لخّصلي

﴿ اقتصاد تركيا ﴾
تمهيد :
اعتمدت تركيا على فعالية التنظيم واستفادت كذلك بالظروف الملائمة ، لتظهر كاحدى القوى الاقتصادية التي تحتل مراتب مهمة على الصعيد العالمي. فما هي أسس هذه القوة؟ وما هي مظاهرها ؟ وما هي المشاكل أو التحديات التي تعيق هذا التقدم ؟ .
⚫ العوامل المفسرة لقوة الفلاحة التركية :
امتداد الأراضي الصالحة للزراعة التي تقدر ب 50٪ من مجموع مساحتها البالغ 783562كلم مربع. بالإضافة إلى توافر الموارد المائية لإرواء المزروعات والأشجار وهذا ما يتوافر في تركيا بشكل وفير؛ حيث تعد تركيا من أغنى الدول بالمسطحات المائية .
بالإضافة إلى ذلك فإن تركيا تتنعم بوجود الكثير من الأقاليم الجغرافيا والمناخية ، ما تتيح له القيام بمختلف الأنشطة الفلاحية فيها.
توفر اليد العاملة والخبرات الزراعية ، حيث تساهم هذا القطاع في تشغيل نسبة عالية من السكان تبلغ قيمتها 40٪ من مجموع قوى العمل في البلاد
تحسين الفلاحة بالاعتماد على تطور التكنولوجيا واستعمال السقاية والزراعة المدارية بالإضافة إلى تنقيح البذور واستعمال البذور المهجنة والمبيدات الحشرية والأسمدة الطبيعية والصناعية.
ونظرا لأهمية هذا القطاع في تركيا ؛ تسعى الحكومة التركية للنهوض به إلى أعلى المستويات من خلال عدة إجراءات، نذكر منها:
🌿 القيام بتخصيص مراكز للأبحاث الزراعية وتطوير الزراعة التركية
🌿 تخصيص قروض زراعية لإشادة المشاريع الزراعية والصناعات الزراعية الأولية، وتوفير المعدات والآليات الزراعية بأسعار مناسبة .
🌿 بالإضافة إلى أن الحكومة التركية تعمل على تحسين وضع الفلاحين من خلال تأمين السكن الزراعي في جميع المدن الزراعية في تركيا .
⚫ مظاهر قوة الفلاحة التركية :
🔷يتميز الفلاحة التركية بالضخامة والتنوع ؛ حيث تستثمر تركيا في مختلف المجالات الزراعية من ضمنها : زراعة الحبوب، وزراعة الخضروات والفواكه ومنتجات التوابل، إضافة إلى زراعة الزهور والنباتات المتعلقة بمجال الزينة. كما يستثمر تركيا في مجال المزارع الحيوانية، كمزارع الدواجن….
إنتاج العسل الطبيعي.
🔷وقد ساهم كل ذلك في جعل تركيا قوة فلاحية تحتل المرتبة الثالثة في مجال الإنتاج الزراعي، وتعتبر تركيا كذلك من أكثر البلاد تصديراً للمنتجات الزراعية في الشرق الأوسط وشرق أوروبا وشمال أفريقيا ،كما تعد قطاع الفلاحة في تركيا من القطاعات الهامّة التي تساهم في إنعاش الاقتصاد من حيث كثرة استخدام القوى العاملة فيها ورفع نسبة الصادرات التركية. كما أنّ هذا القطاع يلعب دوراً هامّاً في تحديد نسب التّضخّم في البلاد.
⚫ العوامل المفسرة لقوة الصناعة التركية:
_ توافر المواد الخام لمختلف الصناعات والقطاعات.
البنية التحتية المتطورة من معدات و آليات و ماء و كهرباء
_ توفر الخبرات واليد العاملة ، حيث يعمل في قطاع الصناعة ما يقارب 20٪ من مجمل عدد الأيدي العاملة .
اتبعت الحكومة سياسة اقتصادية تركز على الاقتصاد الداخلي. وقد حاولت من خلالها :
_ حماية الشركات المحلية عن طريق فرض قيود على الشركات والواردات الأجنبية والعمل كذلك على تحسين الاستقرار للانتاج الصناعي.
_ تأهيل العنصر البشري باعتباره المنهل الرئيسي والهدف لتحقيق النمو الاقتصادي
_ الاعتماد على اقتصاد السوق أو الاقتصاد الحر ويعني عدم تدخل الدولة في الأنشطة الاقتصادية وترك السوق يضبط نفسه بنفسه.
_ تبني النظام الصرف الثابت قصد تحقيق الاستقرار في سعر صرف العملة وتحديد نسبة التضخم عن طريق التثبيت المباشر لقيمته بنسبة محددة .
_ تشجيع خصخصة القطاع العام ودعم القطاع الخاص.
ولمحاربة البطالة قامت الحكومة بنقص الميزانية اللازمة لتحسين الصناعة وتحديثها واستيراد البضائع والمواد الخام .كما قامت أيضا بفرض رسوم بيع وضرائب على منتجات بعض شركات القطاع العام، وقد استعمل الأموال الواردة من هذه الإجراءات في توظيف العاطلين عن العمل في الوقت الذي لم تكن فيه الشركات في حاجة إلى توظيف عمالة جديدة.
⚫ مظاهر قوة الصناعة التركية :
🔷 مكنت العوامل المذكور أعلاه في جعل تركيا أحد أقطاب الصناعة العالمية ؛ حيث تعمل تركيا في مختلف المجالات الصناعية، كصناعة النسيج وصناعة المواد الغذائية إضافة الى الصناعة الكهربائية وصناعة الجلود وصناعة السيارات وبذلك تحتل تركيا مراتب متقدمة في هذه الصناعات كالمرتبة الثالثة في صناعة النسيج والمرتبة الخامسة في صناعة السيارات والمرتبة الرابعة في صناعة السفن
🔷 يساهم القطاع الصناعي بنسبة مهمة من الناتج القومي للبلاد حيث يقدر نسبة المساهمة ب 29.5% من الناتج القومي.
⚫ العوامل المتحكمة في نمو القطاع الخدماتي :
_ وجود إنتاج صناعي ضخم ومتنوع.
_الموقع الاستراتيجي الذي تحتله تركيا بانفتاحه على العالم ، حيث تقع في مفترق طرق القارات الثلاثة أوروبا وأفريقيا وآسيا.
_ وجود سوق استهلاكية كبيرة ( تقدر سكان تركيا بأكثر من 78.000.000 نسمة).
_توفر البنى التحتية وجميع المرافق العامة، وكذلك وجود شبكة كثيفة ومتطورة من وسائل المواصلات المختلفة كالأساطيل.
⚫مظاهر قوة القطاع الخدماتي:
🔷 يساهم هذا القطاع في تشغيل نسبة عالية من السكان يقدر بحوالي 40٪ من مجمل القوى العاملة.
🔷 تتنعم تركيا بالوضعية الإيجابية للميزان التجاري، حيث يفوق الصادرات قيمة الواردات.
🔷 تعدد شركاء التجارية لتركيا ، حيث تتعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وروسيا ودول أخرى كما تتعامل أيضا مع الاتحاد الأوروبي.
🔷 نظرا لكون الجمركية من القطاع المهمة التي تعمل على تنشيط الاقتصاد التركي تم تكوين اتحاد جمركي بين تركيا والاتحاد الأوروبي لتوثيق التجارة بينهما، ولقد بلغ صادرات تركيا نحو الاتحاد حوالي 51٪ من مجموع صادراتها.
🔷 تمثل القطاع السياحي أيضا أحد الأعمدة التي تتركز عليه الاقتصاد التركي حيث تعتبر تركيا من الوجهات السياحية الأكثر شهرة في العالم، لاحتوائها الكثير من المعالم السياحية الرائعة والآثار التاريخية والكثير من المناظر الطبيعية. ولذلك فإن تركيا تستضيف كل سنة عددا كبيرا من السياح من جميع أنحاء العالم. ما يجعل هذا القطاع تساهم بنسبة كبيرة في الناتج القومي الإجمالي.
⚫ المشاكل التي تواجهها تركيا :
رغم التقدم الذي يحرزه تركيا، فإن هناك الكثير من المشاكل التي تعرقل هذا التقدم ومن بين ذلك:
_ ضيق المساحات للزّراعة ، وقلة مساهمة هذا القطاع حيث ينتج ما نسبته حوالي 12% فقط من الناتج القومي.
_ عدم توظيف المردود المالي للقطاع بالشّكل الصّحيح ورفع مستوى المنافسة.
_ كثرة التبعية للخارج في استيراد المواد الخامة والطاقية.
_ انتشار الفساد كالرشوة. إضافة إلى التعسف السياسي ( الديكتاتور ).
_ الوضع السياسي الغير المستقر للبلاد ؛ حيث شهدت تركيا في الآونة الأخيرة سلسلة من المحاولات الانقلابية كانت آخرها المحاولة التي فشلت عام 2016م.
_ انتشار سياسة المحاباة في المشتريات العامة إضافة إلى منع العقود من قبل إداريين خاضعين للمساءلة.
_كثرة الانتقادات التي تفيد بأن الدولة تتدخل في توجيه البنك المركزي التركي وعدم تركه يستقل بنفسه. كما أن هناك أقاويل تفيد بأن الحكومة التركية تعاني من سوء التسيير الإداري، ويظهر ملامح ذلك في القرارات اللامدروسة التي تتخذها الحكومة وهي ضارة بالمؤسسات الصغرى وتحول بينها وبين النمو والازدهار.
_ عجز البنك المركزي في تحديد نسبة التضخم التي في زيادة مستمرة ؛ حيث أصبح من المعتاد في بعض السنوات الحصول على نسبة تضخم ذو خانتين مئوية.
_ ارتفاع الديون الخارجية، ما أدى إلى انخفاض قيمة العملة التركية.
أمام كل المشاكل والتحديات التي تواجهها تركيا، اضافة الى الاتهامات التي تصف الحكومة التركية بالديكتاتورية. نجد تركيا تشق طريقها نحو التقدم طامحا في أن تكون واحدة من أقوى الدول في العالم.

                               تم العمل بعون الله_تعالى_ تحت إشراف الطالب: 

                        عبد الأحد جانج / الأزهر الشريف / مركز سرين امباكي بوصو