لخّصلي

ملخص قصة الضحيه
مصطفى لطفى المنفلوطى" مترجمه "

مرجريت فتاه فقيره ، جميله ..وكان جمالها شؤما عليها ..كانت لاتملك مالا لتتزوج ..وكان لابد لها ان تعيش ..فلم تجد بين يديها سوى عرضها ..فباعته مرغمه ....لذلك نقمت على الرجال جميعا ..واقسمت ان تتخذ من جمالها الة انتقام تنتقم بها منهم لشرفها ..فعاشرت الرجال ولم تحبهم ..بل نكبتهم فى اموالهم ..وكانت دائما تقول فى نفسها : "يوم ان طلبت باسم الفضيله رغيفا واحدا لغذائى واخر لعشائى ..لقد كان فى استطاعة اصغركم شأنا ان يملك قلبى وحياتى بلا ثمن وصياتة عرضى فرفضتم ...والان عظماءكم يجلسون تحت قدمى مثل الكلب الذليل" .
ظهرت مرجريت فى سماء باريس كوكبا متلالئا ..سيدة باريس وصاحبه عرشها ومالكة زمام رجالها ..ولكنها ترى ان الذهب والفضه والقصور والاثاث لا يساوى دمعه واحده يوم ان باعت عرضها ..وكانت ترفض ان تعاشر الرجال المتزوجين او الخاطبين حتى لا تفجع امرأه غيرها .وكانت تساعد الفتيات الفقيرات فى تجهيزهن حتى لايكن مصيرهن مثلها .
بعد عدة سنوات مرضت ..فأشار عليها الاطباء ان تذهب الى حمامات " البانيير " للاستشفاء ..فسافرت مع خادمتها ..وكان فى المكان الدوق موهان مع ابنته المريضه بمرض الصدر ..وماتت بين يديه ودفنت هناك ..وفى طريقه الى المقبره شاهد مرجريت التى تشبه ابنته بصوره كبيره ..فتقدم نحوها وقبل يدها وحكى لها عن الشبه الكبير بينها وبين ابنته ..واستأذن منها ان يراها من حين لآخر ..وبعد شفاءها حكت للدوق كل حياتها واتفق معها على ان تهجر حياتها وسيهيأ لها منزلا مستقلا وينفق عليها ..بشرط ان تسمح له بان يراها لتذكره بابنته .
منذ ذلك اليوم تغيرت صورة حياتها وعاشت فى عزله ...مثل العذارى الطاهرات ...فأصبحت تعاف الرجال لأنهم سبب سقوطها ..
وذات يوم ذهبت الى ملعب التمثيل ..وكان فى المقصوره المجاوره فتى من ابناء الاشراف ..دائم النظر اليها ..فانتابتها نوبة سعال فساعدها وكان دائم السؤال عليها فطلبت من خادمتها ان تدعوه ..فدخل عليها وبعد السلام عرف نفسه انه من تيس واتى الى باريس للنزهه ..وعندما رأها احبها للنظره الاولى ..وانه يبكى لمرضها ويتمنى ان تشفى ....شعرت مرجريت فى حبه بسعاده لم تشعر بمثلها من قبل ..وعرفت فيه الرجل الكريم والصديق الوفى الذى امتزجت فى قلبه عاطفة الحب بعاطفة الرحمه ..ولكن ضميرها رفض ان تلوث رجل شريف امرأه مومس ...فلم يكن منه الا انه نهض من مكانه وخرج وعلى باب المنزل سقط مغشيا عليه فخرجت اليه .وافترحت عليه ان يتركا باريس الى احد الضواحى وسكنا هناك فى مكان منعزل فى سفح جبل ..لمدة عام كامل حتى نفذ مال ارمان ..فعرفت سر قلقه وطمأنته واخذت تبيع فى مجوهراتها قطعه قطعه ..واسنمرا عدة اشهر حتى جاءتها رساله من والده يدعوه لمقابلته فى فندق تورين .
عندما رأه والده قال له :" لقد كذبت على كثيرا ورضيت لنفسك ان تسرف مالك على امرأه عاهره "وطلب منه ان يعود لباريس معه ..فرفض وقال لأبيه : " هى تحبنى حقا ..واخشى ان فارقتها ان تعود لحياة الفساد ..لم لا ارحم فتاه مريضه مسكينه " وطلب منه ان يظل معها عام اخر ليهون عليها مرضها ..واخذ يستعطف اباه ويبكى ..فأمره والده ان يكمل الحديث معه غدا ..ورجع ارمان لمرجريت وحكى لها ماحدث مع والده.
وفى اليوم التالى ذهب لمقابلة والده ولكنه لم يجده فانتظره حتى عاد ..ولما وصل قال له : " لقد قسوت عليك امس ..لك ان تبقى كما تشاء ..ولكن عاهدنى ان تعود الى فى حال انقطاع علاقتك بالفتاه سواء بالحياه او الموت " وطلب منه ان يبيت معه الليله .
وفى اليوم التالى عاد الى مرجريت ولكنه رأى البيت مظلما ومغلقا وعرف من الحارس ان السيده اخذت شنطه كبيره ومشيت مع خادمتها الى قصر الماركيز ..وتركت له رساله ..جاء فيها : " هذا آخر ما بينى وبينك ياارمان فلا تتصل بى ولا تسالنى عن السبب "
اخذ يبكى بكاء الاطفال وعاد الى والده واخبره ان مرجريت خانته ..واخذ من والده 15 الف فرنك وارسلها الى مرجريت ومعها كتابا طويلا ختمه بهذه الكلمه " اما وقدعرفت اننى كنت اعيش مع امرأه عاهره لا عهد لها ..فها هى ذى اجرة لياليك الماضيه مرسله اليك " ولكنها ردت اليه خطابه كما هو دون كلمه ..وافترق الحبيبان وعاد ارمان لأبيه .
اما مرجريت فقد عادت الى حياتها الاولى ..وعاشت مع اناس لاتعرفهم ..فهزل جسمها وشحب لونها فكسدت سلعتها ..فباعت كل مجوهراتها ..وتم الحجز على منزلها ..وتحاملت على نفسها وكتبت لارمان ان يعود اليها لتراه قبل ان تموت ..وظلت تنتظره لكنه لم يحضر لانه سافر الى بلاد المشرق ..الى الاسكندريه واخذ ينتقل من مكان لاخر ..فدب اليأس فى قلبها واصبحت لا ترى امامها غير السكون فتبكى وتجلس على الكرسى تناجى ارمان فى مذكراتها كأنه حاضرا يراها ويسمعها .