لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (50%)

ونحن نهاجم اليوم من طريقين : طريق الشبهات، وطريق الشهوات والأول مرض أشد خطراً وأكبر ضرراً، ولكنه بطيء السريان فليس كل من تلقى إليه شبهة يقبلها، ولكن كل من تثار له من الشباب شهوة يستجيب لها، فهو مرض سريع الانتشار كثير العدوى، وإن كان يُضني ولا يفني ويؤذي ولا يميت، والأول كفر وهذا يوصل إلى الفسق . وقد كتبت بعدها وحاضرت وأذعت وحدثت كثيراً كثيراً، ولكن بقي لهذه المقالة بفضل الله أثرها في نفس قارئها وقارئتها، أسأل الله أن ينفع بها وأن يثيبني ويثيب ولدي وصهري محمد نادر حتاحت الذي
ينشرها اليوم عليها . الله ولم أبدل فيها ولا في أختها (يا ابني) حرفاً . كيف وقد قرئت في الشرق والغرب، وطبعت في الشام
يا بنتي ، ولقيت الناس، فاسمعي مني كلمة صحيحة صريحة من
لم تسمعيها من غيري . وما صنعنا شيئاً، ولا أزلنا منكراً، بل إن المنكرات لتزداد، حتى لم يبق بلد إسلامي - فيما أحسب - في نجوة منه، وستر العورات، والنحور . ولم نعرف طريقه. وعملت
لا تخطوها المرأة أبداً، ولولا لينك ما اشتد، أنت فتحت له وهو الذي دخل قلت للص
تفضل . صرخت : أغيثوني يا ناس، سرقت . وأنهم جميعاً لصوص، احتراس الشحيح من اللص. 6 وإذا كان الذئب لا يريد من النعجة إلا لحمها، يريد منك أعز شيء عليك عفافك الذي به تشرفين، ثيابها ثم تصورها بلا ثياب . إي والله، أخلف لك مرة ثانية، وأنهم يكلمونها كلام الرفيق، لسمعت مهولاً مرعباً، وما يبسم لك الشاب بسمة، ولا يلين لك كلمة، ولا يقدم لك خدمة إلا وهي عنده تمهيد لما يريد، أو هي على الأقل إيهام لنفسه أنها
وماذا بعد؟ ماذا يا بنت؟ فكري . تشتركان في لذة ساعة، ثم ينسى هو، وتظلين أنت أبداً تتجرعين غصصها، يمضي (خفيفاً) يفتش عن مغفلة أخرى يسرق منها عرضها، وينوء بك (1) أنت ثقل الحمل في بطنك، والوصمة على جبينك، يغفر له هذا المجتمع الظالم، ويقول: شاب ضل ثم تاب
ولو أنك إذ لقيته نصبت له صدرك، وزويت عنه بصرك، ونزلت به على رأسه لو أنك فعلت هذا، لرأيت من كل من يمر في الطريق عوناً لك عليه، ولما جرؤ بعدها فاجر على ذات سوار، يسأل الصلة بالحلال، جاءك يطلب الزواج . لا تجد البنت أملها الأكبر وسعادتها إلا في الزواج، وأما موقرة، وربة بيت سواء في ذلك الملكات والأميرات وممثلات هوليود ذوات الشهرة والبريق الذي يخدع
كثيرات من النساء. وأنا أعرف أديبتين كبيرتين في مصر والشام، جمع لهما المال والمجد الأدبي، ولكنهما فقدتا الزوج فقدتا العقل وصارتا مجنونتين، الأسماء إنها معروفة !! . والفاسقة المستهترة لا يتزوجها أحد حتى الذي يغوي البنت الشريفة بوعد الزواج، إن هي غوت وسقطت تركها وذهب - إذا أراد الزواج - فتزوج غيرها من الشريفات، لأنه لا يرضى أن تكون ربة بيته، بنته امرأة ساقطة ! . إذ لم يجد البنت الفاسقة أو البنت المغفلة، التي تشاركه في الزواج
على دين إبليس، وشريعة القطط في شباط، طلب من تكون زوجته على سنة الإسلام. فكساد سوق الزواج منكن يا بنات لو لم يكن منكن الفاسقات ما كسدت سوق الزواج ولا راجت سوق الفجور. فلماذا لا تعملن، وطرق إفهامها، ولأنه لا يذهب ضحية هذا الفساد إلا أنتن : البنات العفيفات الشريفات البنات
الصينات الدينات . في كل بيت من بيوت الشام بنات في سن | الزواج لا يجدن زوجاً، لأن الشباب وجدوا من الخليلات ما يغني عن الحليلات، ولعل مثل هذا
في غير الشام أيضاً . أخواتكن الضالات إلى الجادة، خوفنهنَّ الله، فإن كُنَّ لا يَخَفْنه، فحذرنهن المرض، قلن لهن : إنكن صبايا جميلات فلذلك يقبل الشباب عليكن ويحومون حولكن، ولكن هل يدوم عليكن الصبا والجمال؟ ومتى دام في الدنيا شيء حتى يدوم على الصبية صباها وعلى الجميلة جمالها؟ فكيف بكُنَّ إذا صرتن عجائز محنيات الظهور، مجعدات الوجوه ؟! من يهتم يومئذ بكن؟ ومن يسأل عنكن؟ أتعرفن من يهتم بالعجوز ويكرمها ويوقرها؟ أولادها وبناتها، ومتوجة على عرشها على حين تكون الأخرى . . . . - . عليه (۱) ! . فهل تساوي هذه اللذة تلك الآلام ؟ وهل تشتري
بهذه البداية تلك النهاية ؟ . ولا تعد من وسيلة إلى هداية أخواتكن المسكينات الضالات، والناشئات الغافلات من أن يسلكن طريقهن. ***
وأنا لا أطلب منكن أن تعدن بالمرأة المسلمة اليوم بوثبة واحدة إلى مثل ما كانت عليه المرأة
تدعسها، فقال لي : أتدري أن هذه العجوز كانت يوماً جميلة البلدة، لم تعد تجد من يمسك بيدها !!
المسلمة حقاً، لا ، كما أقبلتن على الشر خطوة خطوة، إنكن قصرت الثياب شعرة شعرة، والرجل الفاضل لا يشعر به، والمجلات الداعرة تحث عليه، حتى وصلنا إلى حال لا يرضى بها الإسلام، ولا ترضى بها النصرانية، إن الديكين إذا اجتمعا على الدجاجة اقتتلا غيرة عليها وذَوْداً عنها، وعلى الشواطىء في الإسكندرية وبيروت رجال مسلمون، لا يغارون على نسائهم المسلمات أن يراهن الأجنبي، ولا أكفهنَّ . .. ولا نحورهن . . . بل كل شيء فيهن !! كل شيء إلا الشيء الذي يقبح مرآه ويجمل ستره، وهو حلقتا العورتين، ‏A
وفي النوادي والسهرات (التقدمية) الراقية، وفي الجامعات المسلمة شباب مسلمون يجالسون بنات
ولا ينكر ذلك الآباء المسلمون ولا الأمهات المسلمات
وأمثال هذا !! . ولا بوثبة عاجلة، من الطريق الذي وصلنا منه إلى الباطل، ولو وجدناه الآن طويلا ، أما كشف الوجه، إن كان لا يتحقق بكشفه الضرر على الفتاة والعدوان على عفافها فأمره أسهل، وما هو إلا ستر للمعايب وتجسيم للجمال، وإغراء للناظر. السفور إن اقتصر على الوجه كما خلق الله الوجه ليس حراماً متفقاً على حرمته، وكان ستره عند خوف الفتنة
واجباً. أما الاختلاط فشيء آخر، وأن تستقبل الزوجة السافرة صديق زوجها في بيتها، أو أن تحييه إن قابلته في الترام، وأن تصافح البنت رفيقها في الجامعة، أو أن تصل الحديث بينها وبينه، وتستعد معه للامتحان، وركب في كل الميل إلى الآخر، فلا تستطيع هي ولا هو ولا أهل الأرض جميعاً، وأن يساووا) بين الجنسين (١)، أو أن يمحوا من نفوسهم هذا الميل
وإرضاء ميولهم، وإعطاء نفوسهم حظها من لذة النظر، وما يأملون به من لذائذ أخر؛ ولكنهم لم يجدوا الجرأة على التصريح به، والروح الرياضية، من المعنى فكأنه الطبل . وكذابون لأن أوروبة التي يأتمون بها، ولا يعرفون الحق إلا بدمغتها عليه، فليس الحق عندهم الذي يقابل الباطل، ولكن الحق ما جاء من هناك : من باريس ولندن وبرلين ونيويورك ، الجامعة، والتكشف في الملعب والعري على
الساحل (۱) ، ولو كان الشرف والهدى والعفاف
طهارة القلب وطهارة الجسد. وإن في باريز في باريس يا ناس) آباء وأمهات لا يسمحون لبناتهم الكبيرات أن يسرن مع شاب، بسلامتها من الفحش والفجور، اللذين لا يخلو منهما مع الأسف واحد من هذه التهريجات) والصبيانيات السخيفة التي تسميها شركات مصر الهزيلة الرقيعة الجاهلة بالفن السينمائي مثل


النص الأصلي

ونحن نهاجم اليوم من طريقين : طريق الشبهات، وطريق الشهوات والأول مرض أشد خطراً وأكبر ضرراً، ولكنه بطيء السريان فليس كل من تلقى إليه شبهة يقبلها، ولكن كل من تثار له من الشباب شهوة يستجيب لها، فهو مرض سريع الانتشار كثير العدوى، وإن كان يُضني ولا يفني ويؤذي ولا يميت،


والأول كفر وهذا يوصل إلى الفسق .


وقد كتبت بعدها وحاضرت وأذعت وحدثت كثيراً كثيراً، ولكن بقي لهذه المقالة بفضل الله أثرها في نفس قارئها وقارئتها، أسأل الله أن ينفع بها وأن يثيبني ويثيب ولدي وصهري محمد نادر حتاحت الذي





ينشرها اليوم عليها .


الله ولم أبدل فيها ولا في أختها (يا ابني) حرفاً . كيف وقد قرئت في الشرق والغرب، وطبعت في الشام


يا بنتي ، أنا رجل يمشي إلى الخمسين(۱)، قد فارق الشباب وودع أحلامه وأوهامه، ثم إني سحت في البلدان، ولقيت الناس، وخبرت الدنيا، فاسمعي مني كلمة صحيحة صريحة من


|


سني وتجاربي، لم تسمعيها من غيري .


لقد كتبنا ونادينا ندعو إلى تقويم الأخلاق، ومحو الفساد، وقهر الشهوات حتى كلت منا الأقلام، وملت الألسنة، وما صنعنا شيئاً، ولا أزلنا منكراً، بل إن المنكرات لتزداد، والفساد ينتشر


والسفور والحسور والتكشف تقوى شرته، وتتسع دائرته ويمتد من بلد إلى بلد، حتى لم يبق بلد إسلامي - فيما أحسب - في نجوة منه، حتى الشام التي كانت فيها الملاءة السابعة، وفيها الغلو في حفظ الأعراض، وستر العورات، قد خرج نساؤها سافرات حاسرات كاشفات السواعد


والنحور . . . .


ما نجحنا وما أظن أننا سننجح. أتدرين لماذا؟ لأننا لم نهتد إلى اليوم إلى باب الإصلاح، ولم نعرف طريقه. إن باب الإصلاح أمامك أنت يا بنتي، ومفتاحه بيدك، فإذا امنت بوجوده، وعملت


على دخوله، صلحت الحال.


صحيح أن الرجل هو الذي يخطو الخطوة الأولى في طريق الإثم، لا تخطوها المرأة أبداً، ولكن لولا رضاك ما أقدم، ولولا لينك ما اشتد، أنت فتحت له وهو الذي دخل قلت للص


تفضل ... فلما سرقك اللص، صرخت : أغيثوني يا ناس، سرقت ... ولو عرفت أن الرجال جميعاً ذئاب وأنت النعجة لفررت منهم فرار النعجة من الذئب، وأنهم جميعاً لصوص، لاحترست منهم


‏T


احتراس الشحيح من اللص.


6 وإذا كان الذئب لا يريد من النعجة إلا لحمها، فالذي يريده منك الرجل أعز عليك من اللحم على النعجة، وشر عليك من الموت عليها، يريد منك أعز شيء عليك عفافك الذي به تشرفين، وبه تفخرين و به تعيشين وحياة البنت التي فجعها الرجل بعفافها أشد عليها بمئة مرة من الموت على النعجة التي فجعها الذئب بلحمها ... إي والله ، وما رأى شاب فتاة إلا جردها بخياله من


|


ثيابها ثم تصورها بلا ثياب .


إي والله، أخلف لك مرة ثانية، ولا تصدقي ما يقوله بعض الرجال من أنهم لا يرون في البنت


إلا خلقها وأدبها، وأنهم يكلمونها كلام الرفيق، ويودونها ودَّ الصديق، كذب والله، ولو سمعت أحاديث الشباب في خلواتهم، لسمعت مهولاً مرعباً، وما يبسم لك الشاب بسمة، ولا يلين لك كلمة، ولا يقدم لك خدمة إلا وهي عنده تمهيد لما يريد، أو هي على الأقل إيهام لنفسه أنها


تمهيد .


وماذا بعد؟ ماذا يا بنت؟ فكري .


تشتركان في لذة ساعة، ثم ينسى هو، وتظلين أنت أبداً تتجرعين غصصها، يمضي (خفيفاً) يفتش عن مغفلة أخرى يسرق منها عرضها، وينوء بك (1) أنت ثقل الحمل في بطنك، والهم في نفسك، والوصمة على جبينك، يغفر له هذا المجتمع الظالم، ويقول: شاب ضل ثم تاب


وتبقين أنت في حمأة الخزي والعار طول الحياة،


لا يغفر لك المجتمع أبداً .


ولو أنك إذ لقيته نصبت له صدرك، وزويت عنه بصرك، وأريته الحزم والإعراض فإذا لم يصرفه عنك هذا الصد، وإذا بلغت به الوقاحة أن ينال منك بلسان أو يد نزعت حذاءك من رجلك، ونزلت به على رأسه لو أنك فعلت هذا، لرأيت من كل من يمر في الطريق عوناً لك عليه، ولما جرؤ بعدها فاجر على ذات سوار، ولجاءك - إن كان صالحاً - تائباً مستغفراً، يسأل الصلة بالحلال،


|


جاءك يطلب الزواج .


والبنت مهما بلغت من المنزلة والغنى والشهرة والجاه، لا تجد البنت أملها الأكبر وسعادتها إلا في الزواج، في أن تكون زوجاً صالحة، وأما موقرة، وربة بيت سواء في ذلك الملكات والأميرات وممثلات هوليود ذوات الشهرة والبريق الذي يخدع


كثيرات من النساء. وأنا أعرف أديبتين كبيرتين في مصر والشام، أديبتين حقاً، جمع لهما المال والمجد الأدبي، ولكنهما فقدتا الزوج فقدتا العقل وصارتا مجنونتين، ولا تحرجيني بسؤالي عن


الأسماء إنها معروفة !! .


الزواج أقصى أماني المرأة ولو صارت عضوة البرلمان، وصاحبة السلطان . والفاسقة المستهترة لا يتزوجها أحد حتى الذي يغوي البنت الشريفة بوعد الزواج، إن هي غوت وسقطت تركها وذهب - إذا أراد الزواج - فتزوج غيرها من الشريفات، لأنه لا يرضى أن تكون ربة بيته، وأم


بنته امرأة ساقطة ! .


والرجل وإن كان فاسقاً داعراً، إذا لم يجد في سوق اللذات بنتاً ترضى أن تريق كرامتها على قدميه، وأن تكون لعبة بين يديه، إذ لم يجد البنت الفاسقة أو البنت المغفلة، التي تشاركه في الزواج


على دين إبليس، وشريعة القطط في شباط، طلب من تكون زوجته على سنة الإسلام.


فكساد سوق الزواج منكن يا بنات لو لم يكن منكن الفاسقات ما كسدت سوق الزواج ولا راجت سوق الفجور. فلماذا لا تعملن، لماذا لا تعمل شريفات النساء على محاربة هذا البلاء؟ أنتن أولى به وأقدر عليه منا، لأنكن أعرف بلسان المرأة، وطرق إفهامها، ولأنه لا يذهب ضحية هذا الفساد إلا أنتن : البنات العفيفات الشريفات البنات


الصينات الدينات .


في كل بيت من بيوت الشام بنات في سن | الزواج لا يجدن زوجاً، لأن الشباب وجدوا من الخليلات ما يغني عن الحليلات، ولعل مثل هذا


في غير الشام أيضاً ...


فألفن جماعات منكن من الأديبات والمتعلمات ومدرسات المدرسة وطالبات الجامعة تعيد


أخواتكن الضالات إلى الجادة، خوفنهنَّ الله، فإن كُنَّ لا يَخَفْنه، فحذرنهن المرض، فإن كن لا يحذرنه فخاطبنهن بلسان الواقع، قلن لهن : إنكن صبايا جميلات فلذلك يقبل الشباب عليكن ويحومون حولكن، ولكن هل يدوم عليكن الصبا والجمال؟ ومتى دام في الدنيا شيء حتى يدوم على الصبية صباها وعلى الجميلة جمالها؟ فكيف بكُنَّ إذا صرتن عجائز محنيات الظهور، مجعدات الوجوه ؟! من يهتم يومئذ بكن؟ ومن يسأل عنكن؟ أتعرفن من يهتم بالعجوز ويكرمها ويوقرها؟ أولادها وبناتها، وحفدتها وحفيداتها. هنالك تكون العجوز ملكة في رعيتها، ومتوجة على عرشها على حين تكون الأخرى . . . . - . أنتن أعرف بما تكون


عليه (۱) ! .


فهل تساوي هذه اللذة تلك الآلام ؟ وهل تشتري


بهذه البداية تلك النهاية ؟ .


وأمثال هذا الكلام لا تحتجن إلى من يدلكن عليه، ولا تعد من وسيلة إلى هداية أخواتكن المسكينات الضالات، فإن لم تستطعن ذلك معهن فاعملن على وقاية السالمات من مرضهن،


والناشئات الغافلات من أن يسلكن طريقهن.




وأنا لا أطلب منكن أن تعدن بالمرأة المسلمة اليوم بوثبة واحدة إلى مثل ما كانت عليه المرأة


تدعسها، ولا يمسك أحد بيدها، فقلت لمن كان معي من الشباب : ليذهب أحدكم فليساعدها، وكان معنا الصديق الأستاذ نديم ظبيان. وهو مقيم في بروكسل من أكثر من


|


أربعين سنة، فقال لي : أتدري أن هذه العجوز كانت يوماً جميلة البلدة، وفتنة الناس، وكان الرجال يلقون بقلوبهم وما في (جيوبهم) على قدميها ليفوزوا بنظرة أو لمسة منها ، فلما ذهب شبابها وزوى


جمالها، لم تعد تجد من يمسك بيدها !!


المسلمة حقاً، لا ، وإني لأعلم أن الطفرة مستحيلة في العادة(١)، ولكن أن ترجعن إلى الخير خطوة خطوة، كما أقبلتن على الشر خطوة خطوة، إنكن قصرت الثياب شعرة شعرة، ورققتن الحجاب، وصبرتن الدهر الأطول تعملن لهذا الانتقال، والرجل الفاضل لا يشعر به، والمجلات الداعرة تحث عليه، والفساق يفرحون به، حتى وصلنا إلى حال لا يرضى بها الإسلام، ولا ترضى بها النصرانية، ولم يعملها المجوس الذين نقرأ أخبارهم في التاريخ، إلى حال تأباها الحيوانات


إن الديكين إذا اجتمعا على الدجاجة اقتتلا غيرة عليها وذَوْداً عنها، وعلى الشواطىء في الإسكندرية وبيروت رجال مسلمون، لا يغارون على نسائهم المسلمات أن يراهن الأجنبي، لا أن يرى وجوههنَّ ... ولا أكفهنَّ . ... ولا نحورهن . . . بل كل شيء فيهن !! كل شيء إلا الشيء الذي يقبح مرآه ويجمل ستره، وهو حلقتا العورتين، وحلمتا الثديين (۱). . .


‏A


;


وفي النوادي والسهرات (التقدمية) الراقية، رجال مسلمون يقدمون نساءهم المسلمات للأجنبي ليراقصهن، يضمهن حتى يلامس الصدر الصدر والبطن البطن والفم الخد، والذراع ملتوية على الجسد، ولا ينكر ذلك أحد، وفي الجامعات المسلمة شباب مسلمون يجالسون بنات


مسلمات متكشفات باديات العورات، ولا ينكر ذلك الآباء المسلمون ولا الأمهات المسلمات


وأمثال هذا !! .


وأمثال هذا كثير لا يدفع في يوم واحد، ولا بوثبة عاجلة، بل بأن نعود إلى الحق، من الطريق الذي وصلنا منه إلى الباطل، ولو وجدناه الآن طويلا ، وإن من لا يسلك الطريق الطويل الذي لا يجد غيره لا يصل أبداً، وأن نبدأ بمحاربة ) الاختلاط، والاختلاط غير السفور، أما كشف الوجه، إن كان لا يتحقق بكشفه الضرر على الفتاة والعدوان على عفافها فأمره أسهل، ولعله أهون من هذا الذي نسميه في بلاد الشام حجاباً، وما هو إلا ستر للمعايب وتجسيم للجمال، وإغراء للناظر.


السفور إن اقتصر على الوجه كما خلق الله الوجه ليس حراماً متفقاً على حرمته، وإن كنا نرى الستر أحسن وأولى، وكان ستره عند خوف الفتنة


واجباً. أما الاختلاط فشيء آخر، وليس يلزم من السفور أن تختلط الفتاة بغير محارمها، وأن تستقبل الزوجة السافرة صديق زوجها في بيتها، أو أن تحييه إن قابلته في الترام، أو لقيته في الشارع، وأن تصافح البنت رفيقها في الجامعة، أو أن تصل الحديث بينها وبينه، أو أن تمشي معه في الطريق، وتستعد معه للامتحان، وتنسى أن الله جعلها أنثى وجعله ذكراً، وركب في كل الميل إلى الآخر، فلا تستطيع هي ولا هو ولا أهل الأرض جميعاً، أن يغيروا خلقة الله ، وأن يساووا) بين الجنسين (١)، أو أن يمحوا من نفوسهم هذا الميل


وإن دعاة المساواة والاختلاط باسم المدنية قوم كذابون من جهتين كذابون لأنهم ما أرادوا من هذا كله إلا إمتاع جوارحهم، وإرضاء ميولهم، وإعطاء نفوسهم حظها من لذة النظر، وما يأملون به من لذائذ أخر؛ ولكنهم لم يجدوا الجرأة على التصريح به، فلبسوه بهذا الذي يهرفون به من هذه الألفاظ الطنانة التي ليس وراءها شيء : التقدمية، والتمدن، والفن والحياة الجامعية، والروح الرياضية، وهذا الكلام الفارغ (على دويه)


من المعنى فكأنه الطبل .


وكذابون لأن أوروبة التي يأتمون بها، ويهتدون بهديها، ولا يعرفون الحق إلا بدمغتها عليه، فليس الحق عندهم الذي يقابل الباطل، ولكن الحق ما جاء من هناك : من باريس ولندن وبرلين ونيويورك ، ولو كان الرقص والخلاعة، والاختلاط في


الجامعة، والتكشف في الملعب والعري على


الساحل (۱) ، والباطل ما جاء من هنا : من الأزهر والأموي وهاتيك المدارس الشرقية، والمساجد الإسلامية، ولو كان الشرف والهدى والعفاف


والطهارة، طهارة القلب وطهارة الجسد.


إن في أوروبا وفي أميركا، كما قرأنا وحدثنا من ذهب إليهما أسراً كثيرات لا ترضى بهذا الاختلاط ولا تسيغه، وإن في باريز في باريس يا ناس) آباء وأمهات لا يسمحون لبناتهم الكبيرات أن يسرن مع شاب، أو يصحبنه إلى السينما، بل هم لا يدخلونهنَّ إلا إلى روايات عرفوها، وأيقنوا


بسلامتها من الفحش والفجور، اللذين لا يخلو منهما مع الأسف واحد من هذه التهريجات) والصبيانيات السخيفة التي تسميها شركات مصر الهزيلة الرقيعة الجاهلة بالفن السينمائي مثل


جهلها بالدين تسميها أفلاماً !! .


يقولون : إن الاختلاط يكسر شـرة الشهوة، ويهذب الخلق، وينزع من النفس هذا الجنون الجنسي. وأنا أحيل في الجواب على من جرب الاختلاط في المدارس روسيا التي لا تعود إلى دين، ولا تسمع رأي شيخ ولا قسيس، ألم ترجع عن هذه التجربة لما رأت فسادها ؟


وأميركا، ألم تقرؤوا أن من جملة مشاكل أمريكا، مشكلة ازدياد نسبة (الحاملات) من الطالبات (۱) ؟ فمن يسره أن يكون في جامعات


مصر والشام، وسائر بلاد الإسلام مثل هذه


المشكلة .


وأنا لا أخاطب الشباب، ولا أطمع في أن يسمعوا لي، وأنا أعلم أنهم قد يردون علي ويسفهون رأيي، لأني أحرمهم من لذائذ ما صدقوا أنهم قد وصلوا إليها حقاً، ولكن أخاطبكن أنتن يا بناتي . يا بناتي المؤمنات الدينات، يا بناتي الشريفات العفيفات، إنه لا يكون الضحية إلا أنتن، فلا تقدمن نفوسكن ضحايا على مذبح إبليس، لا تسمعن كلام هؤلاء الذين يزينون لكن حياة الاختلاط باسم الحرية والمدنية والتقدمية والفن والحياة الجامعية، فإن أكثر هؤلاء الملاعين لا زوجة له ولا ولد، ولا يهمه منكن جميعاً إلا اللذة العارضة، أما أنا فإني أبو بنات، فأنا حين أدافع عنكن أدافع عن بناتي، وأنا أريد لكن من


الخير ما أريده لهنَّ .


إنه لا شيء مما يهرف به هؤلاء يرد على البنت عرضها الذاهب، ولا يرجع لها شرفها المثلوم ، ولا يعيد لها كرامتها الضائعة، وإذا سقطت البنت لم تجد واحداً منهم يأخذ بيدها، أو يرفعها من سقطتها، إنما تجدهم جميعاً يتزاحمون على جمالها، ما بقي فيها جمال، فإذا ولى ولوا عنها، كما تولي الكلاب عن الجيفة التي لم يبق فيها


مزعة لحم !




هذه نصيحتي إليك يا بنتي، وهذا هو الحق فلا تسمعي غيره، واعلمي أن بيدك أنت، لا بأيدينا معشر الرجال، بيدك مفتاح باب الإصلاح، فإذا شئت أصلحت نفسك وأصلحت بصلاحك الأمة


كلها .


والسلام عليك ورحمة الله


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

במשך שנים רבות ...

במשך שנים רבות התחנכו מרבית התלמידים בעלי לקויות למידה בבתי ספר נפרדים או בכיתות נפרדות במערכת החינו...

صٕاي،طًــإي،ركٝ...

صٕاي،طًــإي،ركٝــللد،ُــإااعزؾــ١جعــٌَُٗــ١ايتربٝــ١ ــشداد عكٝــدًااؾكــدضفــرا ايٓعِايترب١ٜٛايٝـَ...

Symptômes Diapo...

Symptômes Diapositive 86 sur 134 • Les principaux signes observés par les patients sont des saigneme...

تنهدت وأنا أمسك...

تنهدت وأنا أمسك الحديدة الباردة ذات رائحة البارود، موك 23... رفعت رأسي نحو ذلك العجوز الهزيل الصارخ ...

The idea of ​​t...

The idea of ​​tying and replacing car tires is considered one of the best ways to maintain the safet...

Regarding to th...

Regarding to the most common cancer affecting women worldwide we found that 96 %of women said breast...

The application...

The application of computer-based IS in accounting has become more widespread as a way to improve th...

البر والوفاء يس...

البر والوفاء يستديرون بأسلحتهم منضمين إلى أعداء الإسلام كر يشركوهم في قتل المسلمين وسليهم ؟. مشارك...

وكانت مشاعر الت...

وكانت مشاعر التغيظ في أفئدة المسلمين نحو أولئك اليهود قد بلغت ذروتها، إنهم هم الذين استخرجوا العرب ا...

يعتبر النقل الب...

يعتبر النقل البحري أحد الخدمات الرئيسية التي تساهم في تسهيل التبادل التجاري من خلال الخصائص التي يتم...

Exclusion crite...

Exclusion criteria: history or current diagnosis of asthma; any respiratory tract infection (includi...

الإنجليزي في مص...

الإنجليزي في مصر، بأن الإسلام نظام اجتماعي فاشل لأنه يضع النساء في وضع متدن ؟ (۱). من هنا، نجد خطاب ...