لخّصلي

الفصل الرابع: العصر البابلي القديم في بلاد النهرين

يشهد هذا الفصل بدء العصر البابلي القديم، والذي يُعرف أيضاً بـ "العصر الثاني" أو "العصر المتوسط الثاني" وفقاً لـ دو إيد تصارد. يبدأ هذا العصر مع انتقال مملكة إيسن ولارسا تحت حكم حمورابي البابلي، بعد سقوط سلالة أور الثالثة. يُبين المؤلف أن إيسن ولارسا لم تكونا مملكتين كما كان يُعتقد، بل أسست على أنقاض دولة أور الثالثة، مما يجعل بداية العصر البابلي القديم مترابطة مع ظهور مملكة لارسا وظهور ممالك أمورية أخرى.

تُناقش المصادر المتاحة لهذا العصر، والتي تتضمن وثائق قانونية، ورسائل قليلة، ووثائق حسابية، وأرشيفات عائلية، إضافةً إلى اللقايا الأثرية، والتي قدمت معلومات قيّمة عن هذا العصر. يُناقش المؤلف ظهور مملكة لارسا في ظل ظروف غير عادية، ويُبين أن أمراء هذه المدينة كانوا زعماء الأموريين الرعويين، الذين سيطروا على مصادر مياه نوم لجاش والمناطق الشرقية الأخرى من بلاد النهرين.

يُركز الفصل على حكم كنكونم (1932-1906 ق.م) أول حاكم لارسا، وعلى حملاته العسكرية والأنشطة السياسية والدينية التي قام بها. يُسلط الضوء أيضاً على حكم أور نينورتا (1923-1896 ق.م) ملك إيسن، ومحاولاته السيطرة على أوروك، وعلى التطور في القوانين، و ازدياد قوة لارسا أثناء حكم أبي ساره (1905-1895 ق.م).

يُلقي المؤلف الضوء على العوامل التي أدت إلى ظهور القبائل الرعوية (الأموريين) في بلاد النهرين، و التنوع الاجتماعي و السياسي بينها، و كيفية انتشارهم في المنطقة.

ثم يُتطرق إلى تأسيس مملكة بابل في عام 1894 ق.م من قبل سومو ايم، ويُسلط الضوء على حكمه وحروب القبائل العديدة التي حدثت خلال هذه الفترة.

يختتم الفصل بذكر ظهور ممالك أخرى مستقلة في بلاد الميزوبوتامية السفلى، مثل مملكة سين كاشد في أوروك، و يُناقش الازدهار الاقتصادي الذي شهدته مملكة لارسا أثناء حكم نور أداد (1865-1850 ق.م).

يُركز الفصل على التحديات التي واجهتها هذه الممالك الجديدة، مثل فيضان دجلة و الفرات المدمر في عهد نور أداد، وكيفية تجاوزها لهذه الكوارث، و بداية هبوط قوة مملكة لارسا في نهاية القرن التاسع عشر قبل الميلاد.

الفصل الرابع العصر البابلي القديم في بلاد النهرين
1 احتلال الساميين الغربيين (الأموريين) لمدن بلاد الميزوبوتامية السفلى
منذ وقت غير بعيد، أطلق على المرحلة التاريخية التي حلت في بلاد النهرين بعد سقوط سلالة أور الثالثة عصر إيسن ولارسا " أو "العصر البابلي القديم الأول "العصر المتوسط الثاني" وذلك وفقا لما ذكره العالم دو إيد تصارد . يبدأ المؤرخون مرحلة انتقال مملكة إيسن ولارسا تحت حكم حمورابي البابلي بالعصر الثاني أو بالأحرى العصر البابلي القديم الذي امتد حتى سقوط حمورابي، وتم حديثا توضيح أن إيسن ولارسا لم تكن ممالك كما كان يعتقد في السابق، وقد أسسنا في الوقت نفسه على أنقاض دولة أور الثالثة وأسست مملكة لارسا لاحقا عدا عن ذلك، وكما يبدوعدت جميع الدلالات التاريخية - الاقتصادية والتاريخية - الثقافية مزية للعصر البابلي القديم الأول وظهرت فقط بعد تأسيس مملكة لارسا وممالك أمورية أخرى. لذلك لا نرجعها إلى فترة سقوط مملكة أور، وازدهار مملكة لارسا، بعد ذلك كله خلال جيل واحد تلاها ظهور مملكة بابل، وإلى
عصر جديد وهو العصر البابلي القديم من تاريخ بلاد النهرين.
ومصادر هذا العصر في مصادر العصر السابق نفسه، وضعت الآن فقط DATE FORMULAE التي هي في العادة تؤرخ بالأحداث غير الحالية وإنما بالأحداث السابقة. ويوجد تحت تصرفنا وثائق قانونية خاصة كثيرة، ورسائل قليلة وثائق حسابية تعود إلى استثمارات الملك والمعبد. التي انفصلت عن بعضها البعض في هذا العصر من جديد، وتلعب اللقايا التي عثر عليها بالصدقة دورا، وقد وصلت من إحدى المدن الكثير من الواح الكتابة المسمارية، ومن مدن أخرى بصورة أقل، وأحد الأرشيفات العائلية قدم لنا معلومات جيدة وأرشيف آخر لم يقدم شيئا، وعند أغلبية العائلات التي لم تتعامل بالوثائق بشكل عام وإضافة إلى ذلك، فإن الأثريين يهتمون بالمعابد والقصور والأحياء، أما أنهم لم ينقبوا فيها، أو يتم القضاء عليها من خلال أعمال الحفر لجهل السكان المحليين. ظهرت مملكة لارسا في ظل ظروف غير عادية لحد ما ولاحقا ضم
نبلائم في الجدول الملكي الرسمي لسلالة هذه المدينة الذي كان معاصرا السلالة أور الثالثة، وخلفه الذين سبقوا كنكونم وهم أميصم، ساميثم زابيا، ولكن نبلائم وأميصم، وساميثم لم يتركوا أي أثر في لارسا. ومن الواضح أنه تم تفسير ذلك في أن نبلائم وأسرته كانوا زعماء الأموريين - الرعويين، وقد اعتمدوا على مصادر مياه نوم لجاش والمناطق الشرقية الأخرى من بلاد النهرين، وكانوا بالفعل هم ملوك نجاش أولارسا، وأيضا أشمي - داكان الإيسيني (1953) 1935 قم) الذي عمر في أور، وأنه وصل إلى نوم أور. إضافة إلى ذلك توجد معطيات شحيحة تبين أن حكم أشمي داكان كان اسميا على الأغلب اعترف به في لجاش، وهذا يعني أن أموريي جنوب شرق بلاد النهرين (ربما قبيلة أمناتوم) قد أحاطوا ممتلكات إيسن من دير في الشمال، وحتى أورية الجنوب، واضطروا إلى أن يعترفوا بسلطة أشمي داكان عليهم حتى لوكانت اسمية، وهكذا فإن زعماءهم أصبحوا وكأنهم ممثلون عن إيسن أونواب في تلك الأطراف النائية، وهؤلاء الزعماء لم يعيشوا في خيام وسط السهوب المخربة، وإنما شيدوا لأنفسهم مقرات على أراضي إيسن ولارسا الصغيرة وبالفعل فإن زابيا اتخذ لقب زعيم الأموريين، وليس ملكا وقام ببناء المعابد في هذه المدينة. وصل إلى الحكم في لارسا كنكونم أخوزانيا، ولم يتخذ وصوله طابع انتفاضة ضد إيسن وسقوطها بسببه استخدم كنكونم (1932 1906 ق م) بالفعل الحوادث المؤرخ منها الخاصة به بدلا من صبغ إيسن أوانه على الأغلب كان أول حاكم على الارساء من ضم الحوادث المؤرخ منها في الإثباتات الرسمية اللاحقة، عدا عن ذلك قام بأنشطة دينية وسياسية وعسكرية في لارسا. وقد اشتهر بحملاته ضد باشيم (ميشيمي) وانشان البعيدة في عيلام في 1931 1929 ق. م. ولكن بصفته حاكما فعليا النوم لجاش فباستطاعته أن يقوم بمثل هذه الحملات ومن المحتمل أنها لم تخرج عن نطاق سلطة إيسن الاسمية وابنه - داكان أين - أناتوما ظلت أناتوما الكاهنة العليا في أور، وكرست لها نقوش أثناء حياة كنكونم أي يعني بتعقل وليس أثناء حياة (قريب ؟ أخولبيت عشتار ملك إيسن و 1930 ق م شيد لبيت عشتار معابد في أور ولاحقا قام بأعمال كبيرة، وذلك بأمر مباشر من الكاهنة أين أناتوم. وفي 1925 ق. م. أي بوقت قريب من موت لبيت عشتار لم يقرر كنكونم أن يبدأ ببناء المعابد في أور فحسب وإنما سمى الحوادث المؤرخ منها بالمنشآت.
توفى في إيسن أوتم طرده من قبل الأموريين (؟) لبيت عشتار واعتلى العرش أور نتورنا وأطلق على نفسه ابن يشكورا) (إله الرعد والعواصف) وعلى الأرجح لم يكن قريب الملك السابق، ويبدوأنه في هذه الفترة أقدم كنكونم على اتخاذ لقب "ملك سومر أكاد ". وكان يسعى من خلال ذلك في خلق رؤية تتابعية شرعية السلطة، وعندما توفيت أين - أنوتوما في عام 1921 م. لم يضع كنكونم ابنته وإنما لبيت عشتار المتوفية. اين نينسونزي، واختار لذلك أثناء حياة والدها طقس خاص وهو الاختيار بالقرعة بمساعدة العرافة وبواسطة أضحية جدي (؟) ونجح كنكونم في المحافظة على علاقات جيدة مع ملك إيسن الجديد أور نينورتا وتمكن في هذه السنة من إرسال الهدايا للمعابد عبر حكام لارسا، وقد ضاعت عمليا في أور ويبدوان اور نینورتا رغب في أن يكون له خلف في لارسا القوية، ومن المحتمل أنه وكنكونم كانا حلفاء لإسقاط لبيت عشتار وقد بدأ كنكونم منذ 1932ق. م. أغلبية الحوادث المؤرخ منها ويتحدث عن إجراءات بناء المعابد والعبادات في لارسا وشق قنوات جديدة وقوى المنشآت ولاحقا في 1915ق. م. دمر كنكونم مالجيوم على دجلة بالقرب من مصب نهر ديالي وعلى الأغلب أيضا في 1917 ق م. ومن الممكن أنه استمر في سيطرته على عيلام (سوسة) وعلى لجاش في 1911ق. م. وفي أثناء حكم كنكونم استأنفت مملكة لارسا عبر اور تجارة نشطة مع الهند، حقا أنها كانت غير مباشرة مع ميلوخا ولكنها كانت عبر وسيلة نقل أخرى في تل مون (ديلمون) وكان ذلك أول اتصال أثناء فترة حكم ملوك أيسن الأوائل. اما بخصوص اور نینورتا حاكم إيسن (1923- 1896 ق م) فإنه
في فترة ما سيطر على أوروك أعلى قليلا من لارسا على طول الفرات) ولا توجد أي من المعطيات تبين أن حكمه امتد وراء حدود نوم إيسن بعد نيبور ومن المعروف أنه أعفى الأفراد التابعين للملك والمعبد في نيبور من الضرائب وبقايا استحقاقات ضريبية وفي أثناء حكمه في نيبور حدثت جريمة قتل مشهورة، إذ أن زوجة القتيل كانت على علم بالجريمة، ولم تخبر عن القاتل، ومن المحتمل أن هذه القضية حافظت على أهمية لا سابق لها ؟ وكما نرى أن القوانين أصبحت مع مرور الزمن صارمة، وسارت جميع المحاكم النادرة والتشريعات على طريقة التعويض المادي عن الجرائم، وبدلا من ذلك أدخلت عقوبة تشويه الأعضاء والإعدام. ونمت بشكل كبير قوة لارسا أثناء حكم ابن كنكونم أبي ساره (1905- 1895 ق.م) وأن جيشه هزم جيش اور تنورتا في 1898 ق. م. وتراجعت حدود لارسا إلى يتورونكال بالقرب من نيبور واستمرت بنشاط أعمال الحفر وتحسين القنوات بمملكة لارسا. ووصلت لأول مرة إلينا من أبي ساره كميات كبيرة لحد ما من الوثائق الحسابية الاقتصادية والقانونية، وذلك من لارسا وأور وكيش وفي غضون ذلك حاول كنكونم وزعماء آخرون لقبائل رعوية أن يصبحوا ملوكا أكديين، وكانت السنوات ما بعد 1900ق. م. متغيرة وحدثت في 1898 ق. م. حرب ما بين لارسا وإيسن، وفي 1896 - 1895ق م تقريبا وفي الوقت نفسه مات أور نينورتا وأبي ساره، واشتهرت في العادة الأيام العاصفة بتبديل الحكام وبتمردات وغزو وحملات حربية. وكان خليفة أور - نينورتا بور - سين الثاني الذي وصل إلى العرش، واستولى في اما بخصوص اور نینورتا حاكم إيسن (1923- 1896 ق م) فإنه في فترة ما سيطر على أوروك أعلى قليلا من لارسا على طول الفرات) ولا توجد أي من المعطيات تبين أن حكمه امتد وراء حدود نوم إيسن بعد نيبور ومن المعروف أنه أعفى الأفراد التابعين للملك والمعبد في نيبور من الضرائب وبقايا استحقاقات ضريبية وفي أثناء حكمه في نيبور حدثت جريمة قتل مشهورة، إذ أن زوجة القتيل كانت على علم بالجريمة، ولم تخبر عن القاتل، ومن المحتمل أن هذه القضية حافظت على أهمية لا سابق لها ؟ وكما نرى أن القوانين أصبحت مع مرور الزمن صارمة، وسارت جميع المحاكم النادرة والتشريعات على طريقة التعويض المادي عن الجرائم، وبدلا من ذلك أدخلت عقوبة تشويه الأعضاء والإعدام. ونمت بشكل كبير قوة لارسا أثناء حكم ابن كنكونم أبي ساره (1905- 1895 ق.م) وأن جيشه هزم جيش اور تنورتا في 1898 ق. م. وتراجعت حدود لارسا إلى يتورونكال بالقرب من نيبور واستمرت بنشاط أعمال الحفر وتحسين القنوات بمملكة لارسا. ووصلت لأول مرة إلينا من أبي ساره كميات كبيرة لحد ما من الوثائق الحسابية الاقتصادية
والقانونية، وذلك من لارسا وأور وكيش

وفي غضون ذلك حاول كنكونم وزعماء آخرون لقبائل رعوية أن يصبحوا ملوكا أكديين، وكانت السنوات ما بعد 1900ق. م. متغيرة وحدثت في 1898 ق. م. حرب ما بين لارسا وإيسن، وفي 1896 - 1895ق م تقريبا وفي الوقت نفسه مات أور نينورتا وأبي ساره، واشتهرت في العادة الأيام العاصفة بتبديل الحكام وبتمردات وغزو وحملات حربية. وكان خليفة أور - نينورتا بور - سين الثاني الذي وصل إلى العرش، واستولى في
فترة قصيرة على الارساء ولم تخبرنا نجاحاته عن أعمال القبائل الرعوية في

شمال النومات . ويعتقد أن الساميين الغربيين (الأموريين) في بلاد الميزوبوتامية شكلوا وحدة ما على العكس، هكذا أطلق على الأموريين، الذين انقسموا إلى قبائل عديدة غير مرتبطة ببعضها البعض، مع أن بينها علاقات قربي، ولكنها كانت في الغالب قبائل متخاصمة، وقطنت على نهر الخابور كجزء لا يتجزأ من قبيلة يداماراتص ورعوا أغنامهم على الفرات الأوسط

في وسط قبائل أخرى مثل بيني - سيما - الا خانيتصي (انيتصي) وبيني يمينا، إضافة إلى ذلك فإن فروعهم تماسكت أكثر من الجنوبيين تحت اسم خاص، وهكذا بين الفرات ودجلة في جنوب بلاد النهرين تنقلت قبيلة أمنائم يحرورم را با بوم وربما مجموعات أخرى، وفي الوقت نفسه شكلوا جزءا من قبيلة بيني يمينا والخانيتص، وقسما من قبيلة أمنانم رعت ماشيتها في جنوب البلاد ومن الممكن في سهوب أن - إيدين بين أوروك وأوما، والقبائل الشمالية في الأجزاء الوسطى من بلاد النهرين شرق وغرب نيبور) وحافظت قبيلة نومحوم على المراعي الممتدة على طول دجلة وشغلت مونيبال ويموت - بعل ما وراء دجلة، وأسفل وادي ديالي، وكان الثاني من قبيلة بدامارتص تقطن في أعالي ديالي وحتى سلسلة جبال حمرين، ولم يستعمل مصطلح الأموري كثيرا بالنسبة للأموريين، وقد أصبح - كما لاحظنا على الأرجح يعني المأجورين (المحاربين). وفي الخدمة الملكية وسكان سوريا البعيدة أيضا امتدت إليها علاقات للقبائل الرعوية الموجودة في بلاد النهرين وسميت الآن القبيلة نفسها بالسوتيين ويظهر أن اسم سوتوم شيتا التوراتي أوسيفا ابن آدم أول إنسان) وهو السلف الأسطوري لكل أولأغلبية الساميين الغربيين لقبائل السهوب، وليس في بلاد النهرين فحسب، وإنما أيضا في سوريا وحتى حدود فلسطين والجزيرة العربية. زد على ذلك نجد مجموعة من قبائل السوتيين التي دخلت فيها قبيلة أمنانم يحرورم تو محوم وغيرها، واستمرت في تسمية نفسها بالأموري وذلك بالمعنى الخاص

مع أنها في الوقت نفسه عدت نفسها فرعا من الخانيتص.

وبالطبع فإن جميع القبائل الرعوية لا تدخل في نطاق القبائل الرحل حيث لم يكن عندهم جمال وخيل، كما أنهم لم يتمكنوا في تلك الفترة أن يرتحلوا بعيدا أكثر من مسيرة أو مسيرتين عن المياه، ولكنهم لم يؤسسوا بالطبع مشاعيات إقليمية دائمة - لا مدنية ولا ريفية، مع أنهم كانوا بحاجة إلى مكان دائم المصادر الماء وزراعة احتياطية لذلك، وأنهم بحكم الضرورة استوطنوا بسهولة فوق الأراضي، وكالعادة كانت مجموعتهم مرتبطة بالإنتاج العام فقط، وبقرابة أبوية دموية، وكل إنسان احتفظ في ذاكرته بنسب أقربائه الواسع وأجداده، فعلى سبيل المثال ليس فقط ملوك بابل في العصر البابلي القديم وإنما ملوك آشور من الأصل الأموري، الذين عاشوا قبل مئات السنين، وأحصوا من بين أجدادهم الملوك الذين يعيشون في الخيام) وحتى ديدانوما التي هي سلف قبيلة ديدان. وقدم للسلف بعد موته ضحايا، حتى لا تجوع في عالم الغيب لذلك من غير المدهش أنه لا يوجد فرق بين الآلهة وسلف القبيلة، فالإحساس بها غير واضح، وكان بإمكانهم إعطاء الطفل - اسم سومو - ایل - نومحيم اسم اونجل نو محوما) أوسومو يموت . بعل، وأعطوا اسم سومو - ايل - اسم نجل ايليا، ويلفظ إيل أو "إله) بحرف كبير، وبالأكدي يل أموريم "إله الأموريين أو ببساطة أموروم ويعني الإله الأعلى للسوتيين - وفي بداية القرن التاسع عشر ق. م. اتبع زعماء السوتيين - الأموريين حكام لارساء وأصبحوا يستولون على المدن الواحدة تلو الأخرى، وخدم سكان هذه المدن كأجراء كما في سوريا، وبلاد الميزوبوتامية العليا في جنوب بلاد النهرين ونعرف الآن قليلا عن بلاد الميزوبوتامية العليا، والتي سيكون الحديث عنها في كتاب آخر، ولنتذكر فقط استيلاء هذه القبائل على مدينة ماري الغنية على نهر الفرات الأوسط. حيث حكم يجد - ليم الأموري مدينة ماري بعد 1900ق. م. ومن ثم يكديم - ليم مدينة رابيكوم على الفرات أيضا، ولكنها قريبة من أكاد ونحن نبرز

هذه المدن لأنها لعبت دورا محددا في تاريخ الجنوب. وعرفت المدن التالية في بلاد الميزوبوتامية السفلى التي تأسست ما بين

1900 1850 ق. م. وهي ممالك مستقلة وعلى رأسها سلالات سوتية - آمورية إلى الشمال من إيسن ونيبور - سيبار وكيش (ربما هي أقدم مملكة من هذه الممالك ) وإلى الجنوب منها - كيسورا - شوروباك (آخر مملكة وأوروك على طول أراختوويرنيني بابل، وعلى مي إنليل - كاز اللو مراد، وعلى دجلة - ملجيوم وهنا كانت مدينة غير معروفة ومستقلة، وكان الإله - الحامي لها نانا، وكما في أور وربما في إكشاك؟) وعلى ديالي - توتوب وإلى جانب هذه الممالك استمر وجود المملكة الأمورية في الارسا والأكدية في إيسن وأشنونا مع أنه في آخر مدينة حكم الأموريين مؤقتا) وأيضا عما تحدثنا عنه سابقا أن مدن دول عديدة في بلاد الميزوبوتامية العليا وسوريا حكمت فيها سلالات أمورية على الأغلب

واكتسبت عدد من الممالك في بلاد الميزوبوتامية العليا استقلالا بشكل عام طابع مدن دول أو نومات الدول وفي بلاد الميزوبوتامية السفلى (جنوب بلاد النهرين وخاصة في الأماكن التي تمت السيطرة فيها على الحكم وربما اتخذوا القابا فاخرة (انظر صورة رقم (95) واشتهر خلفاء سلالة إيسن وأور، وحدثت فوضى وتقسمت البلاد، وجرى صراع شامل للسيطرة عليها، ومن المستحيل في الغالب تكوين محيط تأثيري لكل مملكة منفردة وأرخوا الوثائق في تلك المدن على الأغلب بالحوادث السنوية لملك واحد وأقسموا اليمين باسم ملك آخر مجاور لهم أو اكثر قوة وجبروتا، أو بالعكس ومن المفهوم أن أغلبية الممالك في بلاد الميزوبوتامية السفلى بدت غير مستقرة مثل المملكة التي تقع في كيسور التي أسسها زعيم قبيلة رابابوم الأموري) أو في توتوب التي زالت بسرعة، وكذلك الممالك في سيبار، وكيش ويبدو أيضا في مالجيوم التي انتقلت من يد إلى أخرى وكانت مستقلة فقط خلال مراحل قصيرة، وإذا لم نعد بعض دول بلاد الميزوبوتامية العليا في تلك الجهة الصحراء الجصية)، فإنه تيسر تقوية مملكة بابل فقط وجزئيا كاز اللو ( وهاتان المملكتان تقعان على القناة المتفرعة من الفرات) زد على ذلك أن المملكة التي أصبحت قوية بالفعل هي بابل واستطاعت من خلال موقعها الاستراتيجي أن تفقد قوة جيشها، وأصبحت تراقب القنوات الكبرى التي

تزود كل بلاد الميزوبوتامية السفلي وقد استولى الأموريون على المدن وأغلبها في الأجزاء الشمالية من جنوب بلاد النهرين، وكانت الضرية قوية لمملكة إيسن، مع العلم أن خلفاء اور نينورتا وهم بور سين الثاني لبيت - عشتار إيرا ايميتي استمروا في إدخال لقب اور واريدو وأوروك ونيبور في القابهم وحتى في بعض الأحيان عملوا لحد ما، وبدون نجاح في محاولة حقيقية للسيطرة على أور، ولكن الأهمية العملية المملكة إيسن حافظت الآن فقط على السمعة الماضية والشيء الرئيس أن على أراضيها كانت نيبور، وهي المركز الديني لبلاد النهرين، ومن المحتمل أن محاولة تقوية موقفها وسط السكان المحليين كان قد اتخذ ربما بور - سين الثاني تقليص السخرة للأفراد التابعين للملك حتى 48 يوما في السنة للعائلة وضريبة ني تارا للسكان الآخرين ؟ من الخمس وحتى العشر من الدخل الإجمالي وإذا اعتمدنا على أسطورة متأخرة ترجع عادة إلى نصوص القال انه في 1860 ق. م. حدثت في إيسن حادثة غريبة. وقد وجدت عادة في ميدان الثقافة السومرية - الأكدية أنه في عيد رأس السنة الجديدة في فصل الربيع كان الملك يتعرض إلى طقس
ذليل ومزعج، وهو بقايا طقس قتل الزعيم الهرم عند القبائل البدائية، وإلى جانب ذلك أيضا كان العرافون يتنبأون بالمستقبل القريب للملك بأنه سيواجه معيشة دميمة، وفي مثل هذه الحالات كان ينصب مكان الملك "ملك بديل مؤقتا ويكون فقيرا، أو عبدا أو مخبولا، لكي يبعد المصائب عن الملك
(ولنتذكر أن الملك يرجع إلى أسطورة عربية وهي خليفة الساعة واحدة). وفي فترة حكم ابرا - ايميتي ملك إيسن جرت أحداث تحدثت عنها التواريخ المتأخرة: وهي أن إيرا إيميتي ملك على العرش إنليل - باني البستاني الملك البديل وضع على رأسه تاج الملوكية، وأن إيرا إيميتي قد شرب حساء في قصره ومات، ولم يترك العرش إنليل - باني، ونصب ملكا . إذا كانت هذه الأسطورة أخلاقية من وكيف تم خلق هذه الأسطورة، ولماذا هي مرتبطة بهذه الأسماء بالذات ؟ وإذا كانت هذه الحادثة حقيقية، فما هي القوى التي كانت وراء إنليل - باني 3 من الصعب الأجابة عن هذه الأسئلة.
ومن المعروف أن إنليل - باني حكم المملكة بطريقة ليست أسوا من حكم إيرا إيميني آخر ملك من بيت أور نينورتا وتتحدث المصادر أنه في السنة الأولى من حكم إنليل - باني أعفى سكان نيبور من جمع الجون وانه شيد في هذه المدينة معابد عديدة وأصلح ما تخرب أيضا، وذلك بعد احتلال مدينة سومو ايليم ملك الارساء وبعد كارثة الفيضان - التي سنتحدث عنها فيما بعد علما أن إنليل - باني ضم آخر ملوك إيسن) في لقبه أور أريدو أوروك عمل حبوب وفيرة المدينة أور وهناك احتمال قليل أن سيطرة امتدت أبعد من نيبور وراء حدود نوم "إيسن وتوفي في 1837 ق. م.
إن مملكة لارسا أقل من إيسن، وقد مسها الغزاة الأموريون، وأنها من أصل أموري، وتغلبت في البداية على الأزمات حتى أنها تعززت ومثل ملوك إيسن ملوك الارسا الذين غالبا ما تلقبوا بملوك سومر وأكاد "وضعوا أمام هذا اللقب، أما ملك أور أو ملك الارسا أو هذين اللقبين معا. وخلف أبي ساره سومو - إيل (1894 - 1866ق. (م) الذي حارب مدينة بي ناراتيم .. وكما يبدو جنويا صوب الأهوار عند الخليج الفارسي، وربما بالقرب من البصرة الحالية أو حتى الفاو، ونجح في حروبه مع مملكة كان اللووكيش، وأبقى إيسن في الخلف وقبل سنتين من موته سيطر أيضا على نيبور. ووضع ابنته كاهنة أبنائوما في أور ويبدوان التي سبقتها كانت من إيسن، وعلى الأرجح بنت اور نینورتا خلافا من أبي سارة الذي ما لبث أن احتفل بترقيتها برتبة مميزة الحوادث المؤرخ منها ". وكان سومو إيل من أوائل ملوك الارسا الذي اتخذ التاليه الأبدي، ولم يتجرأ خلفاؤه لفترة طويلة
أن يتبعوه أسوة به.
والف كهنة نيبور تكريما للملك نور - أداد ملك الارسا (1865) 1850 ق.م) أناشيد دينية، تكريما للذين استحقوا ذلك لغاية الآن من ملوك أور وإيسن فقط وأثناء حكم نور - أداد حدث فيضان نهر دجلة والفرات المدمر الذي أدى إلى تغير مجرى الآن هر والقنوات وبدون شك فإن سبب الفيضان هو تساقط الثلوج الكثيفة غير العادية على جبال أرمينيا. وأثناء حكم أول ثلاثة حكام من لارسا، وفقا لأحد الحوادث المؤرخ منها أنه شق قنوات في أماكن جديدة في لارسا أو حولت من جديد، وأدخلت في العمل ما لا يقل عن 11 قناة عدا عن ذلك فإن ملوك إيسن وكيش وبابل حفروا عدة قنوات. وفي ظل الظروف الصعبة التي تشكلت عندها أفلس السكان وتفرقوا من مكانهم المألوف، ولم يتيسر المدينة لارسا أن تحافظ على الحدود السابقة الواسعة نسبيا وتغلبت سلطة الدولة أثناء حكم نور - أداد على الكوارث التي سببها الفيضان والذي قضى على عواقب هذا الفيضان هوابنه. وفي أغلب الحالات استمرت الحياة العملية في الارسا وأور. وشيد لأول مرة في لارسا قصر ملكي من الطوب قبل ذلك ربما أن ملوك الارسا استعملوا بنايات لكنها تهدمت التي شيدت أثناء حكم سلالة أور الثالثة)
وفي أور شيدت عدة معابد ومخازن جديدة في المعابد. ومن المحتمل أنه أثناء حكم نور اداد أسس في أوروك المجاورة
مملكة مستقلة للملك سين كاشد زعيم قبيلة أمنائم السامية الغربية الرعوية واسمه أكدي ولقب بالملك ". ومن الممكن أنه كان قريب ملك لارسا التالي. وسنتحدث عن مملكة سين كاشد فيما بعد. وفيها نما بسرعة بناء المعابد ولا ريب تطلب ذلك موارد كبيرة، وبإقرار من الجداول الملكية ساد انخفاض أسعار المواد الخام بشكل كبير، وحسبت بالفضة وسبب ذلك هو الازدهار ولا يزال ذلك غير واضح تماما، وسر ذلك على ما
يبدو انحصر في غلاء الفضة نفسها.
وبعد نور - أداد في الارسا حكم ثلاثة ملوك اشتقت أسماؤهم من
اسم واحد ويظهر أنهم أبناء نور أداد الثلاثة وهم: سين اربيام سين أقيشام، سين أدنام، وكان أهمهم سين أدنام (1849 - 1843 ق م) الذي أنهى أعمال التعمير التي بدأها أبوه، وقام بحروب كللت بالنجاح مع بابل، وأشنونا وفي المناطق الممتدة على طول دجلة، ومرة أخرى استحوذ أيضا على ما فقد أثناء كارثة نيبور، ووفقا لنصوص الفال توفي في حادثة مشؤومة. واثناء حكم أخيه ؟ بدأت لارسا تضعف مؤقتا، واستولى سين أفيشام لبعض الوقت على كازاللو ومرة أخرى فقد نيبور وحارب على أراضي كانت قديما تبدو وكأنها تتبع إلى لارسا في الجنوب، وقبل موته في في السنة الثلاثين من القرن 19 ق. م. تميل إلى الآن هيار، وظهر ما بين لارسا
1836ق. م. أحرز نصرا مشكوكا فيه على العيلاميين، وبالتالي بدأت لارسا
وليسن دولة حاجزة وهي مملكة أورواد التي عقدت خلقا مع بابل التي في المملكة الثالثة المهمة في بلاد الميزوبوتامية السفلي 2 1894 قم أسس سومو ايم مملكة أمورية مستقلة في بابل
وله نسب طويل يعود إلى الجد مثل الزعماء الأموريين الآخرين، زد على ذلك أن الأسماء في هذا النسب ليست كلها أسطورية والزعيم السابق للملك سومو ايم هوداد - بانيا؟ وأيضا خمسة إلى سبعة من أجداده ويحتمل أنهم كانوا موجودين وبالتالي حكموا وليس بالضرورة في بابل وإنما على الأرجح قبيلة يحرورم فقط، والتي ربما خضعت أحيانا لسلطتها إحدى المدن المحصنة وسيطرت في الوقت العادي على خيام رعاتها ومواشيهم فقط ومصادر المياه وشملت المملكة البابلية الجديدة جميع "التومات على طول قناة أراختو، وأبكا اللاتواي يعني مدينة بابل بارسيب، وأيضا كوتو (بالسومري جودا) على قناة يرنينا، ولكن كيش كانت تبعد مسافة 15 كم عن بابل في
أسفل الفرات وعدت مركزا المملكة أخرى
حكم سمو أيم وابنه أو قريبه ؟) وخلف سومو لثيل (1880)
1845ق. م) ومروية حروب عنيفة مع تغير ناجح ضد منافسي بابل الأموريين ملوك كان اللو، وكيش وسيبار وغيرها، وبغض النظر عن الهزيمة التي تكبدها سومو لنيل الهرم من ملك الارسا سين أدنام وسنحت له الفرصة أن يطرد عدوه نهائيا من كيش وسيبار أيضا. وفي هذه المرحلة الحاسمة لبلاد النهرين وضع ابنه سابيتم حاكما في النوم الحدودي، عدا عن ذلك أشرفت قوة بابل العسكرية عن قرب على إيسن ونيبون وأقدمت إجراءات سمو - لئيل العسكرية على شق قنوات جديدة وأدت إلى إلغاء الديون وبعد موته استمر سابيثم بنجاح في السياسة نفسها. وفي نهاية حكمه
في 1831 ق. م. لم ترضخ مملكة بابل لقوة دولة بلاد الميزوبوتامية العليا. وأيضا ممالك بلاد النهرين مثل أشنونا مالجيوم، كان اللو، إيسن الارساء وإنما استطاعت أن تحطم وتلتهم مملكتين منافستين لها وهما
كيش وسيبار. أما بخصوص وادي نهر ديالي فإنه حافظ على استقلاله على امتداد
هذا العصر الذي نحن بصدد دراسته، ولم يكن لها أهمية تاريخية كبيرة، مع العلم أنه أحيانا شارك في دسائس عسكرية وسياسية مع إيسن وكاز اللو. ولقد لعبت أشنونا أيضا في تاريخ بلاد الميزوبوتامية بعض الأدوار في المستقبل