لخّصلي

التغذية الانبوبية
إن من أهم مراحل الرعاية الغذائية في المستشفيات معالجة أسباب الإجهاد الأيضي الهدمي الناتج من الإلتهابات أو الكسور أو الحروق أو الإصابة أو العمليات الجراحية وغيرها.

يجب البدء بالتغذية حتي في حالة عدم القدرة علي إزالة أسباب الإجهاد؛ لأن عدم مساعدة المريض غذائيا يدفعه إلي استمرار استخدام الأنسجة العضلية(البروتينية) في إنتاج الطاقة، ويتسبب في فقدان بعض بروتينات الجسم الأساسية، الأمر الذي يؤدي إلي تدهور صحة المريض؛ أي حدوث ضعف في معدل تصنيع بروتينات الجسم، وفقدان المناعة، وانخفاض مستوي الألبيومين في الدم، وعدم التئام الجروح ، وظهور التهابات جديدة ، وعدم كفاءة الجهاز التنفسي بسبب ضعف العضلات، وفي نهاية المطاف يحدث فشل للعديد من أعضاء الجسم ثم الوفاة.

يحدث الأيض البنائي في الجسم (بناء أنسجة جديدة) عن طريق تناول الغذاء والعناصر الغذائية. ويجب عدم ترك المريض من دون دعم غذائي مدة تزيد علي خمسة أيام بعد إصابة أحد الأعضاء أو الأنسجة .
ويقدم الدعم الغذائي غالبا عن طريق التغذية الأنبوبية او الوريدية) التغذية بالحقن.

★التغذية الأنبوبية :-
تعني التغذية بالأنبوب إيصال العناصر الغذائية ( الغذاء الكامل والمدعم )إلي المعدة أو الأمعاء.
تتم التغذية الأنبوبية عن طريق الأنف للمعدة أو المعدة أو الأمعاء في حالة عدم امكانية تناول الطعام بالفم. تستعمل هذه الطريقه في حاله انسداد المريء او بعد الجراحه في المريء او في الفم وعند اصابه المريء او المعده بمحلول قلوي مركز وبعد الجراحه لاستئصال اورام سرطانيه في المريء او المعده، وعند اصابه الفرد في الراس او اصابه الجهاز العصبي والمخ . غذاء الانبوبه يجب يكون سائل وفي نفس الوقت يحتوي على كميه معقوله من العناصر الغذائيه الضروريه للتغذيه الكافيه وخاصه اذا استعمل هذا الغذاء لفتره طويله من الزمن.

هناك ثلاث أنواع من غذاء الأنبوبة:

١- غذاء يعتمد أساسا علي محلول من اللبن.
٢- محلول اللبن مع إضافة أطعمة مصفاة أو مخلوطة مع بعض.
٣- غذاء قليل الألياف.
تقديم الأغذية بالأنبوب Administration of Tube
Feeding
تعطى أغذية الأنبوب عن طريق الأنف (تصل إلى المعدة أو الاثني عشر) أو فتحة في المعدة، أو فتحة في المرئ ، أو فتحة في الصائم . ويستخدم أنبوب صغير يحمل في حالة التغذية عن طريق الأنف والبلعوم ، حيث مر العديد من الأغذية خلال هذه الأنبوب، خاصة في حال استخدام المضخة، في حين يستخدم الأنبوب الكبير في حالة تقديم الأغذية المحضرة بالخلاط. وبوجه عام، كلما كبر حجم الأنبوب شعر المريض براحة أكثر.

توجد طريقتان شائعتان لتقديم الأغذية بالأنبوب
• التنقيط
• المضخة

لا ينصح باستخدام أنبوب بلاستيكي يمر من فتحة الأنف إلى المعدة مدة طويلة؛ لأنه يحدث تهيج للأغشية المخاطية في الأنف والحلق. وتستخدم في هذه الحالة طريقة تسمى فتحة في المرئ. وفيها يوصل أنبوب إلى المريء عن طريق الجلد.

يجب تخفيف كمية الغذاء خلال الأيام الأولى إلى النص
( ١/٢ سعر لكل مل واحد) ، بحيث يقدم نحو ( 40 -60 ) ملليلترا في الساعة الواحدة؛ ليتمكن المريض من مقاومة اسموزية المنتج بصورة تدريجية. ويعد التدرج في التقديم مهمة جدا في حالة تقديم الأغذية المرتفعة الأسموزية (أكثر من 350 mOsm/ كيلوجرام غذاء) ، خاصة الأغذية المحددة التي تقدر آسموزيتها بنحو 500 mOsm أو أكثر لكل كيلوجرام حين تؤخذ بكامل عناصرها . ويوصي في هذه الحالة بتخفيف المنتج الغذائي إلى الربع، ثم التدرج في رفع التركيز إلى أقصاه، وإلى الحجم المطلوب خلال(4-5)أيام.

تحضر أغذية الأنبوب إما جاهزة في المستشفى، وإما بصورة تجارية، بحيث تحتوي غالبا على سعر واحد لكل مليلتر واحد، وقد يتراوح تركيز السعرات ما بين (١/٢_ ١,٥ ) سعر / مل. ويج ب عند بدء التغذية بالأنبوب تخفيف الوجب ة بالماء بحيث تحتوي على ( ١/٢_ ٢/٣ ) سعر لكل ملليلتر واحد؛ وذلك لاختبار مدى استجابة المريض لغذاء الأنبوب، وتجنب حدوث تأثيرات جانبية، مثل الإسهال والتقيؤ.
يستمر تقديم الوجبة المخففة بالماء مدة 24 ساعة؛ تقدم بعدها أكثر الوجبات تركيزا(سعر واحد / مل ) في حال عدم ظهور أعراض جانبية. ثم يعاد تقديم الوجبات الخفيفة عند ظهور الإسهال بسبب زيادة التركيز، وبوجه عام، يجب تقديم غذاء الأنبوب بالتدريج وببطء لتلافي حدوت آثار جانبية.

وكما ذكر آنفا، فإن التغذية بالأنبوب (المعوية الإجبارية) تعني إيصال العناصر الغذائية مباشرة إلى عضو الامتصاص في الجسم في (الأمعاء الدقيقة) عن طريق أنبوب يوضع في الأنف، أو بإحداث فتحة بواسطة الجراحة، ويستعمل على نطاق واسع في حالة التغذية المعوية الإجبارية - الأنبوب الأنفي المعدي، والأنبوب الأنفي الاثني عشر ، وذلك خلافا للأنبوب الذي يصل المعدة ، أو الأمعاء من فتحة فيهما ( انظر الشكل الاتي ):-

ويضع أنبوب التغذية عادة شخص مدرب ذو خبرة جيدة في هذ ا المجال، ويكون محيطة بمزايا ومساوئ كل واحدة من الطرائق الأربع المذكورة أعلاه.

يجب أن يكون الغذاء المستخدم في حالة التغذية بالأنبوب سائلا تماما ، وسهل الهضم والامتصاص، ويحتوي على العناصر الغذائية الضرورية، خاصة إذا استعمل مدة طويلة. وتستخدم معظم المستشفيات المنتجات التجارية في حال التغذية بالأنبوب، وتتكون هذه المنتجات من عناصر غذائية نقية تدعى الوجبات الأساسية.
وقد يحدث في بداية التغذية بالأنبوب إسهال ومغص حاد بسبب سحب المنتجات المرتفعة الأسموزية الماء إلى داخل الأمعاء. يذكر أن المرضى الذين لا يتناولون الوجبة الغذائية الكاملة، أو الذين لا يأخذون الكميات الموصى بها ، لا يحصلون على كامل حاجاتهم اليومية منالفيتامينات والمعادن؛ لذا، فهم بحاجة إلى المدعمات. وكما ذكر آنفا ، فإن إعطاء المريض نحو 2000 ملليلتر أو أقل قليلا يوفر له كامل حاجاته من الفيتامينات والمعادن.

من جانب آخر، يتعين على الممرضة تدوين كمية الوجبة الفعلية التي تناولها المريض، وملاحظة حدوث تقيؤ أو إسهال أو جفاف جراء المحاليل العالية التركيز، أو التغذية غير الكافية، ويعد تقييم الجفاف مهمة جدا بالنسبة إلى المرضى في حالة الغيبوبة، والضعاف، والمصابين بحالة مرضية شديدة لأنهم لا يستطيعون التعبير عن شعورهم بالظمأ (العطش) . ومن المرضى الذين قد يتعرضون للجفاف بسبب التغذية بالأنبوب المرضى الذين لديهم فتحات جراحية في القصبة الهوائية ، الأمر الذي يتعذر معه التعبير عن الشعور بالظمأ من جانبها، تسبب أمراض القلب والكليتين خللا في الوظائف المرتبطة بتخلص المريض من الماء، الأمر الذي يقود إلى الجفاف؛ لذا، يجب زيادة كمية الماء التي يتناولها المريض الذي يتغذي بالأنبوب، في حالة كثرة الماء المفقود غير المرئي بسبب الحرارة ( السخونة )، والتعرق، وتصريف الناسور ، وكثرة البروتينات والإلكتروليتات في الوجبة، ويجب سحب محتويات المعدة قبل إدخال الغذاء الجديد للتخلص من معظم فضلات التغذية السابقة؛ إذ تعد الفضلات الزائدة مؤشرا على حدوث انسداد أو سوء هضم، مما يتطلب معالجتها قبل بدء التغذية الجديدة وتشير بعض الدراسات إلى إمكانية تعليم المرضى كيفية إدخال واستبدال الأنبوب الأنفي المعدي بأنفسهم دون اللجوء للطبيب.