لخّصلي

تاثير الألعاب الالكترونية على التحصيل الدراسي فقد كان موضوع العديد من الدراسات نذكر منها دراسةCumming and Vandwater2007في الولايات المتحدة الأمريكية حيث قام الباحثان بسبرللآراء لفئةالمراهقين الذين تتراوح أعمارهم 10 و19 سنة توصلا من خلالها أن الألعاب الالكترونية تأثر سلبا على التحصيل الدراسي أما دراسة Erin Hasting et al 2009 على عينة تتكون من 70 تلميذ تتراوح أعمارهم بين 6 و 10 فقد أكد أن هناك علاقة سالبة بيناستعمال الألعاب الالكترونية و تدني التحصيل الدراسي .وتأتي دراسةWeis, R et Cerankosky ,B 2010لتأييد الدراستين السابقتين حيث توصـلت إلى أن اسـتعمال الألعـاب الالكترونيـة يـؤديإلى تراجـع النتائج في كل من الكتابة والقراءة لدى عينة من التلاميذ بلغت 60 في الولايات المتحدة الأمريكية.من خلال المعطيات السابقة تظهر أهمية وضرورة استقصاء واستطلاع مدى تأثر أطفالنا بالألعاب الالكترونية وتأثيرها عليهم .حيث يتبادر إلى الذهن الأسئلة التالية:- هل هناك علاقة بين التحصيل الدراسي واستعمال الألعاب الالكترونية. - ما مدى نسبةاستعمال الألعاب الالكترونية لدى أفراد العينة. - هل هناك فرق في نسبةاستعمال الألعاب الالكترونية بين الذكور والإناث. للإجابة على التساؤلات المطروحة قمنا بصياغة الفرضيات التالية :فرضيات الدراسة:1- هناك علاقة بين التحصيل الدراسي و استعمال الألعاب الالكترونية.2- نسبة استعمال الألعاب الالكترونية كبيرة . 3- هناك فرق في نسبة استعمال الألعاب الالكترونية بين الذكور و الإناث .تحديد المصطلحات:- تعريف التحصيل الدراسي : يعرفه احمد إبراهيم احمد على انه الانجاز التحصـيلي للطالـب في مـادة دراسـية أو مجموعـة المـواد بالـدرجات طبقـا للامتحانات التي تجريها المدرسة أخر العام أو في نهاية الفصل الدراسي. )احمد إبراهيم احمد2000 ص7(- التعريف الإجرائي للتحصيل الدراسي: المقصود بالتحصيل الدراسي في الدراسة الحالية المعدل السنوي الذي تحصل عليـه أفـراد عينـة البحـث للسـنة الدراسية2013-2012 . -تعريف الألعاب الالكترونية : عرفها )2004Salen. K, E. Zimmerman et ( بأنها جميع أنواع الألعاب المتوفرة على هيئات الكترونية، وتشمل ألعاب الحاسب، وألعاب الإنترنت، وألعاب الفيديو Playstationوألعاب الهواتف النقالة، وألعاب الأجهزة الكفية )المحمولة palm devices.() ,p 862004Salen. K,( E. Zimmerman etأهمية البحث:تتجلى أهمية البحث في النقاط الآتية: 1- تتناول هذه الدراسة ظاهرة هامة من ظواهر العصر الحديث وهي إدمان الألعاب الالكترونية .2- تسعى هذه الدراسة لاستقصاء العلاقة بين الإفراط في استعمال الألعاب الالكترونية والتحصيل الدراسي3- تفتح الدراسة الحالية باب البحث في المواضيع المتعلقة بالألعاب الالكترونية.4- تهتم الدراسة الحالية بشريحة الأطفال والتي تعتبر الثروة البشرية المستقبلية وتسـلط الدراسـة الحاليـة الضـوء عـلى مخـاطر الإفـراط في اسـتعمال التكنولوجيا الحديثة 5 - قد تكون هذه الدراسة المنطلق لبناء برامج إرشادية تؤهل التلاميذ للتعاطي الايجابي والمعقول مع الألعاب الالكترونية و كذا تصميم العاب تتماشيوثقافتنا وتخدم الأهداف التربوية المسطرة.أهداف البحث:يهدف البحث إلى:1- التعرف على العلاقة بين الإفراط في الألعاب الالكترونية والتحصيل الدراسي.2- الفروق بين الجنسين في الإفراط في الألعاب الالكترونية.3- توعية الأولياء بخطورة الإفراط في الألعاب الالكترونية وتأثيراتها السلبية.4- تزويد الباحثيـن بنتائج دراسة استطلاعيـة تفتح لهم المجال لاستثمار الموضوع من عدة جوانب وإثراء البحث العلمي.إجراءات الدراسة:منهج البحث:اعتمد البحث الحالي على المنهج الوصفي التحليلي و حسـب شـفيق محمـد )1998 (هـو المـنهج الأكـثر اسـتخداما في المجـالات الاجتماعيـة التربويـةوالنفسية حيث يزود الباحث بمعلومات حقيقية عن الوضع الراهن للظاهرة المدروسة .و الدراسات الوصـفية لا تقـف عنـد مجـرد جمـع البيــانات و الحقـائق بل تتجه إلى تصنيـف هذه الحقائق وتلك البيانات وتحليـلها وتفسيرها لاستخلاص دلالاتها وتحديدها بالصورة التي هي عليهـا كميـا وكيفيـا بهدف الوصول إلى نتائج نهائية يمكن تعميمها) .شفيق محمد، 1998 ، ص 108( حدود البحث:1 - الحدود البشرية :تقتصر الدراسية على عينة من تلاميذ السنة الرابعة والخامسة يبلغ عددها )196.(2 - الحدود الزمانية: تم تطبيق استمارة البحث البحث في الفصل الأول من السنةالدراسية :2014-2013 .3- الحدود المكانية :تم تطبيق البحث في كل من مدرسة حفصة أم الـمؤمنين ببوزريعة ولاية الجزائر ومدرسة الطالب محمد خنقـاني بمخادمـة ولايـة ورقلة . عينة البحث:يتمثل مجتمع البحث في الدراسة الحالية من تلاميذ السنة الرابعة والخامسة من مستعملي الألعاب الالكترونية حيث تم اختيار أفراد عينـة بطريقـة عشوائية تتكون من )196(تلميذ وتلميذة من مدرسة حفصة أم الـمؤمنين ببوزريعة ولاية الجزائر ومدرسـة الطالـب محمـد خنقـاني بمخادمـة ولايـة ورقلةيتراوح سنهم بين )13-8 (بمتوسط حسابي قدره9.87 . ويمثل الجدول التالي خصائص أفراد العينة :أفراد العينةالعددالنسبةالذكور10252٪الجنسالإناث9448٪السنة الرابعة10955٪المستوى الدراسيالسنة الخامسة8745٪جدول رقم )1 (خصائص عينة البحثأدوات جمع البيانات :تعمل الدراسة الحالية على استطلاع موضوع علاقة الإفراط في الألعاب الالكترونية بالتحصيل الدراسي ولجمـع البيانـات اللازمـة اعتمدنا على استمارة معلومات تملئ من قبل الأولياء .حيث اعتمدنا في تحضيرها على التعاريف الإجرائية لمتغيرات البحث .عرض ومناقشة النتائج :عرض ومناقشة الفرضية الأولى :تنص الفرضية الأولى على ما يلي :)هناك علاقة بين استعمال الألعاب الالكترونية والتحصيل الدراسي( لاختبار الفرضية تمتحليل الأرقام والبيانات بواسطة برنامج الحزمة الإحصـائية في مجـال العلـوم الاجتماعيـة والتربويـة )spss( .حيـث تـم اسـتخدام معامل الارتباط بيرسون)R (لمعرفة العلاقة التي تربط بين التحصيل الدراسي والإفراط في استعمال الألعاب الالكترونية والجدول )3 (يوضح ذلك:معـــامـل بيـرسـونالدلالة الإحصائية0.230.203جدول)2 (يوضح معامل الارتباط بين التحصيل الدراسي والإفراط في استعمال الألعاب الالكترونيةيتضح من الجدول السابق أن معامل ارتباط بيرسون يساوي)0.23 (وبدلالة إحصائية )0.203(، مما يعني عدم وجود علاقة بين التحصيل الدراسي واستعمال الألعاب الالكترونيةوجاءت نتائج هذه الدراسة مخالفة لبعض الدراسات السابقة كدراسة:)2005 )Grussers M et al, وهو مخالف لما افترضناه في البداية في البحث الحالي ويمكن إرجاع ذلك إلى عدة عوامل منها:-نسبة كبيرة من أفراد العينة لا يستعملون الألعاب الالكترونية بدرجة كبيرة إلى حد الإفراط.-اهتمام الأولياء بالتحصيل الدراسي لأطفالهم و حرصهم على عدم تضييعهم الوقت في اللعب بإفراط .-التنوع الكبير في أنواع و أصناف اللعب الالكترونية .فهناك العاب عنيفة و لا أخلاقية كما أن هناك العاب تربوية وتعليميـة وهـذا الاخـتلاف يجعـل دراسة العلاقة بين التحصيل الدراسي و الألعاب الالكترونية غير واضح.عرض ومناقشة الفرضية الثانية :تنص الفرضية الثانية على ما يلي :-2نسبة استعمال الألعاب الالكترونية كبيرةلدى أفراد العينة ولاختبار هاته الفرضة قمنا بتبويب البيانات والمعطيات في نسب مئوية والـمقارنة بينها حيث مثلنا النتائج في الجدول التالي:اقل من ساعةاقل من ساعتينأكثر من ساعتينالعددالنسبةالعددالنسبةالعددالنسبةالذكور 2019.60٪6765.68٪1514.70٪الإناث6367.02٪2829.85٪033.19٪المجموع8343.31٪9547.77٪189٪جدول( 3) نسبفترات استعمال الألعاب الالكترونية لأفراد العينةمن خلال النسب المئوية المعروضة في الجدول ) )3 يتبين لنا ما يلي -نسبة أفراد العينة الذين يلعبون الألعاب الالكترونية في مدة اقل من ساعة هي43.31 ٪ . -نسبة أفراد العينة الذين يلعبون الألعاب الالكترونية في مدة اقل من ساعتين هي47.77٪.-نسبة أفراد العينة الذين يلعبون الألعاب الالكترونية في مدة أكثر من ساعتين هي 9٪.انطلاقا من تعريف الإفراط في استعمال الألعاب الالكترونية الذي تم ذكره في الدراسة الحالية والذي يحدد بأكثر من سـاعتين في اليـوم ، و مـن خـلال النسبـة المبوبة في الجدول رقم )3 (و التي تقدر بـ 9٪، نلاحظ أن نسبة قليلة من أفراد العينة يفرطون في استعمال الألعاب الالكترونية حيث يستعمل 43.31٪ من أفراد العينة الألعاب الالكترونية لفترة مقبولة ومشروعة وهي أقل من ساعة في اليوم في حين لا يتجاوز 47.77٪ من أفراد العينة استعمالها لساعتين ،وبهذا لم تتحقق الفرضية الثانية .ويمكن إرجاع قلة عدد أفراد العينة الـمفرطين في استعمال الألعاب الالكترونية إلى ما يلي:-وعي الأولياء بخطورة الإفراط في استعمال الألعاب الالكترونية -حرص الأولياء على وقت الأبناء وكدا متابعتهم من أجل عدم إهمال الواجبات المدرسية -وجود بدائل أخرى تجذب اهتمام أفراد العينة أكثر من الألعاب الالكترونية كالتلفاز مثلا.-أسباب مادية بحيث لا يمكن لأفراد العينة الذهاب إلى مقاهي الانترانت للعب بصفة دائمة عرض و مناقشة الفرضية الثالثة :تنص الفرضية الثالثة على ما يلي :-هناك فرق في نسبة استعمال الألعاب الالكترونية بين الذكور و الإناثالعددالذكورالإناثاقل من ساعة832024٪6376٪اقل من ساعتين956770.50٪2829.50٪أكثر من ساعتين181583.33٪0316.66٪المجموع19610294جدول(4)الفرق في نسبفترات استعمال الألعاب الالكترونية بين الذكور والإناثيوضح الجدول)4 (الفرق في نسب استعمال الألعاب الالكترونية عند الذكور والإناث حيث يتضح لنا من خلال الجدول ما يلي:-نسبة الإناث اللواتي يستعملن الألعاب الالكترونية لأقل من ساعة 76٪ وهي اكبر من نسبة الذكور التي تبلغ 24٪.-نسبة الذكور الذين يستعملون الألعاب الالكترونية لأقل من ساعتين هي 70.50٪ وهي أكثر من نسبة الإناث التي بلغت 29.50٪.-نسبة الذكور الذين يستعملون الألعاب الالكترونية لأكثر من ساعتين هي 83.33٪ وهي أكثر من نسبة الإناث التي بلغت 16.66٪.ونلاحظ من خلال عرض النسب المئوية أن الذكور أكثر استعمالا للألعاب الالكترونية مقارنة بالإناث .وتتفق هذه النتائج مع نتائج عدة دراسات نذكر منها) Chiu & al, 2004و 2005( KO, C.H ويمكن إرجاع ذلك إلى أن الإناث اعتدن البقاء في البيت وتعودن على ملأ أوقات الفراغ بمشاهدة التلفاز أو القيام بنشاطات أنثوية كمساعدة الأم مـثلا أو اللعب بالدمية في حين يصعب على الإباء إبقاء الذكور )الذين يفضلون اللعب خارجا مع الأصدقاء (في البيت ونظرا لعدة مشاكل يتخوف منها الآباء كمخالطة رفاق السوء وظاهرة سرقة الأطفال يحاول الآباء توفير الوسائل الممكنة والتساهل مع الأبناء في استعمال الألعاب الالكترونية بغية إبقائهم في البيت و الحرص على سلامتهم وكذا استعمال الألعاب الالكترونية كوسيلة لـمكافئة الأولاد عند قيامهم بواجباتهم المدرسية )تعزيز ايجابي . (الاستنتاج العام :حاولنا في البحث الحالي إلقاء الضوءعلى موضوع الإفراط فياستعمال الألعاب الالكترونية وعلاقته بالتحصيل الدراسي .وهو موضوع أسال الكثير مـن الحبر في العديد من الدول ولكن لم يتناوله الباحثون عندنا -على حد علم الباحثتان-ويتضح من خلال ما توصلت إليه نتائج هذه الدراسة ما يلي:- عدم وجود علاقة بين التحصيل الدراسي واستعمال الألعاب الالكترونية وهو عكس ما افترضناه في بداية الدراسـة وقـد حاولنـا تفسـير هـذه النتيجـة ببعض الافتراضات- عدم إفراط أفراد العينة في استعمال الألعاب الالكترونية .وأرجعنا ذلك إلى عدة أسباب سبق ذكرها . - نسبة استعمال الذكور للألعاب الالكترونية اكبر من نسبة استعمال الإناث لها . - ويجدر الإشارة إلى أن الدراسة الحالية عملت على استطلاع الموضوع وتعتبر كنقطة انطلاقة لتبني دراسات أخرى تبحث أكثر في مختلف جوانبه . اقتراحات وتوصيات :- إنتاج العاب كمبيوتر تعليمية وتربوية تشتمل على عناصر الجذب والإثارة التي تتميـز بهـا الألعـاب الإلكترونيـةالمتميـزة بـالعنف و الإثـارة شـائعة الانتشار .- تنظيم الوقت المخصص لترفيه الطفل بين ممارسة الألعاب الإلكترونية وممارسة الرياضة مثل السباحة والـرحلات وغيرهـا مـن الأنشـطة التـي تعـود بالفائدة على الطفل من الناحية الجسمية والنفسية والعقلية. - على الوالدين اختيار الألعاب الإلكترونية المناسبة لأعمار أولادهم، وأن تكون خالية من أي محتوى عنيف أو غير أخلاقي .- تحديد زمن معين للعب لا يزيد عن ساعة في اليوم.- عدم السماح للطفل بممارسة الألعاب الإلكترونية إلا بعد الانتهاء من الواجبات المدرسية.- إجراء أبحاث ودراسات أخرى تتعمق أكثر في استقصاء الموضوع .