لخّصلي

بغقوؽ في الإسلاـ ) يتضمن عرضان لقضايا ثقافيوة مهمة ، يحتاج بؼعرفتها طلاب كطالبات
ابعامعات ، كموضوعاتو تتناكؿ ابغقوؽ في الإسلاـ من خلاؿ دراسة : ابغقوؽ الشرعية ، ك ىي التى أكجبها الشرع من خلاؿ القرآف كالسنة ، بؽذا فهي ليست آراء شخصية أك فلسفات عقلية بؾردة ، بل مصدرىا الوحي الإبؽي كسنة النبي بؿمد صلى الله عليو كسلم ، كىذه ابغقوؽ باعتبار مصدرىا فر هض من اللهعزكجلعلىعباده،فقدشملتبصيىعجوانبابغياةالإنسانية،كبحسبأنواعها فهيتنقسمإلذ الأنواع الآتية :
1 – الحقوؽ العقائدية : حقوؽ أكجبها الله عز كجل لنفسو ، مثل حقو في أف نعبده كلا نشرؾ بو شيئنا ، كأف يطاع سبحانو كلا يعصى ، كيىتب يع طاعة الله طاعة رسولو بؿمد  فيما بلغو عن ربو من أكامر كنواهو ، كاتباع سنتو القولية كالفعلية، كالدعوة إلذ الإسلاـ بابغكمة كابؼوعظة ابغسنة ، كابغفاظ على عقيدة أىل السنة كابعماعة ابؼستمدة من القرآف كأحاديث الرسوؿ  ، كترؾ ما يخالفها من الأفكار كالبدع كابؼذاىب ابؼنحرفة.
2-الحقوؽ الاجتماعية الشرعية : كىى تشمل بصيع نسيج المجتمع الإسلامي كالإنساني ، مثل حقوؽ الصحابة ، كآؿ البيت رضواف الله عليهم بصينعا ، كحقوؽ العلماء كابؼعلمتُ ك العماؿ كابؼستخىدمتُ ، كحقوؽ الزكج على زكجتو ، كالزكجة على زكجها ، كالوالدين ، كالأبناء ، كالإخوة ، كابعتَاف ، كالأقارب ، كذكل الأرحاـ ، كابغقوؽ العامة بعميع ابؼسلمتُ ، ك حقوؽ غتَ ابؼسلمتُ من ابؼعا ىدين كابؼستأمنتُ في المجتمع الإسلامي كخارجو .
3- الحقوؽ الاقتصادية الشرعية : كىى تلك التي ترتبط بابؼاؿ في الإسلاـ كما يجب فيو من إعمار للكوف كالزكاة كالصدقة منو ، فقد جاءت الشريعة الإسلامية بدنظومة للحقوؽ الاقتصادية شملت طريقة كسب ابؼاؿ ، كإنفاقو ، كتوريثو ، كجعلت ابغق فيو معلوـ للسائل كالمحركـ .
4-الحقوؽ السياسية الشرعية : كه م التي أكجبها الله كرسولو في الأمر بالشورل ، كابغكم بدا أنزؿ الله ، ككجوب نصب كلر الأمر كمبايعتو كطاعة رعيتو لو ، كما يجب على كلر الأمر من ابغفاظ على عقائد الإسلاـ كنشرىا ، ك الدفاع عن دياره ، كتعليم الناس كتيستَ سبل ابؼعاش ، كإقامة ابغدكد الشرعية ، كفرض السلوكيات الأخلاقية الإسلامية في ربوع الدكلة الإسلامية .
5- الحقوؽ البيئية الشرعية : كىى ابغقوؽ الواجبة على الإنساف بذاه البيئة التي يعيش فيها مثل حقوؽ: الأرض ، كابؼاء ، كابؽواء ، كالطريق ، كالنبات ، كابغيواف ،..... إلخ
من خلاؿ ىذه ابؼقدمة للحقوؽ الشرعية في الإسلاـ تتضح عظمة الشريعة الإسلامية كشموبؽا كمابؽا ، كفي الصفحات القادمة من الكتاب بدشيئة الله كعونو كتوفيقو ، ابؼزيد من التفصيل للحقوؽ في الإسلاـ .
تعريف (الحق) ( )
ىذه إشارة سريعة لتعريف (ابغق) في اللغة كالاصطلاح، مع بياف معناه عند علماء الفقو كأصولو.
التعريف اللغوم:
كلمة (ابغق) في اللغة بؽا العديد من ابؼعاني، منها: الشيء الثابت الذم لا يسوغ إنكاره، كخلاؼ الباطل. كما يطلق ابغق على: ابؼاؿ، كابؼًلك، كالنصيب، كالواجب، كاليقتُ. كابغق أي نضا اسم من أبظاء الله تعالذ، كقيل من صفاتو ( ).
التعريف الاصطلاحي:
ابغق في الاصطلاح يأتي بدعنيتُ: الأكؿ: ىو ابغكم ابؼطابق للواقع، كيطلق على الأقواؿ كالعقائد كالأدياف كابؼذاىب باعتبار اشتمابؽا على ذلك، كيقابلو الباطل.
كالآخر: أف يكوف بدعتٌ الواجب الثابت. كىو قسماف: حق الله، كحق العباد.
فأما حق الله، فقد عرفو التفتازاني: بأنو ما يتعلق بو النفع العاـ للعالد من غتَ اختصاص بأحد، فينسب إلذ الله تعالذ لعظم خطره كشموؿ نفعو، أككما قاؿ ابن القيم: حق الله ما لا مدخل للصلح فيو، كابغدكد كالزكوات كالكفارات كغتَىا.
كأما حق العبد فهو ما يتعلق بو مصلحة خاصة لوكحرمة مالو، أككما قاؿ ابن القيم: كأما حقوؽ العباد، فهي التي تقبل الصلح كالإسقاط كابؼعاكضة عليها( ).
كمن المعاني الاصطلاحية: استعماؿ الأصوليتُ كالفقهاء لكلمة (حق)؛ كىذه إشارة موجزة بؽذا الاستعماؿ.
( ) للمزيد عن تعريف (الح ؽ) كأنواعو كأقسامو كمصدره كأركانو يراجع مصطلح (حق) في موسوعة الفقو الكويتية 46-7/18، ففيو فوائد كثتَة كبرريرات نافعة.
( ) انظر مادة ( ىحىق ىق) في:لساف العرب لابن منظور، كالتعريفات للجرجاني، كالتوقيؼ على مهمات التعاريف للمناكم. ( ) راجع: أعلاـ ابؼوقعتُ 108/1 كشرح ابؼنار كحواشيو ص886، كتيستَ التحرير 174/2-181.

1- الحق عند علماء أصوؿ الفقو: ابذو علماء الأصوؿ الذين ذكركا ابغق ابذاىتُ:
الاتجاه الأكؿ: أف ابغق ىو ابغكم، كىو خطاب الله تعالذ ابؼتعلق بأفعاؿ ابؼكلفتُ بالاقتضاء
أك التخيتَ أك الوضع( ).
الاتجاه الثاني:أف ابغق ىو الفعل الذم تعلق بو خطاب الشارع. فلا بد من برققو ح ًّسا، أم
من كجوده في الواقع، بحيث يدرؾ بابغس أك بالعقل، إذ ابػطاب لا يتعلق بدا لا يكوف لو كجود أصلا( ).
2- المراد بالحق عند الفقهاء: - ابؼراد بابغق غالبنا عند الفقهاء: ما يستحقو الرجل( ).
كإطلاقات الفقهاء للحقكانت بـتلفة كمتعددة، منها:
1- إطلاؽ ابغق على ما يشمل ابغقوؽ ابؼالية كغتَ ابؼالية، مثل قوبؽم: من باع بثمن حاؿ ثم أجلو صح، لأنو حقو، ألا ترل أنو يدلك إسقاطو، فيملك تأجيلو.
2- الالتزامات التي تتًتب على العقد - غتَ حكمو - كتتصل بتنفيذ أحكامو.
مثل: تسليم الثمن ابغاؿ أكلا ثم تسليم ابؼبيع، كذلك في قوبؽم: كمن باع سلعة بثمن سلمو أكلا، برقينقا للمساكاة بتُ ابؼتعاقدين، لأف ابؼبيع يتعتُ بالتعيتُ، كالثمن لا يتعتُ إلا بالقبض، فلهذا اشتًط تسليمو إلا أف يكوف الثمن مؤجلا، لأنو أسقط حقو بالتأجيل، فلا يسقط حق الآخر( ).
( ) انظر:كشف الأسرار للبزدكم 134/4، 135، كتيستَ التحرير لعلاء الدين البخارم 174/2، كالفركؽ للقرافي1/ 140– 142.
( ) راجع: قواعد ابن رجب ابغنبلي، ص 188-195،كتهذيب الفركؽ كالقواعد السنية في الأسرار الفقهية 157/1. كىو للشيخ بؿمد بن علي بن حستُ مفتى ابؼالكية بدكة ابؼكرمة.
( )البحرالرائق148/6. ( ) الاختيار لتعليل ابؼختار لابن مودكد ابؼوصلي ابغنفي 12/2-14.

3- الأرزاؽ التي بسنح للقضاة كالفقهاء كغتَىم من بيت ماؿ ابؼسلمتُ، مثل قوؿ ابن بقيم: من لو حق في ديواف ابػراجكابؼقاتلة كالعلماء كطلبتهم كابؼفتتُ كالفقهاء يفرض لأكلادىم تبنعا، كلا يسقط بدوت الأصل ترغيبنا( ).
4- مرافق العقار، مثل: حق الطريق، كحق ابؼسيل، كحق الشرب.
5- ابغقوؽ المجردة، كىي ابؼباحات، مثل: حق التملك، كحق ابػيار للبائع أك للمشتًم، كحق الطلاؽ للزكج( ).
كبعد أف تبتُ لنا معتٌ ابغق في اللغة كالاصطلاح، كبعض الاستعمالات ابػاصة بو يدكننا الدخوؿ في ابؼقرر الدراسي في الفصوؿ التالية .
( ) الأشباه كالنظائر لابن بقيم؛ ص 121. ( )انظر:موسوعةالفقوالكويتية9/18-11.
انفصم الأول: حك الله ذعالى ورسىنه وفُه يثحثاٌ
المثحث الأول: حك الله ذعالى.
المثحث انثاٍَ: حمىق انرسىل صهً الله عهُه وسهى.
المثحث الأول: حك الله ذعالى
إف أعظم حق يجب على ابؼؤمن أف يعمل على برقيقو أثناء ارتقائو بؼنازؿ العبودية كالوصكؿ إلذ
ما عند الله من جزاء عظيم ىو ( حق الله تعالذ ) . فيجب أف يكوف حق الله دائما في قلب ابؼؤمن ، كلا يق ِّدـ عليو شيئان من ابغقوؽ الأخرل .
يقوؿ الإماـ ابن القيم : (( فمن أنفع ما للقلب: النظر في حق الله على العبد، فإف ذلك
يورثو مقت نفسو ، كالإزراء عليها ، كيخلصو من اليعجب كرؤية العمل ، كيفتح لو باب ابػضوع كالذؿ كالانكسار بتُ يدل ربو كاليأس من نفسو ، كأف النجاة لا برصل إلا بعفو الله كمغفرتو كربضتو )) .
كلله تعالذ حقوؽ ، منها :
أكلان : التوحيد (( توحيده سبحانو كتعالى كالبعد عن الشرؾ )) .
كىذا ابغق أصل تلك ابغقوؽ كقاعدتها التي لا تنبغًي إلاَّ لله عَّز كج َّل . التوحيدفياللغة: مشتقمنكحدالشيءإذاجعلوكاحدان،فهومصدركحديوحد،أم:
جعل الشيء كاحدان كاعتقاد أف الشيء كاحد متفرد . كفي الشرع : إفراد الله ػػػػػ سبحانو ػػػػػ بالربوبيَّة كالألوىيَّة كالأبظاء كالصفات .
تؼوحيد الربوبيٌة ىو جزء من توحيد ابؼعرفة كالإثبات ػػػػػػ كيس َّمى التوحيد العلمي الاعتقادم ابػبرم ػػػػػػػػ
كابعزء الآخر منو توحيد الأبظاء كالصفات .
ك م ع ن ى ت و ح ي د ا ل ر ب و ب ي َّ ة : إ ف ر ا د ا لله ت ع ا لذ ب أ ف ع ا ل و ، أ م أ ٌ ف ا لله س ب ح ا ن و ك ت ع ا لذ ى و ك ح ى د ه ر ٌب ك ل
شيء كمليكو ، ىو الخػالق الرازؽ المحيي ابؼميت الضػار ال ػنافع ابؼعػطي ا ػلدػانع ابؼ ػتصِّرؼ في قػذا الكػكف بد ػشيئػػتق ابؼطلقة، ليس معو رب آخر يشركو . فتوحيد الربوبيٌة متعلِّق بالأمور الكونيٌة .
) إغاثة اللهفاف لابن القيم 1/ 143 . ) فالتوحيد من جهة بياف أنواعو لو متعلِّقاف : من جهة ما يتعلَّق بالله تعالذ ػػػ أم ما يجب لله تعالذ ػػػػػ ينقسم إلذ أنواع ثلاثة ، كىي : توحيد الربوبيَّة ، ك توحيد الألوىيَّة ، ك
توحيد الأبظاء كالصفات . كمن جهة ما يتعلِّق بالعبد ػػػ أم ما يجب على ابؼوِّحد ػػػػ فينقسم إلذ قسمتُ ، الأكؿ : توحيد ابؼعرفة كالإثبات كىو التوحيد
العلمي ابػبرم ؛ لتعلُّقو بالأخبار كابؼعرفة . كىو يشمل الإيداف بوجود الله كالإيداف بربوبيتو كالإيداف بأبظائو كصفاتو . الثاني : توحيد القصد كالطلب ، كىو التوحيد الطلبي الإرادم ؛ لتعلُّقو بالقصد كالإرادة ، كىو يشمل الإيداف بألوىية الله تعالذ . انظر : الرسالة التدمرية ، ص 3 ػػ 5 ، برقيق د. بؿمد عودة السعوم، اجتماع ابعيوش الإسلاميَّة، ص 93 ػػػ94، لابن القيم ، برقيق د. عواد ابؼعتق ، عقيدة التوحيد في القرآف الكرنً ، ص 108 ػػػ 109، د. بؿمد أبضد ملكاكم .

كالشرؾ في الربوبية : ىو أف يجعل لغتَ الله تعالذ معو تدبتَان ما ، كصورة متعددة ، منها :
الإبغاد كشرؾ فرعوف عندما قاؿ : ىكىما ىر ُّب ال ىعالى ًم ىتُ ﴾ ، كعندما قاؿ بؽاماف يىا ىا ىما يف اب ًن
ًلر ىصرنحا لىىعلِّي أىبلييغ الأىسبىا ىب ، أىسبىا ىب ال َّسىمىوا ًت فىأىطَّلًىع إًىلذ إًلىًو يموىسى ىكإًِّني لأىظينُّوي ىكاًذبنا ﴾ ، كيدخل في ىذا الشرؾ شرؾ ابؼلاحدة الطبعيتُ، كالدىريتُ القائلتُ ما ًىي إًلاَّ حياتػنا ال ُّدنيا نَوت كىبكيا كما يهلً يكنىا إًلاَّ الَّدىير ﴾، كشرؾ الشيوعيٌتُ ابؼلاحدة في ىذا الزمافى. ى ىى يى ى ىي ي ى ى ىى
ك شػػرؾ القائلتُ بوحدة الوجود، كشرؾ الثنويٌة من المجوس الذين يقولوف بوجود أصلتُ خالقتُ للعالد ،كالقدريٌةالأكلذالذينزعمواأفالعبدىوالذميخلقأفعاؿنفسو،كأٌنّابردثبدكفمشيئةالله كقدرتو ، كبؽذاكانوا أشباه المجوس .
القسم الثاني : توحيد الأبظاء كالصفات : ىو جزء من توحيد ابؼعرفة كالإثبات، كيقاؿ لو :
التوحيد العلمي الاعتقادم ابػبرم ، كابعزء الآخر منو توحيد الربوبيٌة .
كمعناه : إثبات ما أثبتو الله لنفسو من الأبظاء ابغستٌ، كمن الصفات العليا الكاملة في القرآف الكرنً، كما أثبتو لو رسولو صلى الله عليو كسلَّم منها في السنة ابؼطٌهرة، من غتَ برريف، كلا تعطيل، كلا بسثيل، كلا تكييف، كنفي ما نفاه الله عن نفسو، كما نفاه عنو رسولو صلى الله عليو كسلٌم من صفات
النقصاف