خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة
تُعد الدراسة الاقتصادية لوسائل الإعلام حديثة نسبياً، فقد انصب الاهتمام سابقاً على الجوانب القانونية والسياسية والاجتماعية والتاريخية. ويرجع هذا الإهمال لعدم توفر بيانات إحصائية شاملة، وخصائص المنتجات الإعلامية (صورة، صوت،...) اللامادية نسبياً، إضافة إلى الاعتقاد السائد بأن وسائل الإعلام هي أجهزة بث ثقافي أو أدوات دعاية سياسية. لكن مع الوقت، فرضت النظرة الاقتصادية نفسها، خاصة في البلدان ذات الهياكل الليبرالية والرأسمالية، ثم في البلدان الاشتراكية المصنعة وبعض الدول النامية. وأصبحت الدراسة الاقتصادية ضرورية خاصة بعد حل المشاكل السياسية والأيديولوجية المتعلقة بعملية الاتصال، حيث أصبحت المشاكل الرئيسية تتعلق بتنظيم الإنتاج، الإنتاجية، التسيير، والتخطيط.
ومع التطور السريع لوسائل الإعلام في أوروبا خلال منتصف القرن الماضي، وتعزيز قيم الرأسمالية التي كرست التنافس، تحولت وسائل الإعلام إلى مؤسسات اقتصادية ربحية تسعى لتحقيق الأرباح دون مراعاة حق المواطن في الإعلام، ودون الالتزام بمبادئ الخدمة العامة. نتج عن ذلك ظهور ما سمي بالمجوعات الاحتكارية (trusts) التي احتكرت المشهد الإعلامي الأوروبي، مما جعل الباحثين يقرون بأن هذه الوسائل تخلت عن سيطرة الحكومات لتسقط في سيطرة مالكي رأس المال. وهذا الأمر خطير خاصة أن معظمها لم تلتزم بأخلاقيات العمل الإعلامي، لأن أهم ما يهمها هو تحقيق الربح السريع. ظهرت الشركات المتعددة الجنسيات بنمط الشركات الاقتصادية، مستثمرة في وسائل إنتاج الخبر، تقوية الوسائل التكنولوجية (الأقمار الصناعية، الكابلات، الألياف البصرية، التلفزة الرقمية)، ووسائل البث والتوزيع (قنوات سمعية بصرية، خدمات اتصال، وكالات إعلان)، مما أدى إلى احتكار بعض الشركات الضخمة للساحة الإعلامية الدولية، مثل Time Warner. أدت العولمة الإعلامية، بامتدادها الجغرافي وتقديم مضمون متشابه، إلى تركيز وسائل الإعلام في تكتلات رأسمالية عابرة للقارات، مستغلة التكنولوجيا الحديثة لتجاوز الحدود الثقافية والسياسية، مما قلل من مشاعر الانتماء إلى مكان محدود. تتميز العولمة الإعلامية بتعظيم قدرات وسائل الإعلام على تجاوز الحدود السياسية والثقافية لدعم وتوحيد أسواق العالم، ولكن على حساب دور الدولة.
بدأ التحول الضخم نحو العولمة في مجال الإعلام من الثمانينات، حيث استطاعت مجموعة من المؤسسات الإعلامية فهم حاجات المجتمعات المختلفة للمواد الإعلامية، مستفيدة من التطور التقني. بدأت المؤسسات الإعلامية الأمريكية القوية في تكوين شركات متعددة الجنسيات وشراء أنشطة ومؤسسات إعلامية في الخارج، مصحوباً بتحالفات استراتيجية مع جهات محلية قوية. وصل عدد المؤسسات الإعلامية الدولية إلى 40 مؤسسة، نصفها تقريباً أمريكي. أدت هذه السيطرة الواسعة إلى تقسيم العالم إلى جزء مسيطر (الدول الصناعية المتقدمة) وهامش متخلف، مما يمثل خطر احتكار إعلامي. تسيطر الشركات المتعددة الجنسيات على صناعة وسائط الاتصال وأجهزة الإرسال والاستقبال المختلفة، والتقنيات الحديثة، وأجهزة الحواسيب وبرامجها. أدت هذه الهيمنة إلى تعظيم دور هذه الشركات، وتوسيع الخيارات الإعلامية المتاحة أمام الجمهور، لكنها أيضاً أدت لانتشار مواد إعلامية رخيصة و رديئة الجودة.
إن اﻟدراﺴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ اﻟﻤﻌﻤﻘﺔ ﻟوﺴﺎﺌﻝ اﻻﻋﻼم ﺤدﻴﺜﺔ ﻨﺴﺒﻴﺎ ﻓﻔﻲ اﻟﻤﺎﻀﻲ اﻨﺼب اﻻﻫﺘﻤﺎم
ﺒﺎﻟﺠواﻨب اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ، اﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ، اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ و اﻟﺘﺎرﻴﺨﻴﺔ ، و ﻗد ﺘﻌددت أﺴﺒﺎب ﻫذا اﻻﻫﻤﺎﻝ اﻟﺘﻲ ﺘﻌود اﻟﻰ ﻋدم ﺘوﻓر اﻟﻤﻌطﻴﺎت اﻻﺤﺼﺎﺌﻴﺔ اﻟﺸﺎﻤﻠﺔ ﺤﻴث ﻛﺎن ﻴﺘم اﻻﻛﺘﻔﺎء ﺒﺎﻟﺘﻘوﻴﻤﺎت اﻟﺠزﺌﻴﺔ ، ﻴﻀﺎف اﻟﻰ ذﻟك اﻟﺨﺼﺎﺌص اﻟﻼﻤﺎدﻴﺔ ﻨﺴﺒﻴﺎ ﻟﻠﻤﻨﺘﺠﺎت أو اﻟﺨدﻤﺎت اﻟﻤﻘدﻤﺔ ) ﺼورة ، ﺼوت ،اﻟﺦ(.. ، ﻛﻤﺎ أن اﻟﻛﺜﻴرﻴن ﻴﻌﺘﻘدون ﺒﺄن وﺴﺎﺌﻝ اﻻﻋﻼم ﻫﻲ أوﻻ و ﻗﺒﻝ ﻛﻝ ﺸﻲء أﺠﻬزة ﺒث ﺜﻘﺎﻓﻲ أو ﻓﻲ أﺴوأ اﻟﺤﺎﻻت أدوات دﻋﺎﻴﺔ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ .
و ﻟﻛن و ﻤﻊ ﻤرور اﻟوﻗت ﻓرﻀت اﻟﻨظرة اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﻠدان ذات اﻟﻬﻴﺎﻛﻝ اﻟﻠﻴﺒراﻟﻴﺔ
و اﻟرأﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ، ﺜم ﻓﻲ اﻟﺒﻠدان اﻻﺸﺘراﻛﻴﺔ اﻟﻤﺼﻨﻌﺔ و ﻓﻲ ﺒﻌض اﻟدوﻝ اﻟﻨﺎﻤﻴﺔ ، و ﻗد أﺼﺒﺤت اﻟدراﺴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ﻀرورﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻠدان اﻟﺘﻲ ﺤﻠت ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻤﺸﺎﻛﻝ اﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ و اﻻﻴدﻴوﻟوﺠﻴﺔ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﻌﻤﻠﻴﺔ اﻻﺘﺼﺎﻝ أو ﺒﻌﺒﺎرة أﺨرى ﻓﺈﻨﻪ ﺘم ﺘﺠﺎوز ﻤﺴﺘوى ﺘﻛوﻴن اﻟﻤﺤﺘوى ، ﻟذﻟك ﻓﺄﺼﻌب اﻟﻤﺸﺎﻛﻝ ﺘطرح ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘوى اﻟوﻋﺎء أي ﻋﻠﻰ ﺼﻴﻐﺔ ﺘﻨظﻴم اﻻﻨﺘﺎج ، اﻻﻨﺘﺎﺠﻴﺔ ، اﻟﺘﺴﻴﻴر ، اﻟﺘﺨطﻴط ...اﻟﺦ.
و ﻤﻊ اﻟﺘطور اﻟﺴرﻴﻊ اﻟذي ﻋرﻓﺘﻪ وﺴﺎﺌﻝ اﻻﻋﻼم ﻓﻲ أوروﺒﺎ ﺨﻼﻝ ﻤﻨﺘﺼف اﻟﻘرن اﻟﻤﺎﻀﻲ ﻤن
ﺠﻬﺔ و ﻤﻊ ﺘﻌزﻴز ﻗﻴم اﻟرأﺴﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛرﺴت اﻟﺘﻨﺎﻓس ﺒﻴن ﻤﺨﺘﻠف اﻟﻤؤﺴﺴﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ و ﻤﺎﻟﻛﻲ رأس
اﻟﻤﺎﻝ ﻤن ﺠﻬﺔ أﺨرى ، ﺘﺤوﻟت وﺴﺎﺌﻝ اﻻﻋﻼم اﻟﻰ ﻤؤﺴﺴﺎت اﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ رﺒﺤﻴﺔ ﺘﺴﻌﻰ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎم اﻷوﻝ اﻟﻰ ﺘﺤﻘﻴق اﻷرﺒﺎح دون اﻷﺨذ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﺤق اﻟﻤواطن ﻓﻲ اﻻﻋﻼم ، و دون اﻻﻟﺘزام أﻴﻀﺎ ﺒﻤﺒﺎدئ اﻟﺨدﻤﺔ اﻟﻌﻤوﻤﻴﺔ اﻟذي ﺘﻘرﻩ ﻤﺠﻤﻝ دﻓﺎﺘر ﺸروط وﺴﺎﺌﻝ اﻻﻋﻼم .
و ﻛﻨﺘﻴﺠﺔ رﺌﻴﺴﻴﺔ ظﻬر ﻤﺎ ﺴﻤﻲ ﺒﻌد ذﻟك ﺒﻔﺘرة ﺒﺎﻟﻤﺠﻤوﻋﺎت اﻻﺤﺘﻛﺎرﻴﺔ (trusts) اﻟﺘﻲ اﺤﺘﻛرت اﻟﻤﺸﻬد اﻻﻋﻼﻤﻲ اﻷوروﺒﻲ ، ﻤن ﺨﻼﻝ ﺘﺤﻛم ﻤﺠﻤوﻋﺎت اﻋﻼﻤﻴﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻓﻲ أﻫم وﺴﺎﺌﻝ اﻻﻋﻼم داﺨﻝ اﻟﺒﻠد اﻟواﺤد ، و ﻫو ﻤﺎ ﺠﻌﻝ اﻟﺒﺎﺤﺜﻴن ﻴﻘرون ﺒﺄن ﻫذﻩ اﻟوﺴﺎﺌﻝ ﺘﺨﻠﺼت ﻤن ﺴﻴطرة اﻟﺤﻛوﻤﺎت ﻟﺘﺴﻘط ﻓﻲ ﺴﻴطرة ﻤﻼك رأس اﻟﻤﺎﻝ ، و ﻫو اﻷﻤر اﻷﺨطر ﺨﺎﺼﺔ أن ﻤﻌظﻤﻬﺎ ﻟم ﺘﻠﺘزم ﺘﻤﺎﻤﺎ ﺒﺄﺨﻼﻗﻴﺎت اﻟﻌﻤﻝ اﻻﻋﻼﻤﻲ ﻷن أﻫم ﻤﺎ ﻛﺎن ﻴﻬﻤﻬﺎ ﻫو ﺘﺤﻘﻴق اﻟرﺒﺢ اﻟﺴرﻴﻊ ، و ﻋﻠﻴﻪ و ﺒﻨﺎءا ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺴﺒق :
ﻤﺎ ﻫو اﻟﻤﻘﺼود ﺒﺎﻟﻤﺠﻤوﻋﺎت اﻻﺤﺘﻛﺎرﻴﺔ ؟ و ﻛﻴف ظﻬرت و ﺘطورت ﻫذﻩ اﻟﻤﺠﻤوﻋﺎت ﻓﻲ أوروﺒﺎ و اﻟوﻻﻴﺎت اﻟﻤﺘﺤدة اﻷﻤرﻴﻛﻴﺔ ؟ و ﻛﻴف ﻴﻤﻛن ﻟﻬذﻩ اﻟظﺎﻫرة أن ﺘؤﺜر ﻋﻠﻰ اﻟﻘطﺎع اﻻﻋﻼﻤﻲ ؟
-1 اﻟﺘﻌرﻴف ﺒﺎﻟﻤﺠﻤوﻋﺎت اﻻﺤﺘﻛﺎرﻴﺔ :
ﻤﻊ ﻨﻬﺎﻴﺔ اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎت و ﻤﻊ اﻟﺘطور اﻟﺘﻛﻨوﻟوﺠﻲ ﻟوﺴﺎﺌﻝ اﻻﻋﻼم و اﻻﺘﺼﺎﻝ ظﻬرت ﺸرﻛﺎت ﻤﺘﻌددة اﻟﺠﻨﺴﻴﺎت ﺴﺎرت ﻋﻠﻰ ﻨﻤط اﻟﺸرﻛﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ، ﺒﺤﻴث ﺘﻤﺘﺎز ﺒﺎﻟﺘﻤرﻛز اﻟﺸدﻴد ﻟوﺴﺎﺌﻝ اﻻﻋﻼم واﻻﺘﺼﺎﻝ ،و ﻗد اﺴﺘﺜﻤرت ﻫذﻩ اﻟﺸرﻛﺎت ﻓﻲ وﺴﺎﺌﻝ اﻨﺘﺎج اﻟﺨﺒر أي اﻟﻤﻌﻠوﻤﺔ اﻻﻋﻼﻤﻴﺔ ، ﻓﻲ ﺘدﻋﻴم اﻟوﺴﺎﺌﻝ اﻟﺘﻛﻨوﻟوﺠﻴﺔ ) اﻷﻗﻤﺎر اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ،اﻟﻛﺎﺒﻼت ، اﻷﻟﻴﺎف اﻟﺒﺼرﻴﺔ ،اﻟﺘﻠﻔزة اﻟرﻗﻤﻴﺔ ( ،ﻓﻲ وﺴﺎﺌﻝ اﻟﺒث و اﻟﺘوزﻴﻊ ) ﻗﻨوات ﺴﻤﻌﻴﺔ ﺒﺼرﻴﺔ ، اﻟﺨدﻤﺎت اﻻﺘﺼﺎﻟﻴﺔ ،وﻛﺎﻻت اﻻﺸﻬﺎر ( ،و ﻛﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻬذا اﻷﻤر
أﺼﺒﺤت اﻟﺴﺎﺤﺔ اﻻﻋﻼﻤﻴﺔ اﻟدوﻟﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺘﺤﺘﻛرﻫﺎ ﺒﻌض اﻟﺸرﻛﺎت اﻟﻀﺨﻤﺔ ﻋﻠﻰ
.time warner ﻏرار
و ﻗد ﻋرﻓت ﻫذﻩ اﻟﺸرﻛﺎت ﺒﺎﻟﻤﺠﻤوﻋﺎت اﻻﺤﺘﻛﺎرﻴﺔ أو اﻟﻤﺠﻤوﻋﺎت اﻻﻋﻼﻤﻴﺔ اﻟدوﻟﻴﺔ أو ﻤﺎ أطﻠق ﻋﻠﻴﻪ
أﻴﻀﺎ ﺒظﺎﻫرة ﺘﻤرﻛز وﺴﺎﺌﻝ اﻻﻋﻼم و اﻻﺘﺼﺎﻝ ، و ﻟﻛن و ﻗﺒﻝ اﻟﺨوض ﻓﻲ ﻤﻔﻬوم ﻫذﻩ اﻟﺸرﻛﺎت
أو اﻟﻤﺠﻤوﻋﺎت ﻻﺒد ﻤن ﺘﺤدﻴد ﻤﻔﻬوم اﻟﻌوﻟﻤﺔ اﻻﻋﻼﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﻌد اﻟﺴﺒب اﻟرﺌﻴﺴﻲ و اﻟﻤﺒﺎﺸر ﻓﻲ ظﻬور ﻫذﻩ اﻟﺸرﻛﺎت :
-1-1ﻤﻔﻬوم اﻟﻌوﻟﻤﺔ اﻻﻋﻼﻤﻴﺔ :
ﺘﻌﺘﺒر ﻋوﻟﻤﺔ اﻹﻋﻼم ﺴﻤﺔ رﺌﻴﺴﻴﺔ ﻤن ﺴﻤﺎت اﻟﻌﺼر اﻟﻤﺘﺴم ﺒﺎﻟﻌوﻟﻤﺔ و ﻫﻲ اﻤﺘداد أو ﺘوﺴﻊ ﻓﻲ ﻤﻨﺎطق
ﺠﻐراﻓﻴﺔ ﻤﻊ ﺘﻘدﻴم ﻤﻀﻤون ﻤﺘﺸﺎﺒﻪ و ذﻟك ﻛﻤﻘدﻤﺔ ﻟﻨوع ﻤن اﻟﺘوﺴﻊ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻨﺘﻴﺠﺔ ذﻟك اﻟﺘطور ﻟوﺴﺎﺌﻝ
اﻹﻋﻼم واﻻﺘﺼﺎﻝ اﻟﺘﻲ ﺠﻌﻠت ﺒﺎﻹﻤﻛﺎن ﻓﺼﻝ اﻟﻤﻛﺎن ﻋن اﻟﻬوﻴﺔ واﻟﻘﻔز ﻓوق اﻟﺤدود اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ، واﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ
و اﻟﺘﻘﻠﻴﻝ ﻤن ﻤﺸﺎﻋر اﻻﻨﺘﻤﺎء إﻟﻰ ﻤﻛﺎن ﻤﺤدود ، و ﻤن اﻷواﺌﻝ اﻟذﻴن ﺘطرﻗوا إﻟﻰ ﻫذا اﻟﻤوﻀوع ﻋﺎﻟم
اﻻﺠﺘﻤﺎع اﻟﻛﻨدي " ﻤﺎرﺸﺎﻝ ﻤﺎﻛﻠوﻫﺎن " ﺤﻴث ﺼﺎغ ﻓﻲ ﻨﻬﺎﻴﺔ اﻟﺴﺘﻴﻨﺎت ﻤﺎ ﻴﺴﻤﻰ ﺒﺎﻟﻘرﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ و ﺘﺸﻴر ﻋوﻟﻤﺔ اﻹﻋﻼم إﻟﻰ ﺘرﻛﻴز وﺴﺎﺌﻝ اﻹﻋﻼم ﻓﻲ ﻋدد ﻤن اﻟﺘﻛﺘﻼت اﻟرأﺴﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﺒرة ﻟﻠﻘﺎرات ﻻﺴﺘﺨداﻤﻬﺎ ﻓﻲ
ﻨﺸر و ﺘوﺴﻴﻊ ﻨطﺎق اﻟﻨﻤط اﻟرأﺴﻤﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻛﻝ أﻨﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟم ﻤن ﺨﻼﻝ ﻤﺎ ﻴﻘدم ﻤن ﻤﻀﻤون ﻋﺒر وﺴﺎﺌﻝ
اﻹﻋﻼم.(1)
إن ﻋوﻟﻤﺔ اﻹﻋﻼم ﺘوﺼف ﺒﺄﻨﻬﺎ ﺘﻬدف إﻟﻰ اﻟﺘﻌظﻴم اﻟﻤﺘﺴﺎرع و اﻟﻤذﻫﻝ ﻓﻲ ﻗدرات وﺴﺎﺌﻝ اﻹﻋﻼم
و اﻟﻤﻌﻠوﻤﺎت ﻋﻠﻰ ﺘﺠﺎوز اﻟﺤدود اﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ و اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺒﻴن اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ﺒﻔﻀﻝ ﻤﺎ ﺘﻘدﻤﻪ اﻟﺘﻛﻨوﻟوﺠﻴﺎ اﻟﺤدﻴﺜﺔ
و اﻟﺘﻛﺎﻤﻝ و اﻻﻨدﻤﺎج ﺒﻴن ﻫذﻩ اﻟوﺴﺎﺌﻝ ﺒﻬدف دﻋم و ﺘوﺤﻴد و دﻤﺞ أﺴواق اﻟﻌﺎﻟم، و ﺘﺤﻘﻴق ﻤﻛﺎﺴب
ﻟﺸرﻛﺎت اﻹﻋﻼم و اﻻﺘﺼﺎﻝ و اﻟﻤﻌﻠوﻤﺎت اﻟﻌﻤﻼﻗﺔ ، و ﻫذا ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺎب دور اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎﻻت
اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ، و ﻋﻨدﻤﺎ ﻨﺘﺄﻤﻝ ﻋﻨﺎﺼر و أﺸﻛﺎﻝ اﻻﺘﺼﺎﻝ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟذي ﺘﻤﻠك ﻓﻴﻪ اﻟوﻻﻴﺎت اﻟﻤﺘﺤدة ﻋﻨﺎﺼر اﻟﺴﻴطرة ﻨﺠد ﻤﺎ ﻴﻠﻲ :(2)
• اﻟﻤواد و اﻟﺘﺠﻬﻴزات اﻟﺘﻘﻠﻴدﻴﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻻﺘﺼﺎﻝ و ﺼﻨﺎﻋﺔ اﻻﻋﻼم اﻷﻤرﻴﻛﻴﺔ .
• ﺘدﻓق اﻟﻤﻌﻠوﻤﺎت ﻋﺒر اﻟﻔﻀﺎﺌﻴﺎت ﺘﺤت اﻟﺴﻴطرة اﻷﻤرﻴﻛﻴﺔ .
• ﻤﺼﺎدر اﻟﻤﻌﻠوﻤﺎت أﻤرﻴﻛﻴﺔ اﻟﺼﻨﻊ .
• اﻟطرﻴق اﻟﺴرﻴﻊ ﻟﻠﻤﻌﻠوﻤﺎت ﺘﺤﺘﻝ ﻓﻴﻪ اﻟوﻻﻴﺎت اﻟﻤﺘﺤدة اﻷﻤرﻴﻛﻴﺔ اﻟﻤرﺘﺒﺔ اﻷوﻟﻰ .
ﻛﻝ ﻫذﻩ اﻟﻌواﻤﻝ ﺘﺠﻌﻝ ﻤﻨﻬﺎ ﺘﻤﺎرس ﻋوﻟﻤﺔ اﻻﺘﺼﺎﻝ ﻤن ﺨﻼﻝ أﺒرز آﻟﻴﺎﺘﻬﺎ اﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﻨوات اﻟﻔﻀﺎﺌﻴﺔ و اﻻﻨﺘرﻨت ، و ﻫذا اﻟﺘﻔوق ﻋﻠﻰ اوروﺒﺎ و اﻟﻴﺎﺒﺎن ﺴواء ﻓﻲ اﻻﻨﺘﺎج أو اﻟﺘروﻴﺞ ﻟﻠﻤﻨﺘوﺠﺎت اﻻﻋﻼﻤﻴﺔ ، ﻤﻛﻨﻬﺎ ﻤن ان ﺘﺼﺒﺢ اﻟﻨﻤوذج اﻟذي ﺘﺴﻌﻰ اﻟدوﻝ اﻟﻤﺘﺨﻠﻔﺔ اﻟﻰ ﺘﻘﻠﻴدﻩ .
و ﻤن ﺨﻼﻝ ﻋوﻟﻤﺔ اﻻﻋﻼم و ﻤظﺎﻫرﻫﺎ ﻴﻤﻛن اﻟﻘوﻝ أن ﻤن ﻴﻤﻠك اﻟﺜﺎﻟوث اﻟﺘﻛﻨوﻟوﺠﻲ ) وﺴﺎﺌﻝ اﻻﻋﻼم
اﻟﻤﺴﻤوﻋﺔ و اﻟﻤرﺌﻴﺔ ، ﺸﺒﻛﺔ اﻟﻤﻌﻠوﻤﺎت ، اﻟطرﻴق اﻟﺴرﻴﻊ ﻟﻠﻤﻌﻠوﻤﺎت ( ﻴﻔرض ﺴﻴطرﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺼﻨﺎﻋﺔ
اﻻﺘﺼﺎﻝ و اﻟﻤﻌﻠوﻤﺎت اﻟﻤﺼدر اﻟﺠدﻴد ﻓﻲ ﻋﺼر اﻟﻌوﻟﻤﺔ ﻹﻨﺘﺎج و ﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﻘﻴم و اﻟرﻤوز و اﻟذوق ﻓﻲ
اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ، و ﻫﻨﺎ ﺘظﻬر اﻟﺼورة ﻛﺄﻫم آﻟﻴﺎت اﻟﻌوﻟﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎﻝ اﻻﻋﻼﻤﻲ ﺒﻌد اﻟﺘراﺠﻊ اﻟﻛﺒﻴر ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ
اﻟﻤﻛﺘوﺒﺔ و ظﻬور ﻤﺎ أﺼطﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﺘﺴﻤﻴﺘﻪ ﺒﺜﻘﺎﻓﺔ ﻤﺎ ﺒﻌد اﻟﻤﻛﺘوب (3)، و ﻴﻤﻛن اﻟﻘوﻝ أن وﺴﺎﺌﻝ اﻻﻋﻼم
و ﺸﺒﻛﺎت اﻻﺘﺼﺎﻝ ﺘؤدي ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤن اﻟﻤﻬﺎم ﻓﻲ ﻤﺴﺎر اﻟﻌوﻟﻤﺔ ، ﻴﻤﻛن اﺤﺼﺎؤﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﻴﻠﻲ :(4)
• أﻨﻬﺎ ﺘﻤﺜﻝ آﻟﻴﺔ أﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﻌوﻟﻤﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺘﻴﺴر اﻟﺘﺒﺎدﻝ اﻟﻔوري و اﻟﻠﺤظﻲ و اﻟﺘوزﻴﻊ
ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘوى اﻟﻛوﻨﻲ ﻟﻠﻤﻌﻠوﻤﺎت و ﻻ ﻴﻤﻛن ﺘﺼور اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ اﻟﻴوم دون اﺘﺼﺎﻝ.
• أﻨﻬﺎ ﺘروج وﺴﺎﺌﻝ اﻹﻋﻼم اﻹﻴدﻴوﻟوﺠﻴﺔ اﻟﻠﻴﺒراﻟﻴﺔ اﻟﻛوﻨﻴﺔ اﻨطﻼﻗﺎ ﻤن اﻟدوﻝ اﻟﻛﺒرى و اﻟﻤؤﺴﺴﺎت
اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ اﻟﻌﻤﻼﻗﺔ.
• أﻨﻬﺎ ﺘﺴﺎﻫم ﻓﻲ ﺨﻠق أﺸﻛﺎﻝ ﻋدﻴدة ﻟﻠﺘﻀﺎﻤن و اﻟﺘﻌﺎون ﺒﻴن اﻷﻓراد ﻋﺒر اﻟﺸﺒﻛﺎت ، و ﻗد ﻤﻛن
اﻹﻋﻼم و اﻟﺘطور اﻟﺘﻛﻨوﻟوﺠﻲ ﻤن ظﻬور اﻹﻋﻼم و اﻟﻤﻌﻠوﻤﺎت ﻛﺴﻠطﺔ و وﺴﻴﻠﺔ ﺘﺤوﻝ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت و ﺘﻐﻴرﻫﺎ.
-2-1ﻤﻔﻬوم اﻟﻤﺠﻤوﻋﺎت اﻻﺤﺘﻛﺎرﻴﺔ :
ﺒدأ اﻟﺘﺤوﻝ اﻟﻀﺨم ﻓﻲ اﺘﺠﺎﻩ اﻟﻌوﻟﻤﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎﻝ اﻹﻋﻼم ﺒدءًا ﻤن اﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﺎت و ﻛﺎﻨت اﻟﺒداﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤؤﺴﺴﺎت
و ﻤوزﻋﻴن ﻟﻤﻨﺘﺠﺎت إﻋﻼﻤﻴﺔ ، ﺜم ﺘطورت اﻷﻤور ﻤﻊ اﻟﺘوﺴﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدي و اﻟﻨﻤو اﻟﺴﻛﺎﻨﻲ و اﻻﻨﻔﺘﺎح
اﻟﺴﻴﺎﺴﻲ و اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﺒﻴن اﻟدوﻝ و اﺴﺘطﺎﻋت ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤن اﻟﻤؤﺴﺴﺎت اﻹﻋﻼﻤﻴﺔ أن ﺘﻔﻬم ﺤﺎﺠﺎت
اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﻤواد اﻹﻋﻼﻤﻴﺔ ، ﻤﻤﺎ ﺴﺎﻋدﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺘطوﻴر أدوات إﻴﺼﺎﻝ ﻟﻬذﻩ اﻟﻤواد ﻤﺴﺘﻔﻴدة ﻤن
اﻟﺘطور اﻟﺘﻘﻨﻲ اﻟواﺴﻊ ﻓﻲ ﻤﻴدان اﻻﺘﺼﺎﻻت .(5)
ﻛذﻟك ﺒدأت اﻟﻤؤﺴﺴﺎت اﻹﻋﻼﻤﻴﺔ اﻷﻤرﻴﻛﻴﺔ اﻟﻘوﻴﺔ ﻓﻲ ﻤوطﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺘﻛوﻴن ﺸرﻛﺎت ﻤﺘﻌددة اﻟﺠﻨﺴﻴﺎت وﺸراء
أﻨﺸطﺔ و ﻤؤﺴﺴﺎت إﻋﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻠدان اﻟﺨﺎرﺠﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، و ﻗد واﻛب ذﻟك ﺘﺤﺎﻟﻔﺎت اﺴﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ ﻤﻊ
اﻟﺠﻬﺎت اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ اﻟﻘوﻴﺔ ﻤﺴﺘﻔﻴدة ﺒدرﺠﺔ ﻛﺒﻴرة ﻤن اﻟﻨﻔوذ اﻷﻤرﻴﻛﻲ اﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ، و ﺘﻬﺎوي أدوات
اﻟﻤﻨﻊ أو اﻟرﻗﺎﺒﺔ و وﺴﺎﺌﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﻠدان اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﺜم ﺘطورت اﻷﻤور اﺘﺠﺎﻩ اﻟﻌوﻟﻤﺔ ﺒﺴرﻋﺔ ﺒﺎﻟﺘزاﻤن ﻤﻊ
اﻟﻌوﻟﻤﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ﺤﻴث ﻴﻤﻛن إدراج اﻹﻋﻼم ﻛﺠزء ﻤن اﻷﻨﺸطﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ .(6)
ﻓﻘد وﺼﻝ ﻋدد اﻟﻤؤﺴﺴﺎت اﻹﻋﻼﻤﻴﺔ اﻟدوﻟﻴﺔ إﻟﻰ 40 ﻤؤﺴﺴﺔ ﻨﺼﻔﻬﺎ ﺘﻘرﻴﺒﺎ أﻤرﻴﻛﻲ و ﻴﺘوﻗﻊ اﻻﺴﺘﻤرار
ﻨﺤو ﻫذا اﻻﺘﺠﺎﻩ و زﻴﺎدة اﻟﺘﻛﺘﻼت و اﻟﻤﺠﻤوﻋﺎت اﻹﻋﻼﻤﻴﺔ اﻟدوﻟﻴﺔ و ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻤدى اﻟﻘرﻴب اﻟﻤﺘوﺴط.
ﻓﻲ دراﺴﺔ أﻨﺠزت ﻋﺎم 1996 ﺤوﻝ اﻹﻋﻼم ﻓﻲ 41 دوﻟﺔ ﻛﺎﻨت اﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﻛﻤﺎ ﻴﻠﻲ :(7)
• أﻛﺜر اﻷﻓﻼم ﻤﺸﺎﻫدة أﻤرﻴﻛﻴﺔ و 9 أﺸرطﺔ ﻤن ﻛﻝ 10 أﺸرطﺔ ﻓﻴدﻴو أﻤرﻴﻛﻴﺔ.
• ﻫﻨﺎك ﻋﺸرون أﻟف 20000 ﻤﺴﺘﻬﻠك ﺤوﻝ اﻟﻌﺎﻟم .
• %90 ﻤن اﻻﻋﻼم ﻓﻲ اﻴطﺎﻟﻴﺎ ﻴﺴﻴطر ﻋﻠﻴﻪ اﻻﻋﻼم اﻷﻤرﻴﻛﻲ .
• %25 ﻤن ﺴوق اﻟﻛﺘب ) 8 ﺒﻠﻴون دوﻻر اﺠﻤﺎﻟﻲ دﺨﻝ اﻟﻛﺘب ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ( ﺘﺴﻴطر ﻋﻠﻴﻪ 10 دور ﻨﺸر و أﻛﺒرﻫﺎ ﺒﻝ أﻛﺜرﻫﺎ ﻤﻤﻠوﻛﺔ ﻟﻤؤﺴﺴﺎت اﻋﻼﻤﻴﺔ دوﻟﻴﺔ ) ﺘﺎﻴﻤز ورﻨر ، ﻴﻛزﻤﺎن ، ﻓﻴﺎﻛم .(
و ﺒﻨﺎءا ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺴﺒق ﻴﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ أن اﻟﻤﺠﻤوﻋﺎت اﻻﺤﺘﻛﺎرﻴﺔ اﻻﻋﻼﻤﻴﺔ ﻫﻲ ﻨﺘﺎج ﻋوﻟﻤﺔ اﻻﻋﻼم و اﻻﺘﺼﺎﻝ اﻟﺘﻲ أﻓرزت ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤﺤدودة ﻤن اﻟﻤؤﺴﺴﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﺴﺘﺜﻤرت ﻓﻲ ﻤﺨﺘﻠف اﻟﻨﺸﺎطﺎت اﻻﻋﻼﻤﻴﺔ و اﻻﺘﺼﺎﻟﻴﺔ و ﺼﻨﻌت ﻤن ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺘﻛﺘﻼت ﻻ ﻴﻤﻛن ﻟﻠﻤؤﺴﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴرة ﻤﻨﺎﻓﺴﺘﻬﺎ و ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ أﺼﺒﺤت ﺘﺘﺤﻛم ﻓﻲ ﻤﻌظم أﻫم وﺴﺎﺌﻝ اﻻﻋﻼم ﻟﻴس ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘوى اﻟﻤﺤﻠﻲ ﻓﻘط و إﻨﻤﺎ أﻴﻀﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘوى اﻟدوﻟﻲ ، و ﻴرى ﺘﺸوﻤﺴﻛﻲ أن ﻫذﻩ اﻟﻌوﻟﻤﺔ ﺘﺒرز ﻤن ﺨﻼﻝ اﻟزﻴﺎدة اﻟﻀﺨﻤﺔ ﻓﻲ اﻻﻋﻼن ﺨﺎﺼﺔ اﻻﻋﻼن ﻋن اﻟﺴﻠﻊ اﻷﺠﻨﺒﻴﺔ و اﻟﺘرﻛﻴز ﻓﻲ ﻤﻠﻛﻴﺔ وﺴﺎﺌﻝ اﻻﻋﻼم اﻟدوﻟﻴﺔ ، و ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ اﻨﺨﻔﺎض اﻟﺘﻨوع و اﻟﻤﻌﻠوﻤﺎت ﻤﻘﺎﺒﻝ اﻟزﻴﺎدة ﻓﻲ اﻟﺘوﺠﻪ ﻟﻠﻤﻌﻠن ، ﻛﻤﺎ أﻨﻬﺎ ﺘﺠﺴد اﻟﺘوﺴﻊ ﻓﻲ اﻟﺘﻌدي ﻋﻠﻰ اﻟﻘوﻤﻴﺎت ﻤن ﺨﻼﻝ ﺸرﻛﺎت
ﻋﻤﻼﻗﺔ ﺸﺎﻤﻠﺔ و ﻤﺴﺘﺒدة ﻴﺤرﻛﻬﺎ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺒﺎﻟرﺒﺢ و ﺘﺸﻛﻴﻝ اﻟﺠﻤﻬور وﻓق ﻨﻤط ﺨﺎص ، ﺤﻴث ﻴدﻤن
اﻟﺠﻤﻬور أﺴﻠوب ﺤﻴﺎة ﻗﺎﺌم ﻋﻠﻰ ﺤﺎﺠﺎت ﻤﺼطﻨﻌﺔ ﻤﻊ ﺘﺠزﺌﺔ اﻟﺠﻤﻬور و ﻓﺼﻝ ﻛﻝ ﻓرد ﻋن اﻵﺨر ﺤﻴث ﻻ ﻴدﺨﻝ اﻟﺠﻤﻬور اﻟﺴﺎﺤﺔ اﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ و ﺒزﻋﺞ أو ﻴﻬدد ﻨظﺎم اﻟﻘوى أو اﻟﺴﻴطرة ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ(8) .
و رﻏم أن ﻤﺎ ﺴﺒق ﻴﺤﻤﻝ ﻓﻲ ﻤﻀﻤوﻨﻪ ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺘطﻐﻰ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ إﻻ أن ﻫذا ﻻ ﻴﻨﻔﻲ أن اﻟﻤﺠﻤوﻋﺎت
اﻻﺤﺘﻛﺎرﻴﺔ أو اﻟﺘﻛﺘﻼت اﻻﻋﻼﻤﻴﺔ أو اﻟﻤﺠﻤوﻋﺎت اﻻﻋﻼﻤﻴﺔ اﻟدوﻟﻴﺔ ﻟﻴس ﻟﻬﺎ ﺠواﻨب اﻴﺠﺎﺒﻴﺔ أو أﻨﻬﺎ ﻟم
ﺘﻀف ﻟﻠﻤﻴدان اﻻﻋﻼﻤﻲ ، و ﻟﻌﻝ أﻫﻤﻬﺎ أن اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﺒﻴن ﻤﺨﺘﻠف اﻟدﻋﺎﺌم اﻻﺘﺼﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﻬذﻩ
اﻟﻤﺠﻤوﻋﺎت أدى اﻟﻰ اﻻرﺘﻔﺎع ﺒﺎﻟذوق اﻟﻌﺎم ﺸﻛﻼ و ﻤﻀﻤوﻨﺎ ﻤن ﺤﻴث ﺸﻛﻝ ﻋرض اﻟﻤﻀﻤون اﻻﻋﻼﻤﻲ و أﻴﻀﺎ أدت اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ اﻟﻰ وﺠود ﻤﺎ أﺼﺒﺢ ﻴﻌرف ﺤﺎﻟﻴﺎ ﺒﺎﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ أو اﻻﺒداﻋﻴﺔ .
-2 ﻨﻤﺎذج ﻋن اﻟﻤﺠﻤوﻋﺎت اﻻﺤﺘﻛﺎرﻴﺔ :
ﻫﻨﺎك ﺴت ﻤﺠﻤوﻋﺎت رﺌﻴﺴﻴﺔ ﻛﺒرى ﺘﻌﻤﻝ ﻓﻲ اﻷﻨﺸطﺔ اﻻﻋﻼﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘوى اﻟﻌﺎﻟم و ﻟﻬﺎ ﺤﻀور دوﻟﻲ
ﻛﺒﻴر ﻤﺘﻔﺎوت ﻤن ﻤؤﺴﺴﺎت ﻷﺨرى ، أرﺒﻊ ﻤﻨﻬﺎ أﻤرﻴﻛﻴﺔ و واﺤدة أوروﺒﻴﺔ و أﺨرى أﺴﺘراﻟﻴﺔ أﻤرﻴﻛﻴﺔ ، و ﻫذا ﻋرض ﻷﺒرز أﻨﺸطﺔ ﻫذﻩ اﻟﻤﺠﻤوﻋﺎت :
: (Time warner) وارﻨر ﺘﺎﻴم-1-2
و ﻫﻲ أﻛﺒر ﻤؤﺴﺴﺔ اﻋﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ، إذ ﺘﻔوق ﻤﺒﻴﻌﺎﺘﻬﺎ اﻟﺴﻨوﻴﺔ 50 ﺒﻠﻴون دوﻻر ، ﺜﻠﺜﻬﺎ ﻤن أﻤرﻴﻛﺎ
و اﻟﺒﺎﻗﻲ ﻤن اﻟﻌﺎﻟم و ﻴﺘوﻗﻊ ارﺘﻔﺎع دﺨﻠﻬﺎ ﻤن ﺨﺎرج أﻤرﻴﻛﺎ اﻟﻰ %50 و ﺘﻤﻠك اﻟﻌدﻴد ﻤن اﻷﻨﺸطﺔ اﻻﻋﻼﻤﻴﺔ اﻟﻤﺘﻨوﻋﺔ ﻤﻨﻬﺎ :
• 24 ﻤﺠﻠﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﺘﺎﻴم .
• ﺜﺎﻨﻲ أﻛﺒر دار ﻨﺸر ﻓﻲ أﻤرﻴﻛﺎ .
• ﺸﺒﻛﺔ ﺘﻠﻔزﻴوﻨﻴﺔ ﻀﺨﻤﺔ و اﺴﺘودﻴوﻫﺎت ﺒراﻤﺞ و أﻓﻼم و دور ﻋرض اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ) أﻛﺜر ﻤن
1000 ﺸﺎﺸﺔ( و أﻛﺒر ﺸﺒﻛﺔ ﻛﺎﺒﻝ ﺘﻠﻔزﻴوﻨﻲ ﻤدﻓوع ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم .
• ﺸرﻛﺎت أﻓﻼم ﻓﻲ أوروﺒﺎ و اﻟﻌدﻴد ﻤن ﻤﺤﻼت اﻟﺒﻴﻊ ﺒﺎﻟﺘﺠزﺌﺔ .
• ﻤﻛﺘﺒﺔ ﻀﺨﻤﺔ ﻤن اﻷﻓﻼم ) 6000 ﻓﻴﻠم ( و اﻟﺒراﻤﺞ اﻟﺘﻠﻔزﻴوﻨﻴﺔ ) 25000 ﺒرﻨﺎﻤﺞ ( .
• ﺒﻌض اﻟﻘﻨوات اﻟﺘﻠﻔزﻴوﻨﻴﺔ اﻟدوﻟﻴﺔ ﻤﺜﻝ CNN TNT, .HBO,
• ﻤﺴﺎﻫﻤﺔ رﺌﻴﺴﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﻨوات و ﺸﺒﻛﺎت ﺘﻠﻔزﻴوﻨﻴﺔ أو ﻤرﺌﻴﺔ .
-2-2ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﺒرﺘﻠﺴﻤﺎن BERTELSMAN :
أﻛﺒر ﻤﺠﻤوﻋﺔ اﻋﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ أوروﺒﺎ و ﺜﺎﻟث أﻛﺒر ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ، دﺨﻠﻬﺎ اﻟﺴﻨوي ﻴﺘﺠﺎوز 15 ﺒﻠﻴون
دوﻻر و ﺘﺘﻤﻴز ﺒﺄن ﻟﻬﺎ ﺘﺤﺎﻟﻔﺎت و ﺘﻌﺎوﻨﺎت ﻤﻊ اﻟﻌدﻴد ﻤن اﻟﻤﺠﻤوﻋﺎت اﻻﻋﻼﻤﻴﺔ اﻟدوﻟﻴﺔ ﻓﻲ أوروﺒﺎ و اﻟﻴﺎﺒﺎن ، و ﻟﻬﺎ اﻟﻌدﻴد ﻤن اﻷﻨﺸطﺔ اﻻﻋﻼﻤﻴﺔ و ﻤﻨﻬﺎ :(9)
• ﻗﻨوات ﺘﻠﻔزﻴوﻨﻴﺔ ﻓﻲ أﻟﻤﺎﻨﻴﺎ و ﻓرﻨﺴﺎ و ﺒرﻴطﺎﻨﻴﺎ ، إﻀﺎﻓﺔ اﻟﻰ اﺴﺘودﻴوﻫﺎت ﺴﻴﻨﻤﺎﺌﻴﺔ ﻤﺘﻌددة .
• ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤن اﻻذاﻋﺎت اﻷوروﺒﻴﺔ .
• 45 ﺸرﻛﺔ ﻨﺸر ﻟﻠﻛﺘب ﺒﻠﻐﺎت أوروﺒﺎ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ .
• أﻛﺜر ﻤن 100 ﻤﺠﻠﺔ ﻓﻲ أوروﺒﺎ و أﻤرﻴﻛﺎ .
ﻴﻌرف ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻤﺠﻤوﻋﺔ اﻷﻟﻤﺎﻨﻴﺔ ﻤﻠﻛﻴﺘﻬﺎ ﻟﻌدﻴد اﻟﻤﺠﻼت ﻤﺜﻝ Gruner ،juhr Und ـ ﻛﻤﺎ أﻨﻬﺎ
ﺤﺎﻀرة ﺒﻘوة ﻓﻲ ﻤﻠﻛﻴﺔ اﻟﻤﺠﻤوﻋﺎت اﻷوروﺒﻴﺔRTL ) اﻟﻤﻤﺜﻠﺔ ﺒﻘﻨﺎة M6 ﻓﻲ ﻓرﻨﺴﺎ ( ، أﻤﺎ ﻤﺠﻤوﻋﺔ
Buch Bertelsman ﻓﻬو ﻓرع اﻟﻤؤﺴﺴﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎﻝ اﻟﻨﺸر و اﻟﻛﺘب و ﺘﺴﻴﻴر ﻨوادي اﻟﻛﺘب ، أﻤﺎ ﻓﻲ
ﻤﺠﺎﻝ اﻟطﺒﻊ و اﻟﺘﺼﻨﻴﻊ ﻓﻬﻲ ﺤﺎﻀرة ﻤن ﺨﻼﻝ ﻓرع Arvato .(10)
-3-2ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻓﻴﺎﻛوم VIACOM :
ﻤﺠﻤوﻋﺔ اﻋﻼﻤﻴﺔ ﻗوﻴﺔ ﻓﻲ أﻤرﻴﻛﺎ و رﺒﻊ دﺨﻠﻬﺎ اﻟﺴﻨوي 13 ﺒﻠﻴون دوﻻر ) ﻤن ﺨﺎرج أﻤرﻴﻛﺎ ( و ﻟﻬﺎ ﻨﺸﺎط ﻤﺤﻤوم ﻟﻠﺘوﺴﻊ اﻟدوﻟﻲ ، ﺤﻴث أﻨﻔﻘت ﺒﻠﻴون دوﻻر ﻓﻲ اﻟﺴﻨوات اﻷﺨﻴرة ﻟﻠﺘوﺴﻊ ﻓﻲ أوروﺒﺎ ، و ﻟﻬﺎ ﺘﺤﺎﻟﻔﺎت
ﻤﻊ اﻟﻌدﻴد ﻤن اﻟﻤﺠﻤوﻋﺎت اﻻﻋﻼﻤﻴﺔ و ﻨﺸﺎطﻬﺎ ﻤﺘﻨوع و ﻤﻨﻬﺎ 13 ﻤﺤطﺔ ﺘﻠﻔزﻴون ﻓﻲ أﻤرﻴﻛﺎ إﻀﺎﻓﺔ اﻟﻰ
ﺸﺒﻛﺎت ﺒث ﻓﻀﺎﺌﻲ دوﻟﻲ ) ﺸوﺘﺎﻴم ، ﻨﻛﻠدون ( ، ﺸرﻛﺎت اﻨﺘﺎج ﺘﻠﻔزﻴوﻨﻲ و ﺴﻴﻨﻤﺎﺌﻲ و ﻓﻴدﻴو و ﻤوﺴﻴﻘﻰ ، و ﺸرﻛﺔ ﻨﺸر اﻟﻛﺘب .
: Disney دﻴزﻨﻲ-4-2
و ﻫﻲ أﻛﺒر ﻤﺘﺤد ﻟـ "ﺘﺎﻴم وارﻨر" ﻓﻲ اطﺎر اﻟﻤﺠﻤوﻋﺎت اﻻﻋﻼﻤﻴﺔ ، ﻟﻬﺎ دﺨﻝ ﻴﻔوق 24 ﺒﻠﻴون دوﻻر و ﻟﻬﺎ ﺤﻀور ﻗوي ﻓﻲ ﻤﺠﺎﻝ اﻻطﻔﺎﻝ ، ﺒﻝ ﺘﻌﺘﺒر أﻛﺒر ﻤﻨﺘﺞ ﻟﻤواد اﻷطﻔﺎﻝ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم و ﺘﺘواﺠد ﻤن أﻗﺼﻰ اﻟﺸرق ) اﻟﺼﻴن ( اﻟﻰ أوروﺒﺎ و اﻟﺸرق اﻷوﺴط و ﺤﺘﻰ أﻤرﻴﻛﺎ اﻟﻼﺘﻴﻨﻴﺔ و ﻟﻬﺎ أﻨﺸطﺔ ﻤﺘﻨوﻋﺔ و ﻤﻨﻬﺎ :
• اﺴﺘودﻴوﻫﺎت أﻓﻼم و ﻓﻴدﻴو و ﺒراﻤﺞ ﺘﻠﻔزﻴوﻨﻴﺔ و ﺸﺒﻛﺔ ABC اﻟﺘﻠﻔزﻴوﻨﻴﺔ اﻟﻀﺨﻤﺔ ﻓﻲ أﻤرﻴﻛﺎ و ﻤﺤطﺎت ﺘﻠﻔزﻴون و رادﻴو ﻤﺘﻌددة .
• ﻗﻨوات ﺘﻠﻔزﻴوﻨﻴﺔ دوﻟﻴﺔ ﻤﺘﻌددة ﺒﺎﻷﻗﻤﺎر اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ و اﻟﻛﺎﺒﻝ ﻤﺜﻝ دﻴزﻨﻲESPN و دﻴزﻨﻲ اﻟرﻴﺎﻀﻴﺔ.
• ﻤﺤﻼت ﺘﺠﺎرﻴﺔ ﺒﺎﺴم دﻴزﻨﻲ و ﻤراﻛز أﻟﻌﺎب و ﺘرﻓﻴﻪ ﺤوﻝ اﻟﻌﺎﻟم .
• دور ﻨﺸر اﻟﻛﺘب .
• ﺼﺤف ﻴوﻤﻴﺔ و 3 ﺸرﻛﺎت ﻹﻨﺘﺎج اﻟﻤﺠﻼت .
-5-2ﻨﻴوز ﻛورﺒوراﻴﺸن corporation :
ﻫﻲ ﺨﺎﻤس أﻛﺒر ﻤﺠﻤوﻋﺔ اﻋﻼﻤﻴﺔ ﻤن ﺤﻴث اﻟدﺨﻝ ) 10 ﺒﻠﻴون دوﻻر( ﻟﻛﻨﻬﺎ أﻛﺒر ﻓﺎﻋﻝ ﻓﻲ ﻤﺠﺎﻝ
اﻻﻋﻼم ﺤوﻝ اﻟﻌﺎﻟم ، أﺴس اﻟﻤﺠﻤوﻋﺔ "روﺒرت ﻤردوخ" و ﻴﻤﻠك ﺤﺎﻟﻴﺎ ﺜﻠﺜﻬﺎ و ﻟﻬﺎ وﺠود ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ أﻨﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟم ﻤن ﺨﻼﻝ أﻨﺸطﺘﻬﺎ اﻻﻋﻼﻤﻴﺔ ﻤﻨﻬﺎ :
• 132 ﺼﺤﻴﻔﺔ و 25 ﻤﺠﻠﺔ ﻓﻲ اﺴﺘراﻟﻴﺎ و ﺒرﻴطﺎﻨﻴﺎ و أﻤرﻴﻛﺎ ﺘﻌﺘﺒر واﺤدة ﻤن أﻛﺒر ﺜﻼث
اﻟﺘﻠﻔزﻴوﻨﻲ ، إﻀﺎﻓﺔ اﻟﻰ
ﻤﺠﻤوﻋﺎت ﺼﺤﻔﻴﺔ ﺤوﻝ اﻟﻌﺎﻟم .
• ﺸرﻛﺔ ﻓوﻛس ﻟﻺﻨﺘﺎج اﻟﺘﻠﻔزﻴوﻨﻲ و اﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺌﻲ و ﺸﺒﻛﺔ ﻓوﻛس ﻟﻺﻨﺘﺎج
22 ﻤﺤطﺔ ﺘﻠﻔزﻴون .
• ﺸﺒﻛﺔ ﺴﺘﺎر ﻟﻠﺒث اﻟﻔﻀﺎﺌﻲ ﺤوﻝ اﻟﻌﺎﻟم و ﺸﺒﻛﺔ ﺴﻛﺎي ) ﺒرﻴطﺎﻨﻴﺎ ﺨﺼوﺼﺎ ( .
• دور ﻨﺸر ﻟﻠﻛﺘب .
و ﻟﻠﻤﺠﻤوﻋﺔ ﺘﺤﺎﻟﻔﺎت ﻤﻊ ﻤﺠﻤوﻋﺎت اﻋﻼﻤﻴﺔ ﺤوﻝ اﻟﻌﺎﻟم و ﻗﺎﻋدﺘﻬﺎ ﺴت دوﻝ رﺌﻴﺴﻴﺔ ﺘﻨطﻠق ﻤﻨﻬﺎ أﻨﺸطﺘﻬﺎ اﻟﻤﺘﻨوﻋﺔ و ﺒﺎﻷﺨص أﺴﺘراﻟﻴﺎ ، ﺒرﻴطﺎﻨﻴﺎ و أﻤرﻴﻛﺎ ،و ﺘﻌﺘﺒر ﻫذﻩ اﻟﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤن أﻛﺜر اﻟﻤﺠﻤوﻋﺎت اﻻﻋﻼﻤﻴﺔ ﺘﻌﻘﻴدا و اﺘﺴﺎﻋﺎ ، و ﻟﻬﺎ ﻨﻔوذ ﻗوي ﻓﻲ اﻟﺼﻴن و اﻟﻬﻨد ﻓﻀﻼ ﻋن أوروﺒﺎ و أﻤرﻴﻛﺎ ،و أﺴﻠوﺒﻬﺎ اﻟﻨﺎﺠﺢ ﻫو اﻟﺸراﻛﺔ ﻤﻊ ﺠﻬﺎت ﻨﺎﻓذة ﻤﺤﻠﻴﺔ ﻤﻊ ﻋدم ﻤﺼﺎدﻤﺔ اﻟﺘوﺠﻬﺎت اﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﺒﻠدان .
و ﻤن أﻫم ﺨﺼﺎﺌص ﻫذﻩ اﻟﻤﺠﻤوﻋﺔ أﻨﻬﺎ ﺘﺒث ﺒﻠﻐﺎت اﻟﺒﻠدان اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻓوﻛسFOX ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻤﺜﻼ
ﺘﺒث ﺒﺎﻹﺴﺒﺎﻨﻴﺔ ﻓﻲ أﻤرﻴﻛﺎ اﻟﻼﺘﻴﻨﻴﺔ و اﺴﺒﺎﻨﻴﺎ إﻀﺎﻓﺔ اﻟﻰ اﻻﻨﺠﻠﻴزﻴﺔ ﺒوﺼﻔﻬﺎ ﻟﻐﺔ دوﻟﻴﺔ ، و ﺘﺘﻤﻴز ﻫذﻩ
اﻟﻤﺠﻤوﻋﺔ أﻴﻀﺎ ﺒﻘدرﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﺨﺘراق اﻟدوﻝ اﻟﻨﺎﻤﻴﺔ و ﺘوطﻴد أﻗداﻤﻬﺎ ﻓﻴﻬﺎ ، ﻛﻤﺎ أن ﻟﻬﺎ ﻤﺼدرﻫﺎ اﻟﺨﺎص ﺒﺎﻷﺨﺒﺎر و اﻟﺒراﻤﺞ ﻤﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺸرﻛﺎت ﺘﺎﺒﻌﺔ أو ﺸرﻴﻛﺔ إﻀﺎﻓﺔ اﻟﻰ ﻗﻨوات اﻟﺒث اﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻬﺎ .(11)
و ﻓرﻨﺴﺎ ﻤن اﻟدوﻝ اﻟﺘﻲ ﻴوﺠد ﺒﻬﺎ أﻴﻀﺎ ﻋدﻴد اﻟﻤﺠﻤوﻋﺎت اﻻﺤﺘﻛﺎرﻴﺔ ﻟﻌﻝ أﻫﻤﻬﺎ ﻤﺠﻤوﻋﺔ . "ﻫﺎﺸﻴت(HACHETTE)" ،و ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ ﻋرض ﻷﻫم اﻟﻤﺠﻤوﻋﺎت ﻓﻲ ﻓرﻨﺴﺎ :
: (le groupe Lagardére) ﻻﻏﺎردﻴر ﻤﺠﻤوﻋﺔ-6-2
ﺘﺄﺴﺴت ﻓﻲ اﻟﺒداﻴﺔ ﻋﺎم 1829 ﻛﻤﻛﺘﺒﺔ ـ ﺘﻤﻛﻨت ﻋﺎم 1947 ﻤن أن ﺘﺘﺤوﻝ اﻟﻰ ﻤﺴﻴر أﺴﺎﺴﻲ ﻟﻤؤﺴﺴﺔ
ﺘوزﻴﻊ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﺒﺎرﻴﺴﻴﺔ ) (NMPP ﺒﺎﻤﺘﻼﻛﻬﺎ %49 ﻤن رأس ﻤﺎﻟﻬﺎ ﻛﻤﺎ أﺼﺒﺤت ﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﻋدﻴد
اﻟﻤﺠﻼت ،و ﺒدءا ﻤن ﻋﺎم 1981 ﺘﺤوﻟت اﻟﻰ ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻴدﻴرﻫﺎ Lagardère" "jean-Luk، و ﺒدءا ﻤن
ﻋﺎم 2006 أﺼﺒﺢ رﻗم أﻋﻤﺎﻟﻬﺎ ﻴﻘدر ﺒـ13.999 ﻤﻠﻴﺎر أورو ، و ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻻﻏﺎردﻴر ﻟﻺﻋﻼم ﻓﻴﻘدر رأس
ﻤﺎﻟﻬﺎ ﺒـ8.092 ﻤﻠﻴﺎر أورور و ﺘوظف ﺤواﻟﻲ 32000ﻋﺎﻤﻝ ، %60 ﻤﻨﻬم ﺨﺎرج ﻓرﻨﺴﺎ، أﻤﺎ ﻻﻏﺎردﻴر
ﻟﻠﻨﺸر ﻓﻴﻘدر رأس ﻤﺎﻟﻬﺎ ﺒـ 1.975 ﻤﻠﻴﺎر ﻤﻨﻬﺎ %37 ﻓﻲ ﻓرﻨﺴﺎ ، %24 ﻓﻲ ﺒرﻴطﺎﻨﻴﺎ اﻟﻌظﻤﻰ ، %14 ﻓﻲ اﻟوﻻﻴﺎت اﻟﻤﺘﺤدة اﻷﻤرﻴﻛﻴﺔ ، %10 ﻓﻲ اﺴﺒﺎﻨﻴﺎ و %15 ﻓﻲ أﻤﺎﻛن أﺨرى .
ﺘﺘﺒﻊ ﻟﻬذﻩ اﻟﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻋدة ﻤؤﺴﺴﺎت اﻋﻼﻤﻴﺔ ﻤﻨﻬﺎ اذاﻋﺔ أوروﺒﺎ 1 ، اذاﻋﺔ أوروﺒﺎ 2 ، RFM ،و ﻋدة
ﻤﺤطﺎت ﻓﻲ أوروﺒﺎ اﻟﺸرﻗﻴﺔ ) ﻤﻨﻬﺎ روﺴﻴﺎ( ، و ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﻠﻔزﻴون ﺘﻤﻠك %20 ﻤن أﺴﻬم اﻟﻘﻨﺎة اﻟﺸﻬﻴرة
canal+ ، j canal و ﻓروﻋﻬﺎ ،MCM، GULLI )TNT ﻟﻸطﻔﺎﻝ ( ، أوروﺒﺎ 2، ﻓﻴﻤﺎ ﻤﺠﻤوﻋﻪ 10
ﻗﻨوات ﻤوﻀوﻋﺎﺘﻴﺔ ، ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ اﻟﻰ ﺘرﻛﻴزﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﻼت ﻓﻲ ﻤﺠﺎﻝ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻤﺜﻝ VERSION
LE JOURNAL DE ،PARIS-MATCH، ﻓروﻋﻬﺎ و ELLE،TV hebdo،FEMINA
.(12) اﻟﺦ.. DIMANCHE
: groupe robert hersant ﻫرﺴون روﺒرت ﻤﺠﻤوﻋﺔ-7-2
ﺒدءا ﻤن أﻛﺘوﺒر 2006 ظﻬرت ﻫذﻩ اﻟﻤﺠﻤوﻋﺔ ﺘﺤت ﻤﺴﻤﻰ ﻤﺠﻤوﻋﺔ روﺒرت ﻫرﺴون ﻟﻺﻋﻼم و رأس
l’union de ،le Havre libre ،Paris normadie اﻟﻀواﺤﻲ ﺼﺤف ﺘﻤﻠك ، ﻤﻠﻴون 683ﺒـ ﻗدر ﻤﺎﻟﻬﺎ
reins،l’ardennais ،ﻛﻤﺎ أﻨﻬﺎ ﺘﻨﺸر ﺤواﻟﻲ 280 ﺼﺤﻴﻔﺔ ﻤﺠﺎﻨﻴﺔ ﻟﻺﻋﻼﻨﺎت ، واﺸﺘرت ﻓﻲ ﺼﻴف
.(13)
Corse Matin،Nice-Matin ،var-Matin ،la Provence ﻴوﻤﻴﺎت 2007
: Dassault-socpresseﺒرس ﺴوك داﺴو-8-2
ﻫذﻩ اﻟﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤﺘﻔرﻋﺔ ﻋن اﻟﻤﺠﻤوﻋﺔ اﻷوﻟﻰ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻗد أﺴﺴﻬﺎ روﺒرت ﻫرﺴون ﻓﻲ اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎت ﻤن اﻟﻘرن
Dassault
اﻟﻌﻨﺎوﻴن اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻨت ﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﻤﺠﻤوﻋﺔ
اﻟﻤﺎﻀﻲ و ﻗد أدﻤﺠت ﻫذﻩ اﻟﻤﺠﻤوﻋﺔ
communication ﻤﻨﻬﺎ ﺒﻌض اﻷﺴﺒوﻋﻴﺎت اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ اﻟﺒﺎرﻴﺴﻴﺔ و أﻴﻀﺎ اﻟﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﻤﺠﻤوﻋﺔ valmonde
ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻫذﻩ أﻋﻤﺎﻝ رﻗم ﻴﺘراوح ، le journal de la finance و valeurs actuelles ﻤﺜﻝ
.(14)
ﺤدود 1.5 ﻤﻠﻴﺎر أورو و ﺒﻠﻎ ﻨﺼﻴب اﺴﺘﺜﻤﺎر Dassault serge 1.2 ﻤﻠﻴﺎر أورو
-3واﻗﻊ اﻟﻤﺠﻤوﻋﺎت اﻻﺤﺘﻛﺎرﻴﺔ و ﺘﻌﺎظم أدوارﻫﺎ :
ﻤﻊ ﺒداﻴﺔ ﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘرن اﻟﻤﺎﻀﻲ ﻛﺎﻨت 17 ﺸرﻛﺔ اﻋﻼم ﻀﺨﻤﺔ ﺘﺤﺼﻝ ﻋﻠﻰ ﻨﺼف اﺠﻤﺎﻟﻲ اﻟﻌﺎﺌدات
ﻤن ﻛﻝ وﺴﺎﺌﻝ اﻻﻋﻼم ، ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺘﺴﺠﻴﻼت اﻟﺼوﺘﻴﺔ و اﻟﻛﺎﺒﻝ و اﻟﻔﻴدﻴو ﻛﺎﺴﻴت ، و أدى ﻫذا
اﻟﺘﺠﻤﻊ اﻟﻰ ﺘﻘﻠﻴص اﻟﺸرﻛﺎت ﻤن 46 ﻋﺎم 1981 اﻟﻰ 23 ﻋﺎم 1991و ﺘﻬدف ﻫذﻩ اﻟﺸرﻛﺎت اﻟﻰ ﻓرض
ﺴﻴطرﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻝ ﺨطوة ﻤن ﺨطوات ﺼﻨﻊ اﻟﻤﻌﻠوﻤﺔ ﻤن اﻟﻤﻨﺒﻊ ﺤﺘﻰ وﺼوﻟﻬﺎ اﻟﻰ اﻟﻤﺴﺘﻬﻠك ، ﻓﺎﻷرﺒﺎح اﻟﻤﻐرﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻴؤﻤﻨﻬﺎ ﻗطﺎع اﻻﺘﺼﺎﻝ و ﺘﻛﻨوﻟوﺠﻴﺎ اﻟﻤﻌﻠوﻤﺎت ﻗد ﺠذب اﻟﻌدﻴد ﻤن اﻟﺸرﻛﺎت اﻟﻌﻤﻼﻗﺔ ﻤﺘﻌددة
اﻟﺠﻨﺴﻴﺎت اﻟﻰ ﺘوﺠﻴﻪ اﺴﺘﺜﻤﺎراﺘﻬﺎ اﻟﻰ ﻫذا اﻟﻘطﺎع ، ﻛﻤﺎ ﺸﺠﻌت ﺘﻛﻨوﻟوﺠﻴﺎ اﻟﺒث اﻟﻔﻀﺎﺌﻲ ﻋﺒر اﻷﻗﻤﺎر
اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ اﻟﻛﺜﻴر ﻤن ﻫذﻩ اﻟﺸرﻛﺎت ﻟﻠﻌﻤﻝ ﻋﺒر اﻟﺤدود و ﺘﻨوﻴﻊ أﻨﺸطﺘﻬﺎ ، ﻓﻀﻼ ﻋن اﻻﻨدﻤﺎج و ﺘﻛوﻴن ﻛﻴﺎﻨﺎت اﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ﻛﺒرى .
و اﻟواﻗﻊ أن ﺘﻌﺎظم دور اﻟﺸرﻛﺎت ﻤﺘﻌددة اﻟﺠﻨﺴﻴﺎت و ﺴﻌﻴﻬﺎ اﻟﻤﺴﺘﻤر ﻨﺤو اﻻﺤﺘﻛﺎر و اﻟﺘرﻛﻴز أﺼﺒﺢ ﻤن ﻤﻌﺎﻟم ﻋوﻟﻤﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد ، ﺤﻴث ﺒﻠﻎ ﻨﺼﻴب رأس ﻤﺎﻝ اﻟﺸرﻛﺎت ﻤﺘﻌددة اﻟﺠﻨﺴﻴﺎت ﻓﻲ اﻻﻨﺘﺎج اﻟﻤﺤﻠﻲ اﻟﺨﺎم
ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ) %30 ﻋﺎم 1995 ( ، و ﺘﺴﻴطر 200 ﺸرﻛﺔ ﻋﻤﻼﻗﺔ ﺒﺄﻨﺸطﺘﻬﺎ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺴﺘﺜﻤﺎرات
اﻟزراﻋﻴﺔ اﻟﻛﺒرى و اﻟﻤﻨﺘﺠﺎت اﻟﻤﺼﻨﻌﺔ و اﻟﺨدﻤﺎت اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ و اﻟﺘﺠﺎرﻴﺔ ، و ﻛﺎﻨت ﺤرﻛﺔ اﻟﺘﺠﻤﻊ و اﻻﻨدﻤﺎج
ﺒﻴن اﻟﺸرﻛﺎت ﻤﺘﻌددة اﻟﺠﻨﺴﻴﺎت ﻗد ازدادت ﻟﺘﺼﻝ اﻟﻰ %15 ﺴﻨوﻴﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺘرة ﻤﺎ ﺒﻴن 1986
.(15) 1996 و
وﻗد أدت ﻫذﻩ اﻟﺴﻴطرة اﻟواﺴﻌﺔ ﻟﻠﺸرﻛﺎت ﻤﺘﻌددة اﻟﺠﻨﺴﻴﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻘﻝ اﻻﺘﺼﺎﻟﻲ اﻟﻰ ﺘﻘﺴﻴم اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻰ
ﺠزأﻴن ﻏﻴر ﻤﺘﻛﺎﻓﺌﻴن ﻫﻤﺎ ، اﻟﻤرﻛز اﻟﻤﺴﻴطر و ﺘﻤﺜﻠﻪ اﻟدوﻝ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ اﻟﻤﺘﻘدﻤﺔ و ﻫﻲ ﻗﻠﻴﻠﺔ ، و اﻟﻬﺎﻤش
اﻷﻗﻝ ﺘطورا و اﻟﻤﺘﺨﻠف و اﻟذي ﻴﻤﺜﻝ دور اﻟﺘﺎﺒﻊ ﻓﻲ اﻟﻨﻤوذج و ﻴﺘﻔﺎﻋﻝ ﻤﻊ اﻟﺘﺒﺎدﻝ اﻻﻋﻼﻤﻲ رأﺴﻴﺎ ﻤن ﻓوق ) اﻟدوﻝ اﻟﻤﺘطورة ( اﻟﻰ أﺴﻔﻝ ) اﻟدوﻝ اﻷﻗﻝ ﺘطورا و اﻟدوﻝ اﻟﻨﺎﻤﻴﺔ ( ، و ﺘظﻬر ﺨطورة ﻫذا اﻻﺤﺘﻛﺎر اﻻﻋﻼﻤﻲ ﻤن ﻗﺒﻝ اﻟﺸرﻛﺎت ﻤﺘﻌددة اﻟﺠﻨﺴﻴﺎت ﺒﺈﺤﻼﻝ ﻋﺼر اﻟﺘﺨطﻲ اﻟﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻲ ﻟﻠﺤدود اﻟﻘوﻤﻴﺔ ﺤﺎﻤﻼ
ﻤﻌﻪ ظﺎﻫرة اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻋﺎﺒرة اﻟﻘوﻤﻴﺎت و ﻫﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ أﺴﺎﺴﻴﺔ ﻴﺤﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﺒدرﺠﺎت ﻤﺘﻔﺎوﺘﺔ و ﻓﻲ ﺴﻴﺎﻗﺎت ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺘﻨظﻴم اﻟﺸﻌوب ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺒﺒﻌض ﺒﺄﺴﺎﻟﻴب اﻟﻛﺘروﻨﻴﺔ ، و ﻟﻴس ﺒﺎﻟﺤوار اﻟﺠﻐراﻓﻲ أو اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟوطﻨﻴﺔ أو اﻟﻘوﻤﻴﺔ .
و ﺘﺴﻴطر اﻟﺸرﻛﺎت ﻤﺘﻌددة اﻟﺠﻨﺴﻴﺎت ﻋﻠﻰ ﺼﻨﺎﻋﺔ وﺴﺎﺌط اﻻﺘﺼﺎﻝ و أﺠﻬزة اﻻرﺴﺎﻝ و اﻻﺴﺘﻘﺒﺎﻝ
اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ و اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﻟﺤدﻴﺜﺔ و أﺠﻬزة اﻟﺤواﺴﻴب و ﺒراﻤﺠﻬﺎ ، و ﺘﻬﻴﻤن 18 ﺸرﻛﺔ أﻤرﻴﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎﻝ
اﻻﻟﻛﺘروﻨﻴﺎت ﻋﻠﻰ %75 ﻤن اﻻﻨﺘﺎج اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ اﻻﻟﻛﺘروﻨﻲ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻓﻲ ﻤﺠﺎﻝ أﺠﻬزة اﻻﺘﺼﺎﻝ ، و ﺘﺒﻴن
اﻷرﻗﺎم أن %97 ﻤن أﺠﻬزة اﻟﺘﻠﻔزﻴون و %87 ﻤن أﺠﻬزة اﻟرادﻴو و %95 ﻤن ﻤﺼﺎدر اﻷﺨﺒﺎر ﻓﻲ دوﻝ
اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺜﺎﻟث ﻤﺴﺘوردة ﻤن دوﻝ ﺘﺘﺒﻨﻰ ﺴﻴﺎﺴﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺤر ، و ﺘﺴﻴطر اﻟوﻻﻴﺎت اﻟﻤﺘﺤدة اﻷﻤرﻴﻛﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟدواﺌر اﻻﻟﻛﺘروﻨﻴﺔ و اﻻﻨدﻤﺎﺠﻴﺔ ، إذ أﻨﻬﺎ ﺘﻨﺘﺞ ﻤﺎ ﻨﺴﺒﺘﻪ ﻤن %60 اﻟﻰ %70ﻤن اﺠﻤﺎﻟﻲ اﻻﻨﺘﺎج
ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻤﺠﺎﻝ ، و ﺘﺴﻴطر ﺨﻤس ﺸرﻛﺎت ﻓﻘط ﻋﻠﻰ %80 ﻤن اﻻﻨﺘﺎج اﻻﻤرﻴﻛﻲ ﻓﻲ ﻤﺠﺎﻝ اﻟدواﺌر اﻻﻟﻛﺘروﻨﻴﺔ .
و إذا ﻤﺎ أﺤﺼﻴﻨﺎ ﻤﺎ ﻴﻘﺎرب 300 ﺸرﻛﺔ اﻋﻼﻤﻴﺔ ﻫﻲ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم وﺠدﻨﺎ ﺒﻴﻨﻬﺎ 144 ﺸرﻛﺔ أﻤرﻴﻛﻴﺔ
و 80 أوروﺒﻴﺔ و 49 ﻴﺎﺒﺎﻨﻴﺔ و ﻤن ﺒﻴن اﻟﺸرﻛﺎت اﻟـ75 اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﻤﺠﺎﻝ ﻨﻘﻝ اﻟﻤﻌﻠوﻤﺎت اﻟﻰ اﻟﺠﻤﻬور
ﻫﻨﺎك 39 ﺸرﻛﺔ أﻤرﻴﻛﻴﺔ و 25 أوروﺒﻴﺔ و 8 ﻴﺎﺒﺎﻨﻴﺔ (16)، و ﻓﻲ ﻗطﺎع اﻟﺨدﻤﺎت اﻟﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻴﺔ و اﻻﺘﺼﺎﻻت
ﺒﻌﻴدة اﻟﻤدى و ﻤن ﺒﻴن اﻟﺸرﻛﺎت اﻟـ88 ﻨﺠد 39 أﻤرﻴﻛﻴﺔ و 19 أوروﺒﻴﺔ و 7 ﻴﺎﺒﺎﻨﻴﺔ ، و ﻓﻲ ﻗطﺎع
اﻟﺘﺠﻬﻴزات و ﻤن ﺒﻴن 158 ﺸرﻛﺔ ﻫﻨﺎك 75 ﺸرﻛﺔ أﻤرﻴﻛﻴﺔ و 36 ﺸرﻛﺔ أوروﺒﻴﺔ ﻏرﺒﻴﺔ و 33 ﻴﺎﺒﺎﻨﻴﺔ
و ﻴوﺠد اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺒﺄﻛﻤﻠﻪ ﺘﻘرﻴﺒﺎ ﻓﻲ ﺸﻤﺎﻝ اﺴﺘراﻟﻴﺎ و ﻛﻨدا.
و ﻗد وﺠد اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟرأﺴﻤﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺘﻛﻨوﻟوﺠﻴﺎ اﻟﻤﻌﻠوﻤﺎت اﻟوﺴﻴﻠﺔ اﻟﻤﺜﻠﻰ ﻟﻠﺘوﺴﻊ اﻟﺠﻐراﻓﻲ إذ ﺴﻤﺤت ﻫذﻩ اﻟﺘﻛﻨوﻟوﺠﻴﺎ ﻻﺴﺘﺜﻤﺎراﺘﻪ و ﻤﻌﺎﻤﻼﺘﻪ أن ﺘطوي اﻟﻌﺎﻟم طﻴﺎ ، و ﻟﻤﻨﺘﺠﺎﺘﻪ أن ﺘﻨطﻠق ﻤن ﻤراﻛز اﻨﺘﺎﺠﻬﺎ اﻟﻰ ﻤﺼﺎدر طﻠﺒﻬﺎ ﻟﺘرﺘد اﻟﻴﻪ ﺒﺴرﻋﺔ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺤﺎﻤﻠﺔ ﻋواﺌد ﺘﺴوﻴﻘﻬﺎ ، و ﻨﻘﻠت ﻨظم اﻟﻤﻌﻠوﻤﺎت ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد اﻟرأﺴﻤﺎﻟﻲ ﻨﺒض أﺴواﻗﻪ و ﻤﻴوﻝ ﻤﺴﺘﻬﻠﻛﻴﻪ و أداء ﻤﻨﺎﻓﺴﻴﻪ ، و ﻤﺎ ﻛﺎن ﻟﻠﻤﺠﻤوﻋﺎت اﻻﺤﺘﻛﺎرﻴﺔ أن ﺘﺒرز ﺒﺸﻛﻠﻬﺎ اﻟﺤﺎﻟﻲ ﻟو ﻟم ﺘﺴﺘﺨدم اﻟﺸرﻛﺎت اﻟﺘﺠﺎرﻴﺔ ﺜورة اﻻﺘﺼﺎﻝ ، و ﻤﻨﻬﺎ أﻗﻤﺎر اﻻﺘﺼﺎﻝ و اﻟﺒث اﻟﻔﻀﺎﺌﻲ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘروﻴﺞ ﻟﻠﺘﺴوﻴق و اﻻﻋﻼن .(17)
-4اﻟﺘﺄﺜﻴرات اﻟﺤﺎﺼﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻻﻋﻼﻤﻲ ﺒﻔﻌﻝ اﻟﻤﺠﻤوﻋﺎت اﻻﺤﺘﻛﺎرﻴﺔ :
ﻤﻤﺎ ﻻ ﺸك ﻓﻴﻪ أن ﺘﺤوﻝ وﺴﺎﺌﻝ اﻻﻋﻼم و اﻻﺘﺼﺎﻝ ﻤن أداوت ﻟﻼﺘﺼﺎﻝ اﻟﺠﻤﺎﻫﻴري اﻟﻰ وﺴﺎﺌﻝ ﻟزﻴﺎدة
أرﺒﺎح ﻤﺠﻤﻝ اﻟﻤﺴﺘﺜﻤرﻴن ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺎن ﻟﻪ آﺜﺎرﻩ اﻟظﺎﻫرة ﻋﻠﻰ ﻤﺨﺘﻠف ﻫذﻩ اﻟوﺴﺎﺌﻝ ، و ﻴﻤﻛن اﺠﻤﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﻘﺎط اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
-1-4اﻷﻫﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﻀﺤت ﺘﻤﻴز ﻗطﺎع اﻻﺘﺼﺎﻝ و اﻟﻤﻌﻠوﻤﺎت :
ﻓﻘد ﺼﺎر ﻗطﺎﻋﺎ أﺴﺎﺴﻴﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟدوﻟﻲ اﻟﻤﻌﺎﺼر اﻟذي أﺼﺒﺢ ﻴطﻠق ﻋﻠﻴﻪ ﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﻌﻠوﻤﺎت ﺘﻤﻴﻴزا ﻟﻪ ﻋن ﻋﺼرﻴن أو ﻨﻤطﻴن ﺴﺎﺒﻘﻴن ﻟﻠﺤﻴﺎة و اﻟﺘطور اﻻﻨﺴﺎﻨﻲ و ﻫﻤﺎ ﻨﻤطﺎ اﻟزراﻋﺔ و اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ، و ﺴﺎﻋد
اﻻﻨﺘﺎج اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻼﺘﺼﺎﻝ و اﻟﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻴﺔ – ﻋن طرﻴق اﻟﻤﺠﻤوﻋﺎت اﻻﺤﺘﻛﺎرﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎﻝ اﻻﻋﻼم
و اﻻﺘﺼﺎﻝ- ﻋﻠﻰ ظﻬور ﻋﻤﻠﻴﺘﻴن ﻤﺘراﺒطﺘﻴن و ﻫﻤﺎ :(18)
• ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺨطﻲ اﻟﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻲ ﻟﻠﺤدود اﻟوطﻨﻴﺔ ﻴﺤﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﺒدرﺠﺎت ﻤﺘﻔﺎوﺘﺔ و ﻓﻲ ﺴﻴﺎﻗﺎت ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺘﻨظﻴم اﻟﺸﻌوب ﻓﻲ ﻤﺠﻤوﻋﺎت أﻓﻘﻴﺔ ﻋوﻀﺎ ﻋن ﺘﻨظﻴﻤﻬﺎ رأﺴﻴﺎ ﻓﻲ ﻤﺠﻤوﻋﺎت وطﻨﻴﺔ ﺒﻤﻌﻨﻰ ارﺘﺒﺎط اﻟﺸﻌوب ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺒﺒﻌض ﺒﺄﺴﺎﻟﻴب اﻟﻛﺘروﻨﻴﺔ و ﻟﻴس ﺒﺎﻟﺠوار اﻟﺠﻐراﻓﻲ .
• ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺨطﻲ اﻟﺘﺠﺎري ﻟﻠﺤدود اﻟوطﻨﻴﺔ ﺒﻔﺘﺢ اﻟﺤدود اﻟوطﻨﻴﺔ أﻤﺎم ﺘدﻓق اﻟﻤﻌﻠوﻤﺎت و اﻟﺒراﻤﺞ
اﻻﻋﻼﻤﻴﺔ و اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ وﻓق ﻗواﻋد اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ اﻟﺤرة اﻟﺘﻲ ﻗﻨﻨﺘﻬﺎ اﻟﻤﻨظﻤﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﻠﺘﺠﺎرة ﻓﻲ
اﻻﺘﻔﺎق اﻟﻌﺎم اﻟﺨﺎص ﺒﺘﺠﺎرة اﻟﺨدﻤﺎت ، ﺒﻌد أن أﻗﺤﻤت ﻗطﺎع اﻟﻤﻌﻠوﻤﺎت و اﻻﻨﺘﺎج اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﺴﻤﻌﻲ اﻟﺒﺼري ﻀﻤن ﺘﺠﺎرة اﻟﺨدﻤﺎت ﺘﺤت ﻀﻐط اﻟوﻻﻴﺎت اﻟﻤﺘﺤدة اﻷﻤرﻴﻛﻴﺔ ، و رﻏم ﻤﻌﺎرﻀﺔ ﻓرﻨﺴﺎ و ﻤطﺎﻟﺒﺘﻬﺎ ﺒﺎﺴﺘﺜﻨﺎء ﻗطﺎع اﻻﻨﺘﺎج اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻤن ﻗواﻋد اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺤرة.
و ﻫﻛذا ﺘظﻬر اﻷﻫﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ﻟﻠﻘطﺎع اﻻﻋﻼﻤﻲ و ﻤﺨﺘﻠف ﻤﻨﺘﺠﺎﺘﻪ .
-2-4اﻟﻨﻤو اﻟﻬﺎﺌﻝ ﻓﻲ اﻗﺘﺼﺎدﻴﺎت اﻻﻋﻼم و اﻻﺘﺼﺎﻝ و اﻟﻤﻌﻠوﻤﺎت :
و ﻗد أﻓﻀﻰ ﻫذا اﻟﻨﻤو اﻟﻰ ﻤزﻴد ﻤن اﻟﺘداﺨﻝ ﺒﻴن ﻋوﻟﻤﺔ اﻻﻋﻼم و ﻋوﻟﻤﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد ﻓﻌوﻟﻤﺔ اﻻﻋﻼم ﻟﻴﺴت
ﻤﺠرد ﺘﻌظﻴم ﻓﻲ ﻗدرات اﻻﻋﻼم ﻋﻠﻰ اﻟدﻋوة اﻟﻰ ﻋوﻟﻤﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد أو اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ، أ وﻤﺎ ﻴﻌرف أﺤﻴﺎﻨﺎ ﺒﻨﺸر
اﻴدﻴوﻟوﺠﻴﺔ اﻟﻌوﻟﻤﺔ ، أي أﻨﻪ ﻟﻴس ﻤﺠرد أداة اﻴدﻴوﻟوﺠﻴﺔ ﺒﻝ أن ﻋوﻟﻤﺔ اﻻﻋﻼم أﺼﺒﺤت ﺠزءا أﺼﻴﻼ ﻤن ﻋوﻟﻤﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد ، و ذﻟك ﺒﺎﻟﻨظر اﻟﻰ اﻟدور اﻟﻛﺒﻴر ﻟﻘطﺎع اﻻﺘﺼﺎﻻت و اﻻﻋﻼم و اﻟﻤﻌﻠوﻤﺎت ﻓﻲ
اﻗﺘﺼﺎدﻴﺎت اﻟدوﻝ اﻟﻛﺒرى و اﻷﺴواق اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ، ﻓﺎﻹﻋﻼم أﺼﺒﺢ ﺼﻨﺎﻋﺔ و ﻗطﺎﻋﺎ ﻤؤﺜرا ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎد
اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ و ﻴﻤﺜﻝ ﻫذا اﻟﻘطﺎع %50 ﻤن اﻻﻨﺘﺎج اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ و ﻴﻀم أﻛﺜر ﻤن %60 ﻤن اﻟﻴد اﻟﻌﺎﻤﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ .
و ﻻﺒد ﻤن اﻻﺸﺎرة اﻟﻰ أن اﻗﺘﺼﺎدﻴﺎت اﻻﻋﻼم ﻛﺎﻨت ﻤوﻀﻊ اﻫﺘﻤﺎم اﻟﺒﺎﺤﺜﻴن ﻤﻨذ ﺴﺘﻴﻨﺎت اﻟﻘرن اﻟﻤﺎﻀﻲ و ﻻﺴﻴﻤﺎ وﺠود اﻟﺜﻘﻝ اﻟﺤﺎﺴم ﻟﻠﻤﻨطق اﻟرأﺴﻤﺎﻟﻲ و اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ و اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻨظﺎم ﺘﺼﻨﻴﻊ اﻟﻤﻨﺘﺠﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻴﺘم ﺘداوﻟﻬﺎ و اﻨﺘﺸﺎرﻫﺎ ﺒواﺴطﺔ وﺴﺎﺌﻝ اﻻﻋﻼم و اﻻﺘﺼﺎﻝ أ وﺒواﺴطﺔ ﺒﻌض اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﻤرﺘﺒطﺔ ﺒﻬﺎ ﻤﺜﻝ اﻻﻋﻼن و اﻟﺴﻴﺎﺤﺔ ، ﻤن ﻫﻨﺎ ﻓﺈن أﺒﻌﺎد اﻟﻌوﻟﻤﺔ اﻻﻋﻼﻤﻴﺔ ﻫﻲ زﻴﺎدة اﻷرﺒﺎح اﻟطﺎﺌﻠﺔ ﻟﻠﺸرﻛﺎت ﻤﺘﻌددة اﻟﺠﻨﺴﻴﺎت ) اﻟﻤﺠﻤوﻋﺎت اﻻﺤﺘﻛﺎرﻴﺔ ( اﻟﺘﻲ ﺘﻌﻤﻝ ﻓﻲ ﻤﺠﺎﻝ اﻨﺘﺎج وﺴﺎﺌﻝ اﻻﻋﻼم و اﻻﺘﺼﺎﻝ و اﻟﻤﻌﻠوﻤﺎت و اﻨﺘﺎج اﻟﻤﻀﺎﻤﻴن اﻻﻋﻼﻤﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ، ﻓﻀﻼ ﻋن ﺼﻨﺎﻋﺎت اﻻﻋﻼم و اﻟﺘروﻴﺞ و ﺒﻴﻊ ﺨدﻤﺎت اﻻﻋﻼم و اﻟﻤﻌﻠوﻤﺎت .
-3-4ﺘوﺴﻴﻊ اﻟﺨﻴﺎرات و اﻟﺒداﺌﻝ اﻻﻋﻼﻤﻴﺔ اﻟﻤﺘﺎﺤﺔ أﻤﺎم اﻟﺠﻤﻬور :
ﻓﻘد وﻓرت اﻟﻤﺠﻤوﻋﺎت اﻻﺤﺘﻛﺎرﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎﻝ اﻻﻋﻼم و ﺒﺼورة ﻏﻴر ﻤﺴﺒوﻗﺔ ﻤﺌﺎت اﻟﻘﻨوات اﻟﺘﻠﻔزﻴوﻨﻴﺔ
و ﻤﺌﺎت اﻟﻤﺤطﺎت اﻻذاﻋﻴﺔ و ﻋﺸرات اﻟﺼﺤف و اﻟﻤﺠﻼت اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ و اﻟدوﻟﻴﺔ ، و ﺘﺴﻌﻰ ﻤﺠﻤﻝ ﻫذﻩ اﻟدﻋﺎﺌم اﻟﻰ ﺘطﺒﻴق آﻟﻴﺎت اﻟﺴوق ﻤن ﺨﻼﻝ اﻟﺘرﻛﻴز ﻋﻠﻰ ﻤدى اﻗﺒﺎﻝ اﻟﺠﻤﻬور ﻋﻠﻰ ﻤﻀﺎﻤﻴﻨﻬﺎ اﻟﻤطروﺤﺔ
ﺒﻐض اﻟﻨظر ﻋن ﺠﻨﺴﻴﺘﻪ أو ﺜﻘﺎﻓﺘﻪ ، ﻤﻊ اﻟﺘﺄﻛﻴد ﻋﻠﻰ ﻤﺒدأ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ اﻟذي ﻴﻀﻤن اﻟﺤﺼوﻝ ﻋﻠﻰ ﺨدﻤﺎت اﻋﻼﻤﻴﺔ ﺠﻴدة ﺘﻠﺒﻲ اﺤﺘﻴﺎﺠﺎﺘﻪ و ﺒﺄﺴﻌﺎر رﺨﻴﺼﺔ .
إن اﻟﻤؤﻛد أن اﻟﺘﻌﺎﻤﻝ ﻤﻊ اﻻﻋﻼم و اﻟﻤﻨﺘﺠﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻛﺴﻠﻊ و ﻓﻲ ظﻝ اﻟزﻴﺎدة اﻟﻬﺎﺌﻠﺔ ﻓﻲ ﻋدد اﻻذاﻋﺎت و اﻟﻘﻨوات اﻟﻔﻀﺎﺌﻴﺔ دﻓﻊ اﻟﻰ ﺸراء ﻤواد اﻋﻼﻤﻴﺔ و ﻤﻨﺘﺠﺎت ﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺘرﻓﻴﻬﻴﺔ رﺨﻴﺼﺔ و ردﻴﺌﺔ أو اﺴﺘﺌﺠﺎرﻫﺎ ﻟﺘﻐطﻴﺔ ﺴﺎﻋﺎت اﻟﺒث اﻟطوﻴﻠﺔ ، و ﻗد أﻓﺎد ذﻟك ﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ و اﻟﺘﻠﻔزﻴون ﻓﻲ اﻟوﻻﻴﺎت اﻟﻤﺘﺤدة اﻷﻤرﻴﻛﻴﺔ ﺒﺤﻛم اﺴﺘﺤواذﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺼﻴب اﻷﻛﺒر ﻤن اﻻﻨﺘﺎج اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ و رﺒﻤﺎ ﺘﻛﻔﻲ اﻻﺸﺎرة ﻫﻨﺎ اﻟﻰ أن ﺼﻨﺎﻋﺔ
اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ اﻷﻤرﻴﻛﻴﺔ ﺤﻘﻘت ﻋﺎم 1995 ﻓﻲ اﻟﺨﺎرج ﻨﻔس اﻷرﺒﺎح اﻟﻤﺤﻘﻘﺔ ﻓﻲ اﻟداﺨﻝ و اﻟﻤﻘدرة
ﺒـ2.5 ﺒﻠﻴون دوﻻر(19) .
-4-4ﺘﻌﺎظم دور اﻟﻤﺠﻤوﻋﺎت اﻻﺤﺘﻛﺎرﻴﺔ ) اﻟﺸرﻛﺎت اﻟﻤﺘﻌددة اﻟﺠﻨﺴﻴﺎت ( :
ﻴوﺠد ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﺤواﻟﻲ 40 أﻟف ﺸرﻛﺔ ﻤﺘﻌددة اﻟﺠﻨﺴﻴﺎت ﺘﺒﻠﻎ اﻴراداﺘﻬﺎ أﻛﺜر ﻤن ﻨﺼف اﻟﻨﺎﺘﺞ اﻻﺠﻤﺎﻟﻲ
اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ و ﻗﻴﻤﺔ أﺼوﻟﻬﺎ ﺤواﻟﻲ 94 ﺘرﻟﻴون دوﻻر و ﺘﺒﻠﻎ اﻟﺸرﻛﺎت اﻟﻛﺒرى اﻟﻤﻬﻴﻤﻨﺔ 500 ﺸرﻛﺔ ﻴﺘرﻛز ﻤﻨﻬﺎ
472 ﺸرﻛﺔ ﻓﻲ دوﻝ اﻟﺸﻤﺎﻝ ﻤﻘﺎﺒﻝ 28 ﺸرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﻨوب ، و ﺒﻠﻐت اﻴراداﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺎم 1996 ﺤواﻟﻲ
11435 ﺘرﻟﻴون دوﻻر ، أي أن اﻴرادات ﻫذﻩ اﻟﺸرﻛﺎت اﻟﺨﻤﺴﻤﺎﺌﺔ ﻓﻘط ﻴﻌﺎدﻝ %41 ﻤن اﻟﻨﺎﺘﺞ اﻟﻤﺤﻠﻲ
اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ و %64 ﻤن اﻟﻨﺎﺘﺞ اﻻﺠﻤﺎﻟﻲ اﻷﻤرﻴﻛﻲ .
ﻓﺎﻟﻌوﻟﻤﺔ ﻫﻲ أﺤد اﻟﻤﺴﻤﻴﺎت اﻟﺠدﻴدة اﻟﺘﻲ أﺒرزﺘﻬﺎ اﻟﺸرﻛﺎت ﻤﺘﻌددة اﻟﺠﻨﺴﻴﺎت ﺒﺸﻌﺎرات ﺠدﻴدة ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﺒﻠدان اﻟﻨﺎﻤﻴﺔ ﺤﺴب طروﺤﺎت اﻟﻌوﻟﻤﺔ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻓﻲ ﺤﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﺤﺎﻟﺔ اﺴﺘﻌﻤﺎرﻴﺔ ﺘدرﺠت ﻓﻲ اﻟظﻬور ﻋﻠﻰ أرض اﻟواﻗﻊ ﺨطوة ﺒﺨطوة ﻤﻼزﻤﺔ ﻟﻠﺸرﻛﺎت اﻟﻤﺘﻌددة اﻟﺠﻨﺴﻴﺎت أو اﻟﻤﺠﻤوﻋﺎت اﻻﺤﺘﻛﺎرﻴﺔ ﻤﻨذ ظﻬورﻫﺎ (20) .
-5-4ﺠدﻟﻴﺔ ﻤﺴﺘﻘﺒﻝ ﺤرﻴﺔ اﻻﻋﻼم ﻓﻲ ظﻝ اﻟﻤﺠﻤوﻋﺎت اﻻﺤﺘﻛﺎرﻴﺔ :
و ﻫﻲ اﻟﻨﻘطﺔ اﻻﻫم ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﺒدو ﺤﻴث ﺘطرح ﺤرﻴﺔ اﻻﻋﻼم ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻛﺈﺸﻛﺎﻟﻴﺔ ذات أوﺠﻪ ﻤﺘﻌددة و ﻴﺸﻴر
ﻫذا اﻟﻰ (Serge halimi) "ﺤﻠﻴﻤﻲ ﺴرج" ﻫو و "le monde diplomatique" ﺘﺤرﻴر ﻫﻴﺌﺔ ﻋﻀو
اﻷﻤر ﺒﻘوﻟﻪ »أﻨﻪ ﻓﻲ ظﻝ اﻟﺸرﻛﺎت اﻻﺤﺘﻛﺎرﻴﺔ اﻟﻌﻤﻼﻗﺔ و اﻟﻤﻠﻴﺎردﻴرات ﻤن أﻤﺜﺎﻝ "ﺒﻴﻝ ﺠﻴﺘس "
و " روﺒرت ﻤردوخ " و " ﺠﺎن ﻻﻏﺎردﻴر " و ﻏﻴرﻫم ﻤﻤن ﻴﻤﻠﻛون اﻟﺼﺤف و دور اﻟطﺒﻊ اﻟﺘﻲ ﻨﻛﺘب ﻓﻴﻬﺎ و ﻟﻬﺎ ، ﻛﻤﺎ ﻴﻤﻠﻛون اﻻذاﻋﺎت و ﻗﻨوات اﻟﺘﻠﻔزﻴون اﻟﺘﻲ ﻨﺘﺤدث و ﻨظﻬر ﻓﻴﻬﺎ ،و ﺒﺘﻌﺒﻴر آﺨر ﻓﻲ ﻤﺜﻝ ﻫذا اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺸﻤوﻟﻲ و ﻫذا اﻟﻛون اﻻﺠﻤﺎﻟﻲ ، ﻫﻝ ﻤﺎ ﻨزاﻝ ﻨﺤن اﻟﺼﺤﻔﻴون و اﻟﻤﻔﻛرون ﻗﺎدرﻴن ﻋﻠﻰ أن ﻨؤدي دورﻨﺎ اﻟﻤﻌﺎرض ﻟﻠﺴﻠطﺔ ، و أن ﻨﻛون ﺼوت ﻤن ﻻ ﺼوت ﻟﻬم .«
و ﻫو ﻤﺎ ﻴﻌﻨﻲ وﺠود ﻤﺨﺎوف و ﺘﺤدﻴﺎت ﺤدﻴﺜﺔ ﻤرﺘﺒطﺔ ﺒﺎﻟﺸرﻛﺎت اﻻﻋﻼﻤﻴﺔ اﻟﻌﻤﻼﻗﺔ ﻋﻠﻰ أن ﺘداﻓﻊ ﻋن
ﻤﺼﺎﻟﺢ اﻟﻤواطن و ﻫﻝ ﺴﺘﺘﺤوﻝ وﺴﺎﺌﻝ اﻻﻋﻼم و اﻻﺘﺼﺎﻝ اﻟﻰ أﺒواق دﻋﺎﺌﻴﺔ ﻟﻠﺸرﻛﺎت اﻻﺤﺘﻛﺎرﻴﺔ
اﻟﻤﺘﻌددة اﻟﺠﻨﺴﻴﺎت و اﻟﺘﻲ ﻴﺒﻠﻎ ﻋددﻫﺎ 200 ﺸرﻛﺔ و ﺘﺴﻴطر ﻋﻠﻰ أﻛﺜر ﻤن %30 ﻤن اﻻﻨﺘﺎج اﻟﻤﺤﻠﻲ
اﻟﺨﺎم ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ، و ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈن اﺸﻛﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴن ﺴطوة اﻻﻋﻼن و ﺤرﻴﺔ اﻻﻋﻼم ﺴﺘطرح ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺒﻘوة أﻛﺒر ﺨﺎﺼﺔ ﻤﻊ اﻟﺘﻌﺎظم اﻟﻤﺘزاﻴد ﻟﻠﻤﺠﻤوﻋﺎت اﻻﺤﺘﻛﺎرﻴﺔ (21) .
اﻟﺨﺎﺘﻤﺔ :
إن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴن اﻹﻋﻼم و اﻻﻗﺘﺼﺎد ﻗوﻴﺔ ﺘﺘﺠﺎوز ﻤﻔﻬوم اﻹﻋﻼم اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻟﺘﺸﻤﻝ اﻹﻋﻼم
ﺒﻤﻌﻨﺎﻩ اﻟﻌﺎم، ﻓﻠم ﻴﻌُد ﻫﻨﺎك ﻤﺎ ﻴُﺴﻤﻰ اﻹﻋﻼم اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﺒﻌد أن أﺼﺒﺢ اﻻﻗﺘﺼﺎد ﺠزءاً ﻤن ﺼﻨﺎﻋﺔ
اﻹﻋﻼم ، و اﻹﻋﻼم ﺠزء ﻤن ﺼﻨﺎﻋﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد، وﻫو ﺘراﺒط ﺘﻔرﻀﻪ ﻤﻌطﻴﺎت اﻟﻌﺼر اﻟﺤدﻴث
و ﻤﻨﺠزاﺘﻪ ،ﻓﺘطور وﺴﺎﺌﻝ اﻻﻋﻼم و اﻟﺸراﺌﺢ اﻟﻌرﻴﻀﺔ ﻤن اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﻪ ﻓرض ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺘﻨوﻴﻊ
و ﺘﻛﺜﻴف ﺸﺒﻛﺘﻬﺎ اﻟﺒراﻤﺠﻴﺔ ، ﻟﻛﻨﻬﺎ اﺼطدﻤت ﻤﻊ ﻀرورة اﻴﺠﺎد ﻤﺼﺎدر اﻟﺘﻤوﻴﻝ اﻟﻀرورﻴﺔ ﻟﻺﻨﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻤﺘطﻠﺒﺎت ﻫذا اﻻﻨﺘﻘﺎﻝ .
و ﻤﻊ اﻟﺨوﺼﺼﺔ اﻟﺘدرﻴﺠﻴﺔ ﻟﻤﺠﻤﻝ وﺴﺎﺌﻝ اﻻﻋﻼم ، ظﻬرت اﻟﻤﺠﻤوﻋﺎت اﻻﻋﻼﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﻛﺘﻠت ﺒﻬدف ﺘﻘوﻴﺔ رؤوس أﻤواﻟﻬﺎ و ﺘﻌزﻴز ﻨﻔوذﻫﺎ ، ﺨﺎﺼﺔ ﻤﻊ ﻴﺘطﻠﺒﻪ اﻟﻌﻤﻝ اﻻﻋﻼﻤﻲ ﻤن ﻨﻔوذ وﺴط ﻤﺨﺘﻠف
ﻤﺼﺎدر اﻻﻋﻼم ، و ﻫﻛذا و ﻤﻊ وﻟوج اﻟﻌﺎﻟم اﻷﻟﻔﻴﺔ اﻟﺠدﻴدة ﺘﻌززت أﻛﺜر ﻗوة ﻫذﻩ اﻟﻤﺠﻤوﻋﺎت و ﻫﻴﻤﻨت
ﺴﻴطرﺘﻬﺎ أﻛﺜر ﻓﺄﻛﺜر ﺒﻔﻌﻝ اﻟﺘﻛﻨوﻟوﺠﻴﺎت اﻟﺠدﻴدة ﻟﻺﻋﻼم و اﻻﺘﺼﺎﻝ، و ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر أن ﻤﺠﺎﻝ اﻻﻋﻼم ﻤﺠﺎﻝ ﻴوﻓر رﺒﺤﻴﺔ ﻛﺒﻴرة ﻟﻠﻤﺴﺘﺜﻤرﻴن ﻓﻴﻪ ، أﻀﺤت اﻟﻤﺠﻤوﻋﺔ اﻻﻋﻼﻤﻴﺔ اﻟواﺤدة ﺘﺴﺘﺜﻤر ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎﻻت اﻻﻋﻼﻤﻴﺔ و اﻻﺘﺼﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﺨﺘﻼﻓﻬﺎ ، ﻓﺘﺠدﻫﺎ ﺘﻤﻠك ﻛﺒرﻴﺎت اﻟﻌﻨﺎوﻴن اﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﻤن ﻴوﻤﻴﺎت و أﺴﺒوﻋﻴﺎت و ﻤﺠﻼت ، و ﺘﺴﻴر أﻨﺠﺢ اﻟﻤطﺎﺒﻊ و دور اﻟﻨﺸر و ﺘﺴﻴطر ﻋﻠﻰ أﻫم اﻟﻘﻨوات اﻻذاﻋﻴﺔ و اﻟﺘﻠﻔزﻴوﻨﻴﺔ .. .
و ﻷن اﺴﺘﺜﻤﺎرات ﻫذﻩ اﻟﻤﺠﻤوﻋﺎت اﻻﺤﺘﻛﺎرﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎﻝ اﻻﻋﻼﻤﻲ ﻟم ﺘﻌﺘرف ﺒﺎﻟﺤدود اﻟﺠﻐراﻓﻴﺔ ﻓﻘد
ﻛرﺴت ﻓﻠﺴﻔﺔ اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟم ﻟﻴس اﻋﻼﻤﻴﺎ و اﺘﺼﺎﻟﻴﺎ ﻓﺤﺴب ﺒﻝ اﻗﺘﺼﺎدﻴﺎ أﻴﻀﺎ ، ﻛﻴف ﻻ وﺸﻬرة ﻤﻼك ﻫذﻩ اﻟﻤﺠﻤوﻋﺎت ﺘﻀﺎﻫﻲ ﺸﻬرة رؤﺴﺎء ﻛﺒرى اﻟدوﻝ ، ﻛﻤﺎ أن رﺒﺤﻴﺘﻬﺎ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ﺘﺠﺎوزت ﻤﺎ ﺘدرﻩ
ﻛﺒرى اﻟﻤﺼﺎﻨﻊ و اﻟﻤﺘﺎﺠر ، و ﻋﻠﻴﻪ أﻀﺤﻰ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻨﺎﺠﺢ ﺠزءا ﻻ ﻴﺘﺠزأ ﻋن اﻟﻤﻨظوﻤﺔ اﻻﻋﻼﻤﻴﺔ
و اﻻﺘﺼﺎﻟﻴﺔ ، ﻛﻤﺎ أن وﺴﺎﺌﻝ اﻻﻋﻼم أﺼﺒﺤت ﻤﺴﺎﻫﻤﺎ رﺌﻴﺴﻴﺎ ﻓﻲ ﻤداﺨﻴﻝ اﻗﺘﺼﺎدﻴﺎت اﻟدوﻝ ، ﻓﻤداﺨﻴﻝ
اﻟﻤﺠﻤوﻋﺎت اﻻﺤﺘﻛﺎرﻴﺔ اﻟﻌرﻴﻘﺔ ﺘﻌد ﺒﺎﻟﺘرﻟﻴوﻨﺎت ﻻ ﺒﺎﻟﻤﻼﻴﻴر ، ﻓﻛﻴف إذن ﻴﻤﻛن اﻟﻔﺼﻝ ﺒﻴن اﻻﻋﻼم و اﻻﻗﺘﺼﺎد ؟ أو ﻛﻴف ﻴﻤﻛن اﻟﺘﻤﻴﻴز ﺒﻴن اﻗﺘﺼﺎدﻴﺎت وﺴﺎﺌﻝ اﻻﻋﻼم أو اﻗﺘﺼﺎدﻴﺎت اﻟدوﻝ ؟ ﺨﺎﺼﺔ أن ﻫذﻩ اﻟﻤﺠﻤوﻋﺎت و ﺒﺎﻟﻨظر اﻟﻰ ظروف و ﻤﻌطﻴﺎت ﻤﺤددة أﻀﺤت رﻗﻤﺎ ﻻ ﻴﺴﺘﻬﺎن ﺒﻪ ﻓﻲ ﻤﺠﺎﻟﻲ ﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟرأي اﻟﻌﺎم و ﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﻘرار ، و ﻴﻛﻔﻲ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺴﻴﺎق ذﻛر اﺴم " روﺒرت ﻤردوخ " ﻓﻲ اﻟوﻻﻴﺎت اﻟﻤﺘﺤدة اﻷﻤرﻴﻛﻴﺔ أو " ﺴﻠﻔﻴو ﺒرﻟﺴﻛوﻨﻲ " ﻓﻲ اﻴطﺎﻟﻴﺎ .
تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص
يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية
يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة
نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها
Lakhasly. (2024). وتكمن أهمية جودة الخدمة بالنسبة للمؤسسات التي تهدف إلى تحقيق النجاح والاستقرار. Re...
Management Team: A workshop supervisor, knowledgeable carpenters, finishers, an administrative ass...
تسجيل مدخلات الزراعة العضوية (اسمدة عضوية ومخصبات حيوية ومبيدات عضوية (حشرية-امراض-حشائش) ومبيدات حي...
My overall experience was good, but I felt like they discharged me too quickly. One night wasn't eno...
- لموافقة المستنيرة*: سيتم الحصول على موافقة مستنيرة من جميع المشاركين قبل بدء البحث. - *السرية*: سي...
تعزيز الصورة الإيجابية للمملكة العربية السعودية بوصفها نموذجًا عالميًا في ترسيخ القيم الإنسانية ونشر...
وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء، الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بأنها "مأساوية"، متعه...
Mears (2014) A system of justice that could both punish and rehabilitate juvenile criminals was the ...
تراجع مكانة القضية الفلسطينية في السياسة الدولية فرض على الجزائر تحديات كبيرة، لكنه لم يغيّر من ثواب...
أيقونة الكوميديا والدراما بقيمة 100 مليون دولار. قابل عادل إمام ولد عام 1940 في المنصورة، مصر، وبدأ ...
أتقدم إلى سموكم الكريم أنا المواطن / أسامة سلطان خلف الله الحارثي، السجل المدني رقم/١٧٣٧٣٨٣ ، بهذا ا...
[1] الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا أخذه ورسوله صلى ...