ردود فعل الآخر تكشف حقيقة شعوره تجاهك من يعرف قيمتك

بعد 30 موقفًا تقريبًا ربما يصل عقلك لإدراك ما كنت لا تدركه سابقًا
بسرعة، وبعد 60 موقفًا ستجد نفسك سريع البديهة والإدراك، وهذا
سيسهل عملية المواجهة وتحطيم عقدة الخضوع
. ستحتاج المواجهة المتأخرة في المواقف الأولية، لأن الإدراك سيحتاج
مواقف ليتكون، فلا يكفي الوعي بوجود العقدة الإدراك وليد التجربة.
. قبل المواجهة ستلاحظ أن عقلك سيخلق جميع الأسباب لكي لا تواجه
مثل:
. تصغير حجم الموقف ستحرج نفسك ولا جدوى إنه أمر لا يستحق، كبر
عقلك وكن أفضل منه وعامل الناس بأخلاقك تجاهل وسيؤخذ حقك من
قبل القدر
. أنت تستحق التقدير عامل الناس بحدودك لن يأخذ حقك إلا نفسك.
. تضخيم ردود فعل الآخر: ماذا لو كان رد فعل الآخر قاسيًا وتصادميًّا أو
عنيفًا ؟ ماذا لو تخلى عني وقطع علاقته بي؟

ردود فعل الآخر تكشف حقيقة شعوره تجاهك من يعرف قيمتك
ويتقبلك كما أنت سيقدر أنك واجهته وفتحت قلبك، ويعلم يقينًا أن هذا
سيقوي علاقتك به، ومن يتخلى عنك لأنك عبرت عن نفسك فهو لا يستحق
الوجود في حياتك من الأساس.

. مراعاة شعور الآخر: لا أريد أن أحرجه، لا أحب أن أجرح مشاعر إنسان.
من لم يخجل من التطاول على حدودك لماذا تخجل منه بتوضيحها
بصرامة؟ المواجهة ليس لها علاقة بجرح إنسان فهي توضيح فقط لما يدور
في داخلك.
. أخاف أن يُساء فهم ما أقول.
. كن واضحًا في تعبيرك عن نفسك ولا تفترض كيف ستفهم، فالآخر لديه
الحق في التعبير عن كيفية فهمه وعليك التوضيح فيما بعد.
. المحافظة على صورة الإنسان اللطيف عندما يكون جزء من هويتك أنك
شخص طيب لطيف لا تؤذي أحدًا، قد يصبح مصدرًا تستمد منه
الاستحقاق ولا تريد أن يقال عنك عكس هذا فتضطر إلى الخضوع.
. « الرجل الطيب هو الرجل الخطر الذي اختار أن يكون طيبا» -
د. جوردان ،بيترسون كان يقصد هنا أن الطيب يجب أن يحمل مخالب
وأنياب ولكن لا تبرز إلا حين الحاجة لها، أما من لا يملكها فهو ليس طبعًا بل جبانًا خائفا يهرب من المواجهة أنصح بمحاضرات د. جوردان علی
يوتيوب، وكتابه 12 قاعدة للحياة ترياق للفوضى» من أعمق ما قرأت في
علم النفس.

اللطيف السلبي لا يعيش ولا فائدة من الحفاظ على صورة مثل هذه،
فالبشر يحترمون الأقوياء الذين يعرفون كيف يرسمون حدودهم
وخضوعك لهم على حساب نفسك سيجعلك محط الاستغلال والسخرية.
. لا أعرف كيف أرد؟ أخاف أن أخذل نفسي برد خاطئ ولهذا من الأفضل
أن أصمت.
. لتحطم العقدة ولكي تكون فخورًا بنفسك قل أي شيء، لكن أرجوك لا
تصمت في بعض الأحيان كنت أقول لمريض عقدة الخضوع تصادم مع
الجميع في أول ستة أشهر ، لم أقصد هنا طبعًا أن يختلق المشكلات أو أن
يكون عنيفًا، قصدت أنه سيحتاج لأكبر عدد من المواجهات لكي يتشافى
ويستطيع التعبير عن شعوره بشكل تلقائي.
حين المواجهة ألاحظ أن وجهي يصبح أحمر اللون وصوتي متوترًا ويثقل
لساني وترتجف يدي وقلبي يخفق بسرعة وفي بعض الأحيان أشعر وكأني
سأبكي أو فعلًا تدمع عيني، فماذا أفعل؟
. هذه أعراض نوبة القلق، فالعقل يعتبر هذا الموقف مرعبًا، ويقوم بما يسمى - Autonomic Nervous System - ليفعّل آلية القتال أو الهروب
أو التجمد التي تعمل حين مواجهة خطر في الواقع. تراكمية مواقف
الخضوع وارتباطها بمواقف في الطفولة جعلت المواجهة كأنها أمر يعرضك
للخطر، فحين واجهت أمك ضربتك أو حين واجهت أباك صرخ عليك أو
حين واجهت معلمك أهانك أو حين رأيت أخاك يواجه أباك عوقب بقسوة
كلها مواقف قد تعرض الإنسان لهذه العقد ليس شرطا أن تتكون»، ولكن كلما واجهت قلت الأعراض تدريجيا على مبدأ -Systemic
‏Desensitization في العلاج السلوكي الإدراكي صدقني حتى لو ظهرت
هذه الأعراض لن يلاحظها إلا القليل من البشر ولكن الطريق الوحيد
للتحرر منها هو المرور بها، فإذا كنت تسير في الكهف المظلم خائفًا مذعورًا
لا تجعل أعراض القلق توقف مسارك حتى تصل إلى بصيص النور.
معادلة الإنسان المدرك = تفهم سلوك الآخر وتقدير الموقف بشكل عام
ثم التعبير عن شعورك باختيار نوع من أنواع المواجهة وتقبل نفسك بشكل
كامل بعدها بلا جلد للذات وبتحليل موضوعي لصحة سلوك لتستفيد من
التجربة مثال:
. سألك صديق عن طبيعة علاقتك العاطفية وأنت تشعر أنه أمر شخصي
لا تريد الإجابة عنه لكنك أجبت بأنك منفصل عدت للمنزل بعدها تجلد
ذاتك بأنك شخص لا يعرف المواجهة وأنك تخجل من رسم حدودك.

. التفهم للسلوك وتقدير الموقف صديق يحاول القرب مني التعبير
يجب أن يكون بمواجهة لطيفة بتبرير للآخر « أعلم أنك تسأل من باب
القرب لكنني لا أحب الخوض في هذا الموضوع ولكنك لم تفعل هذا، لأنك لم تتعود على رسم الحدود ولهذا لا تكن قاسيًا على نفسك فأنت في
معسكر التدريب الآن والتجارب ستخدمنا لنتطور، تقبل نفسك وأقدم على
مواجهة متأخرة : اتصل به وأخبره بأنك تقدر مكانته لديك لكنك لا تحب
الحديث عن أي شيء يخص علاقتك العاطفية وأنك أخبرته لأنك لا تود
إحراجه.

. التقبل لأفعالك الخاطئة هو مفتاح تطورك، فالفشل في عالم العقد
النفسية هو سر النجاح سيحاول عقلك أن يشن هجومًا عليك ما إن
تخطئ أو تقع في العقدة، ولن يريك حقيقة أنك تخطو في طريق التحرر
المليء بأشواك المواقف التي لن تحسن التصرف فيها، ولهذا يعتبر التغيير
مؤماً جدًا وكما قال أوشو : « معظم الناس يبحثون عن المواساة وليس
التغيير».
إن لم تواجه ستجلد ذاتك وإن واجهت بطريقة خاطئة ستجلد ذاتك،
لكن على الأقل الإقدام على فعل المواجهة بحد ذاته يجب أن يجعلك فخورًا
بنفسك، وتتصدى لآلية جلد الذات التي هي محض خدعة ليجعلك العقل
تبتعد عن المواجهات.
. لكل من يخوض رحلة البحث عن ذاته، جلد الذات ستكون
هي
الآلية
العنيدة التي تقف في طريقه محاولة بكل جهد إيقافه، حيث يكون واعيًا
بأخطائه وهو يقترفها ولهذا قال الفيلسوف إيميل سيوران: « الوعي لعنة
مزمنة وكارثة هائلة».

بعد المواجهة : « سيحاول العقل المحافظة على العقدة من خلال هذه
الآليات»
. عقدة الذنب ستشعر بالذنب وبأن الموضوع لم يكن يستحق وتحاول
مراضاة الطرف الآخر والتأكد من أنه
ليس مستاء.