لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (49%)

د - مرحلة التفاعل:
وعادة ما لا تتضح المشكلة تمام الوضوح في هذه المرحلة المبكرة من العملية الإرشادية لأن المقاومات عند بعض أفراد النسق لازالت عامة وفاعلة، وسواء اتفق أفراد الأسرة على تحديد طبيعة المشكلة أم لم يتفقوا، Interaction Stage وفي خلال المرحلتين السابقتين (مرحلة الالتحاق Joining Stage ومرحلة تحديد المشكلة Problem Statement Stage كان المرشد يحافظ أو يبقى على مركزيته وتركيزه على الشبكة الاتصالية، ويمنع المقاطعات، وتميل هذه الإجراءات إلى تخفيض التوتر في الأسرة من ناحية وتوافر النظام والاتصال الواضح نسبياً من ناحية أخرى، فإن هدف هذه المرحلة (التفاعل) هو توضيح أنماط التفاعل التي أبقت على المشكلة. وأن يتفاعلوا بحرية وتلقائية في وجود المرشد أو بتعبير منوشن (Minuchin )1974 " أن "يرقصوا في حضوره
وهذا الاستعراض أو الرقص يمكن أن يحدث على نحو سهل وطبيعي إذا كان أفراد الأسرة غير متفقين على طبيعة المشكلة التي تواجهها الأسرة، حيث كان يقوم بدور المنسق لكل الاتصالات. وعليه في هذه الحال أن يحول كل الاتصالات التي توجه له من أعضاء الأسرة مرة أخرى إلى أفراد الأسرة الآخرين والمرشد لا يترك الأمور تتفاعل بعيداً عنه ولكن دوره فقط في هذه المرحلة يكون أنسب عندما يمارس في حدود التوجيه والتدخل حين الحاجة، أما إذا اتفق أعضاء الأسرة حول طبيعة المشكلة التي أحضرتهم إلى الإرشاد أو العلاج النفسي فإن المرشد يطلب منهم أن يمثلوا الموقف المؤدى إلى المشكلة، ماذا يحدث؟ وما موقف كل فرد في الأسرة من ذلك ويرى مرشدو الأسرة أنه من المفيد أن تجعل الأسرة تؤدي أو تفعل شيئاً عملياً خاصاً بالمشكلة بدلاً من الحديث عنها فقط، وبناء هذه النماذج من السلوك خطوة هامة ومفيدة. وبعض المرشدين لديهم نماذج من مواقف تفاعلية سوية معدة مسبقاً وتناسب مواقف أسرية شائعة، يمكن أن يدرب عليها الأسرة المنغلقة. ومن الممارسات التي يتحمس لها بعض المرشدين الأسريين خاصة عندما يعملون مع أسرة بها أطفال صغار، وإذا نجح هذا
الأسلوب فإنه يمثل فرصة أمام المرشد ليرى بعينه كيف تتفاعل الأسرة، ويستطيع حينئذ أن يصحح ما يراه مؤدياً إلى المشكلات وأن يبرر هذا التصحيح للأسرة جيداً وأن يدربهم على السلوك المصحح وحتى بروا نتائج التفاعل الجديد ويقتنعوا به مما ييسر التمسك بما تعلموه من أنماط جديدة. والذي يبقى على سلوك المشكلة، وعندما يحصل المرشد على هذه المعلومات فإنه يكون في وضع يسمح له بتنمية التدخلات التي تؤدي إلى تغيير مفيد. ولكي يحقق المرشد أهداف هذه المرحلة فإنه يضع القواعد الأساسية للعمل الإرشادي وأن يشرحها لأعضاء الأسرة جيداً لأنها سيتعاملون على أساسها، وفي مقدمتها أن الأسرة جاءت إلى الإرشاد أو العلاج النفسي لأنها هي تحتاج إلى ذلك، وأن المرشد لم يحضر الأسرة ليقوم بذلك العمل الساذج والتقليدى وهو علاج الفرد في وجود أسرته، وإنما هو يتعامل مع أسرة تحتاج الإرشاد أو العلاج بما فيها العضو الذي تميل الأسرة إلى اعتباره المريض
فكثيراً ما يحدث أن يتصل أحد أعضاء الأسرة بالمرشد تليفونياً أو في نهاية الجلسة بعد أن تنتهى ليسر إليه ببعض المعلومات عن الأعضاء الآخرين على أساس أنه لا يستطيع أن يقول ذلك أمام بقية الأعضاء والقاعدة التي ينبغى أن يرسيها المرشد هنا هي أنه يأمل أن يصبح كل فرد، بما في ذلك المرشد نفسه، قادراً على قول ما يرغب فيه أمام الآخرين في الجلسة على أساس أن كل ما يشارك فيه العضو أعضاء الأسرة الآخرين ملك للأسرة، وأن المرشد غير مستعد لأن يدخل في لعبة إخفاء المعلومات عن البعض أو يشارك في التحالفات التي قد تكون قائمة في الأسرة بل أنه من المناسب ومن الأفضل للمرشد والعملية التفاعل أن يظل المرشد في بعض المواقف في الظل، وأن يتصرف مثلهم ببساطة وأن يتحدث بعفوية وتلقائية. ولا ينبغى أن يمنع الالتزام بآداب المهنة، وقواعد الممارسة الفنية والخلقية من أن يسلك المرشد بهذه العفوية حتى يدلف إلى داخل النسق الأسري ويصبح واحداً من مفرداته. ومن قواعد العمل في المرحلة التفاعلية أيضاً أن يقوم المرشد بتأسيس وترسيخ علاقات لها معانيها ودلالتها - وليست علاقات جوفاء مصطنعة - مع كل فرد من أفراد الأسرة وبطريقة ملائمة ومناسبة لسنه وجنسه. حتى يستطيع أن يشعر بعد ذلك ولو بطريقة ما بأنه يمكن أن يستفيد شخصياً بشيء ما من العملية الإرشادية، وعليه أن يبذل الكثير من الجهد وأن يظهر الكثير من المهارة حتى يتمكن من إقامة هذا الاندماج لأنه بموجب هذا التكوين الجديد يستطيع المرشد أن يصل إلى اتفاق فعال وعامل مع الأسرة، تبدأ الأسرة - كما قلنا - تفاعلاً مع المرشد بتقديم كبش فدائها، وهو العضو الذي حددته كمريض. فالأسرة تشعر أن مشكلاتها تنتهى إذا ما استبعد العضو المريض منها أو تغير هو بمفرده. بطريقة سحرية، أما المرشد فإنه ينظر إلى الأعراض المرضية عند العضو المريض بوصفها دعوة لتوجيه الاهتمام نحو مناطق أساسية للاختلال الوظيفي في العلاقات الأسرية الداخلية، حتى وإن اندمجا في نسق واحد فإن التعارض سيحدث بين النسقين الفرعيين في داخل النسق الأكبر. وبذلك يفقد هو والأسرة أية نتائج إيجابية للعملية الإرشادية وتكون العملية قد انتهت والخيار الثاني: أن يصر على تغيير النسق الأسري في هذا الوقت المبكر من الإرشاد، وبذلك قد تهرب الأسرة ولا تعود المقابلات مرة أخرى، وتكون العملية الإرشادية قد انتهت أيضاً. وعليه أن يسلك الطريق الموسط بين هذين الخيارين فلا يساير الأسرة ولا يصدمها بشدة في وقت مبكر لم يكتمل فيه وعيها بأهمية الارشاد الأسري وقيمته. ولكن عدم مسايرة الأسرة لا يعنى تجاهل بعض المشكلات السلوكية القائمة والملحة لأحد أفراد الأسرة، فإذا كان أحد الأبناء متورطاً في مشكلة سلوكية كالسرقة أو غيرها فإن المرشد لا يستطيع أن يتجاهل هذا السلوك الجانح لأحد أفراد الأسرة الذي يؤثر على النسق الأسري كله وعلى مكانته في البيئة، ولابد في هذه الحال من مساعدة خاصة للأسرة المواجهة المشكلة. ومن المتوقع أن موقف المرشد من الأسرة ومن العضو المحدد كمريض - والمستخدم ككبش فداء عادة - من شأنه أن يرفع معنويات هذا العضو ويشعره بالارتياح والثقة ويزيل عنه الكثير من مشاعر الدونية والضعة التي يعانيها من جراء معاملة الأسرة، وأن يكون واعياً بدرجة كافية لأن العضو - كبش الغداء - قد يستمرأ هذا الوضع ويستمر في لعب دور كبش الغداء برغبته هذه المرة ما دام يحقق له مكانة ومكاسب في الأسرة، وهو تحالف في صالح العملية الإرشادية فالنسق الأسري الآن بدأ يتعرض للتغير. فالعضو المحدد كمريض والذي كان له مكانة دنيا في نسق القوة داخل الأسرة ارتفعت مكانته وشعر بالقوة والثقة بفضل معاملة المرشد، والمفهوم الجديد المشكلة الأسرة بأنها ليست ناتجة من سلوك هذا العضو بقدر ما هي نتيجة تفاعلات الأسرة الخاطئة، هي أن هذا العضو هو منفذ المرشد للولوج إلى داخل النسق الأسرى، وليصبح كما قلنا أحد مفرداته في مقابل هذه المكانة التي أتاحها له المرشد.


النص الأصلي

د - مرحلة التفاعل:


وعادة ما لا تتضح المشكلة تمام الوضوح في هذه المرحلة المبكرة من العملية الإرشادية لأن المقاومات عند بعض أفراد النسق لازالت عامة وفاعلة، وسواء اتفق أفراد الأسرة على تحديد طبيعة المشكلة أم لم يتفقوا، فإن الوقت قد حان في هذه المرحلة أن يدخل المرشد إلى مرحلة التفاعل .Interaction Stage وفي خلال المرحلتين السابقتين (مرحلة الالتحاق Joining Stage ومرحلة تحديد المشكلة Problem Statement Stage كان المرشد يحافظ أو يبقى على مركزيته وتركيزه على الشبكة الاتصالية، ويتكلم مع كل أفراد الأسرة بالتناوب، ويمنع المقاطعات، وتميل هذه الإجراءات إلى تخفيض التوتر في الأسرة من ناحية وتوافر النظام والاتصال الواضح نسبياً من ناحية أخرى، وتقيم من المرشد قوة وتعمده قائداً للعملية الإرشادية من ناحية ثالثة. وإذا كان هدف المرحلة السابقة هو تمكين الأسرة من أن ترى مشكلتها على النحو الصحيح، فإن هدف هذه المرحلة (التفاعل) هو توضيح أنماط التفاعل التي أبقت على المشكلة. والمدخل الذهبي للوصول إلى هذا الهدف - كما يرى معظم مرشدی ومعالجي الأسرة - هو أن يطلب المرشد من أفراد الأسرة أن يعبر كل منهم تعبيراً غير مقيد عن نفسه، وأن يتفاعلوا بحرية وتلقائية في وجود المرشد أو بتعبير منوشن (Minuchin )1974 " أن "يرقصوا في حضوره
وهذا الاستعراض أو الرقص يمكن أن يحدث على نحو سهل وطبيعي إذا كان أفراد الأسرة غير متفقين على طبيعة المشكلة التي تواجهها الأسرة، وعندما يكون هذا صحيحاً ويتأكد منه المرشد، فإنه يشجع أفراد الأسرة على أن يناقشوا اختلافاتهم، وأن يحاولوا أن يصلوا إلى اتفاق. وخلال هذه المرحلة يكون من المفيد للتفاعلات في المقابلة أن يتنازل المرشد عن مركز الشبكة الاتصالية، حيث كان يقوم بدور المنسق لكل الاتصالات. وعليه في هذه الحال أن يحول كل الاتصالات التي توجه له من أعضاء الأسرة مرة أخرى إلى أفراد الأسرة الآخرين والمرشد لا يترك الأمور تتفاعل بعيداً عنه ولكن دوره فقط في هذه المرحلة يكون أنسب عندما يمارس في حدود التوجيه والتدخل حين الحاجة، مثل أن يتناقش اثنان من أعضاء الأسرة ويصلا إلى طريق مسدود فعليه أن ييسر هذا الاتصال وأن يساعدهما على استمرار الحوار، فمهمته في هذه المرحلة - مرحلة التفاعل - أن يكون ميسراً Facilator لهذا التفاعل.
أما إذا اتفق أعضاء الأسرة حول طبيعة المشكلة التي أحضرتهم إلى الإرشاد أو العلاج النفسي فإن المرشد يطلب منهم أن يمثلوا الموقف المؤدى إلى المشكلة، مثل الموقف الذي يرفض فيه الابن (س) الامتثال لأوامر الأم أو الأب، ماذا يحدث؟ وما موقف كل فرد في الأسرة من ذلك ويرى مرشدو الأسرة أنه من المفيد أن تجعل الأسرة تؤدي أو تفعل شيئاً عملياً خاصاً بالمشكلة بدلاً من الحديث عنها فقط، ومن الضروري أن يفعل المرشد كل ما في وسعه ليساعد الأسرة على أن تبنى نماذج من السلوك صحيحة وسليمة في الخيال توطئه المحاولة جعل هذا الخيال يحدث في الواقع.
وبناء هذه النماذج من السلوك خطوة هامة ومفيدة. ولكن المشكلة في بعض الأسر أن أعضاء الأسرة ليسوا تواصليين، فالحدود بين الأنساق الفرعية سميكة وصلبة، ويكون المرشد في هذه الحال غير قادر على أن ينتقى معلومات كافية لبناء سلوك تفاعلى سليم وصحيح. وبعض المرشدين لديهم نماذج من مواقف تفاعلية سوية معدة مسبقاً وتناسب مواقف أسرية شائعة، يمكن أن يدرب عليها الأسرة المنغلقة. ومن الممارسات التي يتحمس لها بعض المرشدين الأسريين خاصة عندما يعملون مع أسرة بها أطفال صغار، أن يسألوا الأسرة أن تنفذ عن طريق التمثيل في الجلسة يوماً من حياة الأسرة بكل تفاعلاتها، وإذا نجح هذا
الأسلوب فإنه يمثل فرصة أمام المرشد ليرى بعينه كيف تتفاعل الأسرة، ويستطيع حينئذ أن يصحح ما يراه مؤدياً إلى المشكلات وأن يبرر هذا التصحيح للأسرة جيداً وأن يدربهم على السلوك المصحح وحتى بروا نتائج التفاعل الجديد ويقتنعوا به مما ييسر التمسك بما تعلموه من أنماط جديدة.
إن من أهداف المرحلة التفاعلية أيضاً هو وقوف المرشد على هرمية الأسرة والكشف عن أي تحالفات ثابتة، ولمعرفة طبيعة الحدود بين الأنساق الفرعية هل هي متميعة أو صلبة وجامدة، وما مدى نفانيتها، ويأمل المرشد في هذه المرحلة أيضاً أن يكشف عن التتابع التفاعلى المتكرر طوال فترة معينة، والذي يبقى على سلوك المشكلة، وعندما يحصل المرشد على هذه المعلومات فإنه يكون في وضع يسمح له بتنمية التدخلات التي تؤدي إلى تغيير مفيد.
ولكي يحقق المرشد أهداف هذه المرحلة فإنه يضع القواعد الأساسية للعمل الإرشادي وأن يشرحها لأعضاء الأسرة جيداً لأنها سيتعاملون على أساسها، وفي مقدمتها أن الأسرة جاءت إلى الإرشاد أو العلاج النفسي لأنها هي تحتاج إلى ذلك، وأن المرشد لم يحضر الأسرة ليقوم بذلك العمل الساذج والتقليدى وهو علاج الفرد في وجود أسرته، وإنما هو يتعامل مع أسرة تحتاج الإرشاد أو العلاج بما فيها العضو الذي تميل الأسرة إلى اعتباره المريض
ومن قواعد عملية التفاعل أيضاً أن يتجنب العمل من وراء ظهر بعض أعضاء الأسرة انسياقاً أو استدراجاً من جانب البعض الآخر، فكثيراً ما يحدث أن يتصل أحد أعضاء الأسرة بالمرشد تليفونياً أو في نهاية الجلسة بعد أن تنتهى ليسر إليه ببعض المعلومات عن الأعضاء الآخرين على أساس أنه لا يستطيع أن يقول ذلك أمام بقية الأعضاء والقاعدة التي ينبغى أن يرسيها المرشد هنا هي أنه يأمل أن يصبح كل فرد، بما في ذلك المرشد نفسه، قادراً على قول ما يرغب فيه أمام الآخرين في الجلسة على أساس أن كل ما يشارك فيه العضو أعضاء الأسرة الآخرين ملك للأسرة، وأن المرشد غير مستعد لأن يدخل في لعبة إخفاء المعلومات عن البعض أو يشارك في التحالفات التي قد تكون قائمة في الأسرة بل أنه من المناسب ومن الأفضل للمرشد والعملية التفاعل أن يظل المرشد في بعض المواقف في الظل، وليس من الضروري أن يبدو أنه على علم بكل تفاصيل حياة أعضاء الأسرة، وأنه ليس محلاً للأسرار الخصوصية لأعضاء الأسرة. وبالفعل لا ينبغى أن يسعى إلى معرفة معلومات لن يستفيد منها، لأنها بذلك ستعرقل حرية وتلقائية حركته مع أعضاء الأسرة في الجلسة.
ومن قواعد عملية التفاعل أيضاً: أن يحاول المرشد ترسيخ جو من الانفتاح Openness والألفة Intimacy. وأفضل طريقة تمكن المرشد من ذلك هي أن يحاول بنفسه تقديم نموذج لهذا الجو، وذلك من خلال أن يجعلهم يشاركونه في مشاعره الخاصة أياً كانت هذه المشاعر التي يشعر بها أثناء جلوسه معهم، وأن يتصرف مثلهم ببساطة وأن يتحدث بعفوية وتلقائية. ولا ينبغى أن يمنع الالتزام بآداب المهنة، وقواعد الممارسة الفنية والخلقية من أن يسلك المرشد بهذه العفوية حتى يدلف إلى داخل النسق الأسري ويصبح واحداً من مفرداته. والمرشد الكف ذو المهارات العالية يستطيع أن يحقق هذا التوازن بين التلقائية في السلوك مع الالتزام بمعايير المهنة وأصول مزاولتها.
ومن قواعد العمل في المرحلة التفاعلية أيضاً أن يقوم المرشد بتأسيس وترسيخ علاقات لها معانيها ودلالتها - وليست علاقات جوفاء مصطنعة - مع كل فرد من أفراد الأسرة وبطريقة ملائمة ومناسبة لسنه وجنسه. ويجب أن يشعر كل فرد في الجماعة باهتمام المرشد به شخصياً، حتى يستطيع أن يشعر بعد ذلك ولو بطريقة ما بأنه يمكن أن يستفيد شخصياً بشيء ما من العملية الإرشادية، وحتى يكون هذا الشعور دافعاً له المداومة حضور الجلسات وتفاعله فيها. وكما قلنا من قبل فإن الجلسات الأولى يحاول فيها المرشد أن يحقق هدف الاندماج مع النسق الأسري أو اختراقه وتكوين نسق جديد يشمله مع الأسرة، وعليه أن يبذل الكثير من الجهد وأن يظهر الكثير من المهارة حتى يتمكن من إقامة هذا الاندماج لأنه بموجب هذا التكوين الجديد يستطيع المرشد أن يصل إلى اتفاق فعال وعامل مع الأسرة، وهو الذي سيسمح له بإحداث التغيير المطلوب.
تبدأ الأسرة - كما قلنا - تفاعلاً مع المرشد بتقديم كبش فدائها، وهو العضو الذي حددته كمريض. ومنذ بداية العمل الإرشادي يوجد قدر كبير من التباين في وجهات النظر بين المرشد والأسرة فيما يتعلق بالأسباب التي أدت إلى وجود المشكلات الأسرية وفيما يتعلق - بالتالي - بأساليب مواجهة هذه المشكلات. فالأسرة تشعر أن مشكلاتها تنتهى إذا ما استبعد العضو المريض منها أو تغير هو بمفرده. بطريقة سحرية، أما المرشد فإنه ينظر إلى الأعراض المرضية عند العضو المريض بوصفها دعوة لتوجيه الاهتمام نحو مناطق أساسية للاختلال الوظيفي في العلاقات الأسرية الداخلية، ويكون اهتمامه مركزاً على سياسات الأسرة وأساليب تفاعلها وليس على الأعراض المرضية الموجودة لدى المريض.
وعند هذه النقطة يحدث التعارض الحاد بين النسقين المرشد والأسرة، حتى وإن اندمجا في نسق واحد فإن التعارض سيحدث بين النسقين الفرعيين في داخل النسق الأكبر. ويجد المرشد نفسه امام خیارین خاطئين الأول أن يساير الأسرة - خاصة إذا كان قد اندمج معها. وبذلك يفقد هو والأسرة أية نتائج إيجابية للعملية الإرشادية وتكون العملية قد انتهت والخيار الثاني: أن يصر على تغيير النسق الأسري في هذا الوقت المبكر من الإرشاد، وبذلك قد تهرب الأسرة ولا تعود المقابلات مرة أخرى، وتكون العملية الإرشادية قد انتهت أيضاً. وعليه أن يسلك الطريق الموسط بين هذين الخيارين فلا يساير الأسرة ولا يصدمها بشدة في وقت مبكر لم يكتمل فيه وعيها بأهمية الارشاد الأسري وقيمته.
ولكن عدم مسايرة الأسرة لا يعنى تجاهل بعض المشكلات السلوكية القائمة والملحة لأحد أفراد الأسرة، فإذا كان أحد الأبناء متورطاً في مشكلة سلوكية كالسرقة أو غيرها فإن المرشد لا يستطيع أن يتجاهل هذا السلوك الجانح لأحد أفراد الأسرة الذي يؤثر على النسق الأسري كله وعلى مكانته في البيئة، ولابد في هذه الحال من مساعدة خاصة للأسرة المواجهة المشكلة. وهذا بالطبع لا يتعارض مع خطة الإرشاد التي يرسمها المرشد التوجه عمله، وعلى المرشد أن يدمج موضوع السرقة عند أحد الأبناء بتفاعلات الأسرة العامة، فأغلب الظن أنهما ليستا مسألتين منفصلتين بل أن السرقة أحد أعراض مرض الأسرة وبالتالي فالذنب لا يقع على الابن وحدة، والأسرة ليست بريئة تماماً من هذا السلوك، وهذه المواجهة مع الأسرة مطلوبة دائماً حتى لا يتعزز لديها ميكانزم اتخاذ كيس فداء.
ومن المتوقع أن موقف المرشد من الأسرة ومن العضو المحدد كمريض - والمستخدم ككبش فداء عادة - من شأنه أن يرفع معنويات هذا العضو ويشعره بالارتياح والثقة ويزيل عنه الكثير من مشاعر الدونية والضعة التي يعانيها من جراء معاملة الأسرة، وعندما يستمر المعالج في دعم هذا العضو وتشجيعه بالانتباه إليه والتعليقات المهذبة اللطيفة معه والجلوس بجانبه في الجلسة من شأنه أن يغير مناخ ونظام العلاقات وأسلوب التعامل ومراكز القوى في الأسرة. أي أن النسق الأسري يبدأ في الاهتزاز، ولا يعود هو ذلك النسق الذي أفرز انحراف أحد الأبناء. ولكن ينبغي أن يكون المرشد حذراً من المبالغة، وأن يكون واعياً بدرجة كافية لأن العضو - كبش الغداء - قد يستمرأ هذا الوضع ويستمر في لعب دور كبش الغداء برغبته هذه المرة ما دام يحقق له مكانة ومكاسب في الأسرة، وبالتالي لا يبذل الجهد الكافي لمحاولة تغيير سلوكه.
وكنا قد أشرنا من قبل إلى نوع من الصفقة أو التحالف الذي يتم على نحو غير مكتوب بين المرشد والعضو المحدد كمريض أو كبش فداء الأسرة، وهو تحالف في صالح العملية الإرشادية فالنسق الأسري الآن بدأ يتعرض للتغير. فالعضو المحدد كمريض والذي كان له مكانة دنيا في نسق القوة داخل الأسرة ارتفعت مكانته وشعر بالقوة والثقة بفضل معاملة المرشد، والمفهوم الجديد المشكلة الأسرة بأنها ليست ناتجة من سلوك هذا العضو بقدر ما هي نتيجة تفاعلات الأسرة الخاطئة، وأن هذا العضو ضحية الأسرة بأكثر من أن تكون الأسرة ضحيته وتكون هذه هي فرصة المرشد ليغير في توازن النسق ويجعله يختل مقدمة لبناء النسق من جديد على أسس تفاعلية سوية. ومضمون الصفقة بين المرشد وعضو الأسرة، هي أن هذا العضو هو منفذ المرشد للولوج إلى داخل النسق الأسرى، وليصبح كما قلنا أحد مفرداته في مقابل هذه المكانة التي أتاحها له المرشد. وكما قلنا فإن على المرشد أن يكون منتبها حتى لا يستغل عضو الأسرة هذه المكانة التي أتاحها له المرشد. وكما قلنا فإن على المرشد أن يكون منتبها حتى لا يستغل عضو الأسرة هذه المكانة استغلالاً سيئاً، وأن يتمادى في الحصول على المكاسب، بل ينبغي أن يعرف أن عليه واجبات ومسئوليات مثل باقي أعضاء الأسرة، وأنه لن ينقلب من عضو منبوذ إلى عضو مميز أو مدلل مع ملاحظة أن عضو الأسرة الذي استفاد حتى الآن من العملية الإرشادية عرضة للتفكير في الا يستمر في الإرشاد - مثله مثل الآخرين عندما يكتشف أن خطة الإرشاد تطوله أيضاً وتفرض عليه تغيرات ربما لم يكن يريدها .


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

ولا تزال سياسة ...

ولا تزال سياسة الكنيسة ى! كانت» ولا أدل على ذلك من تلك القوائم التي تصدرها بأساء الكتب التي يمُنع ال...

ماهي الأنظمة ال...

ماهي الأنظمة المحاسبية ؟ هي الادوات تستخدم في إدارة الاعمال والشركات لتنظيم وتسجيل الأنشطة المالية ...

Dear Hiring Man...

Dear Hiring Manager, I am reaching out to express my keen interest in the Customer Service Agent pos...

عندما يتعلق الأ...

عندما يتعلق الأمر بالتسويق والتوزيع لآلة الأظافر، هناك عدة خطوات يمكن اتباعها: 1. تحديد السوق المست...

وتتكون من موضوع...

وتتكون من موضوعين : الموضوع الأول : تعريف تأريخ التشريع الإسلامي : التأريخ في اللغة : تعريف الوقت. ي...

تتمثل أهمية نشا...

تتمثل أهمية نشاط شركات رأس المال الاستثماري في تقديم الدعم المالي والفني والإداري ومرافقة المشاريع ا...

نظراً لعدم ثبات...

نظراً لعدم ثبات عوامل الموقع والتغيرات التي تواجه المنشآت الاقتصادية، سواء في حجمها أو في طبيعة علاق...

ة 1النظرية ٥٠ و...

ة 1النظرية ٥٠ والزوال بالفناء لها توحي قد ومتناقضاتها فها جاءت التي ومنطلقاتها الفكرية بيئتها لها نظ...

المبحث الأول أه...

المبحث الأول أهمية مراكز الأَبحاث والتفكير الأمريكية من الأَمور التي يتميز بها المجتمع الأَمريكي وحض...

Altérations mic...

Altérations microbiologiques des biscuits Elles se rapportent aux dommages sur les biscuits provoqu...

Brassica seeds ...

Brassica seeds were sown in plastic trays (3×3×5 cm cells) filled with a peat-based substrate (Trays...

وَقَالَ مُوسَى ...

وَقَالَ مُوسَى بْنُ أَنَسٍ لِأَنَسٍ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، إِنَّ الْحَجَّاجَ خَطَبَنَا بِالْأَهْوَازِ ...