لخّصلي

التفاعل الاجتماعي في المجال العام: تصميم تجربة مستخدم مثيرة

يُعرف المجال العام كفضاء للتفاعل الاجتماعي بين الأشخاص، حيث تتجاوز رحلاتنا من المنزل إلى العمل حدوده، لنستكشفه بغرض الترفيه والتعليم وغيرها. يصبح المجال العام بذلك هو الهدف وليس مجرد عبور، مما يشجع الناس على الخروج من منازلهم ليشهدوا جمال الفضاء الحضري والتفاعل مع الآخرين.

في عالم اليوم، تتولى المساحات العامة دورًا هامًا في الاتصال والتواصل الاجتماعي والثقافي، حيث تُعتبر أماكن مثل المقاهي والشوارع والساحات والأضرحة نقاط ارتكاز للنشاط الاجتماعي في إيران. تُعد الأسواق التقليدية (البازارات) مثالاً رائعاً على ذلك، فهي تُمثل حضارة المدينة وظهور هويتها، مع انعكاس قيمها الثقافية وترابط أفرادها.

تساهم الساحات التقليدية أيضًا في التفاعل الاجتماعي، مثل الحسينيات التي تُعرف بفعالياتها المتنوعة، بما في ذلك الاحتفالات الدينية والعروض الفنية والاجتماعات. تُعتبر هذه المساحات أماكن لتبادل الخبرات ونقل المعرفة، مما يعزز الشعور بالانتماء والتواصل بين أفراد المجتمع.

في بيئة المدن المعاصرة في إيران، تُقسم المساحات العامة إلى نوعين: التقليدية (الأضرحة والحدائق) والحديثة (الحدائق ومراكز البيع والثقافة). وتعتمد قيمة الفضاء على مدى جذبيته وسهولة الاستخدام، مما يزيد من رغبة المواطنين في الحضور والتفاعل.

يُعتبر "تصميم التفاعل" مجالًا يهتم بتصميم الأماكن التي تُمكن الناس من التفاعل معها بسهولة. يهدف تصميم التفاعل إلى تحقيق سهولة الاستخدام وتقديم تجربة ممتعة للمستخدم. يُمكن تحقيق ذلك من خلال تصميم يركز على:

• الفعالية: قدرة النظام على تحقيق وظيفته بنجاح.
• الكفاءة: تمكين المستخدمين من تنفيذ المهام بسهولة.
• الأمان: حماية المستخدمين من الأخطار.
• المنفعة: توفير الوظائف اللازمة.
• الذاكرة: سهولة تذكر كيفية استخدام النظام.

وإلى جانب سهولة الاستخدام، يجب أن يُقدم الفضاء العام تجربة ممتعة للمستخدم، وذلك من خلال إثارة مشاعره وإلهامه. يُمكن تحقيق ذلك من خلال تصميم جذاب وواضح يمنح المستخدمين شعورًا بالانتماء والراحة في الفضاء.

التفاعل الاجتماعي في المجال العام

المجال العام هو الحقل الذي يتفاعل فيه الأشخاص اجتماعيًا مع بعضهم البعض. كل ما يحدث في مدننا هو أننا نستخدم خليتين رئيسيتين في مدننا: من المنزل إلى مكان العمل والعكس صحيح، ومع ذلك، نزور أيضًا خلايا أخرى، للترفيه والتعلم وما إلى ذلك. وهذا يعني أن المدينة تحولت إلى وسيلة توجهنا إلى وجهتين ولها دور عابر بينما المجال العام هو الوجهة والهدف وليس مكانًا عابرًا. يجب أن تخلق المساحات الحضرية وجودة حياتنا هذا الطلب في المواطن للخروج من المنزل لرؤية الفضاء الحضري. فقط في هذه الحالة، سيتواصل الأشخاص (خسروي دانش، 2005).

في عالم اليوم، سيطرت المساحات العامة على مساحات الاتصال والتواصل الاجتماعي والثقافي لوسائل النقل. درس هوبر ونيلسن (1991) تأثير التفاعل الاجتماعي على تغيير معايير المجموعة أو القواعد الاجتماعية لسلوك إعادة التدوير، من خلال تحديد شخص في الحي. تم تحديد أربعة أسس للتجارب الجذابة بما في ذلك الممارسات الثقافية والظروف المادية ومحتوى المنشآت والممارسات الاجتماعية. حتى استبدال بعض المساحات بوسائل النقل أدى إلى فقدان العديد من المساحات الحضرية التقليدية ذات الأداء الاجتماعي والثقافي المهم، ولكن المدن تحتاج إلى مساحات تلبي العلاقات الاجتماعية والثقافية ولديها أداء مناسب. في إيران، كانت المقاهي والشوارع والساحات والأضرحة تعتبر من المساحات الحضرية الرئيسية (مسعودي، 2001).

تمثل الأسواق التقليدية (البازار) التي تعد مكانًا للتفاعل الاجتماعي الحضارة والظهور للهوية والحياة الاجتماعية للمدينة والصور الجماعية للمواطنين وانعكاس القيم القبلية والثقافية للحضارة الحضرية الإيرانية. يخلق السوق شبكة قوية من العلاقات الاجتماعية من خلال خلق الوحدة والعلاقة بين العناصر والأداءات. يمكن للمساحة المفتوحة للمساجد التي تقع عبر السوق أن تجمع أشخاصًا مختلفين في السوق مرة واحدة في اليوم لأداء الواجبات الدينية بالإضافة إلى التواصل. المساحات الأخرى، التي لها أهمية اجتماعية وثقافية، هي الساحات التقليدية مثل الحسينيات.

هذه الساحات هي مساحات ذات أداءات مختلفة. وتشمل أهم العروض الاحتفالات الدينية بما في ذلك العروض والموسيقى والشعر والكلمات التي تعد وسائل لإظهار مواهب وقدرات الناس في المنطقة. تُظهر هذه الأنشطة أن الناس قد خلقوا تقاليد وعادات خاصة للحفاظ على العلاقات الاجتماعية. التقاليد هي سلوكيات ثقافية يمكن التنبؤ بها، وهي معيار مقبول وله سجل طويل ويجب الحفاظ عليه. تشمل الوظائف الأخرى للساحات التقليدية قضاء وقت الفراغ والزيارات اليومية وتبادل الأخبار والمعلومات والتعليم غير الرسمي ونقل الخبرات وأداء الأعمال الخيرية والإغاثة. هذه المساحات هي أماكن لأداء الأنشطة الجماعية التي يستخدمها الأشخاص في أي فئة عمرية، بأي تعليم، بأي وظيفة، ودخل. بشكل عام، من الأهمية بمكان أن تكون حاضرًا في مثل هذه المساحات أكثر من معرفة كيفية الوصول إليها. هناك بعض الروابط بين الفضاء والشخص وهويته، ولمس الفضاء، والتواجد في الفضاء، وتجربته، والأهم من ذلك تجربة الدخول إلى المكان المميز (غريب، 1997، تاج زاده، 2002، حبيب، 2006).

عادةً ما يمكن تقسيم الأماكن العامة الحضرية في الأماكن المعاصرة في إيران إلى مجموعتين: الأماكن التقليدية مثل الأضرحة والحدائق، والأماكن الحديثة مثل الحدائق ومراكز البيع ومراكز الثقافة. أيضًا، يتم تصنيف الأماكن الحضرية إلى بعض المجموعات بسبب المستوى الوظيفي، مثل أماكن المقاطعة والمساحات الحضرية والمساحات الداخلية للمدينة. يمكن تقسيم المساحات العامة إلى مساحات اصطناعية وطبيعية من حيث الهيكل المادي (غولتشينفار، 2006). يزيد التواجد الطوعي للمواطنين في الفضاء من فرص التفاعلات الاجتماعية وله أيضًا علاقة مباشرة بفائدة الفضاء، فالفضاء المرغوب فيه والجيد يزيد من ميل الحضور (خسروي دانش، 2005).

3.1. تصميم التفاعل

نشأ هذا المصطلح من كلمة التفاعل بين الإنسان والكمبيوتر لأول مرة. هذا المجال من دراسات الكمبيوتر علاقة المستخدم واستخداماته التي يتم اختصارها إلى التفاعل بين الإنسان والكمبيوتر (HCI) وقد ذكرها بيل ماجريج، مؤسس شركة IDU. وصف تصميم سلوك المنتجات وجعلها مرغوبة للأشخاص والمستخدمين (ماريون، 1999). تم توسيع هذا النهج ليس فقط في علوم الكمبيوتر ولكن أيضًا في مجالات أخرى خاصة في خدمة التصميم. يُعتبر الاستخدام والمستخدمون وقابلية الاستخدام من الكلمات الرئيسية لتصميم التفاعل (كوليني ماماغاني ومورشيد زاده، 2010).

تصميم التفاعل هو تخصص يهتم بتصميم ونشر القطع الأثرية التفاعلية الجديدة المدعومة بالتكنولوجيا الحاسوبية، في إعدادات النشاط البشري اليومي. على مر السنين، توسعت حدود تصميم تخصصات تصميم التفاعل من أماكن العمل إلى المساحات الخاصة (Ciolfi et. al.، 2007). في الآونة الأخيرة، ظهرت الأماكن العامة أيضًا كإعداد تصميم لتصميم ونشر القطع الأثرية التفاعلية الجديدة.

3.2. هدف تصميم التفاعل

يعد سهولة الاستخدام وتجربة المستخدم الهدفان الرئيسيان لتصميم التفاعل. يعني سهولة الاستخدام ضمان تصميم منتجات وخدمات التفاعل التي يستخدمها الأشخاص وتشمل:

الفعالية: يشير إلى مدى جودة النظام في القيام بما يفترض أن يفعله.
الكفاءة: يشير إلى الطريقة التي يدعم بها النظام المستخدمين في أداء مهامهم.
الأمان: ينطوي على حماية المستخدم من الظروف الخطرة والمواقف غير المرغوب فيها.
المنفعة: يشير إلى مدى توفر النظام لنوع الوظائف الصحيح.
الذاكرة: يشير إلى مدى سهولة تذكر كيفية استخدام النظام، بمجرد تعلمه (كوبر، 2001، لوغرين، 2010)
تجربة المستخدم هي استخدام المنتج واستخدام الفضاء العام، ويجب أن يكون الفضاء العام مثيرًا وممتعًا وممتعًا. وهذا يعني أن التفاعل مع النظام يلهم الناس ويرضيهم لاستخدام النظام، وخلص إلى أنه لم يكن يكفي التحقيق في وظيفة وشكل المنتج والخدمة. بعض القضايا مثل الشعور والمتعة والراحة والوضوح أثناء إقامة التواصل مع المنتج مهمة. يمكننا القول إن تصميم التفاعل الفعال للفن هو تجربة مثيرة ومقنعة للآخرين. الأهداف هي تصميم المنتج في الفضاء الحضري وخلق تجارب مثيرة للآخرين وجذب الأشخاص الذين يجعلون فهم الفضاء وديمومته ووضوحه. هذه المواصفات فعالة في خلق شعور المكان (كوبر، 2001، لوغرين، 2010).