لخّصلي

القراءة فقر الدم (الأنيميا) شبه الصحة برأس الحال لا شك فى أنّ الصحة رأس مال الإنسان وتاج على رؤوس الأصحاء، ولا يقدرها حق قدرها إلا من ابتلي بالامراض البسيطة والشديدة، ومن الأمراض الشائعة الزكام والسعال وفقر الدم الناتج عن نقص الحديد (الأنيميا)، وفقر الدم المنجلي، وفقر الدم الانحلالي، وفقر الدم الخبيث، وغيرها . من أمراض فقر الدم. فقر الدّم (الأنيميا) حالة مرضيّة ينخفض فيها عدد كريات الدم الحمراء الصحية إلى ما دون الحالة العادية، وتنتج عن اضطراب في عمر الكريّة الحمراء (نقص العمر)، أو إنتاج غير مناسب للكريات الحمراء من نخاع العظام ما ينتج عنه نقص في نسبة هيموغلوبين الدم لدى الإنسان. فقر الدم (الأنيميا) ناتج عن نقص الحديد، والمعروف أن هيموغلوبين الدم يتألف من أربع ذرّات حديد (الهيمو) مع ذرّة من البروتين (الغلوبين)، ومن ثم فإن نقص الحديد يؤدّي إلى نقص الهيموغلوبين. يعد نقص الحديد في الجسم أكثر أسباب فقر الدم انتشارًا في العالم، ويصيب تقريبا ٣٠٪ من سكان العالم، ويرجع ذلك إلى قدرة الجسم المحدودة على امتصاص الحديد من الغذاء، أو حين يكون الحديد اللازم لإنتاج الهيموغلوبين في الجسم غير متوافر، فيحاول الجسم الإبقاء على مستوى الهيموغلوبين طبيعيا في الدّم قدر الإمكان بعد نضوب مخزون الحديد، ولا تظهر في هذه الفترة علامات فقر الدم عند إجراء تحليل للدم وتسمّى هذه الفترة نقص الحديد الكامن، وتقلّ كمية الهيموغلوبين في الدم عن المستوى الطبيعي لها، إذ تتراوح النسبة الطبيعية لدى الذكور ما بين (١٣٠ - ١٨٠) ولدى الإناث (١١٥ - ١٥٥) لكل لتر من الدم. يعزو الأطباء الإصابة بالأنيميا إلى جملة من الأسباب تتمثل في فقدان الحديد؛ بسبب النزف الذي يحدث من الأسباب الآتية: فقدان الدم في أثناء الدورة الشهرية لدى الإناث، والإصابة بنزف في الجهاز الهضمي وقرحة المعدة والاثني عشر والإصابة بسرطان المعدة والقولون، والآثار الجانبية لبعض الأدوية التي تسبب تقرّحات المعدة والتهاب القولون التقرحي، والإصابة

بالدودة الشصية التي تلتصق بجدار الأمعاء ممتصة الدم. ومن الأسباب الأخرى لفقر الدم الناتج عن نقص الحديد: سوء التغذية، وزيادة حاجة الجسم للحديد في أثناء فترة الحمل والرضاعة، وقلة امتصاص الحديد من الأمعاء، ولا سيما بعد عمليات استئصال المعدة أو جزء منها. تظهر على الملامح العامة لمريض فقر الدم جملة من العلامات التي تدل على إصابته بالمرض، منها: شحوب الوجه واصفراره وتشقق زوايا الفم، وضعف عام في الجسم، والشعور بالتعب والإرهاق في أثناء الجهد والصداع، وفقدان الوعي أو الشعور بالسقوط، وهشاشة الأظافر الجهد، و تقعرها، وضمور حُلَيمات اللسان، وتساقط الشعر، وصعوبة البلع مع التهاب اللسان. يمكن التأكد من إصابة المريض بالأنيميا عن طريق إجراء الفحص السريري، والفحص المخبري، وتتم المعالجة بتحسين الحالة العامة للمريض ومعالجة سبب المرض، وتهدف معالجة الأنيميا إلى زيادة الهيموغلوبين بواقع ١غم أسبوعيًا حتى يصل إلى المستوى الطبيعي له، وتستمر المداواة بعدها مدة ثلاثة أشهر على الأقل لتعويض مخزون الحديد. لماذا يجعل الإنسان من نفسه فريسة للأدواء اليسيرة والعسيرة؟ فقد قال أجدادنا قديما : "درهم وقاية خير من قنطار علاج"، فمن الأحرى بنا أن نثقف عقولنا، وأن نلتمس الأسباب الموجبة للصحة، ونبتعد عن المسبّبات؛ ليكون المرء حصنًا منيعا في وجه المرض، ويتمكن من عمارة الأرض، ويحظى بحياة آمنة مستقرّة وهو بعيد عن الألم والضيق