لخّصلي

وظائف الدافعية Motivation Function
تسهم الدافعية في فهم السلوك الإنساني، وتحديد المعززات وتوجيه السلوك نحو هدف معين، والمساعدة على مواجهة التغييرات التي تطرأ على عملية ضبط المثير والمثابرة على سلوك معين حتى يتم إنجازه. كذلك فإننا نتصرف عادة أثناء حياتنا اليومية وكأننا نتقدم نحو مكان ما فقد نجلس على طاولة وقت معينة، ونتناول ورقة وقلما ونكتب صفحة أو أكثر ونضعها في مغلف ثم نضع عليه طابع بريدية ونرسله بالبريد. لا شك في أن كل هذه الأفعال قد حدثت ونظمت بسبب وجود هدف عند الإنسان، ولولا الدافع العالي لتحقيق هذا الهدف لما حدث ذلك كله. شفیق علاوة، 2004: 204)
ويتضح مفهوم الدافعية من تحديد الخصائص الوظيفية المتعلقة بهذا المفهوم باعتباره يشير إلى مكونات هامة في النشاط النفسي، فالدافع متغير وسيط يعمل على تغيير السلوك وتوجيهه نحو مسالك معينة ومن هنا ينبغي النظر إلى المثيرات أو الشروط التي تحدث تلك المتغيرات. وللدوافع عدة وظائف أساسية في السلوك هي: تحريكه وتنشيطه، وتوجيهه، والمحافظة على استدامته إلى حين إشباع الحاجة. وتقوم الدوافع بثلاث وظائف في الموقف التعليمي:

1. وظيفة التحريك Energizing function أو التنشيط Activating function
   يؤكد هل" (1943 ,Hull) وسبنس (1956 ,Sbins) أن هذه الوظيفة دورا حاسما وتحتل موقعا هاما في نظامنا السلوكي ومع ذلك فقد لقيت هجوما عنيفا سواء على المستوى التجربی او النظري الأمر الذي دعاكوفر" (1959 ,Kofer) إلى افتراض أن الدافعية مفهوم محدد، يتسق مع مجموعة من المفاهيم النفسية الأخرى.
   كما أن الدافع للإنجاز هو عامل منشط فهو ينشط الفرد للقيام بعمله على خير وجه فوجود دافع إنجاز قوي عند الطالب يجعله يتجه للدراسة وللتحصيل الدراسي.


2. الوظيفة الانتقائية Selective function أو التدعيمية function Ceinforcing
   وهي وظيفة تفترض أن المثيرات المعينة التي تتبع صدور الاستجابة قد تعمل على زيادة أو نقصان احتمالية ظهور هذه الاستجابة مرة أخرى، وتتضمن هذه الوظيفة تلك الاستجابات التي ترتبط بالثواب والعقاب.
   كما يعد دافع الإنجاز عاملا موجها ومنظما فهو يوجه الفرد إلى أقصر الطرق وايسرها وأفضلها ليتحقق له ما يتمنى وينجز أعماله في أقصر وقت وبأيسر الطرق وفي أحسن صورة ممكنة.


3. المثابرة Persistence
   يقرر بيك (1955 ,Pieke) أن السلوك يستمر مرتبطا بهدف ما، وهذه المثابرة رغم التغيرات التي تحدث في السلوك هي التي تجعل من الضروري أن نسلم بعملية المتغيرات الوسيطة التي تستدل على خصائصها ولقد تناول فيزر (1962 ,Fuzzier) المثابرة كظاهرة للدافعية، وترتبط مثابرة السلوك جزئية بالوظيفة التنشيطية طالما أننا نفترض أن النشاط سوف يستمر بقدر ما تكون المحددات الدافعية موجودة. إبراهيم قشقوش، طلعت منصور، 1979: 8)
   ويرى المؤلف أن الدافعية تلعب الدور الأهم في مثابرة الإنسان على إنجاز عمل ما، وتعد من أفضل المقاييس المستخدمة في تقدير مستوى المثابرة عند هذا الإنسان.


4. الوظيفة التوجيهية Directive function
   يؤكد میلتون (1950 ,Milton) على أن المثيرات الدافعية توفر الإشارات والعلامات التي تعمل كموجات لسلوك الكائن الحي، ولكنها لا تساعدنا على التمييز بين التكوينات الدافعية والتكوينات غير الدافعية. (إبراهيم قشقوش، طلعت منصور، 1979: 9)
   يتضح مما سبق أن الدافعية هي تكوين فرضي يعبر عن حالة يعيشها الكائن الحي تعمل على استثارة السلوك وتنشيطه وتوجيهه نحو هدف معين ويمكن أن يستدل على هذه الحالة من تتابعات السلوك الموجهة نحو الهدف، وتنتهي هذه التتابعات بتحقيق الهدف موضوع الدافع.