لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (69%)

قد يسبق إلى الفهم من ذكر (علوم القرآن) تلك العلوم التي يمكن استنباطها من القرآن الكريم كعلم التوحيد أو علم الفقه ونحوهما، ولكن هذه العلوم أو المعارف القرآنية ليست هى المقصودة إذا أردنا (بعلوم القرآن) المعنى الاصطلاحي، ذلك أن القرآن الكريم منذ نزوله صار محوار لعلوم شتى، تتناول جوانب الدارسات القرآنية المتنوعة كعلم الق ارءات وأسباب النزول والناسخ والمنسوخ ونحو ذلك. وقد نشأت هذه العلوم مع نزول القرآن الكريم وكان من أولها ولا شك علم التفسير الذي أرساه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم أخذه عنه بعض أصحابه فتحدثوا فيه وعرف عنهم وأخذه عنهم التابعون, المبرد وله كتاب معاني القرآن. تسمية الكتب المصنفة في تفسير القرآن ومنها كتاب ابن عباس رواه مجاهد ورواه عن مجاهد حميد بن قيس. ومعاني القرآن للأخفش. الكتب المؤلفة في غريب القرآن ومنها كتاب غريب القرآن لأبي عبيدة. - 19 - الب ازر. الكتب المؤلفة في النقط والشكل للقرآن ومنها كتاب الخليل في النقط. وكتاب اللامات للأخفش سعيد. والابتداء عن حمزة. الكتب المؤلفة في وقف التمام ومنها كتاب أحمد بن عيسى اللؤلؤي. العباس المبرد. المعتزلي. وكتاب ابن شبيب. وكتاب حمزة بن حبيب. الكتب المؤلفة في أج ازء القرآن ومنها كتاب أبي عمرو الدوري. سلام. الكتب المؤلفة في ناسخ القرآن ومنسوخه ومنها كتاب حجاج الأعور وكتاب ابن أبي داود السجستاني. الكتب المؤلفة في نزول القرآن ومنها كتاب الحسن بن أبي الحسين. بن إسحاق القاضي. الكتب المؤلفة في معان شتى من القرآن ومنها كتاب أحمد بن علي المهرجاني المقرئ في جوابات القرآن، الغريابي, كتاب المجاز لأبي عبيدة, كتاب قطرب فيما سأل عنه الملحدون من آي القرآن، كتاب المسائل في القرآن للجاحظ، كتاب المخلوق لأبي علي الجبائي، كتاب الحروف تأليف عبد الرحمن بن أبي حماد الكوفي، كتاب بشر بن المعتمر في متشابه القرآن، كتاب إعجاز القرآن في نظمه وتأليفه لمحمد بن يزيد الواسطي(1) ومن خلال ما ذكره ابن النديم يتبين لنا النشأة المبكرة لعلوم القرآن ومدى الحرص البالغ من المسلمين على الاهتمام بكل ما يتعلق بالقرآن الكريم من علوم مختلفة ونتيجة لاتساع تلك العلوم وكثرة المؤلفات المدونة في كل واحد منها، فقد أرى العلماء أن يدونوا مؤلفات تحتوي خلاصة لتلك العلوم المتنوعة على سبيل الإجمال بحيث يكون ذلك مقدمة أو تمهيدا للوقوف على بعض تلك العلوم بشيء من التفصيل لمن شاء، وعلى هذا المنهج سار الزركشي في البرهان، والسيوطي في الإتقان وغيرهما من العلماء في العصر الحديث وحتى يومنا هذا، وهذا هو الم ارد بالمعنى الاصطلاحي لعلوم القرآن. واذا كنا قد عرفنا أن تاريخ علوم القرآن قد بدأ في عصر مبكر من تاريخ الإسلام فلنا أن نتساءل عن تاريخ تدوين علوم القرآن على النحو الإجمالي الذي أشرنا إليه يعني تاريخ المصنفات التي وضعت في ذكر (أنواع) العلوم المتخصة بالقرآن، وتستعرضهاعلى سبيل الإجمال لا التفصيل. واذا كان شأن 1- انظر: الفهرست لابن النديم – تحقيق محمد أحمد أحمد – المكتبة التوفيقية – بدون تاريخ، - 21 - هـذا الحد، فماذا يكون شـأن كل علم منها إذا فصل فيه القول على سبيل الاستقلال؟ وصدق الله إذ يقول: (ُقْل َلْو َكاَن اْلَبْحُر ِمَداًدا لِكلِماِت ربِي لنِفد البحر قبل أَن تنفد كلِمات ربِي ولو ِجئنا ِبِمثلِِه ََ(1)َِّ ََََََُْْْ ََََََُِّْْ ََْ َْ ْ َمَدًدا) والحقيقة أن بداية تدوين (علوم القرآن) على الطريقة الإجمالية يكتنفه شيء من الغموض حتى لا يمكن للباحث أن يحدد تاريخا دقيقا لذلك، ومعانيه لا تستقصى، وجبت العناية بالقدر الممكن، ومما فات المتقدمين وضع كتاب يشتمل على أنواع علومه, كما وضع الناس ذلك بالنسبة إلى علم الحديث، وخاضوا في نكته وعيونه، وضمنته من المعاني الأنيقة والحكم الرشيقة، ما يهز القلوب طربا ويبهر العقول عجبا، معينا للمفسر على حقائقه، ومطلعا على بعض أسارره ووقائعه"(2) وكلام الزركشي مشعر بأنه هو واضع هذه الطريقة الإجمالية للتأليف في علوم القرآن، ويؤكد على هذا ما ذكره السيوطي (ت 911هـ) في (الإتقان في علوم القرآن) تعقيبا على ما ذكره عن كتابه (التحبير في علوم التفسير) من تناوله لبعض مباحث علوم القــرآن، غير مسبوق بالخوض في هذه المسالك، أقدم رجلا وأؤخر أخرى، إذ بلغني أن الشيخ الإمام بدر الدين محمد

  • 22 - بن عبد الله الزركشي أحد متأخري أصحابنا الشافعيين، ألف كتابا في ذلك حافلا يسمى البرهان في علوم القرآن فتطلبته حتى وقفت عليه"(1) وما ذكره السيوطي يؤكد على أن واضع هذا النمط من التأليف في (علوم القرآن) هو الإمام الزركشي، علوم القرآن. ويدل على ذلك أيضا قوله قبل ذلك "ولقد كنت في زمان الطلب أتعجب من المتقدمين إذ لم يدونوا كتابا في أنواع علوم القرآن كما وضعوا ذلك بالنسبة إلى علم الحديث، وعين الأوان، أبا عبد الله محيى الدين الكافيجي مد الله في أجله وأسبغ عليه ظله يقول: قد دونت في علوم التفسير كتابا لم أسبق إليه، فكتبته عنه فإذا هو صغير الحجم جدا، وحاصل ما فيه بابان: الأول: في ذكر معنى التفسير والتأويل والقرآن والسورة والآية. والثاني: في شروط القول فيه بال أري. وبعدها خاتمة في آداب العالم والمتعلم، فلم يشف لي ذلك غليلا، ولم يهدني إلى المقصود سبيلا. قاضي القضاة وخلاصة الأنام، وحامل لواء المذهب المطلبي، - 23 - ومجموعا ظريفا، ذا ترتيب وتقدير وتنويع وتحبير"(1). لكنه يتحدث عن الأنواع التي ذكرها الشيخ جلال الدين فيقول "ثم تكلم في كل نوع منها بكلام مختصر يحتاج إلى تحرير وتتمات، وزوائد مهمات"(2) وما ذكره السيوطي يؤكد على عدم ذيوع هذا اللون من التأليف في علوم القرآن في عصر السيوطي وما قبله، وانما هي طائفة يسيرة، ونبذة قصيرة: (فنون الأفنان في علوم القرآن) لابن الجوزي. و(جمال الق ارء) للشيخ علم الدين السخاوي. و(المرشد الوجيز في علوم تتعلق بالقرآن العزيز) لأبي شامة. و(البرهان في مشكلات القرآن) لأبي المعالي عزيز بن عبد الملك المعروف بشيذلة. وكلها بالنسبة إلى نوع هذا الكتاب كحبة رمل في جنب رمل عاج، ونقطة قطر في حيال بحر ازخر" (3) وابن الجوزي من علماء القرن السادس الهجري توفي (597هـ) وكذلك أبو شامة من علماء القرن السابع الهجري توفي (665هـ) فإذا علمنا هذا علمنا أن الزركشي المتوفى (794هـ) كان مسبوقا إلى هذه الطريقة من التأليف في علوم القرآن بطائفة من علماء القرن
  • 24 - السادس والسابع وان كانوا قلة ولم يبلغوا مبلغه في الاتساع في ذكر أنواع علوم القرآن. علوم القرآن هو القر السابع. مرتبة ولا متعاقبة من نسخة مخطوطة. واذن نستطيع أن نتقدم بتاريخ هذا الفن نحو قرنين من الزمان أي إلى بداية القرن الخامس بدلا من القرن السابع، ولقد كنت مشغوفا أن أق أر مقدمة كتابه هذا لآخذ اعت ارفا صريحا منه بمحاولته إنشاء هذا العلم الوليد، ولكن ماذا أصنع والجزء الأول مفقود غير أن اسم الكتاب يدلني على هذه المحاولة"1. لكن هذا ال أري الذي تفرد به الشيخ الزرقاني من التأريخ لبداية التدوين في (علوم القرآن) على النحو الإجمالي لا يمكن القول به اعتمادا على أن عنوانه يحمل اسم علوم القرآن وحسب، لا سيما وأن كثي ار من المؤلفات قبل هذا التاريخ وبعده تحمل في عناوينها هذا التركيب دون أن تكون من هذا النمط من المؤلفات التي نتحدث عنها فيما يختص بعلوم القرآن على النحو الاصطلاحي، ومما يزيد رفضنا لهذا ال أري قول الشيخ الزرقاني نفسه بعد ذلك عن الكتاب "وكذلك استعرضت بعض الأج ازء الموجودة ف أريته يعرض الآية الكريمة بترتيب المصحف ثم يتكلم عليها من علوم القرآن، فيسوق وبعد أن يفرغ النحوية واللغوية، ثم يتبع ذلك بهذا العنوان: (القول في المعنى ثم ينتقل من الشرح إلى الوقف وما لا يجوز، في الق ارءة)، وقد يتكلم في الأحكام الشرعية التى تؤخذ من الآية عند عرضها ففي آية (وأَِقيموا ال َّصلاة وآتوا الَّزكاة وما تقِدموا لأنفِسكم ِمن َُ ََُ َََََُُِّ ُُْْْ ٍ ِ ِ ِ(1) َخْير تَجُدوهُ عْنَد َّاللّ) من سورة البقرة يذكر أوقات الصلاة وأدلتها، وأنصبة الزكاة ومقاديرها ويتكلم عن أسباب النزول وعلى النسخ وما إلى ذلك عند المناسبة، فأنت ترى أن هذا الكتاب أتى على علوم القرآن ولكن لا على طريقة ضم النظائر والأشباه بعضها إلى بعض تحت عنوان واحد لنوع واحد بل على طريقة النشر والتوزيع تبعا لانتشار الألفاظ المتشاكلة في القرآن وتوزعها، حتى كأن هذا التأليف تفسير من2التفاسير عرض فيه صاحبه لأنواع من علوم القرآن عند المناسبات" ونحن بعد هذا العرض الذي عرض الشيخ الزرقاني لمنهج الحوفي في كتابه البرهان لا نجد مجالا للشك في أن هذا الكتاب لا يعدو أن يكون تفسي ار للقرآن الكريم ولا علاقة له بطريقة المتأخرين عنه في التصنيف في علوم القرآن بالمعنى الاصطلاحي أو الإجمالي. وعلى كل حال فإن كان من العسير أن نحدد بدقة تاريخ بدء التدوين في (علوم القرآن) بالمعنى الإجمالي أو الاصطلاحي فإن من المؤكد أن التدوين في علوم القرآن بهذا النحو صار في العصور المتأخرة
  • 26 - محل اهتمام كبير وعناية بالغة من علماء الد ارسات القرآنية فألفت فيه العديد من المؤلفات، وان كان كثير منها يقتصر على عرض طائفة يسيرة من العلوم القرآنية مفضلا الإفاضة في ذكر جوانب تلك العلوم الغاية من علوم القرآن والغاية الرئيسية التي تسعى إليها علوم القرآن هى الوقوف على م ارد الله من كلامه وتبين أحكامه في قرآنه, والدلالة على إعجاز القرآن الدال على صدق النبوة لذلك فلا غنى للمفسر والباحث في إعجاز القرآن عن الوقوف على تلك العلوم القرآنية للاستعانة بها في تفسير القرآن وبيان إعجازه،


النص الأصلي

قد يسبق إلى الفهم من ذكر (علوم القرآن) تلك العلوم التي يمكن
استنباطها من القرآن الكريم كعلم التوحيد أو علم الفقه ونحوهما، ولكن هذه العلوم أو المعارف القرآنية ليست هى المقصودة إذا أردنا (بعلوم القرآن) المعنى الاصطلاحي، ذلك أن القرآن الكريم منذ نزوله صار محوار لعلوم شتى، تتناول جوانب الدارسات القرآنية المتنوعة كعلم
الق ارءات وأسباب النزول والناسخ والمنسوخ ونحو ذلك. وقد نشأت هذه العلوم مع نزول القرآن الكريم وكان من أولها ولا شك علم التفسير الذي أرساه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم أخذه عنه بعض أصحابه فتحدثوا فيه وعرف عنهم وأخذه عنهم التابعون, ثم توالت بعد ذلك علوم متنوعة يتناول كل واحد منها جانبا من جوانب الدارسة القرآنية بل إن جانبا كبيار من المؤلفات في بداية عصر التدوين كان من حظ علوم القرآن فيذكر من ذلك – على سبيل المثال – ابن النديم في الفهرست على الترتيب ما يلي: تسمية الكتب التي ألفها العلماء في ق ارءته ومنها كتاب حروف الكسائي عن سورة بن
المبرد وله كتاب معاني القرآن. تسمية الكتب المصنفة في تفسير القرآن ومنها كتاب ابن عباس رواه مجاهد ورواه عن مجاهد حميد بن قيس. الكتب المؤلفة في معاني القرآن ومشكله ومجازه ومنها كتاب معاني الق آرن للكسائي, ومعاني القرآن للأخفش. الكتب المؤلفة في غريب القرآن ومنها كتاب غريب القرآن لأبي عبيدة. الكتب المؤلفة في لغات القرآن ومنها كتاب لغات القرآن للف ارء وكتاب لغات القرآن لأبي زيد.



  • 19 -
    الكتب المؤلفة في الق ارءات ومنها كتاب الق ارءات لخلف بن هشام
    الب ازر.
    الكتب المؤلفة في النقط والشكل للقرآن ومنها كتاب الخليل في النقط.
    الكتب المؤلفة في لامات القرآن ومنها كتاب اللامات لابن الأنباري
    وكتاب اللامات للأخفش سعيد.
    الكتب المؤلفة في الوقف والابتداء في القرآن ومنها كتاب الوقف
    والابتداء عن حمزة.
    الكتب المؤلفة في وقف التمام ومنها كتاب أحمد بن عيسى اللؤلؤي.
    الكتب المؤلفة فيما اتفقت ألفاظه ومعانيه في القرآن ومنها كتاب أبي
    العباس المبرد.
    الكتب المؤلفة في متشابه القرآن ومنها كتاب جعفر بن حرب
    المعتزلي.
    الكتب المؤلفة في هجاء المصاحف ومنها كتاب يحيى بن الحارث
    وكتاب ابن شبيب.
    الكتب المؤلفة في مقطوع القرآن وموصوله ومنها كتاب الكسائي
    وكتاب حمزة بن حبيب.
    الكتب المؤلفة في أج ازء القرآن ومنها كتاب أبي عمرو الدوري.
    الكتب المؤلفة في فضائل القرآن ومنها كتاب أبي عبيد القاسم بن
    سلام.
    الكتب المؤلفة في ناسخ القرآن ومنسوخه ومنها كتاب حجاج الأعور
    وكتاب ابن أبي داود السجستاني.
    الكتب المؤلفة في نزول القرآن ومنها كتاب الحسن بن أبي الحسين.
    الكتب المؤلفة في أحكام القرآن ومنها كتاب أحكام القرآن لإسماعيل
    بن إسحاق القاضي.
    الكتب المؤلفة في معان شتى من القرآن ومنها كتاب أحمد بن علي
    المهرجاني المقرئ في جوابات القرآن، كتاب ترك الم ارد في القرآن عن

  • 20 -
    الغريابي, كتاب المجاز لأبي عبيدة, كتاب نظم القرآن للجاحظ, كتاب قطرب فيما سأل عنه الملحدون من آي القرآن، كتاب المسائل في القرآن للجاحظ، كتاب المخلوق لأبي علي الجبائي، كتاب الحروف تأليف عبد الرحمن بن أبي حماد الكوفي، كتاب بشر بن المعتمر في متشابه القرآن، كتاب إعجاز القرآن في نظمه وتأليفه لمحمد بن يزيد
    الواسطي(1) ومن خلال ما ذكره ابن النديم يتبين لنا النشأة المبكرة لعلوم القرآن ومدى الحرص البالغ من المسلمين على الاهتمام بكل ما يتعلق بالقرآن الكريم من علوم مختلفة ونتيجة لاتساع تلك العلوم وكثرة المؤلفات المدونة في كل واحد منها، فقد أرى العلماء أن يدونوا مؤلفات تحتوي خلاصة لتلك العلوم المتنوعة على سبيل الإجمال بحيث يكون ذلك مقدمة أو تمهيدا للوقوف على بعض تلك العلوم بشيء من التفصيل لمن شاء، وعلى هذا المنهج سار الزركشي في البرهان، والسيوطي في الإتقان وغيرهما من العلماء في العصر الحديث وحتى يومنا هذا، وهذا هو الم ارد بالمعنى الاصطلاحي لعلوم القرآن. واذا كنا قد عرفنا أن تاريخ علوم القرآن قد بدأ في عصر مبكر من تاريخ الإسلام فلنا أن نتساءل عن تاريخ تدوين علوم القرآن على النحو الإجمالي الذي أشرنا إليه يعني تاريخ المصنفات التي وضعت في ذكر (أنواع) العلوم المتخصة بالقرآن، وتستعرضهاعلى سبيل الإجمال لا التفصيل. دون العلماء كتبا على هذا النحو الإجمالي بلغ بعضها عدة مجلدات كالبرهان للزركشي والإتقان للسيوطي وغيرهما, واذا كان شأن
    1- انظر: الفهرست لابن النديم – تحقيق محمد أحمد أحمد – المكتبة التوفيقية – بدون تاريخ، ص 50 وما بعدها

  • 21 -
    المقدمات الإجمالية التي تكتفي فقط بذكر أنواع العلوم القرآنية قد بلغ
    هـذا الحد، فماذا يكون شـأن كل علم منها إذا فصل فيه القول على
    سبيل الاستقلال؟ وصدق الله إذ يقول: (ُقْل َلْو َكاَن اْلَبْحُر ِمَداًدا
    لِكلِماِت ربِي لنِفد البحر قبل أَن تنفد كلِمات ربِي ولو ِجئنا ِبِمثلِِه ََ(1)َِّ ََََََُْْْ ََََََُِّْْ ََْ َْ ْ
    َمَدًدا) والحقيقة أن بداية تدوين (علوم القرآن) على الطريقة الإجمالية يكتنفه شيء من الغموض حتى لا يمكن للباحث أن يحدد تاريخا دقيقا لذلك، وقد أشار العلماء لشيء من ذلك حيث يقول الزركشي (ت 794هـ) في كتابه (البرهان في علوم القرآن), "ولما كانت علوم القرآن لا تنحصر، ومعانيه لا تستقصى، وجبت العناية بالقدر الممكن، ومما فات المتقدمين وضع كتاب يشتمل على أنواع علومه, كما وضع الناس ذلك بالنسبة إلى علم الحديث، فاستخرت الله تعالى- وله الحمد – في وضع كتاب في ذلك جامع لما تكلم الناس في فنونه، وخاضوا في نكته وعيونه، وضمنته من المعاني الأنيقة والحكم الرشيقة، ما يهز القلوب طربا ويبهر العقول عجبا، ليكون مفتاحا لأبوابه، عنوانا على كتابه، معينا للمفسر على حقائقه، ومطلعا على بعض أسارره ووقائعه"(2) وكلام الزركشي مشعر بأنه هو واضع هذه الطريقة الإجمالية للتأليف في علوم القرآن، ويؤكد على هذا ما ذكره السيوطي (ت 911هـ) في (الإتقان في علوم القرآن) تعقيبا على ما ذكره عن كتابه (التحبير في علوم التفسير) من تناوله لبعض مباحث علوم القــرآن، فبعـد أن عـدد ذكـر أنواعها عقـب على ذلـك بقوله "هذا كله وأنا أظن أني متفرد بذلك، غير مسبوق بالخوض في هذه المسالك، فبينا أنا أجيل في ذلك فك ار، أقدم رجلا وأؤخر أخرى، إذ بلغني أن الشيخ الإمام بدر الدين محمد
    1- الكهف: 109 2- البرهان في علوم القرآن، ص18-19

  • 22 -
    بن عبد الله الزركشي أحد متأخري أصحابنا الشافعيين، ألف كتابا في ذلك حافلا يسمى البرهان في علوم القرآن فتطلبته حتى وقفت عليه"(1)
    وما ذكره السيوطي يؤكد على أن واضع هذا النمط من التأليف في (علوم القرآن) هو الإمام الزركشي، وأن هذه الطريقة في عرض علوم القرآن لم تكن قد شاعت بعد حتى عصر السيوطي إذ إنه كان عند وضع كتابه (التحبير) يظن أنه قد تفرد بهذا اللون من التأليف في
    علوم القرآن. ويدل على ذلك أيضا قوله قبل ذلك "ولقد كنت في زمان الطلب أتعجب من المتقدمين إذ لم يدونوا كتابا في أنواع علوم القرآن كما وضعوا ذلك بالنسبة إلى علم الحديث، فسمعت شيخنا أستاذ الأستاذين، وانسان عين الناظرين، خلاصة الوجود، وعلامة الزمان، فخر العصر، وعين الأوان، أبا عبد الله محيى الدين الكافيجي مد الله في أجله وأسبغ عليه ظله يقول: قد دونت في علوم التفسير كتابا لم أسبق إليه، فكتبته عنه فإذا هو صغير الحجم جدا، وحاصل ما فيه بابان: الأول: في ذكر معنى التفسير والتأويل والقرآن والسورة والآية. والثاني: في شروط القول فيه بال أري. وبعدها خاتمة في آداب العالم والمتعلم، فلم يشف لي ذلك غليلا، ولم يهدني إلى المقصود سبيلا. ثم أوقفني شيخنا شيخ مشايخ الإسلام، قاضي القضاة وخلاصة الأنام، وحامل لواء المذهب المطلبي، علم الدين البلقيني رحمه الله تعالى على كتاب في ذلك لأخيه قاضي القضاة جلال الدين سماه (مواقع العلوم
    1- الإتقان في علوم القرآن 25/1

  • 23 -
    من مواقع النجوم) ف أريته تأليفا لطيفا، ومجموعا ظريفا، ذا ترتيب وتقدير وتنويع وتحبير"(1). لكنه يتحدث عن الأنواع التي ذكرها الشيخ جلال الدين فيقول "ثم تكلم في كل نوع منها بكلام مختصر يحتاج إلى تحرير وتتمات، وزوائد مهمات"(2) وما ذكره السيوطي يؤكد على عدم ذيوع هذا اللون من التأليف في علوم القرآن في عصر السيوطي وما قبله، وان كان يذكر أن هناك من الكتب في هذا الميدان ما كان سابقا عليه وعلى كتاب الزركشي نفسه حيث يقول: "ومن المصنفات في هذا النمط، وليس في الحقيقة مثله، ولا قريبا منه، وانما هي طائفة يسيرة، ونبذة قصيرة: (فنون الأفنان في علوم القرآن) لابن الجوزي. و(جمال الق ارء) للشيخ علم الدين السخاوي. و(المرشد الوجيز في علوم تتعلق بالقرآن العزيز) لأبي شامة. و(البرهان في مشكلات القرآن) لأبي المعالي عزيز بن عبد الملك المعروف بشيذلة. وكلها بالنسبة إلى نوع هذا الكتاب كحبة رمل في جنب رمل عاج، ونقطة قطر في حيال بحر ازخر" (3) وابن الجوزي من علماء القرن السادس الهجري توفي (597هـ) وكذلك أبو شامة من علماء القرن السابع الهجري توفي (665هـ) فإذا علمنا هذا علمنا أن الزركشي المتوفى (794هـ) كان مسبوقا إلى هذه الطريقة من التأليف في علوم القرآن بطائفة من علماء القرن
    1 - السابق 18/1 2 - السابق 20/1 3 - السابق 34/1

  • 24 -
    السادس والسابع وان كانوا قلة ولم يبلغوا مبلغه في الاتساع في ذكر أنواع علوم القرآن. ولقد حاول الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني أن يرجع بتأريخ تدوين علوم القرآن بالمعنى الاصطلاحي الإجمالي إلى ما هو أقدم من القرن السادس والقرن السابع فقال: "ولقد كان المعروف لدى الكاتبين في تاريخ هذا الفن أن أول عهد ظهر فيه هذا الاصطلاح أي اصطلاح
    ن
    علوم القرآن هو القر السابع.
    لكني ظفرت في دار الكتب المصرية بكتاب لعلي بن إب ارهيم بن سعيد الشهير بالحوفي المتوفى سنة (430هـ) اسمه البرهان في علوم القرآن وهو يقع في ثلاثين مجلدا والموجود منه الآن خمسة عشر مجلدا غير
    مرتبة ولا متعاقبة من نسخة مخطوطة. واذن نستطيع أن نتقدم بتاريخ هذا الفن نحو قرنين من الزمان أي إلى بداية القرن الخامس بدلا من القرن السابع، ولقد كنت مشغوفا أن أق أر مقدمة كتابه هذا لآخذ اعت ارفا صريحا منه بمحاولته إنشاء هذا العلم الوليد، ولكن ماذا أصنع والجزء الأول مفقود غير أن اسم الكتاب يدلني على هذه المحاولة"1. لكن هذا ال أري الذي تفرد به الشيخ الزرقاني من التأريخ لبداية التدوين في (علوم القرآن) على النحو الإجمالي لا يمكن القول به اعتمادا على أن عنوانه يحمل اسم علوم القرآن وحسب، لا سيما وأن كثي ار من المؤلفات قبل هذا التاريخ وبعده تحمل في عناوينها هذا التركيب دون أن تكون من هذا النمط من المؤلفات التي نتحدث عنها فيما يختص بعلوم القرآن على النحو الاصطلاحي، ومما يزيد رفضنا لهذا ال أري قول الشيخ الزرقاني نفسه بعد ذلك عن الكتاب "وكذلك استعرضت بعض الأج ازء الموجودة ف أريته يعرض الآية الكريمة بترتيب المصحف
    1- مناهل العرفان في علوم القرآن: محمد عبد العظيم الزرقاني – تحقيق هاني الحاج – المكتبة التوفيقية – القاهرة – د.ت – 52/1

  • 25 -
    ثم يتكلم عليها من علوم القرآن، خاصا كل نوع منها بعنوان، فيسوق
    النظم الكريم تحت عنوان (القول في قوله عز وجل). وبعد أن يفرغ
    منه يضع هذا العنوان (القول في الإع ارب) ويتحدث عنها من الناحية
    النحوية واللغوية، ثم يتبع ذلك بهذا العنوان: (القول في المعنى
    والتفسير) ويشرح الآية بالمأثور والمعقول، ثم ينتقل من الشرح إلى
    العنوان الآتي: (القول في الوقف والتمام) مبينا تحته ما يجوز من
    الوقف وما لا يجوز، وقد يفـرد الق ارءات بعنوان مستقل فيقول: (القول
    في الق ارءة)، وقد يتكلم في الأحكام الشرعية التى تؤخذ من الآية عند
    عرضها ففي آية (وأَِقيموا ال َّصلاة وآتوا الَّزكاة وما تقِدموا لأنفِسكم ِمن َُ ََُ َََََُُِّ ُُْْْ
    ٍ ِ ِ ِ(1) َخْير تَجُدوهُ عْنَد َّاللّ) من سورة البقرة يذكر أوقات الصلاة وأدلتها،
    وأنصبة الزكاة ومقاديرها ويتكلم عن أسباب النزول وعلى النسخ وما إلى ذلك عند المناسبة، فأنت ترى أن هذا الكتاب أتى على علوم القرآن ولكن لا على طريقة ضم النظائر والأشباه بعضها إلى بعض تحت عنوان واحد لنوع واحد بل على طريقة النشر والتوزيع تبعا لانتشار الألفاظ المتشاكلة في القرآن وتوزعها، حتى كأن هذا التأليف تفسير من2التفاسير عرض فيه صاحبه لأنواع من علوم القرآن عند
    المناسبات" ونحن بعد هذا العرض الذي عرض الشيخ الزرقاني لمنهج الحوفي في كتابه البرهان لا نجد مجالا للشك في أن هذا الكتاب لا يعدو أن يكون تفسي ار للقرآن الكريم ولا علاقة له بطريقة المتأخرين عنه في التصنيف في علوم القرآن بالمعنى الاصطلاحي أو الإجمالي. وعلى كل حال فإن كان من العسير أن نحدد بدقة تاريخ بدء التدوين في (علوم القرآن) بالمعنى الإجمالي أو الاصطلاحي فإن من المؤكد أن التدوين في علوم القرآن بهذا النحو صار في العصور المتأخرة
    1 البقرة 110 2 السابق 53/1

  • 26 -
    محل اهتمام كبير وعناية بالغة من علماء الد ارسات القرآنية فألفت فيه العديد من المؤلفات، وان كان كثير منها يقتصر على عرض طائفة يسيرة من العلوم القرآنية مفضلا الإفاضة في ذكر جوانب تلك العلوم
    المقتصر على ذكرها.
    الغاية من علوم القرآن
    والغاية الرئيسية التي تسعى إليها علوم القرآن هى الوقوف على م ارد الله من كلامه وتبين أحكامه في قرآنه, والدلالة على إعجاز القرآن الدال على صدق النبوة لذلك فلا غنى للمفسر والباحث في إعجاز القرآن عن الوقوف على تلك العلوم القرآنية للاستعانة بها في تفسير القرآن وبيان إعجازه، لذلك فنحن في حديثنا عن أصول التفسير إنما نحاول أن نستعين بما أمكن من علوم القرآن مما يساعدنا على فهم
    الق آرن الكريم واستخلاص أصول تفسيره


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

يمتاز التطور ال...

يمتاز التطور العلمي و التكنولوجي المعاصر في كونه ناجما في الأساس عن التقدم النظري في العلوم الصرفة ك...

Paris, [date] ...

Paris, [date] Cher Vincent, J’ai bien reçu ta lettre, et je suis toujours heureux de lire de tes n...

1 إدارةالشركةفي...

1 إدارةالشركةفي حالةتعيين مديرواحد يلتزم املدير ضمن نطاق سلطاته، وعقد الشركة التأسيس ي هو الذي يحدد ...

Voici les étape...

Voici les étapes nécessaires pour préparer un échantillon destiné à une étude histologique : 1. Pré...

أيها الأشقاء في...

أيها الأشقاء في الدول العربية، يا من تنتمون إلى حضارةٍ مجيدةٍ ضاربةٍ جذورها في عمق التاريخ، يا من كا...

اذا وصفت الاخلا...

اذا وصفت الاخلاق بالديمقراطية سبق الى الذهن معنى هذه الصفة بغير حاجة الى المراجعة ، وفهم السامع ان ا...

تتم عملية التأم...

تتم عملية التأمين بطرق مختلفة ويحاول المؤمن الأصلي اختيار الطريقة التي تناسب احتياجاته وواجباته. كل ...

شهدت أوربا في ا...

شهدت أوربا في القرون الوسطى أوضاعا اجتماعية، سياسية، واقتصادية، وثقافية، وعلمية سيئة، وبرزت سلطة رجا...

بەڕێوەبردنی مەت...

بەڕێوەبردنی مەترسی و بیمە شێوازەکانی بیمەکردنەوە: پرۆسەی بیمەکردنەوە بە شێوازی جیاواز ئەنجام دەدرێت ...

- التحليل اإلحص...

- التحليل اإلحصائي: وهو العلمية التي يقوم الباحث من خاللها بتجهيز البيانات العلمية، وتحضيرها لكي يقو...

یری فردیناند دو...

یری فردیناند دو سوسیر (F.De. Saussure) أن اللسانيات جزء من علم عام هو "السيميولوجيا يقول : " على أن ...

كان التنظيم الق...

كان التنظيم القضائي في الجزائر يخضع في معظمه لقواعد الشريعة الإسلامية في الأصول وفي الإجراءات، فكان ...