لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (التلخيص باستخدام خوارزمية التجزئة)

  • منشأ وتربية طه حسين: 1 رحلة حياة وتكوين والأدبية فّي اّلعالم اّلعربي ولد طّه حّسين عّلي سّلامة عّامّ 1908 م فّي قّرية اّلكيلو−إقليم اّلمنيا− اّلتي تّبعد عّن مّدينةّ الخامس بّين أّحد عّشر وّلدا لّأمه كان وّالده حّسين يّعمل فّي شّركة اّلسكر حّتى سّنةّ 1932 م. 1 نشأته ومساره العلمي و التعليمي طفولة طّه حّسين كّانت مّليئة بّالتحديات، لمباني اّلدائرة اّلسنية، وّكانت أّوضاعه اّلمالية ضّعيفة جّدًا. قضى طّه حّسين أّيام طّفولته بّين هّؤلاء اّلإخوة فّي مّسكن حّكومي تّابع لّمباني اّلدائرةّ والدته وّأخته اّلكبرى 2 وّكان لّآفة فّقد اّلبصر أّعظم اّلأثر −ّ سًّّلبا وّإيجابًا −ّ عّلى حّياتهّ من اّلاحتياط عّند تّحدثهم إّليه أّو مّعاملتهم لّه, والأهازيج اّلتي كّانت مّتداولة فّي قّريته فّتعلم حّسن اّلاستماع وّالتقاط اّلمعلومة 3 كّانت طّفولته مّميزة بّالمشاعر اّلإنسانية اّلعميقة. ساعده عّلى حّفظ اّلكثير مّن اّلمعلومات فّي وّقت قّصير. يكتسب صّفات مّثل اّلهجاء وّالعناد ونظرا لّفقده اّلبصر فّقد كّان تّركيزه عّلى حّاسة اّلسمع شّديدًا مّما يّسر لّه حّفظ اّلكثيرّ وّقد تّركت اّلبيئة اّلقروية أّثرا فّي حّياته, هذه اّلحياة اّلضيقة اّلهجاء وّالعناد, فأبصر بّعينها −ّ عّلى حّد قّوله− وّظلت هّذه اّلخلفيات فّي اّللاوعي كّامنة تّبرز فّيّ الأزمات فّتكشف عّن أّسلوبه فّي اّلعناد اّلمشوب بّالخوف أّحيانا, فقدان بّصره أّثر تّأثيرا بّالغا فّي نّمط حّياته وّسيرها، ومن أّبرز مّا يّصور ذّلك مّوقفه مّن وّالديه وّمن شّيخه فّ ي اّلكتاب وّمن كّان يّقومّ والكذب وّأن اّلإنسان يّظلمه أّقرب اّلناس إّليه حّتى لّو كّان أّبوه، تعصم اّلأب وّالأم مّن اّلكذب وّالعبث وّالخداع 2 . يظهر مّوقف طّه حّسين مّن وّالديه وّمن شّيخه وّالعريف اّلذي كّان يّقوم بّمراجعة اّلقرآنّ الكريم مّعه كّمظهر وّاضح لّعلامات اّلعناد وّالاندفاع اّلتي ظّهرت عّليه مّنذ سّن مّبكرة. وّأنه مّن اّلممكن أّن يّتعرض اّلإنسان لّلظلم حّتى مّن أّقربّ الناس إّليه، تحدث بّكل شّراسة عّن اّلعريف وّسيدنا ، وسلبياتهما مّا كّان يُّخفيه مّن اّلآخرين، يجد فّي ذّلك اّلتحدث بّطريقة مّفرحة شّفاءً لّروحه اّلمنكسرة ويقول فّي مّقام آّخر: "ّوهنا أّطلق لّسانه فّي سّيدنا وّالعريف إّطلاقا شًّنيعا, عيوبهما وّسيئاتهما مّا كّان يّخفيه, كما حّفظ اّلكثير مّن اّلأشعار وّالأوراد وّالأدعية وّأناشيد اّلصوفية وّغير ذّلك . ولما بّلغ اّلثالثة عّشرة مّن عّمره أّرسله وّالده مّع أّخيه اّلأكبر )ّمحمد( لّيدرس وّيتلقىّ وّق د قّدم لّه أّخوه كّتاب أّلفية بّن مّالك, قبل ذّلك بّعام لّلاطلاع عّليها قّبل اّلالتحاق بّالأزهر لّلدراسة فّيه انضمام طّه حّسين إّلى اّلأزهر وّ شّاركته فّي مّختلف حّلقات اّلعلم مّن حّديث وّفقه وّتوحيدّ الأدب اّلتي كّان يّنبغي عّليه حّضورها، المرصفي اّلذي كّان يُّعد أّحد رّواد اّلأزهر فّي دّروس اّلأدب، التحق طّه حّسين بّالأزهر عّامّ 1902 م وّبقي فّيه إّلى عّامّ 1908 م, المدة مّنتقلا بّين حّلقات اّلدروس مّن حّديث وّفقه وّتوحيد وّمنطق وّنحو وّأدب، إلى شّئ مّنها عّدا اّلأدب فّقد كّان شّغوفا بّه حّريصا عّلى حّضور حّلقاته, الشيخ سّيد اّلمرصفي اّلذي كّان يّلقي دّروسا فّي اّلأدب وّهذا مّاكان يّربط طّه حّسينّ طه حّسين كّان غّير مّرتاح لّلدراسة فّي اّلأزهر وّلم يّجدها مّناسبة لّه، مّع اّستخدام اّلسخرية فّي تّعبيره عّن ذّلك. وبأمثلة كّثيرة تّحامله وّمناقشاته اّلحادة مّع اّلشيوخ لكن طّه حّسين لّم تّعجبه اّلدراسة فّي اّلأزهر وّلمترق لّه, مّليء بّالأمثلة عّلى مّهاجمته اّلمشايخ وّلجاجته مّعهم(ّ » الأيام « بالجمود وّالتقليد وّ وّأثرت فّي نّفسهً تّأثيراً بّالغا وّغيرت مّجرى حّياته, وقطعت اّلصلة بّينه وّبين اّلأزهر مّما أّغضب وّالده وّأحزن وّالدته 2 اتصال طّه بّالجامعة اّلمصرية وّإعجابه وّانبهاره بّها تّرك أّثراً عّميقا فًّي شّخصيته وّغي رّ فّتسبب فّي قّطع اّلصلة بّينه وّبين اّلأزهر، شديدًا فّي نّفس وّالده، وفي اّلجامعة تّعرف عّلى اّلكثير مّن اّلأساتذة اّلمستشرقين وّاشتد إّعجابه بّهمّ أن تّستأثر اّلجامعة بّعقله كّله وّجهده كّله وّأن تّشغله عّن كّل شّئ آّخر, يدرس بّاللغة اّلعربية تّاريخ اّلأدب وّالشعر اّلأموي وّهذا اّلأستاذ سّنتيلانا يّدرس بّالعربيةّ أيضا وّفي لّهجة تّونسية عّذبة تّاريخ اّلفلسفة اّلإسلامية وّتاريخ اّلترجمة خّاصة. الأستاذ مّيلونيُّ يّدرس بّاللغة اّلعربية كّذلك تّاريخ اّلشرق اّلقديم إلى أّن يّقول:"وإذا اّلفتى يّخرج مّن حّياته اّلأولى خّّروجا يّوشك أّن يّكونً تّاما لّولا أّنهّ يعيش بّين زّملائه مّن اّلأزهريين وّالدرعميين 3 وّطلاب مّدرسة اّلقضاء وّجه اّلنهارّ وّلكن عّقله قّد نّأى عّن بّيئته هّذه نّأيا تّاما, نفسه وّدعاه إّلى أّن يّزوره فّي فّندقه وّأحب أّن يّقول لّه وّيسمع مّنه 4 واستمر طّه حّسين فّي تّلك اّلفترة فّي اّلكتابة فّي كّل مّن صّحيفة)الجريدة(ّ يشجعه عّلى إّلقاء اّلخطب وّإنشاد اّلشعر وّخاصة اّلشعر اّلوطني. إلى فّرنسا حّيث يّعتبر أّول مّن أّلقى فّي رّوعه اّلسفر إّليها وّالدراسة بّها أما لّطفي اّلسيد فّقد عّرفه عّلى اّلعديد مّن اّلشخصيات اّلأدبية وّالسياسية وّغيرها وّأشركهّ في اّحتفالات اّلجامعة اّلتكريمية 1. استمرار طّه فّي اّلكتابة فّي اّلصحف اّلوطنية وّتعرفه عّلى بّعض اّلشخصيات اّلأدبيةّ والصحفية شّجعه عّلى اّلإنتاج وّالإبداع وّالتأليف خّاصة اّلشعر . ظل طّه حّسين فّي اّلجامعة اّلمصرية اّلقديمة مّن عّامّ 1908 م إّلى عّامّ 1914 م حّين تّقدمّ إلى فّرنسا وّالتحق بّجامعة مّونبييليه فّدرس بّها اّلأدب اّلفرنسي وّاللغتين اّلفرنسيةّ طه حّسين أّمضى فّترة طّويلة فّي اّلجامعة اّلمصرية اّلقديمة وّكانت رّسالته هّي أّولى رّسائلّ الفرنسية لّه وّهو يّدرس فّي اّلجامعة وّيواصل دّراسته ثم عّاد بّعد ذّلك إّلى اّلقاهرة فّي عّامّ 1916 م, السوربون وّحصل عّلى شّهادة اّلليسانس عّامّ 1917 م, وقد أّنهى كّتابة رّسالته فّي عّامّ 1918 م وّرزق فّي اّلعام نّفسه بّابنته )ّأمينة( اّلتي كّانّ يدعوها بّ )ّمارجريت( وّعاد بّعد ذّلك إّلى اّلقاهرة فّي عّامّ 1919 م, وطنهً )ّمستغربا( مّحاولا تّطبيق مّنهج وّأساليب اّلغرب 2 كانت حّياته مّليئة بّالعطاء اّلأدبي وّالفكري، خلال أّعماله اّلمتنوعة اّلتي لّا تّزال تّلهم اّلأجيال اّلحالية وّالمستقبلية ضعفت صّحة طّه حّسين فّي أّواخر حّياته وّنتيجة لّذلك فّقدَ قّل إّنتاجه اّلأدبي ، بنوبة مّرضية أّواخر عّامّ 1393 ه ّ 1973 م نّقل عّلى إّثرها لّلمستشفى حّيث حّانت وّفاتهّ بعد أّيام قّلائل وّكان لّه مّن اّلعمر ثّلاثة وّثمانون عّاما،


النص الأصلي

1



  • منشأ وتربية طه حسين:
    1
    1 رحلة حياة وتكوين
    طه حّسين، اّلشاعر وّالمفكر وّالمؤرخ اّلمصري، يّعتبر وّاحدًا مّن أّبرز اّلشخصيات اّلثقافيةّ
    والأدبية فّي اّلعالم اّلعربي
    2
    1 مولده
    ولد طّه حّسين عّلي سّلامة عّامّ 1908 م فّي قّرية اّلكيلو−إقليم اّلمنيا− اّلتي تّبعد عّن مّدينةّ
    مغاغة بّمقدار كّيلو مّتر. وّكان طّه اّلابن اّلسابع بّين ثّلاثة عّشر وّلدا لّأبيه, وّالابنّ
    الخامس بّين أّحد عّشر وّلدا لّأمه
    كان وّالده حّسين يّعمل فّي شّركة اّلسكر حّتى سّنةّ 1932 م. وّتوفي فّي اّلمنياّ
    عام 1942 م,أما وّالدته فّقد تّوفيت بّعد وّالده بّتسعة أّعوام فّي سّنةّ 1951 م 1
    3
    1 نشأته ومساره العلمي و التعليمي
    طفولة طّه حّسين كّانت مّليئة بّالتحديات، فّقد أّمضى أّيامه اّلأولى فّي مّسكن حّكومي تّابعّ
    لمباني اّلدائرة اّلسنية، وّكانت أّوضاعه اّلمالية ضّعيفة جّدًا. فّي سّن اّلخامسة، أّصيب بّالرمدّ
    ولم يّتلقَ عّلاجًا حّاسمًا، مّما أّدى إّلى فّقدان بّصره بّالكامل. لّكنه وّجد اّلرعاية وّالعناية مّنّ
    والدته وّأخته اّلكبرى، اّللتان كّانتا مّصدر رّحمة وّرعاية لّه
    قضى طّه حّسين أّيام طّفولته بّين هّؤلاء اّلإخوة فّي مّسكن حّكومي تّابع لّمباني اّلدائرةّ
    السنية, وّوضع مّادي ضّعيف, وّقد أّصيب بّالرمد وّهو فّي اّلخامسة مّن عّمره, وّلم يّعالجّ
    علاجا حّاسما, وّهذا مّا أّدى إّلى فّقدان بّصره بّالكلية. وّكان يّجد اّلرعاية وّالعطف مّن قّبلّ
    والدته وّأخته اّلكبرى 2 وّكان لّآفة فّقد اّلبصر أّعظم اّلأثر −ّ سًّّلبا وّإيجابًا −ّ عّلى حّياتهّ
    ومسيرته اّلفكرية. كّما تّقول فّخرية خّوج:وكانت طّفولته مّزروعة مّن اّلخوف نّابعة مّنّ
    الخيال, كّان يّحس مّن أّمه رّحمة وّرأفة وّمن أّبيه لّينا وّرفقا, وّكم شّعر مّن إّخوته بّشيءّ
    من اّلاحتياط عّند تّحدثهم إّليه أّو مّعاملتهم لّه,الذي مّا لّبث أّن تّحول إّلى حّزن صّامتّ
    عميق, وّانصرافه عّن اّللعب مّع أّترابه حّبب إّليه اّلاستماع إّلى اّلقصص وّالأحاديثّ
    والأهازيج اّلتي كّانت مّتداولة فّي قّريته فّتعلم حّسن اّلاستماع وّالتقاط اّلمعلومة 3
    رغم هّذه اّلتحديات، كّانت طّفولته مّميزة بّالمشاعر اّلإنسانية اّلعميقة. كّان يّشعر بّالأمانّ
    والدفء مّن وّالدته، وّبالرفق وّاللطف مّن وّالده، وّعاش تّجربة مّختلفة مّع إّخوته اّلذين كّانواّ
    يظهرون اّلحذر فّي اّلتعامل مّعه. كّان يّفضل اّلاستماع إّلى اّلقصص وّالحكايات بّدلاً مّنّ اللعب مّع أّصدقائه، وّهذا جّعله يّكتسب مّهارة اّلاستماع اّلجيد وّالتفاعل مّع اّلمعلومات اّلتيّ
    يستقبلها
    طه حّسين، بّفقدانه لّلبصر مّنذ صّغره، تّحول تّركيزه نّحو حّاسة اّلسمع بّشكل مّلحوظ، مّماّ
    ساعده عّلى حّفظ اّلكثير مّن اّلمعلومات فّي وّقت قّصير. كّانت بّيئته اّلقروية اّلتي نّشأ فّيهاّ
    لها عّميق اّلأثر فّي حّياته، حّيث عّاش مّعزولا وّوحيدا وّتعرض لّشح اّلعيش، مّما جّعلهّ
    يكتسب صّفات مّثل اّلهجاء وّالعناد
    "
    ونظرا لّفقده اّلبصر فّقد كّان تّركيزه عّلى حّاسة اّلسمع شّديدًا مّما يّسر لّه حّفظ اّلكثيرّ
    وفي وّقت وّجيز. وّقد تّركت اّلبيئة اّلقروية أّثرا فّي حّياته, تّقول فّخرية خّوج: فّكانّ
    مرهف اّلحس, عّاش صّباه فّي عّزلة وّوحدة وّلاقى مّن شّظف اّلعيش مّا لّاقى,فزودتهّ
    هذه اّلحياة اّلضيقة اّلهجاء وّالعناد, وّتأثر طّوال حّياته بّآفة فّقد اّلبصر حّتى تّزوج سّوزانّ
    فأبصر بّعينها −ّ عّلى حّد قّوله− وّظلت هّذه اّلخلفيات فّي اّللاوعي كّامنة تّبرز فّيّ
    الأزمات فّتكشف عّن أّسلوبه فّي اّلعناد اّلمشوب بّالخوف أّحيانا, وّالمقرون بّالاندفاعّ
    أحيانا أّخرى, حّتى إّنه كّان يّندم عّلى بّعض اّلمواقف" 1
    فقدان بّصره أّثر تّأثيرا بّالغا فّي نّمط حّياته وّسيرها، حّتى عّندما تّزوج سّوزان وّكانت لّهّ
    عينه اّلمبصرة، لّكن بّقيت هّذه اّلخلفيات اّلنفسية اّلقديمة تّترسخ فّي وّجدانه، وّتظهر فّيّ
    سلوكياته خّلال اّلأزمات، حّيث يّظهر أّسلوبه اّلمشوب بّالخوف أّحيانًا وّالاندفاع فّي أّحيانّ
    أخرى. كّان يّعرف عّن نّفسه أّنه يّندم عّلى بّعض اّلمواقف اّلتي كّانت نّتيجة هّذه اّلصفاتّ
    المتضاربة فّي شّخصيته
    "
    ومن أّبرز مّا يّصور ذّلك مّوقفه مّن وّالديه وّمن شّيخه فّ ي اّلكتاب وّمن كّان يّقومّ
    بمراجعة اّلقرآن اّلكريم مّعه −ّالذي أّطلق عّليه فّي سّيرته اّلذاتية بّ )ّالعريف(−; فّهو مّنذ هذه اّلسن اّلمبكرة بّدأت تّظهر عّليه عّلامات اّلعناد وّالاندفاع, وّذلك حّين يّقول: "ّوما هّيّ
    إلا أّيام حّتى سّئم لّقب اّلشيخ, وّكره أّنُ يّدعى بّه ،ّ وّأحس أّن اّلحياة مّملوءة بّالظلمّ
    والكذب وّأن اّلإنسان يّظلمه أّقرب اّلناس إّليه حّتى لّو كّان أّبوه، وّأن اّلأبوة وّالأمومة لّاّ
    تعصم اّلأب وّالأم مّن اّلكذب وّالعبث وّالخداع 2 .
    يظهر مّوقف طّه حّسين مّن وّالديه وّمن شّيخه وّالعريف اّلذي كّان يّقوم بّمراجعة اّلقرآنّ
    الكريم مّعه كّمظهر وّاضح لّعلامات اّلعناد وّالاندفاع اّلتي ظّهرت عّليه مّنذ سّن مّبكرة. فّيّ
    سيرته اّلذاتية، يّشير إّلى أّنه سّرعان مّا تّعب مّن لّقب اّلشيخ وّكره تّسميته بّه وّفهم أّن اّلحياةّ
    تحمل فّي طّياتها اّلظلم وّالكذب، وّأنه مّن اّلممكن أّن يّتعرض اّلإنسان لّلظلم حّتى مّن أّقربّ الناس إّليه، بّما فّي ذّلك وّالديه، وّأدرك بّأن اّلأبوة وّالأمومة لّيستا دّروعًا ضّد اّلكذبّ
    والخداع وّالتلاعب
    تحدث بّكل شّراسة عّن اّلعريف وّسيدنا ،ّ مّطلقًا لّسانه بّطريقة شّنيعة تُّظهر مّن عّيوبهماّ
    وسلبياتهما مّا كّان يُّخفيه مّن اّلآخرين، وّيعرضهما لّلعن وّاللوم أّمام اّلآخرين وّيصفهماّ
    بأسوأ اّلصفات مّثل اّلكذب وّالسرقة وّالطمع، وّيتحدث عّنهما بّأمور مّرفوضة وّمنكرة. كّانّ
    يجد فّي ذّلك اّلتحدث بّطريقة مّفرحة شّفاءً لّروحه اّلمنكسرة
    ويقول فّي مّقام آّخر: "ّوهنا أّطلق لّسانه فّي سّيدنا وّالعريف إّطلاقا شًّنيعا, وّأخذ يّظهر مّنّ
    عيوبهما وّسيئاتهما مّا كّان يّخفيه, وّأخذ يّلعنهما أّمام اّلصبيان وّيصفهما بّالكذب وّالسرقةّ
    والطمع, وّيتحدث عّنهما بّأشياء مّنكرة, كّان يّجد فّي اّلتحدث بّها شّفاءّ
    لنفسه 1..."
    وقد تّلقى طّه حّسين تّعليمه اّلأولي فّي اّلكتاب, حّيث حّفظ اّلقرآن اّلكريم فّي عّامه اّلتاسع,ّ
    كما حّفظ اّلكثير مّن اّلأشعار وّالأوراد وّالأدعية وّأناشيد اّلصوفية وّغير ذّلك ...
    ولما بّلغ اّلثالثة عّشرة مّن عّمره أّرسله وّالده مّع أّخيه اّلأكبر )ّمحمد( لّيدرس وّيتلقىّ
    بقية اّلعلوم فّي اّلأزهر, وّق د قّدم لّه أّخوه كّتاب أّلفية بّن مّالك, وّكتاب مّجموع اّلمتونّ
    قبل ذّلك بّعام لّلاطلاع عّليها قّبل اّلالتحاق بّالأزهر لّلدراسة فّيه
    انضمام طّه حّسين إّلى اّلأزهر وّ شّاركته فّي مّختلف حّلقات اّلعلم مّن حّديث وّفقه وّتوحيدّ
    ومنطق وّنحو وّأدب. لّم يّشعره بّالملل أّو اّلإرهاق خّلال هّذه اّلفترة، خّاصة فّي دّروسّ
    الأدب اّلتي كّان يّنبغي عّليه حّضورها، وّبشغف كّبير، وّلا سّيما حّلقات اّلشيخ سّيدّ
    المرصفي اّلذي كّان يُّعد أّحد رّواد اّلأزهر فّي دّروس اّلأدب، وّهذا مّا جّعله يّرتبط بّالأزهرّ
    بشكل وّثيق
    التحق طّه حّسين بّالأزهر عّامّ 1902 م وّبقي فّيه إّلى عّامّ 1908 م, وّظل طّوال هّذهّ
    المدة مّنتقلا بّين حّلقات اّلدروس مّن حّديث وّفقه وّتوحيد وّمنطق وّنحو وّأدب،ولم يّملّ
    إلى شّئ مّنها عّدا اّلأدب فّقد كّان شّغوفا بّه حّريصا عّلى حّضور حّلقاته, وّخاصة حّلقةّ
    الشيخ سّيد اّلمرصفي اّلذي كّان يّلقي دّروسا فّي اّلأدب وّهذا مّاكان يّربط طّه حّسينّ
    بالأزهر 2
    طه حّسين كّان غّير مّرتاح لّلدراسة فّي اّلأزهر وّلم يّجدها مّناسبة لّه، وّلهذا اّلسبب كّانّ
    ينتقد شّيوخ اّلأزهر بّشكل مّتكرر، وّيتحدث عّن عّيوب مّناهج اّلتعليم اّلمتبعة فّيه، وّيصفّ طريقة اّلتدريس بّالتقليدية وّالمحدودة، وّيستعرض اّلعديد مّن اّلأمثلة لّإظهار تّحاملهّ
    واختلافه مّع اّلشيوخ، مّع اّستخدام اّلسخرية فّي تّعبيره عّن ذّلك. وّيستعرض بّشكل سّاخرّ
    وبأمثلة كّثيرة تّحامله وّمناقشاته اّلحادة مّع اّلشيوخ
    لكن طّه حّسين لّم تّعجبه اّلدراسة فّي اّلأزهر وّلمترق لّه, وّلذلك نّجدهً كّثيرا مّا يّهاجمّ
    شيوخ اّلأزهر, وّيتحدث عّن سّوء مّناهج اّلتعليم فّيه, وّيصف طّريقة اّلتدريس فّيهّ
    مّليء بّالأمثلة عّلى مّهاجمته اّلمشايخ وّلجاجته مّعهم(ّ » الأيام « بالجمود وّالتقليد وّ
    وسخريته بّهم... 1
    اتصل طّه حّسين بّالجامعة اّلمصرية فّي بّداية نّشأتها, وّكانت حّينذاك غّير حّكومية,ّ
    وأعجب بّها إّلى حّد كّبير, وّأثرت فّي نّفسهً تّأثيراً بّالغا وّغيرت مّجرى حّياته, بّلّ
    وقطعت اّلصلة بّينه وّبين اّلأزهر مّما أّغضب وّالده وّأحزن وّالدته 2
    اتصال طّه بّالجامعة اّلمصرية وّإعجابه وّانبهاره بّها تّرك أّثراً عّميقا فًّي شّخصيته وّغي رّ
    مسار حّياته بّشكل جّذري. بّالفعل، فّتسبب فّي قّطع اّلصلة بّينه وّبين اّلأزهر، أّحدثت اّستياءًّ
    شديدًا فّي نّفس وّالده، وّحزنًا عّميقًا فّي وّالدته
    وفي اّلجامعة تّعرف عّلى اّلكثير مّن اّلأساتذة اّلمستشرقين وّاشتد إّعجابه بّهمّ
    وبآرائهم وّمناهجهم; فّكان لّذلك صّدى وّاضح فّي كّتاباته وّمقالاته يّقول: "ّ... ثّم لّا يّلبثّ
    أن تّستأثر اّلجامعة بّعقله كّله وّجهده كّله وّأن تّشغله عّن كّل شّئ آّخر, فّقد أّقبل أّساتذةّ
    جدد مّلكوا عّليه أّمره وّاستأثروا بّهواه, فّهذا اّلأستاذ كّارلو نّاللينو اّلمستشرق اّلإيطالي.ّ
    يدرس بّاللغة اّلعربية تّاريخ اّلأدب وّالشعر اّلأموي وّهذا اّلأستاذ سّنتيلانا يّدرس بّالعربيةّ
    أيضا وّفي لّهجة تّونسية عّذبة تّاريخ اّلفلسفة اّلإسلامية وّتاريخ اّلترجمة خّاصة. وّهذاّ
    الأستاذ مّيلونيُّ يّدرس بّاللغة اّلعربية كّذلك تّاريخ اّلشرق اّلقديم
    إلى أّن يّقول:"وإذا اّلفتى يّخرج مّن حّياته اّلأولى خّّروجا يّوشك أّن يّكونً تّاما لّولا أّنهّ
    يعيش بّين زّملائه مّن اّلأزهريين وّالدرعميين 3 وّطلاب مّدرسة اّلقضاء وّجه اّلنهارّ
    وشطرا مّن اّلليل. وّلكن عّقله قّد نّأى عّن بّيئته هّذه نّأيا تّاما, وّاتصل بّأساتذته أّولئكّ
    اتصالا مّتينا, فّكلهم قّد عّرفه وّكلهم قّد آّثره بّالحب وّالرفق وّالعطف. وّكلهم قّد أّدناه مّنّ
    نفسه وّدعاه إّلى أّن يّزوره فّي فّندقه وّأحب أّن يّقول لّه وّيسمع مّنه 4
    في اّلجامعة، اّكتسب طّه حّسين اّلكثير مّن اّلمعرفة حّيث تّعرف عّلى اّلعديد مّن اّلأساتذةّ
    المستشرقين وّأعجب بّهم وّبآرائهم وّمناهجهم بّشدة؛ وّترك ذّلك أّثرًا وّاضحًا فّي كّتاباتهّ ومقالاته. يّقول: "ّوألقى بّنفسه فّي أّحضانهم بّعيدًا عّن كّل شّيء آّخر"، فّالتفت اّلجامعة نّحوهّ
    بكل قّوة، فّاستحوذوا عّلى عّقله وّجهده بّشكل كّامل، حّيث تّملكهم وّاهتماماتهم، وّكان ذّلكّ
    ملحوظًا فّي تّأثرهم وّتأثيره عّليه. وّبناء عّلاقات قّوية مّع أّساتذته، فّكلهم عّرفه وّأبدوا لّهّ
    الحب وّالترحاب وّالرحمة. وّقد وّجدوا فّيه شّخصًا مّتواضعًا، وّدعوه لّزيارتهم فّي مّكانّ
    إقامته، حّيث كّان يّحب أّن يّستمع إّليهم وّيشاركهم أّفكاره وّتجاربه
    واستمر طّه حّسين فّي تّلك اّلفترة فّي اّلكتابة فّي كّل مّن صّحيفة)الجريدة(ّ
    وصحيفة )ّالحزب اّلوطني(, وّكان عّلى صّلة وّثيقة بّصاحبيهما لّطفي اّلسيد وّعبد اّلعزيزّ
    جاويش, وّمن خّلال عّبد اّلعزيز جّاويش تّعرف طّه حّسين إّلى اّلجماهير حّيث كّانّ
    يشجعه عّلى إّلقاء اّلخطب وّإنشاد اّلشعر وّخاصة اّلشعر اّلوطني. كّما شّجعه عّلى اّلسفرّ
    إلى فّرنسا حّيث يّعتبر أّول مّن أّلقى فّي رّوعه اّلسفر إّليها وّالدراسة بّها
    أما لّطفي اّلسيد فّقد عّرفه عّلى اّلعديد مّن اّلشخصيات اّلأدبية وّالسياسية وّغيرها وّأشركهّ
    في اّحتفالات اّلجامعة اّلتكريمية 1.
    استمرار طّه فّي اّلكتابة فّي اّلصحف اّلوطنية وّتعرفه عّلى بّعض اّلشخصيات اّلأدبيةّ
    والصحفية شّجعه عّلى اّلإنتاج وّالإبداع وّالتأليف خّاصة اّلشعر .ّ.كما تّلهف وّتشجع عّلىّ
    السفرإلى فّرنسا .
    ظل طّه حّسين فّي اّلجامعة اّلمصرية اّلقديمة مّن عّامّ 1908 م إّلى عّامّ 1914 م حّين تّقدمّ
    برسالته عّن ذّكرى أّبى اّلعلاء اّلمعري, وّكانت أّولى رّسائل اّلدكتوراه فّي اّلجامعة. ثّم سّافرّ
    إلى فّرنسا وّالتحق بّجامعة مّونبييليه فّدرس بّها اّلأدب اّلفرنسي وّاللغتين اّلفرنسيةّ
    واليونانية, و تّعرف خّلال تّلك اّلفترة عّلى اّلمرأة اّلفرنسية)سوزان( اّلتي أّصبحت فّيما بّعدّ
    زوجا لّه, وّكانت تّقرأ لّه اّلكتب اّلفرنسية حّينما كّانً طّالبا فّي اّلجامعة 2
    طه حّسين أّمضى فّترة طّويلة فّي اّلجامعة اّلمصرية اّلقديمة وّكانت رّسالته هّي أّولى رّسائلّ
    الدكتوراه فّي اّلجامعة.وبعد سّفره وّتعرفه عّلى سّوزان اّلتي كّانت تّقوم بّقراءة اّلكتبّ
    الفرنسية لّه وّهو يّدرس فّي اّلجامعة وّيواصل دّراسته
    ثم عّاد بّعد ذّلك إّلى اّلقاهرة فّي عّامّ 1916 م, نًّّظرا لّظروف اّلحرب وّقصوراّ
    لجامعة مّن اّلناحية اّلمالية. وّأقام فّترة قّصيرة, ثّم عّاود دّراسته بّعد ذّلك فّي جّامعةّ
    السوربون وّحصل عّلى شّهادة اّلليسانس عّامّ 1917 م, وّتزوج فّي نّهاية اّلعام مّن رّفيقتهّ
    سوزان, اّلتي كّانت تّساعده فّي إّعداد رّسالته, اّلتي أّشرف عّليها كّل مّن دّوركايمّ المتخصص فّي عّلم اّلاجتماع, ثّم أّكمل اّلإشراف عّليه سّلستيان بّوجليه بّعد وّفاةّ
    دوركايم, وّكانت اّلرسالة تّبحث فّي فّلسفة اّبن خّلدون اّلاجتماعية 1.
    وقد أّنهى كّتابة رّسالته فّي عّامّ 1918 م وّرزق فّي اّلعام نّفسه بّابنته )ّأمينة( اّلتي كّانّ
    يدعوها بّ )ّمارجريت( وّعاد بّعد ذّلك إّلى اّلقاهرة فّي عّامّ 1919 م, عّادإلىّ
    وطنهً )ّمستغربا( مّحاولا تّطبيق مّنهج وّأساليب اّلغرب 2

  • وفاته :
    كانت حّياته مّليئة بّالعطاء اّلأدبي وّالفكري، حّيث كّتب اّلعديد مّن اّلروايات وّالمقالات اّلتيّ
    أثرت فّي اّلثقافة اّلعربية. وّفاته خّسارة كّبيرة لّلأدب اّلعربي، لّكن إّرثه اّلثقافي يّعيش مّنّ
    خلال أّعماله اّلمتنوعة اّلتي لّا تّزال تّلهم اّلأجيال اّلحالية وّالمستقبلية
    "
    ضعفت صّحة طّه حّسين فّي أّواخر حّياته وّنتيجة لّذلك فّقدَ قّل إّنتاجه اّلأدبي ،ّوأصيبّ
    بنوبة مّرضية أّواخر عّامّ 1393 ه ّ 1973 م نّقل عّلى إّثرها لّلمستشفى حّيث حّانت وّفاتهّ
    بعد أّيام قّلائل وّكان لّه مّن اّلعمر ثّلاثة وّثمانون عّاما، وّقد عّمل لّه مّأتم كّبير فّيّ
    الجامعة اّلمصرية 3


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

أولا شعر الحزب ...

أولا شعر الحزب الزبيري بدا يتنصيب عبد الله بن الزبير نفسه خليفة على الحجاز، واستمر تسع سنوات، وانته...

ث‌- الصراع: يع...

ث‌- الصراع: يعتبر من المفاهيم الأقرب لمفهوم الأزمة، حيث أن العديد من الأزمات تنبع من صراع بين طرفين...

تعرض مواطن يدعى...

تعرض مواطن يدعى عادل مقلي لاعتداء عنيف من قبل عناصر مسلحة تابعة لمليشيا الحوثي أمام زوجته، في محافظة...

زيادة الحوافز و...

زيادة الحوافز والدعم المالي للأسر الحاضنة لتشجيع المشاركة. تحسين تدريب ومراقبة العاملين الاجتماعيين...

Because learnin...

Because learning changes everything.® Chapter 13 Mutations and Genetic Testing Essentials of Biology...

ذكرت صحيفة نيوي...

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مصادر استخباراتية في الشرق الأوسط ومسؤولين إسرائيليين أن عز الدين ا...

تُعد طرائق التد...

تُعد طرائق التدريس من أهم العوامل التي تؤثر في جودة العملية التعليمية وفاعليتها. ومع تطور أساليب الت...

تعتبر بروفايلات...

تعتبر بروفايلات الدول مهمة للغاية في تحسين الفهم والتواصل الثقافي والاقتصادي بين الدول، وكذلك بين ال...

هدفت هذه الدراس...

هدفت هذه الدراسة إلى تحليل العلاقة بين السياحة والتنويع الاقتصادي وأثرهما المشترك على تحقيق النمو ال...

is a comprehens...

is a comprehensive document that outlines a business's goals, strategies, and operational structure....

شدد الفريق أول ...

شدد الفريق أول عبدالمجيد صقر، على أهمية التنسيق بين القوات المسلحة المصرية ونظيراتها الدولية من أجل ...

تواصل مليشيا ال...

تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية حملة ميدانية موسعة منذ أكثر من أسبوعين، استهدفت خلالها الباعة المتجولي...