجمجمة تبدو 3
    مقببة وغير مسطحة والوجه صغير يقع مباشرة تحت الجمجمة، ويتميز بطول القامة وقدرته
    على تحريك األصابع خاصة اإلبهام وهذا ما جعله يطور من حاسته الفنية فتنوعت األدوات
    التي صنعها من مكاشط ورماح ...الخ ، كما بدأ يهتم بالفن وهذا بالنحت على الحجر ثمالرسم على جدران الكهوف كمرحلة ثانية،وتعلم إلى جانب ذلك تدجين الحيوانات ثم اكتشاف
    الزراعة التي غيرت مجرى التاريخ فاستقر وبنى القرى التي تطور بعضها إلى مدن ثم
    دويالت فدول.
    بعض المراجع المعتمدة:

  • محمد سحنوني،ما قبل التاريخ، ديوان المطبوعات الجامعية، بن عكنون.1999،

  • جان شالين، اإلنسان نشوؤه وارتقاؤه من نظرية داروين إلى مكتشفات علم الحداثة،
    )ت.صادق قسومة(،ط،1. دار بترا،دمشق.2005،

  • هارون يحي، معجزة خلق اإلنسان،)تر.أورخان محمد علي(،ب.م،ب.ت.

  • أحمد يوسف دياب، عصور ما قبل التاريخ )العصور الحجرية القديمة( بالد الشام- شبه
    الجزيرة العربية – العراق،ط،1. دار االعصار العلمي للنشر والتوزيع، عمان.2019،
    -عبد هللا عطوي،الجغرافية البشرية صراع اإلنسان مع البيئة من اإلنسان القرد إلى اإلنسان
    العاقل، ط،1.دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت.1996،

  • محمد الفتحي بكير محمد،الجغرافيا التاريخية دراسة أصولية تطبيقية،دار المعرفة
    الجامعية، االسكندرية.1999،

  • نخبة من العلماء، الموسوعة األثرية العالمية،)تر.محمد عبد القادر محمد، زكي
    اسكندر(،ط،2.الهيئة المصرية العامة للكتاب،ب.م.1997،

  • محمد الطاهر عدواني، الجزائر في التاريخ الجزائر منذ نشأة الحضارة،المؤسسة الوطنية
    للكتاب،الجزائر.1984،

  • تقي الدين الدباغ، مقدمة في علم اآلثار، منشورات دار الجاحظ، بغداد.1981،


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

الفرق بين Data ...

الفرق بين Data Warehouse و Data Lake كلاهما حلول لتخزين البيانات الضخمة، لكنهما يختلفان في الهيكل وا...

مفهوم تاريخ الف...

مفهوم تاريخ الفكر الاقتصادي:يعتبر الفكر الاقتصادي قديما قدم الفكر الانساني يتعلق أساس بمنحنى تطور ال...

الإرهاب الدولي ...

الإرهاب الدولي : إن تطوره الإرهاب الدولي في العصر الحديث أصبح يستخدم كبديل للحروب التقليدية، فالإره...

Grade) - قواعد ...

Grade) - قواعد اللغة الإنجليزية للصف الثاني الثانوي 1. Past Simple (الماضي البسيط) الاستخدامات (Uses...

معنى التصميم ال...

معنى التصميم التجريبي: هو عبارة عن مخطط وبرنامج عمل لكيفية تنفيذ التجربة. ونسعى بالتجربة لتخطيط الظر...

Dear Sir/Madam,...

Dear Sir/Madam, I am writing this letter to bring to your attention the problem of wasting water I ...

أعلنت جماعة الح...

أعلنت جماعة الحوثي الإرهابية استحداث مديرية جديدة في محافظة صعدة، في خطوة أثارت جدلاً واسعًا، وعدّها...

ORIENTATION DIA...

ORIENTATION DIAGNOSTIQUE DEVANT UNE ÉPISTAXIS (ET PRINCIPES DU TRAITEMENT) L'épistaxis ou saignement...

لقد تدفق الشعر ...

لقد تدفق الشعر الجاهلي ووصل إلينا عن طريق الرواية الشفوية، راوية ينقل عن راوية وهكذا حتى وصل الأمر إ...

Considerations ...

Considerations When Tailoring Communication in a Hospital Setting: Urgency of the Project: Emergenc...

Introduction (G...

Introduction (Grands groupes d'aliments) : Les aliments sont des substances plus ou moins complexes....

ندرس المدخل للش...

ندرس المدخل للشريعة الإسلامية لثلاثة أسباب : السبب الأول: كون أن الشريعة الإسلامية مصدر احتياطي للقا...