لخّصلي

ماذا تعني الفلسفة؟

يتزايد الاهتمام بالفلسفة بسبب تراجع الإطار المعياري المشترك وفلسفة الإجماع. عندما يصبح الناس أكثر وعيًا بالارتباك وعدم الاستقرار في حياتهم، يبدأون في التشكيك في معتقداتهم والبحث عن المعنى. قد يكون من المفيد إعادة النظر في المحاولات السابقة لاستكشاف معنى الحياة في هذا العالم الغامض.

إن دراسة وجهات النظر المتعارضة الرئيسية حول الحياة عبر التاريخ وفهم الأسباب الكامنة وراءها أمر بالغ الأهمية للتعليم الشامل.

المعتقدات التي نتبناها يمكن أن تؤثر بشكل كبير على حياتنا. قد يُنظر إلى بعض الأفكار على أنها مفرطة أو مجردة للغاية بحيث لا تؤثر علينا، في حين أن بعضها الآخر له أهمية كبيرة. على سبيل المثال، الاعتقاد بالفصل بين العالمين الطبيعي والخارق للطبيعة له عواقب وخيمة. إذا اعتقدنا أن ما هو خارق للطبيعة يتخلل الطبيعة، فإن القوانين الطبيعية تصبح غير ذات صلة وتصبح الجهود البشرية عديمة الجدوى. وبالمثل، فإن الاعتقاد بأن الفكر والمادة منفصلان يؤدي إلى فكرة انفصال الروح عن الجسد، مما يقلل من أهمية المرض والألم والفقر.

وبدلا من ذلك، فإنه يشير إلى تنمية الجانب الروحي للشخص.

كثيرا ما يتحدى المفكرون المعاصرون أهمية القوانين.

ووفقا لوجهة نظرهم، فهي مجرد نسخة مكثفة من تجارب مختلفة، مما يسمح لنا بتوقع احتمال حدوث شيء ما مرة أخرى. كما يرفضون فكرة الذرات والجزيئات، ويعتبرونها أوهامًا خيالية وليست حقائق ملموسة.

نافع.

فكرة النظرة الشكلية العميقة، التي تنبع من نظرية الاستحالة عند كانط.

إن مفهوم فهم الواقع كما هو يعكس الاعتقاد بأن البشر غير قادرين على بناء الواقع والتلاعب به بنجاح بسبب الطبيعة الخادعة للمعرفة. وشبهه بجدار لا يستطيع عقل الإنسان وقوة إرادته أن يتجاوزه، فيؤدي إلى تدميره.

لقد عانى من معاناة كبيرة ويأس.

غالبًا ما ترفض المعتقدات الدينية مفهوم التقدم البشري وتدعي أن البشر معيبون بشكل أساسي وغير قادرين على تحقيق إمكاناتهم بمرور الوقت. لقد كانت هذه الفكرة موجودة منذ قرون وما زالت مستمرة حتى يومنا هذا.

يصف هذا الشخص بأنه ضعيف أخلاقيًا ومحاصر في حالة من الدمار الكامل. الشر في مجتمعنا ينبع من الفراغ العميق في رغبات الناس ودوافعهم.

إنسان منحرف جنسيا.

توضح هذه الأمثلة أهمية الفلسفة التي يتبناها الإنسان وتؤكد على أهمية أخذ النظريات الفلسفية على محمل الجد لأنها تشكل حياتنا. ولهذا السبب فإن دراسة الأفكار الفلسفية هي أكثر من مجرد مجال متخصص؛ لها آثار أوسع.

مجتمعنا بأكمله.

إن معتقداتنا الواعية ليست هي الوحيدة المهمة، إذ لدينا جميعًا افتراضات أساسية تؤثر على حياتنا. بالإضافة إلى ذلك، فإن معتقداتنا الواعية تشكل الطريقة التي نعيش بها، بغض النظر عما إذا كنا ننطق بها أم لا.

يشير تصريح تايلور إلى أننا لا نستطيع الاختيار بين امتلاك فلسفة أو عدم امتلاكها، حيث لم يتم التعبير عنها بوضوح.

هل يجب أن نتعمد إنشاء نظرياتنا لتتوافق مع مبدأ معروف؟

هل نفعل ذلك دون تفكير أم بالصدفة؟

هناك مشكلة جديدة ناشئة: عندما نتفحص المعتقدات المختلفة السائدة في عصرنا الحالي أو في العصور السابقة، نجد أنه يمكن تجميعها في وجهات نظر عالمية محددة أو آراء سائدة. وذلك لأنه حتى المواقف المتعارضة تشترك في بعض الافتراضات الأساسية التي يتم تقديمها كفرضيات أولية. لذلك، يمكننا أن نستنتج أن هذه المعتقدات المتعارضة تنبع من منظور أساسي مشترك.

وتشكل معتقدات ومذاهب عصر معين فلسفته. تذهب الفلسفة إلى ما هو أبعد من فحص المعتقدات الفردية وبدلاً من ذلك تنظر إلى الأنظمة الفكرية وكيفية ارتباطها بسياقاتها الأيديولوجية والاجتماعية والسياسية. بدلاً من مجرد التساؤل عما إذا كان الاعتقاد صحيحاً أم خاطئاً، فإننا نسأل عن الأسباب الكامنة وراء تفكير الناس وكيف تترابط المعتقدات المختلفة.

ما هو نوع نمط الحياة الذي يظهره هذا الوضع؟

في القرن العشرين، بدأ الناس في تشكيل فهمهم الخاص للعالم والحياة ضمن سياق الهياكل الصناعية والسياسية والاجتماعية في ذلك الوقت. لقد بدأوا في قبول وبناء وجهات نظرهم الخاصة حول العالم وتحدياته.

يعرّف المؤلف مصطلح "الأيديولوجية" بأنها مجموعة من الأفكار المنفصلة عن الواقع وتتطور بشكل مستقل بناءً على معلوماتها الخاصة. وتتأثر هذه الأفكار بالأحداث الاجتماعية والاقتصادية وغالباً ما يتم تبنيها دون أن يدرك الشخص ذلك.

المؤلف يناقش أفكار أو أفكار شخص ما.

وتتأثر وجهة النظر هذه بشدة بالأحكام السابقة التي قد لا نفهمها بشكل كامل. إنه يقوم على التقاليد وميلنا إلى خلق أيديولوجية تعكس مشاكلنا الخاصة. كما تتضمن التعاليم الدينية والمعلومات العلمية والمفاهيم الجماعية التي تعكس ظروف الناس المعيشية وجهودهم في السيطرة عليها أو التوافق معها. بالإضافة إلى ذلك، فهو يتأثر بالمعرفة التاريخية والفلسفية المكتسبة من خلال الاستيعاب، وكذلك التجارب الشخصية مع الفن والأدب.

يشير هذا إلى الأفكار والعواطف اللاواعية من الطفولة والشباب التي كشف عنها فرويد. في نهاية المطاف، لا ينبغي لنا أن نغفل أهمية الجانب الذي كان ينبغي أن يكون محور التركيز الأساسي - جهود الفرد في التفكير وإصدار الأحكام، حتى لو لم يتم تطويرها بشكل كامل بعد.

تم إكمال ثلاثة من أصل ستة عناصر أو مهام.

وهذا يعني أن الفلسفة بمثابة مبدأ توجيهي لكيفية تصرف البشر في العالم. عندما نعتنق بعض المبادئ التي تنطبق على الحياة، فإننا نعتنق الفلسفة بشكل أساسي. وهذه المبادئ، سواء أدركناها أم لا، تشكل سلوكنا في جميع جوانب الحياة.

طوال حياته، واجه المؤلف رغبة متزايدة في البحث عن فلسفة أو مجموعة من المبادئ التي توجه أسلوب حياته. هذه الرغبة في الفلسفة مدفوعة بالحاجة إلى إيجاد عقيدة توفر الاتجاه والمعنى في الحياة.

الغرض الرئيسي من الفلسفة هو التأثير على حياتنا وتحسينها. من المهم بالنسبة لنا أن نفهم العالم الذي نعيش فيه، وهدفنا فيه، وماذا سيحدث لنا في المستقبل. لولا الفلسفة لضيعنا في هذا العالم المربك بلا أي توجيه أو دافع.

يعتقد JK أن تصريح تشيسترتون حول أهمية رؤية الفرد للعالم صحيح. ويرى أن فهم فلسفة الشخص أهم من دخله عند التعامل معه. وبالمثل، فإن معرفة فلسفة العدو أمر بالغ الأهمية للتحضير العام للمعركة. يرى جيه كيه أن الأفكار لها تأثير قوي على العالم، ومن الحماقة محاولة القضاء عليها بالعنف. ويعتقد أن أولئك الذين يقللون من تأثير الفلسفات الخاطئة هم أكثر حماقة. في النهاية، يؤكد JK على أهمية فهم وجهات النظر العالمية المختلفة والنظر فيها في عملية صنع القرار.

يجب على الشخص غير المؤكد أو الذي يحمل معتقدات قوية حول شيء مهم أن يتجنب تحليل الأشياء بشكل نقدي ويجب عليه بدلاً من ذلك رفض أي شيء يتعارض مع معتقداته.

إن اختيار ما هو صواب وصحيح لا يقتصر فقط على كشف الأكاذيب وتدمير المعتقدات. يدور التطور الفكري حول التقدم من معتقدات أقل تحديدًا إلى معتقدات أكثر تحديدًا، مما يؤدي في النهاية إلى اكتشاف الحقيقة. إن استخدام العقل البشري يسمح بخلق عقائد وأنظمة فكرية، مما يؤدي إلى التقدم الحضاري بما يتجاوز مجرد الوسائل التقنية. تتطور الحضارة من خلال تراكم المذاهب والمعتقدات، مما يشكل نظرتنا الشاملة للعالم.

إن الإنسان يتقدم ويتطور في نظر العالم كما يطور فلسفة فريدة من نوعها.

الموضوع هو الحياة ويرى المؤلف أنه إذا تم رؤية نشاط العقل البشري في عملية تحقيق النتائج، فإن كل نتيجة تتضمن أيضًا فكرة أن النتائج الأخرى غير صحيحة. يشارك المؤلف حكاية عن اتهام ماثيو أرنولد بالتفكير المتصلب مثل كارلايل، لكن أرنولد يدافع عن نفسه بالقول إنه متصلب ولكنه أيضًا على حق، في حين أن كارلايل متصلب فقط.

ولا ينبغي الاستخفاف بالحديث الفلسفي، فهو يتطلب اليقين في الحقيقة والقدرة على دحض الخطأ. في حين أن المعرفة بالنظريات المختلفة أمر مهم، إلا أنها يمكن أن تؤدي إلى قناعة خطيرة برأي معين. ويصبح هذا الاقتناع هو الجانب الأكثر أهمية، لأنه يشكل معتقدات الفرد وأفعاله.

ضع أهمية لكل من كلمات وأفعال هذا الرجل.

وفي ظل هذا الوضع، ألا يحق لنا أن نقلق بشأن التعامل مع القضايا التي ذكرها ويليام جيمس؟ وتشمل هذه القضايا المبادئ الأساسية التي تشرح كل شيء، وأوجه التشابه بين الآلهة والحيوانات والأحجار، وأصولها ووجهاتها النهائية. وترتبط هذه المفاهيم بالتقدم العلمي للعالم، وأسس المعرفة، والموجهات العامة للسلوك الإنساني.

عند دراسة تاريخ الفلسفة، من المهم مراعاة السياق التاريخي الذي عمل فيه الفلاسفة. لقد اعتقد بعض الناس خطأً أن الفلسفة تتعامل مع مشاكل خالدة وأن الفلاسفة المختلفين عبر التاريخ قدموا حلولاً مختلفة لهذه المشاكل. ومع ذلك، هذا ليس دقيقا. يُظهر تاريخ الفلسفة في الواقع كيف تغيرت المشكلات التي يعالجها الفلاسفة بمرور الوقت.

كل مذهب فلسفي يقوم على مرحلة تاريخية معينة ويتضمن فهما عميقا لأمور معينة. ومع ذلك، تنشأ المشاكل عندما يتم تطبيق هذه النظرة الشاملة بشكل صارم على مواقف جديدة دون النظر إلى عيوبها ودون فحص نقدي.

والواقع ان محاولة تفسير المرحلة الجديدة بواسطة النظريات المستعملة في المرحلة التي سبقتها لهو عمل لا يؤدي إلا الى خلط الأمور ، لأن « الفكر على

وجه العموم يعوقه دائماً افتراض وجود أشكال ثابتة من النظم » . لا ان هيغل هو الذي غير نظرتنا الى تاريخ الفلسفة بأسرها عندما قال ان إبدال مذهب بآخر إنما يعكس التسلسل التاريخي لمراحل التطور الاجتماعي المختلفة . ان كل مذهب حقيقة حيوية في العصر الذي يظهر فيه، حقيقة يجب أن تدرك في علاقتها بالمرحلة التي بلغتها ( روح العالم ، كما تتجلى في وقت واحد في مجالات السياسة والدين والأخلاق والقانون والأدب والفلسفة

ت

ويقول هيغل : « ليس هناك فلسفة فندت وليس هناك فلسفة يمكن أن لأنه يجب أن نعتبر كل مذهب فلسفي بوصفه عرضاً للحظة معينة تفند ... 6 ... او مرحلة معينة من مراحل عملية تطور الفكرة. ان تاريخ الفلسفه ليس في جملته معرضاً لخرافات العقل الانساني، بل يحسن تشبيهه بمعبد للآلهة» (١). ومن هنا نتبين لماذا لم يناضل هيغل ضد مذاهب أسلافه إذ ليست كل فلسفة خاصة هي ابنة عصرها فقط ، بل انها آخر تعبير للفكرة ، وبالتالي فإنها بمثابة نتيجة لكافة المذاهب التي سبقتها ، نتيجة تشتمل ولا شك على

مبادىء تلك المذاهب . وهكذا يمكن اعتبار الفلسفة المعاصرة أكثر كافة المذاهب كمالاً وشمولاً وصلاحية . يا لها من كلمات قوية ! ولكن ، ماذا لو دخل التاريخ مرحلة من مراحل الانحلال التي تسبق نهضة بنائية جبارة ؟ ماذا يكون مصير الفلسفة ؟ من المنتظر أن تظهر في هذه الحالة اتجاهات لا تكاد تبحث عن أسانيد عقلية ،

بل تؤثر الحدس (۲) او الانفعال . وهذا بالضبط ما حدث بالنسبة للمذاهب.

الفلسفية التي كان لها رواج كبير في المانيا بين الحربين العالميتين، عندما أرادوا للناس أن يفكروا تفكيراً عنصرياً. كذلك الأمر في فرنسا ، او يكاد، حيث ظهرت فيها نزعة مثالية ممعنة في الذاتية تدير ظهرها للعالم كما نعرفه بواسطة العلم في محاولة للافلات من واقع يتفاقم عجزها عن مواجهته ، واقع لا

تستطيع تلك النزعة أن تواجهه إلا بواسطة الايحاءات الحدسية للروح . عندما تقع الفلسفة في مثل هذا المأزق ، يصبح من الواجب أن نبحث عن وسيلة للدفاع عن التراث الفلسفي ولتحقيقه في مجال غير مجال الفلسفة

الاكاديمية

إلا انه يجب أن نحترس عند استعمال المنهج التاريخي لقد أوضح الاستاذ بوبر نفسه، وهو الذي استعمل المنهج التاريخي استعمالاً بارعاً في تحليله لمؤلفات أفلاطون ، انه مهما تأثر التفكير بالظروف التاريخية ، فإنه يجب أن ننقد وجهات نظر كل فيلسوف بالحجج الفعلية . فإذا وجدنا أنها غريبة بعض الشيء، كان في وسعنا أن نلجأ الى الظروف المحيطة للتفسير . والواقع أن مجموعة كبيرة من الظروف المختلفة يمكن أن ينتج عنها مجموعة كبيرة من المظاهر المفيدة للحقيقة ، إلا أن هذه الأخيرة ستكون مظاهر ، ومن هنا ظهر خطر جسيم ، ألا وهو اعتبار نصف الحقيقة بمثابة الحقيقة كلها ، وهو خطأ يعادل في جسامته اعتبار الكذب حقيقة . ولكن إذا امتنع فيلسوف ما عن تقديم أية حجج لتدعيم موقفه بل قذف به هكذا الى الناس للأخذ به او رده كتلة واحدة ، فإننا نكون على حق إذا ركزنا اهتمامنا على الطابع اللاعقلي لفلسفته هذه ، على ( الدوافع والمكيفات اللاشعورية التي

تعمل في بيئة هذا المفكر الاجتماعية » (۱)

‎يفتقر عمل المفكر توينبي "دراسة التاريخ" إلى النقد الفلسفي الكامل. ويخلص إلى أن التاريخ تحركه العواطف والأديان والفن وليس العقل أو العلم. والجدير بالذكر أنه يرى أن عمل تويني تأثر بهذا الاتجاه. بتحويل التركيز، نتناول الآن فلسفة أفلاطون.